رواية عطارة جدو الفصل الثامن عشر18بقلم اسماء ايهاب


 رواية عطارة جدو 

بقلم اسماء ايهاب

الفصل الثامن عشر


صباح يوم جديد مفعم بالارتياح تجلس جميع عائلة بدران علي مائدة الافطار و الكل ينظر الي نهي باستغراب و هي لا تنظر الي احد مطلقاً و كارمن تأكل بنهم و هي تختلس النظر الي مالك الباسم الذي جعله اوسم رجل في الكون 


وقف مالك و قال بابتسامة : انا هسبقوا انا و تعالوا ووايا (ورايا)


مكة بغمزة : خد كارمن معاك يا مالك عشان انا عايزاها تجبلي حاجات 


فاتن بغمزة لمكة و تفول بخفوت : حاجات بردو 


مكة بضحك : متعديها بقي يا طنط 


مالك بجدية : يلا يا كاومن (كارمن)


نهي باستغراب : هو انت بتقولها يا كاومن


كارمن بحرج و هي تري وجهه مالك الاحمر من الغضب : لا يا ماما مالك عنده مشكلة في حرف الراء 


نهي بعفوية : عنده لدغة يعني


كارمن و هي تقوم و تأخذ معها مالك : طب يلا باي بقي يا جماعة 


صعد الي سيارته بغضب فهو يكره من يعقب علي حروفه و كلماته لتصعد هي بجواره و تضع يدها اعلي يده و تقول بصوت حاني : انت زعلت من ماما انا اسفة بالنيابة عنها بس هي اكيد متقصدش


مالك ببعض الحدة : انا مش بحب حد يتويق (يتريق) عليا 


كارمن : يا حبيبي انت اللي حساس زيادة و بعدين انا بحب اللدغة بتاعتك تعرف اني بحب اسمي منك اكتر من اي حد انا بحب الناس اللدغة يا مالك 


مالك و هو يمسكها من مؤخرة رقبتها : متلمي نفسك بقي انا ساكتلكوا من الصبح


كارمن و هي تبعد عنه : مالك بس بقي و يلا علي المحل بدل ما حد يشوفنا واقفين كدا 


مالك و هو يبدأ بالقيادة : انا هقعد ساعة واحدة بس في المحل عندي تدويب (تدريب) بوا (برا)


لتقعد كارمن يدها امام صدرها بصمت و ملامح تغيرت جذريا لتوقعها انه ذاهب لتلك الفتاه التي لا تذكر اسمها التي كشفت حبها له و جعل حبها يتغلغل بقلبه ليصبح التناغم سر علاقتهم التفت اليها وجدها شاردة في الا شئ ليقول و هو يتنظر لها تارة و الي الطريق تارة اخري : مالك 


كارمن بانتباه له : مفيش


مالك : طيب


كارمن بذهول و هي تلتفت له : طيب !!! دا اللي ربنا قدرك عليه 


مالك : يعني اقولك اية يعني مانا سألت و قولتي مفيش منجم انا عشان اعوف (اعرف ) لوحدي


كارمن : لو كنت مهتم كنت عرفت لوحدك


مالك بذهول : هو احنا خلاص وصلنا للموحلة (للمرحلة)لو كنت مهتم شوية شوية تقوليلي الاهتمام مبيطلبش


كارمن : ما هو فعلا مبيطلبش ...ثم قالت له بتهكم : يلا  سرع عشان تلحق تدريبك


مالك و هو يهز رأسه و كأنها مجنونة : لا حول و لا قوة الا بالله دا انا كنت عاملك مفاجأة بس انتي فقو (فقر) 


كارمن بابتسامة : مالك يا حبيبي انا بهزر طبعا اية بقي هي المفاجأة دي


مالك : اتحايلي عليا شوية


كارمن : يا مالك بقي


مالك و هو يقلدها : مالك بقي ... كلمت بابا امباوح (امبارح) و قولتله اني بحبك و عايزة اتجوزك


لتضحك بخجل و تنظر من نافذة السيارة الي الخارج لينظر لها بسعادة و يكمل طريقه الي المحل


***********************


دلفت جاسمين الي غرفة المكتب حيث يقتن ابيها و عمها عصام يتحدثون في امر حاتم و ما فعله مع كارمن 


جاسمين : بابي 


صابر : تعالي يا حبيبتي


جاسمين : مش انا كلمت حضرتك عن الدروس بتاعتي


صابر : اه دا لسة اول امبارح و قولتلك مفيش مشكلة 


جاسمين : ما هو واحدة من الفريندس بتوعي قالتلي ان في مدرس هيجلها البيت و قالتلي اروح معاها


صابر بصرامة : لا مفيش مرواح بيوت قوليلها تيجي هنا هي اما مرواح بيت حد لا 


جاسمين برجاء : بليز يا بابا بليز اتكلم معاه يا انكل انا كدا ضايعة اربيك خالص


عصام : خلاص يا صابر و كل حصة حد من اخواتها يوديها مالك او مازن او شادي او سراج اي حد متقلقش


صابر بتنهيدة : ماشي يا جاسمين


جاسمين بقرحة : يسسسسس لتقبل وجنته ابيها و عمها و تخرج راكضة 


عصام : هتعمل اية هتجيب حاتم 


صابر: انا مش هجيبه بس انا هخليه يعض صوابعه ندم انه فكر ياذي حد من بناتنا


عصام : ماشي انا هسيب الموضوع دا عليك بس ماهر ميعرفش حاجة 


صابر : متخافش مفيش حاجة هتطلع برا 


عصام و هو يخرج : ماشي اسيبك انا بقي 


خرج عصام ليجد شادي بوجهه امام المكتب


عصام : واقف كدا لية يا شادي


شادي : عايز حضرتك في كلمتين


عصام  و هو يحاوط كتف شادي : خير يا بني


شادي : حضرتك معترض قعدتي مع مكة و ان احنا اصحاب اكتر من اي حد هنا 


عصام : لا طبعا انا فرحان ان مكة معدتش بتعيط كتير و لا تقعد لوحدها و انا بعتبركوا اخوات


شادي بضيق من كلمة اخوات : طنط سامية منعت مكة من انها تتكلم معايا تاني او تقعد معايا و انها مش معترف بينا قرايب 


عصام بغضب من زوجته : من امتي كدا


شادي : من اسبوع اهو


عصام : ماشي يا شادي انا هتصرف


عصام لنفسه : ماشي يا سامية حسابك بعدين


*******************


وقف سراج امام ليان قبل ان تخرج من المنزل و لكن لم تنظر الي وجهه 


ليان و هبي تنظر الي الاسفل : لو سمحت عديني


سراج : هتفضلي مش بتكلميني كتير


ليان : لو سمحت عايزة اوقف تاكس 


سراج : يا بنتي كل يوم تركبي تاكس و بفضل ماشي وراكي بردو اركبي الله يهديكي


ليان : سواق التاكس احسن مليون مرة من ما اركب ما حد شايفني اا


فطع حديثها ترغرغ عينها بالدموع ليقول : انا اعتذرت و هعتذر تاني و تالت و مليون يلا بقي اركبي


ليان بغند : لا تاااااااكس


لتصعد الي سيارة الاجرة ليقول هو بضيق : عندية و دمغها جذمة 


ثم يصعد الي سيارته و يذهب خلف سيارة الاجرة المقتنة بها


******************


بعد ساعتين في محل العطارة ذهب مالك الي فيلا حسن و كانت في استقباله ككل مرة كاميليا


كاميليا بدلع : اية يا كوتش غايب عنا فين و لا خلاص نسيتنا


مالك : ازاي بس لا طبعا انا بس كان عندي شوية مشاغل


كاميليا و هي تعدل له من هندمته : اصلك وحشتني اوي


مالك بابتسامة مجاملة و هو يزيح يدها من عليه : شكوا (شكرا) يا كاميليا 


لتتشبث هي به و هي تقف علي اطراف اصابعها و تقبله اعلي قبة قميصه ليفزع مالك مبتعدا عنها 


مالك بنرفزة غافل عن طبع احمر شفاها علي قبة قميصه : ميصحش كدا يا كاميليا


كاميليا : انا اسفة يا مالك 


مالك بضيق : عادي و لا يهمك


******************


بعد نصف ساعة من التدريب قال مالك : هو الحمام فين


كاميليا : بعد ما تخرج من هنا اخر الطرقة شمال


مالك : ماشي


خرج مالك و جلست كاميليا تلتقط انفاسها لتجد هاتف مالك يضيئ لتنظر لتجد اسم روحي باللغة الانجليزية لتمسك الهاتف و تفتح الاتصال بغلو عندما سمعت صوت كارمن يقول الو لتقول هي بدلع : الو  


كارمن : مين معايا


كاميليا : انتي اللي متصلة و الله 


كارمن : انا متصلة علي تليفون مالك 


كاميليا : بس مالك حبيبي مش فاضي دلوقتي 


كارمن بغضب : هو مين دا اللي حبيبك


كاميليا : معلش مضطرة اقفل دلوقتي عشان مالك بينادي عليا هبقي اقوله انك اتصلتي سلام يا قمر 


اغلقت كاميليا الهاتف و تضع كما هي و هي تضحك بسعادة اما بالنسبة لكارمن فهي القت الهاتف علي اخر ذراعها حتي تهشم و جلست اعلي المقعد تبكي ثم قامت و ذهبت قبل ان يراها اي من سراج او ليان الموجودين بالاعلي


*************************


بالامس جلست كارمن امام باب المنزل تنتظره حتي وجدته ينزل من سيارته ويتقدم منها 


مالك : اية اللي مقعدك كدا قاعدة في الشاوع (الشارع) في اية مال عينك انتي معيطة 


كارمن بجمود : كنت فين يا مالك 


مالك : في اية مانا قايلك كنت فين 


كارمن ببطئ : كنت فين يا مالك و سايب تليفونك في ايد مين


مالك : انا مسبتش موبيلي خالص 


كارمن بعصبية : بطل كدب بقي يا....


قاطعها رؤيتها لاثر فم ملطخ باحمر شفاه قاني علي قبة قميصه لتتقدم و تمسك قبة القميص و تقول و الدموع تنزل منها دون ارادة : اية دا يا مالك


مالك : في اية 


كارمن ببكاء: شفايف مين دي يا مالك 


ليجذب مالك قبة القميص و يلتفت لها ليري احمر شفاه مطبوع علي اثر شفاه ليلتفت الي كارمن و يقول : انا هفهمك اصلك فاهم غلط


كارمن بانهيار : بطل كدب بقي يا اخي معدلكش دعوة بيا و لا تقرب مني تاني 


لنركض هي الي غرفتها و هو خلفها و يهمس باسمها : كاومن (كارمن) استني يا كاومن (كارمن)


لتدلف الي غرفتها و تغلق الباب بقوة و بالمفتاح ليطرق الباب بخفة : كاومن (كارمن) افتحي يا حبيبتي افتحي هفهمك اية اللي حصل 


كارمن ببكاء حاد : امشي لو سمحت بطل كدب بقي امحيني من حياتك زي ما همحيك


مالك و هو بجز علي اسنانه : افتحي هنتكلم و بطلي كلامك دا 


ظل يطرق باب الغرفة و هي تبكي بشدة ليجلس بجوار الباب يطرق كل ثانية و يتوسل لها حتي حل الصباح 


استيقظت هي باكراً بعد ان غفت ساعتين فقط لتأخذ منشفتها و تفتح الباب لتجد من يلقي علي قدمها ليستيقظ هو و يتأوة بألم اثر الوقعة 


مالك : اااااه الله يخربيتك يا بعيدة 


لتساعده علي القيام بصمت و تتركه و تذهب الي المرحاض و هو خلفها ليمسك ذراعها مجبراً اياها علي الوقوف لتقبل يدها و يقول برجاء : صدقيني مفيش حاجة واحدة من اللي في دماغك حصلت


لتسحب ذراعها منه و تذهب الي المرحاض و بعد ذلك ذهب ارتدت ملابسها و خرجت لتستنشق الهواء النظيف حتي تذهب الي المحل 


*****************************


دلفت الي محل جدها مهلكة متعبة اكل البكاء منها رقات و رقات انتفخت عينها و دموع دموية متجمعة بعينيها و كان باستقبالها سراج ابن عمها 


سراج بقلق : مالك يا كارمن انتي معيطة 


كارمن و هي تداري وجهها : لا ابدا مفيش حاجة 


سراج بتساؤل : حصل حاجة بينك و بين مالك


كارمن بعصبية و دموعها تتساقط : مفيش حاجة بيني و بين البني ادم دا عشان يحصل حاجة بينا


ذهب سراج و سحب منديلا ورقية من العبلة و طواه و قال و هو يمسح دموعها : خلاص اهدي انا مكنش قصدي انا كنت بفهم 


في هذه اللحظة دلف مالك و هو عاقد ما بين حاجبية فك محتد لينظر الي هذا المشهد بانفاس عالية قبضة مشتددة 


مالك بغضب : انت بتعمل ايييية 


لينظر سراج و ايضا كارمن الي صوته الذي يشبه الرعد من شدة غضبه لتنظر له كارمن باشمئزاز و تدير وجهها عنه 


سراج و هو يذهب الي مالك : انت عملتلها اية يا مالك انت شايف عينها عاملة ازاي دي الامانة يا مالك 


مالك : لا و الله و هي اللي قالتلك تقف تقولي كدا 


سراج : محدش قالي حاجة انا مش شايفها عاملة ازاي انت عملتلها اية انطق 


امسك مالك بتلابيب قميص سراج و قال بغضب : و انت من سامحلك تقريبلها و لا هو اي تلزيق و خلاص


سراج : تلزيق ابة انا بعتبر كارمن زي اختي


كارمن بصراخ : بس بقي بسسسسس ابعد عن حياتي يا مالك مش عايزة اشوف وشك تاني 


****************************

في المنزل كانت مكة صاعدة الي والدها تطلب منه الاموال لتشتري بعض الملابس 

لكن اوقفها علي الباب صوت شجار والديها كادت ان تذهب لتسمع اسمعها لتقف تري عن ماذا يتحدثون 


عصام بغضب : لمي نفسك بقي يا سامية و ابعدي عن مكة


سامية : و انا عملتلها اية يا عصام يعني


عصام : قولتلك و هقولهالك تاني مش عشان مكة مش بنتك تعمليها كدا 


سامية بغضب و تود اغضابه حتي ينطق : انت محسسني انها بنتك


لتشهق مكة واضعة يدها علي فمها بفزع و تقول بصدمة و عينها مفتوحة علي اخرها : انا مش بنتهم 


            الفصل التاسع عشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>