رواية المغرورة والقروي
منذ سنوات عديدة مضت:
في قرية صغيرة في كفر الشيخ وبالتحديد عند بيت صغير يوجد أمامه صوان لعزاء أحد الأشخاص ملئ بأهل القرية ومقرئ يتلو ماتيسر من القرآن الكريم .. كانت هناك سيدة في بداية الثلاثينيات مرتدية ملابس سوداء وحجاب أسود وتجهش بالبكاء محتضنة طفلها الذى لم يبلغ من العمر سوى ثلاثة عشر عامًا وطفلتها التى لم تبلغ من العمر سوى ست سنوات، وحولها الكثير من سيدات القرية الذين يحاولون تطييب خاطرها على مافقدته هى وأطفالها ألا وهو زوجها الطيب صاحب السيرة الجميلة والطيبة ..
؟؟ ببكاء:"هنعيش من بعدك إزاى يا حبيبى وهنروح من بعدك فين؟"
واحدة من الستات إللى كانوا قاعدين إتكلمت ..
** وهى بتحاول تهديها:"ماتجوليش كده يا سهير، ده راح عند ربنا إللى أحسن مننا كلنا، خليكى جويه عشان عيالك، ده ساب وراه سهير يعنى ست بمية راجل."
بصت للست دى وبعدها بصت لبنتها إللى بتبكى بشهقات عالية وبعدها عيونها جات على إبنها يحيى إللى بيبص قدامه بشرود ..باست راسهم هما الإتنين وضمتهم لحضنها بشدة يمكن تهدى وتبقى قوية عشانهم ... إنتبه الكل على صوت خبطات خفيفه على باب البيت ووصلهم صوت رجولى خشن من ورا الباب ...
؟؟:"يحيى."
يحيى مردش لإنه كان موجود في عالم تانى ... سهير مسكت وشه بين إيديها ..
سهير وهى بتبص في عيونه:"يحيى، حبيبى جوم رد على شيخ البلد شوفه هيجولك إيه."
هز رأسه وقام من مكانه بخطوات شاردة وراح ناحية الباب وبعدها خرج .. كان بيبص للأرض بشرود ومش بيبص للشيخ الكبير في السن إللى واقف قدامه وماسك عكاز ولابس جلباب ...
شيخ البلد:"مش هتاخد عزا أبوك يا يحيى؟، الناس كلاتهم بره."
متكلمش ومبصش ليه كل إللي كان بيفكر فيه هو أبوه إللي مات .. أبوه إللي ضمه بشده قبل دقايق بسيطة من موته كإنه كان بيودعه .. فاق على إيد شيخ البلد إللي إتحطت على كتفه ... رفع راسه وعيونه جات في عيونه ..
شيخ البلد:"ماتخليش الحزن يتغلب عليك يابنى، أبوك كان راجل البلد كلاتها بتحلف بأخلاجه، عايزك تبجى زيه وأحسن منه كمان، وماتنساش إنك دلوجتى بجيت مسئول عن البيت مكانه .. مسئول عن أمك وأختك الصغيرة إللى لسه مش فاهمة حاجة ديه، إنت راجلهم يا يحيى."
الدموع نزلت من عيونه وهو بيفتكر حاله قبل ما والده يتوفي .. كان مجرد عيل صغير مش مستوعب يعنى إيه أبوه يسيبه للأبد بس دلوقتى إستوعب ده ...
شيخ البلد بخشونة وهو بيمسح دموعه:"مافيش راجل بيعيط."
يحيى بصوت متحشرج من البكاء:"أنى خايف."
شيخ البلد:"ماتخفش يابنى، ربنا معاك .. ربنا هو إللى هيتولى أمرك إنت وأمك وأختك، سيب كل حاجة لله إنت بس خلى بالك منهم، يلا يابنى عشان الناس بره وماينفعش تفضل مع النسوان هنا."
يحيى بصوت متحشرج:"حاضر."
..............................
في الوقت الحالى:
في مدينة القاهرة الكبرى:
كان ماشى في المطبخ رايح جاى بجسمه المليان بالعضلات .. على الرغم من صغر سنه لكن شغله في القرية السنين إللى فاتت كلها خلا تكوين جسمه كده .. كان بيتكلم مع والدته على موبايله الصغير وفي نفس الوقت بيحضر الفطار ...
يحيى:"حاضر يما .. أيوه يما طلعت الفرخة من الفريزر عشان تفك."
سهير:"لما ترجع من الكلية والدروس بتاعتك إبجى سخن الأكل ليك إنت وزمايلك في السكن ماتسيبش حد فيهم جعان يا يحيى."
يحيى:"حاضر يما."
سهير:"وإنت يابنى إتغذى كويس وإشرب اللبن عشان يبجى تركيزك عالى ويبجى جواك طاجة تكمل بيها اليوم كله."
يحيى:"حاضر، البت ياسمين صحيت؟"
سهير:"أه صحيت من بدرى وبتحلب البهيمة وبعدها هتأكل الفراخ والبط وبعدها هتروح الدرس."
يحيى:"وهى مراحتش المدرسة ليه بدل ماتعمل كل ده؟؟"
سهير:"لاجيتها بتتمارض وبتجول أه يانى مش جادرة أروح المدرسة إنت عارف إن المدرسة بتبجى تجيلة على جلبها، جولت خلاص تعمل كل ده مكانى أهو أرتاح شويه."
يحيى:"براحة عليها يما، هى كده هتتلهى عن مذاكرتها ودراستها."
سهير بإمتعاض:"خليك كده دلعها .. ماهى مش هتطلع خايبه كده من غير سبب."
يحيى بحب:"دى حبيبة أخوها يما، وإنتى عارفة إنها شاطرة في شغل البيت بس براحة عليها شويه وشجعيها على المذاكرة، بنتك خلاص في سنين مهمة في حياتها التعليمية، لازم تركز في دراستها عشان تبجى دكتورة جد الدنيه زى ما أبويا الله يرحمه كان بيتمنى."
سهير:"الله يرحمه .. *إتنهدت بحزن وكملت* يلا يا حبيبى أنا هجفل عشان معطلكش على جامعتك، لا إله إلا الله."
يحيى:"محمد رسول الله."
قفل موبايله وعدل نظارته الطبية وكمل تحضير الفطار ...
؟؟ بنعاس:"إيه النشاط ده كله؟"
بص لزميلة في السكن وإتكلم بلهجة أهالى القاهرة ..
يحيى بجدية:"نشاط إيه؟؟ إحنا متأخرين يا منعم، إنت هتتأخر على محاضراتك ومش هتعرف تحضرها وأنا كمان مش هعرف أحضر حاجة، يلا روح فوق كده وجهز نفسك، مش عشان إنت لسه في سنة أولى يبقى تخيب من أولها، يلا."
منعم:"حاضر."
منعم إتحرك بنعاس للحمام ويحيى إتنهد بأسى وكمل تحضير الفطار.. بعد وقت قصير .. كان واقف قدام المرايه وبيعدل هدومه البسيطة وإللى كان عبارة عن قميص بخطوط بنية وبيضاء يتوسطهما خط أحمر خفيف، وبنطلون لونه بنى مصنوع من القماش .. سرح شعره على جنب واحد ولما خلص إتنهد بإرتياح .. أخد كتبه وشنطة الظهر بتاعته إللى موجود فيها فطاره وخرج من أوضته وهنا قابل إتنين من زمايله في السكن واحد كان لسه صاحى ورايح للحمام بنعاس أما التانى كان بيحضر فطاره ...
يحيى بإبتسامة وهو بيقرب من زميله إللى بيحضر الفطار:"صباح الخير يا زيد."
زيد بنعاس:"صباح النور."
يحيى"أنا سايب الأكل بره الفريزر ... إبقوا سخنوه لما تيجوا تتغدوا .. بتحب البطاطس في الفرن والرز المعمر صح؟"
زيد بإبتسامة ونعاس:"بحبهم طبعًا تسلم إيد والدتك يا يحيى، ربنا يباركلك فيها."
يحيى:"حبيبى، أومال فين الواد فريد هو لسه نايم؟"
زيد بتثاؤب:"تلاقيه لسه نايم، ماتشغلش بالك بيه هو كده كده مش بتاع كليه ولا مذاكرة."
يحيى:"حظه إنى متأخر، يلا مش هتعوز حاجة؟"
زيد:"سلامتك."
كان لسه هيتحرك بس وقفه صوت زيد ..
زيد:"مش هتعوز حاجة أجيبهالك وأنا راجع من الشغل؟"
بصله بتفكير ...
زيد بإستفسار:"فكرت ولا لسه؟"
يحيى:"مافيش حاجة في دماغي دلوقتي، لو إحتجت حاجة هتصل بيك."
زيد بإبتسامة:"مستنيك."
يحيى راح ناحية باب الشقة في نفس الوقت إللى منعم خرج فيه من أوضته وهو بيعدل قميصه وفي إيده كتاب خاص بالكلية وراح ناحية يحيى إللى مستنيه عند الباب ...
يحيى بسخرية وهو رافع حاجبه:"ما لسه بدرى."
منعم وهو بيتنفس بصعوبة:"معلش يايحيى."
يحيى:"ماشى يلا بينا عشان مانتأخرش أكتر من كده."
منعم بص لساعة إيده وإتنهد بإرهاق لإن لسه بدرى بس عادة يحيى إنه بيحب يروح الكلية بدرى دايما.. بيحب يروح قبل الطلبة عشان يراجع بعض الدروس الخاصة بمجموعاته إللى بيدرسلها ... الإتنين خرجوا من الشقة وبعدها خرجوا من البيت .. منعم كان سرحان وبيفكر بس فاق على صوت يحيى إللى بيبص لكتابه إللى في إيده ...
يحيى بإستفسار وإنشغال:"مالك؟"
منعم:"خايف."
يحيى بإستفسار وهو بيبصله:"ليه؟"
منعم"أول مرة أبقى متغرب في بلد بعيدة عن بلدي، إحساس جديد وتجربة جديدة، وناس أول مرة أتعامل معاها، بس مرتاح شويه بسبب إنى مرتاح معاكم في الشقة .. هو أسبوع واحد قعدته معاكم بس إرتحت جدا، بس خايف يا يحيى خايف من المستقبل."
يحيى بإبتسامة:"ده إحساس طبيعي جدا، أنا كنت زيك كده، بخاف وبمشي جنب الحيط، لحد مابدأت أتعامل وإتعودت على كل ده، وهانت كلها أسبوع أو إتنين وتدخل المدينة الجامعية وتتعرف على ناس قريبة من بلدك وناس طباعها من طباعك."
منعم بتنهيدة:"على الرغم من إنى بتمنى أدخل المدينة بس هزعل جدا إني هبعد عنكم، هفتقد الجو إللى بنبقى عايشين فيه وكلنا مع بعض."
يحيى بإبتسامة:"ماتقلقش هنبقى نتقابل ونخرج كتير."
منعم:"هو إنت عندك وقت لنفسك يا يحيى عشان تخرج مع حد؟ الله يعينك على إللى إنت فيه، كليه ومجاميع لحد بليل وبترجع تعبان وهلكان وبتطبخ وبتأكلنا كلنا معاك ولا كإنك الست الوال... *قطع كلامه يحيى إللى ضربه على راسه*..ااااااااااه."
منعم بألم:"أنا قولت إيه غلط؟"
يحيى بلامبالاة وهو ببص لكتابه:"إنت نسيت إنك هيقف معاك حاجات في المذاكرة وهشرحهالك، ده غير إنك هتحضر معايا مجموعة النهاردة عشان أخدوا سكشن آخر الاسبوع إللى فات وسيادتك ماحضرتوش عشان منزلتش الكلية في أول أسبوع."
منعم بإستيعاب:"اه صح."
يحيى إبتسم بهدوء وهو بيبص للكتاب إللى في إيده بتركيز وفضل طول الطريق كده لحد ماوصل للجامعة ... يحيى كان واقف قدام مدرج خاص بطلاب "الفرقة الأولى" ..
يحيى:"دى قاعة المحاضرات بتاعتك، ولو كنت نزلت أول أسبوع كنت عرفت لكن أعمل إيه، كسول."
منعم:"سماح المرة دى يا عم يحيى."
يحيى بإبتسامة:"مش هتعوز حاجة؟"
منعم:"هنتقابل إمتى؟"
يحيى بتفكير:"أنا هخلص الكلية وهعدى عليك هنا وهنطلع على السنتر علطول."
منعم:"تمام، شكرا يا معلم."
يحيى بضحكة خفيفة:"العفو، يلا السلام عليكم."
منعم:"وعليكم السلام."
يحيى مشى ومنعم بص للافته الخاصة بقاعة المحاضرات لطلاب الفرقة الأولى ...
منعم بتنهيدة:"إستعنا بالله، إسترها يا رب."
يحيى طلع على سلالم الكلية للدور الرابع وبعدها دخل قاعة محاضرات "الفرقة الرابعة" .. قعد في أول مدرج في القاعة الفارغة وأخد كتاب خاص بالفرقة الأولى من الشنطة بتاعته وفتح فصل فيه وبدأ يذاكره ..
..........................................
في مبنى كبير شبه القصر حواليه جناين كتير مليانه ورود جميلة ... جوا المبنى ده بالتحديد كان قاعد على ترابيزة السفرة وواضح عليه الضيق الشديد بسبب بنته المتهورة، عيونه جات على زوجته إللى قاعده قدامه وواضح عليها اللامبالاة..
رشدى بحنق:"بنتك فين؟؟"
دلال ببرود وتكبر:"سيبها ترتاح شويه، رجعت إمبارح بعد نص الليل من حفلة إمبارح."
رشدى بغضب:"لا والله؟؟؟؟؟ بعد نص الليل؟؟؟!! سايبه بنتك تخرج مع شله صايعة مش معروف مستقبلهم وترجعلك بعد نص الليل يا هانم؟؟؟؟!!!"
دلال بلامبالاة وهى بتبص لأظافرها:"سيبها على راحتها يا رشدى، البنت لازم تعيش حياتها."
رشدى بغيظ من لامبالاتها:"يعنى هتكون طالعة مين يعنى؟؟؟ طالعالك."
دلال نفخت بتأفف وهى بتبص لجوزها؛ رشدى كان لسه هيقوم من مكانه سمع صوت رنة موبايله .. بص لشاشة الموبايل ولقى إن دى مكالمة مهمة جدا تخص شغله الغالى على قلبة والأهم عنده من أى حد.. رد على المكالمة وبدأ يتكلم بخصوص الشغل مع الطرف التانى ... في الجانب الآخر .. في غرفةٍ كبيرةٍ يملأها الرسومات والألوان الصاخبة المرهقة للعين ... كانت نايمة على سريرها الأبيض الكبير بإبتسامتها الجميلة الناعمة بس الإبتسامة دى إختفت وحل محلها الإنزعاج بسبب صوت رنة موبايلها اللى كان مسموع في الأوضة كلها ... نفخت بتأفف وهى نايمة و إتقلبت على سريرها متجاهلة تليفونها إللى لسه بيرن .. الرنين وقف وملامحها هديت وإبتسمت تانى بس زفرت بحنق وهى نايمة لما موبايلها رن تانى .. فتحت عيونها السوداء بنعاس وحنق ومدت إيديها ناحية الموبايل بصعوبة وبصت لشاشته بعيون شبه مقفولة ... كان الإسم الظاهر على الشاشة "جاسر" .. ردت بنعاس ..
؟؟:"يا نعم؟؟"
جاسر:"صباح الخير."
نور بتأفف وحنق ونعاس:"وهييجى منين الخير بس؟ عايز إيه ياجاسر؟"
جاسر:"أنا بتصل بيكي عشان لقيتها فرصة نجمع الشله كلها في الكلية ونشوف هنعمل إيه النهاردة."
بصت لساعة الموبايل بإرهاق ونعاس وبعدها إتكلمت...
نور بإستفسار:"هو إنت بتنام إمتى وبتصحى إمتى يابنى؟؟"
جاسر بضحك:"تقدرى تقولى إنى مانمتش أنا لسه راجع من بره، يادوب إنتى مشيتى وأنا قررت أكمل السهرة."
نور بنعاس:"ممممممممممم."
جاسر:"يلا يا نور تعالى."
نور بتأفف:"هو لازم النهاردة؟؟"
جاسر:"أكيد طبعا، وبعدين مش هنقعد وقت طويل هنقضى هناك شوية وقت ونرجع."
نور بتأفف:"طيب، هاجى خلاص."
جاسر:"حبيبتى حبيبتى، مستنيكى يا نونو."
نور:"أوك."
مسحت على وجهها بتأفف بعد ما خلصت المكالمة وقامت من على سريرها بكسل وراحت الحمام عشان تجهز نفسها وتروح جامعتها زى ما جاسر قال...
.....................
دخل طلاب الفرقة الرابعة لقاعة المحاضرات لحد ما إتملت تمامًا ..... يحيى إتنهد تنهيدة بسيطة وساب كتابه الخاص بالفرقة الأولى إللى كان في إيده لما دخل الدكتور للقاعة ووجه كل إنتباهه ليه ..
...........................
خرجت من أوضتها ونزلت على سلالم الفيلا الضخمة إللى هى عايشة فيها وفي نفس الوقت بتتمايل بخفة ودلع ولابسه بنطلون لونه أبيض وشيميز أحمر مصنوع من الحرير وأطلقت الحرية لشعرها الأسود الناعم المنسدل على كتفيها بنعومة إبتسمت بإشراق وحيوية لما شافت والدتها السيدة "دولت" قاعدة بتتكلم في موبايلها مع صاحبتها وفي نفس الوقت بتبص للمانيكير بتاع أظافرها بإهتمام .. نور قربت من والدتها وباستها من خدها بنعومة ..
نور:"مامى، صباح الخير."
دولت بإنشغال:"صباح النور يا روحي، *وجهت كلامها لصاحبتها* إقفلي إنتي دلوقتي يا روحي شويه وهكلمك، باي."
قفلت المكالمة وبصت لبنتها اللى إتزينت برونق جميل زيها تمامًا..
دولت بإستفسار:"رايحة فين الصبح كده؟"
نور بلامبالاة:"رايحة الجامعة جاسر وباقى الشلة مستنيينى هناك."
دولت بإبتسامة:"تمام يا روحي، سلميلي عليهم كتير، صحيح عملتي إيه إمبارح؟ ماحبتش أسألك لقيتك راجعة متأخر قولت أسألك بعدين."
نور بإبتسامة:"إنبسطت مع جاسر."
دولت:"ماشى يا روحي، إبقى سلميلي عليه كتير وقوليله يبقى يزورنا."
نور:"أوك."
نور بصت حواليها بتدور على باباها بعيونها وإبتسمت أول أما شافته مقرب عليهم وبينهي المكالمة المهمة إللى كانت معاه .. قربت منه وباسته على خده ..
نور:"صباح الخير يابابي."
رشدى بهدوء"صباح النور، رايحة فين؟"
نور بتنهيدة:"رايحة الجامعة و...."
رشدى بفرحة:"أخيراً، ناويتى تفكرى في مستقبلك وتبعدي عن الشلة دي؟!!"
نور وهى معقدة حاجبها بإستغراب:" لا طبعًا، أنا رايحة أقعد مع أصحابي شوية."
رشدي بغضب:"لحد إمتى هتفضلي معاهم؟؟؟ إنتي ناسية إن دول إللى ضيعوكى السنة إللى فاتت؟؟؟ ده غير إن لولا اللى إسمه جاسر ده كان زمانك دلوقتي في جامعة خاصة بعيد عن كل الهم والمشاكل دي بس إنتى روحتي من ورايا وخليتى مامتك تقدملك معاه في الجامعة إللى هو إختارها كل ده عشان تبقي معاه؟!!! .... أنا بجد نفسي أفهم هتفضلي كده لحد إمتى؟؟"
نور بتأفف:"يوووه ، هو كل يوم لازم أسمع منك الكلمتين دول؟؟ سيبني أعيش حياتي زى مانا عايزة."
رشدي لدولت إللى بتبص لمانيكير أظافرها بإهتمام:"ماتتكلمي يا دولت؟ شوفي بنتك؟"
دولت بتأفف:"يوه يا رشدى هو كل يوم تقول نفس الكلام ليها، سيب البنت تعيش سنها هى لسه صغيرة."
رشدي بسخرية:"طبعًا، يعنى هتكون طالعة مين."
عيونه جات على نور إللى بتبص لموبايلها بلامبالاة ولسه هيتكلم ...
نور بتنهيدة:"أنا لازم أمشي، أنا إتأخرت باى."
مشيت من قدامه وهو هز راسه بخيبة أمل من إللي هو شايفه .. راحت ناحية عربيتها الحمراء صاحبة آخر موديل في الوقت الحالى ركبت العربية وقبل ماتتحرك عيونها جات على المرآة الأمامية وحطت روج أحمر فاقع وبعتت بوسة لنفسها في المراية وإتحركت بعربيتها بسرعة جنونية ...
...............................................
إنتهت المحاضرة ويحيى إتنهد تنهيدة بسيطة وهو بيراجع إللى كتبه وراء الدكتور بتركيز عالى ... قام من مكانه بهدوء لما لقى إنه محتاج يشرب مياه وأخد حاجته وخرج من القاعة وبعدها خرج من الكلية وإتحرك في طريق كافيتيريا الجامعة ... منعم كان ماشى في الجامعة وفي إيده كوباية قهوة ساخنة جدا وفي نفس الوقت بيبص حواليه لإنه تايه مش فاكر مكان الكلية زى ما يحيى وصفله، ده غير إنه كان بيتحرك بدون تركز كل إللى كان هامه الكوباية إللى في إيده وما أخدش باله من الشاب إللى بيقرب ناحيته وبيضحك مع زمايله وبيتكلم بكل غرور...
؟؟:"اااااااااااه."
إتنفض منعم بفزع لإنه وقع القهوة الساخنة على الشاب ده بالغلط ... الشاب كان بينفض هدومه بسرعة خوفًا من إحتمالية إلتهاب جسمة بسبب القهوة الساخنة ومنعم قرب منه بخوف وقلق عليه ...
منعم بتوتر وقلق:"أ..أنا آسف ... صدقنى ماقصدش .. ماشوفتش قدامى أ.............."
سكت بخوف شديد لما الشاب مسكه من لياقة قميصه وبدأ يتكلم بصوت جهورى ..
جاسر بغضب:"ماشوفتش قدامك تبقى أعمى .. أنا همشى إزاى بالقرف ده؟؟"
منعم بتوتر وتلعثم وخوف:"آسف .. م .. ماقصدش ماشوفتش حاجة."
نظرات جاسر إتغيرت من الغضب للإشمئزاز بسبب هدوم منعم البسيطة ... رمى منعم على الأرض بإشمئزاز وبدأ ينفض هدومه ... منعم إتوجع بسبب الحركة ولسه هيقوم لقى يحيى واقف قدامه ومعقد حواجبه وهو بيبصله وبعدها وجه نظراته للشاب إللى بينفض هدومه وبيبصله بإشمئزاز نظرًا لهدومه وشكله العام ...
إتبدلت ملامح يحيى إلى الهدوء ومد إيده لمنعم إللى مسكها وقام من مكانه ... يحيى بص للشاب ده مرة تانية وبص لمكان القهوة إللى مرميه على هدومه وبدأ يتكلم ...
يحيى بهدوء وإبتسامة:"أنا آسف على إللى حصل ده، هو ما أخدش باله."
الإشمئزاز إتملك من جاسر أكتر بسبب لهجة يحيى القروية الواضحة في كلامه على الرغم من إنه بيتكلم بلهجة أهالى القاهرة ده غير إنه مقروف من الشاب إللى وقع عليه القهوة ...
جاسر بإشمئزاز:"إعتذارك مقبول وياريت ماتتكررش تانى."
يحيى جز على أسنانة من الموقف إللى حط نفسه فيه ده وهز راسه لجاسر بهدوء ومسك ذراع منعم ولسه هيتحرك ...
جاسر بهمس مسموع لزمايله:"فلاحين وجهلة وجايين من تحت الجاموسة، فاكرين نفسهم فاهمين حاجة بلا قرف."
يحيى إتسمر في مكانه لما سمع كلام جاسر مع زمايله، كور إيديه بغضب شديد محاولا إنه يتحكم في أعصابه بس غضبه زاد لما سمع زمايله إللى بيضحكوا على كلامه ... ساب دراع منعم وقرب من جاسر إللى كان بعيد مسافات بسيطة عن زملائه وكان بيضحك ولكنه إتفاجئ من إللى مسكه من دراعه جامد ولكمه لكمة قوية خلته يقع على الأرض ... كلهم شهقوا بصدمة من إللى حصل وإتجمع حواليهم بعض من طلبة الجامعة ...
يحيى بفحيح وغضب وبلهجة قروية:"الفلاحين دول يبجوا أحسن منك ومن مليون زيك، ولو فكرت مرة تانية تذكرهم بسوء يبجى مش هتشوف كويس .. *عيونه جات على منعم إللى بيبصله بصدمة وإتكلم بأمر* .. يلا يا منعم."
منعم بلع ريقه بتوتر وهز راسه ... يحيى بص بصة أخيرة لجاسر إللى مكنش مستوعب لحد دلوقتى إنه إتضرب قدام أصحابه وطلبة الجامعة ... ومن مين؟؟؟؟؟ من واحد فلاح وجاهل مش فاهم حاجة!! .. يحيى مشى في طريق الكلية ومنعم مشى وراه ... وباقى الطلبة بتوع الجامعة مشيوا بعد ما العرض خلص ... أما بالنسبة لزمايل جاسر واحد منهم قرب منه بقلق لما لاحظ سكوته الكتير ..
؟؟:"جاسر إنت كويس؟؟؟ إنت مش بترد ليه؟؟"
واحد تانى إتكلم ..
## بضيق:"لازم نطلب أمن الجامعة هما راحوا فين؟؟؟ لازم ياخد جزاءه."
واحد تالت ...
@@:"إزاى يمد إيده عليك؟!!"
واحد منهم إتحرك بإتجاه مكتب أمن الجامعة بس وقفه صوت جاسر إللى كان واضح عليه الغضب ..
جاسر:"لا يا مراد، مش أمن الجامعة إللى يجيبلى حقى."
مراد بإستفسار وهو بيقرب منه:"أومال هتسيبه كده؟"
جاسر بشر وهو بيقوم من على الأرض:"أنا هاخد حقى وأنا عارف أنا باخده إزاى."
مراد كان لسه هيتكلم قاطعه صوت نور إللى كله مرح هى واقفه ورا جاسر ...
نور:"أنا جيييييييييت."
جاسر لف وبصلها وهى إستغربت من الكدمة الموجودة في وجهه ..
نور بإستفسار:"إيه إللى عمل فيك كده؟؟ هو في واحد عمل فيك كده إمبارح بعد مانا مشيت؟؟ *حاولت تكتم ضحكتها* .. أحسن عشان أقولك بلاش طريق البنات المرتبطين ده."
جاسر بضيق:"نور، أنا مش في حالة تسمح بالهزار دلوقتى."
نور بإبتسامة:"أومال في حالة إيه بقا؟؟ أنا شايفه إننا لازم نحتفل عشان في واحد علم عليك."
جاسر نفخ بضيق وسابها ومشى وإتحرك وراه إتنين من زمايله لكن مراد فضل واقف بيبص لنور المغرورة الواثقة في نفسها إللى مافيش أى راجل هيقدر يكسبها ويكسب حبها .... ونور كانت واقفه بتبص لجاسر وبتضحك على الورطة إللى ورط نفسه فيها .. إتنهدت تنهيدة بسيطة وإتقابلت نظراتها هى ومراد .....
نور بإستفسار وهى رافعه حاجبها:"في إيه يا مراد؟ بتبصلى كده ليه؟"
مراد بحمحمة وهو بيبعد نظراته عنها:"مافيش يانور، نورتى الجامعة."
نور بفخر:"عارفه."
مشيت من قدامه وسابته ...
مراد بتوتر وهو بيمشى وراها:"نور، إيه رأيك لو أعزمك النهاردة بره؟"
ردها الوحيد إنها إدتله شنطتها عشان يشيلها وهو شالها بدون أدنى إعتراض وفضل ماشى وراها كإنه ظلها ...
مراد بإبتسامة:"قولتى إيه؟"
نور ببرود:"سورى معنديش وقت."
فضلت تدور على جاسر بعيونها بس ملقتهوش ...
نور بتأفف:"إنت روحت فين ياجاسر، أكيد مش هتتقمص من كلمتين قلتهم، مراد كلم جاسر شوفه راح فين."
مراد بلهفة:"حاضر."
أخد موبايله من جيبه وبدأ يتصل بيه لحد ما جاسر رد..
جاسر:"نعم؟"
مراد:"إنتوا فين؟"
نور أخدت الموبايل من إيده بسرعة ..
جاسر وهو بينفخ بضيق:"بره الجامعة هنروح نقعد في كافيه."
نور:"وإنت مقولتليش ليه؟ هو مش أنا هنا عشانك؟"
جاسر بضيق:"نور ماتضايقنيش أكتر من كده، أنا متعصب ومش طايق نفسى بسبب إللى حصل في الجامعة ده."
نور بإستفسار:"هو إيه إللى حصل؟"
جاسر:"مراد عندك يبقى يحكيلك، وشويه كده وهقولك أنا فين يلا باى."
قفلت المكالمة وبصت لمراد إللى بيبتسملها إبتسامة كبيرة وهو حاضن شنطتها ... حاولت تدارى إشمئزازها من إبتسامتة دى وإتكلمت بلامبالاة ...
نور بإستفسار:"هو إيه إللى حصل؟"
مراد بلهفة:"هحكيلك كل إللى حصل، بس تعالى نتمشى شويه في الجامعة ده حتى الجو جميل ولطيف."
إبتسمت إبتسامة مصطنعة وهزت راسها بالموافقة .. وبدأ مراد يحكيلها كل حاجة حصلت في غيابها وهما بيتمشوا في الجامعة .. في مكان آخر ...يحيى كان واقف قدام منعم جنب الكلية ومعقد حواجبه بضيق ومشبك إيديه الإتنين على صدره ومستنى شرح مفصل بإللى حصل ..
يحيى بإستفسار:"هتفضل ساكت كده كتير؟"
منعم بتبرير:"ماحصلش حاجة، أنا كنت تايه ومش عارف الطريق وفجأه خبطت فيه، وإللى كان في الكوبايه وقع على هدومه وإعتذرتله وهو بدأ يزعق ووقعنى على الأرض وإنت جيت .. ده إللى حصل."
يحيى نفخ وفضل يبص كتير لمنعم إللى بيبصله بحزن ..
منعم:"أنا آسف، أنا عارف إنى سببتلك مشاكل في أول يوم ليا هنا في الجامعة بس أنا مش عارف أتصرف إزاى .. أنا لخمة ومابعرفش أتعامل .. حتى إنت والشباب في السكن كنت في البداية مابتعاملش معاكم وبدأت أتعامل من يومين."
يحيى بتنهيدة:"حصل خير ... المهم يا منعم هنصحك نصيحة وحطها حلقة في ودنك .. *كمل بجدية* إحنا هنا في بلد تانية .. يعنى الطبع والعادات والتقاليد إللى كل واحد فينا إتربى عليها وشافها فيها متغيرة عن هنا .. هنا الناس بينهشوا في لحم بعض .. هنا بلد "مصلحتك أولاً" .. فخليك ماشى جنب الحيط زى مانا ماشى، لإنها فترة وكل واحد هيرجع لبلده .. كلها سنة وهرجع لأمى وأختى .. وإنت أربع سنين وترجع بلدك ويا عالم المستقبل مخبى إيه .. بس خلينا ماشيين جنب الحيط."
منعم:"حاضر ... أنا آسف."
يحيى بتنهيدة:"حصل خير .. *إبتسم بلطف وهو بيعدل نظارته الطبية* .. وياسيدى تعويضاً عن إللى حصل ده أنا هروح أجيبلك قهوة بدل إللى إتدلقت دي، خليك هنا شويه وهرجعلك."
يحيى مشى من قدام منعم إللى بيتكلم مع نفسه كتير بخصوصه .. هو بالفعل يحيى بيحب يفضل لوحده دايما .. لإنه بيحب العزلة جدا وكل إللى قدر يعرفه عن يحيى في خلال اليومين دول إنه بيدى دروس تقوية لطلبة الكلية بكل الفرق بتاعتها .. وإنه دايما بيحب يتكلم مع مامته وأخته وبيحب يتابع أخبارهم أول بأول مش بيحب حاجة تفوته.. ده غير إن الكتب مش بتفارق إيده لإنه بيحب يذاكر سواء كانت مواده أو مواد الفرق الأخرى .. يحيى كان قرب يوصل للكافيتيريا بس إنتبه لموبايله إللى بيصدر منه إهتزاز في جيبه .. وقف في مكانه وأخد موبايله وبدأ يرد ...
؟؟ بفرحة:"صباح الخير يا أبيه، وحشتنى جوى جوى جوى جوى."
يحيى بضحكات خفيفة:"صباح الخير يا ياسمين .. وإنتى كمان وحشانى جوى."
ياسمين:"هترجع إمتى يا أبيه عشان تذاكرلى؟"
يجيى:"أني لسه ماشى مبجاليش أسبوع، وبعدين لازم تعتمدى على نفسك .. إنتى خلاص في أولى ثانوى يعنى في مرحلة جد .. الدلع إللى كنتى بتشوفه على إيدى ده زمنه راح .. *أكمل بتحذير* ذاكرى يا ياسمين وبلاش دلع."
ياسمين بتأفف:"مابعرفش أذاكر لوحدى يا أبيه."
يحيى بهدوء:"حاولى يا حبيبتى، إعتمدى على نفسك لو لمرة واحدة."
ياسمين بتنهيدة:"حاضر يا أبيه."
يحيى:"إنتى هتعملى إيه دلوجتى؟"
ياسمين بتنهيدة:"هجوم أنضف البيت وبعدها أجهز للدرس."
يحيى بإبتسامة:"برافو عليكى، خدى بالك من ماما كويس ماتخليهاش تتعب نفسها في ترويق ولا تنضيف عشان الخشونة وظهرها وبرده ماتجيش على نفس جامد إنتى وراكى مذاكرة ... ماشى يا حبيبتى؟"
ياسمين:"حاضر."
يحيى:"أني هجفل أنا عشان مشغول."
كان لسه هيقفل بس هى إتكلمت ..
ياسمين بإرتباك:"أبيه."
يحيى بإستفسار:"نعم؟"
ياسمين:"هو أني ممكن أطلب منك حاجة بس عشان خاطرى ماتجولش لا."
يحيى بإستغراب:"جولى."
ياسمين:"عشان خاطرى يا أبيه ممكن تبعتلى فلوس أجيبلى بيهم هدمة جديدة .. الجيبة والبلوزة بتوعى بهتوا من كتر لبسهم وأني عايزة لبس جديد."
سكت شوييه كإنه بيقوم بإعادة ترتيب حساباته وكان لسه هيتكلم ياسمين كملت كلامها ..
ياسمين برجاء:"عشان خاطرى يا أبيه، يرضيك أمشى بهدوم باهته وسط زمايلى؟؟ أني عارفه إنى بتجل عليك وبتعبك معايا .. بس إنت عارف إن المعاش يادوب بيكفي مصاريف البيت والفواتير، وأني خلاص في أولى ثانوى وعايزة أحس إنى بجيت زى البنات الكبار في البلد عندنا ... عايزة ألبس زيهم .. يرضيك يلبسوا أحسن منى؟"
فضل يحسبها في دماغه ...
ياسمين:"أبيه إنت معايا؟"
يحيى بتنهيدة عميقة:"محتاجة كام؟"
فرحت جدا وإتكلمت بفرحة واضحة في صوتها ..
ياسمين بلهفة:"هما 300 ج بس مش عايزة أكتر من كده."
يحيى بإستفسار:"هيكفوكى؟"
ياسمين:"وحتى لو مكفوش، هصرف نفسى بيهم."
يحيى بإبتسامة:"إن شاء الله هيوصلك بكرة مبلغ أعلى من كده، هاتيلك بيه كل إللى إنتى عاوزاه يعنى هتجبيلك أكتر من طجم .. وماتحرميش نفسك من أى حاجة إنتى عاوزاها."
ياسمين وهى بتصرخ بفرحة:"بجد يا أبيه!!!"
يحيى بقهقهة:"يا مجنونة."
ياسمين:"أني مبسوطة جوى ربنا يخليك ليا ومايحرمنيش منك أبدا يا أحلى مافي الدنيا."
يحيى:"كلى بعجلى حلاوة بجا."
ياسمين:"أني أجدر يا أبيه؟؟"
يحيى بإبتسامة:"بهزر يا حبيبتى، أنا أخوكى يعنى إطلبى كل إللى تحتاجيه أني تحت أمرك ... المهم زى ما اتفجنا الفلوس هتوصل بكرة مع عم عبد الحفيظ، عشان هو هيكون في الموجف بكرة، هتروحى تستنيه وإنتى راجعة من الدرس يديكى الفلوس وشوفي هتشترى إيه."
ياسمين بفرحة:"حاضر يا أبيه."
يحيى:"ياسمين."
ياسمين:"نعم يا أبيه؟"
يحيى:"أني مش عايزك تقارنى نفسك بحد، ولا تشوفي حد تانى أحسن منك، وأى حاجة تحتاجيها أطلبيها وهتلاجيها عندك تانى يوم، فاهمة؟"
ياسمين بطاعة:"حاضر يا أبيه."
يحيى:"يلا يا حبيبتى، لا إله إلا الله."
ياسمين:"محمد رسول الله."
قفل المكالمة وإتنهد تنهيدة بسيطة...
يحيى:"توكلت عليك يا رب."
إتحرك تانى ناحية كافيتيريا الجامعة وهو بيفكر كتير بميزانيته الشهرية نظرًا لمتطلبات أخته حبيبته .. مايقدرش يرفضلها أى طلب هى تطلبه ... كان دايمًا بالنسبالها أخ وصاحب بس بعد وفاة والدهم بقى أبوها كمان .. إهتم بيها كويس جدا هى ووالدته .. كان بيشتغل بجد ليل ونهار من وهو صغير عشان يوفرلهم كل سبل الراحة ... فضل يمشى في طريقه وهو سرحان وما أخدش باله من البنت الجميلة إللى بتقرب ناحيته وجنبها زميلها بيتكلم معاها بس إنتبه ليها لما هما الإتنين خبطوا في بعض .. يحيى بعد بسرعه بعد ما خبط فيها وبص في الأرض ومبصلهاش ..
يحيى بلهجة قروية متناسيًأ إنه خلص مكالمة مع أخته:"أنى آسف."
بصتله بقرف وإشمئزاز بسبب لهجته القروية وهيئته الغريبة ولحسن حظها إن يحيى مكنش بيبصلها .. لكن زميلها كان بيبص ليحيى بدهشه لإن ده الشخص إللى ضرب جاسر .. يحيى ماستناش أى رد منها ومشى بسرعة ناحية الكافيتيريا ... وبعدها نور إتكلمت بإشمئزاز ..
نور:"إيه ده؟!! هى الأشكال دى عندنا في الجامعة؟؟؟"
مراد:"ماهو ده إللي بكلمك عنه."
نور بإستفسار:"بتكلمنى عنه في إيه؟؟ مين ده؟"
مراد:"يا نور ركزى، ده إللى ضرب جاسر."
نور بدهشة:"ده يضرب جاسر!َ!! إزاي يعنى؟؟"
مراد مط شفتيه بمعنى "معرفش" .. ونور عقدت حواجبها وهى بتفتكر هيئته الغريبة .. كان لابس بنطلون قماش وقميص بخطوط فهي ألوان عجيبة بالنسبالها ده غير تسريحة شعره الأغرب ... من صغرها وهى بتتعامل مع الناس إللى في نفس مستواها عمرها ماقابلت قبل كده حد لابس بالهيئة دى غير المتسولين إللى بتشوفهم في الشوارع ... كانت لسه هتتكلم بس إنتبهت لرنة موبايلها ردت بسرعة لما لقته جاسر ...
نور:"أيوه إنت فين؟"
جاسر:"أنا في كافيه ***** مستنيكى."
نور:"أوك جيالك."
إتحركت ومراد كان ماشى وراها وشايلها الشنطة وبيحاول إنه يدارى خنقته وغيرته بسبب تعاملها المتحرر مع جاسر ... حاسس بغيرة شديدة لمجرد تعاملها مع شخص غيره بس هو مش قادر يتكلم لإنه متوقع إنه لو إتكلم هى هترفضه نظرًا لإختلاف المستوى .. لإن مستواه أقل من مستواها هى وجاسر وباقى زمايلهم، بس حظه وقعه في طريقهم وبقى واحد منهم ... بيحاول يعمل المستحيل عشان تنتبه ليه لعل وعسى تقبل بيه كحبيب وليس مجرد زميل ... فاق على صوتها ...
نور بغرور وتكبر:"مراد."
مراد بحب:"أؤمرى."
وقفت قدامه وبصتله وأخدت منه شنطتها ..
نور:"لحد كده وخلاص أنا هركب العربية ورايحالهم."
مراد:"هاجى معاكى وهقعد معاكم كلكم."
نور بتنهيدة:"سوري بس أنا مش بحب أي حد يركب معايا في عربيتي، يلا باى."
مشيت من قدامه وركبت عربيتها متجاهلة مراد إللى بيبصلها بنظرات حزينة ... إمتى هتنتبه ليه؟؟؟ إمتى هتحس إنه بيحبها؟؟ إمتى هتلين؟؟ ... إتنهد تنهيدة بسيطة وعمل مكالمة ...
مراد:"أيوه يا جاسر، إنت فين؟"
................................
وصلت قدام الكافيتيريا إللي جاسر موجود فيها لقته قاعد وواضح عليه الضيق الشديد بجانب الكدمة إللى خلت شكله مضحك بالنسبة ليها ..حاولت تداري ضحكتها وبالفعل نجحت في ده ... قربت منه وقعدت قدامه وإبتسمت بشماته .. عيونه جات في عيونها وإبتسامتها كبرت وهو إتأفف بضيق من إبتسامتها المستفزة دى ..
جاسر بضيق:"ماتبصليش كده."
نور بإبتسامة:"أول مرة أشوفك بالشكل ده، بصراحة هو علم عليك جامد يعنى، وبعدين فين باقى الشلة؟"
جاسر بشرود:"روحوا."
فضل يفكر كتير في إللى هيعمله مع الشاب الفلاح ده ... وجات على باله فكرة عظيمة .. بص لنور بإستيعاب .. الإجابه كانت موجودة قدامه من البداية ... ونور ضيقت عيونها بشك من نظراته الغريبة دى ..
نور بإستفسار:"هو في حاجة؟"
إبتسملها إبتسامة كبيرة...
نور:"في إيه يابنى؟"
جاسر:"عايزك في خدمة."
نور بسخرية:"وياترى إيه هى الخدمة دي بقا؟"
جاسر:"عايزك تمثلي الحب على الواد إللى ضربني ده عشان أقدر آخد حقي منه."
نور برفض:"لا طبعًا مش موافقة."
جاسر:"إسمعيني بس، إنتي هتلعبي عليه وهتفهميه إنك معجبه بيه وبتحبيه لحد مايديلك الأمان وساعتها أقدر آخد حقى منه."
نور:"وأنا هكسب إيه من ده كله؟؟"
جاسر بخبث:"هتكسبي كتير وأولهم إنك هتنبسطي، وأنا جبتلك الفرصة لحد عندك، هتجربي حاجة جديدة، وبعدين ليكى عليا إني أعزم الشلة كلها على أسبوع في مارينا لو نجحتي في الحاجة دي."
بصتله بتفكير ... جاسر بيلعب على نقطة ضعفها .. السفر والسهر ... كان ممكن ترفض الفكرة دي لو كان شخص تاني إللي طلبها .. بس جاسر مختلف .. جاسر يبقى صديق الطفولة أقرب شخص ليها .. يعرفها كويس .. يعرف هى بتحب إيه ؟؟ وبتكره إيه ؟؟؟ شايفه إن الموضوع ده هيكون فيه متعة فعلا لو خرجوا مع بعض في الآخر ..
نور بإستسلام:"ماشي، موافقه ... *كملت كلامها بإشمئزاز* بس ده فلاح!! إزاى أقرب منه؟؟؟؟ إنت مش شايف شكله وإستايل لبسه الغريب ده؟؟ ولا تسريحة شعره؟؟"
جاسر بإبتسامة:"مش مهم كل ده، المهم إنك هتنبسطى وأنا وقتها هاخد حقى."
نور بإستفسار:"هتاخد حقك إزاى؟"
جاسر بشر:"هفرج الجامعة كلها عليه زى ماعمل معايا كده، بس انا إنتقامي مختلف .. أنا هخليه يتمنى إنه مايكونش إتولد في يوم من الأيام ... يا أنا يا هو."
نور بلامبالاة:"عموما برحتك، إعمل إللي تعمله .. بس أنا مش عارفه أبدأ في الموضوع ده إزاى؟"
جاسر بتنهيدة:"ماتقلقيش، أنا عرفت شوية حاجات عنه من باقى الشلة وأنا في طريقى لهنا وبفكر في حاجة كده."
نور بإستفسار:"إيه هى؟"
جاسر:"إسمه يحيى عطية .. في سنة رابعة معانا في الكلية .. بيدى دروس تقويه لأغلب طلبة الكلية، وفي طلبة من بره الكلية لو ليهم مواد شبيهه بكلية التجارة بيروحوله .. *كمل بسخرية* .. فاكر نفسه دكتور .. المهم عايزك تروحي عنده كإنك هتاخدى دروس تقوية وإللى هيساعدك في كده إنك ماكنتيش موجودة وقت الخناقة فبالتالي مش هيعرف إنك تبعنا."
نور حاولت تكتم ضحكتها بس معرفتش ..
نور في وسط ضحكاتها:"أنا على آخر الزمن أروح دروس؟ ومع مين؟ *كملت بإشمئزاز* مع ده؟"
جاسر:"ماحنا إتفقنا بقا."
نور بضيق:"طيب."
جاسر:"بصى بقا، النهاردة عنده مجموعة خاصة بسنة أولى في سنتر قريب من الجامعة........"
وبدأ يحكيلها إللى هتعمله ...
جاسر بتنهيدة:"وإنتي بطريقتك بقا يا نور تقدري تعملى الباقى."
نور بملل:"أوك."
جاسر كان لسه هيتكلم قاطعه مجئ مراد إللى قعد جنب نور إللى وضح عليها الضيق لما شافته ... جاسر إبتسم بسخرية على حال مراد إللى بيمشي ورا نور زى ظلها ...
مراد بتنهيدة:"إتأخرت عليكم؟"
جاسر بإبتسامة:"لا يا مراد ماتأخرتش، ده أنت جيت في الوقت المناسب تحب تشرب إيه؟"
نور نفخت بضيق من وجود مراد، بتكره إنه يكون وراها علطول ... بتكرهه .. مش طيقاه ..
مراد:"لا شكرا مش عاوز."
وبعدها عيونه جات على نور إللى مش طايقه تبصله ...
نور بضيق لمراد وهى مش بتبصله:"مراد، ممكن تقوم تطلبلى عصير؟"
مراد بلهفة:"حاضر."
راح للكاشير ..
جاسر بإبتسامه وهو رافع حاجبه:"ماترحمى الواد، ده مش قدك."
نور وهى معقدة حاجبها بضيق:"هو إللى لازقلى."
جاسر:"بس شكله مشدودلك."
نور بكبرياء:"سورى، مش استايلي أبدًا، إللى زى دول بابي بيجيبهم عندنا الفيلا عشان يخدمونا، فأنا بحب أحطه دايمًا في وضعه الطبيعي، وبعدين ماتنساش إن باباه بيعمل القهوة لبابي في الشركة، يعني إستحاله أبص لواحد زي ده."
ما أخدتش بالها من مراد إللى سمع كلامها عنه لإنه كان واقف في زاوية مش هتعرف تشوفه فيها .. كان بيبصلها بوجع وبيسأل نفسه هو عمل إيه عشان ييشوف منها المعاملة دى؟؟ ..
جاسر بلامبالاة:"على رأيك."
مراد فضل يبصلهم وبيفكر في نور إللى دايما بتجرحه ومش بتراعى مشاعره أبدًا .. وبعدها جه على باله فكرة عظيمة هتخليها ملكه .. هتجيله لحد عنده وهتحتاجله كتير بعد كده لو نفذ الفكرة دى فورًا .. هتديله إنتباهها كله ... أيوه ... هينجح في إنه ي
مراد فضل يبصلهم وبيفكر في نور إللى دايما بتجرحه ومش بتراعى مشاعره أبدًا .. وبعدها جه على باله فكرة عظيمة هتخليها ملكه .. هتجيله لحد عنده وهتحتاجله كتير بعد كده لو نفذ الفكرة دى فورًا .. هتديله إنتباهها كله ... أيوه ... هينجح في إنه يخليها ملكه .. كان أمله كبير في الفكرة دى .. أخد نفس عميق وقرب ناحيتهم ونور إتضايقت مرة تانية عشان جه ...
مراد بإبتسامة:"طلبتلك العصير المفضل بتاعك."
نور:"أوك."
الوقت مر ببطئ بالنسبة لنور نظرًا لوجود المتطفل إللى إسمه مراد ... أما جاسر كان بيتكلم مع نور بلامبالاة عن سهرتهم الجايه ومكانها ووقتها ..
مراد بإستفسار وهو بيتدخل:"هو أنا ممكن أروح معاكم؟"
نور بصتله بضيق وكانت لسه هتزعقله ...
جاسر بلامبالاة وهو بيقاطعها:"إللى إنت حابه وماتقلقش *ربت على كتفه* العزومة عليا مش هتضطر تدفع حاجة."
وبعدها جاسر بص لساعة إيده الماركة عشان يعرف الوقت .. ومراد بص لنور إللى بتبصله بشر ولسه هيتكلم ...
جاسر:"معلش يا مراد، محتاجك تطلبلى حاجة، روح هاتلى كابتشينو."
مراد:"حاضر."
نور بحنق بعد ما مراد مشى:"ده ييجى معانا إزاى؟؟؟ إنت مش واخد بالك إنى بحاول أهرب منه؟؟؟"
جاسر بتأفف:"مش وقته، دلوقتى خلينا في المفيد ... إللى إسمه يحيى ده عنده مجموعة تقوية لسنة أولى دلوقتي ..يلا روحى إحضري وأنا واثق فيكي ومعتمد عليكي وإحنا على إتفاقنا."
نور وهي رافعة حاجبها بضيق:"ولو غيرت رأيي؟؟"
جاسر بإبتسامة مصطنعة:"ليه؟"
نور:"عشان إنت مصمم تدخل إللى إسمه مراد ده في أي حاجة إحنا بنعملها و.........."
جاسر وهو بيقاطعها:"ماتقلقيش، أنا هبعده عنك خالص .. إعملى بس إللي إتقفنا عليه."
نفخت بضيق وهزت راسها وقامت من مكانها وبعدها خرجت من الكافيتيريا وركبت عربيتها في إتجاه المكان إللى هتلعب فيه الدور بتاعها زي ماخططت لنفسها ... مراد كان ماسك كوباية الكابتشينو بتاعة جاسر وقرب من الترابيزة بس ملقاش نور موجودة ... جاسر بصله بإستهزاء ...
جاسر:"أُقعد يا مراد، نور إضطرت تمشى عشان وراها حاجة ضرورية."
مراد قعد في مكانه بخيبة أمل وبص لجاسر إللى بيتأمله بغرور وبعدها قرب منه كإنه بيدرس ملامحه ...
جاسر بإستفسار وإبتسامة:"إنت بتغير عليها صح؟"
مراد بإحراج:"أيوه وبحبها."
جاسر مسك كوبايته وشرب رشفة صغيرة وهو بيبص لمراد ..
جاسر:"بس إنت عارف إن أنا ونور أصحاب من الطفولة."
مراد بإستفسار:"تقصد إيه؟"
جاسر:"يعنى، إنت مش إستايلها .. وكمان مش من مستواها .. يعنى سوري والدك بيشتغل عامل في شركة باباها فأكيد مستحيل تبصلك."
مراد كور إيديه بغضب شديد وبيحاول يتحكم في أعصابه وبيفكر نفسه إنه نور هتحبه وهتقبله في حياتها بعد ما يعمل إللى في باله...
مراد بإبتسامة مصطنعة:"عندك حق."
..................................
في مكان آخر:
في غرفة كبيرة يملأها الكثير من طلبة السنة الدراسية الأولى لكلية التجارة شباب وبنات ... يحيى كان قدامهم بيشرح المحاضرات الخاصة بيهم وكلهم كانوا منتبهين له ... على الرغم من إنه طالب في السنة الأخيرة في الكلية إلا إن إللى بيحضرله من أول مرة مبيكونش مصدق إن ده طالب .. بيكونوا فاكرين إن ده دكتور في الجامعة، لإن معلوماته قوية جدا وبتثبت في عقل إللى هيسمعها .. ... وأثناء شرحه قاطعه خبطات خفيفه على باب الأوضة وبعدها الباب إتفتح ... يحيى بص ناحية الباب، دخلت بنت ماتمتش العشرين سنة لسه .. رقيقة الملامح شعرها أسود طويل ولامع تأملها بعقل غائب كإنه أول مرة يشوف حد بالشكل ده .. نور لما دخلت الأوضة عيونها جات على الطلبة إللى موجودين فيها وده لإن عددهم كان كبير وبعدها عيونها السوداء جات في عيون عسلية بتبصلها بعدم إستيعاب بس يحيى إنتبه لنفسه بسرعة وبص في الأرض .. إتنهدت تنهيدة بسيطة لإن ده يحيى إللى ضرب جاسر ده غير إنه الشخص إللى خبطت فيه الصبح ومش هتقدر تنساه بسبب هيئته الغريبة دى ... رسمت إبتسامة كبيرة وقربت من يحيى ....
نور:" لو سمحت؟"
رفع عيونه من على الأرض وبصلها .. حاولت تتحكم في إبتسامتها لإنها حست بإشمئزاز لمجرد إنها قريبة منه ده غير إنها بتتكلم معاه .. وبالفعل نجحت في كده ..
نور بإبتسامة:"أنا في الفرقة الأولى وكنت حابه أحضر معاكم، وطبعًا خلينا معترفين إن دى مش أول سنة ليا في الفرقة الأولى بس أنا معرفش حاجة."
يحيى بهدوء:"ده مكان لكل الطلبة مش مهم هما أخدوا السنة على كام مرة، المهم إنهم جايين يتعلموا عشان ينجحوا ويقدروا يستفيدوا ويفيدوا غيرهم، إتفضلى."
إتعجبت من فصاحته بلهجة أهالى القاهرة ..بس إبتسمت وراحت قعدت على كرسي فارغ في الأوضة ويحيى كمل إللى كان بيقوله ...
يحيى بهدوء وهو بيبص للكل:"نرجع نعيد كل إللي كنا بنقوله تاني ... كنا بنتكلم عن المحاضرات إللى أخدتوها إللى بتديكم تمهيد للعملي إللي موجود في المنهج ... حابب أوضحلكم المحاسبة ماشيه إزاي بشكل مبسط عشان نقدر نحل أي حاجة فيها مسألة .. بس أول وأهم حاجة عندي هى الفهم عشان ده مفتاح كل حاجة في الحياة ..."
بدأ يشرح الأسس المحاسبية بشكل عام وبعد ما الكل فهم يحيى عمل مثال للحل ..
نور مكانتش منتبهه للشرح تمامًا .. كانت بتبصله طول الوقت ممكن تلفت إنتباهه ليها ؟؟؟ وبالفعل نجحت في كده .. كل أما عيونهم كانوا بيتقابلوا يحيى كان بيرتبك بسبب إبتسامتها ليه وبيحاول يركز في إللى هو بيشرحه ومش فاهم مالها؟؟؟ بتضحكله ليه؟؟؟ هى عبيطه ولا إيه؟؟ ... بعد مرور وقت قصير .. يحيى خلص شرح للطلبة وكله بدأ يخرج من الأوضة ماعدا نور إللى فضلت قاعدة في مكانها بتبص ليحيى إللى واضح عليه الإحراج من نظراتها ليه ... يحيى شال شنطته وبص لمنعم إللى مستنيه عند الباب ولسه هيتحرك ...
نور بصوت رقيق:"ممكن ثانية؟"
بصلها بإستفسار وبيحاول إنه يتحكم في إحراجه بسبب إبتسامتها إللى ملهاش سبب ...
يحيى:"إتفضلي."
نور بإبتسامة وهى بتقوم من مكانها:"أنا كنت محتاجة أطلب منك طلب وأنا واثقة إنك أكيد هتساعدني."
بصلها لوقت قصير بيحاول يستفسر عن سبب إبتسامتها .. ومازال بيقنع نفسه إنها يا هبله أوعبيطة مافيش سبب تانى غير كده ..
يحيى:"أكيد إتفضلى."
نور:"أنا كنت محتاجة private lessons في كل المواد .. "أكملت بكذب* .. إنت شرحك جميل أوي وفهمت منك وشايفة إنك هتساعدني كتير بعد الدروس دى."
بصلها بتفكير وبعدها حمحم ..
يحيى:"أنا آسف بس أنا مواعيدى كلها زحمة ومعنديش وقت .. إنتى ممكن تحضرى هنا ولو أى حاجة وقفت معاكي هشرحهالك بدل المرة عشرة لحد ماتبقى واضحة بالنسبالك، بعد إذنك."
كان هيتحرك بس نور مسكته من دراعه بسرعة ...
نور:"إستنى."
يحيى إتنفض في مكانه بسبب لمستها وبحركة سريعة منه بعد دراعه عنها كإن في كهرباء لمسته وبصلها بإستفسار وعدم فهم من إللى هي عملته ده ..
نور بإبتسامة:"إنت مش شايف إن 5 ج قليله عليك قصاد كل طالب؟ يعنى الطالب بيدفع 10 ج .. السنتر بياخد خمسة وإنت خمسة ... طب ليه مش بتعمل لنفسك شغل خاص بيك؟؟ أكيد كل طالب مستعد يدفع كتير قصاد إنه ينجح ... وخاصة مع واحد زيك .. أنا شايفة إن العدد كبير معاك وإنت معروف في الجامعة."
حاول يتحكم في غضبه بسبب تدخلها في حياته ..
يحيى وهو معقد حواجبه بضيق:"وإنتى مالك؟ أنا مطلبتش رأيك."
نور بإبتسامة:"إعتبرني بفكر في مصلحتك ... وبعدين أنا مستعدة أدفع أكتر .. *كملت بكذب* أنا بس محتاجة أنجح فمستعدة أدفع كل إللى معايا في سبيل ده."
يحيى بملامح جامدة:"وأنا قولتلك إللى عندى."
إتجاهلت رده وإدتله ظهرها وأخدت ورقة صغيرة من شنطتها وكتبت فيها حاجة وبعدها بصتله بإبتسامة مستفزة وحطت الورقة على كرسى ..
نور:"ده رقمي، مستنياك تكلمنى ونتفق على المواعيد مع بعض، باي."
خرجت من الأوضة بإبتسامة كلها ثقة وكل ده ويحيى واقف في مكانه ومستغرب هي بتتكلم كده ليه؟ وجايبة الثقة دي منين؟؟ .. فاق على صوت منعم إللى حط إيده على كتفه ..
منعم:"يحيى."
يحيى وهو بيبصله:"هاه؟"
منعم:"مين دي؟ إنت تعرفها؟"
يحيى:"لا."
منعم راح أخد الورقة إللي نور حطتها على الكرسي وبص للورقة بس ملحقش لإن يحيى أخد منه الورقة بسرعة..
منعم بإستفسار لإنه ماسمعش كلامهم:"في إيه؟ هي الورقة دي فيها إيه؟"
يحيى وهو بيحط الورقة في شنطته:"مافيهاش حاجة، يلا نمشي."
منعم بعدم فهم:"ماشي."
خرجوا هما الإتنين وإتحركوا ويحيى كان بيفكر في العرض ده ... هو بالفعل محتاج فلوس .. محتاجها جدًا عشان يكفي مصاريف مامته وأخته ومصاريفه هو شخصيًا .. بس الفكرة إنه مابيعرفش يتعامل مع بنات غير مامته وأخته .. يعني يا دوب معاملته مع البنات بتكون في حدود الحصص .. لكن دى هيبقى في بينهم تواصل على التليفون ده غير إنها هتبقى معاه لوحدهم .. متوتر .. إتنهد تنهيدة بسيطة وحاول يشيل الموضوع ده من دماغه وكمل مشي مع منعم ....
................................
دخلت الفيلا وهى بتتكلم في الموبايل ..
نور بإبتسامة:"ماتقلقش عملت إللى إتفقنا عليه."
جاسر بتنهيدة:"طب حلو جدًا، شكله كان عامل إزاى لما طلبتى منه كده؟"
نور وهى بتطلع لأوضتها:"كان محرج جدا، بس ماتقلقش لعبت على الوتر الحساس بتاع كل الناس إللى زيه، قولتله أنا مستعدة أدفع كل إللى معايا عشان أنجح، يعنى فتحتله باب الفلوس."
جاسر بإبتسامة:"رده كان إيه؟"
نور:"ماسبتلوش فرصة إنه يرفض، أنا سبتله ورقة فيها رقمي وأنا واثقة إنه هيكلمنى النهاردة."
جاسر بإستفسار:"وإنتي إيه إللى خلاكى واثقة في كده؟"
نور:"هو أنت مش واخد بالك من شكله؟؟؟ الشخص ده عامل زي مراد بالظبط .. مستنيين بس الجنية يبقى قدامهم عشان يجروا عليه، صحيح .. نسيت أوصل سلام مامي ليك النهاردة."
جاسر بإبتسامة:"سلميلى عليها كتير يا روحى، المهم عايزك فايقة كده عشان السهرة هتكون صباحي."
نور:"مش عارفة هقدر أسهر معاك للصبح ولا لا."
جاسر:"طبعا هتقدرى، إنتى بس نامى كام ساعة كده عشان نقدر نتقابل بليل ونسهر مع بعض."
نور بتنهيدة:"أوك، باي."
جاسر:"باي."
نور قفلت مع جاسر وقامت من مكانها عشان تغير هدومها وتنام لحد بليل ...
.....................
يحيى دخل السكن هو ومنعم إللي كان مرهق من اليوم وضغطه مكنش متوقع إن الدكاترة دخلوا في المناهج بالشكل ده على الرغم إن كان عدا أسبوع بس على بداية الدراسة ده غير إنه كان جعان جدا .. لكن يحيى كان طول الطريق شارد في العرض إللى إتعرض عليه ده هو عمره ما إتعود إنه يتعامل مع بنت غير وقت الشرح فقط لكن هى هيشرحلها لوحدها ومنتبهش لريحة الأكل المنتشرة في الشقة بس إنتبه لما منعم جري بسرعة على مكان الريحة كانت عبارة عن أوضة صغيرة فيها ترابيزة على شكل مستطيل وحواليها زيد ومعاه شابين تانيين بصوا لمنعم إللى دخل بسرعة وقعد على كرسى وبدأ ياكل بجوع شديد ...
؟؟:"براحة يابنى، الأكل مش هيطير."
منعم الشخص إللى بيتكلم وإللى إسمه شهاب وكمل أكل ...
زيد:"تعالى يايحيى، جيتوا في وقتكم أنا يادوب سخنت الأكل بتاعك وبتاعي أنا وشهاب ولسه حاطه حالا."
يحيى بهدوء وإرهاق واضح عليه:"تسلم إيدك يا زيد."
زيد بإبتسامة:"الله يسلمك يلا تعالى كُل."
هز راسه بإرهاق بإنه مكنش قادر يتكلم من الفكر إللى شاغل دماغه قلع شنطته الظهر وحطها في ركن في الأوضة وقرب منهم وقعد بهدوء على الترابيزة وإللى لاحظوا حالته دى كان زيد وشاب تانى كان بياكل بلامبالاة وإسمه فريد ... يحيى كان بياكل بشرود وتقريبا أكل حاجة بسيطة وأخد طبقه وقام عشان يغسله ....
........................
في فيلا نور:
نزلت على سلالم الفيلا بغرور وثقة وهى لابسه فستان كت لونه أحمر غامق لحد الركبة ومسيبه شعرها وحاطه روج نفس لون الفستان ... عيونها جات على الخدامة إللى بتنضف الصالون ...
نور بتقزز وهى بتنادى للخدامة:"إنتى."
الخدامة إنتبهتلها وقربت منها ..
؟؟:"نعم يا ست هانم؟"
نور:"فين بابي ومامي؟"
؟؟:"الهانم لسه مرجعتش من النادي، والبيه لسه مرجعش من الشركة."
نور:"طيب، إمشى إنتى."
الخدامة إتحركت من قدامها وراحت تكمل شغلها وهى خرجت من الفيلا وركبت عربيتها وإتحركت للمكان إللى رايحه تسهر فيه مع جاسر ...
.....................................
في السكن:
يحيى كان قاعد على سريرة في أوضته وسرحان بخصوص العرض إللى البنت دى عرضته عليه وفي نفس الوقت مقتنع إنه مش محتاج الموضوع ده هو هيكفي نفسه، لإن كل إللى بيكسبه ده بيعينه وبيحوشه لجهاز أخته الصغيرة عشان لما تتجوز تكون جاهزة من ناحية كل حاجة، ده غير مصاريف بيتهم ومصاريفه طب هيعمل إيه لنفسه؟ هيحوش إيه؟ ... فاق من إللى هو فيه لما إنتبه على خبط على الباب وبعدها الباب فتح وكان زيد ..
زيد بإبتسامة:"في إيه يا يحيى؟ قاعد في أوضتك ليه؟ ماتيجي تقعد معانا، الواد فريد عمال بيضحكنا بره."
يحيى إبتسم إبتسامة خفيفة وإتكلم بصوت يشوبه الإرهاق والتفكير..
يحيى:"لا خليني هنا مشغول شويه."
زيد قفل الباب وقرب منه..
زيد بإستفسار:"لو مافيهاش رخامة ممكن أعرف مشغول في إيه؟"
قعد جنبه على السرير وبصله ومستنيه يرد ...
زيد:"أنا عارف إننا مش أصحاب أنتيم، بس على الأقل إحنا كلنا هنا عايشين مع بعض في شقة واحدة، وإللى هيشغلك أكيد هيشغلنا كلنا، مالك بقا؟"
يحيى بتنهيدة:"مش ده الموضوع، بس الفكرة إنى محرج أتكلم لإنى بتحرج من كده."
زيد عقد حواجبه بتفكير وبعدها إتكلم ...
زيد بشك:"الموضوع موضوع بنت صح؟"
يحيى برق بصدمة وإتكلم بتوتر:"بنت إيه بس؟؟؟ إنت فاهم غلط خالص."
زيد:"لا يا يحيى ماتتكسفش، إحكي عادى."
يحيى بضحكة خفيفة:"صدقني إنت فاهم غلط، الموضوع مش موضوع بنت خالص، هو شغل."
زيد بإستغراب:"ومن إمتى الشغل يخليك سرحان كده وبتفكر كتير ومكسوف تتكلم؟"
يحيى حمحم بإحراج وبدأ يتكلم بتوتر ..
يحيى:"بص هو الموضوع إن في بنت ج........."
زيد بضحك وهو بيقاطعه:"قولت الموضوع موضوع بنت."
يحيى:"لا لا مش موضوع بنت خالص صدقنى، هحكيلك بعد ماخلصت شرح النهاردة لسنة أولى، في بنت جات عرضت عليا إني أديلها دروس خاصة ليها هى لوحدها وبالمبلغ إللي أنا عايزه وإدتني رقمها."
زيد بإستغراب:"وإيه المشكلة في كده؟"
يحيى بتوتر:"دي بنت."
زيد بإستفسار:"يعنى إيه بنت؟ مش ده شغل؟"
يحيى خدوده وودانه بقا لونهم أحمر .. وزيد لاحظ كده ..
زيد بإستيعاب:"إنت أول مرة تتعامل مع بنت؟ طب والبنات إللي إنت بتشرحلهم في المجاميع دول إيه؟؟؟"
يحيى بتبرير:"الموضوع مختلف."
زيد بشك:"مختلف إزاى؟"
يحيى بتنهيدة وخجل:"لما كنت بشرح النهاردة كانت بتبصلى بنظرات غريبة وبتضحكلي، في حين إن مافيش واحدة من البنات إللى بشرحلهم بشكل عام معملتش كده قبل، فبالتالي ماكنتش بنتبه ليهم كل إللى كان يهمني الشرح وبس ويوم أما ببص على حد بتبقى نظراتي موجهة للشباب مش للبنات كمان، لكن لا دي خلتنى آخد بالي هى بتعمل إيه، أنا إفتكرتها مجنونة وهبلة عشان بتضحك لوحدها كده وبتبصلى طول الوقت خلتنى مرتبك وإتوترت وأنا بشرح، إتعودت إن مافيش بنت تبصلي بشكل عام."
زيد بإستغراب:" ومافيش بنت تبصلك ليه؟ هو إنت مش بنى آدم؟"
يحيى بتوتر:" أنا بس محرج أبقى مع بنت في مكان واحد سواء كان مقفول أو مفتوح سواء شغل أو حاجة تانية مش هعرف."
زيد بضحكة خفيفة:"إللى يشوفك وإنت بتحط نظام للشقة وبتزعق مع الواد فريد عشان مابينضفش وراه، وبتتعامل هنا وهنا ميشوفكش وإنت مكسوف دلوقتى."
يحيى بهدوء:"دي بنت، الموضوع مختلف."
زيد بزهق:"يا دى النيلة، بقولك إيه .. رد عليها وقولها إنك موافق، ماتقولش للرزق لا يا يحيى، أنا لو جالى شغل فرصته أحسن من فرصة الشغل إللى بشتغل فيه دلوقتى هسيبه من غير تفكير."
يحيى بتنهيدة:"أنا كده هخسر المجاميع دي كلها، وأنا مش حِمل كده، أنا تعبت على ماعملت كل ده، هجهز أختي منين؟ وهجيبلهم مصاريف البيت منين؟"
زيد:"ماحدش قال إنك هتسيب المجاميع، حطلها ميعاد في نص مواعيدك عادى."
يحيى بتوتر:"معنديش مواعيد، أنا أخرى في الدروس الساعة 8 ."
زيد:"طب لو تعرف تتواصل معاها وتتكلم وشوف هل هينفع معاها بليل ولا لا، بعد المواعيد دي."
يحيى بنفي:"لا مافيش بنت بتخرج من بيتها بعد الساعة 8 بليل لا طبعا، وبعدين أنا رافض خلاص."
زيد:"ههههههههههههههه، يحيى إنت بقالك في القاهرة هنا أربع سنين ودلوقتى إنت في السنة الخامسة ولسه مش مقتنع إن في بنات بيخرجوا من بيتهم بليل عادى؟؟؟ وبعدين ماتقولش إنك رافض، فكر الأول وشوف المسئوليات إللى وراك وبعدها قرر، إنت زى ماقولت وراك جهاز أختك ومصروف البيت ده غير مامتك أكيد بتحتاج فلوس، هتكفيهم منين؟ وماتنساش إنك إنت كمان محتاج فلوس، إنت ناسي إنك في يوم من الأيام هتتجوز؟؟ هيكون وراك شقة وشبكه وعفش ومهر، وراك موال .. إعمل حسابك لليوم ده، أنا أه معرفكش غير من كام شهر، بس انا من رأيى إنك توافق يا يحيى، ده إنت مابتقعدش مع أهلك في الأجازة بتاعة الكلية وبتيجى القاهرة هنا تشتغل أي شغلانه عشان تصرف عليهم، مع الأيام هتتعود على التعامل مع البنات بشكل عام."
يحيى فضل ساكت بيفكر في كلامه وبعدها أخد شنطته الظهر إللى كان فيها الورقة إللى مكتوب فيها رقمها وفضل يبص للورقة ...
زيد:"إتصل بيها، إنت مش هتعمل ذنب ولا حاجة ده شغل يابنى."
ييحى بص للوقت من ساعة المنبة إللى جنب سريره وإتوتر أكتر لما لقاها الساعة 10 بليل ...
يحيى بتوتر:"لا مش هتصل الساعة 10، زمانها نايمة."
زيد:"طب ممكن متكونش نايمة عادي، وأكيد مستنية مكالمتك، يلا إتصل"
يحيى بتنهيدة وهو بيحط الورقة جنب موبايله:" لا مش هتصل."
زيد عيونه جات على الورقه والموبايل إللى جنبها وإتكلم بهدوء...
زيد:"لو مش هتتصل، يبقى أنا إللى هتصل."
وفي لمح البصر أخد الورقة والموبايل بتاع يحيى وجرى بسرعة بره الأوضة ويحيى قاعد في مكانه مذهول ومش مستوعب إللى زيد عمله وبعدها إتنفض وقام من مكانه بسرعة يجرى وراه .. زيد كان لسه هيضغط على زرار الإتصال بعد ما كتب الرقم في الوقت إللى يحيى وصله فيه ..
يحيى بضيق:"بلاش الطريقة دي في الهزار، هات الموبايل يا زيد."
زيد لقى فريد خرج من الأوضة وبصلهم بصدمة .. زيد حدفله الموبايل وبسرعة فريد مسكه ..
زيد:"ماتديلهوش الموبايل وإتصل يلا يا فريد."
يحيى بغضب:"إياك يا فريد هيكون بموتك."
فريد إبتسم وهو بيبص ليحيى وضغط على زرار الإتصال وشغل المايك ... يحيى صرخ بغضب وقرب من فريد إللى جرى بسرعة وبدأ يجرى وراه .. في نفس الوقت ده شهاب خرج من الأوضة بتاعته هو وفريد ومنعم إللى كان نايم في أوضته بيريح شويه خرج من أوضته بنعاس وإتفاجئ بالمنظر إللى قدامه .. فريد لقى إن يحيى قرب يمسكه حدف الموبايل لشهاب إللى واقف مذهول بسبب إنه مسك الموبايل ومش فاهم حاجة .. يحيى إتنهد بغضب ولسه هيقرب من شهاب ظهر صوت أنثوى في التليفون ...
نور:"ألو."
.................
قبل لحظات .. نور نزلت من عربيتها وماسكة في إيديها موبايلها وشنطتها الحمراء الصغيرة ولسه هتدخل المكان لقت موبايلها بيرن . بصت لشاشة الموبايل لقته رقم غريب حاولت تركز في الرقم هل شافته قبل كده ولا لا؟؟ بس إتنهدت لما مافتكرتش حاجة أخدت نفس عميق وردت بصوتها الناعم الرقيق ..
نور:"ألو."
يحيى إتسمر في مكانه لما سمع صوتها وشهاب وفريد ومنعم بصوا للموبايل بذهول ..
نور بإستغراب لعدم رد حد:"ألو."
فريد بهمس لزيد:"واحدة نسوان."
زيد:"إتلم ياض."
يحيى فاق بسرعة وأخد الموبايل من إيد شهاب وقفل المايك وحط الموبيال على ودنه وإتكلم بتوتر ..
يحيى:"ألو."
نور بإستفسار:"مين؟"
وشه جاب ألوان و متوتر بسبب الموقف إللى هو فيه ..
نور:"مين معايا؟"
يحيى:"أنا .. يحيى ... أنا يحيى."
نور عقدت حواجبها بتحاول تفتكر مين يحيى؟؟ بس هو كمل ..
يحيى:"إنتى سبتيلى الرقم ده النهاردة وقولتي إنك مستنية مكالمة."
غمض عيونه بغضب وضيق بسبب الموقف إللى هو فيه ... نور إبتسمت بخبث وإتكلمت برقة أكتر خلت يحيى يبلع ريقه بإرتباك ..
نور:"اااااه، يحيى .. أنا فعلا كنت مستنية مكالمتك، طب إيه؟ وافقت خلاص."
يحيى بص لزيد إللى بيشجعه وإتنهد ..
يحيى بإحراج:"اه تمام، شوفي إيه الوقت المتاح عندك وبلغينى."
نور بإبتسامة وهى بتبص للمكان إللى هتدخله:"أنا متاحة دلوقتى."
يحيى:"بس ... بس... إحنا بليل أه إحنا بليل وماينفعش في وقت زى ده و......"
زيد قرب منه وشاورله إنه يوافق ويروح ...
نور:"إحنا ولا بليل ولا حاجة دى الساعة 10 وبعدين أنا بره .. فأنا موافقة أبدأ من دلوقتي .. أنا هبعتلك العنوان إللى موجودة فيه على الموبايل وهحجز ترابيزة يلا باي ماتتأخرش هستناك."
يحيى:"بس......."
قفلت المكالمة من غير ماتستنى رد منه ... ويحيى كان بيبص للموبايل وهو مذهول بس فاق على صوت رسالة وصلتله على الموبايل وكانت عبارة عن العنوان إللى المفروض يروحه .. بص بغضب لزمايله في السكن إللى أول أما لقوا ملامحه إتغيرت كلهم جريوا على أوضة واحدة وشدوا منعم وراهم وقفلوا الباب ..
يحيى بغضب وهو بيرزع على الباب:"إفتحوا."
فريد:"في إيه يا يويو ده إحنا بس كنا بنضحك معاك."
يحيى:"بقولكم إفتحوا"
زيد من ورا الباب:"جرا إيه يا يحيى كل ده عشان إتكلمت في شغل مع بنت؟؟ يابني إنت مأفورها كده ليه؟ ماتقول حاجة يا شهاب."
شهاب:"والله يا يحيى أنا ماليش دعوة، ومعرفش إنتوا كنتوا بتعملوا إيه؟"
فريد لشهاب وهو بيضربه على كتفه:"إسكت بقا."
منعم بنعاس:"طب أنا مالي طيب، إنتوا أخدتونى معاكم ليه؟"
فريد:"يعنى انا غلطان إنى أنقذتك من إيد الوحش؟ لو عايز تموت يبقى إتفضل إطلع بره."
زيد بصوت مسموع ليحيى إللى بيحاول يفتح الباب:"إعقل يا يحيى وفوق لشغلك."
يحيى نفخ بضيق لما إفتكر إنها مستنياه هناك وهنا الضيق إختفي وحل محله التوتر والإحراج ... قرر إنه لازم يتصل بيها يلغي الميعاد ... أيوه هيعمل كده ... بدأ يتصل بيها وحط الموبايل على ودنه وبعد كدة رنات لم يتم الرد .. جرب مرة تانية برده مردتش ... إتنهد بغضب بسبب إللى زمايله عملوه وقرر إنه يروحلها عشان يحدد ميعاد تاني وبعدها يمشي ... نور دخلت المكان إللى هتسهر فيه هى وجاسر وكان عبارة عن ملهى ليلى وصوت المزيكا فيه صاخبة جدا دخلت المكان بخطوات قوية وثابته وعيونها جات على الناس إللى بترقص، بتحاول تدور على جاسر وبالفعل لقته بيرقص مع بنتين .. إتنهدت وراحت ناحيته .. جاسر إنتبه لنور إللى بتقرب منه، بعد عن البنتين وقرب ناحيتها ... قرب ناحية ودنها عشان تسمعه ..
جاسر:"إتأخرتى ليه؟"
نور:"سورى صحيت متأخرشويه."
جاسر:"أوك تعالى نقعد."
راحوا قعدوا على ترابيزة ..
جاسر:"هتشربى زيي؟"
نور هزت راسها .. جاسر قام من مكانه وراح للبار وطلب ليه هو ونور وهو هناك إنتبه للشخص إللى طلب هو كمان وأخد طلبه وراح لترابيزة قصاد ترابيزته هو ونور في الجهة التانية، والشخص ده مكنش غير رشدي باباها .. جاسر عقد حواجبه بإستغراب بس إنتبه لما الطلب بتاعهم جهز أخدهم وراح ناحية نور إللى قاعدة وبتبص للناس إللي بيرقصوا .. إدالها الكاس بتاعها وقعد جنبها وعيونه على رشدى إللى قاعد مع بنت سنها من سن نور وبيضحك معاها بس قطع تركيزه مراد إللي وقف قدامه هو ونور بإبتسامة .. نور إتأففت ومراد لاحظ كده بس راح قعد ناحيتها وقرب عشان تسمعه ..
مراد:"إزيك عاملة إيه؟"
بصتله بضق ومردتش وبصت قدامها وهنا إنتبهت لباباها إللى قاعد في الجهة إللى قصادها وهو بيقوم من مكانه وساحب بنت قدها في السن وراه .... جاسر كان متابع نظرات نور لباباها إللى خرج من المكان حطت الكاس على الترابيزة وقامت بسرعة وخرجت بس مالحقتهوش لإنه إتحرك بعربيته ومعاه البنت دي، جاسر قام من مكانه وخرج وراها وهنا مراد إستغل الفرصة حط حباية منومه فى الكاس بتاع نور .. حست بغضب شديد جواها لازم تنسى المنظر إللى شافته ده .. لازم .. دخلت المكان بس خبطت في جاسر إللى بيبصلها من غير مايتكلم، كان واضح في عيونها دموع محبوسة كان لسه هيضمها بس بعدت عنه وراحت للمكان إللي كانت قاعدة فيه وشربت الكاس بتاعها على مرة واحدة ومراد كان سعيد جدا إن خطته نجحت.. جاسر نفخ بضيق وراح قعد جنبها وشرب الكاس بتاعه .. قرب منها عشان يتكلم ...
جاسر:"تيجى نرقص؟"
نور هزت راسها برفض لإنها كانت حاسه إنها مش مركزة ومحتاجة تنام ...
جاسر:"خلاص هروح أنا، Enjoy."
جاسر راح رقص ونور كانت بتحاول تتحكم في بوادر النعاس إللى بدأت تحس بيها، عيونها جات على مراد إللى مبتسملها وبيبصلها بنظرات غريبة، إتأففت وفضلت في مكانها .... يحيى كان في طريقة للعنوان إللى كان مكتوب على الموبايل والمسافة بينه وبين السكن مكانتش بعيده تقديرها كان حوالى تلت ساعة مواصلات حاول يوصلها بشكل أسرع عشان مايتأخرش عليها لإنها بنت ومايصحش بنت تتأخر للوقت ده بره، هيروح يتفق معاها سريعا ويديلها ميعاد مناسب ليها أحسن مش هيبدأ معاها دروس النهاردة ... بعد مرور فترة بسيطة ... نور كانت مرجعة راسها لورا على الكنبة إللى كانت قاعدة عليها لإنها كانت خلاص راحت في النوم ... مراد كان بيبصلها بحب وهى نايمة، عيونه جات على جاسر إللى بيرقص ومش مركز معاهم أصلا، مراد مسكها وشالها بين إيديه عشان يخرج بيها من المكان ده ... يحيى وصل قدام المكان إللى المفروض موجود في الرسالة بس إستغرب لما ملقاش في كافيه هناك مكنش فيه غير بيوت ومكان صاخب ..
يحيى بتنهيدة:"أكيد العنوان غلط."
كان لسه هيمشى إنتبه لما لقى شاب شايل البنت إللى بعتتله الرسالة، كانت غايبة عن العالم مكانتش نايمة بالنسباله .. مراد نزلها بهدوء و فتح شنطتها عشان يدور على المفتاح بتاع عربيتها وبالفعل لقاه وشغل العربية ونيمها في العربية وإتحرك بيها .. وكل ده ويحيى واقف في مكانه مش مستوعب إللى شايفه حاسس إن في حاجة مش مظبوطة البنت دى كانت مستنياه هو، مش مستنية الشخص إللى معاها .. ماحسش بنفسه غير وهو بيوقف تاكسى ..
يحيى:"بسرعة ورا العربية دى."
التاكسى إتحرك ورا العربية وبعد مرور فترة بسيطة .. مراد وقف بالعربية في منطقة مش مريحة بالنسبة ليحيى إللى قلبه مقبوض .. مراد نزل من العربية و شال نور تانى وطلع بيها لعمارة .. يحيى حاسب التاكسى ونزل وطلع بسرعة .. لقى إن في أسانسير والأسانسير ده واقف في الدور الخامس ... ركبه بسرعة وطلع للدور ده ... مراد حط نور على السرير وهو ببصلها بحب وبجنون وبيملس على وشها ولسه هيفتح سوستة الفستان بتاعها لقى الجرس بيرن بطريقة جنونية .. إستغرب إن في حد بيرن بس قام بسرعة وراح عشان يشوف مين، أول أما فتح الباب إتفاجئ بلكمة قوية وقعته على الأرض ... يحيى قفل الباب وراه وهو بيدخل الشقة وعيونه كلها غضب وشر .. مراد قام من مكانه ولسه هيردله الضربة يحيى إداله بالروصيه خلته يدوخ ويقع على الأرض تانى، ونزل فيه ضرب لحد ما مراد أغمى عليه .. بدأ يدور بعيونه عليها في الشقة عيونه جات على باب مفتوح جرى ناحية الباب ده لقاها نايمة على السرير وشعرها الأسود مفرود جنبها، قرب منها بسرعة وحاول يصحيها ..
يحيى وهو بيطبطب على كتفها:"إنتى يا آنسة؟"
مكانتش حاسه بأى حاجة حواليها ويحيى كان متوتر مش عارف يعمل إيه أو يوديها فين لحد ماقرر .. غمض عيونه بضيق من إللى هيعمله ..
يحيى:"إسترها يا رب."
أخد نفس عميق وشالها بين إيديه إتوتر جدا لإنه أول مرة يلمس بنت، بس شال التفكير ده من دماغه لازم يخرج بيها من هنا الأول خرج من الأوضة وعدا من فوق مراد إللى كان مرمى عند الباب وفتح باب الشقة بصعوبة وبعدها خرج ...
.....................................
في السكن:
شهاب:"ربنا يستر لما يحيى ييجى، أنا خايف."
فريد بلامبالاة:"ياعم تخاف من إيه بس، يحيى طيب وبينسى وبيعدى."
زيد كان قاعد جنبهم وماسك اللاب توب بتاعه بيعمل شغل تبعه ... ومنعم قاعد جنبه بيذاكر إللى يحيى شرحه ... وفجأة سمعوا صوت رزع على الباب ... فريد قام من مكانه بإستغراب ... ووقف ورا الباب ..
فريد بصوت مسموع:"مين؟"
يحيى وهو بينهج:"أنا يا فريد إفتح."
فريد فتح الباب وإتفاجئ بإللى شايفه يحيى كان شايل بنت لابسه عريان ..
فريد بصدمة وشهقة:"يا مصيبتى، جايب نسوان في الشقة يا يحيى."
الفصل الثانى
يحيى كان بينهج وهو شايل البنت بين إيديه وفريد كان واقف قدامه ..
يحيى بضيق:"عدينى يا فريد مش وقته."
فريد بِعِد عن الباب بعقل غائب ومش مستوعب إللى شايفه ده ويحيى دخل بيها الشقة بسرعة وراح لأوضته وكل ده تحت عيون شهاب وزيد ومنعم إللى مبرقين ومش مستوعبين إللى شايفينه ... كلهم قاموا بسرعة من أماكنهم بيتابعوا يحيى وهو بيحطها على السرير .. يحيى إتنهد وبص للباب لقاهم مبرقين وبيبصولها وهى نايمة على السرير عقد حواجبه بغضب وراح زقهم بره الأوضة وقفل الباب في وشهم ... رجع بصلها تانى وبلع ريقه بتوتر لإن منظرها مغرى جدا بالشكل ده .. فستانها العريان الاحمر إللى لايق على لون بشرتها بشكل مخيف، برق من تركيزه فيها وإستغفر ربنا .. وأخد الغطاء بتاعه وغطاها وقعد على السرير عند رجلها وحط راسه بين إيديه ومش عارف إيه إللى حدفه على المصيبة دى؟؟؟
وإمتى؟ وإزاى؟ مكنش عارف يعمل إيه وهو فى المشكلة دى؟؟ أول مرة يكون فى موقف زي ده، إنتبه لما موبايله رن .. مسك الموبايل بسرعة لقاها مامته رد بتعب ..
يحيى:"ألو."
سهير:"طمنى عليك يا حبيبى عامل إيه؟"
يحيى غمض عيونه بتعب وتوهان وتوتر ومش عارف يقول إيه ..
سهير:"مالك يابنى؟ فيك إيه؟"
يحيى بتوتر:"لا لا مافيش يما أنى كويس، أني مرهق شوية ومحتاج أنام."
سهير:"ربنا يصلح حالك يابنى ويحميك ويوفقك، تصبح على خير يا حبيبى."
يحيى:"وإنتى من أهله يما."
قفلت المكالمة وهو حاول يتحكم في أعصابه .. عيونه جات على البنت إللى نايمه على سريره دى بكل راحة وإطمئنان كإنها مش نايمة على سرير واحد غريب مثلا .. دى غرقانه في النوم، مش عارف إيه إللى حصلها وخلاها غايبة عن الوعي بالشكل ده ... قام من مكانه بسرعة وخرج من الاوضة لقى الأربعة واقفين في وشه ..
زيد بإستفسار:"مين دى؟؟"
فريد:"جايبها هنا ليه؟"
شهاب:"بتعمل إيه عندنا؟"
منعم:"إنت مش كده يايحيى."
يحيى بغضب:"بس إسكتوا، إنتوا السبب في كل إللى بيحصل ده، إنتوا السبب في كل إللى بيجرالى، مكنش ليها لازمة تتصلوا بيها ... شوفوا حصلى إيه من عمايلكم؟؟"
زيد بإستيعاب:"هى دى البنت إللى...."
يحيى بغضب وهو بيكمل:"أه هى، المصيبة إللى بليتونى بيها."
زيد:"ممكن تهدى وتحكيلنا إللى حصل؟؟؟"
يحيى إتنهد بغضب وسابهم وراح قعد على كرسى عشان يريح أعصابة وكلهم راحوا وراه وقعدوا حواليه ...
فريد:"ماتحكى يا يحيى إحنا هناخد الكلام منك بالعافية."
يحيى نفخ وبدأ يحكى ...
...............................................
جاسر وهو بيرقص مع البنات إنتبه لمكان نور الفارغ ده غير إنه مش لاقى مراد، إستنتج إنها روحت أخد موبايله من جيبه وبدأ يرن عليها وهو بيخرج من المكان عشان يعرف يسمعها كويس ... مراد كان مرمى على الأرض في الشقة إللى كان مسموع فيها رنة موبايل نور إللى مرمى على السرير .. فتح عيونه بتعب وألم وإتعدل بصعوبة .. بص حواليه وبيحاول يفتكر إللى حصل قام من مكانه بسرعة لما إفتكر وراح للأوضة ملقهاش موجودة وموبايلها كان بيرن بإستمرار بإسم جاسر .. لكنه مردش .. كان خايف ومتوتر من إللى ممكن يحصل لو جاسر عرف إنه عمل فيها كده بس بعدها جات فكرة في باله؛ راح ناحية الموبايل ورد بصوت مليان خوف وقلق ...
مراد:"ألو جاسر."
جاسر بإستغراب لرد مراد:"فين نور؟ وإنت بترد على موبايلها ليه؟؟"
مراد:"إلحقنى يا جاسر، الولد إللى ضربك النهاردة في الجامعة ضربنى وخطف نور."
جاسر بغضب:"إنت بتقول إيه؟ طب إنت فين؟ وآخر مرة شوفته كانت إمتى؟"
مراد بتوتر وكذب وهو بيبص حواليه:"أنا في شارع ضلمه ومش عارف أنا فين، وإمتى شوفته مش عارف لإنى لسه فايق."
جاسر كور إيديه بغضب وإتكلم:"إركب تاكسى وتعلالى أنا مستنيك."
جاسر قفل المكالمة وعيونه جات على مكان عربيتها الفارغ قدام المكان إستغرب إن واحد زي يحيى يعرف يسوق عربيه إلا لو ... مراد إتنهد بإرتياح وفي نفس الوقت متوتر وخايف أحسن كذبه يتكشف، نزل بسرعة وأخد معاه موبايلها وشنطتها وقف قدام عربيتها قدام البيت إللى أجر فيه الشقة دى وإحتار كتير أوى يوديها فين؟؟؟ .. قرر إنه يسيبها مكانها ويبقى يغير المكان بتاعها لما يعرف يخرج من الورطة دى .. ركب تاكسى وإتحرك بسرعة للمكان إللى جاسر فيه ... بمرور الوقت ... يحيى كان واقف بينهج وبيبص لزمايله بغضب وهما كانوا محرجين بسبب الوضع إللى هو فيه بسببهم ..
زيد:"أنا آسف يا يحيى."
يحيى:"مش عايز إعتذار، أنا كل إللى بفكر فيه دلوقتى إزاى أخلص من المصيبة دى."
زيد بإستفسار:"طب إنت ليه ما أخدتهاش على المستشفى؟ أو مروحتش بيها على أقرب قسم ليه؟؟؟"
يحيى بغضب وتوهان:"مش عارف ... معرفتش أتصرف .. معرفتش أعمل أي حاجة .. خوفت محدش يصدقنى .. خوفت من حاجات كتير أوي، وياريتني كنت أعرف هي بيتها فين أو حاجة عنها لكن معرفش."
زيد بتفهم:"حصل خير .. المهم إنك لحقتها."
فريد بتفكير:"يحيى، أنا عندي فكرة."
يحيى بإهتمام وهو بيبصله:"نعم؟"
فريد بمزاح:"إيه رأيك نفرح وننبسط ونخلى الليلة خمر ونساء."
يحيى بغضب وصوت جهورى وهو بيقرب من فريد:"أقسم بالله، لو حد قرب خطوة ناحية الأوضة دى هيكون بموته."
فريد إتدارى ورا ظهر زيد إللى واقف بينه وبين يحيى ..
زيد بتوضيح:"هو بيهزر يا يحيى إنت عارف فريد."
يحيى بعيون كلها شر:"وهو ده وقت هزار؟؟"
فريد:"يا عم قولت أروق عليك شويه."
يحيى:"مش عايز حد يروق عليا، يلا كل واحد يروح أوضته."
كلهم فضلوا واقفين يبصوله بعدم فهم ..
يحيى بغضب وتكرار:"كل واحد يروح أوضته."
كلهم راحوا أوضهم ماعدا زيد إللى فضل واقف في مكانه ..
يحيى:"يا نعم؟ واقف ليه؟"
زيد:"ناوي تعمل إيه؟"
يحيى بإرهاق:"معرفش أروح بيها فين؟؟؟ معرفش عنوان بيتها ولا أعرف أي حاجة عنها، فهستناها لحد ماتصحى."
زيد:"طب إنت هتنام فين لحد ماهي تصحى؟ تعالى نام جنبي طيب."
يحيى بإبتسامة مرهقة:"السراير فردية يا زيد، يعنى كل واحد يادوب سريره بيكفيه، وبعدين في كنبة هنا، هنام عليها."
زيد:"ظهرك هيوجعك من النومة عليها."
يحيى:"ماتشلش همي، روح إنت نام."
زيد:"تصبح على خير."
يحيى:"وإنت من أهله."
زيد راح أوضته ويحيى إتنهد بتعب وقلة حيلة وقعد على الكنبة إللى هينام عليها وعيونه فضلت على أوضته إللى هى نايمة فيها .. بيحاول يقاوم النعاس إللى بيطارده بسبب تعب اليوم كله ده غير إن جسمه محتاج يرتاح، بس طنش كل ده لازم ياخد باله منها، وعشان يبقى صاحي كويس وفايق لو حد قرب من الأوضة يقدر يمنعه..
...................................
جاسر بغضب لمراد إللى واقف قدامه:"يعنى هندور عليها فين دلوقتى؟؟؟ إحنا مانعرفهوش ولا نعرف عنه أى حاجة، أنا نفسى أفهم إزاى جاتله الجرأة إنه ياخدها من وسط كل الناس دى؟؟؟ ... وإزاى هى راحت معاه؟؟"
مراد إتوتر وفضل ساكت مش عارف يرد عليه ... جاسر عقد حواجبه بشك وهو بيبص لمراد ..
جاسر بغضب وهو بيبص لمراد:"مراد ... إحكى وقول إيه إللى حصل؟؟ وعربيتها فين؟؟ أكيد إللى إسمه يحيى ده مش بيعرف يسوق .. وإيه إللى خلاك إنت وهى تبعدوا وتروحوا مكان بعيد عشان الواد ده يضربك ويسيبك مرمى في الشارع؟؟؟"
مراد إتوتر لإن خلاص كذبه إتكشف ... جاسر لكمه لكمة قوية وعلى إثرها مراد وقع على الأرض ...
جاسر بغضب:"إنطق يا **** ، قول إيه إللى حصل؟"
مراد بدأ يحكيله ...
جاسر بغضب ووعيد:"حسابك معايا بعدين، ألاقيها الأول و هشوف أنا هعمل فيك إيه."
جاسر مشى من قدامه وركب عربيته وإتحرك ...
وقت الفجر:
يحيى كان بيقاوم النعاس لإن عيونه كانت بتتقفل وفي نفس الوقت كان مركز على باب أوضته المقفولة ... بس فاق وعدل نفسه لما سمع صوت آذان الفجر .. ردد الآذان وبعدها قام من مكانه عشان يتوضى ... بعد مرور فترة بسيطة .. خرج من الحمام وراح الصالة مسك المصلية إللى موجوده على الترابيزة وفردها على الأرض وقلع نظارته الطبية وحطها جنبه على الكنبة وبدأ يصلى ... كانت نايمة مش حاسة بنفسها بس لحظة بلحظة إحساسها بنفسها وبكل حاجة حواليها رجع .. فتحت عيونها ببطئ ورجعت غمضتها .. بس فتحتها تانى عشان تفوق حست إنها مش شايفة قدامها كانت عيونها مزغلله كإنها كانت متخدرة ولسه بتفوق .. إتحركت بهدوء من على سريرها كإنها بتحاول تسترد إحساسها بحركتها وحطت رجلها على الأرض إللى عبارة عن بلاط .. عقدت حواجبها بعدم فهم ورفعت عيونها وبصت حواليها .. المكان كان ظلام بالنسبالها بس الإضاءات الخافته الخاصة بالشارع إللى جايه من الشباك منوره الأوضة حاجة بسيطة وده ساعدها تشوف إللى حواليها لما عيونها إتعودت على ظلام الأوضة .. كانت أوضة بسيطة فيها دولاب وترابيزة صغيرين .. تنفسها بدأ يزيد بسبب الخوف، مش عارفه هى جات هنا إمتى؟؟ وبتعمل إيه؟؟؟ بصت على هدومها لقت نفسها بنفس الهدوم إللى كانت بيها مع جاسر ... قامت بسرعة من خوفها حست إنها تايهه عيونها جات على باب في الأوضة دى، كان ظاهر من تحته نور راحت بسرعة ناحيته ... فتحت الباب وبصت حواليها لقت نفسها فى شقة غريبة أول مرة تشوفها .. شقة بسيطة جدا، لفت إنتباهها شاب من بعيد كان بيدخل أوضة وواضح عليه النعاس وإللى كان عبارة عن زيد .. عيونها جات على شخص لما قال ...
؟؟:"الله أكبر."
الشخص ده كان ساجد وبعدها رفع نفسه وفضل قاعد على الأرض وبعد ثوانى رفع سبابة إيده الليمين .. إستغربت إنه مشافهاش على الرغم من إنها قريبة منه ... برقت لما عرفت مين ده لما لف براسه ناحية إتجاهها ...
يحيى:"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... السلام عليكم ورحمة الله."
بدأ يسبح ويستغفر ربنا في مكانه .. وهى كانت بتحاول تستفسر وبتسأل نفسها جات هنا إزاى؟؟؟ وإزاى ده جابها هنا ... قررت إنها لازم تعرف ... راحت وقفت قدامه بغضب وضيق ... يحيى وهو بيسبح وباصص في الأرض لاحظ إن في حاجة قدامه بس الرؤية بالنسباله غير واضحة لإنه مش لابس نظارته .. مد إيده جنبه على الكنبه وأخد نظارته ... لقى قدامه رجل بنت .. بنت!!!! ... رفع راسه بصدمة لحد ماعيونه جات في عيونها إللى بتبصله بغضب .. قام من مكانه بسرعة وهو ماسك سجادة الصلاة وبدأ يتكلم بقلق ...
يحيى بقلق:"إنتى كويسه يا آنسة؟"
نور بغضب:"أنا بعمل إيه هنا؟؟؟"
يحيى بهمس ورجاء:"أرجوكي وطى صوتك في ناس نايمه و......."
نور بغضب وصراخ وهى بتقاطعه:"أنا بعمل إيه هنا؟؟؟ أنا جيت هنا إزاي؟؟ إنت عملت إيه؟؟"
يحيى:"يا آنسة إستهدى بالله بس، أنا لقيتك مع شاب كان هــ...."
إرتبك ومش عارف يقول إيه ...
نور بعصبية:"إنطق سكت ليه؟"
كل أبواب الأوض إللى في الشقة إتفتحت وخرج منها الشاب إللى كانوا نايمين و زيد خرج من الحمام بسبب الصوت العالى .. نور إنتبهت ليهم وشافتهم وبعدها بصت ليحيى ....
نور:"يلا رد عليا."
زيد قرب ناحيتهم ولسه هيتكلم ...
يحيى بهدوء:"أنا كنت جايلك زى ما إتفقنا، ولما وصلت للمكان إللى إنتى تقريبا كنتى محدداه لقيت واحد شايلك وركب عربية، أنا مرتحتلهوش ركبت تاكسى ومشيت وراه لقيته وصل لعمارة في مكان سكنى تقريبا وشالك وطلع بيكى على شقة العمارة دى، طلعت وراه لحد الدور إللى هو كان فيه، خبطت وهو فتح الباب، ضربته ودخلت الشقة لقيتك مرمية على السرير و......*إتنهد تنهيدة بسيطة* ..... شلتك وخرجت بيكى من الشقة دى وجبتك على هنا."
نور بسخرية وغضب:"وإنت فاكرنى هصدقك؟؟؟ *كملت بصراخ* إنت شايفنى عيلة صغيرة؟؟؟؟"
زيد وهو بيتدخل:"أيوه ده إللى حصل، يحيى إنسان محترم مالهوش في الكلام ده أبدا، هو بالفعل أنقذك من الشاب إللى كان معاكى وجابك لحد هنا عشان مكنش عارف بيتك فين ولا يعرف إنتى مين حتى، يعنى بدل ماتشكريه .. تقومى تزعقيله؟؟"
نور غضبها زاد لإنها مش فاكرة حاجة ولا عارفة مين إللى عمل كده .. عيونها جات في عيون يحيى إللى بيبصلها بهدوء بس بص فى الأرض بعدها؛ نفخت بضيق وراحت ناحية باب الشقة وخرجت ...يحيى برّق ولسه هيخرج وراها ...
زيد وهو بيمسكه من دراعه:"رايح فين؟"
يحيى:"ماينفعش تمشى في وقت زى ده لوحدها."
بص حواليه وبعدها راح أوضته ولبس شبشب وأخد الجاكت بتاعه و محفظته وجزمه وخرج من باب الشقة بسرعة .....
نزلت من البيت في ظلام الفجر وحست ببرد خفيف لفت إيديها الإتنين على دراعها عشان تدفي نفسها ومشيت في الشارع بسرعة و بعدم إستيعاب وبتحاول تفتكر أى حاجة لكن الحاجة الوحيدة إللى فاكراها إنها شافت باباها مع واحدة قريب من سنها .. يحيى نزل من البيت وشافها ماشيه بسرعة وقربت تختفي من مستوى نظره ... جرى وراها بسرعة لحد ما وصل ناحيتها ...
يحيى:"يا آنسة."
وقفت في مكانها وبصت وراها .. يحيى وقف قدامها وهو بينهج وأخد نفس عميق وهى كانت بتبصله بعدم فهم ...
يحيى وهو بيبص في عيونها بتوتر:"ماينفعش تمشى لوحدك في وقت زى ده، وبعدين الجو برد في الوقت ده، ده غير إنك ماشيه حافية."
بصتله بإستفهام وبعدها بصت لرجلها لقت إنها فعلا ماشيه من غير جزمة ... يحيى قدملها الجاكت بتاعه وجزمته بتوتر ... فضلت بصاله بهدوء وبعدها إتنهدت وأخدت منه الجاكت والجزمة ولبستهم ... وكملت مشيها بتكبر ... يحيى فضل باصصلها وهى ماشيه .. على الرغم من إنه حذرها إنها ماتمشيش في وقت زى ده لكن هى ولا كإنها سمعت كلامه ومشيت، عيونه جات على الشارع الهادى إللى مافيهوش بنى آدم وده لإن الكل أنهى صلاة الفجر وروحوا بيوتهم ... يعنى ممكن يظهر قدامها في وقت زى ده ناس مش كويسين يأذوها بسبب إن لسه الدنيا منورتش .. عقد حواجبه ونفض التفكير ده من دماغه ولف عشان يروح السكن وقف فى مكانه ونفخ بضيق ورجع مشى وراها تانى .. كانت ماشيه بتوهان في الشارع وبتبص حواليها مش لاقيه ناس، مش لاقية عربيات، مش لاقية أى حاجة .. ده غير إنها حاسه بجوع ومش عارفة تعمل إيه .. إنتبهت لخيال شخص ماشى وراها لفت وراها بسرعة لقته يحيى ...
نور بضيق:"ماشى ورايا ليه؟"
يحيى بهدوء:"قلتلك مينفعش تمشى في الشارع لوحدك في الوقت ده، ممكن حد يضايقك أو يحصلك حاجة وحشة لا قدر الله، إنتى أمانة فى رقبتي لحد أما نور الصبح يطلع."
بصتله بحيرة وبتفكر في كلامه وبعدها بصت لهدومة إللى كانت غير ملائمة عليه، هدومه البسيطة إللى دايما بتضايقها لما بتبصله .. ده غير منظره والنظارة كعب الكوبايه إللى هو لابسها دي .. نفخت بضيق وبصت حواليها للطريق لقت إنها فعلا لوحدها ... حست بخوف بسيط جواها من إن ممكن حاجة تحصلها .... دارت إشمئزازها منه وهزت راسها وكملت مشى وهو سرع خطواته شويه ومشى جنبها بس في بينهم مسافة ... بعد مرور وقت بسيط من المشى والسكوت بينهم هما الإتنين، كانت حاسه بملل شديد وكانت عايزة تضيع وقت لحد أما الدنيا تنور .... إتكلمت وهى مش بتبصله ودارت إشمئزازها منه..
نور بإستفسار:"إنت مش من هنا صح؟"
يحيى بإبتسامة هاديه وهو بيبص للسماء:"أيوه، أنا من بلد في كفر الشيخ."
نور بهدوء وهى بتبص قدامها:"بتشوف أهلك إمتى؟ أصل بالشكل إللى إنت عايش بيه ده أكيد مش عارف تشوفهم .. قصدى شغلك يعنى."
يحيى وهو بيبص قدامه:"بحاول أفضى لنفسى وقت عشان أشوف أمى وأختى يوم أو يومين، ودايما معاهم على تواصل."
مش فاهم هو ليه بيحكى أو بيتكلم بس دى أول مرة يتكلم مع حد غريب بخصوص حياته الشخصية أو بمعنى أصح بيتكلم مع بنت في حياته الشخصية ...
نور بإستفسار وهى بتبصله:"طب وباباك؟"
في اللحظة دى يحيى إبتسم بوجع وبص قدامه بشرود:"بابايا توفي من وأنا صغير."
سكتت وبعدها بصت قدامها وكملت مشى ... الإتنين فضلوا ساكتين لحد أما يحيى إتكلم ...
يحيى:"أنا آسف."
وقفت في مكانها وبصتله بإستفسار ...
يحيى بتوضيح وهو بيبصلها:"أنا آسف عشان أنا معرفش بيتك فين فجبتك عندى في السكن، لكن صدقينى لو كنت أعرف بيتك كنت روحتك على هناك علطول، زمان أهلك قلقانين عليكى جدا وبيدوروا عليكى."
ضحكت ضحكة خفيفة فيما معناها سخرية .. يحيى حس إنه قال نكته لما هى ضحكت ...
نور بلامبالاة:"متقلقش، عادى."
عقد حواجبه بإستفسار وهو بيبصلها .. كانت بتبص قدامها بشرود وهى ماشيه .. في اللحظة دى هواء الصبح طير شعرها الأسود بشكل سحر يحيى .. ده غير عيونها الشاردة إللى زودتها جمال .. بس فجأه يحيى إنتبه لنفسه ووشة إحمر من الخجل وبص في الأرض ... نور وهى سرحانه شمت ريحة أكل حسستها بجوع شديد ... عيونها جات على المكان إللى جايه منه الريحة .. لقت عربية صغيرة واقف عليها شخص بيسخن عليها حاجة .. حست بإشمئزاز وحاولت تتجاهل الموضوع ده وبتحاول تتحكم في جوعها وكل ده كان بيحصل تحت عيون يحيى إللى حس بجوع لما شم ريحة الفول .. قد إيه نفسه ياكل فول ... حمحم بإحراج وبدأ يتكلم ..
يحيى:"يا آنسة."
نور بصتله بإستفسار ..
يحيى وهو بيشاور على عربية الفول:"ممكن بس نقف شويه عشان جعان ومفطرتش."
عيونها جات على العربية ونفخت بإشمئزاز عيونها جات على الطريق إللى نور الصبح قرب يظهر فيه وبعدها بصت ليحيى .. .إحتارت لو مشيت وسابته دلوقتى ممكن يحصلها حاجة؟ .. لحد أما قررت تقف وتستناه ... يحيى إبتسم وراح لعربية الفول وطلب طبقين وكذا رغيف وبص لنور إللى واقفه وبتحاول ماتبصش للعربية ...
يحيى:"يا آنسة."
بصتله بإستفسار .. شاورلها تقرب ناحيته وبالفعل قربت ناحيته وكان وقتها صاحب العربية بيجهز ترابيزة ...
يحيى:"يلا عشان نفطر ... الراجل ده بيعمل فول حلو أوى."
نور برفض تام:" No way."
يحى بإستغراب:"ليه مستحيل؟"
نور بإشمئزاز:"أنا آكل فول؟ طب تعالى نروح أي *pizza restaurant*? بيبقوا فاتحين في الوقت ده، أو burger حتى."
يحيى حاول يتحكم في أعصابه وبالفعل عمل كده وتجاهلها وأخد الأطباق وراح قعد على الترابيزة وبدأ ياكل .. ونور واقفه في مكانها بتتفرج عليه وهو بياكل وبتحاول تتحكم في الجوع إللى هى حاسة بيه ... يحيى وهو بياكل رفع عيونه إللى جات في عيون نور وهى بتتابعه .. رفع حواجبه و غمس الفول بالعيش براحة وبدأ ياكل وعيونه في عيونها كإنه بيشجعها على الأكل ... بلعت ريقها من جوعها ومقدرتش تتحمل أكتر من كده راحت قعدت قدام يحيى وأخدت الطبق التانى وبدأت تاكل زيه .. يحيى إبتسم بهدوء وهو بياكل وكمل أكل .. كانت بتحاول تغمس بالعيش زى ماهو بيعمل بس كانت بتفشل ... نفخت بزهق وهزت رجلها بضيق .. يحيى إنتبهلها وبصلها وهى بتبصله بقلة حيلة .. يحيى ساب إللى في إيده وبصلها ...
يحييى بحمحمة:"بصي، إنتى بتاكلي الفول كده."
عمل شكل معين للعيش عشان يقدر ياكل بيه الفول ووراها الطريقة..
يحيى:"جربي."
نور عملت زيه أى نعم مكانتش عارفة تغمس بس حاولت تاكل .. بعد مرور فترة بسيطة .. يحيى عيونه جات على نور إللى خلصت طبقها وأخدت طبقه وكملت أكل فيه وبعد ما خلصت ..
نور بإرتياح:"أنا كنت جعانة أوي .. هو الأكل مكنش قد كده بس it's ok قضى الغرض."
قامت من مكانها بغرور تحت عيون يحيى إللى معقد حواجبة بضيق بسبب أسلوبها في الكلام وطريقتها ... قام من مكانه بضيق ومشى وراها ... في الوقت ده كانت الدنيا نورت والناس بدأت تمشى في الشوارع و العربيات كانت بتمشى في الطرق ... نور إبتسمت وإتنهدت بإرتياح وبتدور بعيونها على تاكسى تركبه عشان تروح ... ويحيى وقف جنبها وبيسأل نفسه أسأله كتير عنها .. إيه إللى جابها المكان إللى بعتتله عنوانه ده؟؟؟ وليه هى لابسه كده؟؟ ومين ده إللى كان شايلها؟؟؟ .. بس رجع غير تفكيره ده وقال لنفسه "ماليش دعوة" .. إنتبه لما هى كلمته .. بصلها لقاها وقفت تاكسى وبتبصله ..
نور:"ممكن تدفع تمن التاكسى وممكن تدينى رقمك أبقى أديلك فلوسك وحاجتك بعدين، عشان تقريبا كده هجيب موبايل جديد وهغير رقمي؟"
يحيى بإحراج:"لا عادى إتفضليهم، وحاضر هدفعلك التاكسى."
نور بإبتسامة هادئة وغرور:"لا .. حاجتك هتاخدها .. أنا بس هروح وهقابلك بعدين .. يعنى ممكن نتقابل النهاردة بليل .. متنساش إنك هتشرحلى ... محتاجة رقمك عشان أتفق معاك على المكان والوقت."
يحيى بإحراج أخد فلوس من محفظته وإدالها الفلوس وأخدت ورقة وقلم من سواق التاكسى وأخدت رقم يحيى ... ركبت التاكسى وهى رافعة راسها بثقة قوية والتاكسى إتحرك .... وكل ده تحت عيون يحيى إللى مستغربها وحاسس إنه كان بيحلم الوقت ده كله لإنه مش مستوعب إن الوقت إللى فات ده كان بيتكلم مع بنت ولا ماشى معاها في شارع واحد ولوحدهم ... إتنهد تنهيدة بسيطة وبص لمحفظته لقاها فاضية وبعدها بص وراه لقى إنهم كانوا مشيوا مسافة طويلة .. إتنهد بتعب ورجع مشى المسافة دى كلها ....
بمرور الوقت ...
نور نزلت من التاكسى ودخلت الفيلا لقتها هاديه ومحدش لسه صحي .. إتسحبت وراحت لأوضة باباها ومامتها وفتحت الباب بهدوء لقت مامتها هى إللى نايمة على السرير لكن باباها مش موجود لوهلة الحزن كان هينتشر في ملامحها بس حل البرود محله وراحت لأوضتها ... رمت نفسها على سريرها وبصت لسقف أوضتها بشرود ... بتفكر في الأحداث إللى فاتت وبتسأل نفسها مين إللى أخدها؟؟ طب جاسر عمره مايعمل كده مابيحبش ياخد حاجة غصب عن حد .. أومال مين إللي أخدها .. إتنهدت تنهيدة بسيطة وعدلت نفسها على السرير وبصت للجاكت الطويل إللى هي لابساه ... على الرغم من إنها طويله إلا إن الجاكت بتاع يحيى وصلت لركبتها .. بصت لجزمته إللى هى لابساها في رجلها وراحت وقفت قدام المراية .. ضحكت بإستهتار وسخرية ...
نور بتمتمة وهى بتقلع الجاكت بتاع يحيى:"على آخر الزمن بقيت بلبس لبس شحاتين."
إتأففت بضيق وهى بتقلع الجزمة بتاعته ورمتها على الأرض بإهمال دخلت الحمام الخاص بأوضتها وبدأت تجهز شاور جميل ليها تضيع بيه إرهاق جسمها ..... يحيى دخل الشقة وهو بينام على نفسه ومش شايف قدامه .. عيونه جات على زمايله إللى بيجهزوا نفسهم عشان إللى يروح شغله وإللى يروح كليته ...
منعم بإستفسار وهو بيقرب منه:"مش هتروح الكلية يا يحيى، ولا حابب تريح؟؟"
يحيى بنعاس:"لا هاجى."
منعم وهو ملاحظ إرهاقه:"لا ريح إنت طيب وأنا هجيبلك المحاضرات."
يحيى بإبتسامة مرهقة وعيون شبه مقفوله وهو يربت على كتفه:"هاجى يا منعم."
زيد خلص تحضير فطار وبدأ ينادى بصوت مسموع ...
زيد:"يحيى، بطل تيجى على نفسك وتعالى كل لقمتين ونام."
يحيى:"أنا فطرت بره، يادوب بس هشرب قهوة وأنزل الكلية."
زيد وهو بيبصله من جهة المطبخ:"أعملك القهوة؟"
يحيى:"يبقى كتر خيرك أوى."
دخل أوضته و هو مش شايف قدامه وبدأ يغير هدومه وجه يلبس الجزمة الجديدة بتاعته ملقهاش .. إتنهد بإرهاق لإنه إفتكر إنها مع نور ... رجع لبس الشبشب إللى كان لابسه ...
يحيى بتمتمة:"ربنا يستر ومحدش ياخد باله من الشبشب."
أخد كتبه والشنطة الظهر وخرج من الأوضة لقى زيد بيحط فنجان القهوة على الترابيزة ..
يحيى بنعاس:"تسلم إيدك يا زيد."
زيد بإبتسامة:"الله يسلمك، لو مش قادر متروحش."
يحيى بتثاؤب:"لازم أروح."
زيد:"ربنا يعينك."
يحيى:"آمين."
بعد مرور فترة بسيطة .. يحيى قام من مكانه ومنعم خرج بحاجته من الأوضة ولسه هيخرجوا من الشقة ..
زيد ومنعم في صوت واحد:"إنت لابس الشبشب يا يحيى."
يحيى بضحكة خفيفة وهو بيبصلهم:"مش معايا غيره دلوقتى."
زيد بإستفسار:"إزاى؟"
في اللحظة دي فريد خرج من أوضته بنعاس ..
يحيى بتنهيدة:"إدتلها جزمتى إللى معايا، مكنش ينفع أسيبها تمشي حافية."
زيد:"طب ماتاخد واحدة من جزمي يابني."
يحيى بإحراج:"شكرًا .. بس هروح بشبشبي عادي ده أنا حتى برتاح فيه."
زيد بتنهيدة:"إللى يريحك."
فريد ليحيى بتثاؤب وهو بيقرب منهم وبيهرش في راسه:"يا حنين."
يحيى بصله بضيق ولسه هيقرب منه .. فريد إتفزع ودخل أوضته بسرعة ... زيد ومنعم حاولوا يكتموا ضحكتهم من منظر فريد وهو بيجري من يحيى ..
يحيى بهمس:"جبان .. *مسح على وشه بنعاس* يلا يا منعم."
.............................
خرجت من الحمام وهى لافه فوطة حواليها؛ قعدت على كرسى التسريحة بتاعتها وبدأت تسشور شعرها وبعد ما خلصت قامت من على الكرسي وراحت لدولابها عشان تاخد هدوم ليها ... جاسر كان بيسوق عربيته وبيدور على نور في الشوارع وبيحاول يتحكم في نومه إللى مسيطر عليه .. مكنش لاقيها تمامًا حتى إتصل بيها على تليفون البيت الخدم وقتها بلغوه إنها مجتش محبش يتصل على باباها ولا مامتها عشان مايقلقهمش بس رجع وقال لنفسه "من إمتى بيقلقوا؟؟" قرر إنه ميتصلش بيهم بس آخر أما أتخنق من اللف في الشوارع قرر يروحلهم على الفيلا يحاولوا يساعدوه حتى ... قعدت على سريرها وهى بتبص قدامها بشرود .. عيونها جات على جاكت يحيى المرمى على أرضية أوضتها .. إتنهدت وشالت الجاكت من على الأرض وبتفكر لو تديه للخدم يغسلوه بس جربت تشم ريحة الجاكت الأول .. لقت ريحته جميله .. وإفتكرت إنها فعلا شمت الريحة دى لما أخدت الجاكت منه .. "معقوله دى تكون ريحته؟؟" .. نفضت التفكير ده من دماغها ..
نور بتمتمة:"ده فلاح .. أكيد ريحته مش حلوة كده، ممكن يكون كان غسله أو جاب برفيوم حلو ورشه عليه أو غرقه بيه .... إيه إللى أنا بقوله ده؟؟ وأنا مالى؟"
حطت الجاكت جنبها وسكتت شويه وقررت تنادى واحدة من الشغالين عندها في الفيلا تغسل الجاكت والجزمة إحتياطى .. وبالفعل نزلت تنادى حد منهم بس وهى رايحه ناحية السلالم .. شافت باباها بيتسحب لأوضته عشان دولت متحسش بيه ومتصحاش .. هزت راسها بخيبة أمل ونزلت للشغالين يغسلوا الجاكت والجزمة .. ولسه هتطلع أوضتها تانى عيونها جات على جاسر إللى بيدخل الفيلا بعد ما واحدة من الشغالين فتحوا الباب .. جاسر أول أما شافها إتنهد بإرتياح وقرب منها وبدأ يتكلم ..
جاسر بضيق:"طب إنتى روحتى .. مش تطمنينى عليكى؟"
نور بإبتسامة:"كنت حابه أفضل مع نفسى شويه."
جاسر:"نعم؟ يعنى أنا كل ده بدور عليكى، وفي الآخر تقولى كنت حابة أبقى مع نفسي شوية؟"
نور بإستفسار:"عايز إيه يا جاسر؟"
جاسر:"مش عايز حاجة، أنا بس قلقت لما الزفت مراد ده حكالي إللى كان هيعمله فيكي .. ولما الزفت يحيي ده أخدك."
نور:"يعنى مراد هو إللى عمل كده؟"
جاسر وهو بينفخ بضيق:"أيوه هو، متقلقيش أخدت حقك."
رفعت راسها بغرور وتكبر ..
نور:"مش مهم .. المهم إنه مش هيتعرضلي تانى."
جاسر بإستفسار:"مش فاهم."
نور بلامبالاة:"هخلى بابي يطرد باباه من الشركة .. عشان يتعلم بعد كده إنه ميتطاولش على أسياده."
جاسر بلامبالاة:"إللى يريحك، أنا بس قلقت لما إللى إسمه يحيى ده أخدك، إوعي يكون عملك حاجة."
نور بصت في عيونه وإتكلمت كإنها بتحاول تستوعب إللى هى بتقوله ...
نور:"معملش حاجة .. هو عشان مكنش يعرف بيتى فين أخدنى على السكن بتاعه وصحيت من حوالى كام ساعة وبس."
ملامحها إتحولت للإستفسار من الكلام إللى هي قالته عن يحيى كإنها بتحاول تستوعب شخصيته ...
جاسر بعدم فهم:"يعنى إيه؟ أخدك للسكن وفي شباب هناك ومحصلش حاجة؟"
نور إفتكرت إنها صحيت وكانت نايمة في أوضه لوحدها وبابها مقفول عليها ولما فتحت الباب كان يحيى ده قاعد على الأرض وكان فارش على كنبة قدام الأوضة بالظبط .. بس مكنش واضح عليه إنه نام نهائي بالعكس كان سهران .. معنى كده إن ........
جاسر وهو بيخرجها من تفكيرها:"خلاص ملهوش لازمة السؤال ... عمومًا أنا هروح عشان محتاج أنام ... هتعملى إيه؟ هتجيبى موبايل جديد ولا إيه؟"
نور وهى بترجع خصلات شعرها ورا ودنها:"أنا بالفعل معايا موبايل تانى هبعت حد من الشغالين يجيبولى شريحة تانية، هبقى أكلمك على تليفون الفيلا أديك الرقم."
جاسر وهو بيمسح على وشه بنعاس:"ماشى، بس متنسيش موضوع يحيى ده لسه مخلصش."
نور بإبتسامة خبيثة وتكبر:"متقلقش .. إحنا على إتفاقنا زى ماحنا سيب الموضوع ده عليا."
جاسر:"أوك."
خرج من الفيلا وهى طلعت لأوضتها ..
...................................
مر اليوم بشكل صعب على يحيى لإنه كان بيقاوم نومه في أغلب المحاضرات بصعوبة .. حمد ربنا إن مافيش النهاردة أى شرح للطلبة بتوعه وبعد ما خلص محاضرات راح بسرعة للموقف بتاع البلد بتاعه وإدا فلوس لسواق هو يعرفه عشان يوصلها لأخته في البيت هناك وطمن مامته وأخته عليه وإطمن عليهم وراح السكن وإترمى على سريره ونام نوم عميق ...
..........................
في آخر اليوم:
نور كانت نايمة على سريرها وبتبص لسقف أوضتها بشرود ... من ساعة ما رجعت الصبح وهى على حالها ده .. محدش سأل فيها لا باباها ولا مامتها .. محتاجة تغير وقت وتسلى نفسها شويه .. قامت من مكانها وعيونها جات على الموبايل الجديد بتاعها والشريحة إللى موجودة جنبه .. إتنهدت وحطت الشريحة وأول حاجة عملتها هى إنها مسكت الورقة إللى مكتوب فيها رقم يحيى وبدأت تتصل بيه ... يحيى كان نايم نوم عميق ومش حاسس بنفسه ولا بأى حاجة حواليه بس إنزعج أثناء نومه بسبب رنة موبايله المزعجة ... فتح عيونه بتعب وإرهاق ... وبص لشاشة موبايله الصغير بعيون شبه مقفولة لقاه رقم غريب .. قرر يرد ..
يحيى بنعاس:"ألو."
نور بصوت رقيق:"ألو .. معاك نور."
يحيى بإستفسار ونعاس وعدم تركيز:"نور مين؟ وعايزة إيه؟"
عقدت حواجبها ..
نور بتنهيدة:"عايزة أقابلك عشان أديلك الجاكت والجزمة وتشرحلى شويه، زي ما إتفقنا النهاردة الصبح."
يحيى سكت وهدى لإنه كان بينام تانى بس فجأه إنتبه للى معاه على التليفون بسرعة وفتح عيونه بسرعة ...
يحيى بإنتباه:"تمام .. تمام ... شوفي حابه نتقابل فين وإمتى؟"
نور وهى بتروح للدولاب:"لو كده نتقابل في كافيه ***** في المعادى بعد ساعة؟"
يحيى بص لساعة الموبايل وإتنهد ..
يحيى:"حاضر."
قفلت معاه وإبتسمت بكبرياء لإعتقادها إنه مش بيرفضلها حاجة لكن هى متعرفش هو محتاج جزمته دى قد إيه .. يحيى قام من على سريره بنعاس وعيونه جات على الشبشب إللى فضل لابسه طول اليوم ده غير إن الكل كانوا بيبصوله وبيتريقوا عليه عشان كان لابس الشبشب .. خرج من أوضته وراح للحمام عشان يغسل وشه ويفوق .. بس قابل فريد في طريقه ..
فريد:"يا مساء الخير .. مش يلا عشان ناكل."
يحيى بنعاس:"كلو إنتوا ورايا شغل."
فريد وهو معقد حواجبه:"غريبة أول مرة ألاقيك بترجع من الكلية وبتريح الأول وبعدها تنزل شغلك .. كل إللى أعرفه إنك بتطلع من هناك على شغلك."
يحيى بنعاس وعدم فهم:"مش عارف .. حاسس إن يومى كله إتلغبط .. *كمل بتثاؤب* عموما أنا متأخر ولازم ألحق."
راح للحمام وبدأ يغسل وشه وبيتوضى عشان يصلى قبل ما ينزل ... بمرور الوقت ... نزلت من عربية السواق الخاص بعربية مامتها قدام كافيه كبير في المعادي على النيل ودخلت قعدت على ترابيزة وإستنت يحيى وهي بتبص للبحر ... يحيى بعد معاناة وصل للكافية .. إتوتر لوهلة بسبب إن الكافية كبير بس أخد نفس عميق وأقنع نفسه إنه مش هيطلب حاجة يا دوب هيشرحلها ويمشي ... دخل الكافية وبدأ يدور عليها بعيونه ... كانت الشمس بتغرب في الوقت ده .. كانت قاعدة بتبص للبحر بشرود و شعرها الأسود الطويل الناعم كان مغطى نص وشها من جهة باب الكافيه لكن النص التانى من جهة النيل هو إللى ظاهر ... آشعة الشمس إللى قربت تختفي كانت منعكسة على وشها فبالتالى كانت مخليه شكلها جميل .. كإنها تحفة فنية جنب النيل ... وكل ده تحت عيون يحيى إللى كان بيبصلها بإنبهار بسبب جمالها ... حمحم بإحراج لما لقى نفسه بينجذب ليها وحاول يتحكم في ضربات قلبه وإستغفر ربنا وبيقنع نفسه إنه في شغل .. قرب ناحيتها بهدوء ..
يحيى بهدوء وهو بيعدل نظارته الطبية:"السلام عليكم."
نور إنتبهت وبصتله بإبتسامة هادية:"وعليكم السلام، إتفضل أقعد."
يحيى قعد على كرسى قدامها ولسه هيتكلم ..
نور:"تحب تشرب إيه؟ ولا تحب تاكل إيه؟ أنا لسه ما أكلتش عموما، لو كده ناكل مع بعض."
يحيى بحمحمة:"لا شكرا، أنا جاى عشان أشرحلك."
عيونه جات على الشنطة إللى جنبها على الأرض وهى إنتبهت لنظراته ..
نور بإبتسامة:"أصريت إنهم يغسلوا الجاكت والجزمة .. إتفضل."
قدمتله الشنطة ويحيى أخدها بلهفة غير واضحة وإتنهد بعدها بإرتياح ...
يحيى بإبتسامة وهو بيعدل نظارته الطبية:"شكرا، يلا نبدأ."
نور بلامبالاة:"إتفضل."
يحيى أخد حاجته من الشنطة وبدأ يشرحلها .. أما بالنسبة لنور مكانتش مركز تمامًا مع أى كلمة هو بيقولها كل إللى كانت بتعمله إنها كانت بتبصله .. ضوء الشمس كان منعكس على عيونه العسلى فبالتالى كان مديها لمعان غريب ونور كانت بتبص للمعان ده ... إختفت الشمس ويحيى بيشرح وهى بتبص لحركات إيده وهو بيشرح .. كان بيشرح بشغف وحب للمادة بشكل عام .. كإنه بيحب الحاجة دى .. إبتسمت إبتسامة صافية على شغفه الواضح ...
يحيى بإستفسار:"إنتى معايا؟"
نور إنتبهت لكلامه ..
نور:"هاه؟"
يحيى بجدية وهو معقد حواجبه:"أنا كنت بقول إيه؟"
نور سكتت ومردتش ... يحيي نفخ وعقد حواجبه بضيق .. شكله كان لطيف بالنسبة لنور ضحكت ضحكة خفيفة بس بعدها إنتبهت لنفسها وعقدت حواجبها بعدم فهم من إللى هى بتعمله ده ...
يحيى وهو بيحاول يتحكم في أعصابه:"هعيد تانى."
نور بإبتسامة:"أوك."
يحيى بدأ يشرح من تانى وبراحه وهنا نور بدأت تركز في كلامه ومن حبه في المادة قدر يوصل صورة مبسطة وسهلة عن المادة بشكل عام ..
يحيى بتنهيدة وهو بيقفل الكتاب:"كده كفاية النهاردة عشان الوقت إتأخر."
نور عقدت حواجبها وبصت لساعة موبايلها ...
نور:"الساعة لسه 7 ونص ولسه بدري .. وبعدين إنت مشرحتش كتير."
يحيي وهو بيقدملها الكشكول:"بدري إيه بس؟ ده أنا كده مش هلحق أذاكر ولا هعمل أى حاجة .. ورايا حاجات كتير أوى وإنتى محتاجة تروحى بدري عشان أهلك ميقلقوش عليكى."
نور إبتسمت بسخرية ... "من إمتى حد منهم بيعبرها" ...
يحيى بإبتسامة:"أستأذن أنا ... وبخصوص الميعاد الجاى أنا هبقى أكلمك وأحدد معاكى ميعاد."
كان لسه هيمشى ..
نور:"إستنى."
يحيى بصلها بإستفسار .. أخدت مبلغ من شنطتها وقدمتهوله ...
نور:"المبلغ ده تمن المحاضرة الصغيرة دى وفلوس التاكسى بتاعة الصبح."
يحيى بص للفلوس وبيفكر هل صح إنه ياخد فلوس من بنت؟؟ بس ده مجهوده وهو بيشرح دايما للطلبة سواء بنات وأولاد بياخد منهم حق تعبه .. إستغرب إنه بيسأل نفسه السؤال ده وإتردد ومسك الفلوس .. أخد مبلغ صغير من الفلوس دى وحط قدامها الباقى ..
يحيى وهو بيبص في عيونها إللى بتبصله في المقابل:"بخصوص فلوس المحاضرة دى أنا أخدت تمنها خلاص والمبلغ إللى أخدته ده هيكون تمن كل حصة .. مش لازم تدفعيلى ألف جنبه على كل محاضرة وفرى فلوس لباباكي ومامتك .. وبخصوص فلوس التاكسي أنا مش محتاجهم ... وبالنسبة للى شرحته النهاردة بقا عايزك تذاكريه كويس جدا عشان هسألك فيه المرة الجاية إللى مش هتبقى بعيدة .. هتكون قريبة جدا."
إبتسم إبتسامة خفيفة وأخد الشنطة إللى فيها الجاكت والجزمة
ولسه هيمشى ..
يحيى بإستفسار وهو بيبصلها:"هتروحى إزاى؟ لو كده أركبك أي حاجة توديكى البيت؟"
نور إستغربت سؤاله وإن أول مرة يسألها كده أو يتعامل معاها كده ..
نور بإبتسامة هادية:"السواق بتاع مامي مستنينى بره."
يحيى بحمحمة وإحراج:"تمام، إحم إحم .. آسف على الإزعاج."
مشى بسرعة بسبب إنه أحرج نفسه ومش عارف إزاى سؤالها سؤال زى ده ... ماتروح مطرح ماتروح هو ماله؟؟ ... وهو بيخرج من الكافية نور عيونها جات على رجله إللى لابس فيها شبشب وبتسأل نفسها "هو ليه ملبسش جزمة تانية؟ هو لازم ييجى بالشبشب؟؟ فلاح طبعا لازم يعمل كده."
ملامح التقزز ظهرت على وشها وبعدها عيونها جات على الكشكول إللى قدامها وفتحته وبدأت تقرأ فيه كل إللى هو كاتبه ..
نور بتمتمة:"خطه مش بطًال."
برقت لما لقت نفسها بتعجب بخطه وهزت راسها بعنف بتحاول تفوق نفسها من إللى هى فيه ... وقامت من مكانها وخرجت من الكافيه .. بمرور الوقت .. نور دخلت الفيلا وهى بتتكلم في الموبايل ..
نور بإبتسامة:"مش هياخد في إيدى يومين."
جاسر:"وإنتى إيه إللى أكدلك ده؟"
نور:"لإنه معندوش شخصية وتحسه عبيط كده."
جاسر:"لو هو معندوش شخصية وعبيط، كان زمانه صدقك أو قربتى منه؟"
نور:"ومين قال إنى معرفتش أقرب منه؟ أنا بالفعل قربت منه .. والفترة الجاية هتعامل معاه زى مابيتعامل هبان هبلة وعبيطة زيه .. وكل واحد مش بيتشد غير للى شبه، وهو هيصدق وهيحبنى."
جاسر بتنهيدة:"ماشى، هتسهرى معايا النهاردة؟"
نور بتثاؤب:"لا أنا محتاجة أنام .. *عيونها جات على باباها إللى نازل من أوضته ومتشيك* ... ده غير إن ورايا حاجات كتير هعملها قبل ما أنام."
جاسر:"أوك، باي."
نور:"باي."
قفلت مع جاسر وقربت من باباها بإبتسامة مزيفة وهو أول أما شافها إبتسم ..
نور:"مساء الخير يابابي، رايح فين؟"
رشدي بإستغراب من سؤالها:"ورايا شغل، محتاجة حاجة؟"
نور:"أه محتاجة أتكلم معاك في موضوع مهم يخص حياتى."
رشدي بإستعجال:"ممكن يتأجل طيب لحد أما أرجع؟"
نور:"قدامك قد إيه على أما ترجع؟"
رشدي:"مش عارف على حسب الشغل."
نور:"أنا بس محتاجة إنك تعمل حاجة."
رشدى كان لسه هيتكلم موبايله رن ..
رشدي:"لازم أمشى، لما أرجع نتكلم."
مشي من غير مايستنى رد منها نور حاولت تتحكم في غضبها لإنه إتجاهلها ... طلعت على السلالم بغضب ولسه هتروح لأوضتها قررت تروح لأوضة مامتها تشوفها .. قربت تاحية الأوضة ولسه هتدخل ..
دولت:"هههههههههههه، بس بقا .. أنا ماصدقت إنه مشي .. وإنت كمان وحشتنى أوى يا حبيبي."
نور فضلت واقفه في مكانها وهى بتسمع مامتها بتتكلم مع راجل ... لوهلة حست بصدمة بس دارت ده بشكل كويس ورفعت راسها بكبرياء مزيف وراحت على أوضتها عشان تغير هدومها وبعد مرور فترة بسيطة عدلت شعرها وهى بتنام على سريرها ... فتحت موبايلها وقلبت فيه بس إنتبهت لما جاسر رن عليها ردت بزهق ..
نور:"نعم؟"
جاسر:"راجعى نفسك."
نور:"خلاص ياجاسر مش هقدر أجى أنا مرهقة."
جاسر:"هيفوتك كتير."
نور بإستفسار:"هيفوتنى إيه يعنى؟ رقص في مزيكا عاليه؟ مانا ياما رقصت .. شرب؟ مانا ياما شربت .. إستفدت حاجة؟ لا مستفدتش."
جاسر بإستغراب:"إنتى بتتكلمى كده ليه؟"
نور بتنهيدة:"مش عارفة، كل إللى أعرفه إنى محتاجة أرتاح شويه، أنا مرهقة فعلا."
جاسر بتنهيدة:"ماشى، لو حبيتى تتكلمى أنا موجود."
نور بإبتسامة هادية:"عارفة، يلا باي."
جاسر:"باي."
قفلت المكالمة وبصت لسقف أوضتها بشرود وبتفكر في الحياة إللى هى عايشة فيها دى ... يحيى كان قاعد على ترابيزة وقدامه الكتب وبيشرب قهوة وفي نفس الوقت بيذاكر لمنعم إللى قاعد جنبه ومتابعه بتركيز وجنبه الجهة التانية، زيد إللى شغال على اللاب توب بتاعه في رسومات خاصة بشغله وده لإنه مهندس، وفريد قاعد على كنبة بيلعب في موبايله .. وشهاب كان نايم في أوضته .. وأثناء إنشغال كل شخص في الحاجة إللى بيعملها، زيد مط جسمه بزهق من القعدة وعيونه جات على يحيى إللى إدا منعم مسألة يحلها .. يحيى رفع عيونه إللى جات في عيونه زيد إللى بيبصله، بصله بإستفسار .. زيد إبتسم وغمزله ...
يحيى بإستفسار وهو معقد حواجبه:"في إيه؟"
زيد بإبتسامة:"مش ناوي تحكى بقا عملت إيه معاها؟"
يحيى عقد حواجبه بس إتكلم بلامبالاة:"إشتغلت شغلى الطبيعي وبعدها مشيت."
زيد بإستفسار:"بس كده؟"
يحيى:"اه، بس كده."
زيد:"على الرغم إنى حاسس إن في حاجة .. بس أوك."
يحيى بإستفسار:"حاجة زى إيه؟"
زيد وهو بيركز في اللاب بتاعه:"ماتشغلش بالك."
يحيى:"زيد، أنا مابحبش الألغاز دى."
زيد بصله ولسه هيتكلم .... إنتبهوا كلهم لصوت موسيقى شعبية عالية في الشقة .. عيونهم جات على مكان الصوت .. لقوا فريد واقف وماسك موبايله وبيلف ومندمج مع الأغنية ..
اللي له قرش مابينامش ما بالك بقى باللي عليه
يحيى بضيق:"إنت يا متخلف، إقفل الأغنية."
فريد بصله وتجاهله وكمل رقص شبابي، وزيد ضحك وقام من مكانه وإنضم لفريد ...
"ملعون أبوك يا فقر يا حاوجني للأندال"
"ذليت عزيز النفس عشان عديم المال"
زيد شاور لمنعم ييجى ويرقص معاهم وهو بص ليحيى إللى بصله بضيق .. بس قام من مكانه بسرعة ورقص معاهم وزيد راح شد يحيى من إيده غصب عنه وخلاه يقوم ..
"ملعون أبوكي يا عوزة ذلة السؤال قتال"
"آه لو لعبت يا زهر واتبدلت الأحوال"
"وركبت أول موجة في سكة الأموال"
"أروح لأول واحد احتاجتله في سؤال"
يحيى كان بيبصلهم وبيضحك على منظرهم وهما بيرقصوا وبيلفوا حواليه وبيشجعوه يرقص معاهم ..
"أعمل معاه الصح أنا وأسنده لو مال"
"وأقف جنبه في المحن وأكون طويل البااااال"
"وأعرفه ان الفلوس مبتعملش رجال"
"والحوجة مرة وياما بهدلت أبطال ..."
"بس خلاص انا نفسي اتسدت"
"بعد ما ايدي للواطي اتمدت"
"كنت عامل خدي مداس بحب الخير لكل الناس"
"بقيت ع التراب بنداس ناس تخوني وناس تبيعني"
عدا وقت طويل جدا مخلاش من هزار الشباب ورخامتهم على بعض وإنتهى بإن كل واحد راح ينام عشان أشغالهم تانى يوم ..
.........................................
نور كانت قاعدة في أوضتها بتبص للسقف .. فضلت على الحال ده لفترة هى مقدرتش تحسبها بس فاقت من إللى هى فيه لما سمعت صوت عربية باباها عند مدخل الفيلا، دخلت البلكونة بتاعة أوضتها وتابعته بعيونها وهو بينزل من العربية .. قررت تنزل تتكلم معاه في إللى هى ناوية عليه .. نزلت من أوضتها وقابلته وهو داخل الفيلا ..
رشدى بإستفسار:"إيه إللى مصحيكى لحد دلوقتى؟"
نور بجمود:"كنت عايزة أتكلم معاك."
رشدي:"بكرة هبقى أتكلم معاكى .. أنا محتاج أرتاح، أنا كان ورايا شغل كتير جدا."
كان لسه هيتحرك...
نور بغضب:"إستنى."
رشدي بصلها بذهول من طريقة كلامها ... نور قربت منه وإبتسمت إبتسامة مصطنعة ورفعت إيديها الإتنين حوالين رقبته ..
نور بإصرار:"أنا قولت إنى عايزة أتكلم معاك."
رشدى عقد حواجبه بإستغراب من تصرفها ونبرة صوتها ...
رشدي وهو معقد حواجبه بضيق:"وأنا قولت عايز أنام."
نور إبتسمت وقربت إيديها ناحية لياقة القميص بتاعه وبدأت تعدلها وإبتسمت أكتر لما لقت علامة "أحمر شفايف" عليها ...
نور:"بس أظن يابابي، إن كلامى أنا أهم من إنك ترتاح عشان ..... *مسكت اللباقة وخلتها في مرمى بصره وإتكلمت بسخرية* .. إنت جاي تعبان من شغلك."
رشدي لما شاف العلامة إرتبك وبعد عن بنته إللى رفعت حاجبها بسخرية ..
رشدي بتوتر:"دي ... دي ... السكرتيرة خبطت فيا بالغلط؛ فبالتالى ده سبب وجود العلامة هنا."
نور:"بابي، أنا مسألتش حاجة بخصوص العلامة دي .. بس عموما ...*عيونها جات على أوضته هى ومامتها وبعدها بصتله بنبرة تهديد* إنت حر .. أنا عمومًا كنت مستنياك لإني محتاجة أطلب منك طلب بما إنى بنتك حبيبتك إللى مش بترفضلها أي حاجة."
رشدي:"قولي إللى إنتي عايزاه."
نور بلامبالاة:"إطرد والد مراد من الشركة عندك."
رشدي بإستفسار:"مين والد مراد ده؟ فكرينى بيه كده؟"
نور:"الراجل إللى بيعملك القهوة يابابي في الشركة، ركز معايا."
رشدي بعدم فهم:"أطرده ليه؟ أنا مشوفتش منه حاجة وحشه؟ ده راجل طيب وبيعول أسرته و......."
نور بتأفف:"مش حابه أسمع قصة حياته أنا .. إطرده مش حابه وجوده."
راشد:"طب هو ضايقك في حاجة؟"
نور وهى بتنفخ:"يوووووه، قولت مش حابه وجوده."
راشد:"مش مقتنع بكلامك ده .. إدينى سبب مقنع أعاقب الراجل عليه .. لو غلط عرفينى وأنا أنبهه أو..."
نور بإستسخاف وهى بتقاطعه:"تنبهه؟؟ أنا بقولك إطرده."
راشد بدأ يتعصب:"ماهو مش هينفع أطرد حد من غير ما أعرف إيه السبب؟"
نور بصت لباباها بتحدي وقربت منه ومسكت اللياقة إللى فيها العلامة ..
نور بسخرية:"أنا ليا أسبابي الخاصة يا ... بابي ... أنا عايزة أصحى على خبر جميل وهو إنك طردته .. وإبقى سلملي على السكرتيرة يا روحي."
ضحكت بسخرية وطلعت لأوضتها ورشدي مش مستوعب تصرفها ولا مستوعب إن دى بنته أصلا ؟؟؟؟ هز راسه بيأس وطلع لأوضته بقلة حيلة ... نور دخلت أوضتها ورزعت الباب وراها بغضب ورمت نفسها على سريرها بتحاول تنام وتنسى أحداث اليوم كله وبالفعل قدرت تنام بصعوبة ...
............................
في اليوم التالى:
رشدي كانت قاعد في مكتبه في الشركة وبيفكر في طلب نور .. أو بمعنى أصح الأمر إللى أمرته بيه ومحتار الراجل الطيب ده عملها إيه؟؟ .. إنتبه على صوت خبطات هاديه على باب المكتب ..
رشدي:"إدخل."
دخل راجل عجوز ووشه مليان بالتجاعيد وإرهاق السن كان واضح عليه .. ولكن كل المريح فيه كان إبتسامته البشوشة وطيبته إللى واضحة على وشه ...
؟؟:"صباح الخير يا رشدي بيه، حضرتك طلبتنى.. أنا تحت أمرك إتفضل."
رشدي بهدوء:"صباح الخير يا محمود .. *شاور على كرسى قدام المكتب* إتفضل أقعد."
محمود إبتسم وقعد بهدوء على الكرسي ده وبص لرشدي بإستفسار، رشدي إبتسم بتكلف وأخد ظرف وقدمه لمحمود ..
رشدي:"إتفضل."
محمود بإستفسار وهو بيمسك الظرف:"إيه دول يا بيه؟"
رشدي بهدوء:"ده صافي مرتب الشهر، حساب الأيام إللى إنت إشتغلتها هنا، عشان خلاص النهاردة آخر يوم ليك هنا في الشركة."
*الصدمة*، ده كان رد فعل محمود وهو بيبص لرشدي ..
محمود بتلعثم:"آخر يوم؟؟ ليه؟؟"
رشدي:"أنا حقيقي معرفش."
محمود بعدم فهم:"يعنى إيه؟"
رشدي:"تقريبا في موقف بينك وبين نور بنتى وإنت زعلتها منك .. فأنا آسف مش هقدر أسيب حد في الشركة ضايق بنتى."
محمود بلهفة:"لا .. محصلش حاجة .. الآنسة نور على راسي ... يستحيل يحصل حاجة أزعلها فيها لا قدر الله .. ده أنا حتى دايما بوصي مراد إبني عليها وياخد باله منها .. إحنا لحم إكتافنا من خيركم يا رشدي بيه، كلمها يا بيه وخليها تسامحني لو عملت حاجة زعلتها من غير ما أقصد."
رشدي:"نور مش متقبله أى صُلح."
محمود بطيبة:"طب هروحلها الفيلا وهبوس إيديها عشان تسامحنى ولو إنى معرفش أنا زعلتها في إيه؟"
رشدي هز راسه بيأس ...
رشدي بهدوء وتكرار:"النهاردة آخر يوم ليك هنا يا عم محمود."
محمود قام من مكانه وراح ناحية رشدي وحاول يبوس إيده يترجاه لكن رشدي بعد إيده ..
محمود برجاء:"أبوس إيدك يا رشدي بيه .. انا محتاج الشغل .. بناتى وأولادي هياكلوا منين؟ أنا بقالى سنين في الشغلانة دى ... وصعب حد يقبلنى في شغل تانى أنا عديت ال 60 سنة يا بيه ... أرجوك سامحنى .. طب أروح للآنسة نور وأطلب منها تسامحنى .. أن......."
محمود مكملش كلامه وإتنفض من مكانه لما رشدي قام بغضب...
رشدي بغضب:"هى كلمة قولتها .. خلاص .. النهاردة آخر يوم ليك في الشركة .. إتفضل روح بيتك."
الحزن وخيبة الأمل كانوا واضحين في ملامحه .. بص في الأرض بقلة حيلة وخرج من مكتب رشدي إللى بيبصله ومتضايق بسبب طلب بنته الغبى ده ... بس إنتبه لما السكرتيرة دخلت المكتب وقفلت الباب وراها ...
؟؟ بإستفسار وهي بتحط إيديها على كتفه:"حبيبي مالك في إيه؟"
رشدي بتنهيدة:"مافيش يا ريم."
ريم بإستفسار:"طب عم محمود كان زعلان ليه؟"
بصلها وإحتار يقولها إللى حصل بينه وبين نور ولا لا .. لحد ما قرر إنه ميحكيش ...
رشدي بقلة حيلة:"موقف بينه وبين نور ضايقها فيه .. مشيته بسببه."
ريم بإبتسامة:"متزعلهاش .. إبقى إسمع كلامها علطول ... أكيد هى ليها وجهة نظر، ماهو كل ده في الآخر هيبقى ليها زى مانت بتقول علطول."
رشدي إبتسملها بحب ومسك وشها بين إيديه:"أنا مبسوط إنك معايا وفي ظهري، كنتي فين من زمان."
ضمها لحضنه وتجاهل أى ضغوطات خاصة بحياته وبيته ....
.........................................
يحيى خرج من السنتر بعد الإنتهاء من الشرح ومشى في طريق السكن وفي نفس الوقت بيفكر في الميعاد إللى حدده لنور الخاص بدروسها .. وهو ماشي في الطريق كان محتار يتصل بيها يقولها على الميعاد ده ولا لا؟؟ .. حاسس بكسوف وخجل غير طبيعي، عشان هى بنت وهو متعودش إنه يتعامل مع بنت خارج الحصص بشكل عام غير مع مامته وأخته ... إستغرب تفكيره ده وهز راسه بعنف وقرر إنه لازم يتصل بيها عشان ده شغل .. أخد نفس عميق وبدأ يدور على رقمها إللى كلمته منه آخر مرة ولما لقاه بدأ يتصل ... كانت نايمة بهدوء بعيدا عن أى إزعاج حواليها بس الإزعاج بدأ لما موبايلها رن .. عقدت حواجبها وهى نايمة ونفخت بزهق وأخدت الموبايل وردت وحطته على ودنها من غير ماتشوف الإسم ..
نور بصوت رقيق ونعاس:"ألو."
يحيى إرتبك لما سمع صوتها وحاول يتحكم في ضربات قلبه إللى زادت فجأة ..
نور بتكرار ونعاس:"ألو."
نور إستغربت إن مافيش رد كانت هتقفل المكالمة ..
يحيى بتلعثم:"ألو."
نور بنعاس:"أيوه."
يحيى بحمحمة:"نور .. قصدى الآنسة نور معايا؟"
نور:"أيوه."
يحيى:"أنا يحيى .. أنا إللى بشرحلك المواد."
نور بإستيعاب:"أه .. إزيك يا يحيى؟"
ودانه وخدوده إحمرت من الخجل ..
يحيى:"الحمدلله .. إحم إحم .. أنا بتصل بس عشان أبلغك بالمواعيد إللى هشرحلك فيها."
نور:"ممممم .. إيه هى؟"
يحيى بتردد:"تلت أيام في الأسبوع تمام؟"
نور بإستفسار ونعاس:"وليه مش الأسبوع كله؟"
ييحيى بتوتر:"عشان وقتي ووقتك و...."
نور وهى بتفتح عيونها:"أنا معنديش أى مانع خالص .. لو مش حابب يبقى خلاص خلينا ..........."
يحيى بتصرف سريع ودون وعي:"لا .. خلاص الأسبوع كله."
غمض عيونه وجز على أسنانة بسبب تسرعه بدون تفكير ..
نور بإبتسامة مش فاهمة سببها:"أوك إتفقنا ... إمتى بقا؟"
يحيى بحمحمة:"الساعة 5؟"
نور بإنزعاج:"مش شايف إن ده بدري جدا؟ أنا بصحى الساعة 6."
يحيى بإستغراب وبراءة:"لا مش قصدي 5 الفجر طبعا .. قصدي 5 بعد العصر."
نور ضحكت من قلبها على برائته إللى واضحة ..
نور:"أنا فاهماك .. أنا أقصد إنى بصحى 6 المغرب."
يحيى بشدة وهو معقد حواجبه متناسيًا إنه بيتكلم مع بنت:"ليه؟ وبتروحى الكلية إمتى على كده؟ إنتى لازم تحضري في الكلية، وتعرفي نظام الدكاترة، ولازم تذاكري كويس وكل ده عشان تنجحي."
نور إستغربت نبرته الغريبة طريقة كلامه معاها وتحكمه المفاجئ زي ماهى إعتقدت أول مرة تشوف الجانب ده فيه ... يحيى إستوعب إللى قاله وحاول يتكلم حاسس إنه مش عارف يتكلم من الإحراج .. بس قرر إنه لازم يقفل معاها ..
يحيى بصوت مبحوح من الإحراج:"نتقابل في ميعادنا إن شاء الله وأتمنى يكون في السنتر لإن في بعدك مجاميع تانية."
نور كانت لسه هتتكلم لقت المكالمة إتقفلت .. برقت بصدمة بسبب إن أول مرة حد يقفل السكة في وشها والحد ده مين ؟؟ الفلاااح ده ... غمضت عيونها بضيق وبتحاول تتحكم في أعصابها ..
نور بضيق مكتوم:"مش أنا إللى يتقفل السكة في وشي .. هتشوف منى أيام كتير يا يحيى."
رمت الموبايل جنبها وقامت من على سريرها ... أما يحيى كان بيحاول يتحكم في خجله بسبب كلامه التلقائى ده غير موافقته على طلبها إنه يشرحلها الأسبوع كله ... نفخ بضيق من تصرفاته إللى مش بيعرف يتحكم فيها لما بيكلمها أو لما بيكون معاها ودى تانى مرة تحصل كإنه أما بيصدق تكلمه .. إنتبه للى هو بيفكر فيه وهز راسه بعنف بيرفض التفكير ده تمامًا وقرر يروح يشوف شغله ...
.....................................
نور نزلت من أوضتها وعيونها جات على مامتها إللى لسه داخله الفيلا وواضح عليها الفرحة ...
دولت بإبتسامة:"مساء الخير ياروحي."
نور بإبتسامة مصطنعة:"مساء النور يا مامي."
دولت بإستفسار:"إنتى لسه صاحية ولا إيه؟"
نور:"أيوه وعايزة أقعد معاكي شويه، بقالى يومين مشوفتكيش."
دولت بتثاؤب:"ممكن نأجلها طيب؟ محتاجة أنام جدا لإنى بجد مرهقة."
نور بصتلها بخذلان في اللحظة دي:"أوك يامامي."
دولت طلعت أوضتها وهى بتتمايل تحت عيون بنتها إللى مش قادرة تصدق إللى هي عايشة فيه ده ... إتنهدت تنهيدة بسيطة وراحت قعدت على كرسي في الصالون وبصت للوقت لقت إن باباها إتأخر عن ميعاد وصوله ده غير إنه متصلش بيها عشان يعرفها إيه إللى حصل .. قررت تتصل بيه وبعد محاولات كتيرة من الرن مردش عليها ... قررت تتصل بالشركة وبعد لحظات ... سمعت صوت البنت إللى في الإستقبال ...
؟؟:"شركة **** إستفسارك بخصوص إيه يا فندم؟"
نور بتكبر:"معاكى نور رشدي .. كنت بسأل عن بابي، هو لسه في الشركة؟"
؟؟:"أهلا بحضرتك يا فندم .. رشدي بيه موجود في مكتبه بيخلص شغل."
نور:"أوك."
قفل المكالمة بدون أى كلمة زيادة والبنت إللى في الإستقبال إستغربت طريقتها ..
؟؟ بتمتة وضيق:"قليلة الزوق بجد."
نور فضلت قاعدة في مكانها ومش عارفة تعمل إيه ؟ قررت تتصل بجاسر عشان يخرجوا .. وبعد عدة رنات ..
جاسر:"ألو."
نور بإبتسامة:"إستغربت إنك مكلمتنيش عشان نخرج قلت أبدأ أنا، يلا ننزل."
جاسر:"بلاش النهاردة."
نور بإستفسار:"ليه؟"
جاسر:"مشغول شويه .. باي يا نور."
نور بإستغراب:"باي."
قفلوا مع بعض ونفخت بزهق وبتحاول تفكر تعمل إيه في اليوم ده ... وبعد مرور وقت طويل من التفكير والحبسة إللى هى فيها دي قررت تروح لوالدها عشان تعرف عمل إيه بخصوص والد مراد .. قررت تقوم تغير هدومها وتروحله الشركة تعرف منه وأهو بالمرة تخرج شويه بدل الحبسة دي ..
..........................................
يحيى كان في المطبخ بيجهز العشاء أو يمعنى أصح الغداء لإنه على فطارة إللى فطره الصبح بدري قبل ما ينزل الكلية .. وبيفكر في الوقت إللى هيفضل فيه مع نور طول الأسبوع وبيقنع نفسه إن ده شغل طبعا وهيتعود على كده مع الأيام .. فاق على صوت فريد ..
فريد:"إيه ياعم مالك؟ سرحان في إيه؟ *غمزله* .. سرحان في الموزة إللى كانت هنا أكيد، صح؟ قول ماتتكسفش."
يحيى عقد حواجبه بضيق وهو بيبصله ... فريد رفع إيديه الإتنين بإستسلام ..
فريد:"في إيه يابنى؟"
يحيى بضيق:"ترضى حد يقول كده عن أختك؟"
فريد بلامبالاة:"أنا معنديش إخوات بنات، وبعدين بصراحة البنت موزة و أنا لو مكانك كنت ظبطتها و...."
يحيى مسكه من لياقة التي شيرت بغضب ..
يحيى:"كلمة تانية يا فريد وهتلاقى وشك ده كله دم .. إتلم."
فريد بخوف وإستسلام:"أنا بهزر .. بهزر معاك يا يحيى.. إنت أخدت كلامى جد؟"
يحيى وهو معقد حواجبه بغضب:" الحاجات دى مافيهاش هزار، ماتهزرش بالشكل ده."
فريد بهدوء:"طب أنا آسف."
يحيى سابه ورجع ركز في عمايل الأكل .. فريد حاول يفك الجو شويه ..
فريد بإبتسامة:"إنت عاملنا أكل إيه النهاردة؟"
يحيى بصله بطرف عيونه ومردش عليه ...
فريد:"على فكرة أنا بتكلم؟"
يحيى:"سيبنى في حالى وروح ذاكرلك كلمتين يمكن ينفعوك."
فريد بغرور:"المذاكرة دي سايبها لليلة الإمتحان يا صديقي .. هما عملوا إيه إللى بيذاكروا طول السنة يعنى غير إنهم أخدوا حرقة دم وأعصاب؟"
يحيى نفخ بضيق وبصله:"إنت عبيط ولا بتستعبط؟؟ في كلية علوم ومخلى المذاكرة لليلة الإمتحان؟؟؟ إنت متخلف؟؟ إنت فاكر إنك هتنجح بالشكل ده؟؟ مش كفاية إنك دبلرت سنة أولى ولا عايز تضيع فلوس أهلك إللى بيدفعوها فيك في الأرض؟"
فريد بإبتسامة خبيثة:"مش أنا لوحدي إللى دبلر سنة أولى يا يحيي، ولا نسيت؟ إنت تعتبر دى خامس سنة ليك في تجارة."
يحيى وهو بيبصله بطرف عيونه:"إنت عارف أنا دبلرت ليه؛ فملهاش لازمه أعيد وأزيد في الكلام، وأنا غلطان إنى خايف عليك وعلى مصلحتك."
فريد بإحراج:"طب هتخلص طبيخ إمتى؟"
يحيى بتنهيدة:"قربت، روح نادي لمنعم وشهاب عشان هناكل، وكلم زيد شوفه إتأخر ليه؟"
فريد بنبرة مرحة:"أوكاي."
....................................
رشدى كان قاعد في مكتبه مشغول في شغله ومنتبهش للباب إللى إتفتح بس إنتبه لما حطت إيديها على كتفه ..
ريم بحب:"بكلمك ياحبيبي، مش سامعني ليه؟"
رشدي بإبتسامة وهو بيبصلها:"ما أخدتش بالي يا حبيبتي، إنتى مروحتيش ليه لحد دلوقتى؟"
ريم بتنهيدة وهى بتقعد على حرف المكتب قدامه وبتمسك وشه بين إيديها:" حبيبي سهران النهاردة فقولت أسهر وياه .. أصل هقعد في البيت أعمل إيه وإنت مش معايا؟ أنا بحب أكون دايما جنبك .. وبعدين من وقت ما إتجوزنا وأنا مش عارفة أشوفك خالص كده؟"
رشدي:"ماهو عشان نور متاخدش بالها .. إنتى عارفة إنها زكية ومش عايزها تزعل منى ده غير إني مش عايز أي مشاكل بيني وبين دولت."
ريم حاولت تداري ضيقها من سيرة نور ودولت وإبتسمت وحاولت تتدلع عليه..
ريم:"بس أنا من حقي أشوف جوزي."
رشدي:"ماحنا بنبقى مع بعض يا حبيبتي كل يوم بليل."
ريم بقمصة ودلع:"لا أنا عايزة جوزي في حضنى، وأحضرله فطاره قبل مايروح شغله ونقضي أجمل اللحظات مع بعض."
رشدي إتنهد وقام من على الكرسى بتاعه ووقف قدامها بالظبط ..
رشدي:"حاضر، هحاول."
ريم بضيق طفولي وهى بتبص في عيونه:"لا مسمهاش هحاول .. إسمها أوعدك."
رشدي:"إنتى عارفة إنى مقدرش أوعدك بحاجة ظروفي مش هتخليني أوفي بيها، بس هحاول يا حبيبتي."
ريم بحزن:"طيب .. بس عموما أنا زعلانة منك صالحني."
رشدي بضحكة خفيفة:"ياخبر؟ تزعلي من العجوز إللى قدامك ده؟"
ريم بحب وهى بتبص على شعره الأسود الذي يتخلله بعض الشعيرات البيضاء:"إنت أحلى عجوز في حياتي."
فضلوا يبصوا في عيون بعض لحد ما عيونه جات على شفايفها وقرب منها وبدأ يبوسها ... الإتنين غابوا عن الدنيا إللى حواليهم ومنتبهوش للباب إللى إتفتح ولا لنور إللي وقفت تبص لباباها بذهول .. المرة الأولى لما شافته مع بنت بررت إنه ممكن تكون سهرة شغل ... المرة التانية لما شافت الروج حاولت تجيب في مبررات كتير ليه ... لكن دلوقتى؟؟؟ هتبررله إيه؟؟؟ .. عقدت حواجبها بغضب و حاولت تتكلم لإنها ملجومة بسبب المظهر ده وبالفعل إتكلمت ببرود وقوة مش عارفة مصدرهم ...
نور بغضب:"بابي."
