رواية امراة اقتحمت قلبي الفصل الثامن عشر والتاسع عشر بقلم ندى محمود


 رواية امراة اقتحمت قلبي

 الفصل الثامن عشر 

والتاسع عشر



بقلم ندى محمود

اشاحت بوجها بعيدا عنه ثم ابعدت يدها التى تقبض على يدها بقوة وتركته لتذهب الى


 الحمام فيقف امامها ويسد عليه الطريق بجسده القوى الصلب وصدره العارى  ويقول :



 ماخلاص بقى قولتلك انا اسف يعنى كمان انتى اللى غلطانة وزعلانة على رأى المثل



 ضربنى وبكى سبقنى واشتكى 


لم تستطيع تمالك نفسها من الضحك عندما قال ذلك المثل 



وقالت بسخرية : طلعت بتعرف تقول امثال يعنى 


جاسم بغمزة : وبعرف اعمل حجات كتير تانى كمان تحبى اوريكى 


رهف : لاشكرا وبعدين انا اصلا مش بتكلم معاك ابعد من وشى 


جاسم بمرح : ايه ده طفلتى زعلانة منى ومش عايزة تكلمنى مقدرش على زعلك والله 


هتفت به فى عصبية : قولتلك مية مرة انا مش طفلة حد 


تعالت صوت ضحكاته وقال : طيب خلاص متزعليش بس رغم كده انا هافضل اقولك ياطفلتى 


زفرت بضيق وقالت : ابعد ياجاسم من وشى 


جاسم : لا مش قبل ماتقولى خلاص مش زعلانة منك 


رهف بنبرة قوية ولكن ايضا بها نبرة صوتها الرقيق والانوثى التى يجعلها مهما غضبت وتعال صوتها عليه كأنها لم تغضب منه مطلقا  : انت يعنى تمد ايدك عليا وتقولى الكلام اللى قولتهولى ده .. ولما تاجى تصالحنى مستنى اقولك خلاص محصلش حاجة ومش زعلانة بالسهولة دى 


امسكها من يدها وجذبها خلفه ثم اجلسها على الفراش وقال بصوت هادئ : طيب انا معاكى انى غلطان طيب وانتى 


رهف : انا ايه ؟!!!


جاسم بنبرة صارمة : يعنى ينفع وحدة محترمة تقول لجوزها الكلام اللى قولتيه ده وبعدين انتى احمدى ربك انها جات على قد كده وانا مسكت نفسى ورد فعلى كان خفيف شوية 


رهف : انا مقولتش حاجة .. وايه بقى كنت هاتعمل اكتر من كده يادكتور 


جاسم بحدة : افتكرى انتى قولتى ايه وهاتعرفى انك غلطانة 


تذكرت كلامها له وماذا قالت فأدركت حقا انها اخطأت عندما قالت ذلك الكلام اخفضت رأسها ارضا فى خجل فقال : افتكرتى .. ثم اكمل بابتسامة رقيقة : وبعد ده كل انا اللى بعتذرلك مع ان المفروض الاعتذار يكون منك انتى مش كده 


رفعت نظرها له فوجدت فى عينه والحنان والدفئ التى اعتادت عليه واردكت ان عاد الى طبيعته وذاك الشخص الذى كان ليلة امس الذى كان يعاملها بقسوة عاد كما كان وحدثت نفسها قائلة : يالك من حنون ابعد كل هذا انت من تعتذر لى بالرغم من اننى انا التى دفعتك لفعل ذلك والخطأ كله يعود الى .... افاقت من شرودها على صوته القوى وهو يقول : رهف !!


فزعت من صوته وقالت : ايوه انت عندك حق انا اللى المفروض اعتذر انا اسفة ياجاسم بجد على الكلام اللى قولته متزعلش منى 


ابتسم بغرور وقال : وانتى فاكرة انى هاقبل اعتذارك باسهولة دى 


رهف : امال عايز ايه ؟!!


قال بغمزة مكر وهو يشير الى خديه : بوسة هنا وهنا ... ثم اشار الى فمه وقال : ووحدة هنا كمان 


ارتبكت كثيرا ولكن كعادتها حاولت منع اظهار ارتباكها امامه وقالت بابتسامة سخرية وهى تردد قائلة : ووحدة هنا كمااان .. اه طاب قول والله كده .. انت متأكد من الكلام ده ياحبيبى 


حاول منه ضحكاته وقال : اه متأكد .. ثم اقترب منها وقال : وهاخدها غصب عنك ابتعدت عنه وامسكت بالوسادة ودفعته به وقالت : طيب نام .. كمل نومك ياحبيبى شكلك منمتش كويس وتعبان وباين عليك بتخترف كمان 


اسرع خلفها ليمسكها ولكن كانت هى اسرع منه فكان الحمام قريب منها دخلت واغلقت الباب فقال : طيب يارهف هاتروحى منى فين ... بينما ظلت تضحك بشدة ارتدى قيمصه وزرر ازراره وهبط اليهم وبعد قليل هبط ادهم ايضا فقال جاسم له بغمزة : صباح الخير ياعريس 


ادهم بابتسامة : صباح النور


جلس معم على السفرة وقال : تصدقوا جعان اوى والله 


جاسم بخبث : حقك ياعم 


ادهم قال وهو يجز على اسنانه : تعرف تسكت شوية انا عامل حساب بس للحج والحجة اللى قاعدين 


حسين : وانتو من امتى بتعملوا حساب لحد 


جاسم : هههههههههه شايف اهو دايقته 


ادهم : انا برضوا 


فاطمة : امال مريم مش نازلة يا ادهم 


ادهم : لا نازلة ياماما 


ريتال بضحك : اما اروح اشوفها صحبتى وعارفاها تلاقيها مكسوفة ماتنزل 


فاطمة : هههههههههه


ياسين : بابا انا جعان 


جاسم بضحك : ايه ياحبيبى امال الاكل اللى قدامك ده بيعمل ايه ولا مش عاجبك تحب اجبلك وليمة 


حسين : هههههههعع خليه يتدلع ياجاسم براحته عايز ايه يا ياسين 


صمت بعض الوقت وهو بفكر ويقول : عايز .. عايز .. عايز 


ادهم : هههه ده لسا هايفكر طاب سمو كد ولحد مانخلص اكل يكون هو فكر عايز ايه 


جاسم : ههههههههه خلى الواد يفكر براحتك قول ياحبيب بابا 


ياسين : ايووووه .. عايز ثوكياته ( شوكلاته ) وعيث ( عيش ) وعصير 


جاسم : هههههه هاتفطر شوكلاته على الصبح ياحبيبى 


فاطمة : هى ماما كانت بتجبلك الاكل ده ياحبيبى وتأكلك منه كل يوم فى الفطار 


ياسين بزعل : لا هى مكنتث ( مكنتش ) بتجبلى اللى عاوزه 


تغيرت ملامح وجه جاسم الى الغضب الشديد وقبل رأس ابنه وقال : حاضر ياحبيبى حالا دلوقتى هابعت حد من الخدم يجبولك الاكل اللى عايزه 


___________________________،__________


بعد مرور ساعات قليلة كانت رهف تقف فى المطبخ وتقوم بتحضير كوب من النسكافيه فيتسلسل من خلفها ويحتضنها فتنتفض من مكانها وتلتفت له بغضب وتقول : فى ايه .. ايه اللى بتعمله ده ياجاسم 


وجد خلفها طبق وجد به جبن رومى اخذ قطعة منه وقال بنظرة خبيثة : بتعملى ايه 


رهف بنظرة نارية : ملكش دعوة وابعد لحد ياجى ويشوفنا 


جذبها اليه اكثر حتى صارت انفاسها تلافح انفاثه وقال : وفيها ايه يعنى يشوفونا .. حلوة الجبنة دى خدى اكلينى 


رهف بعصبية : جاسم ممكن حد يدخل فى اى لحظة المطبخ ابعد .. بعدين ايه اأكلك دى ايدك اتقطعت 


جاسم : ههههههههه مش هاسيبك غير لما تأكلينى 


رهف : اووووف قولت لا وابعد 


حاولت ابعاد يده التى تحاوطها من خصرها ولكن فشلت فقد احكم قبضته جيدا ققال : خلاص خلينا كده براحتك 


رهف : جاااسم متهزرش ابعد 


كان يتناول الجبن ببرود وينظر له بنظرات اغضبتها كثيرا واستفزتها قالت : لو عملت اللى عاوزه هاتبعد 


جاسم : اه 😃 


امسكت بقطعة الجبن لتطعمه ولكن قبل ان تدخلها فمه دخلت ريتال .. دفعته بعيدا عنها بسرعة ونظرت ارضا بخجل من ريتال  بينما هو ظل يضحك


ريتال بخجل بسيط : احم ..طاب مش تقولوا ياجماعة ادونا انذار حتى عموما انا طالعة 


جاسم : لا لا خليكى انا طالع دلوقتى ... ثم اقترب منه رهف وهو يمد قطعت الجبن الى فمها ويقول بطريقة استفزازية ليثير غضبها : تاكلى ياحبيبتى 


ابعدت يده بهدوء وهى ترمقه بنظرة نارية وقالت بصوت منخفض : اطلع ياجاسم بره 


ضحك بقوة بينما ريتال كانت تتابعهم وهى تضع يدها على فمها وتضحك فى صمت .. ثم اتجه ناحية ريتال وقال وهو يمر من جانبها : تاخدى 😅 


ريتال : هههههههههه لاشكرا واطلع يلا لاحسن تاكلك 


جاسم : ههههههههههههه 


خرج وكانت رهف تتوعد له وادارت وجها بعيد عن ريتال حتى تخفى خجلها وتوترها بينما ريتال كانت تضحك عليهم 


__________________________________________


فى المساء كانوا يجلسون جميعا بينما جاسم وحسين كانوا فى العمل وادهم ليشترى بعض الاغراض وفاطمة كانت نائمة ولا يوجد سوى مريم ورهف وريتال 


ريتال : تعرفى يامريم انا مش عارفة اشكرك ازى انت خلتينى اخلص من ادهم ده اللى كان قارفنى 


مريم : ههههههههههه بس يابت متقوليش على حبيبى كده وبعدين ده مفيش احلى منه  


رهف بمكر : ياسيدى ياسيدى 😉


شعرت بالارتباك وقال محاولة اخفائه : انتى ايه اللى مقعدك معانا يابت قومى 


ريتال : ههههههههههههه


رهف : انما صح ياريتال ليه مش طايقة ادهم كده 


ريتال : يابنتى انا فى مرة قولتلك فسحنى اخترعلى الحجج الفكسانة .. ولا غلاسته اللى بيغلسها عليا دى وحدها كفاية 


مريم : انا النهردا قولتله عايز اطلع اتفسح قالى يلا دلوقتى لو عايزة 


ريتال : مالازم يقول كده مش مراته حبيبه الندل الحقير انا اللى اديته رقمك واقنعتك لاكن اخته لما تقوله حاجة يقول لا ماشى يا ادهم 


مريم : ههههههههههههه 


شعرت رهف بدوار شديد فى رأسها فالاحظتها ريتال وقالت بقلق : فى ايه يارهف !!


وقفت وقالت بتعب : مفيش حاجة انا دوخت شوية بس هاطلع الاوضة ارتاح 


وقبل ان تخطو بخطوة واحدة وقعت على الارض وفقدت الوعى ... اسرعوا اليها وحاولوا بكل الطريق ان يفيقوها ولكن دون جدوى اسرعت ريتال بالاتصال بجاسم فرد عليه قائلا : ايه ياريتال فى ايه 


ريتال : الحقنا ياجاسم 


جاسم بخضة : ايه فى ايه 


ريتال : رهف اغمى عليها فجأة وبنحاول نفوقها مفيش فايدة

الحلقة التاسعة عشر 


مجرد سماعه هذه الكلمات هرول كالمجنون الى سيارته وكان يقوها بطريقة جنونية لا يفكر فى شئ سواها ... ترى ماذا حدث لها هل هى بخير يا الله ... كانت هذه الكلمات التى تدور فى عقله حتى استقل بسيارته امام باب الفيلا وهبط من سيارته مسرعا نحو الداخل فوجد كل من ريتال ومريم يجلسان رهف على الاريكة ويحاولون افاقتها هرول اليهم وقال وهو يلهث انفاسه وبقلق : حصل ايه ياريتال 


قالت وفى عينها نظرة قلق : معرفش ياجاسم مرة وحدة وقعت كده وبنحاول نفوقها مفيش فايدة 


حملها واتجه بها الى غرفتهم ووضعها على الفراش بحذر ثم فحصها فقالت له ريتال بقلق : خير ياجاسم 


جاسم : الحمدالله مفيش حاجة ده شكله ارهاق وتعب 


مريم : الحمدالله يعنى هى كويسة دلوقتى 


جاسم : ايوه وشوية وهاتفوق .. بس محدش يصحى ماما ولا يقولها علشان متقلقش 


ريتال : حاضر ... يلا بينا يامريم وقبل ان يخرجوا من الغرفة يدخل ادهم ويقول : فى ايه مالكم 


مريم : مفيش حاجة ياحبيبى رهف تعبت شوية بس 


ادهم : ليه حصل ايه ؟؟!


(قصت له كل شئ ) فقال موجها كلامه الى جاسم : طيب هى كويسة دلوقتى ياجاسم 


جاسم : ايوه ربع ساعة بالكتير وتفوق متقلقوش انتو روحوا ناموا 


ادهم : طيب يلا يامريم 


ذهبت ريتال الى غرفتها بينما ادهم ومريم ذهبوا الى غرفتهم ......


مريم : والله قلقت عليها اوى اصل مرة وحدة كده وقعت 


ادهم : جاسم قال انها كويسة وشوية ارهاق خلاص فى ايه بقى 


مريم : اصل انت مشوفتهاش لما وقعت ولا لما حاولنا نفوقها مفيش فايدة انا وريتال قلقنا اوى قلنا هى ليه مش راضية تفوق قعدت تدور فى راسنا افكار كتيرة 


مسك يدها وقال : خلاص ياحبيبتى هى كويسة ليه القلق ده .... ده تلاقى جاسم مش قلقان زى كده  


مريم : جاسم !!! .. ده اول ماسمع رهف تعبانة واغمى عليها قفل السكة فى وش ريتال وفى ظرف عشر دقايق لقيناه وصل ازى معرفش 


ضحك وقال : ماخلاص بقى يابت انتى ليه هراية كده 


مطت شفتيها بغضب طفولى وقالت : انا هراية 😡


ادهم بنظرة عشق : ههههههههه واجمل هراية كمان فى الدنيا بس طلعتى رطاطة اوى امال كنتى مكسوفة قبل ما نتجوز ومبتتكلميش غير فين وفين .. فتحتى دلوقتى 


مريم : ههههههه بس يا ادهم .. والله زعلانة منك 


ادهم : لا بس زعل ايه هو انا ناقص .. بعدين تعرفى انا اكتر حاجة بحبها فيكى رطك ده 😉


زفرت بغيظ شديد وقالت : مااشى ماشى .. انما قولى لو حصل معايا كده ايه هاتعمل 


اقترب منها وقال بمكر : هاقولك بس مش دلوقتى 


ابتعدت عنه وقالت بصوت مرتبك : انا هاروح اشوف رهف اطمن عليها 


امسك يدها وجذبها اليه وقال بنظرة خبيثة : رهف ايه بس دلوقتى 


_____________________________________


كان يجلس بجانبها ينظر الى وجها الجميل الصافى وملامحها البريئة كم يعشق ذلك الملاك ولا يستطيع الابتعاد عنه ولو للحظة كم اشتاق اليها ... بعد دقائق معدودة افاقت وجدته يمسك يدها ويقبلها اعتدلت فى جلستها بتثل كبيرة وكانت لا تستطيع رفع رأسها فقد شعرت وكأنها مليئة بالحجارة قالت بألم : اااااه 


جاسم : فى ايه مالك ياحبيبتى 


وضعت يدها على رأسها وقالت  بتوجع : راسى وجعانى اوى 


جاسم : نامى ورتاحى وهايروح ده تلاقيه صداع 


رهف : هو حصل ايه 


جاسم بنظرة ذات معنى : اللى حصل انك قلقتينى عليكى وكنت عامل زى المجنون 


رهف بغيظ : مقصدش كده اقصد حصلى انا ايه 


جاسم : طيب اتكلمى بأدب احلى من كده علشان ارد عليكى لسانك الطويل ده شكله كده هايكون قصه على ايدى .. وبعدين حصلك ايه ما اهيكى زى القردة قدامى 


ضحكت بقوة وقالت وهى تقترب منه وتدفعه بيده على كتفه بخفة : خلاص انا اسفة بهزر معاك الله الواحد ميهزرش معاك شوية يابيبى 


جاسم : يااا اية  قولى تانى كده 


رهف بدلع بسيط : يابيبى 


وضع يده على رأسها وقال بعدم تصديق : انتى سخنة ولا ايه ياروحى 


رهف : هههههههههه لا مش سخنة 


جذبها اليه وقال بمكر : اهاا يعنى كويسة ومفكيش حاجة طاب انا كنت عايز اقولك حاجة 


بلعت ريقها بصعوبة وقالت : قول 


جاسم بغمزة : طيب قربى ودنك اقولك😉


ارتبكت اكثر وابعتدت عنه بسرعة وقالت : صح انا فاكرة اخر حاجة انى اغمى عليا ايه حصل وليه اغمى عليا 


جاسم بابتسامة : بتغيرى الموضوع ماشى مش مشكلة .. بصى بقى من هنا ورايحة هاتاكلى على نظام غذائى وتاملى الحجات المفيدة ... ومفيش من هنا ورايحة لما اقولك كلى تقولى مش جعانة تاكلى غصب عنك فاهمة 


رهف : وليه ده كله !!


جاسم : علشان اللى حصلك ده كله بسبب انك ضعيفة ومبتكاليش .. اتخنى حبة بدل ما انتى عاملة زى عود القصب كده 


رهف بغضب : عود قصب بقى كده ...بعدين انتى تلاقى زى فين 


جاسم بضحك ونظرة ذات معنى : لا ما انا من ناحية انى مش هالاقى زيك فا انا  مش هالاقى فعلا 


رهف : ههههههههههه ايوه كده 


وبعد وثت قصير خلد كل منهم الى النوم بينما رهف روادها كابوس مزعج جدا .. فقد كانت تمشى فى طريق مظلم ولا تعرف طريق العودة الى المنزل كانت تحاول ان توقف سيارة حتى تقوم بتوصيلها الى المنزل ولكن لا حياة لمن تنادى لا احد يقف لها وجدت شخص يمشى فى الطريق امامها وعلمت انه جاسم اسرعت له وامسكت بيده وادراته لها ولكنه نظر لها بنظرة حقد وغضب وابعد يدها عنه بقسوة وادار وجه لها وذهب وتركها كانت تتوسل له ان لايتركها وحدها فى ذلك المكان المظلم فاهى خائفة جدا وكانت تبكى بشدة ولكن هو لم يسمع لها وبعد ان اختفى من امام عينها وجدت نفسها وحيدة فى ذلك الطريق المظلم .. كانت تتململ فى فراشها ولا تستطيع اخذ نفسها وتلهث نفسها بعصوبة افاقت وهى تصرخ فاق جاسم مفزوعا على صوتها ومد يده ليضئ النور وقال فى قلق : رهف فى ايه مالك ؟؟؟!


قالت بصوت مرتعش وشفتاها ترتجفان وتبكى بشدة : كا..ب..و..س كابوس وحش اوى ياجاسم انا خايفة 


جذبها الى صدره واخذ يلمس على شعرها برقة وقال : خلاص اهدى يا حبيبتى مفيش حاجة انا جنبك اهو 


لم يساعدها كلامه على ان تهدأ بل ازدادت فى البكاء وقالت : جاسم اوعى تسيبنى فى يوم 


تعجب من كلامها ولكن قال بصوت حنون حتى يهدأها : مين قال كده انا مستحيل اسيبك ياحبيبتى 


تشبتت به بشدة وكأنها تقول له لاتتركنى ابقى بجانبى وكأنها لاتريد انا تفارق حضنه الدافئ ظل يلمس على شعرها حتى هدأت تمام واستسلمت الى النوم مجددا 


_________________________________________


فى صباح اليوم التالى سمعت احد يطرق على الباب ذهبت وفتحت وقالت : اهلا يا ياسر ادخل 


ياسر : عاملة ايه ياهبة 


هبة : كويسة انت عملت اللى اتفقنا عليه 


ياسر : لا لسا فى حجات كتير محتاجة وقت وانتى عارفة جاسم زكى وممكن يكشفنا بسهولة لو مأتقناش الى بنعمله فا لازم نخليه ميشكش بأى حاجة 


هبة : وامتى هاتخلص يعنى 


ياسر : اسبوع ونص اسبوعين بالكتير 


هبة بانفعال : نعم اسبوعين انت عبيط يا ياسر هاصبر اسبوعين 


ياسر بحدة : وفيها ايه يعنى ياهبة ماتصبرى هايحصلك ايه المهم النتيجة فى الاخر وصبرى ليه حدود انا ثابرة عليكى ومستنى لحد ما اعمل اللى متفقين عليه علشان انتى كمان تنفذيلى وعدى .. وبعدين الراجل اللى هايعملى الحاجة دى مسافر 


هبة : وامتى هايوصل 


ياسر : فى اول الاسبوع الجاى او نصه 


هبة بنظرة شر : فاكرة نفسك هاتقدرى تاخدى منى جاسم يارهف ..ده بتاعى انا وبس وهاخليه يرجعلى ويحبنى زى الاول واكتر 


رمقها بنظرة سخرية وقال : انا شايف ان خيالك واسع اوى 


______________________________________


رهف : صباح الخير 


جاسم : صباح النور ياروحى .. عاملة ايه دلوقتى 


رهف : الحمدالله 


جاسم : طيب يلا بقى علشان ننزل نفطر 


رهف : لا مليش نفس


جاسم بحدة : انا قولت ايه امبارح يارهف شكلك مسمعتنيش وعايزة اعيد كلامى تانى 


رهف : مش جعانة ياجاسم والله 


جاسم : يبقى شكلك عايزانى اعيده تانى 


ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : عيده ايه يعنى 


جاسم : امممممم بس متلوميش غير نفسك بقى 


رهف : مش فا.....


وبطريقة غير متوقعة منه جذبها اليه من خصرها وقبلها شعرت بقشعريرة تسرى فى جسدها حاولت ابعاده لكنها فشلت ولكن محاولاتها فى النهاية جائت بنتيجة فقد استطاعت ان تبتعد عنه بعد ان وجدها تحاول الابتعاد عنه وجذبها اليه اكثر واحكم قبضته ... قالت بصوت خافت ومتلعثم : اااا ... انا ... انا هانزل تحت علشان افطر هستناك تحت .. وفى لمح البصر اختفت من امامه فا ارتسمت على ثغره ابتسامة رائعة ثم ارتدى قيمصه  ملابسه واستعد للذهاب فا كان سوف يتناول فطروه ويذهب الى عمله ... هبط الى اسفل وجد الجميع يجلسون على طاولة الطعام و جلس يجانب رهف كانت مازالت تحت تأثير الصدمة وتتجنب النظر اليه بينما هو كان يتابعها بعينة فوجدها تعبث بالصحن دون ان تأكل فقال بصوته القوى الحاد : مش بتاكلى ليه يارهف 


فزعت من صوته وقالت : هااا .. لا باكل اهو 


اقترب من اذنها وهمس قائلا بمكر : طاب كلى احسلك ولا حابة اعيييد تانى 


فهمت الى ماذا يلمح وماذا يقصد فا رمقته بنظرة غضب ووجها تحول الى اللون الاحمر فا ابتسم بخبث ونهض وقال : الحمدالله شبعت انا هامشى بقى يلا السلام عليكم 


فاطمة : عليكم السلام ياحبيبى 


وقبل ان يخرج من الباب سمع صوت هاتفه فوجده رقم غريب رد قائلا : الو ... ايوه انا انت مين ... ايه امتى حصل الكلام ده .... مستشفى ايه ... طيب طيب انا جاى حالا

               الفصل العشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>