رواية امير قلبي الفصل الاول1والثانى2بقلم ايمان محمود


#البارت الاول والثاني 

رواية ..أميرُ_قلبى🐣

#بقلم_ايمان_محمود

-علي فين يا انسة؟!


تلعثمت بارتباك وهي تختطف بعض النظرات المرتبكة اليه ، كان 


مثبتا أنظاره نحو الأمام فهتفت بهمس:


-الكورنيش لو سمحت


مد يده ليعبث بالفرامل الأمامية قبل أن ينطلق الي حيث 




أرادت ، كان قد أعطي جام اهتمامه للطريق غير منتبه لتلك التي جلست في الخلف تراقبه بعينان ملتمعتان ، وصل بعض دقائق فأخرجت وريقة مالية 




أعطتها له بأدب لتهبط بعد ذلك ، أغلقت الباب وودت لو يلتفت لها لكنه انطلق مسرعا كي




 يكمل عمله المرهق ، التفتت لتتقافز دموعها تلقائيا حالما ضرب الهواء البارد صفحة 





وجهها ، تنهدت بألم لتبدأ بالسير بلا هدي ، لما كُتب علي قلبها العذاب في حبه؟!..


زفرت بقوة لتخرج هاتفها وتبدا بمراسلة احدي رفيقاتها كي تأتيها حيث هي علّها تخفف عنها ولو قليلا..


~♡~•~♡~•~♡~•~♡~


زفر بضيق وهو يراقب تحركات زوجته العصبية ، ابتلع طعامه ليتسائل بترقب:


-مالك يا جليلة؟








وكأنها كانت تنتظر كلماته لتنفجر ، صرخت بعصبية في وجهه:


-بتك يا مسعد ، بتك اللي معتش عارفة امشي كلامي عليها ، سابتني ونزلت عشان قلتلها علي العريس اللي جاي الليلة


زفر بضيق ليتحدث:


-ما تسيبيها علي راحتها يا جليلة


-اسيبها علي راحتها؟؟ ، وانا جالي من ورا دلعك ليها غير الخيبة؟ ، اشي بناطيل ضيقة واشي زفت مكياج بتخرج بيه ومياعة وقلة حياء ، عايزها تعمل اي اكتر من كدا عشان تعرف ان دلعك دا بوظها؟!


صمت غير قادر علي جدال زوجته ، يعلم انها محقة فتدليله لابنته "هاجر" لم يأتي سوي بنتيجة عكسية بعدما ظنت هي ان دلالها هذا لا يعني سوي ان بإمكانها التصرف كما يحلو لها دون الاهتمام بعواقب ذلك ، أخفض أنظاره أرضا فاقتربت منه زوجته لتهتف بهدوء:


-يا مسعد عشان خاطري ، اضغط عليها المرادي ، الواد اتقدملها يجي اربع مرات وهي بترفضه وهو ميعيبوش حاجة الصراحة ، يعني دكتور وفاتح عيادة ، دا هيهنيها ، عشان خاطري المرادي بس


أومأ بصمت لتهتف هي بحذر:


-حقك عليا لو اتعصبت ، انا بس مش عاجبني حالها


ارتسمت ابتسامة شاحبة علي شفتيه هتف من بعدها:


-هبقي اتكلم معاها لما تيجي ، قومي انتي بس حضري الغدا ولا شوفي هتعملي ايه وسيبي موضوع العريس دا عليا







ربتت علي ظهره لتقف متوجهة نحو المطبخ لتغمس نفسها داخل تلك الأعمال المنزلية التي لا تنتهي تاركة اياه يفكر في ابنته وما سيفعله معها ، ايعقل ان تدليله المفرط هو السبب في كل هذا؟!..


~♡~•~♡~•~♡~•~♡~


في المساء..


دلف "عمرو" الي شقته المتوسطة الحال ليُلقي بمفاتيح سيارة الأجرة الخاصة به علي اقرب أريكة واجهته ، ارتمي بنفسه علي الأريكة المقابلة بعد ذلك ليتنهد بقوة ، عضلات جسده متيبسة وكأنه كان يركض طوال اليوم ، ليس وكأنه لا يفعل سوي ان يوصل الناس عن طريق سيارته ، اعتدل ليفرغ ما بجيوبه ليهمس برضا وهو يضع تلك الورقات المالية أمامه:


-الحمد لله ، اللهم لك الحمد


عد محصلة ما جمعه ليأخذ منهم مبلغا معينا استقام وتوجه الي غرفته ليدسه بين ثنايا ملابسه ، انتهي من تخبئته جيدا ليتوجه بعد ذلك الي الحمام ليغتسل ويؤدي فروضه..


انتهي بعد فترة ليلقي بجسده علي سريره المتهالك بإرهاق ، ابتسم بخفة وهو يتذكر حديث أخته التي ذهب لزيارتها صباحا..


-ما تتجوز بقي وتجيبلك واحدة تونسك ، اهي تحضرلك الاكل يا اخي بدل مانا متاكدة انك بتروّح تصلي وتنام من غير عشا


كانت صادقة فهو يكتفي بما يأكله خارجا فلا يفكر في تحضير العشاء لنفسه حتي ، رفع ساعده وأسنده علي جبهته ليغمض عيناه وقد أخذ لسانه ينطق بما اعتاد عليه وقت النوم:


-سبحان الله وبحمده







كررها كثيرا حتي سقط نائما بعد يوم طويل من عمله المرهق للذهن والبدن!..


~♡~•~♡~•~♡~•~♡~


في منزل "مسعد"..


ارتفع صوت "هاجر" بعصبية والتي حاولت رفض ذلك العريس المتقدم لها رغما عن الحاح والدها الغريب:


-انا مش عايزاه ، ايه؟! ، هتجوزوني غصب عني؟؟!


-طب قوليلي مش عايزاه ليه؟ الراجل كويس وشاريكي واتقدملك ييجي اربع مرات غير دي مش عايزاه لييه؟!


ارتفع صوت والدها بعصبية فالتمعت عيناها بالدموع ، كيف تخبره بأن قلبها معلق بقاسي لا يهتم لها! ، قاسي أوصلها صباحا ليتركها مسرعا بسيارته دون ان يعير دموعها اهتماما!..


فقط لما هو دونا عن جميع الرجال من وقع له قلبها!.. لما؟!..


اختنق صوتها بعبراتها فلم تستطع الحديث وأجهشت باكية ، تنهد "مسعد" بقوة قبل ان يقترب منها ليضمها بهدوء ، هي ابنته الوحيدة لذلك لا يحب ان يقسو عليها وبكائها جعله يشعر أنه أذنب للحظات عندما حاول ارغامها علي الزواج بمن ترفضه..


هدأت بعد فترة لتتركه وتتوجه الي غرفتها ، تاركة اياه في حيرة من امر ابنته التي لا يعلم لما تغلق علي قليها أبوابه وكأنها اكتفت بنفسها دون الحاجة لرجل في حياتها..


اما في الداخل ، فقد ارتمت "هاجر" علي الفراش لتعاود البكاء من جديد ، ضربت فوق صدرها لتهتف بألم:


-كفاية بقي ارحمني ، هو مش بيحبني كفاية


رفعت يدها الي وجهها لتغطيه بألم ، تعشقه بحق لكن اللعين لا يراها من الأساس!..


انهارت نائمة بعد وصلة طويلة من البكاء الذي رثي حبيبا لم يرأف بقلبها يوماً


~♡~•~♡~•~♡~•~♡~


بعد يومان..


انتهت "هاجر" من تعديل ملابسها لتزفر ببطء وهي تتأمل وجهها بهدوء ، كانت ذات ملامح هادئة أشعلتها هي بتلك المساحيق التجميلية التي 






غطت بها معظم وجهها ، عدلت من وضع حجابها وشمرت أكمامها قليلا كما المعتاد لتتوجه بعد ذلك الي الخارج ، التقطتها عيون والدتها فنادت بحدة:


-رايحة فين يا بت؟


-نازلة اشتري حاجات من المكتبة يا ماما


كادت "جليلة" تمنعها لكنها لم تعطي لها الفرصة بل تركتها سريعا وهبطت الي الاسفل بعدما القت عليها سلاما سريعا..


~♡~•~♡~•~♡~•~♡~


جلس "عمرو" بداخل سيارته يراقب حركة السيارات من حوله بهدوء ، كان قد أضاء ذاك (الراديو) الصغير بالسيارة علي اذاعة القرآن الكريم لتعلو شفتاه ابتسامة هادئة وهو يستمع الي تلاوة احد الشيوخ الخاشعة ، 






لم ينتبه الي اقتراب "هاجر" من السيارة سوي عندما صفعت الباب من خلفها بقوة ، التفت لها ليشيح بأنظاره بعيدا عنها حالما تعرف عليها ، أشعل محرك السيارة وهتف بروتينيه:


-علي فين يا آنسة؟


تأففت بضيق سمعه ، هو يصر علي تجاهلها وهذا يشعلها بحق ، نطقت بحنق:


-وديني عند مكتبة النور


اندهش لطلبها ، فتلك المكتبة لا تبعد كثيرا عن هنا ، انها فقط علي بعد ثلاث شوارع من مدخل حارتهم ، لم يكن ليعترض او ليناقشها في هذا فامتثل لطلبها وتوجه بها الي حيث تريد ، هبطت حالما وصلت لتهتف برجاء وهي تستند علي النافذة لتنظر له:


-استناني هنا دقيقتين بس مش هتاخر


-طيب


تركته ودلفت الي المكتبة لتجلب ما ارادته لتخرج اليه بعد ذلك ، استقلت المقعد الخلفي من جديد ليتوجه بها نحو مدخل حارتهم مجددا ، كانت قد رفعت احدي الروايات التي جلبتها لتصطنع تصفحها في حين انها بقت تختلس النظرات اليه بابتسامة ، ذقنه الحليقة التي نمت قليلا واخيرا أعطته جاذبية رائعة ، انتبهت لكونه قد أوقف السيارة فتركت الكتاب بتلعثم لتخرج له أجرته ، أعطته بعض الأوراق النقدية وهبطت ليزفر هو بحدة!..


~♡~•~♡~•~♡~•~♡~


-بقولك ابعد ايدك عني انت مجنون؟


صرخت "هاجر" بحدة وهي تدفع ذلك الشاب بعيدا بعدما 





جذبها من معصمها فجاة الي احدي الشوارع الجانبية ، ترك يدها ليهتف بعصبية:

 رواية امير قلبي 

الفصل الثاني 

بقلم ايمان محمود

.....

-بقولك ابعد ايدك عني انت مجنون؟


صرخت "هاجر" بحدة وهي تدفع ذلك الشاب بعيدا بعدما جذبها من معصمها فجاة الي احدي الشوارع الجانبية ، ترك يدها ليهتف بعصبية:


-اه مجنون ، بقي انتي ترفضيني خمس مرات؟.. شايفة نفسك علي ايه


دفعته بعيدا لتهتف برأس مرفوعة:


-ومشوفش نفسي ليه! ، وبعدين انت مش اترفضت يا جدع انت؟.. عايز ايه بقي؟


تطاير الشرر من عيناه ليندفع نحوها يكبلها بيدها وهو يهمس بعنف أخافها:


-عايزك!


♡~•~♡~•~♡~•~♡


-ربنا يخليك يابني


ابتسم "عمرو" بصفاء لتلك العجوز التي ربتت علي كتفه بحنو بعدما ساعدها بالهبوط من سيارته ، أغلق الباب من خلفها وكاد يلتفت ليستقل السيارة من جديد لكن قاطعه نداء احد الأطفال:


-عم عمرو


التفت فابتسم بتلقائية وهو يري "سمير" يقترب منه وهو يمسك بيده ورقة كبيرة ، انحني لمستواه ليهتف بحنو:


-عامل ايه يا بطلي؟


دفع "سمير" بالورقة اليه ليهتف بحماس اشتعل بعينيه:


-الحمد لله اوي ، بص .. انا صليت كل الصلوات في المسجد زي ما اتفقنا ما عدا يوم الاربع اللي فات بس عشان كنت تعبان ، بس صليتهم في البيت ، فين جايزتي بقي


تفحص تلك العلامات التي هو واثق ان والداه هما من وضعاها له ليبتسم بفخر ، مد يده الي جيبه ليخرج بعض الجنيهات ليضعها في قبضة يد الصغير ، هتف وهو يملس علي شعره:


-خد دول اشتري بيهم دلوقتي وليك عليا وانا راجع بالليل هجبلك لعبة حلوة اتفقنا؟


-اتفقنا


احتضنه الصغير وذهب بعدما ودعه ليبتسم "عمرو" وهو ينظر الي تلك الورقة التي تركها الصغير له ، لطالما تحدث والد "سمير" أمامه عن معاناته في جعل ابنه الذي تخطي التسع سنوات بقليل يحافظ علي صلاته فما كان منه الا انه اقترح علي الصغير في احدي جلساتهما بان يصنع جدولا صغيرا يريه اياه كل أسبوع مع وعد باعطائه هدية اذا حافظ علي الصلاة طوال ذلك الاسبوع..


استقل السيارة وبدا بالتجول في الشوارع وهو يدندن ببعض الأناشيد التي يحفظها عن ظهر قلب ، استوقفه رجل كبير ليطلب منه العودة به الي (الحارة) ، لم يرفض طلبه وانطلق الي حيث يريد الرجل ، هبط الرجل بمساعدة "عمرو" وما ان ذهب حتي عقد "عمرو" حاجباه وهو يري تجمهر الناس الغريب هذا ، اقترب ليسأل أحد الشباب:


-هو في ايه؟


-بيقولو قفشو البت هاجر مع واحد هنا


-هاجر مين؟


سأل بعفوية فما كان من الشاب الا ان ابتسم بحالمية ليهتف بتمني:


-هاجر مسعد ، بسبوسة الحارة ، حاجة كدا ، صاروووخ


زفر "عمرو" مستغفرا ليهتف بشئ من الحدة:


-حرام كدا ، انتي ترضي حد يقول علي اختك كدا؟


أشاح الشاب بيده ليهتف بلا اهتمام:


-ما يقولو اللي يقولوه ، حاسب انت بس يا شيخنا لما اشوف الوتكة دي عملت ايه


تركه واندفع الي داخل الزحام ليقلب "عمرو" كفيه بحسرة ، متي أصبح الشباب عديمي النخوة هكذا؟!..


ترك الزحام وتوجه الي سيارته ليعود الي عمله وقد رأي ان وقوفه لا فائدة منه..


♡~•~♡~•~♡~•~♡


لطمت "جليلة" علي صدرها بحسرة لتهتف بنواح:


-يا ميلة بختك يا جليلة ، يا فضيحتك السودا يا جليلة ، يا فضيحتك السودة يا جليلة يا فضييحتي


تعالت شهقات "هاجر" التي وقفت تلملم ثيابها عاجزة عن الرد أمام صراخ والدتها ، جذبتها "جليلة" من عضديها بعنف لتصرخ بوجهها:


-منك لله ، منك لله فضحتينا


-والله ما عملت حاجة ، هو اللي شدني وحاول..


-اخرسي


صرخت "جليلة" لتدوي بعد ذلك صفعة قوية ارتدت علي اثرها "هاجر" بقوة ليزداد بكائها ، لقد حاول ذاك اللعين التحرش بها فما كان منها الا ان صرخت للاستنجاد باي شخص ، وفي ثواني تجمهر الجميع لتتفاجأ به يبعدها عنه ليقلب كل شئ ضدها وهو يدعي انها هي من كانت تسعي ورائه لا العكس ، وانها عندما وجدت انه لا يستجيب لها مثلت امامهم بانه يحاول التحرش بها ، لقد وقعت في فخه المحكم وبكل سذاجة حتي انها لم تستطع الدفاع عن نفسها امام الجميع بسبب سبات النساء المستنكرة لما فعلته ، حاولت الحديث من جديد لكن والدتها جذبتها من شعرها لتنهال عليها ضربا باحدي (المقشات) وهي فقط تردد بصوت عالي:


-جبتيلنا الفضيحة ربنا ياخدك


......


ضمت "هاجر" نفسها بقوة وهي تحاول التحكم في شهقاتها العالية ، لقد أنجدها والدها من يدي والدتها ليطلب منها البقاء في غرفتها ، آلمها انكسار والدها بحق لكنها.. ليست مخطئة!..


انفتح الباب فتوجهت أنظارها اليه بلهفة ، نظرت لوالدها الذي أطل منه لتستقيم مرتمية امام قدميه ، بكت بشدة وهي تهتف:


-والله ما عملت حاجة يا بابا ، والله العظيم كداب ، صدقني هو عمل كدا عشان يخليني اوافق عليه ، والله ما عملت حاجة ، هو اللي شدني من الاول


رفعها ليهتف بهدوء وهو يربت علي كتفها:


-انا عارفك ، وعارف انك متعمليهاش ، اهدي


ارتمت بين يديه لتهتف بقلب مكلوم:


-ماما مش مصدقاني


ربت علي ظهرها ليتنهد بقوة:


-اللي اتقال مش قليل يا هاجر ، اقعدي انتي بس هنا ومتطلعيلهاش 


ابعدها عنه ليخرج لتنهار هي أرضا وقلبها يتمزق علي حالها الذي تدمر فجأة بسبب لعين أراد فقط ان يحظي بها رغما عن أنفها..


♡~•~♡~•~♡~•~♡


-شوفت اللي حصل يا عمرو؟


ابتلع "عمرو" طعامه بحذر ليهتف بخفوت:


-حصل ايه يا سناء؟


-البت هاجر بت عمك مسعد 


قلب عينيه بملل ، يبدو ان الجميع لن يتوقف عن الحديث عن تلك الفتاة ، هز رأسه بحسرة ليهتف بغيظ:


-ايه مناقصش غير انتي اللي تجيبي في سيرتها يا سناء ولا ايه؟.. حرام عليكي انتي متعرفيش اللي حصل بالظبط والناس مش كل كلامها صح و..


-يابني اهدي.. انا مكنتش هتكلم علي اللي حصل


-اومال؟


فركت كفيها ببعضهما بتوتر قبل ان تستجمع شجاعتها لتهتف فجاة:


-انا.. عايزاك تتجوزها!



                      الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>