CMP: AIE: رواية شذى الورد الحزين الفصل السابع عشر17بقلم ايمي الرفاعي
أخر الاخبار

رواية شذى الورد الحزين الفصل السابع عشر17بقلم ايمي الرفاعي


 الفصل السابع عشر 

شذى الورد الحزين

بقلم ايمي الرفاعي

بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


........تمنيت عمرا أحبك فيه......وكم راود القلب عشق البحار....ولكن حبك درب طويل.....وأيام عمرى ليال قصار.....اذا صرت في الأفق أطلال نجم فيكفى بأنك أنت المدار..........فاروق جويدة).........


دلفت معه بخطوات مهزوزه ومرتبكه بالرغم من مساعدته وكلامه المعسول إلا إنها تشعر بالخبث فى عينيه ليبتسم قائلا بنبره ودوده.....اتفضلى ياورد..أنا جهزتلك المكان وفى أكل فى المطبخ والتلاجه.ولو احتاجتى اى حاجه فى أى وقت هتلاقينى عندك علطول..أنا مضطر أسيبك علشان عندى شغل وكمان علشان مانلفتش الأنظار


بادلته ابتسامه متوتره لتغلق وراءه الباب بعد خروجه.وهى تتنهد بقلق متجه على أقرب مقعد لتجلس عليه متنفسه الصعداء بأنها أخيرا تخلصت منه لتبدأ التفكير في حياتها القادمه بعيدا عن سطوته....تجولت في المكان لتقودها قدماها إلى المطبخ لشعورها بالجوع..التقطت بعض أطباق الطعام الجاهزه لتضعها أمامها على منضده تتوسط المكان..شرعت في تناول الطعام بشرود وحزن لتتساقط عبراتها على ماآلت إليه حياتها ارتفعت شهقاتها قائله.... يارب أعمل ايه .أنا تعبت رضيت بالحياه معاه وقلت ممكن أكون سبب فى هدايته وأنا قلبى بيتقطع من قربه واستحملت بس الى زى ده شيطان وصعب يتغير...قول ليه أعمل إيه ماتسبنيش فى حيرتى....رحمتك يارب ....لتترك مابيدها لفقدانها شهيتها متجه إلى إحدى الغرف ضامه جسدها بذراعيها مستلقيه على الفراش وهى ترتجف وتمتم......يارب قوينى...يارب

........................


حاول الإتصال بها مرارا وكل مره تبلغه الخادمه بنومها ليشعر بالقلق مضطرا قطع رحلته والعوده سريعا للاطمئنان عليها........دلف إلى المنزل وهو يصيح مناديا......ورد....حبيبتى..أنت فين


ولجت اليه الخادمه بقلق قائله......المدام مش هنا يا دكتور


سقط قلبه من الخوف ليلتفت إليها بتساؤل.....آمال هى فين


بلعت ريقها توترا قائله....فى المستشفى مع الدكتور يوسف


شحب وجه قائلا بنبره مرتجفه.......ليه ايه الى حصل


سردت له عماحدث منذ يومين وإنقاذ دكتور يوسف لها عند شعوره بالامها ليصرخ بغضب....ومابلغتونيش ليه


ارتجفت من هدير صوته قائله....دكتور يوسف بلغنا إن مانجيبش سيره لحضرتك علشان ماتقلقش


أشاح بيده عاليابتوعد....حسابكم معايا لما أرجع......لينطلق بخطوات غاضبه تسابق الريح متجها إلى المشفى


عند وصوله.دلف مكتب صديقه بعنف جعل من بالداخل ينتفض مفاجأه قائلا بنبره هادئه.....حمد لله على السلامة يا مراد ...رجعت امتى


تغاضى عن ترحيبه قائلا بغضب......ورد فين يا يوسف.أنا عرفت إنها تعبت مابلغتنيش ليه


بلع ريقه بتوتر من ملامحه....كنت هبلغك بس قلت أطمن عليها الاول...بعد ماسافرت روحت أزورها أتفاجأت بيها بتصرخ من الألم.وحصلها انقباضات في الرحم..على ما أظن شافت أو سمعت حاجه زعلتها المهم لحقتها وجبتها على هنا لغايه لما رجعت لحالتها الطبيعيه


بلهفه وخوف قائلا.....الحمد لله..هى فين


بأسف مصطنع ذم شفتيه قائلا بخبث.....بصراحه أنا دورت عليها كتير ومش ساكت وإن شاء الله هنلاقيها


قطب جبينه بغضب غير مستوعب ما قيل....ليه هى راحت فين


دنا برأسه أسفا.....فى يوم بعد مااطمنت عليها .كانت عندى عمليات كتيره..رجعت لقيت أوضتها فاضيه  افتكرت إنها رجعت الفيلا.بس ماحصلش ومن وقتها وأنا بدور عليها


وقع قلبه بين قدميه بهمس قائلا......يعنى إيه ورد مشيت وسابتنى...أنا أموت من غيرها


اقترب مربتا علي كتفه بحنان زائف.....هنلاقيها إن شاء الله..إسأل عند أهلها وأصحابها إنت أكيد عارفهم..ممكن تكون عند حد منهم


نظر إليه بتيه.......هى مالهاش حد غيرى


بابتسامه بارده.....هنلاقيها هتروح فين .تلاقيها زعلانه منك يومين تريح أعصابها وهترجع


هز رأسه متجها الى الخارج وهو يتمتم بتيه......وأنا ماأقدرش أستحمل يومين من غيرها...لازم ألاقيها


تابع ابتعاده ببسمه ساخره ليجلس واضعا ساقا فوق الأخرى وضحكته تجلجل في المكان


.......أثناء صعوده لسيارته هرولت اليه أحد الممرضات مناديه....دكتور مراد


انتبه إليها بأعين تائهه لتستطرد قائله....فى حاجه حصلت فى المستشفى ولازم حضرتك تاخد خبر بيها


أشاح بيده غير مهتم بحديثها قائلا وهو يجلس وراء مقود سيارته.......مش دلوقتى...أنا مش فاضى


حاولت التحدث وإيقافه لينطلق مسرعا غير عابئ بندائها

.............................

....ظل يجوب الطرقات.أكثر من يومين بحثا عنها قلبه يتمزق من البعاد .لتطرق في ذهنه خاطره جعلته ينفذها غير عابئ بالعواقب

.....................


داخل منزل رقيه ........يتجمع حولها كل من حسن ونرجس وزوجهابعد أن استعاد قليل من عافيته.وقدرته على السير بعكازه لتستطرد نرجس بحب......الف سلامه على حضرتك .أول ما حسن بلغنا صممت أنا وإبراهيم نيجى نطمن عليك.أنت ماتعرفيش غلاوتك عندنا


ابتسمت بتعب قائله......ربنا مايحرمنى منكم..بس أنا زعلانه ماجبتيش حسن الصغير ليه 


بادلتها الابتسامه قائله.....المره الجايه أن شاء الله.نكون اطمنا عليك وهجبهولك لغايه لما تزهقى منه وتطردينا


ضحك مازحا.....هى من ناحيه هتطردكم.فهى هتعملهاالولد بقى شقى ودماغه ناشفه ماتقوليش عيل عنده سنه.طالع لناس


رمقته بغيظ........قصدك مين ياسى حسن


بادلهم المزاح ضاحكا....أكيد قصده إنت ياحبيتى بصراحه أنا كنت هادى وأنا صغير


رمقتهم  بغيظ......حتى إنت ياابراهيم...اتعلمت منه لعلمكم.حسن ده حته سكر بس إنتم مش فاهمينه


مسد على صدره بغرور باسما.....متشكرين على المجاملة  والكلام الحلو ده أنا عارف إن سكر ولا أقاوم


ابتسمت بسخربه.....لا ..ظريف مش قصدى أنت .أنا قصدى ابنى حبيب قلبي


ضحكت بمرح على ملامح وجهها قائله.....الله يحظك يانرجس دايما بتقلبى القاعده هزار .إنتم ماتعرفوش أنا مبسوطه بوجودكم ازاى ربنا يديمكم فى حياتى


استطرد كل منهما بابتسامه حب....ويديمك فى حياتنا ياست الكل


انتبه كل منهما على صياح بالخارج مناديا بإسم جعل خفقات قلبهم فى التذايد ليدلف إليهم موجها نظره لمن تجلس بإعياء على فراشها قائلا..... ورد فين ياماما ..أكيد جات عندك مالهاش حد غيرك


تبادلوا النظرات بغير فهم لتربت على يده بهدوء مستفهمه.......ورد مين ياحبيبى أنا مش فاهمه حاجه


مسك يدها بتوسل قائلا......ورد مراتى وحبيبتى هى فين خليها ترجع..هموت لو بعدت عنى


انتبه لباقى الجالسين ليوجه نظره بلهفه لمن تجاوره....نرجس...ورد عندك....هى بتحبك اقنعيها ترجعلى والله بحبها


شحب وجه كل منهما لتستطرد غير مصدقه قائله بهمس......ورد....ورد مين أوعى يكون قصدك أختى


هز رأسه بحزن......أيوه..أنا عارف إن غلطت فى حقها  كتير بس أنا بحبها وهموت من غيرها


انتفض حسن بغضب ممسكا إياه من تلابيه لينهره ويهزه بصياح......يعنى إنت يا حيوان الى خطفتها ..أنت سبب كل المصايب ..ودينى لأقتلك...عملت فيها ايه


نفض يده بغضب......مالكش دعوه بيها ..ورد مراتى وأم بنتى الى فى بطنها.واستحاله أسيب أى حد ياخدها منى..وهلاقيها وأرجعها

ليدفعه متجها إلى الخارج تحت نظرات التيه وعدم الاستيعاب التى طرأت عليهم.......


.أفاقوا من شرودهم على شهقات نرجس وهى تبكى قائله.......ورد عايشه ..الحمد لله.....بس ازاى اتجوزت .وكانت معاه ازاى...أنا عايزه ورد ياحسن ..لازم نلاقيها


مسح وجه بغضب وحزن غير قادر علي الاستيعاب وفهم ما يحدث.....كيف تزوجته.وأين هى الآن ..ولماذا لم تعد إليهم ....كل هذه التساؤلات ضجت داخل عقله جعلته ينتفض إلى الخارج غير عابئ بنداء نرجس


وزعت نظراتها بين الحاضرين ببكاء....إنتم ساكتين ليه .حد يقول إنها كويسه ..إنها هترجع..أوعوا تقولوا إنها هتسبنى تانى بعد مالقتها


جذبها لاحضانه مهدهدها....اهدى يانرجس هنلاقيها أن شاء الله


خرج صوتها المكتوم بفعل البكاء قائله.....لازم ترجع .أنا ماصدقت قلبى فرح بوجودها..مش هقدر أستحمل خبر تانى وحش عنها


ساعدها على القيام والاتجاه إلي الخارج وسط نظرات الصدمه من رقيه التى لم تستوعب ماتفوه به مراد عن زواجه من ورد واختفائهابعد فقدهم عودتها

...........................


جاب الطرقات.بدون فائده ليدلف إلى.مكانها المفضل  بخطوات تائهه ليجلس على مقعدها ضاما وسادتها إلى صدره مستنشقا رائحتها بحزن وهو يتمتم......ليه كده ياورد .تسيبينى...أنت مش وعدتينى تدينى فرصه .علشان خاطر بنتا..إيه إلى خلاك تمشى بعد ما بدأت أحس إن قلبك بدأ يميل ليه...هنت عليك...أنت مش عارفه إن بحبك ...حبك بقى يجرى فى دمى...ماأقدرش أتخيل حياتى من غيرك


أثناء تمتمته وقع نظره على مظروف متوارى فى الأرض .دنا بجذعه ليلتقطه بتعجب  لينفض مابداخله وتتسع عيناه ذهولا .لكم هذه الصور البشعه التى بالطبع رأتها ورد وجعلتها تهرب اعتقادا منها خيانته لها كورهم بين قبضته بغضب قائلا.....مين الى بعت الصور ده ..أكيد هى السبب...ليه ياورد ماأستنتيش أشرح لك الحقيقه..ليه أسهل حاجه عندك الهروب...بس لا هترجعى وهفهمك..مش بعد مااتغيرت وبقيت انسان جديد على إيدك هتمشى وتسيبنى..لا مش هسمحلك


........................................

الظلام والسكون يحيط به من كل جانب تأفأف بضيق منتظر الطبيب الذى تأخر لسؤاله عن موعد خروجه والعوده لحياته الطبيعيه....شعر بدلوف أحدهم ليستطرد قائلا......مين هنا

تنحنح الواقف بقلق.....أنا الدكتور يا أستاذ حازم


لوى فمه بسخريه.....أخيرا شرفت....أنا عايز أفهم أنا هخرج امتى والرباط الى على عينى هيتشال إمتى


بلع ريقه توترا ليتابع.......هو من ناحيه الخروج فحضرتك هتخرج بعد بكره..أما بالنسبه لعنيك...ليصمت قليلا مستجمعا كلماته قائلا....أنا اسف...الحادثه كانت شديده  وأثرت عليك وسببت انقطاع فى الشبكيه أدت لفقدان البصر


شحب وجه لتتوتر عضلاته جعلت الطبيب يهرع اليه بقلق قائلا.....حازم...اهدى.كل حاجه هتتحل


لم يستمع لما حوله من صياحه وتحطيم كل ماتطوله يداه بغضب وحزن جعل الطبيب يجذبه بقوه مشيرا لإحدى مساعداته التى دلفت معه  من صياحه العالى بوضع حقنه مخدره في ذراعه لك يستطيعوا التحكم فيه....بعد قليل من سريان مفعول الحقنه هدأت عضلاته ولكن ملامحه مازالت متشنجه ليغط فى سبات بفعل المخدر

................................


مر إسبوع على اختفائها...الجميع فى سباق بحثا عنهاولكن دون جدوى..جلس في مقعدها الذى بات لايفارقه أملا في عودتها والتنعم برائحتها وسط ما يحيط به..ملامحه مقتضبه عيناه تجوب ذكرياتهم القليله سويا في بعض الصور الذى التقطها لها فى الخفاء ليتنهد بحزن على ما وصل إليه من حزن وعشق حطم قلبه.....أفاق من شروده على صوت الخادمه تقف أمامه بتوتر وقلق قائله.....دكتور فى بوليس بره عايز حضرتك


وضع مابيده جانبا ليقطب جبينه متسائلا.....إيه....ليه


هزت كتفيها .......معرفش..هما موجودين بره وبيسألوا على حضرتك


استقام فى وقفته مسرعا بخطاه إلى الخارج ليتفاجأ بكم هؤلاء الرجال متقدما أحدهم قائلا.....حضرتك دكتور مراد السويفى


اومأ برأسه مقطب الوجه....ايوه يا فندم .خير


أشار إليه قائلا....حضرتك مطلوب القبض عليك ....اتفضل معانا


ذادت حيرته متسائلا باستنكار.....ليه

أشار إلى أحد العساكر قائلا....ليه .ده حضرتك تعرفها في النيابه.اتفضل معانا


تنهد بضيق ليشير الى الخادمه قائلا.....كلمى المحامى خليه يحصلنى على هناك


اومأت برأسها ليستدير متجها معهم  الى الخارج

.....................................

صدحت أصوات ضحكاتهم العاليه مع أصوات قرع كؤوسهم لتتمايل  بدلال مقتربه منه قائله بإعجاب.....بجد .إنت دماغك عاليه ضربت عصفورين بحجر واحد

ضحك بصخب قائلا.....أمال أنت فاكره إيه هو أنا بلعب .يورينى هيطلع منها إزاى..ده غير صورته إلى اتشوهت قدام مراته


جذبت من يده سيجارته لتنفث دخانها عاليا بسخريه......صحيح هتعمل إيه مع مراته 


ابتسم بهيام عند تذكرها قائلا......مراته...ده بقت بتاعتى ولسه لما أعرفها الى حصل وهخليها تطلب الطلاق وقتها مش هتلاقى  حد قدامها إلا أنا


لوت شفتيها تذمرا.....أنا مش عارفه كلكم مهوسين بيها كده ليه  مع إنها عاديه


ضحك بسخريه.....لا معلش ياجيجى.....هى مش عاديه ..هى حاجه كده فوق الخيال...ده كفايه عنيها..ولا صوتها...ولا ج....


نكذته فى كتفه بغيظ.... ما خلاص ياسى يوسف .إنت هتتغزل فيها قدامى


صدحت ضحكته عاليا ليقربها اليه.....بتغيرى ياجيجى...إنت إلى فى القلب برده وليك معزه خاصه.بس هى بسببها هوجع قلب مراد وهكسره


طوقت عنقه بدلال.....بحبك يا جو


غمز لها بوقاحه وعبث ممررا يده على طول ذراعها قائلا.....وأنا بموت فيك ياعيون جو

...........................


قضى عده أيام داخل قسم الشرطه فى تحقيقات نسبت إليه بتجاره الأعضاء داخل مركزه الطبى المجانى..حاول محاميه.الخاص إخراجه بكفالة ماليه حتى يحين له القدره علي تجميع بعض الادله والشهود  من العاملين معه فى المشفى..............


داخل مكتبه يجلس بهيئه متعبه وشعر مشعث أمامه محاميه الخاص يشرح له ماحدث قائلا.......بصراحه يامراد إحنا لازم  نلاقى أدله تثبت عكس البلاغ الى متقدم فيك....أنا هحاول اتكلم مع الممرضين وبعض الناس الى عملت عملياتهم بالمجانى وإن شاء الله نلاقى حاجه تثبت برائتك....ماتقلقش


هز رأسه بعدم أهميه ليصدح هاتفه برنين متواصل جعله  يجيب بعد أن أنهى حديثه مع محاميه وأوصله الى باب الخروج قائلا....الو...أنت فين يا يوسف..إحنا مش المفروض شركا..سايبنى وروحت فين...مسافر..إنت بتهزر....ده وقته..مشاكل إيه إلى عندك تخليك سايبنى فى المصيبه ده لوحدى..لازم ترجع .أكيد هيطلبوا شهادتك..فى القضيه..محتاجك ياصاحبى..كفايه عليه اختفاء ورد...تمام ..هستناك.سلام


انهى معه الاتصال ملقيا هاتفه أمامه يشعر بالاختناق من ابتعادها غير عابئ بالمشاكل التى يمر بها..لو كانت هنا بجانبه لهونت عليه الأمر..أما الآن يشعر بالتيه والوحده..ففقدانها أصعب من زجه بين القضبان

.......................


شهقاتها ترتفع بكلمات متلعثمه ألقتها في وجههم قائله......وبعدين .هنفضل قاعدين ساكتين .وإحنا مش عارفين هى فين ..أنا لازم أنزل أروح ليه أكيد لاقاها وسايبنا إحنا بنموت عليها





ربت علي يدها مهدهدها.....اهدى يانرجس لو كان لاقاها كنا عرفنا هو دلوقت فى مشكله ومحجوز على ذمه قضيه وياعالم هيطلع منها ولا لا فأكيد ماعندوش وقت و لا فرصه يدور عليها


جزت على أسنانها غضبا ولسانها يلهج بالدعاء عليه.....ربنا ينتقم منه وياخد إعدام.يستاهل كل الى بيحصله.دمرنا ودمر قلبنا عليها ياحبيتى ياورد ياترى عمل فيك إيه....ساكت ليه ياحسن قول حاجه


رفع رأسه بتنهيده حارقه.....أقول إيه


رمقته بتعجب.....تقول إيه..قول هنعمل إيه وهندور عليها فين.ماينفعش نفضل ساكتين كده.بعد ماعرفنا هى كانت فين


بحيره وتيه......وليه هى مارجعتش...ليه نفضل إحنا ندور عليها...ليه قلبنا يفضل فى التعب ده .لو بعدت علشان تعاقبنى على الأقل كانت رجعت ليك مش تسيبنا فى وجعنا وحيرتنا 


قطبت جبينها استنكارا.......أنت بتقول إيه..أنت واعى للى بتقوله.أكيد في حاجه منعتها إنها ماترجعش ورد استحاله تبعد بمزاجها


صاح بغضب.....وتفسرى.بإيه جوازها منه..تفسرى بإيه قلبى إلى اتكسر بعد ما عرفت إنها ضاعت من إيدى ومابقتش بتاعتى...ليه أفضل أنا الوحيد الى بتعذب فيكم....ماحدش حاسس بالنار الى فى قلبى .أنا تعبت حاسس إن بجرى فى طريق ضلمه مالوش آخر


هزت رأسها رفضا لحديثه قائله بحزن.....لا...مش ممكن .أنت بتخونها تانى بعد إلى عرفته .المفروض إنت أكتر واحد تثق فيها وتعرف إنها أكيد كانت مجبره...حرام عليك...حرام الى بيحصل فيها ده


جذبها زوجها لصدره مربتا علي ظهرها بحنان.....اهدى يانرجس .حسن أكيد مايقصدش هو بس من الصدمه مش عارف بيقول ايه.أكيد لما نلاقيها كل حاجه هتبان بلاش نسبق الأحداث


ذم شفتيه ضيقا ليتسقيم في وقته ليرمقهم بأسف وندم متجها  إلى الخارج بخطوات مهزوزه حزينه

..............................


جابت غرفتها ذهابا وايابا تشعر بالضيق لاتعلم سببه .التقطت هاتفها  بعد رنينه المتواصل لتجيب قائله.....الو


على الطرف الآخر.....ازيك انهارده..اسف إن مشغول عنك بس فى شويه  مشاكل بنمر بيها


قطبت جبينها قلقا متسائله.......مشاكل ايه .خير


تنهد بخبث ليجيبها بأسف مصطنع......بصراحه مراد مقبوض عليه فى تهمه صعبه..أنا ماكنتش حابب أقول لك بس حسيت إنك لازم تعرفى علشان تقررى هتعملى ايه


ذادت ضربات قلبها خوفا ليتابع قائلا....أنا مش عايزك تقلقى..أنا معاك فى أى حاجه وجنبك....هسيبك دلوقت وهبقى أجيلك بكره ..سلام


أنهت معه الإتصال وهى تشعر بالضيق فبرغم مافعله معها ولكنها لاتتمنى له السوء فحسناته تساوى سيئاته.ولا تدرك أى الكفه ستميل فارتباطها به أصبح أقوى بحملها فى طفلته... فكم تتمنى أن تنام وتستيقظ تجد كل شئ ليس إلا حلم مزعج ستستيقظ منه على وجه صديقتها تجاورها لتأخذها في أحضانها كما كانت تفعل وتقرأ لها القرآن لتثلج به صدرها

......................


مرت عده أيام لاجديد التحقيقات مازالت مستمره على قدم وساق...شهد البعض ضده لمن يوالى ليوسف..والبعض الآخر وقف معه بعد التغير الذى طرأ عليه منذ فتره.........شعر بالخناق عليه من كل جانب فاختفائها وقضيته كطوق حول رقبته يزداد يوم بعد يوم

..............................


داخل حجرته يجلس بملامح حزينه ليهدر صوت الباب بطرقات هادئه جعلته يسمح للطارق بالدلوف..وقفت بأدب وقلق من غضبه قائله........دكتور فى واحده عايزه حضرتك بره





رفع رأسه بتذمر قائلا.....أنا مش قلت مش عايز أشوف حد


ذمت شفتيها بقلق قائله.......بس هى مصممه بتقول معاها حاجه بخصوص القضيه


صمت قليلاليشير إليها قائلا.....خليها تدخل

استدارت إلى الخارج لتسمح لمن تقف بتوتر بالدلوف قائله.....اتفضلى الدكتور منتظرك


دلفت بخطى مرتبكه حامله بيدها حقيبه أوراق قائله.....مساء الخير يادكتور


رفع حاجبه ذهولا ليتمتم بتعجب......زينب

..............

لم تشعر بدلوفه لغطها في النوم من إرهاق التفكير ......بالخارج  يترنح بهدوء حتى لايوقظها ليرن هاتفه ملتقطا اياه بسرعه حتى لا تشعر  به مجيبا بصوت مكتوم......عايزه ايه....إنت هتستعبطى ..إنت مالك أنا فين.محسسانى إنك مراتى ..وبعدين أنا مابحبش الإزعاج..مش علشان نفذت ليك الى إنت عايزاه وانتقمت






 ليك من مراد بالقضيه والصور يبقى افتكرتى إنك هتملكينى...لا فوقى .ده لعبه رسمناها سوا...يعنى مافيش مشاعر وحب إلى إنت عايشه فيه.إحنا بينا مصلحه ووقت ظريف بنقضيه



 سوا .ولما أحب أنهيه..هنهيه بمزاجى.فأصحى وفوقى علشان مانزعلش من بعض....اه بعمل كده علشانها....أنا مابحبش حد وأنت عارفه .بس هى عجبانى وأنا مااتعودتش تعجبنى حاجه وأسيبها...سلام صدعتينى


أنهى معها الاتصال ليلقى بجسده على أريكه كبيره ظهرها لغرفه ورد التى كانت تستمع لما قيل بأعين جاحظه وأنفاس مرتبكه كتمت شهقه بكائها لتعود مسرعه إلى فراشها.ك تصطنع النوم عند شعورها بدلوفه

.......................


قبض علي مابيده بملامح مقتضبه غاضبه يشعر بغصه فى قلبه من خيانه صديقه 

فلاش باك.........

دلفت إليه ليتمتم بتعجب......زينب.....خير ايه المعلومات الى معاك


جلست أمامه لتمد يدها اليه ببعض الاوراق التى أخرجتها من حقيبتها قائله......ده كل الأوراق الى بتثبت إن الدكتور يوسف هو إلى كان بيقوم بجميع العمليات بنقل الأعضاء وفى كمان سى دى لبعض صوره وهو ينفذها وبيتفق على الفلوس


اتسعت عيناه ذهولا غير مصدق ماتقوله لتتابع.....بصراحه أنا ماكنتش هقدم حاجه بس لما قعدت مع نفسى حسيت قد إيه إن حقيره.وأنك ماتستهلش تنخدع في شيطان زيه خاصه لما عرفت من زمايلى أن كل ده كان بيتم من ورا ضهرك وأنك اتغيرت ومابقتش زى الأول فقولت حرام إنك تتحبس وهو الى يبقى حر..أنا عارفه إنك هتستغرب أنا جبت الورق ده ازاى من طبيعتى أن بسجل كل حاجه حواليه يمكن أحتاجها فى يوم..واليوم ده جه علشان تاخد حقى وحقك







نقى صوته المتحشرج من الصدمه قائلا.....حقك ازاى


أخذت نفسا عميقا لتذفره بحزن.......دكتور يوسف كان واعدنى بالجواز وبعد ماصدقته لقيت نفسى حامل بلغته استهزأ بيه وطردنى فكان لازم أخد حقى وأنتقم منه..وأظهر ليكم وشه الحقيقى..أنا هعتمد على حضرتك فإنك تاخد حقى


قبض علي قبضته بغضب وإصرار.....ماتقلقيش يازينب مش هيعدى بكره إلا وهو مقبوض عليه وساعتها هناخد حقنا كلنا...وبالنسبه لمشكلتك هنلاقى ليها حل ان شاء الله


ابتسمت ابتسامه مهزوزه لتستقيم فى وقفتها قائله....إن شاء الله يادكتور عن اذنك


بادلها ابتسامه ثقه قائلا......مع السلامة

تابعت عيناه ابتعادها ليضغط على فكيه مانع سبه كادت أن تخرج من فمه ليذمجر بغضب.....يا حيوان.وأنا إلى كنت بعتبرك صاحبى وأخويا يطلع منك كل ده.ورحمه أمى لهندمك على كل الى عملته......ليلتقط هاتفه مسرعا ك يبلغ محاميه الخاص ما وصل إليه من معلومات جديده

..........................


أغمضت عيناها بقوه  عند شعورها بحضوره أمامها...لتتنفس الصعداء عند ولوجه الى الخارج..هامسه بخوف وتيه.......يارب أعمل ايه..أنا لازم أخرج من هنا بسرعه وأبلغ مراد بالى حصل ماينفعش الشيطان ده يفضل يخدعه كتير..أنا أول مايمشى أهرب بسرعه...أيوه هو ده الى لازم أعمله ماينفعش أفضل هنا بعد الى سمعته


.........بعد مده من الوقت عند شعورها بارتخاءه وسقوطه فى النوم .ارتدت ملابسها فى عجل لتتسحب بخفوت متجه الي الخارج.قبل أن تضع يدها على مقبض الباب وجدت من يقف وراءها هامسا.....رايحه فين ياوردتى






بلعت ريقها توترا لتلتفت له ببسمه حاولت صبغها بالقوه.......كنت زهقانه فحبيت أتمشى شويه


نظر إليها بخبث غير مصدق حديثها قائلا.....وماقلتيش ليه كنا خرجنا سوا


بنبره مرتجفه تفرك يديها من نظراته قائله......ماحبتش أزعجك كفايه إن مستوليه على شقتك وقاعده فيها


قطب جبينه استنكارا.....ايه الى بتقوليه ده..ده بيتك قبل ما يكون بيتى


ابتسمت ابتسامه مهزوزه.......والله مش عارفه يا يوسف اودى جمايلك فين..خلاص كمل نومك وأنا هدخل .غيرت رأى...بس هو إيه الى جابك بليل فى حاجه






ابتسم ابتسامه خبيثه قائلا......حبيت أطمن عليك .لقيتك نايمه فقلت أستنى لما تصحى ماحستش بنفسى إلا وأنا نايم


هزت رأسها قلقا من نظراته قائله......تمام...هدخل أنام..كمل إنت كمان نومك


جذب ذراعها قبل أن تبتعد قائلا.....ماتخليك قاعده معايا شويه






بلعت ريقها توترا  وخوفا من نظراته لتلعن نفسها على هذا الموقف السخيف الذى وضعت فيه قائله وهى تجذب يدها من يده بهدوء.......لا..معلش أنا عايزه أنام


اعترض طريقها ليمنع ابتعادها قائلا بإصرار......بس انا عايز أقعد معاك


زاغت عيناها خوفا لتتراجع إلى الخلف قائله بنبره مرتجفه......فى إيه يا يوسف مالك بقولك مش عايزه


قربها اليه بقوه قائلا.......وأنا بقولك عايزك


صدمت من تصريحه لتنتفض بخوف......أنت اتجننت إيه إلى بتقوله ده


جذبها من ذراعها ليهمس بجانب اذنها قائلا.....أيوه اتجننت من أول مره شوفتك فيها مابقتش قادر أشيلك  من دماغى .أوعى تكونى مش ملاحظه اهتمامى بيك...أنا عايزك ومافيش قوه هتمنعنى عنك


سقط قلبها لتتلوى بين يديه محاوله صفعه وهى تسبه بغضب.....يا حيوان مراد هيقتلك لو عرف إلى بتعمله...أنا غلطانه إنى صدقتك


قبض علي كفها قبل أن يصل إلى وجه مديرا اياه وراء ظهرها ليقربها أكثر ضاحكا بسخريه.....مراد......مراد بخ....مافيش غير يوسف وبس







سكنت بين يديه بخوف قائله.......يعنى ايه


شعر بزهوه الانتصار عند استكانتها قائلا.......يعنى مراد دلوقت تلاقيه إتحبس وحلنى على بال لما يطلع ..وماقدامكيش غيرى أنا عارف كل حاجه عنك وعارف إنك مالكيش أهل....بس ماتقلقيش أنا هكون كل حاجه ليك


شعرت بأنفاسه الساخنه تلفح وجهها تشعرها بالاشمئزاز لتدفعه بقوه بعد أن حرر يدها لتصرخ بغضب........لو قربت منى هقتلك


ضحك باستخفاف ليقترب أكثر.....وأنا ماعنديش مانع بس أقرب


أسرعت فى خطاها لتهرول بعيدا عنه لتتفاجأ به يحيطها من الخلف  وهى تتلوى بين يديه صارخه بخوف على طفلتها قائله بتوسل.....حرام عليك...ابعد عنى أنا حامل


رفعها ليتجه بها إلى الاريكه واضعا إياها بقوه مكبل يديها قائلا......ما إنت لو هديتى مش هيحصل ليك حاجه....مهما تعملى مش هتخرجى من تحت ايدى انهارده


صرخت بقوه تطلب استغاثه ليضع يديه فوق فمها مانع صرخاتها انتهزت قرب يده لتكضمه بقوه جعلته يصفعها بغضب قائلا.....يا بنت العضاضه




..برده مش هسيبك  بالعكس الى بتعمليه بيمسكنى بيك أكتر.....ليضحك بسخريه.....أصل أنا بحب الست الشرسه

ليدمغ عنقها بقبلاته الشرسه جعلت دموعها تتساقط بقوه وهى تشعر بالانهاك من مقاومته....انتهزت ابتعاده قليلا عند نزع ملابسه لتلتقط يدها تحفه





 فنيه بجانبها على منضده تجاورها منتظره اقترابه لتدفعها بقوه فوق رأسه جعلته يتأوه ويبتعد استغلت مفاجأته لتدفعه بقوه بعيدا ضاربه رأسه مره أخرى حتى شعر بالدماء تنفجر من 



رأسه والرؤيه تقل ليسقط مغشيا عليه..اعتدلت بضعف عند سقوطه من فوقها لينتفض جسدها عند رؤيه دمائه تسيل من حوله كتمت شهقتها بخوف مبتعده بأقصى قوه حتى لاتخورها



 قدماها وتسقط مغشيه عليها...تحاملت على حالها بعد أن شعرت بآلام تغزو جسدها ملتقطه هاتفه لتنطلق الى




 الخارج بأقصى سرعتها حتى لاينتبه اليها أحد....الآلام تتذايد وتغزو جسدها لترفع هاتفها وتضغط على أزراره حتى أتاها صوته قائله بضعف.....مراد...إلحقنى


وقع قلبه بين قدميه عند سماع صوتها قائلا بلهفه.....ورد .إنت فين





بلعت ريقها لتجرجر قدميها بعيدا بوهن قائله.....إلحقنى بموت


لينقطع الاتصال بعد أن استمعت إلى صوته لتسقط مغشيه عليها على جانب الطريق.....صرخ بلوعه منطلقا الى الخارج وهو ينادى.....ورد.....رد عليه.....ورد


وصل بأقصى سرعته بعد أن استطاع تتبع هاتفها ليسقط قلبه عند رؤيتها ملقاه على جانب




 الطريق الخالى من الماره لأنتصاف الليل.....هرول إليها مسرعا ليرفعها متجها بها إلى سيارته وقلبه ينبض بخوف 




وقلق عند رؤيه شحوب وجهها......وصل بها الي أقرب مشفى وهو يصرخ في الجميع حتى أتى اليه أحد الأطباء لمساعدته بوضعها على إحدى أسره الطوارئ ملقيا تعليماته




 لمساعدينه  بالتحرك فورا عند رؤيه نزيفها وبروده جسدها...وقف بعيدا وهو يرتجف لايستطيع الاقتراب ومساعدتهم لاهجا لسانه بالدعاء......يارب..احفظهالى......انتقم منى زى ما إنت عايز بس بلاش هى ....ده الحاجه النضيفه الوحيده في حياتى...خد روحى .بس سيبها...هى مش ذنبها حاجه






زاغت عيناه عند رؤيه الهرج داخل غرفتها ليجذب الطبيب بغضب قائلا.....فى إيه


ربت علي يده بهدوء عكس القلق الذى يعتريه قائلا.....ماتقلقش ..بس إحنا مضطرين نولدها دلوقت ..ده حاله ولاده مبكره وكمان نزفت كتير


اهتزت قدماه  عند رؤيتها على فراشها متجهين بها إلى غرفه العمليات ليشعر بانسحاب روحه معها الى الداخل....جلس على مقعد معدنى أمام غرفتها واضعا رأسه بين كفيه ودموعه تأبى التوقف....بعد مرور ساعه




 ونصف وهو مازال فى وضعه ..ولج الطبيب  لينتفض اليه بقلق متسائلا......طمنى .ايه الاخبار


بلع ريقه توترا من رده فعله قائلا بخفوت......الحمد لله جابت بنت زى القمر بس طلعت الحضانه لأنها صغيره..وعلشان نطمن عليها أكتر





ارتفعت ضربات قلبه ليعيد سؤاله قائلا....ورد .عامله إيه


...زفر بحزن قائلا......بصراحه المدام دخلت في غيبوبه ومش عارفين هتفوق إمتى


شحب وجه ليترنح فى وقفته ليلتقطه الطبيب مسرعا قائلا.....اهدى.إن شاء الله هتقوم بالسلامه هى المشكله إنها نزفت كتير واتعرضت لعنف لوله أن شوفت خوفك عليها كنت قولت إنت إلى عملت كده


قطب جبينه استنكارا وغضبا متسائلا......عنف ازاى .مش فاهم


لوى شفتيه حزنا.......واضح من هدومها وحالتها إنها اتعرضت لمحاوله اغتصاب.بس





 ماتقلقش ماحصلش حاجه ...فده كله أثر على جسمها ودخلها فى حاله




 رفض للواقع وغييوبه ...على العموم إحنا هننقلها على العنايه وهنسمح ليك بعشر دقايق تدخلها ممكن لما تسمع



 صوتك أو تشوف أكتر حد هى بتحبه يبقى جنبها وقتها ممكن تتمسك بالحياه وتفوق


بلع ريقه حزنا ليزفر بألم وضيق قائلا......ممكن أشوف بنتى





بادله ابتسامه صغيره قائلا....أكيد .طبعا اتفضل

..................


أمام نافذه زجاجيه تتراص مجموعه من الأسره الصغيره محاطه بغطاء زجاجى موصل بها مجموعه من الاسلاك لتمدهم بالاكسجين .أشارت إليه





 الممرضه لموضع طفلته متأملا إياها وعينيه تذرف دمعا عند رؤيه صغر حجمها .دلف إليها بعد أن تعقم وارتدى ملابس أخرى فوق 




ملابسه ...مرر يديه على الغطاء الزجاجى متمتما بحزن وفرحه......وحشتينى......إنت ماتعرفيش أنا فرحان قد إيه.استنيتك كتير...استنيت أضمك بين إيديا.....نور...




ماما محتاجانا عايزك تقومى وتبقى قويه..علشان نروح لها سوا .ممكن لما تسمع صوتك ترجع لينا تانى... أنا عارف إن ظلمتها كتير..



..بس بحبها...عايزك تقولى ليها إن بعشقها أن ندمان على كل الى عملته لو عايزانى أمشى من حياتها موافق بس ترجع لينا


تنهد ملتقطا أنفاسه المتعبه ليمسح دموعه بظاهر يده قائلا وهو يتأملها بشجن.....





.عارفه سميتك نور ليه...علشان أنت نور حياتى....أنت النور إلى نور طريقى الضلمه بعد ليل طويل....أوعدك يا قلبى




 مش هسمح لدمعه تنزل من عيونكم أبدا بس ماتسبونيش لوحدى تانى....مش أنت بتحب بابا ...يبقى مش هتسيبينى صح..





ليجهش بالبكاء حزنا على ما وصل إليه شعر بيد تربت على كتفه شفقه قائله....اهدى 




.حضرتك .ماتقلقش هى كويسه..كل معدلاتها الحيويه سليمه...هو هتقعد فتره صغيره في الحضانه نطمن عليها مش اكتر





استقام فى وقفته بعد أن استعاد رباط جأشه ملقيا نظره أخيره عليها قبل أن يذهب لمن سرقت قلبه قائلا......إن شاء الله هتبقى كويسه





....................بعد أن سمح له الطبيب بالدخول إليها جلس أمامها ملتقطا يدها الضعيفه الموصوله بها بعض الأسلاك قائلا بشجن.....أنا عارف إن ظلمتك




 كتير وجنيت عليك...أنا عمرى ماكنت أتخيل أن أحب بالشكل ده.بس القلب مافيش عليه سلطان.وأنا عشقتك من أول




 مره شوفتك فيها فالأول كنت بقاوح حبك.وعايز أمتلكك وبس....بس بعد كده ماأقدرتش على  قلبى سامحينى..




.سامحى غبائى إلى وصلك لكده.....بس أنت غلطانه لو كنت استنينى كنت عرفتى أن مظلوم وإن عمرى ما حبيت و لا هحب غيرك.....فوقى يا ورد ماتسبنيش بعد مااتغيرت على ايدك..




..بنتنا محتاجالك....جميله زيك .واخده لون عنيك وشعرك وأكيد هتطلع فى رقتك وجمالك أوعى تستسلمى وتبعدى خليك




 قويه زى مامتعود منك لو مش علشان خاطرى يبقى علشان خاطر نور.......تنهد بحزن بعد أن طبع قبله على يدها ليرمقها بنظره



 أخيره قبل أن يلج الى الخارج......سند بظهره على باب غرفتها ملتقطا أنفاسه المتعبه ليضغط على هاتفه حتى استمع لصوتها قائلا بتوسل......ماما رقيه...أنا محتاجك


بلهفه وخوف.....مراد.حبيبى مالك..أنت فين .وبعدين إيه الكلام الى قولته ده صحيح إنت متجوز ورد وإيه الى وداها عندك .فهمنى يابنى






أخذ نفسا عميقا ليذفره بحزن...  ورد بتروح منى .أنا محتاجك جنبى .أنا عارف إن غلطت بس إنت قلبك كبير ومش هتسيبينى وتسيبيها


بقلب مثقل بالحزن والخوف تسائلت........فى ايه ياحبيبى ماتوجعش قلبى عليك إنتم فين


بنبره متحشرجه حزينه.....إحنا في المستشفى.ورد ولدت ودخلت في غيبوبه...تعالى خليك جنبها يمكن لما تسمع صوتك ترجع لينا هى بتحبك ولا أقول لك خلى صاحبتها تيجى معاك هى كمان بتحبها..علشان خاطرى ماتتأخريش


رقيه.....حاضر .ياحبيبى .ماتقلقش.بس أنا ليه قاعده معاك تفهمني الى حصل


بقلب ينبض بالحزن.....حاضر يا ماما ماتتأخريش مع السلامه


بعد أن استعاد رباط جأشه.اتصل على محاميه الخاص ليبلغه ما توصل إليه من معلومات ك يقدمها إلى النيابه لمساعدته في قضيته

........................


بعد عده ساعات أبلغت رقيه نرجس بما حدث لتنتفض فزعا مسرعه فى المجئ وبجوارها زوجها وحسن الذى تحطم قلبه حزنا وغضبا لما حدث لمعشوقته.........هرول كل منهما الي الداخل لتصرخ نرجس فى وجه بغضب......أختى عملت فيها ايه






لم يستطع حسن تمالك أعصابه لينقض عليه بغضب مكيلا له باللكمات وهو صامت لايدافع عن نفسه صارخا.......يا حيوان....عملت فيها إيه هقتلك وأشرب من دمك


تدخلت رقيه وابراهيم للفصل بينهم لتستطرد قائله......اهدى يا حسن خلينا نطمن عليها الاول


ارتفعت أنفاسه المتسارعه ليرمقه باحتقار قائلا......اطمن عليها الاول وبعد كده مش هسيبك


التفتت إليه بحزن متسائله.......فهمنا يا بنى ايه إلى حصل وهى فين


..مسح فمه من الدماء المتساقطه بفعل لكمات حسن وبأعين مليئه بالندم........ورد.فى العنايه ودخلت في غيبوبه ومش عارفين هتفوق امتى


شحب وجه الجميع لتتساقط دموع نرجس وهى تولول.....ياحبيبتى يا ورد.كان مستخبيلك كل ده فين.طول عمرك حظك قليل...







أنا عايزه أشوفها ودونى ليها

خرج إليهم الطبيب المسؤول عن حالتها بعد ارتفاع أصواتهم قائلا.....فى ايه يا جماعه .ايه الصوت العالى ده


التفت.الجميع اليه لتبادر نرجس بلهفه فى السؤال قائله.....ورد .عامله ايه يا دكتور


أخذ نفسا عميقا واضعا يده فى جيب بنطاله قائلا بمهنيه......زى ما قلت لدكتور مراد.المدام دخلت في غيبوبه وماأقدرش أجزم هتفوق 






امتى..الحمد لله النزيف وقف ومؤشراتها الحيويه كويسه لغايه دلوقت.بس هى من جواها رافضه إنها تفوق .فياريت يا جماعه كل إلى بيحبها يتكاتف يكون جنبها تكلموها.تحسسوها  بحبكم يمكن لما تسمع صوتكم تحس بالأمان وتفوق


تنهدت بحزن متسائله.....وابنها أخباره ايه


هز رأسه بابتسامه هادئه.....الحمد لله بنتها كويسه   وموجوده فى الحضانه لو حابين تشوفوها....أستاذنكم أشوف شغلى لو احتاجتم حاجه أنا فى مكتبى


التفتت رقيه لنرجس قائله بحزن......تعالى يا نرجس نطمن على بنتها


استندت على ذراعها بعد أن رمقته بحزن متجهين إلى الأعلى تاركين وراءهم من يشتعل غضبا ونارا لو أراد لحرقت من يقف أمامه متهدل الأكتاف بحزن وندم


.....................

...بالأعلى ....أمام نافذه زجاجيه تقف كل من رقيه ونرجس التى تذرف دموعا حارقه تلهب وجنتيها لتمتم بحزن......شوفتى حلوه ازاى .ياحبيبتى ياورد كان مستخبيلك فين..يارب احفظها علشان خاطر بنتها






ربتت رقيه على كتفها لمواساتها قائله........إن شاء الله هتقوم بالسلامه.زى ماريح قلبنا برجوعها هيرجعهلنا تانى مافيش حاجه بعيده عن ربنا .ادعيلها بس


التف كل منهما على نحنحه مراد قائلا.....ماما رقيه أنا لازم أمشى دلوقت علشان النيابه طلبتنى تانى...أمانه عليك تخليك جنبها لو حصل حاجه كلمينى علطول


هزت رأسها بحزن قائله.......روح يابنى شوف إلى وراك إحنا مش هنمشى.من هنا إلا لما نطمن عليها.ماتقلقش


أخذ نفسا عميقا مقبلا أعلى رأسها قائلا بندم.....شكرا..وأسف


ربتت على يده....مع السلامه يا بنى ربنا معاك

...................................


بعد تقديم الادله الجديده للنيابه تم القبض على مساعده الخاص وبعض الأطباء والممرضين معدومى الضمير..ليتم تقديم مذكره اعتقال فى 








حق يوسف لاشتراكه فى بعض العمليات فى الخفاء دون علم مراد ليتم الإفراج عنه لعدم ثبوت أدله تدينه..........عاد مسرعا بلهفه لرؤيه معشوقته وقلبه ينبض حزنا لعدم تحسن حالتها الصحيه..........بعد أن مر على طفلته واطمأن عليها ...





.انتهز فرصه عوده الجميع إلى منازلهم للراحه والعوده لها فى الليل....ليدلف إليها جالسا بجوارها ملتقطا يدها بحنين وشوق.......وحشتينى...مش ناويه تفوقى لدرجه ده كنت قاسى عليك ومش عايزه تشوفينى....حبيبتى اصحى 



علشان تعرفى أن مظلوم....أنا اتغيرت وبقيت انسان جديد على إيدك ماتسبنيش بعد كل ده......تخيلى ياوردتى ..يوسف إلى كنت بعتبره صاحبى وأخويا هو إلى طعنى فى ضهرى...أنا لغايه دلوقت مش مصدق ..ياه يا ورد أنا كان حواليه شويه تعابين ماكنتش حاسس بيهم .بس وجودك معايا وحواليه خلاهم يظهروا علشان أطهر منهم وأطردهم بره حياتى....علشان لما ترجعى حياتنا تكون نضيفه ونعيش فيها مع بعض من غير قلق....فوقى ياورد...لو أنا هنت عليك .نور هانت عليك.بنتا محتاجالك وبتقاوم لوحدها ماتسبيهاش وتسيبينى............أخذ نفسا عميقا معبقا بالحزن ليطبع قبله حانيه على جبهتها قائلا......أنا هطلع أقعد مع نور شويه ولما صاحبتك تمشى 






هرجعلك تانى بصراحه مش قادر أتحمل نظراتهم ليه أنا عارف إن عندهم حق بس هما مش عارفين أنا بحبك قد ايه وكل الى عملته ده من عشقى ليك ..أنا عارف أنه كان غلط بس





 أعمل إيه شيطانى كان متحكم فيه....الحمد لله فوقت منه وأوعدك الجاى هيبقى احسن وأنت معايا

رمقها بابتسامه حزينه ليسرع بخطاه الى الخارج ليتجنب نظراتهم الحارقه له.....أثناء خروجه تقابل بمن ترمقه بنظرات غاضبه ليتحاشاها متجها إلى





 الأعلى......انتظرت ابتعاده لتأخذ نفسا عميقا دالفه الى من افتقدت وجودها وغابت متع الحياه من غيرها......جلست بجانبها 




تتمعن بها وعيونها تأبى أن تتوقف عن الدموع قائله بحزن جلى.....عاجبك نومتك ده .هو أنا ماوحشتكيش زى ماانت وحشتينى..قومى محتاجالك جنبى الحياه من غيرك مالهاش 



طعم...أنا لغايه دلوقت مش مصدقه الى حصل...اصحى عايزه احكيلك على حاجات كتير ...وحشتينى


لتجهش ببكاء يقطع نياط القلب لتلتفت لمن يربت علي كتفها مسحت وجنتيها لتستقيم فى 






وقفتها سامحه له بالجلوس قبل أن تلج الى الخارج....جلس متأملا كل إنش بها ليتنهد بحزن.....مش عارف أقول 




أيه..أتأسف ليك ولا أعتب عليك...عايز أصرخ قلبى بيتقطع.أنا تايه ياورد من غيرك..كلهم هيقدروا يكملوا حياتهم




 إلا أنا..نرجس عندها بيتها وابنها...البنى آدم الحقير الى اسمه مراد.عنده بنته.كلهم عندهم حاجه تعوضهم غيابك .




.إلا أنا ماعنديش غيرك...يعنى لو مشيتى هعيش ازاى.وقت مااختفيتى كان عندى أمل إنك ترجعى بس عمرى ماتخيلت 




إن يوم ماأشوفك تكونى كده..لا ياورد.مش هسمح لك لازم تفوقى وترجعيلى أنا من غيرك أموت


أفاق من توسلاته للنائمه أمامه على أصوات عاليه ليمسح عبره هاربه من جفنه متجها إلى



 الخارج ليصطدم فى وجه مراد الغاضب متجاهلا إياه لينظر الى نرجس متسائلا......فى إيه يانرجس


رمقت من يجاورها بتأفأف.......مافيش ياحسن ماتشغلش بالك





هدر صوته بغضب.....هو إيه الى مافيش حاجه..أنت ازاى تدخل لمراتى..مين سمح ليك


رمقه باستخفاف قائلا....مين سمح ليه...أنت صدقت نفسك.الى جوه ده حقى




 وكل حياتى سرقتها منى ودمرتنا.وأنا مش هسمح لك تدمرنا أكتر من كده


نكزه فى كتفه غاضبا.....مش هتسمح ليه .هى ضربت منك .إلى جوه ده قلبى وعشقى 





وقبل كل ده أم بنتى يعنى مافيش قوه على الأرض هتفرقنا..سامع





استشاط غضبا لتتجهم ملامحه لو له تدخل نرجس سريعا خوفا من تفاقم الأمر قائله 





بهدوء.....خلاص يا حسن علشان خاطر ورد اهدى لما تفوق يبقى ربنا يحلها.تعالى معايا


جز على اسنانه بغضب متجها معها بعيدا بعد أن جذبته من يده..سار معها وهو يشتعل




 غضبا ليتمتم بضيق.....شايفه البجح ولا أكنه عمل حاجه يا ما نفسى أقتله وأخلص


رمقته بغضب.....وتضيع نفسك علشان حيوان زى ده..لا 



ياحسن إنت أعقل من كده خليك هادى لغايه لما تفوق ونطمن عليها


............. بالداخل

يستشيط غضبا ممسكا يدها بخوف....عايزين ياخدوك منى ...اوعى تسمحى ليهم





 أوعى ياورد هتبقى ضربه جامده ليه..مش هقدر أستحمل



 بعدك عنى .أنت عارفه إن روحى متعلقه بيك يعنى لو بعدتى



 يبقى حكمتى عليه بالموت....أنا عارف إن أنانى بس الحب



 ايه غير أنانيه.....أنا حاسس إن قلبك بدأ يميل ليه أوعى توجعينى ياورد هموت




.......بالخارج...علت بعض الأصوات ليخرج على إثرها بتعجب 




موجها حديثه لمن يقف أمامه بهيبه متسائلا......خير ياحضره الظابط


التفت إليه قائلا بجديه....عندنا أمر بالقبض على ورد محمد بتهمه قتل يوسف الشافعى

                    الفصل الثامن عشر من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-