رواية امراة اقتحمت قلبي الفصل العشرون20بقلم ندى محمود


 رواية امراة اقتحمت قلبي

 الفصل العشرون

بقلم ندى محمود





فاطمة بخضة : فى ايه ياجاسم مستشفى ايه اللى بتتكلم عليها ومين فى المستشفى ؟؟!


مسح على شعره بقلق وقال : مفيش حاجة ياماما ده واحد صاحبى تعبان وفى المستشفى .. تعالى معايا ادهم 


ادهم : انا ليه !!؟


جاسم : تعالى عايز اقولك حاجة 


وقفت وقال بحدة : فى ايه ياجاسم انت مخبى علينا ايه وبعدين ادهم يروح معاك ليه مش بتقول واحد صاحبك اللى تعبان


جاسم بانفعال بسيط : ياماما مفيش حاجة انا عايزه فى موضوع .. ثم وجه كلامه الى ادهم بحدة : يلا يا ادهم 


شعر وكأن هناك شئ خطير فقال : طيب يلا 


ذهبوا وتركوها فى قلقها فكانت تشعر بخوف شديد وكأن قلبها يعتصر خوفا فقالت ريتال محاولا تهدأتها : فى ايه ياماما مالك .. ماهو قالك ان واحد صاحبه تعبان 


فاطمة : انا مش مطمنة 


***********************************************


ادهم : فى ايه ياجاسم ماتقول !!


كانوا يجلسوا فى السيارة وحرك المحرك وقال بوجه يبدو عليه القلق والخوف : بابا عمل حادث 


ادهم : ايييه امتى ده 


جاسم : معرفش حاجة يا ادهم .. ربنا يستر 


وصلوا الى المستشفى وسألوا عن اسمه فى الاستقبال فأخبرتهم انه حالته كانت خطرة عندما اتى اسرعوا اليه فوجدوا الطبيب يخرج من غرفة العناية المشددة فاسرعا اليه ...


جاسم : خير يادكتور طمنى 


الدكتور : حالته خطرة جدا ومحتاج عنليه ضرورى ولو اتأخرنا ممكن التأخير يجيب نتايج مش كويسة 


جاسم بنفعال : ومستنى ايه اعمل العملية 


الدكتور : هايحتاج دم كتير لانه فقد دم كتير اوى واكياس الدم اللى موجودة مش كفاية 


ادهم : انا هاتبرع وفصيلة دمه نفس فصيلة دمى بس بسرعة والنبى يادكتور 


ذهب ادهم بصحبة الطبيب بينما جاسم جلس على احد الكراسى وكان يهز قدمه بشدة من كثرة القلق وبعد مرور وقت ليس بطويل اتى وكانوا سوف ينقلوه الى غرفة العمليات لاجراء العملية اوقف جاسم الطبيب وقال : اقدر ادخل معاكم العملية 


الدكتور : لا ...


جاسم مقاطعها اياه : انا دكتور جاسم حسين اكيد سمعت عنى قبل كده 


الدكتور بترحيب حار : ايوه طبعا يادكتور .. تقدر تدخل ... وبعض لحظات ارتدى ملابس العمليات ودخل معهم بينما ادهم فى الخارج يجلس و يضع كفيه على وجه بقلق والحزن يملئه 

وبعد مرور ساعات ليس بقصيرة خرج جاسم من غرفة العمليات وكان يخفض رأسه ارضا والاسف والالم يملئه اسرع اليه شقيقه يسأله فى قلق : ايه عملت ياجاسم بابا بقى كويس 


ذهب وجلس على احدى الكراسى ووضع كلتا يديه على رأسه فى الم 


ادهم : فى ايه ياجاسم !!


جاسم بصوت متألم : مقدرتش انقذه يا ادهم طلعت دكتور فاشل  بابا مات 


ادهم بصدمة : انت بهزر مش كده 


تهبط دمعة حارة من غينه تحمل كل معانى الالم والحزن والندم بينما ادهم جلس بجانبه وبنفس وضعيته وعم الصمت لوقت طويل بينهم ليقطع ذلك الصمت صوت هاتف ادهم فينظر الى المتصل يجده امه لم يعرف كيف يرد عليها او ماذا يقول فقال جاسم بلهجة قوية : لو ماما متردش عليها 


ادهم : وهانخبى عليها لحد امتى 


جاسم بنفعال : مينفعش يا ادهم نقولها دلوقتى على الاقل لما نرجع علشان لو حصلت حاجة يبقى فى حد مننا موجود معاها 


ادهم : طيب 


فكانوا تحت تأثير الصدمة لم يصدقوا موت ابيهم حتى اللن يشعروا وكأنهم فى كابوس فقد نزل خبر موته عليهم كالصاعقة ... ذهب جاسم الى البيت بعد ان اخبره شقيقه بأن ينهى كل الاوراق المتعلقة بالمستشفى وكان طوال الطريق يعمه احساس الندم بأنه لم يستطيع انقاذ والده ولكنه استغفر ربه وطرد هذه الافكار من رأسه فهذا قدر والموت محتم على كل انسان .. استقل بسيارته الفيلا وهبط من السيارة وهو ينشى بخطواط ثابتة نحو الباب وطرق الباب ففتحت له فاطمة بلهفة وقالت : مش يترد على التلفون ليه انت واخوك حتى ابوك تلفونه مقفول 


مسح على وجه واخرج زفيرا قوى ثم دخل واغلق الباب وجلس على احد الكراسى ويضع يده على عنقه ويخفض رأسه الى اسفل وقال : بابا مات ياماما عمل حادث واصابته كانت خطرة واتوفى 


فتحت مقلات عينه بصدمة ولم تتحمل فوقعت على الارض مغشى عليها ولكنه امسكها قبل ان تقع فكان متوقع ذلك الرد حملها واتجه بها الى. الغرفة بيننا ريتال جلست على الارض وهى تشقه بقوة ورهف مريم يحاولون تهدأتها ... وبعد مرور وقت قصير افاقت فاطمة ونظرت الى جاسم وسرعان ماتذكرت كلماته عن موت زوجها وحبيبها ايضا وانهمرت الدموع على خديها وقالت : حسين فين يا جاسم فين ابوك


امسك يدعا بحنان وقال متوجع : علشان خاطرى اهدى ياماما .. علشان متتعبيش 


فاطمة ببكاء شديد : انا عايز حسين 


احتضن امه بشدة وكان يحاول منع دموعه من الهبوط .. لم يستطيع تصديق خبر موت ابيه الى هذه اللحظة يتمنى لو يكون ذلك حلم ويفيق منه فا فقدان الاب صعب ولم يفهم ذلك الاحساس الا من جربه  

********************************************


مر اسبوع على ذلك الحدث الاليم الذى جعل اجواء منزل حسين عز الدين مشحومة بالحزن ... بينما كان يجلس فى حديقة الفيلا شارد الذهن وهو ينظر الى السماء جلست امامه فتاة اخفض نظره لها وقال باباسامة باهتة : اهلا ياروان عاملة ايه 


روان : الحمدالله انا كنت جاية اعزيك .. البقاء لله 


جاسم : سبحان من له الدوام 


نظرت له بخزن وشفقة على حالته وعلى تحوله الذى اصبخ وجه شاحب وحزين... كامت رهف تتابعهم من شرفة غرفتها ونيران الغيرة تشتعل بداخلها ولكن عندما رأت ذلك الفتاة تمسك يده لم تتحمل هبطت له بأسرع ما يمكن وهى تهرول على الدرج حتى تصل اليهم .....


روان : مظيقش نفسك وادعليه بالرحمة 


لتسمع صوت من خلفها يقول بطريقة صارمة : ربنا يرحمه يااارب .. عاملة ايه ياروان 


تركت يده وقالت : الحمدالله يارهف وانتى 


رهف : تمام ... ثم تابعت بنظرة حادة : ليه قاعدين كده 


جاسم : كانت جاية تعزينى 


رهف : امممممممم


روان : انا هستأذن بقى عن اذنكم 


جاسم نهض وقال : استنى ياروان هاوصلك 


روان : لا لا متتعبيش نفسك احمد هاياجى ياخدنى 


جاسم : طيب لو عوزتى اى حاجة تعالى وقوليلى واحمد مقدرش يجيلك 


روان بأبتسامة : حاضر ... عن اذنكم 


بينما رهف كانت تتابعهم بسخرية وهى ترفع حاجبيها ثم جلس مرة اخرى وارجع رأسه للوراء ثم قالا بسخرية : ليه سبتها تمشى كنت طلعت معاها لغاية بره تتأكد اذا كان احمد ده هاياجى ولا لا لو كنت مهتم بيها اوى كده ومش عايز تسيبها 


قال بجمود وهو مازال ينظر الى اعلى : ايوه عايزة ايه يعنى مش فاهم 


رهف بغضب : ايه اللى جابها دى وتمسك ايدك وانت ايزى اوى وكأنك مستمتع 


زفر بضيق وقال بصوت قوى يقشغر له البدن : رهف انا تعبان ومصدع مش ناقصك والله 


رمقته بنظرة وتعجب ولكن سرعان ماتجمعت الدموع فى عينها فاهو اصبح قاسى فى معاملته لها هبطت دموعها واسرعت الى غرفتها فأسرع خلفها ...دخل الغرفة وجدها ممدة على الفراش وتخبئ وجها يالوسادة وتشهق بقوة جلس بجانبه وظل يلمس على شعرها بلطف وقال : رهف انا مكنتش اقصد انا اسف ياحبيبتى 


رفعت نظرها له ثم اخفضت رأسها مرة اخر. وقالت : انت بقيت تعاملنى بقسوة من ساعة وفاة عمى وانا بستحمل علشان متزعلش منى وعلشان عارفة كمان انك مضغوط اليومين دول وتعبان لكن حتى غيرتى عليك مش مستحملها 


ابتسم وقال : اممم يعنى انتى غيرانة طيب .. انا عارف والله ياحبيبتى انى مقصر فى حقك وبقى تعاملى حاد بس ياريت تقدرى موقفى انتى عارفة بابا كان غالى عليا قد ايه انا مقصدش انى ازعلك منى ياروحى سامحينى انا اسف ... يلا بقى ارفعى راسك وبصيلى 


رفعت رأسها واعتدلت فى جلستها وكانت دموعها تملأ وجها مد يده وجفف لها دموعها بحنان : انتى عارفة انى مش بستحمل اشوف دموعك  وخصوصا لو  كانت بسببى انا اسف .. ثم قال بلهجة مرحة : هاقعد اقلك كام مرة انا اسفة خلاص بقى يلا قولى مش زعلانة 


رهف : مش زعلانة خلاص علشان عارفة انك مضغوط شوية 


ابتسم اليها بحنية وامعن النظر اليها ثم مد يده واخذ يلمس على وجها برقة شعرت وكأن قلبها سوف يخرج من مكانه من شدة دقاته بينما هو اقترب منها وانحنى الى شفتيها وقبلها بشغف وشوق شديد .... ولتبدأ حياة جديدة سعيدة ولكن هل ستدوم كثيرا

                 الفصل الحادي والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>