رواية عطارة جدو
بقلم اسماء ايهاب
الفصل السابع
ليضع مالك كارمن بالمقعد المجاور للسائق و يجلس بمقعد السائق و يبدأ بالقيادة و هي تبكي بجواره من الخوف
ليوقف السيارة بعد دقائق عند المنزل لتقول.
له بتوسل : بالله عليك يا مالك متخلنيش ادخل البيت كدا زمان الكل موجود
مالك بتحدي : هتدخل و ادامهم كلهم عشان نعوف (نعرف) كلنا جاية ووايا (ورايا) لية و عاملة في نفسك كدا لية
لتبكي اكثر و هي تطأطأ رأسها خجلا من نفسها كاد ان بنزل من السيارة الا انها امسكت يده بسرعة
كارمن : بالله عليك يا مالك هعمل اللي انت عايزه بس بلاش انزل من العربية
مالك و هو يرفع حاجبه : كنتي جاية معايا التموين (التمرين) لية يا بنت عمي
صمتت كارمن قليلا تستجمع شجاعتها ثم قالت بتنهيدة : هقولك هقولك يا مالك
***************************
مكة من الشرفة و هي تنظر الي سيارة مالك : الحق يا شادي دول جم و اكيد مالك قفشها
شادي باشمئزاز : قفشها دا لفظ يتقال
مكة : مش وقته يا شادي لازم نتصرف
سامية من خلفها : تتصرفي في اية يا مكة هانم
مكة لشادي بخفوت : الله كملت
****************************
مالك : هاااا اتكلمي
كارمن : مالك انا جيت وراك عشان عشان عشان يعني
مالك : عشان عشان عشان اية
كارمن : انا شوفت الفيديو اللي علي النت
مالك : و انتي مالك اية داخلك في دا
كارمن ببكاء : معرفش معرفش
مالك و هو يمسك يدها : لا لازم تقولي يا كاومن (كارمن)
كارمن ببكاء : ارجوك كفاية
مالك : مانتي ياما هتنزلي ندخل جوا ياما تقولي عملت كدا لية
كارمن : مش مش انت كنت رايح ت تدرب واحدة
مالك بتأكيد : ايوة
كارمن : ما بص السواق ا.....
لتصمت كارمن حين تجد صراخ مكة باسم اخيها لينسي مالك ما كان يحدث و يتجهه بسرعة البرق الي شقيقته و خلفه كارمن
*****************************
سامية : متردوا هتتصرفي في اية
مكة : لا يا ماما دا دا
ثم التفتت للشرفة و صرخت باسم اخيها : يا ماااااااااااللك
في ثواني كان مالك امامها
مالك : في اية يا مكة
مكة : ها لا خليك بس معايا
ثم اشارت لكارمن في الخفاء علي ملابسها لتتسحب كارمن و تذهب الي غرفتها لتبدل ملابسها
سامية بغضب : انتي بتنادي علي اخوكي يحميكي يعني و لا اية
مكة بخوف : لا و الله ما قصدي و الله يا ماما مقصد انا بس
مالك : خلاص يا ماما
شادي بهدوء : هي كانت بتقولي كدا ياطنط عشان قطة ليان ضاعت
مكة : ايوة ايوة صح
****************************
كارمن بعد ان ابدلت ملابسها و تقبل جبهت ابيها : عامل اية دلوقتي يا بابا
ماهر : الحمد لله يا حبيبتي كنتي فين
كارمن و لاول مرة تخفي شئ علي والدها : كنت في المحل
ماهر : طيب يا حبيبتي
كارمن بصوت مختنق : اكلت
ماهر : ايوة مكة ربنا يخليها جبتلي اكل و اديتني الدوا
كارمن و هي تهم بالخروج : طيب هجيلك تاني يا بابا ثانية واحدة
خرجت من غرفتها و نزلت الي الحديقة تسير بها كالتائهه بلا هواد و تتساقط قطرات من دموعها التي تنزل بسخاء علي وجنتها و من ثم علي الارض نادمة علي ما فعلت تمقت نفسها الآن بشدة
كل مرة اجي القيكي بتعيطي
قالها حاتم بحزن و هي يقف امام كارمن
كارمن و هي تمسح دموعها و تقول بابتسامة : حظك بقي يا متر
حاتم : علي كدا انا حظي وحش اوي
كارمن : لا طبعا مش قصدي هو حضرتك جاي لعمي عصام
حاتم : لا انا جايلك
كارمن باستغراب : انا لية !!!!
حاتم : قصدي جاي اشوف باباكي هو ازي صحته
كارمن : كويس الحمد لله لو تحب تشوفه اتفضل معايا
حاتم : ياريت
كارمن و هي تتنحي جانبا وتشير اليه بالتقدم : اتفضل
****************************
بعد ان خرج شادي و سامية جاء ليغادر مالك الا ان اوقفته مكة
مكة : مالك هو انت روحت التدريب
مالك : لا حصلت حاجة غريبة اوي
مكة بفضول لما سيقوله شقيقها عن فعلتهم : اييييية اللي حصل
مالك : لقيت بنت عمك المصون عملالي فيها السواق
مكة و هي تكتم ضحكاتها : بجددد الله سو كيوت
مالك و هو يهم بالمغادرة مرة اخري : نعمممم دا انا هوويها (هوريها)
مكة : اللامور يا مالك متعرفيش يعني اية
مالك : لاموو (لامور) اية يا هبلة
مكة : يعني لما بنت تغير علي شاب يبقي اية يا ذكي
مالك بتفكير : انتي هبلة لا طبعا دي كانت عايزة تضايقني بس
مكة : ماشي يا مالك بس ابقي افتكر اني قولتلك
خرج مالك من غرفة مكة و هو يريد ان يكون هذا هو السبب حتي يشاكس تلك العاشقة و يريها من هو مالك بدران
ذهب لكي وقعها بالحديث لكن وجد ذلك المحامي الوقح كما يلقبه في غرفة معه ذهب اليه هذا عديم الاحترام
مالك بغضب لحاتم : انت بتعمل اية عندك استئذنت من اهل البيت.
حاتم باحترام : انا اسف بس كنت جاي اطمن علي ماهر بية
كارمن برجفة : هو كان جاي يطمن علي بابا يا مالك
مالك بعصبية : اسكتي انتي
حاتم و هو ينسحب بهدوء : خلاص يا جماعة انا اسف بعد اذنكوا
انسحب حاتم بهدوء كعادته الهادئة و حاولت ايضا كارمن ان تنسحب الا انه امسك بيدها بشدة ثبتتها و جعلت جسدها من نصيبه الارتعاد و يكون الانفاس العالية سيدة الموقف الآن كان التمرد الحقيقي لقلب كارمن كاد صوته ان يسمع و هو يطرق كطبول الحرب يدق بعنف
مالك : الاستاذ المحتوم (المحترم) دا ميدخلش و عمي ماهو (ماهر) تعبان و محدش عاوف (عارف)
كارمن : انا مش بعمل حاجة غلط يا مالك
مالك بغضب : الغلط وكبك (ركبك) من ساسك لواسك (لرأسك)
كارمن و هي تنفض يده التي اثارت القشعريرة : ماشي انا غلطانة فعلا غلطانة اسفة و اسفة جدا خلاص بقي لو سمحت
تركته و ذهبت لكي تنتهي من تأنيب نفسها و يذهب هو الي والده الذي سمع صوت اتي للتو
مالك لوالده : بص يا بابا دخول لحاتم هنا تاني لا بيدخل من غيو (غير) اذن و بيطلع في اي مكان هو عايزه
عصام بارهاق : نتكلم بعدين يا مالك مش طايق نفسي
مالك : ماشي يا بابا
*****************************
مر ثلاثة ايام لم يري احد كارمن نهائيا و هي لم تري احد فقط والدها و حياتها مقتصرة علي العناية به
اليوم تحسن ماهر عن زي قبل و سوف يفك جبارة رقبته
كارمن و هي تنزل مع والدها : براحة يا بابا علي مهلك
ماهر : حاضر
مالك و هو يتوجهه الي عمو و يعاونه علي السير : حمد الله علي سلامتك يا عمو
ماهر : الله يسلمك يا بني
كاد ان يركبه سيارته الا ان اوقفته كارمن قائلة بجدية : شكرا يا كوتش بس انا هودي بابا بنفسي للدكتور
لينظر لها مالك بطرف عينه و يغلق الباب علي عمو
ماهر : يلا يا كارمن ولا منتيش جاية
كارمن : لا جاية وراكوا بالعربية الجديدة
مالك بتريقة : لا تعالي اوكبي (اركبي) علي ما نعملك السواقة
كارمن بغصة بكاء : تعملني السواقة
ماهر : يا بنتي هتيجي
كارمن و هي تصعد الي السيارة : جاية يا بابا
عندما تختنق لا تطيق شعرها لتفتح حقيبتها و تخرج منها دفتر مذكراتها و تسحب منه القلم الملازم له ثم ترفع شعرها علي هيئة كعكة فوضوية و تثبتها بالقلم و تقع خصله صغيرة علي عيونها و هي تزيحها و هو مركز بصره عليها و هي تفعل ذلك
ماهر بخضة : حاسب يا بني
لينحرف مالك عن طريقه قبل ان يصطدم بالسيارة امامه
كارمن بتريقة : نبقي نعلمك السواقة يا مالك
مالك بغضب : وصلنا
نزل مالك و انزل ماهر و نزلت كارمن ايضا
****************************
واقفة في محل العطارة و تضع سماعات الاذن و تستمع الي موسيقي غربية و اغلقت عينها و بدأت بالغناء معها فجأة و بصوت عالي كعادتها و بعد دقيقة جاء موسيقي اكثر ضجة لتتمايل معها ليان
سراج بمناداه : لييييان لييييان
و هي بعالم اخر و عيونها مازالت مغلقة و هي تداندن مع الاغنية ليذهب لها و ينزع عنها السماعات لتفتح عينها لتجده امامها و قريب منها للغاية لتنظر الي عينه ببعض الجراءة التي اكتسبتها من بلاد الغرب
ليحرج سراج و يبتعد قليلا و يتنحنح
سراج : احم احم احنا يعتبر في الشارع و كل اللي رايح و اللي جاي بيتفرج عليكي
ليان : ام سوري سراج مأخدتش بالي
سراج : لازم تاخدي بالك بعد كدا عشان احنا مش ناقصين الناس اللي هنا
ليان و هو يضع يدها بذراعه بمزاح : خلاص يا بني بقي مكنتش اغنية
سراج و هو يبعد عنها كالملسوع و هو يقول : ليان كفاية انتي هنا في مصر مش لسة في لندن
ليان بزعل : انا اسفة يا سراج انا بعملكوا زي ما بعامل اصحابي اللي في لندن بس بعد كدا انا مليش دعوة بيكوا
ثم سحبت حقيبتها و ذهبت
سراج بتأفف : اوووووووف استغفر الله العظيم
*****************************
كارمن بابتسامة و هي تتحسس عنق اببها المفكوك للتو : حمد الله علي سلامتك يا بابا
ماهر : الله يسلمك يا حبيبتي
مالك : حمد علي سلامتك يا عمي
ماهر : الله يسلمك يا بني
الطبيب و هو يمد يده لمالك بورقة العلاج : اتفضل دا الروشته اهم حاجة مواعيد الادوية و حمد الله علي السلامة
مالك : الله يسلمك متشكو (متشكر) يا دكتور
****************************
علي مائدة الطعام كان الجميع مجتمع و ماهر ايضا منذ فترة
مالك لمكة بصوت مسموع : انا مش عارف الناس اللي بتدخل في حياتنا و بتزعجنا دي اية و الله
مكة و قد فهمت شقيقها : بس في ناس بتكون مغفلة و مش فاهمة الناس دي عملت كدا لية
صامتة هي كجبل يبدأ بالانهيار رويدا رويدا
ليتحدث مالك لكارمن بطريقة مفأجاه وترتها قائلاً بخبث : انتي حبيتي قبل كدا يا كارمن
كارمن بقوة : صدقني اكتشفت ان محدش يستاهل
...
