رواية عطارة جدو الفصل السادس عشر16بقلم اسماء ايهاب


 رواية عطارة جدو 

بقلم اسماء ايهاب 

الفصل السادس عشر 


ارتجف جسدها ما ان رأته امامها يقترب منها و علي وجهه ابتسامة خبيثة تراجعات للخلف بخوف و هي تري نافذة غرفتها مفتوحة 


قال لها و هو يري الزعر علي وجهها : اية يا حبيبتي انتي خايفة مني ولا اية 


لتقول بعصوبة و هي تبلع ريقها : عايز اية يا حاتم


ليقبض يده علي رقبتها سريعاً و انقلبت ابتسامته الي غضب و هو يقول : عايز حقي فيكي


كارمن باختناق : سيبني يا حاتم


حاتم و هو يأخذها من رقبتها و يقذفها اعلي الفراش : هسيبك بس بعد ما اخد حقي


لتأوة بشدة و هي تحاول القيام و تقول : حقك في اية بس امشي من هنا قبل ما بابا يشوفك 


حاتم بسخرية و هو يمرر يده علي وجهها : خايفة لدرجة الكدب خلاص يا حبيبتي انا عارف ان باباكي مش هنا اهدي كل حاجة هتخلص قبل ما باباكي يجي


لتزيح يده عنها بخوف وتقول : ابعد و اطلع برا يا حاتم براااا


ليتعصب حاتم مرة واحدة و يمسك خصلات شعرها بين اصابع يده و يشدد عليها و يحدثها بغضب : مكنتش هأذيكي بالعكس دا انا كنت لاول مرة افكر اتجوز بس انتي اللي نهيتي كل حاجة و فتحتي ابواب جهنم عليكي


ليطرق شعرها لتمسك ذراعه و تقول بدموع : بالله عليك يا حاتم عشان خطري ابعد عني 


ليزيحها من امامه لتجلس اعلي الفراش بخوف شديد لينقض حاتم عليها مسطحاً اياها اعلي الفراش و اعتلاها و ثبت يداها اعلي رأسها و ابتسم برضا للزعر الموجود بعينيها لتحرك رأسها باعتراض علي ما هي به 


حاتم بسخرية : اهدي يا حبيبتي هه انتي خايفة مني دا انا كنت هبقي جوزك اه كنت صحيح كنت خلي استاذ مالك يعرف يدافع عنك دلوقتي 


كارمن : انا اسفة و اسفة لمالك مش هيقرب مني تاني بس سيبني


حاتم و هو يقبل رقبتها : لا يا حبيبتي ماهو اللي بيبدأ حاجة لازم ينهيها 


لتزداد بكاء كارمن و هي تردد : يارب يارب 


بدأ حاتم بتقبيل وجنتها و رقبتها لتحرك رأسها يميناً و يساراً باعتراض و هي تبكي لتصرخ : ماااااالك 


لكن هي الان في الدور الثالث في اخره و هو باول الدور الاول و لا يسمعها مهما فعلت لتنظر علي الكومود لتري سكين حاد النصل موضوعة علي صحن موجود به ثمرة من التفاح مقطعة 


لتحاول ان تفلت يدها من يده حتي افلتها غير مبالي لتأخذها هي بصعوبة و تطعن ذراعه بارتعاش ليتأوة هو مبتعد عنها قليلا لتضربه اسفل معدته بركبتها لتركض هي سريعاّ


تفتح الباب و تركض و تركض علي الدرج و هي تنزل خلفها بزعر رغم انها كان امامها الدور الثاني لعمها سعيد الا انها اخذت تركض الي الدور الاول و كانت اول غرفة لمالك لتطرق الباب بسرعة غريبة ليفتح الباب و هو ناعس لينظر الي هيئتها 


مالك بخوف و هو يري هيئتها المزرية : كاومن (كارمن) ماالك 


لتشير كارمن الي الدرج و تقول بخفوت و يغشي عليها : حاتم


لتقع امامه علي الارض لينطق بزعر : كاومن (كارمن)


ليخرج عصام بنعاس ليجد كارمن واقعة علي الارض امام غرفة ابنه ليركض لهم ليحمل مالك كارمن و يدخلها داخل الغرفة و يسطحها اعلي الفراش


عصام بقلق : في اية يا بني اية اللي حصل و هي عاملة كدا لية 


مالك : مش عاوف (عارف) 


ثم قال بذهول و هو يتذكر قولها : حاتم


عصام : حاتم ماله في اية 


ليقول مالك و هو يركض الي الاعلي : فوقها و انا جاي 


ليركض مالك الي الاعلي بسرعة ليصل الي غرفة كارمن ليدلف الي الداخل و لم يجد احد لكنه وجد الفراش مبعثر علية بعض دماء من ذراع حاتم لتتسع حديقته و هو يري حال الغرفة لينظر من الشرفة و لم يجد احد ليجلس اعلي الفراش و لاول مرة في حياة مالك ان تنزل دمعة منه اخذاً الامور بشكل خاطئ ليأخذ شرشف الفراش و يلقيه في سلة الملابس المهملة و يذهب الي الاسفل و لم يري هذه السكين الملطخة بالدماء الملقاه بجوار الفراش


ينزل الي الاسفل لها ليجدها مازالت مغشي عليها و يقول عصام : مش راضية تفوق يا مالك هو حصل اية يا بني


مالك بجمود : مفيش يا بابا هي كانت مخضوضة بس من كابوس


عصام : و اية اللي عامل في شكلها كدا 


مالك : معلش يا بابا نادي شادي عشان يشوفها 


عصام و هو يهم بالخروج : حاضر


ليتقدم منها مالك و دمعة تلمح بعينيه الجميلتين ليجلس بجوارها اعلي الفراش و يربت خصلات شعرها و يتحدث ببحة بكاء رجولية : انا اسف معوفتش (معرفتش) احميكي بس و الله مكنتش اعوف (اعرف) انه واطي للدوجادي (للدرجادي) حقك عليا يا كاومن (كارمن)


نزلت هذه الدمعة المتحجرة بمقلتيه علي وجنتها لتفتح عينيها ببطئ و رؤية توضح رويداً رويداً لتري مالك امامها لتتمتم بخفوت : مالك 


ليمسح دمعته سريعا قبل ان تراها و يقول : انتي كويسة 


لتبكي هي بقوة و لم يعد يعرف كيف يهدأها ليدلف شادي مع عمه عصام الي الغرفة 


شادي : في اية مالك يا كارمن 


كارمن بصوت متقطع : ح حات م (حاتم)


عصام بعصبية : انتي تقولي حاتم و مالك يقول حاتم في اية عملك اية حاتم و امتي اصلاً 


مالك بسرعة : اصل كاومن (كارمن) حلمت بحاتم و هي خايفة 


عصام : خلاص يا كارمن متخافيش حاتم مش موجود 


شادي : استني يا عمي هروح اجيبلها حقنة مهدئة و اجي 


عصام : روح انت نام في اوضتها يا مالك


مالك و هو ينظر الي كارمن : حاضو (حاضر)


اعطي لها شادي حقنة مهدئة و تركوها حتي ترتاح لكن مالك انتظر حتي دلف والده الي غرفته و اغلق الباب حتي تسحب و ذهب الي غرفته الغافية بها كارمن و دلف و اغلق الباب بهدوء و جلس بجوارها يتأملها و يتخيل كم احتاجت له كم استنجدت باحد كم كم كم هذا دار برأسه حتي غفي بجوارها رأسه علي الفراش و جسده علي الارض


****************************

استيقظ ماهر منذ ساعة تقريباً يشعر بالاختناق و ضيق في النفس حتي ان قلقه ايقظ نهي 


نهي بنعاس : مين 


ليبتسم ماهر قائلاً : مين اية انا ماهر 


لتنتفض نهي قائلة بذهول : ماهر 


ماهر : لا بقولك اية ركزي احنا من كام ساعة كنا نايمين جنب بعض و مفيش حاجة 


نهي بشهقة : جنب بعض 


ماهر بمزاح : انتي هتنكري هتخديني لحم و ترميني عضم 


رغم ان وجهها باهت حزين الا ان ضحكتها الرنانة ايقظت قلبه الميت منذ زمن بعيد 


ثم صمتت و قالت بسخرية : مين فين اللي عمل في التاني كدا


لينظر لها ثم ينظر الي الاسفل و يتنهد تنهيدة حارة خلفها الكثير ثم يأخذ هاتفه و يهاتف صغيرته و لكن لم ترد 


ماهر بقلق : تؤ مش بتردي لية يا كارمن


نهي بخفوت : كارمن


ليرفع رأسه لها و يقول بحنو : ايوة هسمعك صوتها


لتومأ له بسعادة ليبتسم ثم يهاتف ابنته مرة اخري لم ترد ليهاتف شقيقه 


عصام بنعاس : الو 


ماهر : معلش يا عصام صحيتك بس برن علي كارمن مبتردش 


عصام و هو يعتدل في جلسته : كارمن اه دي دخلت تنام من زمان تلاقيها مش سامعة او عاملاه صامت


ماهر : ماشي يا عصام خلي بالك منها علي ما نيجي بكرا 


عصام : هتجيب نهي معاك 


لينظر ماهر الي نهي و يقول بحزم : كارمن بكرا هتقابل امها يا عصام 


لترفع نهي عينيها له و هي تتنفس بخوف من هذا اللقاء 


ماهر : معلش يا عصام ازعجتك سلام 


لتسأل نهي بتوتر بعدما اغلق ماهر الهاتف : هو هو ا اااا انا هروح البيت معاك


ليقترب منها و يحاوط كتفها : متخافيش 


لتغمض عينيها و هي تشتم رائحته لتسند رأسها علي صدره ليقبل رأسها بحنو و هو يتنهد و ينظر الي نقطة ما 


****************************

تنفس بغضب و الصيدلي يضمم له جرحه 


الصيدلي : خلصنا و خد الدوا دا مسكن قوي جدا 


حاتم بغضب : ماشي 


ليخرج من الصيدلية و يقل سيارته و بخار من الدخان يتصاعد من انفه و اذنه من شدة الغضب ليضرب المقود بيده و يقول في نفسه : ماشي يا بنت ماهر الجايات اكتر من الريحات بس و ديني و ما اعبد لخليكي انتي و حبيب القلب عبرة


ثم يخرج هاتفه و يهاتف احدهم 


حاتم : الو عايزة مكان فاضي حالا محدش يلاقيني فيه


ليغلق الهاتف و يقذفه علي المقعد بجواره و يذهب بسيارة لمكان لا يعرفه فيه احد حتي يختبئ لفترة


*****************************

استيقظت من نومها بصداع شديد يداهمها لتنظر الي يدها المقيدة لتجد يد مالك ممسكة بيدها بشدة و رأسه بجوار يدها و جسده نايم علي الارض لتبتسم و تربت علي يده بخفة و هي تيقظة 


كارمن بهدوء و هي تربت علي يده : مالك مالك اصحي


ليفزع مالك و يستيقظ و يقول بقلق : اية في اية مالك 


كارمن بهدوء و هي تحاول القيام : مفيش حاجة متقلقش اية اللي منيمك كدا 


مالك و هو يقوم و يجلس بجوارها اعلي الفراش : امال انام فين و الهانم محتلية السويو(السرير) بتاعي


كارمن و هي تقوم : انا اسفة يا مالك بس معرفش انا


ليضع اصابعه اعلي فمها كعادته و يقول : هششششش انا بهزو (بهزر) معاكي 


لتجهش هي بالبكاء عندما تذكرت ما حدث لها امس من قبل المدعو حاتم 

ليمسك يدها و يشدد عليها ويقول هو و يشدد علي كل حرف : انسي انسي كل حاجة حتي انسي ان كان في امباوح (امبارح) احنا احنا ولاد النهاودة (النهاردة) و عايز اقولك ان كل حاجة حصلت امباوح (امبارح) متهمنيش


كارمن ببكاء : هو مات هو دا كان الحل الوحيد عشان يبعد عني 


مالك : مش فاهم قصدك اية 


كارمن و هي تمسح دموعها بظهر يدها : يعني انا ضربته بالسكينة و لما لقيته بينزف ضربته و سيبته و جريت عليك


مالك بفرحة : يعني انتي ضوبتبه (ضربتيه) بالسكينة 


كارمن بطفولية : انت بتهزر انت فرحان اني موت حد 


مالك : طبعاً فوحان (فرحان) .. انا قولت قبل كدا نجيب حاوس (حارس) علي باب البيت مكنش كلب زي دا عوف (عرف) بقوب (يقرب) من البيت


لينظر لها مرة اخري بفرحة و يأخذ يداها و يقبلهما عدة مرات 


كارمن : مالك لما ملقتش بابا و مروحتش لحد غيرك 


ليضمها مالك اليه محاوطاً كتفها : انا اسف اني معوفش (معرفش) احميكي


كارمن : مالك هو قالي انه عارف ان بابا مش هنا معني كدا انه مراقب البيت


مالك : متقلقيش انتي بس انتي هتفضلي في اوضتي هنا و انا هنام في اوضتك


ثم اكمل بمزاح : او ممكن ننام في اوضتي عشان متخافيش


كارمن : لا بجد ههههههه


مالك : اه عادي يا بنتي انتي مش واثقة فيا 


كارمن بدموع و قد اتي ببالها ذكريات امس : مالك انا بجد كنت خايفة اوي لما خرجت من الحمام و لقيته عارف كنت مقطعة تفاحة لبابا مرضاش يأكلها روحت بيها علي اوضتي علي ما البس و نسيتها و فضلت السكينة موجودة معايا الحمد لله 


ليحتضنها بشدة و علي وجهه معالم الحزن ليجد مقبض الباب يدور ليبتعد عنها و يقول سريعا : كاومن (كارمن) متقوليش اني بايت هنا


ليدلف عصام و يقول : صباح الخير


كارمن و مالك : صباح النور 


عصام : انت بتعمل اية هنا 


مالك : اااا انا كنت يعني بط


عصام مقاطع : خلاص خلاص .. عاملة اية يا كارمن


كارمن : الحمد لله يا عمي 


عصام : يلا بقي ننزل تحت في مفاجأه لكارمن 


كارمن باستغراب : مفاجأة اية دي 


عصام : هتعرفي و هتتبسطي 


كارمن : يارب يا عمي طيب يلا ننزل 


لينزلوا الي الاسفل و فضول كارمن يأكلها 


في الخارج وقف السائق امام باب المنزل لينزل ماهر من السيارة و يتجه الي نهي و يفتح لها الباب الاخر 


ماهر : يلا انزلي


نهي : انا خايفة 


ليمسك بيدها و ينزلها و يقول : متخافيش


ليدلفوا الي الداخل قلب نهي يدق بخوف بتوتر باشتياق مشاعر متخبطة ليدلف ماهر اولا و هي خلفه لتركض كارمن له و تحتضن خصره و تفول : وحشتني يا بابا


ماهر و هو يربت علي ظهرها : و انتي كمان يا قلب بابا 


لتنظر كارمن الي نهي و تبتعد ان اباها و تقول بتساؤل : مين طنط دي ما بابا شبة ماما في الصور خالص


ليوقف نهي امام كارمن و يقول : لا مش شبها دي هي 


كارمن بعدم تصديق : انت بتهزر يا بابا ماما ازاي


ماهر : ماما بعدت عننا غضب عنها 


كارمن بصراخ : ازاااي يعني من بوم ما اتولد و انتوا بتقوله امي ماتت مااااااتت تيجوا دلوقتي و تقول عايشة و ادامك 


ليتقدم عصام و مالك منهم 

مالك بخوف عليها فهي تتلاقي صدمة اخري : اهدي يا كاومن (كارمن)


لتلتفت له باعين خاوية و تقول بصدمة : انت سامع بيقوله اية عايزين يموتوني كلكوا عايزين تموتوني 


مالك بزعيق : بقولك اهدي


لتقول بجسد رخو و تقول : قولهم اني مش حمل حاجة تانية قولهم اني فيا اللي مكفيني 


لتسقط مغشي عليها بين ذراعي مالك وسط بكاء نهي الحاد ليهب جميع من بالمنزل المصدومين و يتقدمه منها 


شادي : وسعوا يا جماعة عشان تعرف تتنفس


مالك بزعر : مش بتفوق 


ماهر بخوف : يلا نوديها المستشفي 


ليحملها مالك سريعا و يصعد بها الي سيارة والدها عندما فتح لهم سائق والدها الباب

ليجعلها تستند علي كتفه و هو يقول : كاومن (كارمن) فوقي يا حبيبتي فوق و كله هيبقي كويس فوقي انتي بس


في سيارة عصام يجلس ماهر بجواره و نهي بالخلف و تبكي 


ماهر بخوف : استر يارب


نهي ببكاء : انت اللي خلتني اجيلها ياريتني ما سمعت كلامك و فضلت اشوفها من بعيد لبعيد 


ماهر : اللي حصل كان لازم يحصل 


***************************

بالمشقي وقف الجميع في الخارج ينتظر خروج الطبيب خرج الطبيب ليتقدم مالك من اولا و الجميع خلفه 


مالك : خيو (خير) يا دكتوو (دكتور)


الطبيب : صدمة عصبية شديد هي مفاقتش بس ركبنلها محاليل و علي خير ان شاء الله 

            الفصل السابع عشر من هنا


لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>