رواية عطارة جدو
بقلم اسماء ايهاب
الفصل الخامس عشر
ماهر بخوف عليها : طيب اهدي اهدي مش هعملك حاجة عايز اعرف بس اية اللي حصل عشان تبعد عني انا و بنتك و المستشفي تقولي انك بعد الشر عليكي موتي
نهي بسخرية : اه انت هتجيب اللي فيك فيا
ماهر بغضب : هو اية اللي فيا و فيكي دا مش فاهم صدقيني مش فاهم
ثم امسك يدها رغماً عنها و قال برجاء : نهي ابوس ايدك فهميني حرمتيني منك انا و بنتي لية انا عمري ما شوفتك قلبك قاسي اية اللي قساه يا حبيبتي اية اللي حصل
نهي بغضب و عصبية و بكل ما عانته من زمن : قاساه لما لقي القاسية يوم ما ولدت و الدكتور بدل ما يدخلي ببنتي اشوفها جالي باللي كسرني
فلاش باك
الطبيب : ها يا نهي عاملة اية دلوقتي
نهي بتعب : عايزة اشوف بنتي
الطبيب : للاسف يا مدام نهي جوز حضرتك اخد البنت و مشي و قال انه مش هيجي هنا تاني و لا عايز يشوفك تاني
نهي بتعب : انت مجنون انت بتقول اية قول لماهر يدخل انا عايزة اشوفه
الطبيب : اهدي يا مدام نهي كدا هتتعبي اكتر
نهي : اخرس مش عايزة اسمع حاجة عايزة ماهر
الطبيب : طيب انا هثبت لحضرتك اني مش بكدب
ناده الطبيب احدي الممرضات و سألها : استاذ ماهر فين و بنت مدام نهي
الممرضة بحزن : مشي و اخد البنت و دفع حساب المستشفي
نهي بصراخ و غضب و هي تحاول ان تقوم : انتي كدااااابة عمر ما ماهر يعمل كدا
الممرضة و هي تحاول السيطرة علي نهي : انا سمعته قال ان هو كدا اخذ اللي هو كان متجوزك عشانه
اغشي علي نهي بعد ان اطلقت صرخة مدوية من صميم قلبها
باك
انهت كلماتها و دموعها تتساقط واحدة تلو الاخري و تقول : و اكتشفت اني اكبر مغفلة في الدنيا و ان اللي خدعني بالحب كان متجوزني عشان يخلف و بس و يرميني زي اي كلبة عشان مليش اهل
وضع ماهر يده علي صدره و ضغط علي موضع قلبه و تأوة و دموعه الحبيسة تتحرر من مقلتيه لتأخذ شكل مستقيم علي وجنته
ماهر بنبرة معذبة : اااااااه لو اعرف يا نن عيني انك جوا و مموتيش لو اعرف ان في حاجة هتفرق بينا لو اعرف انك هتظني فيا كدا انا مكنتش خليتك خرجي من البيت و لا حتي عشان تولدي
نهي بقسوة : اعمل نفسك مش عارف و مظلوم
ماهر بدموع : و الله معرف و الله معرف انا ربيت بنتي و بنتك و انا بتخيلك في كل موقف تخيلتك و احنا مع بعض و هي بتخطي اول خطوة و بتنطق اول كلمة و احنا بنوديها المدرسة انا تعبت من غيرك يا نهي انتي كنتي عذابي في الدنيا
نهي : انت ازاي قادر تبص في عيني و انت بتكدب عليا ازززاي عايز مني اية يا ماهر انا عارف بنتي و عيني منزلتش من عليها
ثم اكملت ببكاء حاد : و لا من عليك
امسك بيدها بقوة و قال : اسمعيني اسمعيني انا قالولي انك موتي و الله ما سبتك و الله انا مليش ذنب
بدأ بالسرد عليها ما حدث في ذلك اليوم
فلاش باك
تقدم من الطبيب بلهفة حين خرج من باب الغرفة
ماهر بقلق : ها يا دكتور نهي عاملة اية
الطبيب : للاسف يا ماهر بية البقاء الله
ماهر : البقاء لله في مين
الطبيب : مدام نهي توفت اثناء الولادة و مقدرناش ننقذها
هجم عليه ماهر و امسكه من تلابيبه و تحدث بغضب و صراخ قلب و وجع و جرح : انا جايبها اكبر مستشفي عشان تقولي كدا انت اتجننت مين اللي ماتت
اشار الطبيب الي بعض الممرضين ليأخذه ماهر و بالفعل اخذه ماهر و اعطه حقنة مهدئه و عندما استيقظ قاله له انهم دفنه جثمانها كاد ان يجن انهار و بكي ثم اخذ ابنته و ذهب متحسراً علي حبيبته
باك
ماهر : و حياتك عندي و حياتك دا اللي حصل و لو مش عايزك هجيبك تاني لية
نظرت له بعض الوقت و من ثم وجدت دق علي الباب لتقول بخوف : هتموتني جايب ناس تموتني
لينظر لها بتحسر و فتح الباب لاخاه و من ثم اشار عليه : اخويا عصام يا نهي مش حد غريب و لا انا هأذيكي في عمري
عصام : تعالي عايزك
نظر الي نهي نظرة اخيرة و من ثم خرج و اغلق الباب خلفه
*****************************
في احد المطاعم يجلس مالك امام كارمن الشاردة
مالك : مالك !!!
كارمن بانتباه : مش عارفة يا مالك حاسة احساس غريب جدا .. يمكن عشان اول مرة اعمل حاجة من ورا بابا مالك بجد مش مرتاحة
مالك : ولا انا موتاح (مرتاح)
لتنظر له بذهول : مش مرتاح عشان معايا
مالك : لا عشان انتي مش موتاحة (مرتاحة)
كارمن : طيب قوم نروح المحل قوم
مالك : طيب كملي اكلك الاول
كارمن : مش عايزة يلا نمشي
مالك و هو يقف و يضع اموال اعلي الطاولة : يلا يا فقو (فقر)
كارمن و هي تسير : بطل الكلمة دي
يخرجوا و يذهبون الي المحل
****************************
في محل العطارة كان سراج يجلس امام ليان و يشاهدها و يعلم انها تخطط لشئ جديد
سراج و هو مازال ينظر الي هاتفه : بتدبري لاية يا اجنبية
ليان بغضب حاولت اخفاءه : الاجنبية دي وقفتك اسبوع علي رجل
ثم ابتسمت بسخرية و قامت و امسكته الهاتف منه و انزلت رأسها حتي اذنه و همست بدلال : و لا انت اية رأيك فيا
ليقوم هو و يجلسها مكانه و يقترب منها حد التلاصق في حركة واحدة و يمرر اصابعه علي رقبتها صعوداً و هبوطاً و يقول : و اية رأيك فيا انا بقي يا اجنبية
لتستشيط ليان غضباً و من ثم تركل قدمه بقدمها ليتأوة و هو يبتعد عنها
سراج بغضب : بت انتي احترمي نفسك
ليان : انا محترمة غصب عنك
سراج بدون وعي : اللي محترمة و متربية تعلم اللي بتعمليه اللي بتعمليه تعمله واحدة لامؤاخذة
لتنظر له و هي تزم شفتيها و عيونها تترغرغ بالدموع و تقوم من اعلي مقعدها و تقول له و هي تأخذ حقيبتها : انت انسان متخلف و انا ميشرفنيش انك قريبي اصلاً
لتذهب و هي تبكي لتجد سيارة مالك تقف امامها و تنزل منها كارمن اولاً ثم مالك
كارمن بقلق لليان : في اية يا ليان بتعيطي لية
ليان بحدة وهي تبكي : محدش له دعوة بيا مش عايزة اشوف حد منكوا
مالك : حد عملك حاجة
ليان و هي تذهب : ملكوش دخل فيا
كارمن لمالك : هو في اية
مالك : معوفش(معرفش)
يدلفون الي المحل ليجدوا سراج يجلس و يضع رأسه بين راحتي يده
مالك : حصل اية
سراج بخفوت : مكنش لازم اقولها الكلام دا
لتذهب له كارمن و تضع يده علي كتفه و تقول : قوم صالحها
ليذهب مالك و ينزع يدها عن كتف سراج و ينظر لها بحدة و هو يقول : اه فعلا ووح (روح) صالحها
سراج : مش هترضي ليان عنيدة و انا قولتلها كلام مش المفروض تتقال لبنت عمي
كارمن : انت قولت اية
سراج و هو يخرج من المحل : هبقي اقولك بعدين
مالك بغضب : و انتي من امتي بتحطي ايدك علي سواج (سراج)
كارمن : كنت بواسيه
مالك بعصبية : طيب اقعدي في جنب بقي دلوقتي
*****************************
عصام : و اية اللي خلي الدكتور يعمل كدا
ماهر : معرفش و الله انا هتجنن يا عصام دا غير ان نهي فكراني هأذيها
عصام : الدكتور دا لازم يجي هنا تحت رجلك و نعرف عمل كدا لية
ماهر و هو يربت علي كتفه : مش عارف اشكرك ازاي يا عصام علي واقفتك جنبي دي
عصام بابتسامة : متقولش كدا يا ماهر دا احنا اخوات
ماهر : انا هبات مع نهي هنا
عصام : ممكن كارمن تقلق عليك
ماهر : لا مانا هكلمها
عصام : ماشي انا همشي بقي عندك كل حاجة هنا متقلقش
**********************
في منزل بدران تجلس ليان تبكي بغرفتها علي ما تعرضت له من اهانة من قبل من يدعي ابن عمها لتجد الباب يطرق لتقول ببكاء و حدة : محدش يدخل مش عايزة اشوف حد
ليدخل هي برأسه من الباب و يقول : حتي انا
ليان بغضب : و بالذات انت اطلع برا مش عايزة اشوف وشك تاني
ليدلف الي الغرفة و يجلس امامها علي الفراش و يقول باعتذار : انا اسف
ليان بحدة و هي ترفع احد حاجبيها : براا
سراج : دا انا جاي اعتذرلك
ليان بدموع : بعد اية لو سمحت اخرج انا بجد مش عايز اكلمك و انا مش متعودة اتغصب اكلم حد
سراج و هو يقف و يهم بالخروج : انا اسف خلاص هخرج
ليخرج و يغلق الباب بعنف و يخرج من المنزل بغضب و عصبية
لتقول مكة لشادي بدهشة : هو سراج ماله
شادي : معرفش و الله بس سراج عمره ما اتعصب كدا دا دايما هادي
مكة : و الله يا بني مانا عارفة اصلا دا اخوك ازاي
شادي : بس يا رخمة
مكة : بص هو ليان جت بتعيط و مش راضية تكلم حد فهو اكيد حصل حاجة من سراج لانه جية وراها ممكن متراضش تقولي فانا هطلعلها جاسمين
ليأتي صوت سامية قاسي تقول : مش هتخفي من قاعدتك مع الدكتور و لا استحلتيها
مكة : انا يا ماما حضرتك بتشككي في اخلاقي دا حضرتك عرفاني كويس
سامية : اللي عرفاه انك معتيش تقعدي مع حد غريب مرة تانية
شادي : ثانية واحدة يا طنط بس انا مش غريب
سامية بقسوة : علي فوق يا مكة
لتنظر الي شادي مكة بضعف و حزن و تصعد الي الاعلي ليصعد هو الاخر الي امه عندما يشعر بالغيظ او الغضب يلجئ الي امه
فاتن و هو تنظر الي ابنها الغاضب و تقول بحنان : في اية مالك
شادي : انا عايز اعرف هي بتعاملها كدا لية دي حتي بنتها
فاتن : قصدك سامية
شادي بغضب : هي ست زفتة
فاتن بغضب لابنها : شاااادي ترضي مكة تشتمني
شادي و هو يهدي : لا طبعا يا ماما انا اسف
فاتن : انا هكلم ابوك يكلم عمك بس استني انت بس
شادي : ماشي يا ماما
**********************
دلف ماهر الي غرفة نهي بهدوء ليجدها نائمة و دموعها مازالت تأخذ مجراها علي وجنتها ليذهب لها بهدوء و يخلع نعله و يستسطح بجوارها و يحتضنها و قلبه ينتفض من شدة شوقه لها ليقبل جبهتها و يقول : انا اسف و الله مكنت اعرف انت خلاص معدتش بتحبيني يعني
ليغمض عينه بشدة لهذا الفكرة و يضمها اكثر و يغمض عينه حتي ينام لتفتح هي عينها و تنظر له بدموع و تحاول منع شهقاتها لكنها فشلت لتطلق شهقة عالية تتبعتها شهقات متتالية عالية ليفزع هو لينظر لها بخوف و قلق و هو يبتعد عنها قليلا ليسألها
ماهر بخوف : في اية تعبانة فيكي اية
لتشير له بمعني لا شئ ليقول مرة اخري بحزن : طب بتعيطي عشان قربت منك و نمت جنبك
لتشير له بيدها بمعني لا ماهر بتعب : طب في اية
هدأت نهي ثم مسحت دموعها و هي تقول : مفيش انا عايزة انام
ماهر و هو يربت علي شعرها الذي وجد به بعض الخصلات البيضاء عكس شعره الذي كساه الشيب عكس اخوته الاكبر منه انهم مازاله يحافظون علي نفسهم
ماهر : نامي يا حبيبتي نامي انا مش هضايقك
لتأخذ يده و تحتضنها و هي تغفو ليفرح ماهر كتيرا فهذه الحركة بايام مضت و دهس عليها قطار الحياة ليقترب منها حد التلاصق و يضمها له بشدة و هو يشتم عبيرها الذي افتقده منذ زمن بعيد
ليتمتم هو و قد شعر بالنعاس : وحشني حضنك اوي
**********************
كارمن لمالك و هم يدلفون الي المنزل : يلا انا راحة انام
ليجذبها له و يقبل وجنتها و يقول : و انتي من اهلي كان احلي يوم في حياتي عشام معاكي
كارمن بابتسامة خجل : سلام
ذهب كلا منهم الي غرفته لتدلف كارمن الي المرحاض و تستحم و تخرج منه و هي تجفف شعرها بمنشفة صغيرة ليقع عينها علي من جعلها ترتجف و تتراجع الي الخلف بخوف و هو يبتسم بخبث
