
رواية امراة اقتحمت قلبي
الفصل ( الاخيرة )
بقلم ندى محمود
ريتال : رهف !! .. انتى بتعملى ايه هنا
رهف بنفعال : ردى عليا جاسم ماله
قالت لها ريتال ودوموعها تنهمر على خديها : جاسم عمل حادث وهوفى العمليات دولوقتى وحالته كانت خطرة جدا
نزلت ذلك الكلمات عليها كالصاعقة بينما نغم هرولت الى جدتها وارتمت فى حضنها .. ثم خرج الدكتور اسرعوا اليه بينما رهف ظلت واقف مكانها ومازالت اثار الصدمة على وجها وسمعت الطبيب يقول : احنا عملنا اللى علينا والباقى على ربنا ادعوله ربنا يقومه بالسلامة هو دخل فى غيبوبة دلوقتى
ادهم بصدمة : اييه غيبوبة وامتى هايفوق
الدكتور : على حسب ممكن تاخد يومين او اكتر ادعوله انتو بس
مجرد ماسمعت ذلك الكلام لم تتحمل اخذت طفلتها اخذت ابنتها وهرولت خارج المستشفى .. هبت ريتال لتذهب خلفها وهى تقول : رهف استنى .. اوقفتها مريم قائلا : سيبها ياريتال ..........
جلست على احد الكراسى خارج المستشفى وظلت تبكى بشدة وكانت تدعى ربها ان ينجى حبيبها فاهى لم تستطيع العيش بدونه مع انه كان دائما بعيد عنها ولكن وجوده كان يطمئنها مجرد سماع صوته فقط تشعر بالامان .. ظلت تبكى بشدة وتشهق فجلست بجانبها طفلتها ورتبت على كتفها وقالت بحزن : بتبكى ليه ياماما .. هو بابا ماله
ضمتها الى حضنها وهى تبكى بشدة وقالت : بابا هايبقى كويس ياحبيبتى متخافيش انا عارفة هو مش هايسيبنى
اتى المساء سريعا ومازال جاسم فى غيبوبة وهو فى غرفة العناية المركزة .. اما عن فاطمة فقد تعبت جدا وحجزوا لها غرفة حتى تبقى تحت عناية الطبيب وظلت معها ريتال ورفضت ان يبقى معها ادهم وقالت له ان يذهب الى البيت هو ومريم ويأخذ الاطفال معه .. اما رهف فقد ارجعت نغم الى المنزل وعادت مرة اخرى الى المستشفى .. ذهبت الى غرفته بالعناية المركزة ووقفت امام الزجاج وكانت ترى الاجهزة موصلة بجسده انفجرت بالكباء وقالت ببكاء شديد : قوم ياحبيبى علشان خاطرى انا مقدرش اعيش من غيرك لحظة وحدة .. قوم وانا اوعدك انى هانسى كل حاجة وكأن محصلش حاجة قوم انت بس متسبنيش .. متسيبش نغم وياسين متحرمهمش منك .... ثم اسندت رأسها على الزجاج وقالت ببكاء : انا بحبك اوى متسبنيش وحدى .. لتجد احد ما يضع يده على كتفها التفت له وجدتها ريتال جففت دوعها بسرعة وقالت ريتال : رهف انتى روحتى فين من الصبح
رهف : مقدرتش اتحمل طلعت وديت رهف البيت ولما هديت شوية جيت .. كنت بلوم نفسى مية مرة انى رفضت ارجعله
ريتال : ودلوقتى عايزة ترجعليه ولا لا كمان .. جاسم كان دايما بيلوم نفسه على اللى عمله معاكى وبيقول انا السبب كان طول التلات سنين دول ندمان على اللى عمله وكان مجرد ماحد يقوله يطلقك كان يهب فيه ويتعصب مع انك انتى كنتى رافضة ترجعليه
وضعت يدها على فمها لتمنع صوت تشنجها وبكائها وقالت : هو يقوم بس ومن غير ما يقول اى حاجة انا اللى هاقوله عايزة ارجعلك انا عرفت قيمته عندى فعلا وانى بحبه زى الاول واكتر لما دلوقتى حاسة انه ممكن يروح من ايدى
ريتال بعين مليئة بالمدوع : ربنا يقومه بالسلامة ها يبقى كويس ان شاء الله
رهف : انتى قاعدة وحدك هنا
ريتال : لا بس ماما تعبانة وقاعدة فى اوضة محجزولها وانا قاعدة معاها
رهف بقلق : هى كويسة طيب
ريتال : الحمدالله ... بس رافضة تاكل اى حاجة
رهف : طاب انا عايزة اشوفها هى فين
ذهبت رهف بصحبة ريتال الى غرفة فاطمة ودخلت وجدت وجها شاحب وحزين .. بينما فاطمة مجرد ما رأتها ادارت وجها الجهة الاخرى ذهبت وجلست بجانبها وقالت بنظرة مكسورة والدموع تملأ عينها : انا عارفة انك زعلانة منى بس دلوقتى خلاص عرفت قيمة جاسم عندى خلاص ومستحيل اسيبه تانى انا اسفة سامحينى
ادارات وجها اليها وعندما رأت ذلك النظرات فى عينها نظرات الندم والكسرة ضمتها الى حضنها وقالت : انا هاسامحك بس علشان بعتبرك زى ريتال بظبط وكنت عارفة انه هاياجى اليوم وهاتعرفى انك كنتى غلطانة لما رفضتى ترجعليه
****************************************************************************
مر يومين وجاسم مازال فى غيبوبة وكان الجميع فى حالة حزن شديدة وخوف وقلق .. ادركت رهف حقا مدى حبها له وان ليس فقط حبيبها وزوجها واب لابنتها بلا هو كل شئ فى حياته هو النفس التى تستنشقه ولا تستطيع ان تعيش حياتها بدونه .. لم تذهب من المستشفى يوما واحد كانت تذهب لترى ابنتها وتطمئن عليها وتعود مرة اخرى .. اجل فا هذه هى طبيعية الانسان لايدرك قيمة الاشياء الا عندما يفتقدها .. اما عن فاطمة فا حالتها كما هى وتجلس معها ريتال دوما وادهم كان ياـى ويذهب اخر اليوم لان الاطباء قالوا له انه لا داعى له ان يبقى ووخاصة ان المريض داخل غيبوبة .. وفى صباح يوم جديد اخبرهم الطبيب ان جاسم افاق ولكن حالته مازالت غير مستقرة شعروا وكأن الحياة اعادت لهم مرة اخرى وحاولو ان يدخل له احد ولكن الطبيب رفض .. عندما افاق جاسم تماما وتحسنت حالته وتم نقله الى غرفة عادية دخلو الجدميع له .....
ريتال : مش هاتدخلى تشوفى جاسم يارهف
رهف : هادخل بس ادخلوا انتو الاول وانا بعدين هادخله وحدى
ريتال : طيب
*********************************************************************
مجرد ما دخلوا له اسرع كل من نغم وياسين واترموا فى حضنه وقالو بسعادة : بابا
قبلهم وقال بسعادة : حبايبى وحشتونى اوى
فاطمة : حمدالله على سلامتك ياحبيبى .. الحمد الله انك بقيت كويس وقومتلنا بالسلامة
جاسم : الله يسلمك ياماما
ادهم : يا راجل حرام عليك ده انت عيشتنا يومين ما يعلم بيهم الا ربنا
جاسم : ههههههههه .... ثم صمت قليلا ثم قال بجمود : رهف مجاتش
هم ادهم ليتكلم اوقفه ريتال وهى تنظر له بمعنى ان يصمت وقالت بكر وتمثيل الحزن : لا مجاتش
هز رأسها عابسا قائلا : اممممممم
كانت رهف تجلس فى الخارج وعندما سمعت صوته احست وان روحها اعادت لها مرة اخرى وامتلأت الدموع بعينها فكم تشتاق لرؤيته كم اشتاقت لسماع صوته .. بعد مرور وقت قصير خرجوا الجميع بعد ان اخرتهم ريتال حتى تخلوا الجمو لجاسم ورهف .. دخلت له رهف وجدته ممد على الفراش ويرجع رأسه للخلف ويغمض عينه ووجه يبدوا عليه التعب والحزن ايضا وكان وجه شاحب فقد تغير جدا لم يعد جاسم التى تعرفه من قبل :: اقتربت منه وامسكت بيده فتح عينه بسرعة ونظر لها مجرد ما رائها ابتسمت ابتسامة تلقائية على وجه وقال بسعادة : كنت عارف انك هاتاجى ... رهف انا ...
اوقفته قائلا و الدموع بعينها : انا اسفة ياجاسم ... دلوقتى انا اللى بقولك انا اسفة انا اللى بطلب منك السماح بطلب منك انك تسامحنى لانى بعدتك عنى طول الفترة دى ومحسيتش انك بتحبنى قد ايه وعذبتك وعذبت نفسى كمان معاك .. عرفت قيمتك لما حسيت انك ممكن تروح من ايدى عرفت ان قد ايه انا بحبك زى الاول واكتر كمان ومقدرش اعيش من غيرك .. هو اه انت كنت بعيد عنى بس وجودك جنبى كان بيطمنى كان فكرة انى بسمع صوتك علطول لما بتاجى عندى فى البيت دى فى حد ذاتها بتطمنى وتحسسنى بالامان .. انا اسفة ياحبيبى
جاسم : ياااه تعرفى انى وحشتنى اوى كلمة حبيبى منك .. انا كنتى عارف انك مش هاتقدرى تقعدى من غيرى كتير اوى بس مكنتش عارفة لغاية امتى علشان كده صبرت واهو صبرى طلع بفايدة لو كنت اعرف الحادث هايخلينى اسمع الكلام الحلو ده منك ويخليكى ترجعيلى تانى كنت عملته من زمان
رهف بدموع : متقولش كده بعد الشر عليك انت متعرفش احنا كنا ازى فى اليومين دول
جاسم : طاب انتى بتبكى ليه دلوقتى ما انا اهو كويس .. بعدين انا مش بحب اشوف دموعك قدامى لو شفتك بتبكى تانى قدامى مش هايحصل كويس مفهوووم
ابتسمت وقالت : مفهووم
جاسم بنظرة حب : تعرفى انك وحشتينى اوى .. وعارفة كمان انى نفسى دلوقتى اخدك فى حضنى بس مش قادر لانك دلوقتى تعتبرى متحلليش.. بس انا مودعكيش انى استنى لغاية ما ارجع البيت ممكن اخلى ادهم يجيب المأذون النهردا فى المستشفى
رهف : هههههههههه
كان ينظر لها بنظرة لا توصف وهى تضحك كم اشتاق لضحكتها وصوتها بينما هى قال : فى ايه ؟؟!!
جاسم : ضحكتك وحشتنى اوى وحشنى جنانك وهبلك وحشتنى كل حاجة فيكى
تدخل ريتال وتقول بمرح : اظن كفايكم كده
جاسم : عايزة ايه يازفتة
ريتال بتمثيل الصدمة والغضب : انا زفتة ... مااشى ياجاسم
رهف: ههههههههههه
********************************************************************
مرت ايام وجاسم يتحسن يوم بيوم ورهف دائما بجانبه .. حتى جاء اليوم الذى سوف سيخرج فيه جاسم من المستشفى وكان الجميع سعيد لان السعادة عادت الى منزلهم مرة اخرى .. و قد ذهبوا الى المأذون والان احلت له زوجته مرة اخرى ولا احد يستطيع تفريقهم عن بعضهم مرة اخرى .. ثم عادوا الى المنزل دخلت رهف المنزل واخذت تنظر فى اركانه وتتذكر ذكرياتها به فاهى بالطبع اشتاقت الى منزلها الذى شهد حبهم هى وزوجها .. افاقت من شرودها على صوته قائلا : فى ايه ياحبيبتى مالك
رهف : لا مفيش حاجة
فاطمة : اطلع ارتاح ياجاسم علشان متتعبش
جاسم : حاضر يلا يارهف
امسكت بيده واسندته حتى الغرفة ثم اغلقت الباب واجلسته على الفراش ومدد جسده ثم ذهبت وجلست بجانبه وارتمت فى حضنه فاتعالى صوت توجعه وهو يقول : اااااه ... ابتعدت عنه بسرعة وقالت بقلق : انا اسفة وجعتك اوى
ابتسم ومد زراعيه لها وقال : تعالى فى حضنى
رهف : لا لا هاتتعب
جاسم : ههههههههه ملكيش دعوة انتى ياستى انا عايز اتوجع
وضعت رأسها على صدره القوى بلطف حتى لاتوجعه ولتكمن بحضنه مرت دقائق معدودة وسمعوا صوت طرق على الباب فقال جاسم بضيق : مين البارد ده
ذهبت رهف وفتفحت الباب ومجرد مافتحته وجدت ذلك الطفلان دلفو الى الداخل اخذت تضحك وقالت : فى ايه مالكم
ياسين بغضب : بابا خلى نغم تدينى الكراسة بتعتى
جاسم : ليه ماخدة الكراسة يانغم اديها لاخوكى عيب
نغم بعند : لا .. انا بقوله هات اتب ( اكتب ) مث لاضى ( راضى )
رهف بضحك : دى كراسة المدرسة مينفعش تكتبى فيها ياحبيبتى
نغم : وانا عايزة ايوح ( اروح ) المدرسة
جاسم : ههههههههه لما تكبرى يابابا تبقى تروحى .. يلا اديله الكراسة بقى
نغم : لاااااا
ياسين بخبث : طيب ادينى الكراسة وانا هاديكى وحدة تانى احلا منها وتكتبى فيها براحتك خلاص
نظرت له بلؤم ثم قالت : ماثى .. بث تدينى الكياسة ( الكراسة ) والا هاخد كياستك ( كراستك ) تانى
ياسين : لا هاديكى كراسة يلا
امسك بيد اخته وذهب بينما جاسم ورهغ ظلوا يضحكوا ...
جاسك : ناصح عرف يقنعها اهو
رهف : ههههههه يعنى نغم اللى هبلة دى ليئمة مشوفتهاش بتحذره ازى لو مدهاش الكراسة
جاسم : ههههههه جبروت زيك
رهف : ههههههههه اخص عليك ياجاسم
ضحك بقوة وجذبها الى حضنه وقال بنبرة حب : ربنا يخليكم ليا ياروحى
رهف : ويخليك لينا ياحبيبى
((( تمت الحمد الله )))