أخر الاخبار

رواية حافية علي جسر عشقي الثامن عشر18بقلم سارة محمد


 روايةحافية على جسر عشقي

الفصل  الثامن عشر:

بقلم ساره محمد


 أرتفع الإدرنالين بجسدها، تشعر بدوارٍ قاسي يهاجمها لتستند على الحائط 




جوارها تضع كفها على فِيها، تترقرق حدقتيها بالدموع، ثم بدأت بالتراجع إلى الوراء، ولأول مرة تفقد



 إحساس الأمان جواره، فمن يفعل ذلك ببلده، يفعل أي شئ أخر، نفت برأسها




 بهيستيرية، لن تُكمل حياتها مع شخصٍ كهذا، همت بالذهاب وهي لازالت لم تصدق ما يحدث، لتتفاجأ به




 يخرج من الغرفة، ليصتدم بها تقف أمامه بعينان هلعتان، ضغط على أسنانه



 بقوة من شدة غضبه، و أصبح متيقناً أنها علمت كل شئ من نظراتها الخائفة، رفع يداه يحاول لمس




 كتفيها لتتراجع هي عشرات الخطوات للخلف، تُحرك رأسها بنفي هيستيري قائلة بعنفٍ:

- أبعد عني!!!! إياك تلمسني..إياك!!!!!!




مسح على وجهه بعنف ليردف بنبرة هادئة:

- ممكن تسمعيني الأول؟!!!



أبتسمت بإستهزاء لتنظر له بإحتقارٍ قائلة:

- سمعت..سمعت لما شبعت!!!!!


لتقترب منه ممسكة بتلابيب قميصه تهزه بعنفٍ ولكن لم يتحرك جسده إنشاً واحداً، لتهدر به وقد أنهمرت الدموع شلالات متسابقة من عيناها:




- ليه بتعمل كدا؟!!! ليه مصمم تكرهني فيك أكتر، قولي يا ظافر أيه اللي خلاك تعمل كدا!!!! طب ليه أنا حبيتك؟!!! عارف ليه؟!! عشان أنا غبية، حبيت واحد ميعرفش معنى الحب، واحد




 معندوش قلب، حبيت أكتر شخص أذاني وأذى بلدُه وبيأذي نفسه، أنت عارف أخرتك أيه؟!!!أخرتك وحشة أوي!!!!!




كان وجهها شديد القرب من وجهه، أنفاسها تخرج بشكلٍ عنيف لأنفاعلها، صدرها يعلو ويهبط بعنف، لازالت ممسكة بقميصه،




 تراقب ملامحه الجامدة، تلك البرودة التي لن تزول من وجهه، تلك العينان الذي لا روح بهما رُغم جمال لونهما، تركته مبتعدة عنه صارخة به بجنون:




-طلقني!!!! طلقني أنا مش عاوزة أعيش مع واحد زيك!!!!!!!




لم تشعر سوى بوجهها يرتد للجهة الأخرى من شدة الصفعة التي تلقتها، ليرتد جسدها للخلف و هي تشعر بتوازنها يهتز، ظلت واضعة كفها على وجنتها الملتهبة، تنظر جانبها للفراغ،




 تشعر و كأن تلك الصفعة لم تسقط على وجهها، بل سقطت على قلبها لتجعله صريعاً لا روح به!!!!!




وجدته يمسك بكتفيها لتلتفت له، وجدت عيناه تشُع ندماً، ليردف بنبرة مهتزة جُمعت بها ألمه بالكامل:

- ملاذ!!!! حبيبتي أنا أسف!!!! مكنش قصدي!!!!




نظرت له نظراتٍ خاوية لتبعد ذراعيه عنها، وبلحظةٍ كانت تُجمع كل ما أوتيت من قوةً لتدفع به بعيداً، ليرتد هو للخلف



 بتفاجأ، لتركض "ملاذ" سريعاً تخرج من الشقة بأكملها، تنزل على الدرج حافية و كأنها تسابق الرياح، ليركض ورائها "ظافر" صارخاً بها:



- مـــلاذ، مــلاذ استني!!!!!!!


ركضت "ملاذ" خارج البناية بأقدامها الحافية، ليقف "البواب" مذهولاً مما يحدث، ظلت تركض في الطرقات المظلمة ولم


 يستطيع هو اللحاق بها، فقد دلفت بين أزقة الطرقات حتى تجعله يفقدها، وبالفعل ركضت بعيداً عن المنزل وبعيداً تماماً



 عنه، تآوهت بألم و هي تنظر لكاحلها الذي غُرزت به قطع من الزجاج، تحملت على جسدها لتتوارى خلف حوائط إحدى الطرقات، تكتم أنفاسها بكفها حتى لا يسمعها، رُغم تيقنها أنه





 ليس بجوارها، نزلت بعيناها لترى ما ترتديه من منامية ثقيلة شتوية تصل لما بعد ركبتيها بقليل، أحتضنت نفسها تستند




 برأسها على الحائط خلفها بعينان أنهمرت منهما الدموع، شعرت بصوت أقدام و ضحكات خبيثة تأتي مقتربة منها، ألتصقت بالحائط خائفة أن يراها أحد، ولكنها وجدت ثلاثة شباب يقفون أمامها، بأجسادهم الهزيلة وعيناهم الحمراء من





 كثرة ما يتعاطونه من أشياء تُذهب بالعقل وجوههم مشوهة مليئة بالندبات، همت بالركض تنفد بروحها ولكن أمسكها




 أحدهم من خصرها لقربها منه لتفوح منه رائحه كريهة جعلتها تريد التقئ، ولكنها بمهارة رفعت ركبتها لتضربه أسفل معدته، أرتد الشاب مبتعداً عنها يتلوى من الألم، ليأتي الثاني لتسدد له





 لكمة جعلته يسقط أرضاً، ليأتي الأخير مكبلاً إياها من ذراعها يقف خلفها، فشلت "ملاذ" عن ضربه لتصرخ بعلو صوتها تتمنى لو أن يعود إليها "ظافر" ، ظلت تصرخ بكل ما أوتيت من قوة،




 لينهض ذلك الشاب ذو الندبة بجوار ثغره، ناظراً لها بحقدٍ شديد ليرفع كفه عالياً متأهباً لتلقينها درسٍ قاسٍ، ولكن وجد قبضة فولاذية سمع لها أرتطام عظامه ببعضٍ تقبض على رسغه






 بإحكامٍ، ليُكبل "ظافر" ذراعيه خلف ظهره ثم دفعه بقوة للأمام ليرتطم الشاب بالحائط ساقطاً مغشياً عليه، أمسك بـ "ملاذ"



 ليجعلها تتوارى خلف ظهره لتتشبث بقميصه بقوة، أخذ يكيل للشابان العديد من الضربات التي جعلهتم يقعا مغشياً عليهم ثم ألتفت لها بلهفة ليكوّب وجهها يُعد خصلاتها عن وجهها قائلاً بنبرة قلقة:



- عملولك حاجة ولاد الـ****** دول!!!!!


زاغت أنظارها لتتقلص صفحات وجهها بألم من قدميها المجروحة، أخذ جسدها يتراخى تدريجياً لتقع بين ذراعيه فاقدة للوعي..!!!




حملها "ظافر" سريعاً ليضعها بسيارته التي أخذها بعد أن علم أنها أبتعدت عنه، ثم أستقل هو مقعده أمام المقود ليقود بأقصى سرعة لديه،وصل أمام البناية ليحملها كالطفلة بين ذراعيه، صرخ بالبواب بنبرة حادة:

- أتصل بالدكتور شريف ييجي بسرعة يا زفت!!!!


أسرع البواب ينفذ ما أمره به قائلاً بتوترٍ:

- أمرك يا سعادة البيه!!!!!


دلف للمصعد ليُقرب أنامله من أزرار الطوابق ثم ضغط على الزر المنشود، بدأ المصعد بالصعود لينظر لها "ظافر"، وجنتها اليُمنى و التي طبعت عليها أصابعه الغليظة تاركاً أثراً شديد الإحمرار، خصلاتها المشعثة وطرف ثغرها النازف من قسوته، قرّبها إلى صدره لينثنى مقبلاً وجنتها الحمراء، يستند بذقنه على جبهتها يمنع عيناه التي كادت أن تذرف دمعة خائنة أبت النزول!!!!!


فتح المصعد بقدمه بفظاظة ليقف أمام الباب المغلق، حاوط جسدها بذراعٍ واحد وبالآخر دّس المفتاح بالباب لينفتح سريعاً، دلف للشقة ليغلق الباب بقدمه، ثم أتجه لغرفته ليضعها برفق شديد على الفراش، لاحظ قدميها الملوثتان والتي غرزت قطع الزجاج بكعوبها، بالإضافة الى كفيها النازفتان بدماء جافة، أنحنى ممسكاً بكفها ليقبله عدة قبلات، يحمد ربه أنه جاء بالوقت المناسب، مسح على خصلاتها لينظر لوجهها الأبيض، تحركت أنامله لتتلمس وجنتها الحمراء بلطفٍ، أخذ يلعن نفسه ويسبها بأقبح الشتائم غير مصدقاً أنه صفعها!!!، تنهد مغمضاً عيناه بألم لينثنى أكثر نحوها مقبلاً وجنتيها الساخنة، لتتململ "ملاذ" بضيق و كأنها شعرت بقبلته وترفضها!!!!!


سمع طرقات الباب ليدثر "ملاذ" بالغطاء الثقيل ثم وضع وشاح على رأسها ليحجب خصلاتها ليدلف للخارج سريعاً، فتح الباب ليجد صديقه الطبيب "شريف" يدلف قائلاً بقلق:

- حصلك حاجة ولا أيه يا ظافر انا جاي على ملا وشي!!!!!


هتف "ظافر" بوهن قائلاً:

- مش أنا يا شريف، مراتي!!!!


قطب الطبيب حاجبيه قائلاً بإهتمام:

- مالها؟!!


أخذه "ظافر" من ذراعه ليدلف إلى الغرفة، ليشير إلى "ملاذ" النائمة براحة، ألقى "شريف" نظرة عليها ليتجه نحوها، ثم أمسك برسغها ليتحسس نبضها ليجده أعتيادي، أشتعلت أنظار الأخير ليتجه نحوه قائلاً بإنفعال:

- متلمسهاش!!!!


قهقه "شريف" قائلاً بتعجب:

- وهشكف عليها أزاي يعني مثلاً؟!!!


أزاحه "ظافر" من أمامه متجهاً إلى كاحليها ليرفع عنهم الغطاء قائلاً بجمود:

- كل اللي هتعمله تيجي تشوف الجروح اللي في رجليها وتكتبلي كل حاجة لازمة عشان ألفهُملها وبعدين تروح ومستغنيين عن خدماتك!!!!


رفع حاجبيه ليتجه نحوه وهو يضرب كفاً بأخر، نظر إلى قدميها ليقطب حاجبيه بغرابة قائلاً:

- أيه اللي عمل فيها كدا؟!!


هدر به "ظافر" بنبرة قاسية:

- شـريــف!!!! شوف شُغلك!!!!!


أومأ "شريف" بجدية ليخرج ورقة وقلم ثم دوّن بها الأدوية اللازمة، ليعطيها لـ "ظافر" قائلاً بنبرة عملية:

-ده علاج لرجليها، وحاول تطلع قطع الأزاز الصغيرة دي ولو معرفتش كلمني و أنا هقولك تعمل أيه، مناعتها ضعيفة ولازم تتغذى كويس و خليك جنبها وأهتم بيها عشان حالتها وياريت بلاش تمشي على رجلها يومين عشان الحالة متزيدش سوء..


أومأ "ظافر" ليلتقط الورقة ثم وصله إلى الباب مودعاً إياه، ليخرج هو الأخر من الشقة ليجلب الأدوية المطلوبة، جلبها "ظافر" سريعاً ثم صعد لها مجدداً، وجدها لازالت نائمة كما هي، أخذ يدواي جروح قدميها يُخرج قطع الزجاج ببطئ لتتآوه "ملاذ" من الألم ناهضة برُعب، ليهدئها "ظافر" قائلاً بحنو:

- أهدي يا حبيبتي خلاص أنا قرّبت..!!


ظلت "ملاذ" ساكنه بهدوء أدهشه، أنهى ما يفعله ليُلفها بشاشٍ أبيض، ثم تحرك جالساً جوارها، مما جعل عيناها تشتعل غضباً لتلقي بالغطاء جانباً متأهبة للنهوض وكأن قُربه منها يُلدغها كالحية، ليمنعها "ظافر" ممسكاً بذراعها قائلاً بهدوء:

- مش هتقدري تقفي على رجلك قوليلي عايزة أيه و أنا هجيبهولك!!!


نفضت ذراعها بحدة لتضع قدميها على الأرضية ثم كادت أن تقف صارخة به بإهتياج:

- ع أساس بيهمك راحتي أوي و أني أبقى كويسة آآآآآههه!!!!!!!!


تآوهت "ملاذ" عندما شعرت بنغزات في قدميها منذ أن وضعتها على الأرضية، لتسقط على قدميها ليحاوط هو خصرها هادراً بها بإنفعال:

- بطلي غباء قولتلك مش هتعرفي تقفي عليها أنتِ مبتفهميش!!!!!


حاولت دفعه بعيداً حتى تنهض من على قدميه ليشدد هو على خصرها يعود لهدوءه:

- ممكن أعرف قايمة رايحة فين؟!!!


قالت وهي تحاول جاهدة إزاحة ذراعيه عنها:

- أنا عايزة أمشي من هنا مش عايزة أعيش معاك أبداً وهتطلقني يا ظافر بمزاجك أو غصب عنك!!!!


لم تستطيع تحديد ملامح وجهه المشدود، لتنظر لعيناه المغمضة تتابع أصتطكاك أسنانه ببعض، أتخذتها فرصة لتبتعد جالسة على الفراش لتلصق جسدها بظهر الفراش، وضع "ظافر" رأسه الذي كاد أن ينفجر بين يداه، و إبتعادها عنه يتقافز إلى ذهنه جاعلاً الدماء تُغلي بجسده، ليلتفت لها ممسكاً بكتفيها بعنف يهُز جسدها بشراسة صارخاً بوجهها بعنف:

- أنتِ مش هتمشي من هنا و أي مكان هروحه هتبقي معايا فيه أنتِ بتاعتي أنا ومتحلميش أطلقك لأن ده مش هيحصل أبداً!!!!!


زاغت عيناها لترتعش شفتيها بهلعٍ وهي تنظر إلى عيناه الزيتونية التي تهتز بعنف، لينتفض جسدها عندما أقترب منها طابقاً بشفتيه على شفتيها بقسوة شديدة لأول مرة تتلبسه بتلك الطريقة، حاولت "ملاذ" دفعه بعيداً ولكنه كان يعتصر كتفيها بقوة حتى كادت عظامها أن تتحطم أسفل كفيه، أنجرفت الدموع من عيناها وهي تشعر بقسوته !!!! ضاقت أنفاسها وهي تضربه بوهن على صدره ليبتعد "ظافر" تاركها تتنفس بصوتٍ عال وكأنها تغرق، وضعت كفها على صدرها وهي تشعر بالهواء ينفذ رويداً من رئتيها، لتلتفت جوارها تبحث داخل الكومود على رذاذ الربو، وجدته لتضعه بفمها ثم ضغطت عليه ليهدأ صدرها، ظل يراقب أنفعالاتها و وجهها شديد الإحمرار وشفتيها، أخفت وجهها بكفيها لتبكي بشهقاتٍ مزقت قلبه، لينهض هو يدلف خارج الغرفة صافعاً الباب خلفه، أتجه إلى مكتبه ليضرب على المكتب بعنف، ضرب عليه أكثر من مرة ثم أطاح بكل شئ وُضع عليه أرضاً ليصدر أصوات جلجلت بالمنزل جعلت "ملاذ" تنتفض بهلع لتستلقي على الفراش مدثرة نفسها بخوف لا تريد سماع ما يحدث بالخارج!!!!!!!


• • • • 


أندفعت "آسيا" ممسكة بالهاتفه على أذنها قائلة بصوتٍ خافت ولكنه غاضب:

- يا سليم بقولك أنا خايفة أعمل حاجة زي كدا لو باسل عرف هيدبحني!!!!


سمعت جوابه لتغمغم قائلة بحقد:

- أنا عارفة أن البت دي لازم تتربى بس مافيش غير الموضوع ده؟!!!


جاء صوت يعنفها من الطرف الأخر لتتراجع قائلة بقلقٍ:

- طب خلاص متزعقليش!!! أنا هتصرف!!!!


ثم أغلقت معه متأففة تحدث نفسها بتأنيب:

- أنا أيه بس اللي دخلني في الموضوع ده!!!!!


لم تنتبه "آسيا" لتلك الأذنين التي وُضعت على الباب تسترق السمع بحرص، لتتحرك الخادمة بعيداً عن الغرفة قائلة بإستفهام وهي ممسكة بصينية العصير:

- يا ترى بتتكلم على مين، كنت حاسة أنها شرانية و نابها أزرق!!!!

• • • •

أتجهت "أسيا" إلى غرفتهما بعد أن تأكدت أن "رهف" بالأسفل تساعد السيدة "رقية" ولا يوجد بالغرفة سواه، أتبعتها الخادمة بحذرٍ وبخطواتٍ خفيفة، وقفت "أسيا" أمام الباب ثم طرقت عليه برقة، لم تسمع جواباً لتدلف بحذر، سمعت صوت المياة تنهمر على الأرضية من داخل المرحاض، لتبتسم بخبث متجهة إلى هاتف "رهف" الموضوع على الفراش ثم أمسكت به ولسوء حظ بطلتنا لم يكُن مؤمَن بكلمة مرور، لتفتحه "أسيا" بسهولة ثم دونت رقم "سليم" التي تحفظه وسجلته بإسم فتاة والتي كانت "أسماء"، لتبعث له رسالة كان مضمونها "حبيبي وحشتني أوي" سُرعان ما أجابها "سليم" على أتفاق منهما قائلاً"أنتِ كمان يا حبيبتي وحشتيني أوي لازم أشوفك" لتجيب "أسيا" بأيدٍ مرتعشة عندما سمعت صوت المياه يتوقف من الداخل "حاضر يا حبيبي باسل شوية وهينزل شغله و هجيلك في شقتنا أصبر بس شوية" ثم تركت الهاتف لتندفع إلى الخارج تاركة الهاتف مفتوحاً، ليخرج "باسل" من المرحاض ثم أرتدى بنطال مُريح يعلوه كنزة تغطي ذراعيه ليشمرها عن ساعديه جاعلاً من عضلات ذراعه بارزة، ليلتفت للهاتف عندما أصدر رنيناً ينم عن وصول رسالة، ليُمسك به يقراً ما كُتب بحروف قذرة "مستنيكي يا حبيبتي لحسن أنا هموت عليكي"!!!!

شُخصت نظراته ليشعر ببطئ نبضات قلبه، تحول وجهه للون شديد الإحمرار، ليقبض بقوة على الهاتف حتى كاد أن يتحطم بكفه، شعر بضيق تنفسه ليركض خارج الغرفة بخطوات تحفر الأرض أسفله، يتخطى الدرج الكبير في ثلاث خطوات، ثم أتجه إلى المطبخ ليجدها تقف مبتسمة تسامر والدته، بينما عمته "سُمية" تقف مع "آسيا" ،تشنج وجهه ليمضى نحوها ثم أمسك بخصلاتها في قبضة يده ليجُرها خلفه وسط صراخها الذي دوّي بالقصر بأكمله، وصرخات والدته التي ركضت خلفهما تمسك بذراعه صارخة به بهلعٍ:

- أيه اللي حُصل يا ولدي چارر مرتك إكده ليه يا باسل!!!!!


تخطاها "باسل" ليشدد قبضته على خصلاتها يسحبها خلفه صاعداً للدرج هادراً بصوت جهوري عالٍ:

- محدش يدخل بيني وبين مــراتــي فاهمين!!!!!


بكت"رهف" بأقوى ما لديها وهي تشعر بخصلاتها تكاد أن تتمزق من شدة قبضته عليها، ليدلف بها للغرفة، ثم دفعها من يده لتسقط على الأرضية بعنف، أغلق "باسل" الباب موصداً إياه بالمفتاح، تراجعت "رهف" للخلف بذعر لتجده يتجه نحوها لينحنى لها ممسكاً بفكها بقسوة، و باليد الأخرى رفع هاتفها ليضعه أمام وجهها صارخاً بها:

- بتخونيني يا رهف؟!!!! بتستغفليني؟!!!!أيه؟!!! حنيتي لماضيكي الـ***؟!!!!!!

صُدمت "رهف" لتحدق بالرسائل وبالإسم، لترفع عيناها الباكية له:

- مش أنا اللي بعت الرسايل دي، والله مـ أعرف عنهم حاجة!!!!


رفع كفه عالياً ليهوى بها على وجنتيها لترتطم رأسها بالأرضية من شدة صفعته، بكت "رهف" بإنهيار وهي تسمع صراخ والدته عليه من الخارج تطرق الباب بعنف شديد، جذبها مرة أخرى من خصلاتها لينهال عليها بالصفعات القوية يجأر به بنبرة مُرعبة:

- بتخونيني يا **** ده أنا لميتك من الشوارع و نضفتك!!!! مين دة رُدي عليا سليم مش كدا يا****!!!!!!

ضرب برأسها الأرضية عدة مرات حتى فقدت الوعي، فقدت وعيها بوجهٍ متورم شديد الإحمرار، خصلات مشعثة وقلب دُفِن تحت الثرى!!!!


نهض عنها يستند على الفراش بأنفاس مهتاجة، واضعاً كفه على الملاءه منحني بجزعه و الأخر وضع على قلبه الذي بدأ يؤلمه، يلهث بعنف ليلقي نظرة مزدرية عليها، أعتدل في وقفته ثم مضى نحو الباب ليفتحه، دلفت والدته بلهفة لتصفع وجنتبها بعنف عندما شاهدتها طريحة الأرضية ، لتتجه نحوه ممسكة بكنزته تهزه بعنف:

- عَملت أيه في البت رُد عليا أنا مخلفة حيوانات مش بني آدمين، رد يا أبن الهلالي عملت فيها أيه!!!! البت حامل ربنا ينتجم منك حسبي الله ونعمة الوكيل فيك!!!!!


توسعت عيناه عندما ألتقطت أذنيه ما قالته، لينتفض قلبه عليها ينظر نحوها، قائلاً بصدمة:

-حـــامـــل!!!!!!


لتتوحش أنظاره قائلة بنبرة خالية من الحياة:

- مش أبني!!!!!


ضربت "رقية" على صدرها صارخة به بحدة:

- أيه اللي أنت بتجوله دة أنت أتچنيت!!!!!


ركضت"رقية" إليها لتجلس بجانبها واضعة رأسها على قدميها، تحاول إفاقتها وهي تصفع وجنتيها -التي غزى الأحمرار منها-برفقٍ، ولكن لم تستجيب لتبكي "رُقية" على تلك المسكينة..


وقفت "آسيا" تراقب ما يحدث وهي مكتفة ذراعيها، مرتسمة على شفتيها أبتسامة حاقدة، جوارها "سُمية" التي ألتوى ثغرها بإبتسامة شامتة تتابع ما يحدث بأعين كارهة، وقف الخادمة بالخلف تذرف الدموع من عيناها، تتمنى لو أن أخبرته ولكن خوفها يحثها على الصمت وعدم التدخل!!!!!


صرخت "رُقية" بالخادمة بنبرة آمرة:

- أطلبي الضاكتور يابت بسُرعة!!!!


ركضت بالفعل تهاتف الطبيب، لتخرج "آسيا" من الغرفة معها "سُمية" دون التفوه بحرفٍ، ليخرج "باسل" لُفافة تبغه من جيبه ثم أشعلها ينفث دخانها و هو ينظر لها بقرفٍ، يردف بنبرة سوداوية:

- لسة مشافتش مني حاجة، ورحمة أبويا لهخليها تتمنى موتها ومتطلوش!!!!!


جحظت "رقية" بعيناها وهي ترمق أبنها لتقول بنبرة متحسرة:

- لا حول ولا وة إلا بالله، ليه يابني إكده دة أنتوا روحكوا كانت في بعض، دي رهف غلبانه ومكسورة الچناح وبتحبك والله!!!!!


هدر بها يصوتٍ عالٍ:

- أسكتي يا أمي أنتِ متعرفيش أي حاجة!!!


أتى الطبيب سريعاً ليحملها "باسل" من على الأرضية لا يُطيق لمسها، ليكشف عليها الطبيب قائلاً بذهول:

- المدام واضح أنها أتعرضت لضرب مبرح، و ربنا ستر والجنين وضعه مستقر إلى حدٍ ما، مناعتها ضعيفة جداً و أنا هكتبلكوا على أدوية وڤيتامينات تاخدها بإنتظام..


ذهب الطبيب بعد أن دوّن الأدوية، لتظل "رُقية" بجانبها تمسح على خصلاتها، و ظل "باسل" جالساً أمامهم يطالعها بنظراتٍ نارية، ينتظر أن تفيق حتى يُكمل ما بدأه، ولكن بقسوة أشد!!!!


فتحت عيناها المتورمة ببطئ، تكشِف عن خيوطٍ شديدة الأحمرار بعيناها من كثرة البكاء، نظرت إلى "رقية" التي طالعتها بحنان مقبلة جبينها، تذكرت "رهف" ما حدث لها لتعتدل جالسة، سقطت بنظراتها نحو معدتها، لتشهق بعنفٍ وهي تتمسك بها قائلة إلى "رقية":

- أبني!!!! أبني حصله حاجة؟!!!!


نفت "رقية" برأسها سريعاً قائلة:

- بعد الشر على حفيدي و عليكي يا ضنايا متخافيش!!!!


ذرفت الدموع وهي تنظر أمامها فوجدته أمامها بعيناه الجامدتان ووجهه المتشنج، أخفت وجهها مرتعبة بصدر "رقية" لتحتضنها "رقية" تمسح على ظهرها..أبتسم "باسل" بسُخرية يحدث نفسه، زوجته التي كانت تتوارى بصدره متشبثة به، باتت تختبئ بوالدته خائفة منه هو، نهض "باسل" مقترباً منها ليزداد بكاءها وأرتجاف جسدها تحتمي في أمه، ليحادثها قائلاً بهدوء يخبئ خلفه عواصف هائجة:

- أمي لو سمحتي سيبيني معاها شوية!!!!

تشبثت "رهف" بها أكثر لتنفي "رقية" قائلة بحدة ولم يطاوعها قلبها على تركها:

- مش هسيبها معاك يا وِلد الهلالي، البت مرعوبة حرام عليك إكده يابني!!!!


مسح على وجهه بعنف ليقول بجمودٍ:

- مش هعملها حاجة هتكلم معاها شوية يا أمي لو سمحتي!!!!!


نظرت "رقية" إلى "رهف" بأسف لتربت على كتفيها قائلاً بنبرة حنونة:

- متخافيش يابنيتي مش هيعملك حاچة ياضنايا!!!!


نفت "رهف" ممسكة بكفيها قائلة بتوسل وقد أُغرق وجهها من كثرة البكاء:

- لاء أبوس إيدك يا ماما متسيبنيش معاه عشان خاطري!!!!!


صرخ بها "باسل" بصوتٍ جهوري:

- أخرسي!!!! دي مش أمك، أنا أمي متتشرفش تجيب بنت **** زيك!!!!!!


توسعت عيناها لتتهدل كتفيها، تاركة "رقية" لتحاوط كتفيها تنظر أمامها بشرودٍ، لتلتفت له "رقية" هادرة به بعنف:

- أخرس أنتَ يا باسل!!!! رهف ست البنات!!!!!


هتف "باسل" بنبرة خاوية:

- لو سمحتي يا أمي سيبيني معاها شوية!!!!


أومأت "رقية" بقلة حيلة لتمسح على خصلاتها الطويلة قبل أن تذهب، ثم خرجت من الغرفة تحدث "سُمية" قائلة في حيرة:

- ربنا يعديها على خير!!!!!


زحفت "رهف" لنهاية الفراش تضم قدميها إلى صدرها، تنظر له بنظرات جعلت قلبه يرتجف خِلسة، خائف من أن يكون ظلمها، و أن زوجته عفيفة لم تدع سواه يمُسها!!!!!

ولكنه عاد لجمود صفحات وجهه ليجلس أمامها على الفراش قائلة بنبرة حادة:

- بتخونيني أنا!!!!، طبعاً.. م أنا كان لازم لما أتجوز أختار بنت ناس، مش بنت جاية من الشارع!!!!!!


وكأنه كوّر قبضته ليسدد لها عدة لكمات في قلبها أصابتها في مقتل، لتنهمر الدموع من عيناها أكثر و هي تشعر بلسانها شُلِ عن التحدث، رفعت كفيها لتضرب بها على صدره لتنهض واثبة أمامه تصرخ بهيستيرية:

- بس!!!! بس بقا كفاية أسكت مش عايزة أسمع صوتك!!!! أنت أزاي تتكلم معايا كدا أنت أتجننت!!!! أنت حتى مش عايز تسمعني بقولك أنا معرفش حاجة عن الرسايل الزبالة دي ومش عارفة مين اللي عمل كدا!!! 

أبتسم بسُخرية يهتف بتهكم:

- فاكرة أني هصدقك!!!!!!


أمسكت برأسها تضغط عليه بقوة صارخة به بإنفعال:

- طلقني أنا مستحيل أبقى على ذمتك دقيقة كمان!!!!!


وثب أمامها ليمسكها من ذراعيها غارساً أظافره بساعديها قائلاً بنبرة وحشية:

- أطلقك!!!!! عشان ترجعي لحبيب القلب مش كدا؟!!!!! أنا هعرفك مين باسل الهلالي حالاً!!!!


حرر أزرار قميصه واحداً تلو الأخر، وهي تقف مذهولة تتراجع إلى الخلف بخطواتٍ ثقيلة على قلبها، نزع قميصه بالكامل ليبقى عاري الصدر، ثم أخذ ينزع حزامه الجلدي لتصرخ به "رهف" وهي على مشارف البكاء:

- هتعمل أيه!!!!!


أمسك بحزامه ليلفه على كفه الغليظ، ثم أمسك بذراعها ليدفع جسدها نحو الفراش، يقيدها من كفيها بكفٍ واحد، لتبكي "رهف" بقوة وهي تشعر أنها ستُهلك بين يداه لا محال، قائلة بنبرات تمزق نياط القلب:

- باسل أبوس إيدك لاء!!!!، أنا حامل في أبنك هتخسرني يا باسل للأبد!!


رفّع حزامه الجلدي ليهوي به على الملاءة جوارها بالضبط لتنتفض "رهف" ثم أخذ جسدها في الأرتعاش تبكي بقسوة، ليلقي "باسل" بالحزام على الأرضية، ثم مال عليها ممسكاً كتفيها بعنف صارخاً:

- أبني!!!!!بطلي كدبك ده بقا


بكت "رهف" كما لم تبكي من قبل، بكاءها أصبح مصحوب بشهقات مُهلكة، مغمضة عيناها لا تستطيع النظر إلى وجهه، لينظر هو بدروه لملامحها، إلى تلك الكدمة جوار فمها، شفتيها الحمراء و المتورمة، وعيناها التي لا تكف عن البكاء، ليصفع الملاءة جوارها عدة صفعات ثم اعتدل في وقفته مبتعداً عنها..


أزداد بكائها لتطلق آهات متألمة، آهٍ تلي الأخرى تلفظها فِيها، وتتضاعف منطلقة من قلبها الذي أُعتصر بألم، شعر بنغزات متتالية في قلبه ليغمض عيناه لا يريد سماع صوت بكاءها، ليُمسك بقميصه يرتديه دون أن يغلق أزراره، ثم ألتقط هاتفه و مفاتيحه ليخرج تاركاً إياها تشهق ببكاء رنّ في أذنه!!!!!!


• • • •


دلفت "فريدة" من الباب لتجد "رقية" تركض نحوها قائلة بفزعٍ:

- ألحقيني يا بنتي رهف فوج وباسل هيجتلها!!!!!


صُدمت "فريدة" لتركض على الدرج غير مستوعبة ما قالته، فوجدت "باسل" يخرج من الغرفة صفحات وجهه شيطانيه، أقتربت "فريدة" من باب الغرفة لتضع يداها على فمها بذهول، ركضت نحوها لتجلس بجوارها على الفراش، ثم أمسكت برأسها ترفعها للخلف لكي تستنشق أكبر قدر من الأكسجين، مسحت على خصلاتها تردف بفزع:

- رهف حبيبتي أهدي متعمليش في نفسك كدا أهدي ياروحي ششش بس بس!!!!!


ضربت "رهف" على قلبها صارخة بصرخات هيستيرية جعلت "فريدة" تبكي على حالها، لتدلف "رقية" تحاول تهدئتها ولكن لم تستجيب لأي شخص، لتهاتف "رقية" أبنها، أنتظرت أن يرُد ليجده قد فتح المكالمة، صرخت به "رقية" قائلة:

- أنت عملت في البت إيه مش راضية تبطل عياط و نواح تعالى ألحجها يابني دي حامل أنت جايب جساوة الجلب دي منين!!!!!

أنتفضت "فريدة" بصدمة صارخة:

- أيه!!!! حامل!!!!!


أستمع "باسل" لبكاءها الممزوج بصراخ جعله يشعر بإنقباض قلبه، ولكن عندما أمسك بهاتفها الذي لازال بيده، يقرأ تلك الرسائل، ليصرخ بأمه بنبرة مُرعبة:

- أنا لو جيت هقتلها بإيدي، وخليها تبطل تمثيلها دة بقا!!!!!!


• • • •


أفاقت "ملاذ" من نومها بعينان متورمتان من شدة بكاءها، لتنهض من على الفراش بخطوات خفيفة مرتجفة، ثم فتحت باب الغرفة بحذر حتى لا يسمعها، أطلت برأسها على بهو الشقة فلم تجده، أتجهت نحو الباب الخارجي لتحاول فتحه، ولكنها وجدته موصد بالمفتاح، سمعت صوته الساخر خلفها قائلاٌ ببرود:

- متحاوليش!!!!مش هتعرفي تهربي مني!!!!


وقع قلبها أرضاً لتتقاذف الدمعات من عيناها بقوة تُغمضها بيأسٍ، لتلتفت له تطبق على عيناها بيأسٍ ترفض رؤيته، ثم فتحتهما بعد مدة لتجده يقف أمامها مربعاً ساعديه أمام صدره، لتقترب منه واضعه سبابتها على صدره، غارزة ظفرها بقميصه الأسود، قائلة بنبرة قوية رُغم عيناها التي أُغرقت بالدموع الساخنة:

-أنا همشي من هنا، بمزاجك أو غصب عنك همشي ومش هتشوف وشي تاني، و كُل واحد يروح في طريقه!!!!


أبتسم بسُخرية شديدة ليمسك أصبعها برفق، ثم قبض على كفها بأكمله وأمسك بكفه الأخر كفها المتحرر أيضاً، ثم أرجعهما وراء ظهرها ليلصقها بصدره قائلاً بنبرة مخيفة:

- طب حاولي كدا تخطي عتبة الشقة و أنا هـ!!!!!


قاطعته بصراخٍ باكٍ:

- هتعمل أيه يا ظافر، هتضربني تاني ولا هتبوسني بالعافية و أحتمال تجبرني على حاجات تانية مش كدا


أرخى قبضته عن ذراعيها ليقول بنبرة هادئة أستشعرت بها الحنو:

- أنا مكنتش أقصد أمد إيدي عليكي!!!!


ثم أكمل بتنهيدة:

- و أنتِ عارفة أني مستحيل أجبرك على حاجة زي دي!!!!!!


أرتدت مبتعدة عنه لتضربه على صدره مردفة بغضبٍ:

- أومال كنت بتبوسني بالعافية ليه!!!! رد عليا!!!!


أمسك بكتفيها يهزها بصراخٍ عال:

- عشان أعاقبك!!!! أعاقبك على اللي أنتِ قولتيه، عشان أثبتلك أنك ملكي وكل حاجة فيكي بتاعتي أنا ومش هسمحلك تجيبي سيرة الطلاق أبداً مرة تانيه لو قولتيها تاني هكرر اللي عملته مرة تانية!!!!!


عادت برأسها للوراء تطالعه، ملامحه المشدودة بقوة، عيناه القاسية والتي لم تعد ترى بها ذلك الدفئ الذي دائماً ما كان يغمرها، حتى صوته الذي أصبح أغلظ، لا ترى به ذلك الحنو الذي كان يطمئنها، لتردف بنبرة شبه باكية:

- أنتَ مين؟!!!!!


دُهِش من سؤالها لتُكمل بصوتٍ جعله يتمنى لو أن يقتل نفسه:

- مش أنت اللي أنا حبيته، مش أنت اللي أتجوزته و أنا عارفة أنه مش هيزعلني ومش هيخليني أنام معيطة كل يوم ومش هيطفيني وهيدفن روحي، مش أنت ظافر اللي كنت مطمنة معاه وبحس أن محدش هيقدر يأذيني و أنا في حضنك، طلعت أن أنت اللي بتأذيني، مش أنت اللي عينك كانت كلها حنان و حُب ليا، أنت مش ظافر، أنت تاجر سلاح بتقتل وبتنهب وبتضُر بلدك بأقذر الطرق، و بتضربني وبتحبسني هنا بالغصب، ليه وصل بينا الحال لكدا؟!!! طب أنا أذيتك في أيه عشان تأذيني بالطريقة دي!!! ليه يا ظافر؟!!!!


شعر "ظافر" بثُقلٍ على قلبه، لا يستوعب ما يحدث وما تقوله، أخذ يتساءل، هل هو تغير بالفعل!!!! هل أصبح شخصاً أخر تبغضه هي، كوّب وجهها ليبعد خصلاتها الملتصقة بجبهتها، ليميل مقبلاً وجنتها الممتلئة، يغمغم بأسفٍ:

- أنا أسف، والله مـ كان قصدي أضربك أنا أسف يا ملاذ، كلامك خلى دماغي تغلي، مكنتش شايف قدامي!!!!


نفت برأسها تفرك عيناها لتزيل عنهما الدموع قائلة بنبرة حزينة:

- أنا مش عايزاك تعتذر، أحنا خلاص مينفعش نعيش مع بعض، عشان خاطري يا ظافر خلي كل واحد يروح لحاله، أنا مينفعش أعيش مع تاجر سلاح، أنا بقيت قريبة أوي من ربنا قولي هرفع أيدي وأدعي أزاي ومستنياه يقبل دُعايا وأنا جوزي تاجر سلاح!!!! أنت عارف أخرتك أيه؟!!! هتموت يا ظافر وهخسرك!!!! وأنا مش هتحمل أخسرك مهما حصل!!!


دفنت وجهها بكفيها لا تتخيل أنها ستفقده يوماً ما، ليبعد كفيها عن وجهها ثم قبلهما برقة، جذبها لتجلس على الأريكة، ثم أستلقى هو على قدميها سانداً رأسه على قدمها ، ينظر للسقف بشرودٍ، لتمُّد أناملها تمسد على خصلاته الناعمة قائلة برقة:

- أحكيلي يا ظافر، أفتحلي قلبك و قولي أيه اللي وجعك أوي كدا، ليه دايماً بشوف النظرة دي في عنيك، أحكي عشان ترتاح!!!!!


أغمض عيناه ليتنهد جاعلاً أكبر كمية من الهواء تدلف إلى رئتيه، ثم هتف:

- لما كنت صغير، كنت بسمع أبويا بيتكلم مع ناس وبيتفق معاهم على صفقاته، مش بس كان تاجر سلاح لاء، دة كمان كان تاجر أعضاء و مخدرات دة غير أنه كان بيتاجر في البنات في شقة دعارة هنا في القاهرة، كان راجل جبروت وقاسي، عُمره مـ خدنا في حُضنه وحسسنا أنه أب، بالعكس، كان دايماً يضربنا على أبسط حاجة، بس مازن أكتر واحد أضرب فينا، عارفة ليه؟!! لأن مازن كان متمرد جداً، لما كبرنا مكنش قابل باللي بيعمله، دايماً كان يقوله أنه عنده بنت واللي بيعمله هيتردله بعدين، وقتها كان بياخده ويقفل عليهم الأوضة، وكان ينزل فيه ضرب بالحزام و بالسَطور، ضرب ساب ندبات على ضهره لحد دلوقتي، عشان كدا أمي بتحبه أوي عشان هو شاف كتير من اللي أتحسب علينا أب ده، مازن موجود وعايش برا في باريس دلوقتي مش مختفي زي مـ قولنا، و أمي عارفة كدا و أنا اللي قولتلها، هي مكنتش هتسكت كل ده و أبنها بعيد عنها، المهم أن في مرة لما بقى عندي 20 سنة قعد معايا وقالي حاجتين قلبوا حياتي، عارفة قالي أيه؟!!


ثم أبتسم بسُخرية مكملاً:

- قالي إن أهم حاجة في الدنيا دي الفلوس، و أننا مخلوقين عشان نعمل فلوس مهما كانت الطريقة دي، قالي أني لازم أطلع زيه، لأنه شاف فيا القسوة بتاعته، واخدت نفس عينه و فيا من طباعه اللي بحاول أغيرها دلوقتي!!!!


سقطت الدموع من عيناها لتحاوط وجهه قائلة بحزن:

- طب و أيه الحاجة التانية؟!!!


- قالي أوعى في يوم تآمن لواحدة ست، الستات أتخلقوا عشان يخدمونا، كلهم خاينين وطماعين، وبيجروا بس ورا الفلوس!!!!، غرس فيا ده!!!! عُمره مـ حب أمي!!! كان بيحب قبلها واحدة، بس خانته مع صاحبه، كان كل يوم يضرب أمي قدام عيونا، كان بيعمل فيها حاجات بشعة و زبالة!!!! عارفة وقتها أنا وعدت نفسي أني عُمري م هعمل كدا مع مراتي أو مع أي واحدة، وقتها خدني أشتغل معاه في صفقاته ال****، كان بيعلمني تجارة السلاح بس، وفعلاً بقيت أحسن منه في وقت قصير، وقتها أمي قالتلي كلام عُمري م أنساه!!!، عيطت وقالتلي أني هبقى نسخة من أبويا، و أني هطلع أسوأ منه كمان!!!!، كل مرة تقولي بلاش تضيع نفسك، بلاش تبقى زي أبوك، كنت ببقى عايز أبعد فعلاً وأسيب تجارة السلاح بس مكنتش بقدر، لما كنتِ صغيرة وجيتي عشان تاخدي منه فلوس و هو حبسك في الأوضة اللي أتحبسنا فيها كلنا بداية مني حتى ملك كانت تقعد تعيط عشان يطلعها وهي صغيره و مكنش بيوافق، حتى أمي لما كانت تفتح بؤها كان يضربها ويحبسها هي كمان في أوضتهم!!!!!، أنا بس اللي كنت بخرج ملك لأن هو مكنش يقدر يرفضلي طلب، و لما أنتِ أتحبستي وقتها حسيت أن قلبي واجعني و أنا سامع صوتك، ولما طلعتك و أغمى عليكي قدام عيني قلبي وقع في أرضي، عارفة يا ملاذ قولت أيه وقتها في سري، قولت أن هيبجي اليوم اللي تبقي مراتي فيه ..لحد م أتجوزت مريم، أتجوزتها عشان أبويا و أبوها كان بينهم مصالح، وطبعاً أختارني أنا عشان مريم كانت بتحبني من زمان، بس انا عُمري مـ حبيتها، دورت عليكي كتير بس مكنتش بلاقيكي، ولما شوفتك في الشركة أول مرة كأن روحي رجعتلي، لما الزفت سالم دخل وكان هيضربك الدم غلي في نافوخي، كنت أكبر كداب لما قولتلك أني مضربتوش عشان سواد عيونك، و أني ضربته عشان مش بستحمل أشوف راجل يستقوى على بنت قدامي، أنا ضربته عشان أستجرأ و رفع أيده عليكي ولما أتهجم عليكي في البيت كنت عايز أقطعه حتت عشان أتجرأ وقرب منك، المهم هكملك أبويا تعب و أبو مريم شركاته فلِست، و أبويا عرف وقتها أن جاله سرطان في الدم، كان بينهش في جسمه!!!!! لما مات حسيت أن ضهري أتكسر، متستغربيش أنا فعلاً عُمري مـ حبيته، بس وجوده كان مقويني!!!! أنا مطلعتش تاجر سلاح عشان أنا عايز كدا، أنا بتاجر في السلاح عشان أنا متعود على ده، بس كنت خايف، مش خايف من الموت، خايف أني أقابله و أنا كدا!!!!!! ملاذ أنتِ الوحيدة اللي عشقتها، أنتِ اللي حسيت معاها أني ظافر القديم، مش تاجر السلاح اللي بيقتل بدم بارد!!! متسيبنيش يا ملاذ، أنتِ نقطة ضعفي!!!!!


لم تتوقف عن البكاء لتحتضن رأسه بقوة مقبلة جبينه قائلة ببكاءٍ:

- يآآآه يا ظافر كل ده شايله في قلبك!!!!


نظرت إلى وجهه لتحاوطه قائلة بنبرة لا تخرج إلا من عاشقة متيّمة:

- أنا عُمري في حياتي مـ هسيبك، أنا أصلاً مقدرش أبعد عنك وهكمل معاك حياتي كلها لحد م واحد فينا يدفن التاني!!!!!


جعلته ينهض ثم ضمت رأسه لأحضانها تمسح على خصلاته مقبلة إياها،ليعانق هو بدوره خصرها، دافناً رأسه بأحضانها، يشتم رائحتها التي تُسكره، بينما هي لا تكِف عن تمسيد خصلاته، ليردف قائلاً:

- ملاذ سامحيني أني ضربتك، و على اللي عملته معاكي أنا أسف...


غمغمت بـ:

-ششش أنا مسمحاك والله!!!!


غفى "ظافر" بعناقها، لتنظر لها نائم كالملاك بين يداها، لتقبل جبينه قائلة نظرات متحدية:

- صدقني مش هسيبك كدا، كل اللي أتكسر زمان فيك هصلحه!!!!!


• • • •


لملمت "ملك" ملابسها وما يخُصها، لتجر سحاب الحقيبة ثم وضعتها على الأرضية، لازالت لا تستوعب أنها ستذهب معه إلى بيته، ستراه يومياً بحالاته، ضاحكاً وحزيناً، غاضباً وسعيداً، عاشقاً ..فقط، لم تستوعب أن الحياة أبتسمت لها!!!!

أرتدت ملابسها ثم حملت حقيبتها، لتجده يدلف بهيبته المعهودة، ليقع قلبها أرضاً فورما تراه، ثم قالت بلا وعي:

- أنت أيه اللي جابك؟!!!


رفع حاجبه الأيسر ليقول بتهكم:

- والله أنتِ هبلة!!!!


ضربت على جبينها لتضع كفها على فمها قائلة:

- ايوا انت معاك حق في دي!!!!


قهقه على حركاتها الطفولية ليمسك كفها برقة قائلاً:

- طب يلا بقا عشان منتأخرش!!!!!


نظرت إلى كفه الذي أختفي في كفه الغليظ، لترفع أنظارها له قائلة بنبضات سريعة ضربت قفصها الصدري:

- جواد هو اللي أنا فيه دة حقيقي صح؟!!!يعني أنت بجد ماسك إيدي وهروح أعيش معاك، أنا مش مصدقة!!!!


ألتفت لها ممسكاً بكتفيها يقول بإبتسامة:

- طب أخليكي تصدقي أزاي أنك مراتي؟!!


مدّت ذراعها له قائلة ببلاهة:

- أقرصني!!!!


أمتدت أنامله ليقرصها في ذراعها بعنف، لتسحب ذراعها متآوهة بعنف لتهتف بألم:

- أيه يا جواد دة!!!


أبتسم قائلاً ببراءة زائفة:

- مش أنتِ اللي قولتيلي أقرُصك!!!!


زمت شفتيها قائلة:

- قولتلك تُقرصني مش تورمني كدا!!!!


حمل حقيبتها ليجذبها من ذراعها قائلاً بنفاذ صبر:

- طب أمشي وبطلي رغي!!!!


سارت معه للخارج، فرأت "فتحية" أيضاً مستعدة إلى الرحيل، ليجعل "جواد" السائق يقيلها لمنزلها، ثم تحركا هو بسيارته، جلست بجواره لتقضم أظافرها بتوترٍ، ثم أخبرته على عجالة:

- جواد وقف العربية ع جنب بسررعة!!!!


قطب حاجبيه ليصف السيارة جانباً، ثم ألتفت لها قائلاً بجدية:

- في أيه؟!!!!


ألتفتت له لتردف هي الأخرى بجدية:

- عايزين نتفق على شوية أتفاقات كدا..!!!!


أسند ذراعه على المقود مستنداً بظهره على المقعد ثم قال بهدوء:

- قولي!!!!


تنهدت مردفة بـ:

- جواد عارف أيه أكتر حاجتين بكرههم؟!!! الكدب والخيانة!!! أنا هبدأ معاك حياة جديدة، عايزة أعرف كل حاجة فيك اللي الحاجات اللي بتحبها واللي بتكرهها، أنا بس بقولك كدا عشان أنا عارفة أنك بتاع بنات ما شاء الله وبتحب تنوّع!!!!


ثم مدّت جزعها العلوي لمقعده ليتراجع "جواد" بدهشة، لترفع سبابتها في وجهه قائلة بتحذير:

- لكن والله يا جواد لو فكرت تخوني هوريك سواد الليل، مش هيكون في بنات في حياتك غير انا و الست الوالدة و أختك لكن غير كدا هقتلك يا جواد!!!!


تراجعت "ملك" بخوف عندما أنقلبت الأدوار ليمد هو جزعه العلوي مشيراً سبابته بوجهها قائلاً بنبرة تحذيرية:

- أولاً صباعك ينزل من وشي بدل م أكسرهولك!!!!


أحتضنت أصبعها إلى صدرها ليُكمل هو ولازال يعتليها قائلاً:

- و أنت عارفة أيه أكتر تلات حاجات بكرههم، الخيانة و الكدب وزودي عليهم أن حد يعلي صوته عليا ولا يتكلم معايا بالنبرة دي!!! وبعدين هو أنا هتجوزك ليه و أنا هخونك، أتلمي بقا و أهدي هـا أهـدي!!!!!!


أومأت سريعاً قائلة بخوفٍ:

- خلاص يا باشا متزُقش!!!! 


ثم أكملت وهي شاردة في ملامحه:

- أمشي بقا و أنت شبه امير اللي في الحب الأعمى كدا!!!!


رفع حاجبه الأيمن وهو لازال يستند بكفيه على باب 

السيارة ليبتسم قائلاً بغرابة:

- مين دة؟!!!


لتنظر له "ملك" بهيامٍ مغمغمة:

- دة حد قمر كدا هبقى اوريلك صورُه!!!!!


أظلمت تعابير وجهه ليقول بتحذير:

- لسانك لو مدح في راجل غيري هتشوفي وش تاني خالص!!!!


تضايقت "ملك" من نبرته الآمرة معها في الحديث لتهتف بفتور:

- جواد أنت بتتكلم معايا كدا ليه!!!! أنا مش هسمحلك تتكلم معايا كدا!!!!!


عاد للخلف ليضع كفه الأيسر على المقود قائلاً ببرود :

- تسمحي ولا متسمحيش مش فارق معايا!!!! 


أستندت على ظهر المقعد لتنظر من النافذه بحزن، ترقرقت الدموع بعيناها لتضع رأسها على النافذة تنظر لوجوه البشر، شعر "جواد" بقلبه يؤلمه ليُمسك بذراعها وهو يوزع أنظاره على الطريق وعليها، لتلتفت له "ملك" بحزن، جذبها "جواد" من ذراعيها ليضع رأسها على صدره ممسداً على ظهرها هامساً بحنو:

- متزعليش يا حبيبتي!!!!


أنفجرت "ملك" بالبكاء لتدفن أنفها في صدره متشبثة بقميصه الأسود قائلة بحزن:

- جواد متتكلمش معايا كدا تاني!!!!


أومأ مردفاً برفقٍ:

- حاضر..


أخذ كلها الصغير ليقبله بحنو ليردف بنبرة مازحة:

- وبعدين أنا متأكد أن أمير ولا حاجة جنبي و أني أحلى منه بكتير!!!!!


رفعت رأسها له لتحدق في ملامحه الوسيمة مغمغمة بـ شرودٍ في عيناه الخضراء:

- مممم...!!!!


نظر لها جزءاً من الثانية ليعود ناظراً أمامه قائلاً بخبث:

- ممممم احلى مش كدا؟!!!


أومأت متنهدة و هي تحتضن خصره:

- أيوا طبعاً!!!!!


أبتسم لينظر داخل عيناها ثم نظر للطريق ليعود ناظراً لها ليردف بوقاحة:

- أنتِ عارفة لو فضلتي تبُصيلي بعيونك الحلوة دي هنعمل حادثة وهنتدغدغ!!!


أبتسمت "ملك" لتضع أذنها على مكان قلبه...

قاد "جواد" السيارة مبتسماً، ثم وصل إلى قصره، ترجلت "ملك" لترتجف أطرافها راكضة نحو "جواد" متشبثة بذراعه:

- جواد أنا قلبي مقبوض و خايفة أدخل!!!!


ربت على ظهرها قائلاً بلُطف:

- مش عايزك تخافي و أنا معاكي!!!!!


أومأت بطفولية ليحمل حقيبتها بكفٍ، والأخرة قبض على كتفيها برفق، ثم تحركا تجاه القصر، و قبل أن يدس المفتاح بالباب وجد الباب يُفتح بلهفة، وجدت "ملك" سيدة بدينة بعض الشئ كحال الكثير من الأمهات المصريات، وجهها بشوش ذات عينان خضراوتان ورثها "جواد" عنها، وبشرة بيضاء ناصعة، تفاجأت "ملك" بها تجذبها لأحضانها قائلة بإبتسامة رُسمت على ثغرها:

- جواد حكالي عنك كتير و أخيراً جيتي يابنتي!!!!


بادلتها "ملك" العناق قائلة بمزاح:

- متقلقيش يا طنط أنا لازقالكوا لحد ما تزهقوا مني!!!!


أبتسم "جواد" ليدلف مغلقاً الباب خلفه قائلاً بمزاح:

- خلاص يا أمي البنت هتموت في إيدك هاتيها شوية!!!!


ربتت "إيناس" على ظهرها قائلة:

- بس يا واد روح أنت وسيبها قاعدة معايا ملكش دعوة بينا!!!!


هتف بسُخرية:

- ماشي هطلع أنا منها..!!!


ثم أكمل متسائلاً:

- ياسمين فين؟!!!!


أرتبكت "إيناس" قائلة و هي تقترب منه قائلة:

- ياسمين .. ياسمين نايمة في أوضتها فوق يا حبيبي عشان تعبانه شوية..


قطب حاجبيه قائلاً بقلق:

- تعبانة مالها أنا كنت سايبها كويسة..!!!!


أبتلعت "إيناس" ريقها لتفرك أصابعها لا تعلم بماذا تجيبه، لتنقذ "ملك" الموقف قائلة وهي تربت على كتفه:

- يا جواد أكيد نايمة الوقت أصلاً متأخر، يلا عشان تطلع ترتاح في أوضتك شوية و بكرا هنشوفها..


ثم ألتفت إلى "إيناس" قائلة بإبتسامة:

- طنط أنا أوضتي فين؟!!!


جذبها "جواد" من رسغها قائلاً بغرابة:

- أوضة مين أنتِ هتنامي في أوضتي!!!!


قطبت حاجبيها قائلة:

- لاء طبعاً يا جواد ميصحش أنا و أنت ننام في أوضة واحدة!!!!


هتفت "إيناس" قائلة بدهشة:

- أنتِ مراته يا حبيبتي أيه المشكلة؟!!!


نظرت لهما لتقول بخفوت:

- عارفة بس آآآ...


قاطعها "جواد" قائلاً بنبرة آمرة:

- مافيش بس هتنامي في أوضتنا...


أقتربت "إيناس" منها لتربت على ظهرها قائلة بلُطف:

- حبيبتي لو مش عايزة تنامي في ٱوضته هخلي الخدامين ينضفوا أوضة ليكي محدش هيجبرك على حاجة!!!!


هتف "جواد" بغضب:

-أزاي يعني و أوضة جوزها موجودة!!!!!


نظرت له "إيناس" بحدة قائلة بتحذير:

- أولاً متزعقلهاش، ثانياً هي براحتها اللي هي عايزاه هيحصل!!!!


مسح على وجهه بعنف لتجيب "ملك" سريعاً وقد تضايقت من أسلوبه:

- خلاص يا طنط متشغيليش بالك أنا هنام في ٱوضته.


أومأت "إيناس" بإبتسامة:

- اللي يريحك يا حبيبتي، روح معاها يا جواد..


نفت "ملك" قائلة بإبتسامة حزينة:

- لاء يا طنط قوليلي بس هي فين و أنا هطلع..


- هتلاقيها فوق يا حبيبتي ع اليمين أخر أوضة..


أومأت "ملك" لتمسك حقيبتها ثم صعدت الدرج للغرفة، لتعاتبه والدته قائلة بلوم:

- ينفع يعني تتكلم بالأسلوب دة معاها دي البنت رقيقة جداً وشكلها بتحبك و مرضيتش تزعلك، ياريت الحجر يحس بقا!!!!!


تنهد ليمسح على خصلاته ليردف بنبرة تائهة:

- طب أعمل أيه يا أمي؟!!!


ربتت على كتفه قائلة بحنان:

- روح يا حبيبي صالحها وطيّب بخاطرها وبطّل همجيتك دي شوية!!!!


بالفعل صعد لها ليدلف للغرفة، بحث عنها بأنحاء الغرفة ولكن لم يجدها، سمع صوت المياه الهادرة بالمرحاض، ليغلق الباب برفق مبتسماً بخبث عندما وجد منامتها على الفراش، ليتوارى خلف الستار الثقيل ليجدها تغمغم بالمرحاض قائلة بغيظ:

- غبية يا ملك أديكي نسيتي البيچامة برا!!!! بس هو أكيد لسة تحت طبعاً م هو طايح في الكل و كل شوية يزعق فرحان بصوته أوي، ماشي يا جواد إما وريتك مبقاش أنا ملك!!!!!


حاوطت جسدها بمنشفة سوداء اللون عززت بشرتها البيضاء، لتنسدل خصلاتها الطويلة على ظهرها،ثم فتحت باب المرحاض لتشرأب بعنقها تبحث عنه ولكن لم تجده، تنهدت براحة لتخرج من المرحاض، همت بأخذ المنامية لتجد من يجذب ذراعها من الخلف لترتطم بصدره بقوة، أنتفضت "ملك" بإرتعاد لتقبض على المنشفة حتى لا تسقط، ثم حدقت بعيناه الجامدتان لتعلم أنه سمع كل شئ، أندفع الدماء إلى وجنتيها بخجلٍ و هو شبه محتضنها، ممسكاً خصرها بذراعٍ و الأخر وُضع في جيب بنطاله، أنثنى على وجهها لتبتعد هي بوجهها تطالعه بقلق، أغمض عيناه يشتَّم رائحة العود التي تنبع منها، دفن أنفه بعنقها و تلك الرائحة تدلف لخلاياه بأكملها تنعشها، أرتبكت "ملك" لتمد كفيها تحاول أن تبعده، ولكن باتت كأنها تحاول إزاحة جبل من موطنه، لتسمعه يغمغم بخفوت:

- بقا أنا فرحان بصوتي وطايح في الكل مش كدا!!!


نفت سريعاً قائلة بتوجس:

- لاء والله أنا مكنتش أقصد دة أنت حتى هادي جداً و صبور ومش بتزعق في حد!!!!!


عاد برأسه لينظر لها بنظرات جعلتها تكاد تبكي قائلة:

- بجد أنا أسفة يا جواد خلاص بقا!!!!!


نفى برأسه قائلاً:

- لازم أعاقبك على اللي قولتيه متحاوليش!!!!


أخرج يده من جيبه ثم وضعها على وجنتها الغضّة، قابضاً على خصرها أكثر، ثم أنثنى بثغره على شفتيها، لتغمض "ملك" عيناها وقلبها يكاد يتوقف عن النبض، لا تصدق أن قبلتها سيسرقها هو، منتهكاً عُذرية شفتيها بدون أستئذان، أطبق بشفتيه على شفتيها ليقبلها برقة جعلتها تذوب بين يداه لتحاوط هي عنقه، بدون وعي منها !!!


أبتعد عنها ممسداً على وجنتها، ثم على عيناها المنغلقة، ثم على شفتيها و كأنه يرسمها، ليقترب مستنداً بجبهته على جبهتها ليردف بصوتٍ متحشرج:

- وبعدين في عيونك دي بقا!!!!


أغمض عيناه ثم هتف بإبتسامة عاشق:

- بحبك!!!!!!


فتحت عيناها جاحظة إياهما فهو لأول مرة يخبرها هكذا مباشرةً، لتبعده ممسكة بالمنشفة لتأخذ المنامة من على الفراش قائلة بإرتباك:

- أنا داخلة أغير هدومي!!!!


ثم دلفت سريعاً إلى غرفة الملابس لا تستطيع التحكم في ضربات قلبها، ثم وضعت كفها على فمها بعدم تصديق، لتقول بعد دقيقةبنبرة خافتة للغايةو بقلبٍ يكاد يطير من فرط الفرح:

- أنا اللي بعشق عيلتك كلهم!!!!!!


• • • •


بدّلت "ملك" ملابسها بـ منامة تتكون من بنطال باللون الأصفر، تعلوه كنزة قصيرة رُسم عليها إحدى الشخصيات الكارتونية المشهورة، ثم تركت خصلاتها، خرجت فوجدته هو الأخر أرتدى..عفواً بل نزع ملابسه تاركاً فقط بنطالاَ شتوياً، مستلقي على الفراش يُغطي عيناه بذراعه المفتول، لتُغمض "ملك" عيناها بكفيها صارخة به:

- جواد قوم ألبس تيشيرت!!!!!


نهض "جواد" جالساً لينظر لها بسُخرية:

- لابسة سبونج بوب!!! يارب صبرني عليها!!!!


ألتفتت مولية له ظهرها قائلة برجاءٍ:

- جواد ق

 

                   الفصل التاسع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close