رواية عطارة جدو الفصل السادس والعشرون26بقلم اسماء ايهاب


 رواية عطارة جدو 


الفصل السادس و العشرون 


في صباح يوم جديد علي مائدة الافطار فجأة وقف سراج و قال و هو يطرق علي الطاولة 


سراج : ثانية واحدة يا جماعة كدا خليكوا معايا 


سعيد : اتكلم براحتك بس المفروض انا اللي اتكلم 


سراج : لا معلش يا بابا انا سبقت


ماهر : هو في اية


سراج باحترام : عمي صابر انا يسعدني و يشرفني اطلب ايد ليان من حضرتك 


سعيد بمزاح : و انا ابوه و معاكوا هنا في البيت واخوك 


ليضحك الجميع ثم يقول صابر : بس انت كدا هتكلفت الموضوع انا لسة هاخد رأي ليان و كمان لمياء 


ليذهب سراج الي لمياء و يقبل يدها و يقول : حماتي العزيزة وافقي و حياة الغاليين 


لمياء : شوف ليان لو موافقة انا موافقة


صابر : اية يا ليلو اتكلمي ساكتة لية موافقة؟!


ليان بابتسامة رائعة : موافقة يا بابا 


صابر : علي بركة الله 


سعيد : نقرأ الفاتحة بقي 


قرأ الجميع الفاتحة معهم و هنئهم الجميع و اتفقا ان تتم الخطبة الثلاثاء القادمة بعد ثلاثة ايام 


****************************

جلست كارمن في محل العطارة مع مالك و سراج و ليان ليأتي زبون كادت ان تبيعه الا ان اوقفها مالك بحركة واحدة من عينيه لتجلس هي و يبيعه مالك و يذهب ليقول


مالك : مش احنا قولنا انكوا هتقعده بس مش هتتعمله مع زباين رجالة تاني 


كارمن : ماشي يا مالك خلاص محصلش حاجة 


مالك : انا وايح (رايح) مشواو (مشوار) و جاي متقفلوش غيو (غير) لما اجي 


ذهب مالك و نادي علي كارمن حتي تأتي خلفه 


كارمن : نعم يا مالك


مالك و هو يهمس : انتي زعلانة 


كارمن بعدم فهم : من اية ياحبيبي


مالك : ان سراج اخد خطوة علي طول و انا مقعدك معايا 


كارمن : مقعدني ازاي يعني يا بني فكك طول مانت معايا


مالك : و الله يا حبيبتي انتي عاوفة (عارفة) اللي حصل مع بابا و ماما و مازن اللي في المصحة 


كارمن : بس يا مالك بطل الكلام دا مانا عارفة كل حاجة متقلقش انت بس انا مطمن و انا معاك و ان شاء الله كل حاجة ترجع زي ما كانت و نتجوز


مالك : اقسم بالله لولا ماحنا في الشاوع (الشارع)


كارمن : بس يا مالك قولي رايح فين 


مالك: لما اجي هقولك 


امسكت كارمن بيده و قالت بطفولية : لا لا قولي دلوقتي بالله عليك 


مالك بضحك : بس يا هبلة متووحيش (متروحيش) غيو (غير) لما اجي 


كارمن : ماشي خلي بالك من نفسك عشاني 


مالك : متخافيش يلا ادخلي جوا 


****************************

ذهب مالك الي المكان الذي عرفه من مازن اخاه و ارتدي ثياب بالية 


النادل بالقهوة : يا اهلا يا اهلا يا بااشا تؤمر باية يا باشا


مالك : شاي تقيل 


النادل : امرك يا باشا 


كاد النادل ان يذهب الا ان اوقفه مالك و اخرج اموال من حفيظته : الا قولي يا معلم


النادل و عينه معلقة علي الاموال : اومر يا باشا


مالك بهمس : اصلي خومان (خرمان) علي الاخو (الاخر) و عايز حاجة تلعلع دماغي


النادل : قدرتك علي كام يا باشا 


مالك : اللي تطلبه بس عوفني (عرفني) علي واحد يكون اية معلم كان في واحد قالي علي اسم المعلم بدوي لو تعوفه (تعرفه) دلني عليه


النادل : متقلقش اهم حاجة يكون ليك في البودرة 


مالك : مبضربش غيوها (غيرها) بس دلني عليه


النادل و هو ينظر الي الجهه الاخري : حظك حلو اهو جيه اهو 


نظر مالك الي ذلك الرجل صاحب الجسد البدين الاصلع صاحب اللحية و الشارب الكثيفان ليذهب اليه مالك و يقول : مازن بيسلم عليك يا معلم 


*****************************

في المنزل الذي تقتن به سامية قد دربت خطة لعودة عصام اليها و انهي قصته مع مكة نهائياً 


سامية : و رحمة امي لهمحيكي من علي وش الارض يا ست مكة 


قامت و اخرجت ملابس لها من خزانة الملابس و اخذتها و دلفت المرحاض و وضعتها و ذهبت لغلق السخان ليحدث انفجار فجأة و تصرخ سامية واقعة علي الارض و تحاول الصمود لكن اتت ساعتها و انقضي امرها لتصعد روحها الي خالقها و تفارق الحياة و لا يوجد بجوارها اذا كانت فعلت الخير لوجدت الخير 


*****************************

جلس مالك امام المعلم بدوي بعد ان لكمة بوجهه و ضاعت هيبته بين رجاله و امر الجميع الا يتدخل 


مالك : هتقولي مين وواك (وراك) و الا اشاوة (اشارة) واحدة مني هتووح (هتروح) في الكلابوش 


بدوي : انت مين يالا و عايز اية 


مالك : انا اخو مازن اللي مومي (مرمي) في المصحة بيتعالج و متبهدل بسببك 


بدوي : و عايز اية هو انا كنت ضربته علي ايده


مالك : هتقولي كل حاجة و الا


طرقع مالك باصابعه امام وجهه بدوي ليصمت بدوي قليلا و كاد يتحدث الا ان جاءته طلقة نارية فجأة بقلبه ليقول و هو يلتقط انفاسه الاخيرة : حسن الريان


مالك بصدمة : حسن 


فارق بدوي الحياة و هذا مصير امثاله ليذهب مالك بكل غضب العالم الذي يمتلكه متوجها الي منزل حسن الريان ليحاسبه علي ما فعله باخيه و يعرف السبب 


************************


بمنزل حسن الريان 


حسن : كويس انت متأكد انه مات مش كدا 


........ : ايوة يا باشا انا متأكد


حسن : تعالي بكرا المكتب و خد عرقك و عليهم شويتين 


........: تسلم يا باشا كتر خيرك 


كاميليا : ها يا بابا 


حسن ببرود : مات 


كاميليا براحة : اوف الحمد لله ارتاحنا منه كان ممكن يودينا في داهية 


لتصدم حين تسمع صوت مالك الذي فتحت له الخادمة للتو : بس هو فعلا وداكوا في داهية 


التفتت له بابتسامة متوترة : مالك اهلا و سهلا اية المفاجأة الحلوة دي 


مالك بابتسامة : انا قولت بودو (بردو) اعملكوا مفاجأة مش كدا يا حسن بية 


حسن : اتفضل يا مالك اهلا بالكوتش 


مالك و هي يجلس : اصلي كنت عند مازن اخويا في المصحة و قولت اعدي عليكم 


حسن : لية هو اخوك تعبان


مالك : مدمن بعيد عنك 


حسن : لا حول و لا قوة الا بالله ولاد الحرام كتير


مالك : عندك حق مانت عاوفهم (عارفهم) اكتو (اكتر)مني 


حسن : نعم!!!


بثانية كان مالك يقبض علي رقبة حسن و هو يتحدث مالك : عملت في اخويا كدا لية يا حسن


حسن باختناق : انا معملتش حاجة 


ليضغط مالك علي رقبة حسن ليقول باختناق اكثر و نفس مثقول وسط صراخ ابنته : ايوة انا س سيبني


ليتركه مالك و ليظل يسعل حتي احمر وجهه في هذه اللحظة دلف ضابط و عدد من العساكر و اخذه حسن ليس لفعلته بمازن فقط انما لانه اكبر تجاري المخدر الملعون و هذا ما كشفه رجال المعلم بدوي 


*******************

في المصحة كان مازن يريد المخدر بشدة و يصرخ ليدلف له احد الممرضين و يناوله جرعة من المخدر و هو يقول : انا بعمل كدا مع الناس الحلوة اللي زيك 


لتدلف الطبيبة في هذا اللحظة صارخاٌ : انت بتعمل اية اطلع برا 


الممرض بتوتر : يا دكتورة انا لقيت معاه بودرة و بشيلها منه


الطبيبة : اطلع برا و استناني في مكتبي


ليخرج الممرض و تبقي الطبيبة و تحاول اخذ البودرة من مازن 


الطبيبة : هات اللي في ايدك في مازن 


ليقاومها مازن و يبعدها عنه ليمسك به بشدة و تأخذها منه بقوة 


الطبيبة : انت انسان ضعيف معندكش ارادة انك تصبر انت ضعيف ضعيف 


مازن بصراخ : اسكتييي اسكتيييي مش عايز اسمع 


الطبيبة : مش عايز تسمع عشان انا صح 


مازن : امشييييي اطلعي براااااااا براااااا


خرجت الطبيبة و جلس مازن علي الارض يلوم نفسه و انه بالفعل غير متحمل هذه المسئولية و بكي كالاطفال و هي تراقبه من خلف الباب و تبتسم انها نجحت


*************************

في محل العطارة اخذت كارمن تأكل اظافرها قلقا لقد تأخر مالك كثيرا بل كثيرا جدا و لا يرد علي اي من اتصالاتها


كارمن بتوتر : استغفر الله العظيم 


ليان : يا بنتي اصبري هتلاقيه جي


كارمن بقلق : اتأخر يا ليان هموت من الرعب


سراج : يا بنتي متخافيش اصبري شوية الغايب حجته معاه


كارمن : يارب يارب جيب العواقب سليمة يارب


ليسمعوا صوت سيارة لتركض كارمن الي الخارج لتجد سيارة مالك و هو يخرج منها لتزفر بارتياح و تجلس علي الارض من شدة التوتر العصبي التي كانت به ليركض لها بقلق


مالك و هو يساعدها علي القيام : كاومن (كارمن) مالك فيكي اية 


لتقف كارمن و تتحدث بعصبية و الدموع تفر هاربة من عينها : انت كنت فين كل دا ها فين و سيبنا قلقانين عليك انت عارف كام سيناريو جيه في دماغي من ساعة ما حسيت انك اتأخرت


مالك بهدوء : كاومن (كارمن) احنا في الشاوع (الشارع) لتدلف كارمن الي المحل و تجلس علي المقعد قليلا ليرن هاتف سراج ليرد عليه عندما وجدوا ابيه 


سراج : الو يا بابا لا لسة في المحل .. اية انت بتقول اية يا بابا


لينتبه الجميع الي سراج ليقول : طيب يا بابا احنا جايين حالا جايين


ليان : في اية يا سراج


سراج بارتباك : لازم نروح حالا 


مالك : في اية فهمنا


سراج بعجلة و هو يأخذ يد ليان و يتوجهه الي سيارته : هنعرف في البيت


ليأخذ مالك كارمن معه بالسيارة متوجهيين الي المنزل جميعا


************************


وصل الجميع الي المنزل ركضا ليجدون الجميع يظهر عليه الحزن و جثة لاحد موضوعه اعلي احد الارائك


مالك : في اية 


ليتقدم مالك ببطئ و لا يعلم لما انقبض قلبه ليظهر وجهه امراة مدمي لا يظهر ملامح


مالك باختناق : مين مين دي 


عصام و هو يربت علي كتف صغيره : سا سامية


مالك بدمعة حبيسة داخل عينه : مين انت بتقول مين يا بابا


لينظر مالك الي الجثة و يجثو علي ركبته و ينظر لها و ابيه يتحدث بحزن : كلموني من العمارة قاله ان في صوت انفجار حاجة في الشقة جريت علي هناك و لقيت لقيت امك كدا مقدرتش اتصرف لما الدكتور قالي انها ماتت و جيت بيها علي هنا


مالك وهو يتحسس وجهه امه : ماما قومي يا ماما انا مالك سمعاني قومي يا حبيبتي عشان مزعلش و مازن مازن هيزعل اوي قومي نووحله (نروحله) يا ماما 


لتتقدم منه كارمن و هي تبكي و تضع يدها علي كتفه و تجثو علي ركبتها بجواره ليصرخ مالك و كارمن تحتضن كتفه 


مالك : مامااااااااااااا



                الفصل الاخير من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا




تعليقات



<>