رواية ابناء الكابر الفصل الخامس والخمسون55 والسادس والخمسون56 بقلم روزان مصطفي


 رواية ابناء الكابر 

الفصل الخامس والخمسون 

بقلم روزان مصطفي


•55•و 56


| عجزت الأيام عن مداواة تلك الندبة التي إستقرت في أعماق قلبي ، ظننت أن الدواء اللطيف لها هم أبنائي .. لكنهم غرزو بها نصل سكين حاد أدماها وجعلها أعمق | 



ريما بصوت مهزوز من ورا قاسم : جثة إيه يا قاسم اللي إنت مخبيها ؟ 

وقف قاسم مصدوم وهو بيبص لريما بتوهان وقال : إدخلي الفيلا دلوقتي وهنقعد نتكلم 

ريما بخضة : إنت ماسك الولد كدا ليه سيبه !! وإيه موضوع الجثة دا !!

قاسم بعصبية : قولتلك خُشي جواا يا ريماااا 

مشيت بعصبية ودخلت الفيلا 

مسك قاسم كادر من هدومه وقال : عليا النعمة لو بيتي إتخرب ما هرحمك ! حتى لو كان دا أخر حاجة أعملها قبل ما أموت 

زق كادر قاسم بإيده جامد وهو بيقول : أنا مبخافش من التهديدات ، أنا اللي عليا النعمة ما هسكت غير لما أعرف كل حاجة 

قاسم بزعيق في وش كادر : يا حرس ! تعالوا خرجوع برا 

مسكوا الحرس كادر ف قال بصوت عالي : إنت فاكر إن في حاجة بتستخبى ! ربنا أراد يكشفك 

خرجوا الحرس كادر برا ودخل قاسم الفيلا يدور على ريما عشان يتكلم معاها 

أول ما دخل الأوضة وجه يمسكها من دراعها راحت بعدت عنه وقالت بحزم : وحياة ولادي ، وحياة ولادي كمان مرة لو مشرحتش موضوع الجثة دا ما هتشوف وشي في البيت لا أنا ولا عيالك 

قاسم بتوتر : إهدي عشان تيا متصحاش 

ريما بزعيق : إنطق !!


* في عربية عزيز القائد 


عزيز بهدوء : متقلقيش هيكون بخير 

سيليا بعياط : مامي كانت مُنهارة وهي بتكلمني من تليفون المُستشفى ، عشان نسيت تليفونها ، بابي لو حصله حاجة مش هقدر أعيش 

عزيز : هيكون بخير هنروح دلوقتي ونطمن عليه متقلقيش 

سيليا من بين سنانها : إنت تعمدت تحكيلي عن بابي وعمامي ليه ؟ 

عزيز وهو سايق وباصص للطريق : مش وقته يا سيليا 

سيليا بعياط : أومال إمتى وقته ، أنا كُنت عارفة إن ..

قاطعها زعيق عزيز بصرامة : قولت مش وقته يعني مش وقته !! إنتي فاكرة إنك كل ما تستفزيني هقولك حاجة وهطيعك ! إهدي بقى مش عاوز نفس 

غطت سيليا وشها وبدأت تعيط ..

وصلوا المُستشفى أخيراً ف نزلت سيليا جري وهي ماسكة شنطتها ودخلت على الإستقبال فوراً

سيليا بقلق : ب .. بدر الكابر ، غُرفة كام ؟ 

موظفة الإستقبال : *** الدور التاني 

جريت سيليا وجري وراها عزيز عشان يلحقها ، طلعوا الدور التاني لقوا سيا حاضنة قادر وعمتها قاعدة على الكُرسي 

سيليا بقلق : بابي فين !! حصله إيه يا مامي طمنيني 

سيا بعياط : الدكتور بيقول السُكر علي عنده 

سيليا بصدمة : هو بابي عنده السُكر !

وطت سيا راسها وقالت : بقاله سنة ، عشان كدا مكونتش بحطله سكر في الشاي أو الحجات دي ومأكلش جاتوه في فرحك 

سندت سيليا على الحيطة وهي بتعيط 

عزيز حط إيده في جيبه وهو واقف معاهم مستني يطمن 

رن فونه ف راح بعيد ورد ببرود قال : في إيه ؟ 

أحد الحرس : مدام جايدا عايزة حضرتك تيجي حالاً 

عزيز بجمود : مش فاضي ، ومش عاوز حد يتصل عليا لأسباب تافهه كُل دقيقتين عشان مجيش أكسر راسك إنت وهو 

قفل عزيز في وشه وراح وقف جنب سيليا بيحاول يواسيها 

بعدت إيده عنها وراحت وقفت جنب مامتها 


* في منزل عزيز القائد 


الحارس لجايدا : قال إنه مش فاضي وطلب محدش يتصل بيه تاني 

جايدا بعصبية : يعني إيه محدش يتصل بيه !! في هموم هنا لازم ييجي يدبرها ويتصرف فيها حُضن الهانم مش هيطير 

الحارس بأسف : أسف يا مدام جايدا دي تعليمات القائد لازم أنفذها 

خرج الحارس وسابها ف قالت جايدا لنفسها : عنه ما جه شاف ، أنا لازم أمشي من هنا وأسافر وأنجى أنا وإبني لإن عزيز أكتر حد إتشاف مع وليد وطالما مش عاوز يهرب مش هضيع نفسي أنا وإبني ..


* في أوضة قاسم وريما 


قاسم وهو باصص في الأرض : ف إضطرينا نحطه في الشارع عشان البوليس يلاقيه ، ومسحنا كُل البصمات اللي في المطبخ والدم 

ريما كانت بتترعش وهي بتسمعه وقالت : بس هو إتهجم عليها في بيتها ! يعني دفاع عن النفس إنتوا إزاي قتلتوا واحد ورميتوا جثته بالمنظر دا ! لا ومين اللي عمل كدا ! الراجل اللي بنام معاه في سرير واحد ؟؟ 

رفع قاسم راسه وقال : أحياناً صعوبة الموقف بتشل تفكيرك إحنا كُل اللي عملناه إن ..

قاطعته ريما بقلم على وشه .. ضربت قاسم بالقلم وهي بتقول : إنت كُنت مستني إيه عشان تحكيلي موضوع زي دا ؟ فاكرني هصدقك وهثق فيك بعد إنهاردة ؟؟ دا أنا أبعد عنك أنا وولادي ومنامش مع واحد مرعوبة منه 

حطت إيديها على راسها وقالت بتعب : الرسالة ، الرسالة إني أدور وراك دي أكيد فيها إنة ، وأنا العبيطة اللي بيتضحك عليها بكلمتين ف بتعدي الأمور 

قاسم بإستغراب : رسالة إيه !!


* في المُستشفى


دخلت سيا أوضة بدر لقته قاعد على السرير وموطي راسه بتعب وهو تعبان 

باست راسه وهي بتقول : سلامتك يا حبيبي ، صدقني كادر بخير متخافش ، طب بص أنا معايا مين 

دخلت سيليا وهي واقفة عند الباب لقت بدر خاسس وتعبان وكإنها متعرفهوش 

بدر أول ما شافها قال بعصبية : إيه اللي جابها هنا !! أنا معنديش بنات خرجيها براا 

سيليا بعياط : بابي 

بدر السكر معصبه ف قال : خرجيها براا مش عاوز اشوفها ، إياكي تقولي بابا دي تاني 

سحب عزيز سيليا ف إنهارت عياط في حضنه ، طبطب عليها بحنية وقال : أهو كويس وإتطمنتي عليه ، خلينا نروح يا سيليا عشان مش هيتقبل وجودنا 

سيليا بعياط في حضن عزيز : مش كويس ، مش كويس وتعبان بابي تعبان أوي باين عليه 

أخدها عزيز ونزلوا تحت 

قعدت سيا جنب بدر في الأوضة وهي بتقول : ليه كدا يا بدر ، دي كانت قلقانة عليك ، دي بنتك حبيبتك الصغيرة سيليا ، متقساش على العيال يا بدر 

بدر بتعب وهو بيكح : هما اللي قاسيين ، قلوبهم حجر .. أنا سيبت كل الحجات الوحشة علشانهم وبدأت بما يرضي الله وتوبت ، قلوبهم قاسية عليا وبُكرة لما أموت هيعرفوا قيمة وجودي ، أنا من وأنا صغير مفيش حد حنين عليا غيرك يا سيا ..

عيطت سيا وهي بتحضن دراعه الضعيف وقالت : بعد الشر يا حبيبي ، متجيبش سيرة الموت تاني ، هتخف وتفرح بعيالك طب دا نص الناس عندهم السُكر وزي الفل متخافش ، أما عن موضوع الحنيه مش هسمح لحد يكون حنين عليك غيري ، أنا أمك وحبيبتك ومراتك وكل حاجة ليك ، متقولش كدا تاني 

سند بدر راسه عليها بكسرة وتعب راحت مطبطبه عليه وقالت : دا أنا مشيت معاك مشوار طوييل ، وفي عز كسرتي وأنا في الشارع شيلتني إنت في بيتك ودافعت عني وكنت ضهري ، مش هعمل أنا دا وإنت تعبان ؟ 


* في عربية عزيز 


سيليا بعياط في الفون : هو دلوقتي في المستشفى يا كادر ، روح إتطمن عليه 

كادر ببرود : عنوان المُستشفى إيه ؟ 

سيليا : **** .. وإبقى طمني عشان مش مُتقبل وجودي 

كادر بقسوة : المفروض يتكسفوا من نفسهم على كذبهم علينا ، هروح وأكلمك

قفل كادر معاها ف قال عزيز : إنتي أحسن دلوقتي ؟ 

سيليا بضحكة مريرة : بخير ، كل الحكاية إني عرفت إن أهلي ليهم سوابق مافيا وأبويا عنده السكر وتعبان وإنك متجوزني عشان تحقق إنتقامك ، في أحسن من كدا ؟ 

عزيز بعصبية : مكونتش هتكلم لولا إستفزازك ليا بأبويا وإنتي عارفة إن دا نقطة ضعفي ، غير كدا مشش متجوزك إنتقام والله العظيم بحبك ، أنا كُل اللي حصل دا رد فعل عليكم مش إنتقام !

سيليا بتعب : عزيز من فضلك لا قادرة أسمع ولا قادرة أتكلم وتعبانة خلينا نروح أرجوك 

سكت عزيز وساق العربية تقديراً لحالتها النفسية 


* في فيلا قاسم 


قاسم بصدمة : إعقلي يا ريما !! تروحي تباتي عند أمك إيه 

ريما بحزم : أنا عند أمي ولما تعوز تعترفلي وتحكي اللي مخبيه إنت عارف مكاني لا إلا والله العظيم أفضحك يا قاسم الكاشف وأهد المعبد على اللي فيه ، يلا يا عمر إربط جزمتك 

قاسم بمحاولة إنهاء الوضع : يا ستي إقعدي نتكلم !! الله يخربيت اليوم اللي شوفتك فيه يا كادر 

ريما : هه طبعاً عشان جاب طرف خيط ، يلا إنزل تحت يا عمر مع أخوك 

نزلت ريما مع ولادها وركبت عربيتها وساقتها وقاسم واقف مش عارف يتصرف إزاي حاسس بشلل في تفكيره من الصدمة


* في فيلا كينان 


ميرا بزعل : كادر رد وقال إن عمي بدر في المستشفى وهو رايحله 

كينان بخضه : بدر !! في المستشفى !!

جري على الدريسينج روم يلبس ف قامت مادلين بخضه هي كمان وهي ماسكة ظهرها من الحمل وبتقول : مُتأكدة ؟ إوعي ألحق أغسل وشي عشان أروح مع أبوكي زمان سيا مُنهارة ، خليكي هنا يا ميرا 

دخلت مادلين الحمام تغسل وشها وكينان كان بيلبس هدومه وإيده بتترعش من خوفه على بدر 


( صديقي ، أخي الذي أنجبته رحم المُعاناة والأيام القاسية ، عليك أن تعلم جيداً أنك كلتا ذراعيي ، إذا مسك الأذى ستنهار حصوني ، وإذا رأيت إبتسامة على ثُغرك يعُم قلبي السلام كما لو أنني أنا الذي أشعر بالسعادة ، أنا هُنا فيي كُل الأوقات التي تمُر عليك ، في ضعفك قبل قوتك ، لطالما كُنت لي خير عون والأن حان دوري لرد الجميل )  دار الكلام دا في عقل كينان وهو بيلبس لإنه لاحظ إن الفترة الأخيرة بدر أوضاعه الصحية صعبة


* في المُستشفى 


بدر كان جسمه بيترعش ف جابتله سيا إزازة مياه وفتحتهاله عشان يشرب 

دخل كادر فجأة ف قالت سيا بسعادة وعتاب : كدا ياا كادر تسيب البيت وتمشي ؟ أبوك السُكر علي عليه من كُتر قلقه وخوفه عليك 

بُص يا بدر كادر أهو 

كادر بقساوة وعقوق : وهو دا بيقلق على حاجة ولا بيهمه حد ، دا قلبه ميت 

سيا بصرامة : كادر ! إزاي تتكلم مع أبوك كدا ؟؟ 

بدر موطي راسه وبيتأوه بهدوء من التعب 

كادر بقسوة : ما بلاش مثالية فارغة بقى ، إنت من إنهاردة ملكش إبن إسمه كادر وملكش علاقة بيا أساساً يا بدر يا كابر

بدر بتعب : حاضر يابني 

كادر بزعيق في وش بدر اللي منزل راسه : متقوليش يابني إنت هتستعبط 

بدر بتعب : حاضر يا كادر

سيا بعياط وهي بتسحب كادر لبرا لطمت وهي بتقول : أبووك عنده السُكر صحته تعباانة ، إرحمووه بقى 

كادر بصلها بغيظ وقال : بجد والله ؟ عنده السكر !! ربنا بيخلص فيه اللي عمله في غيره 

سيا بعياط : الراجل دا لو حصله حاجة مش هسامحكم ، هيفضل قلبي وربي غضبانين عليك إنت وأختك إنت فاهم ! دا عمل عشانكم كتير عشان يكبركم ويخليكم ولاد ناس 

كادر بقسوة : طول ما إحنا ولاده وولادك عمرنا ما هنبقى ولاد ناس 

ضربته سيا بالقلم وهي بتقول : آخررس !! يا حسرة قلبي على دفاعي عنكم ، دا أنا شايلة حمل كبير في مقابل إني حافظت على حياتكم 

كادر بقسوة ودموع : بكرههكم ، حتى لو بدر الكابر مات مش هزعل عليه ومش هاجي عزاه ، مش هاجي على قبره 


بدر كان قاعد في الاوضة منزل راسه اللي فيها خُصل شيب ونُقط دموع بتنزل على المخدة وهو ساكت ومكسور

سيا وهي بتدفع كادر بإيديها : بعد الشرر ، الله الغني عنكم عيال عاق ، قلبي وربي غضبانين عليكم ياريتني مُت قبل ما جيبتكم ، أنا هفضل جنبه إنتوا فعلاً عيال قلبكم قاسي دا بدر محبش في حياته حد قدكم 


على دخلة مادلين وكينان المُستشفى قال كادر بكُل غضب الدنيا : حبنا ف راح إشتغل في المافيا هو وكينان وقاسم !! دول عالم إيديها مليانة دم وأنا مش مسامحهم 

وققت مادلين وهي فاتحة بوقها وبتتنهد كذا مرة ورا بعض ، وكينان سند على الحيطة بصدمة وخوف مش طبيعيين ..




•56•


| متى سينتهي الألم ؟ .. سينتهي عندما يزداد ويوصلك لتلك المرحلة أنك من شدته لم تعد تشعر ، روضت جسدك على تحمله | 



( ماذا ستفعل عندما تكتشف أن ما مر من حياتك برفقة شخص هو سلسلة مُستمرة من أكاذيبه التي خبأها لسنوات ! الصمت سيد الموقف ، حبات العرق بدأت بالظهور .. وهبوط روحي حاد ) 


وقفت مادلين وهي بتبص بنظرات تايهة ونظرات بتحاول تستوعب الكلام اللي خرج من كادر حالاً ! حتى ملفتش نظرها كينان المهدود من الصدمة جنبها 

مفوقهمش غير صوت القلم اللي نزل على وش كادر وتريقة من سيا وهي بتقول : إمشي من هنا ومترجعش ، وزي ما قولت مش عاوز تيجي عند قبر أبوك إعتبرني أنا كمان ميتة .. عيش بقى من غير أم طول حياتك 

كادر بعصبية : ميشرفنيش للأسف .. أنا ماشي فعلاً 

مشي كادر من قدامهم ونزل تحت .. كينان ومادلين على نفس الوقفة 

رجعت سيا شعرها لورا وهي بتاخد نفسها ، ولسه بتلف عشان تدخل لبدر شافت مادلين وكينان قُدامها .. إتساع عين وحست قلبها هيوقف بوجود مادلين اللي بتبص لسيا بعيون بلورية دامعة 

وقف كينان وهو بيقول لمادلين : الواد دا مش فاهم حاجة ، هو من عصبيته بيقول أي كلام 

جه يمسك دراعها ف سحبت دراعها وهي بتبصله بصدمة مش قادرة تنطق ، غطت وشها بإيديها وأخيراً نطقت وقالت : بتبرر ! يعني الكلام صح ؟؟ 

وطى كينان راسه لإنه تعب من إنه يخبي 

مادلين بدأت دموعها تغطي وشها وقالت : يعني مش أي كلام بيقوله كادر وهو متعصب !!!

كينان بدموع : بس عشان خاطري تعبك ، إنتي حامل يا مادلين هتتعبي 

مادلين بضحكة مريرة : أنا حامل ! ههه .. يعني .. هربيهم لوحدي !

قدرت سيا الموقف اللي كينان فيه ف قربت منهم وهي بتقول : مادلين صحتك ، إهدي 

بصتلها مادلين بإتساع عين وقالت : صحتي !! إنتي .. إنتي مش حاسة إيه اللي إتقال ؟؟ 

مسحت دموعها في كُم القميص وقالت : ولا إنتي عارفة ! يعني الحجات الوحشة اللي كادر قالها دي صح !

صرخت مادلين بعياط وقالت : ما حد يرد علياا !!

إتلفتت سيا حواليها بعدين بصت لمادلين وقالت : إهدي عشان الحمل 

مادلين بإنهيار : يخربيت الحمل إنتي مجنونة !! إنتي مسمعتيش قال إيه !! 

حط كينان إيده على راسه وسند على الحيطة فف قالت مادلين بإنهيار وعياط وهي بتهدده : تبعتلي ورقتي ، ومش عاوزة أشواف خلقتك في حياتي يا كذاب يا واطي يا حقير ..


( ونعتته بالكثير من السِباب الذي لم ولن ينتهي ، عجز عن كبح غضبها .. لا يستطيع لومها ولا يعلم لما ذلك التبلد الذي حل على عقل وشل لسانه عن نفي ما سمعته للتو ، وجدها ترحل وكأن أعضاء جسده شُلت عن الحركة ، لم يركض وراؤها مُحاولاً إرجاعها ولم يستجب لمحاولات سيا في إفاقته ، كانت تُحدثه وكان يراها تهز جسده بيدها ، لكن عقله شُتت ولم يعد يستوعب أنهم وصلوا للنهاية ) * داخل عقل كينان * 


سيا بخوف : كيناااان 

بصلها كينان أخيراً وهو بيرمش بعينه كذا مرة ، بص ناحية ما مشيت مادلين ورجع بص على أوضة بدر ، قلبه مفطور ومقسوم نصين ، نص مع مراته اللي عرفت كُل شيء .. والنُص التاني كان مسيطر على مشاعره أكتر ، نُص الزعيم اللي تعب ومحتاجه أكثر من أي شيء 

مشي كينان بخطوات ميتة ناحية أوضة بدر ، لقى بدر قاعد ومنزل راسه وتعبان ، قربله كينان وقعد جنبه ، نزل كينان راسه وهو بيلعب في صوابع إيده من التوتر وقال بنبرة حزينة .. مقتولة حُزن : م .. مادلين عرفت ، إبنك خرب بيتنا 

كمل كينان ودموعه بتنزل وهو بيحاول يتحكم في نبرة صوته وقال : قلبي واجعني ، حقيقي قلبي واجعني على بيتي اللي إتخرب ، بس مش قد وجعي إني أدخل أوضة وأشوف الزعيم تعبان كدا أهيء * شهقة بكاء * 

نزلت دموع بدر وهو بيطبطب على كينان بتعب ، سيا كانت بتراقبهم من ورا الباب وبتعيط مش عارفة تلاقيها منين ولا منين 

كينان بعياط : إرجع يا زعيم ، مش عاوز أشوفك كدا مش قادر أستحمل والله ، كُنت بتاخد طلقة وتفك الشاش تاني يوم .. دلوقتي .. دلوقتي إنت 


غرق كينان في نوبة عياط مرة تانية ف حضنه بدر وهو بيقول : عيالي اللي ضحيت بكُل حاجة عشانهم .. كسروني ، أنت عارف لما أمي ماتت يا كينان كُنت بقول مش هزور قبرها قدام الناس وأبين إني مش حابب أسمع عنها ، بس كُل يوم كُنت بفتكرها وبتخيل وجودها ، وأروح أزور قبرها وأتكلم معاها .. شوف هي ماتت إزاي ؟ مكانش قلبي جاحد عليها كدا ، كادر مصدوم أنا عارف .. بس جرحني ، وسيليا مختارتنيش ، الوقت لما جري صحتي مبقتش زي الأول .. لازم هتشوفني بالضعف دا ..


* في منزل والدة ريما 


خبطت على باب الشفة بتاعة أبوها وهي معاها ولادها وشايلة بنتها ، سابت الشُنط في العربية وواقفة بتعب مستنية حد يفتحلهم 

فتحت والدتها وهي بتقول : يا مرحب يا مرحب حبايب تيتة 

بصت لريما وهي بتقول : إيه يا ماما تعالي خُشي 

دخل عمر وعامر يجروا جوا ف بصت ريما لمامتها بضعف وكسرة ، فجأة إترمت فيي حضن أمها بتعيط وهي شايلة بنتها 

أمها بتطبطب عليها وهي بتقول : في إيه يا بنتي يا ساتر يارب ، خُشي طيب خُشي 

دخلت ريما ف قفلت مامتها الباب وهي بتقلع الخمار بتاعها وبتقول : في إيه إتخانقتي مع جوزك ! ها ؟ 

حطت ريما بنتها على الكنبة وهي بتقول : ماما أنا ..

لسه مكملتش خرج أبوها من الأوضة وهو بيبوس عمر وعامر وبيقول : أهلاً يا بنتي ، إتغديتوا ولا لسه ؟ 

مامة ريما مكانت مرتاحة ف بصتلها وقالت : إهدي كدا وفهميني ، إنتي بتعيطي ليه ؟ 

نزلت ريما راسها بحُزن وهي بتقول : هدومي وهدوم العيال في شنطة العربية ، أنا سيبت البيت 

خبطت والدة ريما على صدرها وهي بتقول : يالهووي !! لييه 

أبوها بصرامة : يعني إيه سيبتي البيت عاوز أفهم ، منك لنفسك كدا قررتي ؟؟ 

مسحت ريما وشها وهي بتتنهد وبتعيط وقالت : لا تعبت ، مش قادرة تعبت 

والدتها بتساؤل : تعبتي من إييه ! أنا دلوقتي عاوزة أفهم فين جوزك ؟؟ 


* في غُرفة المُستشفى 


سيا وهي بتساعد بدر يقوم : هاخد أدويتك من أي صيدلية وهتروح ترتاح ، وهتبقى أحسن من كُل شيء صدقني 

رن تليفون كينان ف خرجه من جيبه ، لقى قاسم ف رد عليه 


قاسم بعصبية مُفرطة : إنت فين ؟؟؟ 

كينان بإرهاق : أنا مخروب بيتي وحياتي إتشقلبت هكون فين يعني !! 

قاسم بإستفسار : مخروب بيتك إزاي ؟؟ 

خرج كينان من الأوضة وهو بيقول : مادلين عرفت كُل حاجة عننا وسابتني ومشيت ، من كتر رُعبي مروحتش وراها أراضيها خوفت صوتها يعلى أكتر ونتفضح 

قاسم : ريما خدت العيال وسابتلي البيت ، حكيتلها عن اللي حصل يوم موت توفيق 

كينان بصدمة : إنت إتجننت !!! إنت أكيد جرا لعقلك حاجة إزاي تحكيلها !!

قاسم بغيظ من بين سنانه : كُله بسبب الزفت اللي إسمه كادر ، جه بيتي وفضحني بصوت عالي وريما مسكتتش ، وديني لأوريه 

كينان بذكاء : الحجات دي محدش كان يعرفها غير عزيز الكلب ، عليك بيه .. وكادر أنا هعرف إزاي أتصرف معاه سيبهولي ..


* في منزل والدة مادلين 


والدتها جابتلها مياه وطبق فاكهه وهي بتقول : خُدي بلي ريقك وبطلي عياط قولت عشان حملك ، فهميني بالراحة حصل إيه 

مادلين رجعت راسها لورا وهي بتقول : الضغط عالي عندي مش قادرة 

والدتها مدت المياه ليها وهي بتقول : إشربي طيب وفهميني بالراحة ، إيه اللي حصل ؟؟ إتخانقتي مع جوزك !! ما أنا ياما قولتلك بلاش الجوازة دي ، عمري ما إرتاحتله 

ميرا بدفاع : بابي كويس يا تيتة بس بيحصل مشاكل بينه وبين ماما دايماً 

جدتها : أكيد هتقولي كدا عشان أبوكي ، كانت جوازة ما يعلم بيها إلا ربنا 

مادلين بتعب : كفاية يا ماما مش قادرة أستحمل 

أمها : طب مالك !! إحكيلي حصل إيه 

مادلين بدموع : عاوزة أتطلق .. 

شهقة خرجت من ميرا ونظرات إستغراب من والدة مادلين والصمت سيد الموقف ..


* في منزل عزيز القائد 


عزيز في التليفون بغضب : هو أنا مش قولت محدش يتصل عليا ؟ 

الحارس : ضروري يا قائد والله ، مدام جايدا لمت هدومها وعاوزة تسيب المكان بتقول إنها خايفة على نفسها وعلى إبنها 

عزيز ببرود : متخليهاش تعتب برا البيت ولو مشيت من وراكم مسيركم عندي طلقة رصاص ، إنت سامعني ؟؟ 

الحارس بطاعة : حصل يا قائد 

عزيز بهدوء : عملتوا إيه في الجُثة ؟ 

الحارس : إتخلصنا منها بعيد عن الطُرق عشان لو في كاميرات مراقبة أو شيء ورجعنا وقت الفجر 

عزيز : نظفتوا المكان وراكم ؟؟ 

الحارس : حصل يا قائد مدام جايدا نظفته 

عزيز بهدوء : تمام حلو أوي ، زي ما قولت مفيش خروج ليها من البيت تفتحوا عينكم كويس .. وأنا كام يوم كدا وهجيلكم ..

قفل مع الحارس ولقى سيليا خدت شاور وخرجت وهي شعرها مبلول ، قعدت تسرحه قدام المرايا ف ميل عزيز عليها وهو بيبوس خدها 

بعدت سيليا شوية وهي بتقول : عزيز أنا تعبانة .. ومش هقدر دلوقتي 

عزيز بحُب : وأنا مش عاوز حاجة كل اللي عاوزة أحس بوجودك 

سيليا بتعب ونفاذ صبر : إنت مش حاسس بالمصايب اللي فوق دماغي ! ما طبعاً ليك حق تبقى عادي ، أنا مش عارفة أبقى عادي بعد اللي عرفته عن أهلي ومش عارفة مقلقش على بابي من بعد ما عرفت إن عنده السُكر 

عزيز بتنهيدة : سيليا ! أنا كان عندي إستعداد أحط جزمة في بوقي وأسكت ومطلعهمش في عينك كدا ! بس إنتي جبتي سيرة أبويا بالوحش واللي هو حتى لو وحش مش من حقك تقارني بينه وبين أهلك وتطلعيهم ملايكة على دماغ اللي جابوني ! إستفزيتيني وأي حد في مكاني كان هيعمل كدا 

سابت المشط وبصت في المرايا لنفسها وهي بتعيط 

قومها عزيز من أكتافها ووقفها قدامه وهو بيقول : كُل حاجة هتتحصل وتبقى كويسة ، صدقيني يا حبيبي هتعدي 

ملس على شعرها ف مالت براسها على إيده ، قربلها بهدوء ولسه هيقرب أكتر ، سمع صوت تحت 

عزيز بهدوء : خليكي هنا لحد ما أشوف في إيه 

نزل عزيز تحت لقى واحد من الحرس بيقوله : واحد إسمه قاسم يا قائد عاوز يقابلك 

مسك عزيز كاسة الخمرة وهو بيقول : خليه يدخل 

سمحوله بالدخول ، أول ما قاسم شاف عزيز راح ضربه بالبوكس في وشه وقعه على الكنبة 

جه الحرس يتدخلوا ف قال عزيز : خليكم برا محدش يتدخل 

الحارس : بس يا قائد ..

عزز بمُقاطعة جافة : قولت برااا !!! 

خرجوا وقفلوا الباب ، حرك عزيز رقبته يمين وشمال وهو بيبص لقاسم ببرود وبيقول : وإيه كمان ؟ 

قاسم وهو بيقربله وبيمسكه من رقبته : إنت عامل معانا مُعاهدة سلام يا إبن ال **** ، عشان نجوزك بنتنا تقوم تخرب بيتنا !

جه يضربه تاني راح عزيز مسك إيده جامد وهو بيقول : مش أنا اللي خربت بيتكم ، متجيش ترمي بلاك وفشلك في جوازك عليا 

قاسم نيمه على الكنبه وهو ماسكه بقوة وبيقول : متجيبش سيرة جوازي على لسانك .. إحنا كُنا عايشين كويسين وكُنا مرتاحين قبل ما تتنيل تيجي ، ياريتك مُت مع أمك وخلصنا من ذُرية توفيق ال*** دي كُلها 

في حركه سريعة مسك عزيز قاسم من رقبته وهو بيقول بغل : متجيبش سيرة أمييي 

نزلت سيليا من فوق وهي بتقول : عمي قاسم !! .. بس بطلوا بقى بس 

حاولت تحوش عنهم ف كوع عزيز جه جنب عنيها جامد ورمها ، صرخت ورجعت ورا 

عزيز من غيظه قال : أياً كان مين خرب بيتك ف تسلم إيده 

قاسم وهو بيقول وبياخد نفسه : هتندم ، هنخليك تبوس رجلينا قبل إيدينا وبكرة تشوف 

عزيز بغضب : دا عند أمكك 

قاسم بعصبية : أمك يا إبن ال *** 

سيليا بتعب وعياط : كفاااية بقى كفااااية 

قاسم بصلها وقال بخيبة أمل : يا خسارة ثقتنا فيكي ، خسرتي أبوكي وخسرتيني ..

خرج وسابهم ف قعد عزيز جنب سيليا وهو بيتطمن على عنيها 


* ف منزل والدة ريما 


أبوها بحزم : مفيش طلاق ومتجبيش السيرة دي تاني 

ريما بعياط : هتجبروني أعيش معاه ؟ هتجبروني أعيش طول عمري خايفة !

والدتها بحسرة : لا حول ولا قوة إلا بالله ونجبرك ليه ؟ ما طول عمرك روحك فيه ومعاكي ولدين وعيلة على دراعك ، مش كُل مشكلة يا ماما علاجها الطلاق مينفعش كدا 

أبوها : لا ومش عاوزة تقول أسباب قاعدة بس تقول عاوزة أتطلق ، بلاش كلام فارغ 

والدتها وهي بتقطع برتقان لعمر وعامر : والله دي عين عشان متجوزة رجل أعمال زي القمر ومبسوطة في حياتها 

ريما بعياط وشهقة : هو كُل حاجة عين ! مفيش إني مبتقش قادرة أتحمل وعاوزة أعيش أنا وولادي في هدوء ؟ مفيش إني خايفة منه ومش هقدر أرجع ؟؟ 

والدتها : ما هو يا تقولي أسبابك يا تاخدي عيالك وترجعي لجوزك لكن كدا كلام وخلاص لا ..

إتنهدت ريما وهي رافضة من جواها تماماً تحكي عن اللي حصل ..


* في فيلا بدر الكابر 


دخلت سيا وهي ماسكة إيد بدر ومعاها عمتها وقادر ، دخل كينان معاهم ف قال بدر بهدوء : هات شنطة هدومك وتعالى إقعد معانا 

كينان وهو حاطط إيده في جيبه بيأس : عاوز أروح أصالح مادلين ، أحاول أحل الموقف 

شيا بنفاذ صبر : موقف إيه اللي هتحله ! فوق يا كينان دول عرفوا كل حاجة والدايرة إتفتحت علينا ، كُل اللي عاوزين نتأكد منه آن محدش غيرهم يعرف 

كينان بتوتر وتعب : محدش فيهم معاه دليل 

سيا بضحكة مريرة : تفتكر كادر هيتكلم بقلب جامد من غير دليل ؟؟ أنا مش قادرة أقف على رجلي من القلق والتعب 

بدر أخيراً بصوت متوازن : حتى لو معاه دليل مش هيفضح نفسه قدام الناس ..

سيا بصدمة : ما إنت شوفت يا بدر قال إيه في المُستشفى وصوته كان عالي ! كادر فقد عقله خلاص مبقاش عارف بيتصرف إزاي وبيقول إيه 

نزل بدر راسه على سيرة اللي حصل في المستشفى ف قالت سيا : عشان خاطري سامحه يا حبيبي ، دا مهما إن كان إبنك 

بدر بكسرة : أنا لو مش مسامحه يا سيا كُنت لغيت الفيزا وسيبته من غير فلوس ، لكن سايبهاله عشان ميتبهدلش في الشارع 

سيا بهدوء : إنت أحن وأجمل راجل شوفته في حياتي 

كينان بتعب : يا روميو وجولييت ركزوا معايا ، إبنكم لو معاه دليل هنروح في داهية عاوزين نعرف إيه اللي معاه بالظبط 

سيا بتعب : لو كلمته مش هييجي .. بعد اللي حصل 

خرج كينان فونه وقال : يبقى هتصرف بطريقتي بس الزعيم يسمحلي 

بدر بتعب : إعمل اللي شايفة صح يا كينان .


* في عربية كادر


كان بياخد نفسه بالعافية من الغضب ، سمع في فونه إشعارات كتير ف خرجه وهو بيشوف في إيه 

عينيه وسعت والصدمة سكنت ملامحه بدل الغضب وهو بيقرأ بوست عمه كينان ( تم فسخ خطبة إبنتي من نجل شقيقي السيد بدر الكابر ، أتمنى من الله أن يعوضها بالأفضل ) 

والتعليقات كُلها مستنكرة إن العلاقة الجميلة دي إنتهت كدا 

كادر بصدمة : محصلش !! مش هسمحلهم ياخدوا ميرا مني بعد كُل اللي عملوه !!


* عند ميرا 


شافت البوست وفضلت تعيط لأمها وهي بتقول : حصل إيه بينك وبين بابي ؟؟ أنا ذنبي إيه يفسخ خطوبتي قدام الناس ، ليه يعمل فيا كدا !!

مادلين التعب زاد عليها ف قالت : بيعاند فيا أنا ، إهدي يا ميرا عشان تعبانة مش نقصاكي 

رفعت ميرا تليفونها بتحاول تتصل على كادر 


* في منزل عزيز القائد 


كان قاعد جنب سيليا وهو حاطط الثلج على عنيها ، دخل واحد من الحرس ف غطى عزيز سيليا وهو بيقول : إنت إزاي يا كلب تدخل كدا من غير إذن 

الحارس وهو باصص للأرض قال بخوف : الشرطة برا وعاوزينك يا قائد !!

        الفصل السابع والخمسون من هنا

لقراءة باقي الفصول الجزء الثالث من هنا 

لقراءة الجزء الثانى جميع الفصول كاملة من هنا

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة الفصول من هنا

تعليقات



<>