CMP: AIE: رواية ازمة منتصف الحب الفصل الثانى والعشرون22بقلم رانيا ابو خديجة
أخر الاخبار

رواية ازمة منتصف الحب الفصل الثانى والعشرون22بقلم رانيا ابو خديجة


 رواية ازمة منتصف الحب 

الفصل الثاني و العشرون


تقف هي امام منزلها ..وضعت يدها بحقيبتها لتخرج مفتاح المنزل دون النظر اليه فكانت شارده لم تدري من حولها وبعد ان اخرجت مفاتيحها سقطت من يدها فأنتبهت من شرودها وانحنت قليلا تلتقطها ولكنها لم تتمكن من وضعهم بالباب فكانت يدها مفككه واعصابها متراخيه ...فطرقت الجرس وبعد وهله فتحت لها هدى : رغد... اتأخرتي كدة ليه و مفتحتيش بالمفتاح ليه؟

ثم نظرت بجانبها واردفت: وفين احمد مطلعش معاكي ليه؟


لم تجيبها ...بل لم تسمعها بالاساس ...فتركتها وتوجهت لغرفتها بهدوء وتثاقل شديد .

قلقت عليها هدى ودخلت خلفها واقتربت منها في قلق واردفت: مالك يا رغد...في حاجة يا حبيبتي؟!


نظرت لها رغد في صمت مريب فتابعت هدى: مالك يا بنتي عامله كدة ليه...وفين احمد ؟!

ثم تابعت: انتوا زعلانين مع بعض ....طب هو قالك حاجه ضايقتك؟


وأخيرا نظرت لها بضياع ثم اردفت: هدى!!


هدى : ايه يا حبيبتي...في ايه بس؟

رغد بزهول: مش هتصدقي

هدى بقلق من هيئتها: مالك يا حبيبتي  ...وايه هو اللي انا مش هصدقه؟!

رغد بضحك و بكاء في أنا واحد : انا حامل يا هدى!!

هدى بصدمه: ايه!!!! يعني ايه حامل.....انا مش فاهمه!!!!


رغد ببكاء مرير وضحكه مرتعشه: لو فهمتي ابقى فهميني....اصل انا كمان مش فاهمه.


ثم تابعت ببكاء ومرارة: خلاص مبقتش فاهمه حاجه .


نهضت هدى واقتربت منها تحتضنها : طب اهدي عشان خاطري ...اهدي.


فاجأه دفعتها رغد بعنف واردفت : سبيني....سبيني واطلعي بره. 

هدى برجاء: يا رغد طب خليني م.......


رغد بقوة : قولتلك اطلعي بره.....مش عايزة حد....اطلعي بره.


خرجت هدى من الغرفه تركتها في حالتها تلك.


********************


بينما هو فبعد مكوثه بالعيادة بوقت ليس بقليل على تلك الحاله نهض واستلقى سيارته وسار دون ان يعلم اين يتجه ...ظل يسير بالشوارع دون وجهه معينه  لعل ذلك يهدء من الثورة التي نشبت بداخله من جديد .... لم يعلم ماذا يفعل بتلك المصيبه التي لم تكن بالحسبان. 


ظل يسير بالسيارة هنا وهناك حتى توقف امام مكان عمل صديقه الذي ما دوما يساندة ويساعدة ...لعله لديه ما يهدء تلك النيران التي ازداد اشتعالها عن ذي قبل .


وبعد ان دخل وتوجه لمكتبه قابله الضابط كريم مساعد فارس : دكتور احمد...ازي حضرتك.


احمد بعد ان توقف ونظر له بارهاق : فارس في مكتبه؟

كريم: لأ فارس باشا مش هنا ....لسه ماشي من شويه.


التفت احمد ليغادر ولكن اوقفه كريم: دكتور احمد!

نظر له احمد وملامحه مازالت حزينه ضائعه فأضاف كريم باهتمام: مش عايز حضرتك تقلق بخصوص القضيه ...انا شغال عليها مع فارس باشا ....وبنعمل فيها كل جهدنا وقريب قوي هتسمع اخبار كويسه.


نظر له احمد بيأس وعدم فائدة ثم اماء له وتركه وغادر.


******************


يدخل فارس من باب المنزل ومعه منه بعد ان اتوا من عند الطبيب.

فارس بعد ان دخلو المنزل: المهم تسمعي كلام الدكتور وتقعدي وتهدي كدة عشان الشهور الاولى دي تعدي على خير.


منه وهي تجلس بتعب: انا مش عارفه في ايه بس ...انا كنت كويسه.

فارس وهو يجلس بجانبها: الدكتور بيقول ان الخطر كله في اليومين دول ....فترتاحي خالص عشان يعدوا على خير وبعد كدة ان شاء الله الوضع يستقر.


ثم دق جرس بابا المنزل. 

فارس بعد ان نهض ووجد احمد فتحدث بترحاب : اهلاااا....تعالي ادخل.

دخل احمد وهيئته تدل على حزنه ثم رأى منه الجالسه فتوجه اليها واردف وهو يراها تحاول ان تنهض: خليكي يا حبيبتي مرتاحه.


ثم تابع وهو يصافحها ويقبل رأسها: طمنيني عليكي ...عامله ايه ؟

منه بابتسامه  : الحمد لله يا حبيبي كويسه....يعني تعب الحمل العادي.


وهنا وعندما اتت سيرة الحمل .... صمت بشرود حزين وعبس وجهه اكثر ثم اخفض رأسه واغمض عينيه بألم .

نظر له فارس ثم نظر لمنه باندهاش

فارس وهو يربت على كتفه: مالك يا احمد؟!

مازال صامت ينظر امامه بحزن وعبوس فأردفت منه بقلق: احمد ....مالك يا حبيبي .


فارس باهتمام: لو بخصوص القضيه ....انا عايزك تطمن ...انا...


قاطعه احمد وهو ينظر امامه بجمود : رغد حامل!!!

نظر له فارس بزهول وعيون جاحظه ...بينما منه اردفت بتفاجأ: حامل!!!

ثم تابعت بزهول: امتى ...وازاي بس؟!!

احمد ومازال ينظر امامه بحزن دفين: لسه عارف النهاردة ....وقعت في العيادة وكشفت عليها وعرفت.


فارس بعدم استيعاب: طيب ...طيب ما يمكن شخصت غلط ...وهو انت يعني دكتور نسا يا أخي!!


احمد: يا فارس الحمل مش محتاج دكتور نسا عشان يعرفه....دة بدائيات الطب.


بعد برهه من الصمت تحدث فارس بصوت حنون يتخلله الحزن على حال صديقه: طب اهدى ...وان شاء الله هتتحل

ثم تابع بترقب: انت ناوي تعمل ايه دلوقتي؟!


احمد بحزن: مش عارف....مش عارف يا فارس!


منه برجاء: اوعى تسبها يا احمد .


نظر لها احمد فتابعت: اوعى تسيب رغد...هي ملهاش ذنب في كل دة.


فارس بتسأل: ليه... هو انت ممكن تسيبها؟

صمت احمد قليلا بحيره ثم تحدث بصوت حزين: المشكله اني حتى مش قادر أسيبها ....حاسس انها مش مجرد مراتي وواحدة حبيتها وبس

ثم تابع بشرود بها: حاسس انها حته مني او بنتي اللي ببقى قلقان عليها لمجرد اني اسيبها لواحدها شويه...لما بييجي على بالي بس اني اسيبها بفكر في مليون حاجه قبلها ...هتعمل ايه لواحدها...هتتصرف ازاي وانا مش معاها...طب هتعدي كل دة ازاي وهي بطولها.


بحس بخوف عليها لمجرد انها مش قدام عيني ....لما بتغيب عني لحظه او تبقى مش معايا مبطمنش عليها غير لما أشوفها و تبقى في حضني .


ثم نظر لهم بحزن واردف بحيره: قولولي اعمل ايه ...انا والله ما قادر حتى اسيبها ...اخاف عليها تبقى لواحدها ....عمري ما هبقى مرتاح. 


قولي يا فارس اعمل ايه ...انا تعبت...تعبت قوي.


صمتوا قليلا ثم اردف فارس قائلا بمواساه: اهدى بس كدة وأكيد هتعدي زي ما اي حاجة عديتوها سوا قبل كدة.



ثم تابع بتأكيد: يا احمد انتوا مريتوا بظروف صعبه قوي ...هو في اصعب من انها يحصلها اللي حصلها دة وبردو عديتوا سوا وحبك ليها ووقوفك جنبها كان اكبر من اللي حصلها.


احمد بيأس: خلاص مبقتش قادر ...ولا بقيت عارف اعمل ايه!


منه بحزن: روحلها...وخليك جنبها زي العادة وان شاء الله تعدوا كل دة سوا ...المهم متسبهاش لواحدها يا احمد... حرااام.


اغمض عينيه بتعب ثم اردف : يا ريتني ما كنت قابلتها ولا عرفتها ولا حتى حبيتها كدة.


فارس وهو يربت عليه بحنان: بالعكس بقى ...ده من رحمة ربنا عليها انك تقابلها وتعرفها وتحبها ....تخيل معايا كدة لو مكنتش روحت الصيدليه في اليوم دة وكان حصلها اللي حصل في



 اليوم دة ...وكل دة حصلها وانت مش معاها ....شوف كانت هتعدي كل دة لواحدها ازاي...اكيد مكنتش هتقدر وهتقع.....وجودك معاها طول الفترة دي مش صدفه ابدا.


ثم تابع بتأكيد: رغد انسانه جميله قوي ومن الناس النادرة انك تقابلهم واكيد كل اللي بيحصلها دة اختبار من ربنا ...ودة عند ربنا كبير قوي....وارجع واقولك ان مع العسر يسر يعني ربنا جعلك يسر ليها وسط كل دة.




ثم تابع : وانت كمان كنت محتاجلها ...انت من واحنا صغيرين وانت حياتك ناشفه قوي خصوصا بعد وفاة أبوك....رغد هي اللي ادت لحياتك معنى بتفاصيلها ومشاكلها وحبها اللي غير فيك كتير قوي.


روحلها يا احمد ...روحلها وخليك جنبها ...وانا متأكد انكم هتعدوها زي ما عديتوا قبل كدة حاجات كتير.


******************


باليوم التالي يقف هو امام منزلها ثم يدق جرس باب المنزل 

وبعد برهه تفتح له  هدى : احمد !!

ثم تابعت بحرج وتوتر: اتفضل.


دخل احمد وجد والدتها جالسه هي الاخرى بهم كبير فقترب منها واردف : هي فين؟

مديحه بخفوت حزين غير مسموع :جوا يا ابني في اوضتها .


تقدم احمد من باب غرفتها وفتحه دون ان يطرق عليه وجدها جالسه على فراشها تنظر امامها بشرود عميق وتضم ركبتيها لصدرها تحاوطها بيدها ...لم تبكي مثل ذي قبل ولكنها تكتفي بشرودها وملامحها المتجمدة .....فأشد انواع الوجع هو ذلك الذي لا يحكى....ويكون وقتها الرفيق هو الصمت. 


فتقدم منها ووقف امام الفراش مباشرتا واردف  : رغد احنا ..

فاقت هي من شرودها على صوته فنظرت له ولكنها قاطعته عندما رفعت يدها بوجهه دلاله على الصمت ...فصمت ونظر لها وجدها تخلع دبلتها من يدها وتضعها علي الكومود بجانب الفراش دلاله على رغبتها في انتهاء ما بينهم ثم استلقت على الفراش و سحبت الغطاء عليها ببطئ حتى اعلى رأسها دلاله على النوم واخيرا نطقت ولكنها كلمه واحده من اسفل الغطاء: لو سمحت اقفل الباب وراك.


وقف ينظر لها قليلا ثم حول نظره للدبله الموضوعه بجانب الفراش وامسكها بيده ونظر لها ثم اغمض عينيه بألم ثم وضعها بمكانها وخرج غالقا باب الغرفه خلفه.


وبعد ان خرج من الغرفه قابلته هدى بلهفه: ها يا احمد اتكلمت معاها ...انا قلقانه عليها قوي و هي مش راضيه تتكلم مع حد فينا.

احمد وهو ينظر امامه بشرود حزين: لأ .....بتقول انها هتنام.


مديحه بوجع بداخلها على ابنتها: من ساعة ما جت امبارح وهي في اوضتها و بتقول هتنام ....وهي يا ضنايا ما داقتش طعم النوم انا حاسه بيها.

ثم رفعت يدها و دعت بحرقة بداخلها: منه لله اللي كان السبب في كل ده...حسبي الله ونعم الوكيل. 


احمد وهو يجلس بارهاق وتعب بداخله: انا عارف انها مش هتنام....عشان كدة هستنى شويه تهدى وبعدين ادخلها .

ثم تابع باصرار: انا لازم اتكلم معاها.


واثناء حديثهم وجدوها تخرج من الغرفه ....وقد ارتدت ملابس خروج وتضع حجابها وبيدها حقيبتها 


هب احمد واقفا واتجه اليها واردف وهو ينظر لهيئتها التى تشير انها تهم للخروج من المنزل : رغد.....انتي رايحه فين؟


رغد بعنف : انت ايه اللي مقعدك هنا....ممشيتش ليه؟


تجاهل احمد طريقتها في الرد عليه فهو دائما يلتمس لها الاعذار فأردف بهدوء: رغد احنا لازم نتكلم .


رغد بقوه وصوت مرتفع : تاني !!!!...هنعيده تاني!!! ....هو انت ايه مبتزهقش ...مبتملش...بلاااش

....كرامتك دي مبتوجعكش ان مراتك اللي على زمتك بيحصل فيها كل دة.


ثم ضحكت بسخريه وتابعت: دانا لو مكانك كان زماني طلقتني من زمان ....ونسيت اصلا اني اعرف واحدة اسمها رغد ....انت بقى ايه ظروفك!


احمد بثقل من كلماتها: بتلوميني يا رغد....بتلوميني على حبي ليكي ووقوفي جنبك.

ثم تابع بوجع : انا مدوستش بس على كرامتي اللي بتجرحي فيها زيادة دي دلوقتي ....انا دوست علي كل حاجه عشانك


 وعشان عارف انك ملكيش ذنب في كل اللي بيحصل دة.....دانا عشت كل حاجه معاكي من الاول .... ومقدرش اشوفك بتتوجعي و بتواجهي كل دة لواحدك من غير ما اكون جنبك.


رغد بقوة: وانا مش عايزة حد جنبي فاهم...مش عايزة حد .


ثم تابعت بعصبيه : انت ليه مش عايز تفهم....ليه مش عايز تفهم ان انا مبقتش طيقاكوا ولا عايزة اكون مع اي راجل فيكم حتى لو كنت انت....ابعد عني وكفايه لحد كدة.


ثم اكملت بسخريه ومراره: انا يا ابني خايفه عليك ...يا عالم هتلاقي مصايب ايه تاني من علاقتك بيا...ابعد ...ابعد خالص



 ثم تابعت بعيون دامعه: ومتقلقش هتنساني بسرعة ...عارف ليه؟! ...عشان انت مشفتش معايا غير كل الم ووجع فأطمن ما هتصدق انك تبعد وتنسى كل الهم دة.


ثم ابتلعت غصه بحلقها واكملت بخنقه: انساني عشان انا اصلا نسيتك من كتر اللي بيحصلي دة نسيتك....ومبقتش عايزاك .....فاهم....مبقتش عايزاك.


كان يستمع لها بصدمه بداخله من كلماتها ومما تفوهت به ثم حول نظره لوالدتها واختها فأخفضوا نظرهم بحزن وحرج منه فتوجه لباب المنزل وخرج منه واغلقه خلفه في هدوء ثقيل.


بينما هي وبعد خروجه اغمضت عينيها بألم فهبطت دمعه من عينها كانت حبيسه خوفا من ان تسقط امامة وتعبر عن ما بداخلها ...فتلك الكلمات مرت على قلبها تمزقه قبل مرورها على مسامعه.


" كنت كل ما اريده من تلك الحياه ان تبقى معي ...في حياتي للأبد.....وان اكون سبب في رسم ابتسامه على وجهك عندما تتذكرني .... لكني احببتك لدرجة ان يمكنني ان اضحي بحبك من اجل سلامتك من تلك الوجع" 


******************


بمنزل امجد خاصتا بغرفة محمد


يجلسون معه بغرفته يتحدثون حينا ويدرسون حينا اخر بينما وكالعادة يتعمدوا دائما ان يحدثوه عن كافة شئ تخصه وتخص عائلته وبالطبع..... بالاخص والده .


واليوم وفي اثناء الحديث الذي تطرق لما حدث مؤخرا من حريق الصيدليه واختفاء والده .


: يااه يا محمد على كدة بقى انت اللي شايل الهم بعد اختفاء ابوك دة.

محمد بتنهيده: ماما قالتلي ان لازم غياب بابا ميأثرش علينا في حاجه وان انا لازم اذاكر وانجح وان انا دلوقتي راجل البيت.



عادل بترقب: هو انتوا لسه متعرفوش هو فين!!

محمد بتلعثم وتردد: لأ...منعرفش.

نظر عادل لفاطمه الناظره للاخر .

ثم اردفت بغضب: الا قولي يا محمد ...انت ايه رأيك في اللي عمله باباك؟



محمد بثقه: هو بابا عمل حاجه يا سيد....ده هي البت رغد اللي كانت بتشتغل عنده في الصيدليه.....بابا قالنا ان هي اللي كانت بتتمايص عليه في الصيدليه طول الوقت ولما زهق منها طردها وهي عشان كدة اتبلت عليه ولبسته مصيبتها.


نظر عادل لفاطمه اثناء تلك الكلمات وجد وجهها يشع بالغضب وعيونها تنظر لتلك المتحدث بشرر 


فاطمه بعصبيه حارقه ولم تعي انتباه لصوتها: طب اسمع بقى يا اسمك ايه انت....


قاطعها عادل بنبره تحذيريه: ايه يا ابو السيد مالك متعصب ليه ...ما تهدى كده.


فاطمه بغضب اعمى: استنى دلوقتي انت يا عادل.


محمد وهو يقطب حاجبيه باندهاش منها ومن صوتها: وانت مالك يا سيد ....ايه اللي مضايقك كدة!!


همت فاطمه بالرد عليه وتوبيخه من شدة غضبها على ما تفوة به عن اختها .... وقد تجاهلت تماما هيئتها وما تفعله .


ولكن قاطعها فتح باب الغرفه و دخول والدته .

نهال بتوتر بعض الشئ: محمد ...تعالي يا حبيبي ثواني عايزاك.


محمد وهو يهم بالخروج خلفها: حاضر يا ماما..انا جاي اهو.

وبعد خروج محمد غالق الباب خلفه اقترب منها عادل ونظر لوجهها الناظر في الفراغ وجدها تستشيط غضبا فتحدث محاولا تهدئتها: ما تهدي يا فاطمه شويه...كنتي هتكشفينا وتودينا في داهيه.


نظرت فاطمه للباب اثر خروجهم المتوتر وارتباكهم ثم اتجهت ناحيته واردفت بهمس لعادل: استنى كدة يا عادل.

ووضعت اذنها على الباب حتى تستطيع ان تستمع 



فوصل لمسامعها صوت يتحدث بخفوت ولكنه يصل اليها  و بعجاله وكأنه يريد ان يهم بالخروج سريعا : ايوا سي امجد قالي أجي اقولكم انه هيستناكوا بكرة عند الست الحاجه امه عشان عايز يشوفكوا ويكلمكم في موضوع السفر.


نهال باندهاش يتخلله الغضب : سفر!!! سفر ايه ده؟!


محمود بخفوت: واني مالي ....هو لما يشوفكم بكره هيقولكم كل حاجه.

نهال بتنهيده: ماشي يا....


: محسوبك محمود .


: كتر خيرك يا محمود ...بلغوا ان انا هروحلوا بكرة انا وابنه لما نشوف اخرتها معاه ايه.




داخل الغرفه تهمس فاطمه لعادل: سمعت اللي انا سمعته؟

عادل بزهول: يعني امجد هيكون موجود بكره عند امه!!


وهنا استمعوا لصوت خطوات فأردفت فاطمه بهمس وعجاله: ارجع مكانك بسرعه .

وبعد ان دخل محمد غالق الباب خلفه .


اردف عادل بتسأل: خير يا محمد في حاجه ولا ايه...دانا كنت هقوم انا وسيد نمشي.

محمد وهو يجلس: لا ابدا مفيش انا بس كنت عايز اقولكم اني مش هقدر اجي معاكوا الدرس بكره عشان عندي مشوار مع ماما بعد المدرسه.



فاطمه وهي تضغط على الحروف للتأكيد: امممم ....مشوار بعد المدرسه ...في معاد الدرس يعني .


ثم تابعت بابتسامه مطمئنه: طيب يا محمد متقلقش هنحضر احنا الدروس ونعملك نسخه منها كمان.


********************


 تنزل من التاكسي امام تلك العيادة ....فهي منذ ان عرفت وبعد ان فاقت من صدمتها وهي تبحث حتى حصلت على عيادة تعمل ذلك النوع من العمليات. 




وبعد ان دخلت وجلست بانتظار دورها فأذنت لها المساعدة اخيرا بالدخول فدخلت بتوتر وقلق تحاول مداراته و جلست امام الطبيب 

الطبيب بعملية:طيب قبل ما نعمل اي حاجه محتاج بس اسألك شوية اسأله كده.

اماءت له رغد بعبوس .

فتابع هو: دي اول مره ولا كان في مرات قبل كدة؟


رغد بتعب وحزن : لأ ....  دي أول  مرة.


تمعن الدكتور النظر بها فاحس بانه رأها من قبل فأردف بتركيز بها: هو انا شفتك قبل كدة ؟!

رغد بحزن: يادكتور قولتلك دي اول مرة... هشوفك انا فين بس.


صمت برهة يتمعن النظر اليها ثم هب واقفا قائلا :طب بعد اذنك ثواني وراجعلك .


رغد بتنهيده: اتفضل يا دكتور.


خرج لشرفة الغرفة واخذ هاتفه معه وقام بالاتصال بزميله ثم رفع الهاتف بانتظار الرد .


********************


بمنزل احمد :


منال بغضب وضيق: لأ يا احمد ...لا كدة كتير يا ابني ...يعني احنا قولنا اغتصاب وبتاع وعديناها قولت بردو اعتبر انها زي



 منه وانا زي امها مديحه الله يكون في عونهم ...ومرضتش اقف قصادك في وقوفك جنبهم وتمسكك بيها ...لكن جاي كمان وتقولي حمل ...ايه يا ابني عليك من دة كله بايه بس.


احمد وهو جالس وواضع راسه بالاسفل بحزن ويتحدث بنفاذ صبر: خلاص يا امي خلاص ....هي اصلا نهت كل حاجه. 


منال: يعني ايه هي نهت كل حاجه؟!

احمد بحزن: يعني خلاص هطلقها ...وانسى اني عرفتها في يوم من الايام.

نظرت له والدته بحزن على حزنه ثم جلست بجانبه تربت عليه بحنان : متزعلش يا احمد يا ابني ...وبكره ربنا يعوضك باللي احسن منها.



ثم اضافت بتلعثم دلاله على تأنيب ضميرها وعدم ارتياحها: وهي ربنا يتولاها بقى.

ظل صامت ينظر امامه بحزن وعبوس...حتى أصدر هاتفه صوت رنين للمرة الثالثه فأردفت والدته: ما ترد يا ابني عالتليفون دة ليكون حاجه مهمه دة بيرن من بدري.


التقط احمد الهاتف من امامه ونظر به ثم قام بالرد عليه دون اهتمام وهو يزفر بضيق: الو..ايوا يا طارق.


طارق بغضب: ايه يا ابني برن عليك من الصبح مبتردش ليه؟!

احمد بنفاذ صبر: عايز ايه يا طارق ...انا مش فايقلك.

طارق بخفوت حتى لا تستمع اليه الجالسه بالداخل: في مصيبه عندي هنا في العيادة.



احمد بضيق: مصيبة ايه انت كمان هو انا ناقصك...وبعدين انا مليش دعوة بحوارات عيادتك المشبوهه دي انا ياما نصحتك وانت اللي مبتسمعش الكلام.


طارق بعجاله: يا ابني اسمعني الاول...المصيبه اللي عندي في العياده تخصك انت متخصنيش انا.

احمد بقلق: تخصني انا...قصدك ايه؟!




طارق بخفوت: خطيبتك دي ولا مراتك اللي كنت جبتها المستشفى قبل كدة وهي يعني....

قاطعه احمد بقلق وهو يهب واقفا: مالها يا طارق!!

: عندي في العيادة جيالي في عمليه اجهاض.


احمد بفزع: ايه!! اوعي يا طارق تعمل كدة دي ضعيفه وممكن تموت فيها.

طارق بنفس الخفوت: طب اعمل ايه دلوقتي ...دي قاعدة عندي جوا وكانت حاجزة ودة معاد العمليه.


احمد وهو يلتقط مفاتيحه في عجاله ويهم بالخروج من المنزل: اوعى تعمل اي حاجه وانا مسافة السكه وهكون عندك.


ثم خرج من باب المنزل سريعا.

منال وهي تسرع باتجاه الباب خلفه: رايح فين يا احمد ...ومالها رغد؟!


هتفت بها بصياح ولكنه كان نزل سريعا اخذ سيارته وغادر.


ثم اردفت وهي تدخل و تغلق الباب : لا حول ولا قوة الا بالله ...والنبي يا ابني انت صعبان عليا .

ثم تنهدت واردفت: والبت الغلبانه دي كمان صعبانه عليا قوي .....ربنا يحلها على خير .


********************


كانت جالسه شارده بحزن تعلم جيدا انه من الممكن ان تفقد حياتها بتلك العياده ولكن هذا افضل لها من ما تملكه بداخلها فهي تكره ذاتها وتريد ان تتقئ لمجرد احساسها به .


قطع شرودها دخول طارق جالسا بكرسيه خلف مكتبه فأردفت هي بضعف وحزن يتخلله القلق: خلاص يا دكتور العمليات جهزت وهنبدء؟!

طارق وهو يتحدث بعمليه: لأ احنا مش هنقدر نعمل العمليه على الاقل دلوقتي .

رغد بزهول: ليه يا دكتور ...مش حضرتك قولتلي ان هما بيجهزو اوضة العمليات وهنبدء بعد شويه.



طارق: ليه فعشان حضرتك ضعيفه وممكن تموتي وتجبيلي مصيبه وانا بقى مش هضحي بنفسي ومستقبلي بسببك.

نهضت رغد واردفت بعصبيه: وانت مالك انت اموت ولا ماموتش ...انا يا سيدي راضيه.




طارق بغضب: وانا مش هودي نفسي في داهيه ....واتفضلي بقى من هنا لو سمحتي.

نظرت له رغد في غضب عارم وزهول من رفضه المفاجئ ثم نظرت بارجاء الغرفة بتوتر وغضب وثبتت نظرها على مكتبه انتشلت من عليه علبه ثقيله مدمجه محاطه باطارات من حديد يوضع بها الاقلام فأمسكتها واردفت بغضب وعصبيه كالمجنونه : لو معملتليش الزفت العمليه دلوقتي انا هعملك مصيبه هنا في العيادة واسيح دمك النهاردة.

طارق بغضب وانفعال: سيبي اللي في ايدك دة يا مجنونه واهدي وبطلي جنان.

رغد بجنون: كدة.... يعني مش هتعمل العمليه... طيب.

نظرت له ورفعت ما بيدها باتجاهه ...نظر هو لها في خوف ورفع يده على ووجهه يتحاشى ما تريد ان تقذفه به


ولكنها بعد ان رفعتها باتجاهه اخفضتها بعنف على بطنها وكررتها عدة مرات وهي تتابع بوجع: انا اللي هموته...هموته واموت نفسي.

توجه اليها طارق في زهول من فعلتها واردف بعصبيه وهو ينظر لهيئتها المتعبه: انتي عملتي ايه الله يخربيتك.

نظرت له في الم ووجع ثم سقطت مغشى عليها ...اقترب منها طارق في هلع يفحصها وجد الدماء تسيل منها وبدءت في نزيف حاد .

فأمسك بهاتفه وهاتف الاسعاف حتى يخلي مسئوليته تماما.

         الفصل الثالث والعشرون من هنا


لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-