أخر الاخبار

رواية زهرة فى مهب الريح الفصل السابع والثامن بقلم اسماء ايهاب


 رواية زهرة فى مهب الريح 

بقلم اسماء ايهاب 

الفصل السابع والثامن 


الفصل السابع


فتح عينه السوداء ببطئ و هو يقطب حاجبيه بحدة رفع يده يفرك عينه و هو يتثائب ببعض النعاس الذي مازال ملازم لعينه التفت برأسه ليجدها تنام بجواره لازالت بفستان زفافها فقط



 خلعت الحجاب عن رأسها شفتيها منفرجة و اهدابها الطويلة تعطي ظل علي وجهها كم بدت بريئة و كأنها لم تنم منذ فترة طويلة لفت انتباه ذلك الشئ اللامع بجواره صوب عينه عليه سرعان ما التوي فمه بابتسامة ساخرة مضحك للغاية عمدة



 القرية و حاكمها و من يهابه الجميع ينام بجوار زوجته تحت تهديد السلاح لم تنتهي المناوشات ليلة أمس و لم ترضخ للنوم بجواره علي الفراش الا و جوارهم السكين يا لها من ليلة رائعة قفز من الفراش و حرك رأسه لتصدر رقبته صوت طرقعات



 عظامه دلف الي المرحاض ليغتسل .. في حين استيقظت تلك الغافية بسلام علي صوت باب المرحاض الذي اغلقه هو خلفه بقوة فتحت عينها تنظر إلي السقف لفترة تستعيد ذاكرتها حتي تنهدت هي باختناق حين تذكرت ما حدث أمس وضعت يدها



 علي شفتيها و هي تغمض عينها بشدة اتعدلت بجلستها و هي تنظر إلي فستان زفافها ضحكت بسخرية و صوت عالي و هي تمسك طرف الفستان لتمزق قطعة منه بغل أطفأ ما بداخلها من غضب و لو قليلاً امسكت بالسكين لتخبئها داخل درج الكومود



 المجاور للفراش وجدت من يطرق باب الغرفة اتسعت عينها بتوتر لازالت بفستان الزفاف أسرعت لتفتح خزانة الملابس لعلها تلحق أن تغير ملابسها و لكن عبس حين زاد الطرق لتدلف الي خزانة الملابس و تغلق عليها في حين فتح مهران باب



 المرحاض و خرج و هو يجفف يده و وجهه بحث عنها بعينه و لم يجدها ليتقدم من الباب و يفتحه حين وجد عمته و شقيقته ليبتسم بهدوء و هو يسمع صوت زغاريد عمته التي انطلقت حين رأته و من بعدها صدح صوتها قائلة بفرحة : صباحية مباركة يا عريس 


هز رأسه بابتسامة هادئة و هو يقول بهدوء : الله يباركلنا في عمرك يا عمتي


بحثت شمس بعنيها و هي تقول : اومال فينها زهرة 


بحث بعينه مرة أخري عليها و لم يجدها ليتنهد بهدوء و هو يقول : في الحمام عتتسبح (بتستحمي)


هزت حميدة رأسها بايجاب و هي تقول بابتسامة و هي تربت علي كتفه قائلة بحنان امومي : اني كنت عطمن عليك يا حبة جلب (قلب) عمتك انزل أفطر امعانا


هز مهران رأسه بايجاب دون رد لينصرفا الي الأسفل ليغلق هو الباب و هو يفرك مؤخرة رقبته بتفكير اين هي اين ذهبت هل



 هربت و قبل أن يكمل تفكيره كانت تخرج من خزانة الملابس و هي تلهث و تلتقط أنفاسها بصعوبة اغلقتها لتضع يدها علي صدرها و هي تقول بتأفف : يا لهوي روحي كانت هطلع في البتاع دا 


اتسعت عين مهران من هذه المجنونة هي بالفعل مجنونة اختبئت بخزانة الملابس ضرب كف فوق الآخر و هو يقول بذهول : چوا الدولاب 


تأففت هي و هي ترتب خصلات شعرها الغجري قائلة بحدة : الله اعمل اية يعني و لا عايزني افضحك يا عمدة 


قالت كلمتها الأخيرة و علي ثغرها ابتسامة خبيثة لتجده يكاد يقترب منها و قد امتعض وجهه بالغضب لتوقفه بيدها و هي تقول : خلاص خلاص اهدي .. هات بطاقتي بقي مش كتبنا الكتاب و بقيت بغلي قصدي بعلي و انا بقيت زفتتك قصدي مراتك هات البطاقة 


يمر من جواره لتتراجع هي الي الخلف ليأخذ البطاقة من درج الكومود خلفها و هي يبتسم بمكر لاخافتها ليقف معتدلاً أمامها و هو يمد يده بهويتها قائلاً : جنعت (قنعت) عمي بالعافية أنه يعجد (يعقد) بالبطاجة (بالبطاقة) دي 


انتشلت من يده البطاقة و وضعت أسفل ملابسها بالخزانة لتأخذ ملابس من الخزانة و تدلف الي المرحاض في ضيق و هي تدب بقدمها بالأرض و هي تقول : يارب كانت تولع قبل ما يكتب الكتاب


ليهز رأسها هو و من ثم يضحك علي جنون تلك الفتاه و هو يشرع في تبديل ملابسه 


************************************

في الأسفل و بالتحديد علي طاولة الطعام كان هناك نظرات مشحونة واحدة تتفرس بحب و أخري تتفرس بحزن تأكل



 الطعام بهدوء أما هو لا يأكل فقط يختلس النظر إليها تنحنح ايوب بصوت غليظ ليجذي انتباه ذلك الهائم بشمسه الساطعة امام عينه تجعله لا يقدر علي أن يشيح عينه عنها لينظر الي



 ايوب متسائلاً لتبرق عين ايوب بتحذير ليتنحنح مصطفي و هو يحك مؤخرة رقبته نفضت يدها من بقايا الطعام العالقة بها و هي تقف قائلة بصوت هادئ : الحمد لله بالهنا و العافية 


نظر إليها مصطفي بحاجب مرفوع و هو يقول بأمر : اجعدي (اقعدي) كملي وكلك (اكلك)


هزت رأسها باستفسار و هي تقول بهدوء : خلصت وكل 


ليقطع مصطفي قطعة من الفطائر الطازجة أمامه و يمد يده بها لها و هو يقول بحدة : اجعدي (اقعدي) معتجوميش (مش هتقومي) غير لما تخلصي وكل


اتسعت عينها من فعلته و هي تنظر إلي الطعام بيده ارتجفت يدها بتوتر و هي تنظر إلي من ينظرون إلي بعضهم بخبث واضحة للغاية ظهرت حبات العرق علي جبهتها و هي تمد يدها



 تأخذ الفطائر و تجلس بمحلها تأكل بلا حديث حتي لا ترفع رأسها من الاحراج لتجد يد عمتها تربت علي ظهرها و هي تقول بخبث : لازم نچيب مصطفي كل يوم علي الوكل عشان تاكل زين 


دحرجت عينها نحوه بتوتر و هو الذي يبتسم بفخر لنفسه وجدته يغمز لها بعينه بمشاكسة لتسعل هي بشدة ليناولها عمها كأس الماء الذي أمامه تتجرعه بهدوء و هي تجزم أن هذا الرجل مختل إذا لم تعلم حقاً أنه بالاربعين من عمره لظنت أنه أصغر منها بتصرفاته الهوجاء .. عذراً صغيرتي ليست هوجاء انتي فقط لا تعلمين شئ


***********************************

رتبت خصلات شعرها بعد أن انتهت من ترتيب نفسها لتقف امام الباب و هي تتنهد بهدوء وضعت يدها علي مقبض الباب و كادت أن تديره لتجد صوته يصدح بأذنها بخشونة و قد انتهي من لف عمامته قائلاً بحدة : اوجفي (اوقفي)


أغمضت عينها بصبر و هي تقف بمحلها حتي انها لم تحمل عناء الالتفات إليه فقط بقت بمكانها حتي تعلم ماذا يريد شعرت بشئ ذات قماش رقيق يضع علي رأسها و كتفها أمسكت به بعد أن وجدته ابتعد ثبتت ذلك الوشاح علي رأسها و قد التفتت



 إليه بتساؤل و بالفعل حسن ما صنع اصبحت اجمل بكتير بهذا الحجاب و خاصة أنها غير محكم و خصلاتها تتمرد من أسفله ليمسك بالحجاب يحكمه علي رأسها حتي لا ينزلق و هو يقول : أكدة احلي بكتير 


ابتلعت ريقها بصعوبة و توتر بالغ اثر اقتربه المبالغ به و لمساته لوجهها كلما سنحت الفرصة انتهي من ذلك و هو ينظر إليها برضا حين هتفت هي و هي تلتفت إلي المراه لتري هيئتها الجديدة قائلة بهدوء : بس انا مش محجبة 


وقف خلفها يظهر انعكاسه بالمراه و هي تنظر إليه رأسها لا تتعدي صدره يقف بثقة كانوا كأنهم صورة فوتوغرافية لأحد احرف المصورين بالعالم التقطها علي حين غرة من أصحاب الشأن انحني إليها و هو يهمس بجوار اذنها : معوزش (مش عايز) مرتي الا أكده


ابتعدت عنه سريعاً بارتباك و هي تبتلع ريقها بصعوبة تسللت الي وجنتيها الدماء التي أصبحت حمراء متوردة بشدة تنحنحت و هي تحاول أن تعاود الي طبيعتها لتدير مقبض الباب و هي تقول بتأفف : بس متقولش مراتي تقيل علي قلبي 


خرجت من الغرفة و هو يشعر بارتباكها الواضح ليلتوي جانب شفتيه بابتسامة خبيثة و هو يهز رأسه بهدوء و ينزل إلي الأسفل مستعد للخوض في حرب الانتصار ليس بها اكيد 


امسكت بذراع الدرج و هي تضع يدها علي قلبها و من ثم تحرك يدها الاثنين علي وجهها ليجلب لها بعض الهواء لتتنفس اخذت نفس عميق و زفرته بهدوء و هي تحاول أن تهدئ و



 تكمل نزولها الدرج ما أن رأها الجميع حتي أطلقت الخادمات الزغاريد ابتسمت بمجاملة و هي تكمل توجهها نحو ايوب المبتسم بسعادة و هو ينزل خلفها برزانته المعتادة جلسوا



 بجوار بعضهما يتناولون الطعام كان يتحجج كل مرة ليلمس يدها أو يحتك بها بطريقة ازعجتها و هي يبتسم بمكر لتفقد أعصابها و هي تطرق بيدها علي طاولة الطعام و هي تقول بحدة و غضب : كفاية بقي


التفت اليها الجميع باستغراب في حين رسم علي وجه ببراعة ملامح بريئة للغاية و هو يتصنع عدم الفهم لينطق ايوب بقلق : في حاچة يا بتي


رمقته بغيظ شديد و هي تراه يمسك بيدها و هو يقول بهدوء : مالك فيكي حاچة 


تنفست بهدوء و هي تعد بعقلها الارقام من ١ الي ١٠ حتي تهدئ و من ثم تبتسم بتصنع و هي تقول بهدوء : انا اسفة مفيش حاجة افتكرت حاجة كدا و عقلي الباطن هو اللي رد 


هز ايوب رأسه و هو يلتفت الي طعامه و بعده الجميع لتجذب يدها من يده و هي تمتم بافظع السباب بحقه يريد الحرب إذا ليكن أعلنت عليك الحرب ايها الصعيدي 


***********************************

في الغرفة التي تسكنها نور كانت جالسة علي الارض تضع الهاتف علي اذنها و يبدو علي ملامحها الغضب الشديد و هي تقول بحدة : يعني أية يا رامي هفضل عايشة كدا كتير قولتلك شوفلي مكان تاني 


ليصلها صوت رامي الهادئ و هو يقول : يا حبيبتي اهدي قولتلك أن كلها كام يوم و الشقة اللي فوقينا هتفضي و هأجرهالك عشان تكوني جنبي 


وضعت نور يدها علي وجهها و هي تزفر بضيق شديد و من ثم تنظر حولها و ما هي عليه لتتحدث بنبرة ذات ميوع : يا حبيبي انا بقول كدا عشان تبقي جنبك مش قادرة ابعد عنك يا رامي 


أخرج الآخر زفير من صدره ملتهب بنيران تحرقه و هو يقول : يعني فكرك انتي موحشتنيش انتي بتوحشيني و انتي في حضني بكرا اهلي مسافرين 


قضمت نور شفتيها و هي تقول بدلال : يعني أية 


ليضحك الآخر بقوة و هو يقول بصوت خبيث : يعني عايزك من بدري تكوني في حضني 


وضعت خصلات شعرها خلف اذنها و هي تقول بسرعة : الساعة ١٠ هكون عندك 


ليتحدث رامي بنبرة يندلع بها الحب : هستناكي يا حبيبتي 


أغلقت الهاتف و وضعته بجوارها علي الارض و تنظر إلي تلك الغرفة و هي تقول بتفكير و همس : يا تري زهرة راحت فين 


طرقعت أصابع يدها و هي تقول بتفكير : اكيد هربت من الديانة و عايزاني البس انا الدين بتاعها 


هزت رأسها مرة أخري بنفي و هي تقول واضعة يدها أسفل ذقنها : بس زهرة متعملش كدا 


لتقف و تخرج المال الذي بحوزتها و هي تقول : هطلع اجيب اكل ياكش تولع و انا مالي اهو خلصت من كلامها المتكرر اللي فلقاني بيه دا 


***********************************

يجلس ايوب بمقر رجاله واضعاً قدم علي الاخر و أمامه ذلك الرجل الذي سلطه لقتل زهرة علي وجهه علامات لضرب مبرح حتي أن عينه قد أغلقت من شدة تورمها يتحدث بارتجاف واضح علي كامل جسده قائلاً بخوف : و بعديها خرچني يا حمدان بيه 


دب حمدان بعصاه علي الارض و هو يقف امام ذلك الرجل قائلاً بحدة و وحشية : و وصاك بأية بجي (بقي) 


هز الرجل رأسه بخوف شديد و هو يتمتم برعب : و لا اي حاچة و كتاب الله 


امسك حمدان ياقة ملابس الرجل يهزه بين يديه و هو يقول : اني هخليك عندي اهناه لحد ما تجول (تقول) علي كل حاچة معصدجش (مش مصدق) أن مهران يخرچك أكده 


ألقاه حمدان من يده ليقع الآخر علي الارض ليركله هو بقدمه و هو يقول باستعلاء لرجاله الواقفين : خليه اهناه لحد ما اعرف أية اللي دماغ مهران ولدي و اني خابره (عارفه) زين 


**********************************

جلست زهرة بجوار والدت مهران المتسطحة علي الفراش تمسد علي يدها بحنان و هي تستمع الي شمس التي تتحدث بذهول الي زهرة و كأنها ستجن : مخبراش (مش عارفة) هو رايد اية يا زهرة عتچنن نوبة (مرة) أخته و نوبة لع كيف ده بس 


هزت زهرة رأسها بحيرة و هي تفكر معها تحاول اقتراح اي شئ يبرد قلب تلك المسكينة و هي تمرر يدها علي وجهها لتسأل هي بهدوء : هو مصطفي دا شكله كبير عن مهران هو سنه كام سنة 


شمس ببساطة : 40 سنة يعني اكبر مني بـ 20 سنة 


هزت زهرة رأسها مرة أخري بتفهم و هي تقول : اه عشان كدا بقي


نظرت اليها شمس بتساؤل حائرة لتغرب عن زهرة من غباءها و هي تقول : انتي هبلة يا شمس اكيد هيقولك اختي دا انتي قد بنته 


عبس وجه شمس و هي تقول بضيق : بس متجوليش (متقوليش) بته دي 


لتضحك زهرة عليها و هي تقول : خلاص مش هقول بنته بس الموضوع عايز وقت شوية بس بصراحة يا شمس الموضوع واضح نظراته ليكي تخليني اقولك أن كلمة أخته دي من ورا قلبه 


لتتنهد شمس بضيق و هي تنحني لتقبل والدتها و هي تقول : يارب يبجي (يبقي) أكده يا زهرة 


في حين كان بالاسفل و بالاخص بالقاعة المحددة لضيوف العمدة كان الرجال يجلسون ليميل أحد الرجال علي مهران و هو يقول بابتسامة عريضة : مأنش الأوان بجي (بقي) يا عمدة نأخد الامانة اللي عنديكوا 


نظر إليه مهران و مازالت ملامحه جامدة كما هي لم تتغير و هو يقول بثبات : اني وعدتك بحاچة يا إحمد 


رفع الرجل يده بالهواء و هو يقول بصدق : الشهادة لله لع موعدتش بحاچة اني بس بجول (بقول) يعني 


قاطعه مهران بحدة و هي يرفع يده أمام وجهه : متجولش (متقولش) اللي فيه الخير يجدمه (يقدمه) ربنا


انتهت الجلسة مع الرجال و جلس مهران مع مصطفى و ايوب يتناقشون حول عدة أمور حتي نطق ايوب بفضول : الا إحمد كان رايد أية يا مهران 


استند مهران بظهره علي المقعد و هو يضع يده خلف رأسه قائلاً ببرود : رايد شمش لابنه إمحمد


نظر إليه مصطفي بصدمة إصابته بمقتل و قد اتسعت عينه و هو يقول بحدة : ايــــة !!!


نظر إليه مهران بلا مبالاه و هو يقول ببرود : كيف ما سمعت أكده 


لينتفض مصطفى واقفاً و هو يهدر بغضب : كيف ده لع معنوافجش (مش هنوافق)


هز مهران كتفه و هو يحرك رأسه قائلاً : بس اني عوافق 


صدمة أخري إصابة مصطفى ليجلس هو علي المقعد و قد تحطم كل شئ امام عينه و اصبحت رماد حب دفنه هو بيده ليصبح بين يدي اخر هو من فعل هو من هدم كل شئ بيده



 بيده هو أصبح تنفسه عالي للغاية و من ثم نظر الي مهران بغضب و هو ينصرف سريعاً ليتعدل مهران بحلسته و هو يبتسم علي موقف صديقه ليتحدث ايوب بلوم لمهران : لية أكده يا ولدي


ليرد هو بهدوء اقرب الي البرود هو يقول بلا مبالاه : عشان يبجي (يبقي) مفكرني مخبل


***********************************

يدور حول نفسه بغضب شديد لقد حل الليل و لازالت  كلمات مهران تصدح بإذنه و كأنه كان يقصد قتله زئر بغضب شديد و هو يتمتم بكلمات غير مفهومة اعتصر قبضة يده و هو يطرق



 بها علي الحائط عدة مرات اغمض عينه و هو يتخيلها بفستان ابيض لغيره تذهب الي منزل غيره تحمل بأطفال من غيره تصبح زوجة لرجل آخر له الحق كل الحق بلمسها في حين لا يحق له حتي نظرة واحدة من عينها كم هو غبي كيف أراد أن



 يبعدها عنه بسبب فرق السن في حين لا يقدر علي مفارقتها و لو حتي بتخيل نعم اكتشف انها طفلة بالنسبة إليه لذلك قرر الابتعاد عنها و لكن مع وجود اخر بل آخرين لا يوجد مجال



 للابتعاد نعم لا يوجد لن يتركها مهما حدث لن يفعل امسك بمقبض الباب يفتحه بقوة حتي انخلع المقبض بيده ليخرج من المنزل و الغضب يأكل داخله و كأنه علي وشك الحرب لا الاعتراف بالحب 


_ وصل إلي هناك و اصبحت دقات قلبه جنونية فتح له الحارس سريعاً و هو يلقي عليه التحية في حين توجه إلي حديقه القصر من الخلف يمسك بهاتفه و يهاتف تلك التي تستعد للنوم حين سمعت صوت هاتفها التي نادراً ما تستعمله



 لتجد رسالة نصية جعلت من قلبها تقف عن ضخ الدم إليها أنفاسها أصبحت عالية شهقت و هي تقرأها مرة أخري لتبحث بجنون عن حجابها حتي وضعته علي رأسها سريعاً و هي



 تخرج خلسة الي الحديقة الخلفية وقف أمامه و هي تنظر إلي الخلف بخوف و تقول بخفوت و حدة : انت اتجننت يا مصطفي أية الرسالة دي يعني أية عتطلع عيندي 


لتزفر حين انتهت تتمتم بغيظ : جلة (قلة) حيا


ادلم يهتم الي اي كلمة نطقتها هي فقط امسك بيدها يشدد عليها بقوة و عينه تطلق شرارات شرسة غاضبة و بشدة حتي



 انها تعجبت من تلك النظرة التي لاول مرة تراها موجهة إليها ليأخذ نفس عميق و هو يزفره بالحديث قائلاً بلا تفكير :



 اسمعيني زين يا بت الناس اني كبير عليكي جوي (قوي) اني خابر (عارف) بس عحبك و مخليش مخلوج (مخلوق) يجربلك (يقربلك)


سمعت كل تلك الكلمات دفعة واحدة لم يعطي لنفسه فرصة للتنفس بل اطلق كلماته و رفع يدها علي فمه يلثمها بقبلة


 محبة و يذهب من حيث اتي حتي لم ينتظر ردها هو بالأساس لا يهمه ردها لقد قرر عنها و سوف يقف أمام مهران يحرب من أجل صغيرته يكفي ما تحمله يكفي الي هذا الحد كلما كانت



 تكبر امام عينه كان يكبر حبها بقلبه .. نظرت إلي أثره بذهول تام ماذا قال هل استمعت إليه جيداً ام أنها أحد أحلامها قدمها أصبحت كالهلام لتجلس علي الارض العشبية و هي تدفع وجهها بيدها تهز رأسها بعدم تصديق لا هذا حلم لم يحدث اي



 شئ مما تخيلت ابتلعت ريقها بغصة مريرة لتقف و تعلم أنها علي أرض الواقع لقد القي إليها صدمته و خرج كما جاء لتصعد هي الي غرفتها بأعين متسعة و شفتيها منفرجة تتمتم بكلمات غير مفهومة بذهول و هي تضم يدها الي صدرها 


**********************************

جلست علي الفراش تستعد للنوم في حين خرج هو للتو من المرحاض وضع المنشفة علي الأريكة بإهمال و هو يزيح الغطاء



 عن الفراش ليندثر أسفله أسرعت زهرة تخرج السكين من درج الكومود و تضعها بجواره و هي تقول : السكين جنبك اي حركة كدا و لا كدا فيها موتك 


ليضحك هو بسخرية و هو يقول : كيف ما انتي رايدة بس بكيفي 


لتمسك السكين بغيظ تضعها علي رقبته بتهديد و هو تجلس علي ركبتيها خلفه تنحني إليه رفع نفسه يثبت السكين علي نحره جيداً و هو يقول بلا مبالاه : اجتلي (اقتلي) 


ضغطت بيدها علي نحره بغيظ من بروده و علي حين غرة كان يقبض علي يدها ينزعها عن عنقه و يحاوط خصرها يجذبها



 إليه لتسقط علي صدره و يضع السكين علي رقبتها و هو يبتسم بثقة كم تمقط تلك الابتسامة المستفزة وضعت يدها علي صدره تحاول القيام عنه و لكنه زاد من ضغطه علي رقبتها



 كانت قريب منه بشدة ليهمس من بين شفتيها حتي انها شعرت أنهم يتلامسان : عشان تبجي (تبجي) فاكرة أن السكينة دي هي اللي حمياكي مني عشان اجولك (اقولك) بكيفي مش مصدجة (مصدقة) 


خاطرت و سحبت نفسها منه و إن إصابتها السكين فلتصبها فقط لا تبقي بين أحضانه و كأنها بين شوك ينغز بها بلا رحمة جلست علي الفراش و هي تلهث رافعة سبابتها اليه و هي تقول بحدة و تحذير شديد : ملكش دعوة بيا متلمسنيش تاني 


ليريح هو جسده علي الفراش مرة أخري و يلقي إليها السكين واضعاً يده أسفل 


رأسه و هو يقول بسخرية و هو يغلق عينه مستعد للنوم : السكينة اهي خليها معاكي تحميكي مني                      

الفصل الثامن

تقف أمامه بالحديقة تنظر حولها و بابتسامة مبهجة حتي أن ظهرت غمازاتها بشدة أعطت لها شكلاً مبهراً ترفع رأسها تنظر إليه و عينها تلمع ببريق سعيد فردت يدها تستقبل الهواء



 المنعش بين ثنايا روحها و هي تقول بسعادة و شعرها الغجري يتطاير خلفها : الجو حلو اوي يا مهران حلو اوي 


وجدته ينظر إليها بابتسامة عريضة ليمسك بيدها بيد و اليد الاخري خلف ظهره يقبل يدها و من ثم يضع خصلاتها المتمردة خلف اذنها و هو يتلمس وجهها و قد ازدادت ابتسامته اتساعاً ليخرج من خلف ظهره وردة بيضاء متفتحة رائعة الجمال تخطف عين الناظرين أمسكت هي بها و هي تضحك بسعادة



 استنشقت عبيرتها الفواح و هي تغمض عينها باستمتاع فتحت عينها و هي تنظر إليه سرعان ما تلاشت ابتسامتها و هي تجده قد بدأ الغضب يظهر علي وجهه و يقطب حاجبيه بحدة نظرت




 إليه بتساؤل في حين شعرت بشئ سائل يقطر من يدها نظرت إلي يدها لتجد تلك الوردة البيضاء مغطاة بالدماء و يقطر منها يسير علي يد زهرة و يقطر علي الارض اتسعت عينها بزعر و



 هي تحاول أن تلقيها من يدها و لكنها و كأنها قد التصقت بها صرخت به بخوف : مهران الوردة لصقت في أيدي دي بتخرج دم خدها مش عايزاها


بقي جامد ثابت بفك مشدود لتتعالي هي صرخاتها أن يبعد عنها و لكنه يراقب ببرود نظرت بالجوار و لا احد موجود دارت الدنيا حولها و تحولت إلي ظلام دامس و فراغ موحش لتقع علي ركبتيها و هي تصرخ باسمه بصوت عالي و لازالت تشعر بالدماء تقطر علي يدها 


_ انتفضت بفزع تجلس علي الفراش و هي تشهق بعنف وضعت يدها علي صدرها و هي تنظر حولها أنه حلم بل كابوس لتتنفس بصعوبة و كأن أنفاسها قد سلبت مع هذا الحلم نظرت


 إلي ذلك النائم بجوارها بأريحية شديدة لتبتلع ريقها بصعوبة و هي تقفز خارج الفراش و تدلف الي المرحاض فتحت صنبور المياه و تملئ يدها بالماء و تنثره علي وجهها إعادة الكرة عدة



 مرات رفعت رأسها تنظر الي المراه وجهها شاحب تحمد الله انها استيقظت لقد كان هذا الحلم مرعب بالنسبة لها خرجت من المرحاض و هي تجفف وجهها وجدته يجلس علي الفراش و



 هو يفرك وجهه لكي يفيق تجاهلته تماماً و توجهت الي خزانة الملابس عقد حاجبيه باستغراب من هيئتها و عدم مشاكسته منذ الصباح ليقف أمامها و هو يتفحص وجهها و هو يقول باستفسار : مالك 


تخيلت حلمها و وجهه كيف كان لتغمض عينها بسرعة و هي تقول بهدوء : مفيش مخنوقة و عايزة أخرج شوية دا لو مفيش مانع طبعاً 


هز رأسه بتفهم و هو يقول بهدوء : عنزل امعاكي نروح الاسطبل 


دحرجت عينها بتفكير و من ثم تهز رأسها بايجاب و هي تقول بسكون : ماشي 


دلف الي المرحاض ليغتسل و هي تبدل ملابسها سريعاً قبل خروجه جلست علي الفراش بعد أن ابدلت ملابسها تلملم خصلات شعرها و هي تفكر ما معني ذلك الحلم رفع كتفيها بعدم فهم و هي ترتدي الحجاب علي رأسها لقد احبت مظهرها به كثيراً


***********************************

كان مصطفي يجلس مع ايوب بالردهة يتحدث معه علي ما ينوي فعله و يريد أن يدعمه في هذه الخطوة ليرفع ايوب كتفه بلا اهتمام و هو يقول : جوله (قوله) 


لينظر إليه مصطفي و هو يقول : عجوله (هقوله) بس انت خابر يا خال أن اني اكبر من شمش بكتير قوي و 


قاطعه ايوب و هو يتحدث ببرود : چرب لحالك (لوحدك) اني معدخلش (مش هدخل)


امتعض وجه مصطفي بضيق و هو يقول : أكده يا خال اني عجول (هقول) لمهران دلوج 


التفت ليصعد الي مهران ليجده ينزل الدرج مع زهره التي أسرعت الي ايوب المبتسم إليها وقف أمامه و هو يقول بهدوء : رايدك (عايزك) بكلمتين يا مهران 


ليسير مهران مبتعد عنه ببرود و هو يقول بلا مبالاه : اني رايح الاسطبل بعدين يا مصطفي 


طرقع أصابعه نحو زهرة و هو يقول بخشونة : تعالي امعايا يا زهرة 


راقب مصطفي خروجه مع زوجته ليدب بيده علي الحائط المجاور له و هو يسب به بلفظ بذيئ ليبتسم ايوب بخبث و هو يقول بصوت عالي : تعالي يا شمش يا بتي 


نظر هو باتجاهها بلهفة و هي الخجلة التي كانت ستصعد مرة أخري حين وجدته بالاسفل لولا صوت عمها حثها علي النزول


 لتتقدم منه و تجلس بجوار عمها متحاشية النظر حتي إليه ليهز رأسه بإصرار و يجلس بالمقعد المقابل لها حتي يبعث إليها التوتر و يعلمها أنه بالجوار و لا يمكن تجاهله 


***********************************

وقفت معه بالاسطبل في حين لفت نظرها ذلك الجواد الابيض لتذهب إليه تمسد عليه بحنان و هي تبتسم ليصدح صوت صهيله و هي تضحك بسعادة كان يستند علي باب الاسطبل و



 هو ينظر إليها كيف تحسنت حالتها لتظهر ابتسامة علي جانب شفتيه و هو ينظر إلي حوض الماء المخصص للخيل خلفها بالضبط ليعتدل بوقفته و هو يصرخ بها : الحجي (الحقي) 


ارتدت الي الخلف بخضة من صوته القوي المفاجئ ليتسقط بماء الخيل بشكل كوميدي بالنسبة له للغاية ليبدأ هو بالضحك عالياً علي تلك البلهاء في حين غضبت هي للغاية و صرخت به هادرة بغضب : يا حيواااان 


ليتقدم منها يقف أمام ذلك الحوض و هو يراها غير قادرة علي الخروج منه ليعقد ذراعيه القويتين أمام صدره و هو يقول بنبرة متوعدة : أن معتذرتيش دلوج عتفضلي أكده 


قضمت شفتها السفلية بغيظ شديد لتملئ يدها بالماء و علي حين غرة تلقيه به توحشت ملامح مهران بشكل مخيف و مازال ثابت بمحله لينحني اليها ببطئ آثار خوفها و أمسك



 بملابسها من خلف رقبتها ليرفعها عن حوض الماء بيده و الماء يقطر منها كانت تبدو كأرنب مبتل حركت قدمها باعتراض و هي لا تطيل الأرض هي متعلقة بين براثنه نظر إليه و هو يتحدث بفحيح : عجابك (عقابك) تجيل (تقيل) جوي يا بندرية 


لتنظر إليه بخوف فهو بالفعل مختل عقلياً و يقدر علي فعل اي شئ ابتسمت بتوتر و هي تقول بارتباك واضح علي نبرة صوتها المهتزة : انت مبتهزرش و لا اية انا بهزر معاك يا صعيدي 


ضحكت بتوتر و فك يرتجف لينزلها من يده و هي ينظر إليها قائلاً باستعلاء : لا معهزش (مبهزرش) 


تمتمت بحنق و هي تسبه بخاطرها و هو يعلم ذلك بدأ جسدها بالارتجاف من كثرة المياه علي جسدها ليخلع عباءته الخارجية و يضعها فوقها و يحملها بين ذراعيه تلوت بين يديه باعتراض



 و هي تصرخ به أن ينزلها و لكن و كأنه لا يسمعه فقط يسير بها الي الاعلي حتي تبدل ملابسها سريعاً قبل أن تمرض أحكم قبضته عليها بقوة و هو يقول من بين أسنانه : معشلش (مش هشيل) ذنبك اني 


مر عليهم و هم ينظرون اليهم باستغراب ليتحدث ايوب بقلق : مالك يا بتي


صعد مهران الدرج بهدوء و هو يتحدث بنرة قاطعة : وجعت (وقعت) بحوض الفرس


صعد بها لينزلها بالغرفة و يذهب و يتركها غالقاً الباب خلفه و هي بالداخل تضع يدها علي قلبها الذي يدق بسرعه هائلة جسدها المرتجفة إثر البرودة التي تصيب جسدها و شعور أنه كانت بين أحضانه للتو جعلها لا تشعر سوا بارتجافة قوية تطيح بجسدها الهش 


***********************************

في مكان عتيق مهترء كان يجلس ذلك الرجل الذي يظهر علي ملامحه الجحود و أيضاً جرح عميقة بوجهه تنفث دخان سيجارته و هو يقول بصوت عالي : يعني أية مش لاقينهم الارض انشقت و بلعت الجوز


ارتجف جسد ذلك الشاب الهزيل الواقف أمامه بخوف شديد و هو يقول بتلعثم : يا معلم و الله ما لقيتهم دورت عليهم انا و العيال في كل حتة و ملقتهمش 


أطاح الرجل بقدمه المقعد الموجود أمامه و هو يهدر بغضب شديد : غور من وشي مش عايز اشوف خلقتك انت و اللي معاك غير لما تجيبوهم 


هز الشاب رأسه سريعاً و هو يقول بخوف : اؤمرك يا معلم اؤمرك 


خرج الشاب سريعاً و هو يتنفس الصعداء حمداً لله أنه لم يمت ليضع ذلك الرجل يده علي وجهه و اشتعلت عينه بحقد و هو يقول : ماشي يا زهرة هتروحي مني فين هلاقيكي و ساعتها مش هتفلتي مني تاني ابداً 


***********************************

جلست علي الفراش تدثر نفسها بالغطاء جيداً حتي تدفئ من تلك البرودة التي إصابتها دلف هو الي الغرفة ليجلس بجوارها و يضع راحة يده علي جبهتها يتفحص حرارتها و هي تنظر إليه باستغراب ابتعد عنها و هو يقول بجمود : انتي زينة 


هزت رأسها بايجاب ليقف هو ذاهباً الي المرحاض و هي تقطب حاجبيها بتعجب و تفكر بنفسها هل يوجد انسان بهذه الانفصام غيره رفعت كتفيها بلا مبالاه و هي تتسطح بالفراش في حين


 خرج هو و هو يتمتم بالاستغفار امسك بسجادة الصلاة ليفردها علي الارض و يشرع في التدرع الي الله بخشوع يؤدي فرضه حيث كانت تراقبه هي باهتمام شديد حين يركع حين يسجد



 حين يتمتم باشياء لا يسمع منها شئ لتجلس مرة أخري و هي تنظر إليه تشاهد كيف يؤدي فريضته بأعين متسعة بفضول لتفعل المثل انتهي من صلاته و هو يجلس و يسبح علي اصابع


 يده نظرت إلي أصابعه و حاولت فعل المثل بخفاء حتي لا يراها حتي انتهي و جلس علي الأريكة و هو يتنفس براحة شديدة لتتنحنح بنفاذ صبر و هي تقول بهدوء : مهران 


لاول مرة بسمع اسمه منها قطب حاجبيه باستغراب و هو يرفع رأسه إليها بتساؤل لتقضم شفتيها بإحراج و هي تقول : هو انت متعود تصلي 


هز رأسه بهدوء و هو يتحدث إليه : إيوة من صغري 


ابتلعت ريقها بتوتر و هي تعبث ياصابعها و هي تقول : انا محدش عرفني اني لازم اصلي 


تنهد هو بهدوء و هو يقترب ليجلس بجوارها و هو يقول : و اني عجولك (بقولك) دلوج انك لازم تصلي 


قضمت شفتها السفلية بشدة بخجل لاول مرة تشعر به بحياتها و هو يراقبها بأعين كالصقر لترفع كف يدها و هي تتحدث بعفوية كالاطفال : مبعرفش 


امسك بيدها يجذبها معه خارج الفراش لتقف امامه و هي تنظر إلي يده الممسكة بها كادت أن تتحدث و تهينه لكنه سبقها و هو يضع يده علي فمها قائلاً بتحذير : معوزش (مش عايز ) حديت ماسخ منيكي 


ليجذبها الي المرحاض و يفتح صنبور المياه و يضع يدها أسفل الماء المنهمر و هو يقول : هعلمك


ابتسمت هي بسعادة و هي تقول بعدم تصديق : بجد 


هز رأسه بدون تعبير و يشرع في تعليمها كيفيه الوضوء و هي تنتبه الي كل كلمة تخرج منه ضربت بتفكيرها أنه الآن يشفق عليها عرض الحائط إذا اعترضت فمن سيعلمها ام ستظل جاهلة بأمور دينها الي الأبد 


**********************************

انتهز فرصة انشغال عمه مع الغفر ليجلس بجوارها كادت أن تذهب ليمسك بيدها يجلسها مرة اخري بجواره امسك بيدها لتجذب يدها منه فوراً تنهد بصبر و هو ينظر إليها بابتسامة عريضة قائلاً بهدوء : معوزاش (مش عايزة) تجولي (تقولي) حاچة 


هزت رأسها بنفي و هي لازالت تنظر إلي الأسفل بخجل ليكمل هو : و حديت امبارح 


غزت الحمرة وجنتيها بشدة و هي تقف مسرعة و تقول قبل أن تفر هاربة : جول (قول) لمهران 


راقب صعودها حتي اختفت من أمامه ليصرخ بصوت عالي بمهران أن ينزل علي الفور و هو يطلب من الخدم كوب من القهوة الطازج 


&&&&&&&&&&&&


انتهت من اول فريضة لها بقلب زال الثقل عنه شعرت براحة كبيرة و كأن ما مرت به غير موجود ابتسمت و هي تضع يدها علي قلبها التفت هو إليها يتفحص ملامحها بهدوء و هو يتمتم : كيفك دلوج 


تنهدت بصوت مسموع يخرج من أعماق قلبها الذي ارتاح من ثقل شديد و هي تقول : حاسة حاسة اني لسة طفلة مكبرتش و لا شوفت اي حاجة وجعتني قبل كدا 


تخلل قلبه السعادة و هو يهز رأسه بتفهم جلست علي الفراش و هو يجلس بجوارها مد يده يفتح درج الكومود و يخرج منها ورقة و يمدها إليها و هو يقول : دي ليكي 


تفحصت الورقة بعد فهم لعدم قدرتها علي القراءة لتنظر إليه باستفهام و هي تقول : أية دا 


تمتم بهدوء : دا شيك بـ ٢٠٠ الف چنية حجك (حقك)


امسكت زهرة بتلك الورقة و مزقتها الي قطع صغيرة و وضعتها بيده و هي تقول : انا مش عايزة منك حاجة و انا جيب هنا بجد عشان الراجل المريض اللي هيموت علي بنته كل اللي طلباه منك انك تسدد ديوني اللي في القاهرة عشان لما ارجع محدش يطالبني بحاجة 


نظر إليها بغموض ليقف و هو يهز رأسه و يخرج الي خارج الغرفة لتخلع هي الحجاب عنها و تتمدد علي الفراش و هي تضم يدها الي قلبها و لاول مرة تنام و هي تشعر بكل تلك الراحة 


سمع صوت مصطفي يصدح بالارجاء باسمه لينزل إلي الأسفل و يجلس بجواره و هو يقول بهدوء : عتنادم (بتنادي) عليا لية 


تنحنح مصطفي و هو يقول مباشرةً و يلا مقدمات : اني رايد اتچوز شمش


صمت مهران و هو ينظر إلي الورقة الممزقة بيده ليتحدث مصطفى مرة أخري : جولت (قولت) أية يا مهران 


مهران بهدوء : جولت (قولت) لا اله الا الله يا مصطفى 


مصطفى مكملاً : محمداً رسول الله يا مهران جولت أية


ليقف مهران من مقعده و هو يقول بهدوء الي حد البرود : اني عطيت كلمة لـ ابو محمد و معرجعش (مش هرجع) في كلمتي واصل


نظر إليه مصطفي بجنون و هو يقول : ابو محمد مين ده 


صمت مهران و هو يري صديقه قد أصابه أحد نوبات جنونه حين امسك بتلابيب ملابسه و هو يقول بحدة : اني معطلبش (مش بطلب) منك اذن عشان اتچوز شمش لع اني عبلغك (ببلغك) 


امسك مهران بيده مصطفى الممسكة به يبعدها عنه ببرود و يجلس بمقعده و هو يضع قدم فوق الآخر قائلاً بجمود : و اني كمان عبلغك (ببلغك) يا مصطفى


ليزيح مصطفى بيده كوب القهوة ليقع متهشم الي أشلاء و هو. يزئر بغضب و يخرج من القصر بعصبية شديدة كالاعصار ليعقد مهران ذراعيه أمام صدره يرجع رأسه الي الخلف و هو يتنهد بهدوء 


**********************************

نظر إليها كيف تنام بهدوء و كأن لا يوجد انثي بهذه البريئة التي خلفها وحش سليط اللسان تذكر جملتها و صدح صوتها بإذنه (حاسة اني لسة طفلة مكبرتش و لا شوفت اي حاجة وجعتني قبل كدا) إثارة الفضول بشدة ماذا يوجد خلف تلك الفتاه الغامضة لما اضطرت لعمل كمسح الأحذية هل كانت بتلك الشخصية ام تحولت إلي هذه الفتاه البرية في ظل تأمله



 و أفكاره المتضاربة شعر بتململها ليدير رأسه عنها فتحت عينها تنظر قليلاً حتي تذكرت اين هي لتجلس هي و هي تتثائب لتخرج من الفراش و تدلف الي المرحاض لتغتسل و تخرج متوجهة الي غرفة السيدة (بهية) والدت مهران التي بالتأكيد



 معها شمس الآن و بالفعل وجدت شمس بجوار والدتها الغافية لتشير إليها أن تخرج حتي لا تزعجها و توجها الي غرفة شمس التي كان يظهر عليها اثر البكاء لتتحدث إليها زهرة باستغراب : مالك يا شمس انتي كنتي بتعيطي 


لتحتضنها شمس مرة أخري و تجهش بالبكاء و هي تقول بتقطع اثر شهقاتها : مهران مرضيش بـ مصطفى يا زهرة و جاله (قاله) أن هو عطي كلمة لناس تانية 


امتعض وجه زهرة بضيق من مهران و هي تربت علي ظهر شمس بحنان قائلة : خلاص متعيطيش يا شمس انتي ليكي الحق انك تقولي لا مش عايزة مش هتتجوزي بالغصب يعني 


ابتعدت شمس عن زهرة و هي تمسح دموعها المتساقطة علي وجنتيها كحبات اللؤلؤ : معينفعش (مش هينفع) اكسر كلمة اخوي يا زهرة دا العمدة 


لتغضب زهرة بشدة و هي تقول : يعني أية العمدة يعني هو عافية 


لتتنهد بصبر و هي تربت علي وجنت شمس بهدوء قائلة : متشغليش بالك انتي انا هتصرف مع مهران 


شمس بتساؤل و فضول : كيف يا خيتي


لتقف زهرة متجهة إليه و هي تقول : سيبيها عليا 


خرجت زهرة عازمة علي أن تتحدث مع مهران فتحت باب الغرفة لتجده يقطع الأرض ذهاباً و اياباً و هو يتحدث بالهاتف بغضب شديد و نبرة صوته رعدية ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تجده يغلق الهاتف أعادت إدراجها الي الخارج و كادت أن تغلق الباب ليصدح صوته بأذنها قوي : زهرة 


لتفتح الباب مرة أخري و تطل برأسها و هي تبتسم ببلاهة و تقول : هبقي اجي في وقت تاني شكل الجنونة حاضرة دلوقتي و انا مش قد جنونتك يا باشا


امسك بيدها يدخلها الي الداخل و يغلق الباب خلفها بقوة لتغمض هي عينها بخضة ليجلس علي الفراش و هو يقول بأمر و صوت غليظ : اجعدي (اقعدي) عشان رايد اعرف عنك كل حاچة 


نظرت إليه و هي تضع يدها بخصرها و ترفع حاجبها الأيسر باستنكار و هي تقول : يا سلام علي اساس اني هصدق انك متعرفش عني حاجة 


دب بقبضة يده علي الفراش و هو يقول بغضب : انتي مرتي و رايد اسمع منك انتي 



               الفصل التاسع من هنا


لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-