أخر الاخبار

رواية سيلا (ضربات القدر ) الفصل الاول1الثانى2 والثالث3 بقلم نجلاء ناجى


 



رواية سيلا( ضربات القدر)

بقلم نجلاء ناجى 

الفصل  الاولى والثاني والثالث 



فى منزل الحاج رشدى؛ كبير عائله رشدى ،رجل فى العقد السادس من العمر يتميز بالحكمة والهدوء وبعد النظر،و كذلك بعض من الوسامة التى ورثها منه ابنائه والتى لا يزال محتفظا بها  رغم كبر سنه .



العمل يجرى على قدم وساق ؛الكل يسير ويهول هنا وهناك فى همة ونشاط . فنجد من تقوم بتنظيف الفيلا والحجرات، وهناك من ينثر البخور في الحجرات ،وهناك من يقوم باعداد الطعام 


..

فى المطبخ حيث تقف الحاجة صفية؛ زوجة الحاج رشدى وهى تتمم على الفتيات الخادماتان أجل إنهاء وليمة الغذاء المعدة لأبنائها بمناسبة عودة ابنها الاكبر مازن من الخارج مع زوجتة وابنائه . 



الحاجه فاطمة وهى تنظر إلى ما اعدته الفتيات : خلصتوا الاكل يا بنات ولا لسه ؟ دول على وصول . 



حسنات ووفاء وهما تبتسمان لها : خلاص يا حاجة، احنا بنشطب اهه، فاضل التحمير والغرف بس. 

الحاجة صفية وهى تنظر على ما قمن بطهييه، ثم تسألهم : طب والحلو؟ عملتوه ولا لسه؟ 



هدى : خلاص يا حاجه الكنافة والبسبوسة وام علي خلصوا. ... عايزة حاجة تانى؟ 



الحاجة صفية : لا شكرا. بس هموا شوية مش عايزة تأخير .

تخرج من المطبخ وتتوجه الى المندرة التى يجلس بها الحاج رشدى يقرأ القرآن، فيشعر بوجودها، ويرفع عينيه عن المصحف



 وينظر لها مبتسما. الجاج رشدى وهو يشير لها للجلوس بجواره ،ويقول بصوت هادىء : اقعدى ارتاحى شوية؛ علشان تعرفى تقعدى معاهم. 



الحاجة صفية وهى تجلس بجوارة وتنظر له وتقول بصوت متهدج ملىء بالحنين والاشتياق : مش قادرة على اصبر يا حاج. ... مازن والولاد وحشونى اوى اوى. . . كلمهم شفهم بقوا فين؟ 



الحاج رشدى مبتسما لها وهو يأخذ الهاتف :حاضر يا حاجة. 

يتحدث فى الهاتف النقال لابنه اسلام .

فى تلك الاثناء،يتلقى اسلام اتصالا هاتفيا من والده فيقول لمن معه فى السيارة : الحاج بيتصل.... 



فيقول:  له مازن افتح ورد 

يرد اسلام على الحاج رشدى :السلام عليكم. .. ايوة يا حاج .

الحاج رشدى : وعليكم السلام ورحمة الله. ..ايوة يا اسلام ،وصلوا ولا لسه ؟ 

مازن وهو يأخذ الهاتف المحمول ويرد ويقول : ايوه يا حاج مازن وصل، تحب تكلمه. 



تتهلل اسارير الحاج رشدى ،وتدمع عيناه عندما سمع صوت ماذن عبر الهاتف ، وسط ترقب الحاجة صفية و النظر له باهتمام فى محاولة لقراءة معالم وجهه لتعرف ما الخبر ولماذا



 ترقرقت عيناه بالدموع ،وهى تسمع الحاح رشدى يقول :  الف حمد الله على السلامه يا ماذن يا ابنى ..اذيك واذاى سيف ونوران واسيل مراتك .



مازن :الحمد لله، كلنا زى الفل ومش ناقصنا غير رؤيتكم يا حاج. 

تتهلل اسارير الحاجه صفية عند سماع عبارات الترحيب ،فتختطف الهاتف من يد الحاج رشدى وهى تقول بلهفة : هات أكلمة يا حاج .



فيعطيها الحاج رشدى الهاتف

الحاجة صفية بصوت متهدج ملىء بالحنين والاشتياق ،وتحاول ان تتماسك ولا تبكى : ماذن ... حبيب قلبى ... وحشتنى يا ابنى. .. إذيك ..


مازن بصوت حاول ان يجعلة مرحا ويخفر اشتياقة حتى لاتبكى والدته : انتى وحشتينى اوى اوى يا حاجة.  اذاى صحتك ؟ 



الحاجة صفية والدموع تنهمر من عيناها وكأنها مطر يسقى ارضا عشطا : الحمد لله يا ابنى .. انتوا فين ؟ ولسه قد إيه على ما تيجوا ؟ 

مازن :حوالى نص ساعة .

سيلا وهى تأخد منه الهاتف : إذيك يا ماما الحاجة وحشانى جدا ،إنتى وبابا الحاج .



الحاجة صفية :الحمد لله. وحشانى يا بنتى انتى والعيال .

فتسمع صوت ماذن وهو يتحدث بصوت عال. .. يا حاجه ،ميتين من الجوع، الاكل جاهز؟ 



الحاجة صفية وهى تبتسم وتقول : جاهز يا قلب امك. كل الاكل اللى بتحبه بس تعال بقى .



تضحك سيلا وتقول له : كل الاكل اللى بتحبة يا سيدى ماما عاملاه ..ارتاح بقى .



ماذن بصياح ضاحكا : وحشنى اكلك يا حاجة اوى. 

سيلا وهى تتصنع الغضب وتوكزه في يده  وتقول : هو انا اكلى وحش يا ماذن.



ماذن ضاحكا : لا. .. بس أكل الحاجة حاجه تانية يا سوسو .

ينظر لهما اسلام ويضحك وينظر الى الطريق


 . 

تنهى صفية المكالمة وهى تمسح دموعها ؟وتلتفت الى الحاج رشدى؛ الذى ينظر لها مبتسما ..ويقول :  ها ..اطمنتى ؟سمعتى صوته 



الحاجة صفية بإرتياح وهى تبتسم ثم تتذكر شيئا وتقول بألم .

- شفت الهوانم كل واحدة فى شقتها إزاى ؛شيماء مش عايزة تنزل ،وعاملة نفسها نايمة .ونشوى قال إيه قاعدة مع ابنها ... وولاد 



إسلام بس هم اللى بيلعبوا فى الجنينة .يرضيك كدا يا حاج ؛هو احنا بنشوف ولاد اسلام ومراته كل قد إية ؟ 



الحاج رشدى :كبرى دماغك يا حاجة، المهم ان ولاد اسلام بيلعبوا فى الجنينه .. وبعدين شيماء نزلت او منزلتش مش



 مشكلة، سبيها براحتها. دى واحدة واخده على السهر والنوادى ملهاش فى عيشة الارياف .. اختيار ابنك وهو مرتاح على كدا


 .

الحاجه صفية بامتعاض : مرتاح ! دى لاتعرف ولادها اخبارهم ايه ولا ليها دعوه بيهم سيباهم مع الدادات والخدم .



الحاج رشدى :قلنا ملناش دعوة دى خياتهم وهم حرين فيها واوعى تقولى كدا لاسلام . سبيبه يشوف شغلة وشركته اللى فى الاسكندرية ويمشى حياته زى ما هو عايز .. 



الحاجة صفية وهى تنحدث عن زوجة رمزى ؛ نشوى ،وهى حنطية اللون ،قصيرة القامة ؟شعرها تسمر وعيناها واسعتان ولونهما اسمر . سيدة منزل لديها ولديها اتنان وعشرون عاما ، ولديها طفل اسمه زيد.  



الهانم قاعدة معانا وكأنها مأجرة الشقة ،مش احنا اهل جوزها. 

الحاج رشدى بهدوء : ضفية ... جايلك اسيل وولادها وهيملوا علينا البيت ان شاء الله .بلاش كلام فى الموضوع دا عايزين نقضى وقت حلو ومش عايزين مشاكل .



تبتسم  الحاجة صفية فور ذكر اسم سيلا وتقول :  سيلا دى بنتى اللى محلفتهاش يا حاج ؛طيبة وحنينة أوى. مش زى التانين خالص



الحاج رمزى بهدوء : المهم عندنا ولادنا يا صفية ..الحمد لله مازن ومهندس مبانى ولو بس يسمع كلامى ويشتغل فى شركه



 المقاولات مع اسلام يبقى كويس اوى؛مهو شريك فيها يبقى يشتغل عند الغرب ليه ؟ ويسيبة من شغل دبى ده .. ورمزى ؛اهه مهندس زراعى وبيدير الارض ويتابع شغل مصنعه لتصدير



 منتجاتنا الزراعية ...هنعوز اية تانى اكتر من كدا والحمد لله كل واحد متجوز اللى اختارها ،حلوه او وحشة دا اختياره ودى حياته وهم حرين فيها .

الحاجه صفية وهى تحاول ان تعترض :ايوة يا حاج بس ..

الحاج رشدى : مبسش .. قفلى على الموضوع دا يا حاجه .



يستمعوا لاصوات عز الدين ورنا ؛ابناء اسلام ،فى الحديقة وهم يصيحون فى ترحيب وتهليل بسيف ونوران ابناء مازن . فيقفوا بسرعة ويتجهوا للخارج ليجدوا سيلا تدلف اليهم وتسلم عليهم وتقبلهم بإشتياق. 



ماذن ضاحكا : ايه يا سيلا خلينى أسلم على الحاج والحاجة ،هم مين اللى ابنهم فينا ؟ 

الحاجة صفية :والله هى معزتها من معزتك .سيلا دى بنتى يا مازن .



ماذن ضاحكا : لااااا مينفعش يا حاجة، هو فى اخ بيتجوز اخته ؟؟

الحاجة صفية : يا وااد ،فى معزة بنتى ،خلاص ارتحت .

يضحك الجميع وتدخل نشوى وشيماء،وتستمعان الى كلام الحاجة صفية ،وتنظران لبعضهما بإمتعاض ويبتسمان ابتسامه سخرية .



تتقدم نشوى وتسلم وهى تقول : حمد الله على السلامه يا اسيل ؛تعمدت ان تناديها بالاسم الذى لا تحبه .  حمد الله على السلامه يا ماذن .



سيلا وماذن :الله يسلمك 

شيماء بكل تكبر : حمد الله على السلامة .

سيلا :الله يسلمك ،اخباركم ايه وحشينى اوى .

شيماء وهى تجلس وتنظر لها :عادى ..زى ما احنا 

ماذن مغيرا الحديث : انا جعان يا حاجة ، فيه أكل ولا دى كانت إشاعة ..



الحاجة صفية وهى تنهض  من مكانها: ثوانى والاكل يكون جاهز ..قال اشاعة قال ..



تخرج الحاجه صفية بسرعةمتجهه الى المطبخ صائحة بفرحة : 

يلا يا بنات بسرعة ، اغرفوا الاكل بسرعة ..



الفتيات بهمه ونشاط :حاضر يا حاجة ثوانى والسفرة تكون جاهزة .

تعمل الفتايات بسرعة وما هى الا دقائق قليلة وكانت المائدة عليها ما لذ وطاب من الاطعمة ...



فى تلك الاثناء داخل المندرة ،والكل جالس يتحدث ويضحك 

نشوى وهى تهمس لشيماء : سمعتى الحاجه صفية بتقول ايه عن اسيل ؟



شيماء بحقد : سامعة كل حاجة ، هم بيحبوها عننا . عادى 

نشوى : مهما نعمل برده بيحبوها .

شيماء بدون اهتمام وهى تنظر سيلا  وتتحدث : يلا ،كلها شهر وترجع تانى دبى،هى وجوزها .مش عارفة حابينها على اية ؟ 



نشوى وهى تختلس النظر الى الجميع  وتقول : مش عارفة ؛ما احنا متجوزين ولادهم برده ومخلفين اهه وولاد برده ،فيها ايه يعنى علشان يحبوها عننا ؟ 



فى ذلك الوقت تذهب اسيل مع الحاحة صفية للمطبخ وتساعد الفتيات فى تحضير الغذاء وهى تضحك معهم .

على المائدة ...

يجلس ماذن بين اسيل والحاجة صفية ،وكلا منهما تطعمانه مثل الطفل الصغير ،وماذن يأكل من يد سيلا مرة ومن يد امه



 مرة اخرى ،وسيلا  تطعم اطفالها .وسط نظرات السخط والحقد من نشوى وشيماء . وضحك اسلام ورمزى على منظر ماذن وكل منهما تطعمه مثل الطفل الصغير .



لتقول نشوى وهى تحاول ان تظهر عدم ضيقها من المنظر : كلى بقى يا اسيل ، هو ماذن صغير علشان تأكلية وانتى وماما الحاجة. 



سيلا ضاحكه : انا متعودة انى أأكل ماذن بإيدى مع العيال .

شيماء ساخره  : وانتى بتاكلى امتى ؟



سيلا وهى تنظر فى عينى ماذن بحب : هو اللى بيأكلنى .

تشعر شيماء بالغضب فتقول بسخرية : بعنى بتعاملى ماذن زى الاطفال ..



تنظر لها الحاجه صفية بسخط واضح وينظر الحاج رشدى لصفية حتى لا تتحدث .



فينظر لها اسلام بضيق ويقول: دى محبة ودلع ،بتدبعة زى العيال .ثم يضحك بسخرية ويقول ، مش زى ناس مش فاضية لحد 

هنا كان اسلام يقصدها بحديثة ،لانه يعلم ان كل ما يهم شيماء هن صديقاتها والخروج والبقاء بالنادى. 



يمتقع وجهه شيماء غضبا وقد فهمت تلميح اسلام ،وتكمل غذائها فى صمت .



ينتهى الغذاء وتصعد شيماء الى شقتها بسرعة تتبعها نشوى .ويبقى الجميع فى المندرة يحتسون الشاى والعصائر والاطفال يلعبون . بينما تجلس نشوى مع شيماء فى شقتها والحقد ثالثهما

رواية سيلا (ضربات القدر )

بقلم نجلاء ناجى 

الفصل  الثانية. ..والثالثه


فى شقة شيماء ..


حيث تجلس نشوى وهى ترى شيماء تأكل الردهه جيئه وذهابا؛ من كثرة غيظها وغضبها،وتردد :


شفتى سيلا وهى قاعدة تأكل مازن والعيال ،والبيه جوزى مبسوط وعايزنى اعمل له كدا .


ترد نشوى ساخطه ايضا:إحنا هنأكل عيالنا ولا إجوازنا كمان ...دا إية القرف دا .


تقترب منها شيماء وتقف امامها وتقول بحقد :

عايزة تقلب إجوازنا علينا؛ وتخليهم يكرهونا ... دا مكر


نشوى وهى تضرب على صدرها وتشهق : يا ينهار ، ربنا يعدى الشهر دا على خير ،وتغور من هنا .


تجلس شيماء على الكرسى بجوار نشوى وهى تستشيط غضبا وتقول : انا يومين كدا وراجعه الاسكندرية تانى .


نشوى بتحسر :اااه تروحى انتى شقتك هناك ،وتسبينى هنا لحرق الدم مع الست أسيل هانم .


شيماء وهى تلتفت لها بغضب : اعمل لك ايه ؛منتى اللى جوزك شغله هنا فى البحيرة .لكن اسلام شركته فى الاسكندرية، وبعدين انا مقدرش اعيش هنا زيك ،اتخنق .


نشوى بحزن : عينى عليا ..


تنظر لها شيماء ولا تتحدث تأخد نفسا عميقا ولا تتحدث .


فى ذلك الوقت فى المندرة ..


يجلس ماذن مع اخوته ووالديه ، يتحدثون ويمرحون ،وماذن يتعرف على اخبار العمل فى المصنع من رمزى، وأخبار شركة


 المقاولات من اسلام .بينما سيلا كانت تلاعب الصغار فى الحديقة وكأنها طفلة معهم ،تتعالى الضحكات والصرخات، من شدة فرحة الصغار وهم يلعبون معها، يقف اسلام ينظر عليهم



 من نافذة المندرة ويبتسم، ويأتى ماذن يقف بجواره ويرى سيلا وهى تلعب معهم والاطفال يلتفون حولها ،يشعر وكأن هناك خيطا يجذبه لها فيبتعد عن اسلام ويتجه لهم ،فينظر له اسلام ويقول له

مش تتغير يا ماذن هتفضل طفل كبير.


ماذن وهو يبتعد ويضحك :افضل طفلا كبيرا واستمتع بالحياه ولا قفل كبير وتعيس مدى الحياة.


يضحك الجميع ويتركهم ماذن ويذهب للتى سحرته بضحكتها وهى تقف معهم، يأتى من خلفها ويغمض عينيها ،فتشهق اسيل من الخضة وتضع يداها على يد من اغمض عينيها ، وسط صرخات و ضحكات الصغار .


سيلا وهى تسأل الاطفال : مين يا ولاد اللى مغمى عينى ؟


يشير ماذن لهم براسة ان لا يقولوا شىء ،فيضحكون ولا يقولون شيئا .ولكن يسألوها :

قولى مين ؟


سيلا وهى تصطنع انها تفكر وتقول : اصل عموا مش عارف انى عرفته لما شميت ريحة البارفان بتاعه . فتهمس ،ماذن


ينزع مازن يداه ويلفها لتواجهه ويقبل وجنتيها قائلا : عيون ماذن .


سيلا وهى تنظر له بحب وتبتسم وتهمس :

تصدق وحشتنى الحبه دول .


ماذن هامسا : طب تعالى نطلع شقتنا .


سيلا بسرعة وهى تبتعد عنه : لا خلينا قاعدين مع بابا وماما احسن .


ماذن بدهشه : مش عايزة تستريحى حبه !


سيلا وهى تضحك له والأطفال يلتفون من حولها تنظر لهم وتنظر له ثانيه : بعدين ،خلينا قاعدين معاهم .انت زمانك واحشهم اوى .


ماذن متصنعا الغضب : قولى انك عايزه تلعبى مع العيال ،ومش عايزة تلعبى معايا .


تضحك سيلا وتمسك وجنتية وتقول: متزعليش يا مومو ،تعال إلعب معانا .


ماذن بفرحة :بجد ...طب انا هلعب معاكم .


يهلل الصغار ويظلوا يلعبوا جميعا وماذن يتحين الفرص لكى يقوم باحتضان سيلا بين الحين والاخر ،وتراه الحاجه صفية وتضحك وتقول للحاج رشدى :مش هيتغير ماذن ابدا هيفضل كدا على طول يحب اللعب زى العيال الصغيرة بالظبط .


يضحك الحاج رشدى ويقول : طب تعالى هنا جنبى وفكرينى كدا كنتى بتقولى اية ؟


تضحك الحاجه صفية وتقول : هروح اقول للبنات يحضروا العشا وأجى اقولك كنت بتقول ايه .


يضحك الحاج رشدى كثيرا ويقول لها :متتأخريش فى العشا .


تخرج الحاجه صفية وتطلب من الفتيات البدأ فى تحضير العشاء .


يأتى موعد العشاء ويأكل الصغار وهم ينامون على انفسهم ويصعد كل واحد الى شقته ..


يدخل رمزى لشقته فيجد نشوى تغط فى نوم عميق ومعها ابنها الصغير ،يبتسم لهما وينضم لهم بسرعة وينام لشعوره بالارهاق .


فى شقة اسلام ..


يدخل اسلام شقته ليجد ابنائه فى ثبات عميق ،يدخل حجرة نومه فيرى شيماء تتحدث فى الهاتف مع اصدقائها بالنادى ،ينظر لها ويتجه الى ملابسة فيأخذها ويتجه الى الحمام



 ،يغتسل ويخرج ليجدها لاتزال مستمرة فى حديثها فلا يلقى لها بالا ويتجه الى السرير لكى ينام. ولا تعطى شيماء اى بادرة اهتمام به وتستمر فى الحديث .


فى شقة ماذن ...


يتأكد ماذن من نوم الاطفال ويتجه الى سيلا ويحوطها بذراعية ويهمس لها وهو يقرب وجهه من رقبتها ويستنشق عطرها :يلا بقى يا سوسو نفذى وعدك ليا .


تلتفت سيلا له وتنظر له مستفسرة وتقول:وعد إيه يا مومو ؟


ماذن بإبتسامة خبيثة : انت مش وعدتينى تلعبى معايا لوحدى .


سيلا وهى ترفع حاجباها بدهشة :أمال مين كان بيلعب معايا انا والاولاد ...خيالك؟


ماذن وهو يقربها منه كثيرا ويهمس لها :وحشتينى ، والعيال بايتين تحت عند جدهم .


سيلا وقد فهمت ما يرمى له تضحك وتقول : إنت مجرم يا ماذن

ماذن ضاحكا بجزل : اااه انا مجرم .


ويذهبوا معا الى غرفتهم ليسبحوا فى بحر الحب .


فى الصباح يستيقظ اسلام وينظر الى شيماء التى تنام بجوارة ولا تشعر به ،فيبدل ملابسه وينزل ليفطر عند والده ،ويجلس مع اخيويه .ويترك شيماء نائمة بعد ان رفضت الاستيقاظ والنزول معه ..

وكذلك فعل رمزى ..


عند الحاج رشدى. .


يتقابل اسلام ورمزى على الدرج ويصبحان على بعضهما ويتجهان الى الداخل فيجدان ماذن وسيلا واطفال ماذن واسلام يجلسون مع سيلا تطعمهم ،وتجلس معهم حتى يشربوا اللبن .


يفرغ الاطفال من تناول فطارهم ويتجهون للعب فى الحديقة ،بينما تتجه سيلا لتحضير الفطور مع الفتيات .وتصنع الفطور بنفسها وبطريقتها هذا اليوم ،وتجهز المائدة بنفسها وسط دهشة الفتيات الخادمات وهن يقفن بجوارها ليتعلمن كيفية تنسيق المائدة .


تنادى سيلا على الجميع لتناول الفطور ،يقدم ماذن واسلام ورمزى ويتطلعون الى المائدة وتنسيقها وللورد الزى يوجد على المائدة .


رمزى وهو ينظر بدهشة قائلا بضحك : والله المفروض الواحد يطلع يولع فى جوز الستات اللى نايمين فوق دول .


ليستمع الى صوت الحاجة صفية من ورائه :مالكم واقفين كدا ليه ؟ متفطروا ؟


اسلام يجلس ويقول : والله الفطار يفتح النفس ،أنا هصوره، وأخلى شيماء تعمل زية ،ثم اردف قائلا دا لو صحت بدرى ومختلش الشغاله تعمله.


رمزى وهو يخرج هاتفه ويلتقط صورة للمائدة، ويقول ضاحكا : انا لو ما اتعملش ليا فطار زى دا كل يوم ،هشوف واحده تعمله ليا .


يضحك الجميع وتقول الحاجة صفية : بس يا واد منك له ،بدل ما يسمعوكم وتنكدوا على نفسكم وعليهم .


اسلام بجدية : والله بجد انا مش بشوف فطار ده خالص ؛انا بخرج واشرب قهوة واى بسكويت وخلاص


تذداد ابتسامه ماذن فخرا وسعادته بزوجته وانها لا تدخر جهدا لتسعده .بينما تنظر الحاجة صفية الى رشدى وابنائها فى حزن لحالهم ولا تنطق .


رمزى وهو يومأ برأسه : وانا شرحك والله يا اسلام .


تنظر له الحاجه صفية معاتبة له وتقول : طب يا رمزى ما البنات هنا بيعملوا الفطار والاكل ،مش بتاكل ليه ؟بدل ما تخرج على لحم بطنك كدا ؟


رمزى وهو يمد يده ويتناول قرص من الطعمية ويقطم منه ،ويقول : انا مشغول على طول يا حاجه، ومش بلحق افطر .


ماذن ضاحكا : لاااا ... انا بقى لازم افطر قبل ما اخرج على الدوام ؛البركه فى أسيل، هى اللى عودتنى على كدا .


تنظر لها الحاجه صفية بإمتنان وتبتسم لها ،وتبتسم سيلا لها فى خجل .


رمزى وهو يشاكس ماذن : يا بختك يا عم .


ماذن ضاحكا : إيه دا ..حسد


رمزى ضاحكا مع اسلام : لاااا دا حسد صريح يا ابنى .


ويضحك الجميع .


بعد الغطار ،تصعد سيلا الى شقتها وتحضر شنط الهدايا لكل الاسره حتى الخدم ،فيفرح بها الجميع .


تصعد سيلا لشقتها وتدير مشغل الاغانى على اغانى عمر دياب وتستمع لها وهى تعمل فى المنزل. فى حين يبقى ماذن مع اسلام لمراجعه حسابات شركه المقاولات المشتركه بينهما .


وتبقى شيماء ونشوى فى شققهم مغتاظين من الموسيقى التى تستمع لها سيلا ومن جو المرح الذى تشعه فى المنزل.


بعد يومين تتجه شيماء الى الاسكندرية ،وتترك ابنائها عز الدين ورنا مع سيلا بعدما رفضا الابتعاد عن سيف ونوران ،وتذهب سيلا وماذن الى الاسكندرية ايضا لرؤية والدتها وأخيها



 وزوجته ؛ويقضون معهم يومين ثم يعودان الى منزل الحاج رشدى ثانية . يطلب ماذن من اسلام ان يقوم بحجز اسبوع فى مارينا للمصيف به مع ابنائه وزوجته .


يجلس ماذن مع الحاج رشدى وصفية ،يتحدثان فى العمل ،يقدم عليهم اسلام ويشترك معهم فى الحديث. فى تلك الاثناء كانت سيلا مع ابنائها و ابناء اسلام فى شقتها تلعب معهم،



 وتطعمهم ثم ادارت الموسيقى وبدأوا يرقصون على انغام الموسيقى ويضحكون .


اثناء حديث ماذن مع اسلام ووالدية استمع للموسيقى الاتية من شقته ،فأنصت لها ،وتوقف عن الحديث فجأه ،ووقف مشدوها مركزا بسمعه للخارج ويخرج وسط نظرات اسلام المندهشة منه ، ثم ينظر لوالدته ويقول لها :


اقسم بالله ماذن دا فعلا مجنون سيلا .. مش مركز خالص ،بقى يسيب الشغل وطالع لمراته فوق!


تنظر له الحاجة صفية بدهشة : بيحبها يا اسلام ، دا الحب اللى للاسف انت ورمزى ملقتهوش .


الحاج رشدى ضاحكا : بس انا لقيته برده


تنظر له الحاجة صفية فى خجل ولا ترد .


ينظر لهما اسلام ويقرب ما بين حاحبية معترضا على ما يقولونه؛ فمن وجهه نظره ان العمل هو سر الحياه ،هو لا يعترف بالحب، يعترف بالاستقرار الحياة ونمطيتها وفقط . ويكمل النظر فى الاوراق التى امامه .


بينما يصعد ماذن الى شقته حيث سيلا و الاطفال ويشترك معهم فى الرقص واللعب .


يهمس ماذن لسيلا بحب ،وهو يحاوطها بذراعية : سمعت صوت عمرو دياب عرفت انك اكيد بترقصى ،قلت اجى اشارك .


تبتعد سيلا عنه وهى تضحك ضحكة رنانه وتقول وهى تتمايل امامه :طب العب مع العيال على ما اعمل لك حاجه حلوة تاكلها .


تبتعت سيلا ويلفح شعرها وجهه ماذن فيستنشق عطرها وتتركه اسيل وتتجه الى المطبخ .


يصعد اسلام ورمزى الى شققهم ويرى ماذن وهو يتحدث مع سيلا ،فيقلب شفتيه ويقول فى نفسه : والله ماذن دا مجنون .. حتى الحب ما يبقاش كدا .


رمزى وهو يبتسم :دا مش حب ..دا عشق يا اسلام ..اخوك بيعشق سيلا وهى كمان ..


يقلب اسلام شفتيه فى امتعاض ولا مبالاه ويدخل شقته .


يدخل رمزى شقته ويفاجئ بنشوى وهى تقف صارخة امامه .

نشوى بغضب: هو إحنا مش هنعرف ننام فى أم البيت دا طول ما الست سيلا هنا ؛ ومشغله لنا الاغانى بصوت عالى كدا ،مفيش زوق خالص .


رمزى بإستنكار : فى إيه هى فى شقتها وانت فى شقتك ...تعباكى فى إيه ؟


نشوى بغيظ : مش عارفة انام من الاغانى ...اعمل إيه ؟


رمزى بسخط وهو يلوح لها بيده :يا شيخه انتى على طول نايمه ،مش كفاية كل واحده منكم سايبة عيالها معاها ... ستات معندهاش دم .


ويتركها ويدخل مكتبة ،وتظل نشوى تنظر فى اثرة مندهشة من حديثة ،تشعر بالحقد على سيلا التى يراها الجميع مثالا حيا للزوجة والسيدة المحبة لزوجها وابنائها . وها هو رمزى قد بدأ يظهر غضبة منها ...


نشوى لنفسها : لا ...الموضوع دا لازم له حل مع شيماء ..

ثم تتجه الى غرفة النوم. .


يدخل اسلام شقته وهو يتنهد ،يلقى بنفسه على سريره مفكرا ، فى شيماء وجفائها معه ومعاملتها القاسية مع أبنائها. ويتذكر


 مشهد ماذن وهو يرقص مع سيلا بحب ،ونظرة سيلا له المفعمة بالمشاعر ، والاطفال حولهم يرقصون ويلهون وسط ضحكاتهم الجميلة .. يبتسم اسلام على الرغم منه ولكنه يغمض عينيه ويحاول النوم. ..


تخبر نشوى كل ما يحدث فى المنزل لشيماء ،التى ما ان علمت بذهاب سيلا لمرينا للإستجمام حتى اذدادت غيظا منها


شيماء بغضب : وكمان اسلام اللى حاجز .طب محجزش لينا كمان ليه؟ مش شايف اخوه ييعمل ايه لمراته .مش يتعلم منه .


نشوى وهى تتفق معها فى الحديث :على رايك ؛ولا رمزى عمره فكر يودينا مارينا ..عندنا اسكنرية وبس .


شيماء : انا بروح مارينا مع اصحابى. بس عمرى ما روحتها مع اسلام .هو صحيح عمره ما منعنى من حاجة بس برده مكنش معايا هناك .


تغلق كل منهما الهاتف وهى تحقد على سيلا وحب ماذن لها ومعاملته الحسنة لها. .


فى الصباح يأخذ ماذن سيلا وابنائه فى سيارة الحاج رشدى ،ويتوجهون مبكرا الى مارينا ،ويودعون الجميع.



فى الطريق تظل سيلا تتحدث مع ماذن حتى لا ينام اثناء القيادة ،ولكن الطريق ملىء بعربات النقل الثقيلة ويشعر ماذن


 بثقل فى جفونه ، والفرامل ليست جيده .. تظل سيلا تتحدث معه وهى تشعر انه ليس على ما يرام وتلتفت الى صغارها


 النائمين ثم لحظات ... لحظات كانت فارقة بين الحياة والموت ،لحظات صمتت بها سيلا لرؤية ابنائها ،اختلت فيها عجلة القيادة من يد ماذن ووقع حاث لهم .


يتلقى اسلام اتصالا هاتفيا من هاتف ماذن ، فيظن انه يطمئنه على وصوله لمرينا


اسلام :السلام عليكم ..اية لحقت توصل مارينا ؟


المتصل : حضرتك صاحب التليفون دا عامل حادثة وموجود فى مستشفى (....) .


تابع عرض أقل

الحلقة الثالثة. ..


لا يدرى كم من الوقت مضى عليه وهو غير مصدقا لما سمعه ،ماذن اصيب فى حادث وفى المشفى .


شعر وكأن الخبر قد اسقط عليه كسقوط حجرا كبيرا على رأسه


يفيق على صوت المتصل وهو ويقول :

الو ...الو.. يا استاذ


اسلام وهو يفيق من شروده :ايوة ..معاك ... انت بتقول ان صاحب التليفون دا فى المسشتفى ؟


المتصل : ايوة يا استاذ ..


اسلام :اسم المستشفى اية لو سمحت ؟


المتصل : مستشفى (.....)


يأخذ اسلام العنوان ،ويتصل برمزى ويخبره؛ لكى يخبر الحاج رشدى ويتوجهوا الى المشفى .


يصل اسلام اولا الى المستشفى ويسأل على ماذن وسيلا،فيخبره بانهما فى العمليات ،ونوران فى العناية المركزة ؛للاشتباه فى ارتجاج بالمخ ،وسيف به بعض الرضوض والخدوش .


يأتى الحاج رشدى ومعه الحاجه صفية مع رمزى ،ويخبرهم بما حدث للجميع .


يتركهم رمزى ويذهب لرؤية نوران فى العناية المركزة . يفيق سيف ويبكى،تذهب الحاجه صفية له ،وتأتى به وتجلس مع الجميع امام باب


العمليات ،ياتى رمزى ويسأل على سيلا فيخبروه انها فى عمليات الجانب الاخر من الرواق ،يذهب اليها ويظل امام باب العمليات ليتابع حالتها يقف الجميع امام غرفة العمليات التى بها

ماذن ،واعينهم معلقة على بابها وقلوبهم تبتهل لله ان يلطف به . تاتى لهم ممرضة وتسألهم


الممرضة : حد هنا من أهل المريضة .


الحاج رشدى يقف وقول : إحنا اهل جوزها فى اية ؟


تتعلق عيناى الحاجة صفية بالممرضة وهى متلهفة لتعلم ما الامر لتسمع الممرضة تقول : إحنا عايزين حد من اهلها علشان المريضة كانت حامل وسقطت ، وهنعمل عملية تنضيف ولازم موافقة الزوج او حد من اهلها ..


تشهق الحاجة صفية وتبكى وتقول: يا حبيبتى يا بنتى. . سترك يا رب


اسلام :انا اخو جوزها ممكن .


الحاج رشدى : وانا ابوه .


الممرضة : يبقى الحاج اللى يمضى ..اتفضل معايا يا حاج .


يذهب الحاج رشدى واسلام مع الممرضة ، ويخرج الطبيب من غرفة العمليات وهو مكفهر الوجهه فتهرول له الحاجة صفية وتسأله على ماذن .

ينظر لها الطبيب ويخفض رأسه ويقول :


-شيدى حيلك يا امى ..البقاء لله ..


يستمع رمزى لكلمات الطبيب وهو يتقدم نحوه ويسمع الحاجة صفية وهى تصرخ ماااااذن .


يأخذها رمزى بين ذراعية وتنهار صفيه فى البكاء على فلذة كبدها ،ويبكى سيف .يتركهم الطبيب ويمشى ويأتى اسلام مع الحاج رشدى ويروا بكاء الجميع ويسألونهم


رمزى ببكاء : ماذن تعيش انت ...


يصدم الحاج رشدى ويجلس ويبكى ويبكى الجميع ..وتأتى ممرضة تطلب منهم استكمال إجراءات تصاريح الدفن.


يتركهم اسلام ورمزى ويتجهوا لاستخراج تصاريح الدفن .


تخرج سيلا من العمليات وهى لا تزال مخدره .توضع فى حجرة ومعها سيف والحاجة صفية التى تنتحب على ماذن . تبدأ سيلا فى استعاده وعيها بعد فترة من الوقت .


سيلا وهى تفيق وبصوت واهن : اااااه ... ماذن.

تسمعها الحاجة صفية ويذداد نحيبها


سيلا وهى ما بين الوعى والاوعى ،تستمع لصوت بكاء وان معها شخص ولكن الرؤية لديها مشوشه ؛لا ترى بوضوح .


سيلا بتساؤل وهى لا ترى جيدا : ماما ... ماذن والعيال فين ؟


الحاجة صفية وسط بكائها : سيف اهه قاعد جنبى ، ونوران فى العناية المركزة،و..وماذن .وهنا يختنق صوتها بالبكاء وتقول : تعيشى إنتي .


تصدم سيلا وهى تستمع لحديث الحاجة صفية ، ماذا سمعت ؟ احقا ما سمعت ؟تشعر سيلا وكان قلبها قد انتزع من صدرها ،


 لا تشعر بدقات قلب او نبض ، تشعر انها أصبحت مع الاموات ، اصدقا ما تقوله ؟ ألن تراه ثانيه ؟ألن تسمع صوته، وهمسه وهو ينطق اسمها ثانية ؟


تصرخ سيلا باسمه وتحاول النهوض من على السرير ولكن لا تستطيع ،تخرج الحاجة صفية يسرعة تطلب من الممرضات



 والدكاترة المساعدة ،وسط صراخ سيلا وبكاء سيف . يحضر الطبيب ويعطى لها حقنه مهدئه ،وتذهب سيلا فى ثبات عميق وهى تهذى بإسم ماذن وتبكى وهى نائمة .


يتصل اسلام بوالدة سيلا وأخيها ويخبرهما ما حدث ،فيحضران بسرعة .


يضطر الحاج رشدى وصفية واسلام ورمزى ترك سيلا مع والدتها والعودة الى البحيرة لدفن ماذن واقامة سرادق العزاء، ويذهب معهم محمد اخو سيلا .


يمر الطبيب بعد مرور وقت طويل ،ليتابع حاله سيلا ، يقف الطبيب يتأمل ذاك الملاك النائم وهو يبكى بلا انقطاع ، يشفق عليها ويقترب منها وهى نائمه فيمسح دموعها ،ويفاجئ



 بإستمرارها فى البكاء، يشفق عليها الطيب وهو يرى ارتعاشتها ودموعها ،يتأملها ويتأمل ملامحها ،ودون شعور منه يمسد بيده على شعرها ووجنتيها .لا يدرى لما ضريات قلبة تشتد هكذا


 ولماذا يشعر بالالم لها ،فسر ذلك بانه شفقة عليها ولكنه ما ان رأى ارتعاشتها ومسك يدها ولاحظ برودتها حتى اقترب منها ليضمها اليه ويخمد ارتعاشها ..


فى تلك الاثناء تدخل والدة سيلا وهى تتكىء على عكازها ؛حيث كانت عند نوران تراها وهى فى العناية المركزة


هناء :اخبارها ايه يا دكتور ؟


يبتعد الطبيب عن سيلا ،ويجبر عينيه على الابتعاد عنها ،ويجلى صوته ويهدأ من ضربات قلبة ويقول : عندها انهيار عصبى حاد ... بس دا من إيه ؟


هناء وهى تجلس فلا طاقة لها على الوقوف،وتقول ببكاء : كانت مسافر هى وجوزها وولادها ،وحصلت لهم حادثة، جوزها مات ،وهى كانت حامل وسقطت ،وبنتها فى العنايه المركزة .


الطبيب بدهشة وألم : الله يكون فى عونها ،البقاء لله ، طب خلى بالك منها وانا هنبه على الممرضات يخلوا بالهم منها


هناء وهى تمسح دموعها : الف شكر ليك يا دكتور.


يهز الطبيب راسه ويخرج من الغرفة بعد ان ينظر على سيلا وهى تبكى نظرة طويلة مليئة بالشفقة عليها. يعطى الطبيب اوامره بضرورة مراعات سيلا ،وإذا استيقظت يخبروه فورا .


فى ذلك الاثناء كانت اسرة الحاج رشدى تتلقى العزاء فى ماذن ،والحاجة صفية تجلس مع النساء ومعها نشوى وشيماء . عندما سألت النسوة عن سيلا كانت صفية ترد بأنها فى المستشفى مع ابنتها .


يوم مرهق وشاق ،اخذ الجميع بحد السكين ،يتحدثون ويردون ويتلقون واجب العزاء ولكنهم فى عالم اخر ؛ كل منهم مصدوم غير مصدق لما يحدث ،ساعات ولحظات تفرق بين وجود


 انسان من عدمه، تفصل من بيت يملؤة المرح والسعادة الى بيت يكسوه الحزن والالم . والفراق ...اه من الم الفراق ...


كانت صفية تجلس وبجوارها سيف الذى كان يبكى كثيرا ويسأل على سيلا، يمر الوقت سريعا عليهم وهم لا يشعرون باى شىء من كثرة الألم والحزن .


فى ذلك الوقت كانت هناء تبقى مع سيلا فترة وتذهب لرؤية الصغيرة وتأتى ثانية ..


ينتهى السرادق تصعد شيماء ونشوى كل منهما الى شقتها وتنام من فرط التعب . ويظل الحاج رشدى وصفية مع اسلام ورمزى


 يجلسون معا صامدون ؛يخشى رمزى على والدية من شدة الحزن،وإسلام مرهق ولا يركز فى شىء ،والحاجة صفية تذهب وترى سيف وهو نائم وتطمئن عليه .



الحاجة صفية : يلا كل واحد يطلع شقته،انا هخلى بالى من الحاج متخافوش ..


رمزى بقلق:يا حاجة دا متكلمش خالص غير الحمد لله وبس .


اسلام بهدوء : ابوك قوى وان شاء الله هتعدى على خير ..


صفية بحزن : يلا ... كل واحد على شقته

يصعد كل منهما الى شقته وهو مهموم وحزين وينام مباشرة، يدخل الحاج رشدى ويتوضأ ويصلى ويقرأ القرآن وينام ....


بعد فترة يستيقظ الحاج رشدى على كابوس ،ويهب واقفا .


صفية بدهشة : فى ايه يا حاج رشدى ...مالك !

الحاج رشدى امرا لها : صحى اسلام بسرعة يا صفية .


صفيه بجدية : فى إيه ؟ انت تعبان ؟فى حاجة ؟ قولى .


الحاج رشدى : بسرعة يا صفية خلى اسلام ينزل بسرعة .


تنادى صفية على اسلام وتبعث له احدى الفتيات تطرق عليه شقته وتطلبه لرؤية الحاج ،تستمع شيماء لها وتتأفف من هذا القلق فى مثل هذه الساعة ،ينهض اسلام بسرعة ويتوجه الى الحاج رشدى

اسلام بخضة وهو يتفحص والده :مالك يا حاج ...فى حاجه تعباك ؟


الخاج رشدى : انا بخير ،تعال معايا المستشفى لمرات اخوك .


تجهش الحاجة صفية فى بكاء حار

اسلام وهو ينظر لها ولوالده بدهشة،وينظر فى ساعه يده ، ويجدها تعدث الثالثة .


_ دلوقتى يا حاج ،عايز تروح المستشفى؟ ؟ طب ليه ؟


الحاج رشدى فى حزم : هى كلمه هتيجى توصلتى ولا اروح لوحدى .؟


اسلام بعدم رضا :لا،جاى معاك طبعا ،بس عايز افهم فى إيه؟


الحاج رشدى وهو يتجه للخارج ويتبعه اسلام وصفية :بسرعة بس وهبقى احكى لك فى السكه .

يذهب اسلام بسرعة ويلبس ملابسة ويأخذ الحاج رشدى ويتجهان الى المستشفى.


فى العربة ..


الحاج رشدى وهو قلقا :بسرعة يا اسلام .

اسلام بعدم فهم ورضا : بس لو تقولى فى ايه يا حاج ؟ تفهمنى بس


يتنهد الحاج رشدى وتدمع عيناه ويقول بصوت متهدج بغضة فى حلقة : ماذن ،


يلتفت له اسلام بدهشة ينظر له ثم ينظر للطريق ويقول: ماله ماذن ؟


الحاج رشدى ببكاء : اخوك جالى فى الحلم ، وكان زعلان اوى اننا سايبين سيلا فى المستشفى لوحدها وأمها ست كبيرة، وعايزة اللى يخلى باله منها. قالى( كدا يا بابا تسيب مراتى



 وبنتى لوحدهم للديابه .) وكانت عنيه فيها دموع ،مقدرتش اشوفة كدا وهو بيبكى ،وماشى زعلان منى يا اسلام.

وناديت عليه ،قالى (مراتى وبنتى فى خطر )

قومت من النوم قلت لازم اروح حالا ليهم المستشفى. .


اسلام وهو يتنهد : يعنى حلم يعمل فيك كل دا يا حاج


الحاج رشدى يعصبية : لا دا مش حلم. .. دى رؤية، اخوك جاى ينبهنى ان مراته وبنته فى خطر ،واحنا لازم نكون معاهم .


اسلام معترضا : خطر ايه بس يا حاج دول فى مستشفى استثمارى والكل بيخلى ياله منهم .

الحاج رشدى ينظر له ولا يرد.


فى ذلك الوقت تستيقظ سيلا من نوما وهى تصرخ بشكل هستيرى ؛يتردد فى ذهنها صوت ماذن وهو يتحدث لها ،يهمس


 لها،يضحك لها ،وصوت صفية وهى تبلغها بموت ماذن .فتظل سيلا تصرخ وتنادى على ماذن بصوت عالى .


تهرول الممرضة بسرعة لها وتحاول ان تعطى لها حقنه مهدئه ولكنها تفشل فى ذلك تنادى على زميلة لها لتساعدها ويفشلان


 ايضا ،فيطلبان الطبيب بسرعة ،ويأتى الطبيب ويامر الممرضات ان يكتفن سيلا فلا يستطعن السيطرة عليها ،يقوم الطبيب



 ويشل حركه سيلابذراعية وهى تقاومه فى شدة ويأمر الطبيب الممرضة بسرعه اعطائها الحقنه،فتعطيها الحقنه ،وتظل سيلا تقاومه وتصرخ بشدة


الطبيب امرا : اخرجوا برده كدا كفاية. ..

تخرج الممرضات وتتركه معها فى الحجرة ،وظل ممسكا بها بقوة ،وبدأت قوى سيلا تضعف ،فخف الطبيب من حدة مسكته حتى اسبلت جفناها ووضعت رأسها على صدرة وذهبت فى سبات عميق .


يتأمل وجهها الطبيب عن قرب ،يريت علي كتفها وظهرها، ويمسح دمعها ،ويزيح خصلات شعرها المتناثرة حول وجهها ثم يعتدل ويضع رأسها بهدوء شديد على الوساده


بتعمل إيه عندك ...


يلتفت بسرعة فى دهشة ، ليرى زوج من الاعين تحدق به وشرارة الغضب تتطاير من المقل



                   الفصل الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close