أخر الاخبار

رواية زهرة فى مهب الريح الفصل الثالث والرابع بقلم اسماء ايهاب

 


رواية زهرة فى مهب الريح 

بقلم اسماء ايهاب

الفصل الثالث  والرابع


فتح عينه بتعب شديد يزلزل جسده التفت حوله ليجد شمس تجلس علي المقعد بجواره و تبكي و مصطفي يقف و يستند علي الحائط بـ اخر الغرفة آن بتعب و هو يرفع كف يده المجعد يضعها علي قلبه و يتأوة بألم و صوت خافت لتنتبه إليه شمس لتقف بجواره تنحني إليه و تقول بابتسامة من بين دموعها : عمي انت زين


لم يرد ايوب ليذهب إليه مصطفي و ينحني إليه و هو يقول : خرعتنا (خوفتنا) عليك يا خال 


أدمعت عين ايوب و هو ينقل بصره بينه و بين شمس ليبتلع ريقه بصعوبة و هو يسترسل قائلاً : فينه مهران 


ابتسم مصطفي باتساع و هو يربت علي يد ايوب و هو يقول بهدوء : جوم انت بس بالسلامة يا خال مهران عيچي عشية و معاه .. لع مش عجول دلوج 


ليستند ايوب علي يد مصطفي حتي يجلس باعتدال لينظر إليه و هو يقول : و معاه أية يا ولدي 


ابتسمت شمس بحنان و هي تربت علي شعر عمها و هي تقول : اني عجول يا عمي متأخذنيش يا مصطفى 


التفت ايوب إليها منتظر منها أن تتحدث بما اكل صدره من الفضول نظر إليها بأعين متسائلة لتضحك هي و هي تقول : مهران عيچي و معاه فرحة يا عمي 


ارتعد قلب ايوب و أدمعت عينه و قد اتسعت عينه بعدم تصديق هز رأسه باستيعاب انفرجت شفتيه بابتسامة تارة و بارتجافة تارة أخري ارتجف كف يده أسفل يد مصطفي الذي ضغط علي يده نظر أمامه و عينه لاول مرة منذ رحيل زوجته تلتمع ببريق سعيد و تهتز بؤبؤت عينه بفرحة شديدة ليهمس بالحمد لرب العالمين يشكر المولي أنه أنعم عليه برؤية ابنته قبل أن يرحل الي الدار الحق 


***********************************

شعرت هي به نظراته تحترقها لتلتفت بحدة لتجده بالفعل عينه مسلطة عليها جسدها ذو القوام المتناسق الذي يجعل من الملابس يرسم منحنياتها بدقة شديدة ارتفع حاجبها بغضب و هي تقول ملوحة بيدها بعصبية : انت يا بني ادم انت بتبص علي اية 


ابتسم بمكر و هو يستند علي الحائط خلفه يعقد يده علي صدره تنهد و هو يقول ببرود : اني حُر يا بندرية و معتأملش بچمالك 


وضعت يدها علي خصرها المنحوت و هي تقول : يا سلام طالما بتتأملش بجمالي باصص عليا لية انت اهبل يا بني 


دقق بصره إليها و بتفاصيل وجهها الاسمر ليهز رأسه بشئ داخله و هو يقول : علي العموم معجولش (مش هقول) حاچة علي حديتك (كلامك) دا دلوج (دلوقتي)


امسكت بشعرها المجعد لتجعله علي هيئة كعكة و تلف حولها الوشاح لتثبته انتهت لتمسك بطرف بلوزتها تجذبها الي الأسفل و تعدل منها علي جسدها و هي تقول : كدا تمام انا همشي افتح الباب بقي


جلس علي الأريكة الموجودة أمامها ليضع قدم علي الاخر و هو يستند علي ظهر الاريكة و يتحدث و هو يتنهد بأريحية : اجعدي (اقعدي) يا بت البندر رايد اتحددت معاكي 


تنهدت بصبر فهي تريد مجاراته حتي يفتح لها هذا الباب لا تريد أن ترتكب جريمة الآن لتجلس بهدوء تنحني بجذعها العلوي علي السفلي يستند بمرفقها تعقد أصابعها ببعضها و هي تقول : نعم اؤمر 


حاول مهران علي قدر المستطاع أن لا يتجعل بما سيقول و يستغل انسانيتها و ما بداخلها من رفق تنحنح بصوت عالي اجش و هو يقول : اسمك أية 


زفرت بهدوء و هي تقول : زهرة 


مهران بحذر و هو يسأل بلطف : اهلك عايشين


هزت رأسها بنفي و قد امتعض وجهها بحزن عميق و عينها البنية أصبح يشوبها المطر الابيض اللؤلؤي

هز رأسه باتزان و هو يتأمل ملامحها مرة أخري حتي اشاحت هي بوجهها الي الجهة الأخري و تهمس : و بعدين بقي 


مرر سبابته علي أنفه و هو يقول بهدوء مصطنع : اني عندي عمي بته ضاعت منيه (منه) و هي صغيرة عمي دلوج تعبان جوي و رايد بته


امتعض وجه زهرة بحزن شديد و هي تقول : لا حول و لا قوة الا بالله 


ضيق مهران عينه بإصرار و هو يكمل حديثه بتروي : عمي عيموت لو ملجاش (ملقاش) بته


شردت بعينها إلي نقطة معينة و قلبها ينبض بسرعة شديدة و هو يكلم حديثه و يروي لها عن ما حدث لعمه لتلتفت إليه و هو تقول بتساؤل : يارب يلاقيها و ترجعله بالسلامة بس انت بتقولي الكلام دا لية 


أخذ نفس عميق و زفره ببطئ اغمض عينه و فتحها مرة أخري و هو يقول : انا رايدك تعملي بته لحد ما بته ترچع


لتنظر إليه بصدمة و أعين متسعة علي آخرها لتنتفض واقفة و هي تقول : أية !!!!


ليقف هو الآخر أمامها يضع يده بجيب بنطاله ينظر إليها يراقب ردة فعلها مررت يدها علي وجهها تحاول استيعاب ما يطلبه منها لتسأل بذهول : انت بتتكلم بجد 


هز رأسه دون كلمة لتعود الي الخلف و هي تهز رأسها بنفي و تقول : لا طبعا لا انت عايز تخدع راجل مريض دا يروح فيها يا بني انت بتقول أية 


امسكت برقبة البلوزة لعل الهواء يدخل الي جسدها الذي تخرج منه الحرارة بشدة لتنظر إليه و قد انكمش وجهها باشمئزاز : انت مجنون صح 


و بلحظة واحدة كان يقف أمامها بفارق الطول الشاسع بينهم و وجهه يظهر عليه الغضب و بشدة عروق رقبته بارزة تنتفض بعصبية ليمسك بذراعها يضغط عليه بقسوة و هو يقول : اني معسكوتش (مش هسكت) كتير يا بندرية اتحدتي زين امعاي 


تألمت بصمت من أثر قسوة يده علي ذراعها ضمت قبضة يدها حتي تتحامل علي ألمها لن تجعله يراها و هي ضعيفة أبداً صكت علي أسنانها و هي تقول و هي تنتشل ذراعها بقوة من يده : ابعد عني يا بني ادم انت 


عاد خطوة الي الخلف و هو يمرر يده علي خصلات شعره يشد عليها بقوة يحاول السيطرة علي نفسه قبل أن يقسمها الي نصفين الآن ليجلس علي الأريكة مرة أخري و هو يقول : ٣٠ الف چنية ها جولتي (قولتي) أية 


حدقت به بذهول ليكمل هو : ٥٠ الف .. ١٠٠ الف چنية بس عمي يجوم (يقوم) بالسلامة


صمتت تنظر إلي كل شئ ما عدا هو داخلها يدفعها للموافقة على ما يريد هي بالفعل تريد أن تخرج من هذه الحالة تسكن مع شريكة منزل متسكعة بين احضان الرجال في جحر كالفئران تمسح أحذية العالم وسط كلمات لا تصح أن تستمع إليها لا تعتبر فتاه بالمرة لكن لا هذا لا يصح أن اكتشف هذا الرجل المريض انها ليست ابنته سيموت حتماً


_ لاااا


صرخت بها فجأة حين نطقت أفكارها المتضاربة بعقلها انها من الممكن أن تكون سبب بموت شخص ما نظر لها هو باستغراب لتبتلع ريقها بصوت مسموع و هي تقول : لا افتح الباب يا بن الناس لو سمحت 


وقف هو يخرج صك الباب من جيب سترته ليفتح يدها و يضعه بكفها و يغلقه و هو ينظر إليها بحزن مصطنع ابعد يده عنها لتنظر هو الي الصك بداخل يدها لتنهد هو و هو يقول : اخرچي يا بت البندر 


استدارت لتخرج ليتحدث هو سريعاً مكمل حديثه بنبرة تجعل منها تشعر بالندم : بس رايدك تعرفي انك كنتي عتعملي خدمة إنسانية عشان الراچل دا يعيش معرفش دلوج لما ادله (اروح) علي البلد الراچل دا هيبجي (هيبقي) عايش و لا لع


التفتت إليه برأسها تنظر إليه نظرة علم ما بداخلها ليبتسم داخله بخبث و هو يحاول أن يضغط عليها أكثر من ذلك ليقول بحزن مصطنع و هو ينظر إلي الأسفل : اخرچي انتي و انا عروح اشوف عمي و اجوله (اقوله) بتك ماتت


التفتت إليه بكامل جسدها و هي تقول بتساؤل : هي ماتت 


امأ برأسه و هو يقول بتنهيدة : إيوة و هو دلوج في المستشفي عندينا 


لتتقدم منه بعنفوان و هي تقول بحدة : انت مجنون عايز تقول لراجل مريض و في المستشفى أن بنته ماتت دا يموت في ساعتها 


ذكي هو لمس بداخلها الجزء الفاقدة له استغل ذلك اسوء استغلال يعلم و لكن هذا في سبيل أن يكون عمه بأفضل حال يريد أن يفعل اي شئ ليعيد الحياة الي قلبه و لو لأيام فقط ليجدها تهز رأسها بنفي و تركض نحو الباب تفتحه و تخرج عالقة الباب خلفها اغمض عينه بعنف و قبض علي كف يده يطرق به علي رأسه بشدة ليجلس و هو يتنفس بهدوء ليهز رأسه بايجاب و هو يقول بثقة : عتيچي 


************************************

في غرفة واسعة يظهر عليها الطابع الشبابي أكثر تنام تلك الفتاه صاحبة الشعر الطويل باللون البني الذي يغطي وجهها علي صدر ذلك الشاب النائم بجوارها يحتضنها تململت في نومها لينزاح شعرها عن وجهها يكشف عن بشرة بيضاء كالحليب وجه احمر بشدة من أثر النوم شفاه غليظة مقلوبة بأنزعاج فتحت عينها لتظهر عينها البنية نظرت حولها و نظرت إلي ذلك النائم غير مدرك لاي شئ سحبت نفسها من بين يده و جلست تستند علي الفراش و هي تضم الغطاء علي جسدها العاري مد يدها تهزه برفق و هي تقول : رامي رامي قوم 


فتح الآخر عينه السمراء اللامعة ليتماطع بكسل و هو ينظر إليها بابتسامة لتميل عليه تقبل شفتيه قبلة سطحية و هو تقول : يلا قوم عشان همشي 


ليجلس بجوارها يجذبها إليه و يحتضنها و هو يقول من وسط قبلاته المتفرقة علي وجهها : خليكي شوية كمان 


حاوطت عنقه و هي تقبل وجنته بقوة و هي تقول بدلال و غنج : و افرض اهلك جم 


ليحاوط خصرها يدفعها نحوه اكثر و هو يقول بضحك : هخبيكي 


ضحكت هي بصخب و هي تتركه و تجذب قميص له علي طرف الفراش ترتديه و تخرج ذاهبة الي المرحاض لتغتسل 


_ خرجت من المرحاض بعد أن ارتدت ملابسها أمسكت بخصلات شعرها الطويلة تجعلها علي هيئة ذيل حصان وجدته يرتب الغرفة كما كانت التفت اليها و هو يبتسم قائلاً : استني يا نور هاجي اوصلك 


وضعت يدها علي صدره و هي تقول : لا خليك يا حبيبي انا هروح لوحدي انت عارف زهرة لو شافتني معاك بتقعد تشغل اسطوانتها و انا مش ناقصاها 


ليمسك بها و يقبلها قبلة عميقة شغوفة ليتركها و هو يستند جبهته علي جبهتها و هو يقول بأنفاس عالية تلفح بشرتها حاوط رقبتها براحتي يده و هو يقول : اهلي هيسافروا تاني اخر الاسبوع اكلمك اقولك و تيجي 


لتقرب وجهها من وجهه أكثر و هي تقول بهمس بالقرب من شفتيه : متتأخرش عليا هتوحشني 


تحسس جسدها و هو ينحني ليهمس بأذنها : انتي كدا مش عايزة تمشي من هنا 


ضحكت و هي تبتعد عنه و تركض إلي الخارج و هي تقول : عشان احنا الاتنين اهلك يرمونا في الشارع


ذهبت الي المنزل المشترك بينها و بين زهرة أغلقت الباب بعنف و هي تتأفف من ذلك المظهر المقزز بالنسبة لها لتجلس علي المقعد البلاستيكية الوحيد الموجود بالغرفة و هي تقول : اوف امتي أخرج من القرف دا بقي 


لتدث يدها داخل جيب بنطالها و تخرج منها بعض الأموال لتعد ما بيدها من أموال و هي تقول : أيوة بقي و الله و الفلوس هتجري في ايدك يا بت يا نووور و تمشي من هنا بقي و ابقي مرات رامي 


***********************************

نزلت هي للشارع مرة أخري صارت في الطريق المعاكس لتلك القهوة تضم نفسها رفعت رأسها الي الاعلي تنظر إلي السماء التي كانت بمظهر رائع ردد بأذنها صوته الرخيم و هو يردد عليها ما لمس داخلها ( بس رايدك تعرفي انك كنتي عتعملي خدمة إنسانية عشان الراچل دا يعيش معرفش دلوج لما ادله (اروح) علي البلد الراچل دا هيبجي (هيبقي) عايش و لا لع )

هزت رأسها و هي تهمس الي نفسها انها لن تفعل صارت علي الاقدام حتي وصلت إلي المنزل تذكرت الصندوق حتي صندوقها لم يعد موجود مصدر كسبها للمال لم يعد إليها شئ أبداً كادت أن تتقدم من مدخل البناية لتجد أصحاب الدين و معهم ضابط شرطة و عسكري عادت إلي الخلف و اختبئت بالحائط تراقب دخولهم الي الداخل طرق الضابط الباب لتفتح نور اتسعت عينها بفزع و هي تقول : في أية


ليرد الضابط بصوت قوي : انتي زهرة 


هزت رأسها بنفي و هي تبتلع ريقها برعب و هي تقول : لا و الله لا زهرة مجتش اليوم و مش بتيجي دلوقتي 


نظر لها الضابط من أسفل الي اعلي و هو يهز رأسه بايجاب و يخرج الي الخارج و نور خلفه تريد أن تعلم ماذا سيفعل ليقف أمام البناية و يشير إلي الضابط الي العسكري و هو يقول بحدة : تفضل هنا اول ما تيجي علي القسم 


ابتلعت ريقها و هي تراقب حتي خرج الضابط مع أصحاب الدين و دلفت نور التي كانت بالداخل و ظل العسكري يلازم مكانه أمام الباب لتلتفت الي الخلف و تركض سريعاً لم يعد أمامها سبيل أما أن تنجي بنفسها و تأخذ أيضاً المال و تعيش افضل من ذلك أما أن تزج بالسجون و تكون صاحبة سوابق جنائية فضلت الأمر الآخر و بالاخير هي تنقذ حياة إنسان 


***********************************

أغلقت الباب علي عمها لتخرج الي الواقف أمام الغرفة حين وجدها التفت اليها ينظر إليها بابتسامة فقط نظرت إليه و هي تقول له بهدوء : عمي مصمم يعاود (يرجع) السرايا يا مصطفى


تقدم منها مصطفي و علي وجهه ابتسامة جعلت من تجاعيد خفيفة جانب عينه تظهر لتعطي له مظهر رائع امسك بطرف حجابها يضعه علي وجهها يظهر عينها فقط و يدخله في الجانب الآخر حتي يثبت و يقول : أكده احلي بكتير


عادت خطوة الي الخلف حتي التصقت بالحائط و هي تبتلع ريقها بتوتر و أمسك بالحجاب تفكه عن وجهها و هي تقول بتساؤل : هنعاود 


هز رأسه بنفي و هو يقول : عسأل الدكتور 


ليقطب حاجبيه و يمسك بالحجاب مرة أخري و يضعه كما فعل مرة أخري و هو يقول مكرراً حديثه و لكن هذه المرة أكثر حدة : انا جولت اكده احلي 


و بارتباك و سرعة ثبتت الحجاب علي وجهها و ركضت تدلف الي غرفة عمها مرة أخري حتي يأتي الطبيب 


طرق مصطفى الباب و يدلف مع الطبيب رفع سبابته بتحذير لها من أن تنزع الحجاب فحص الطبيب ايوب و هو يقول : انت عايز تخرج لية يا حاجة 


ايوب بضيق و بلهفة يريد أن يخرج ليلتقي بابنته حتي و إن كانت المرة الأخيرة : زهجت يا دكتور


هز الطبيب رأسه بعد أن أكمل فحصه ليتحدث بعملية شديدة : النهاردة هتفضل تحت المراقبة و بكرا تخرج باذن الله يا حاج 


خرج الطبيب بعد أن ازداد امتعاض وجه ايوب بالاختناق و بعد لحظات يجدون حمدان يدلف الي الغرفة و هو يصطنع اللهفة و هو يقول بقلق مصطنع : كيف دلوج يا اخوي مجدرتش اچاي وراك رچلي مشيلانيش (مش شايلاني) يا اخوي 


هز ايوب رأسه بايجاب و هو يقول بهدوء : اچعد يا حمدان انا زين يا اخوي 


امتعض وجه حمدان بالضيق حين انهي ايوب جملته لتنظر إليه شمس باشمئزاز كيف لها أن لا تصدق شقيقها فما يقول بوالدها وضح كل شئ وضوح الشمس أمامها لتقف عن مقعدها تربت على كتف عمها و هي تنظر إلي والدها بعدوان : نام يا عمي و ارتاح و متتسمعش لحديت اي حد تاني و ان شاء الله مهران عيچي مع فــــرحة اهناه


قالت جملتها الأخيرة ممطوطة و عينها مصوبة علي والدها الذي اتسعت عينه بصدمة و هو يقول بذهول : فرحة !!!!!


ابتسمت شمس بفرح و هي تعلم أنها وصلت إلي ما تريد اصاله إلي والدها لتقول بهدوء و هي تنظر إلي عمها بحب : إيوة فرحة بت عمي ايوب مع مهران دلوج في مصر و عيچي عشية


أصبحت عينه كجمرات لهب تشتعل بحقد قلبه النابض بالكراهية ليدب علي الارض الصلبة بعصاه الخشبية السميكة و هو يهب واقفاً قائلاً بنبرة جامدة مقليه المتحجر : اني ماشي يا ايوب الحمد لله اني اطمنت عليك 


شمس بخبث و هي تضيق عينه نحوه : معتباركش لعمي علي رچوع بته يابا


نظر حمدان نحو بغضب ليلتفت الي شقيقه و هو يرسم ابتسامة مصطنعة حتي لا تصل لعينه و يقول بحنو زائف : اه طبعاً بتنا رچعت بالسلامة مبروك يا ايوب


اتسعت ابتسامة ايوب و هو يتخيل طفلته كيف اصبحت من تشبه هل تشبه ام تشبه والدتها يدعو الله أن تكون تشبه والدتها حتي يشعر أنه لم يفقدها هز رأسه بايجاب و هو يقول بسعادة : الله يبارك فيك يا اخوي


خرج حمدان و اغلق الباب بقوة خلفه لتحتضن شمس عمها و تبكي عقد الآخر حاجبيه بتعجب و هو يربت علي ظهرها و يقول بحنو : مالك يا حبة عين عمك 


سبقت قدم مصطفى عقله و هو يجدها تبكي ليقف بجوارها و هو يقول بقلق شديد : مالك يا شمش 


نظر ايوب الي مصطفي بأن يهدئ قليلاً ايوب يعلم بان مصطفي يعشق شمس فهو كاتم اسرار مصطفى عندما لا يصح أن يتحدث مع مهران عن شقيقته يلجأ إلي خاله الحبيب ليعود مصطفى خطوة الي الخلف فقد كاد أن يلتصق بها و هو يهز رأسه بطاعة لايوب لتشدد شمس من احتضانها لعمها و هي تقول ببكاء  : اني عحبك جوي يا عمي 


ابتسم ايوب و زفر مصطفى بارتياح ليربت ايوب علي رأسها بحب و هو يقول : و اني عحبك جوي يا عين عمك


ابتعدت شمس عن أيوب و هي تمسح دموعها و تبتسم ببهوت و هي تقول بشئ من المرح لا تريد أن يعلم عمها لما تبكي اتقول أنها علمت أن ابيها شيطان بصورة انسان اتقول أن حديث مهران صحيح عن هذا الرجل : فرحة معتخدش مكاني عندك يا عمي مش أكده 


ضحك ايوب و معه مصطفي الذي هز رأسه علي افعال تلك الصغيرة ليبتسم ايوب بدفئ و هو يربت علي يدها بحنان بالغ و هو يقول : انتي بتي اللي مربيها علي يدي يا شمش مين ياخد مكانك انتي بس 


ليبتسم بطفولية و هي تحتضن عمها بحب شديد 

خرج حمدان من غرفة شقيقه و جسده ينتفض بانفعال شديد و عينه مصوبة أمامه نظراته حادة كارهة ليقف هو قبل أن يصعد الي سيارته أخرج هاتفه من جيب جلبابه و يضغط عدة ضغطات و يضعه علي أذنه ثواني و أتاه الرد ليمتعض وجهه بشراسة و هو يقول بغل : جابل (قابل) مهران بمحطة الجطر (القطر) البت اللي معاه تچيب خبرها معايزهاش توصل علي البلد 


رد الطرف الآخر ليهز حمدان رأسه و يغلق الهاتف و يصعد الي سيارته و هو يزفر بغضب شديد 


***********************************

طرق باب الشقة ليقف و فتح الباب ليجدها أمامه ابتسم بثقة كان يعلم أنها سوف تعود وجدت تلك الابتسامة علي وجهه لترفع سبابتها أمام وجهه و هي ترفع حاجبها بشراسة : متفكرش اني غيرت رايي عشان خاطر عيونك انا وافقت عشان الراجل الغلبان اللي بالدبش بتاعك دا هتموته 


صك علي أسنانه بغضب من هذه سليطة اللسان ليترك امام الباب و يدلف الي الداخل بعد أن يبطش بها لتدلف خلفه و هي تضرب بقدمها بغيظ شديد امسك بمحفظته و أوراقه و التفت ليذهون ليرتطم بها و هو لم يكن يعلم أنها خلفه و لضخامة جسده سقطت أرضاً تقع علي ظهرها الذي ألمها كثيراً و لكنها لم تصدر صوت فقط تنظر إليه بغضب مد يده لها ليعاونها علي القيام لتتجاهل يده و تستند علي الارض حتي وقفت قبض علي يده بشدة و هو يغمض عينه مستغفراً ربه فتح عينه لتقع علي حذاءها المهترئ ليلتفت الي الحقيبة البلاستيكية الأخيرة الموجودة علي الأريكة ليذهب و يأخذها و يمد يده بها و هو يقول : البسي دي 


امسكت هي بالحقيبة و أمسكت هذا الحذاء الموجود بالحقيبة لتخلع نعلها و تضعه بالحقيبة و ترتدي هذا الحذاء الجديد ذو الكعب العالي ليذهب هو و يفتح الباب و يخرج و هو يقول : تعالي امعاي يا بندرية 


خطت خطواتها إليه و لكن قدمها لا تطاوعها علي السير بهذا الحذاء قدمها تتلوي إلي أن وصلت إليه لتمسك بيده تستند عليه حتي وقفت معتدلة لتتأفف و هي تنزل يدها عنه و هي تقول : انا مش عارفة امشي بالبتاع دا خالص 


غربت عينه بضيق و هو يهز رأسه بايجاب و يتحدث بلامبالاه : و اني اعمل اية يا بندرية 


ضيقت عينها بغضب و هي تسبه داخلها سباب لاذع تتحدث هادرة بتحذير : متقوليش يا بندرية دي و لا بت البندر انا ليا اسمي و اسمي زهرة قولتلك 


رفع كتفه بلا اهتمام و هو يغلق الباب و يخطو خطواته الرزينة نحو الدرج و هو يقول باستفزاز : يلا يا بندرية 


رفع حاجبها بتحدي و هي تقول بعناد : لو قولتلي كدا تاني هقولك يا صعيدي 


ارتفع جانب شفتيه بابتسامة ساخرة و هو يكمل نزول الدرج و هي خلفه تعثر كعب الحذاء لعدم معرفتها بسير به ليختل توازنها و تسقط علي ظهره و هي تصرخ بفزع وجد هو بلحظة من تقع علي ظهره و تصرخ امسك بيده حتي لا تسقط علي الدرج قلب عينه بنفاذ صبر ليلتفت إليها و هو مازال يمسك بيدها ليحملها علي كتفه ليصبح وجهها امام ظهره و قدمها بالهواء معلقة و يحاوطها بذراعه و هو يقول بضيق : مناجصش (مش ناقص) مخبيل (مجانين )اني 


صرخت به أن ينزلها و هي تطرق علي ظهره بقبضة يدها بقوة ليكمل هو بها الأسفل حاملاً إياها علي كتفه حتي انزلها بالسيارة ليصعد هو الاخر الي جوارها و هو يقول : اطُلوع يا عم مرزوج (مرزوق) علي محطة الجطر (القطر)


هز الرجل رأسه بهدوء و هو يقول : اؤمرك يا مهران بيه 


عقدت ذراعيها أمام صدرها و هي تقول بعناد و تحدي ناظرة إليه و كأنها بساحة معركة : كويس اني عرفت اسمك يا 


اقتربت منه أكثر تنظر إلي عينه التي تمثل بنظراتها عيون الصقر و تهمس من بين شفتيها باستفزاز : يا صعيدي 





البارت الرابع 


تجلس بجواره بالقطار تنظر إلي الخارج و القطار يسير بسرعة شديدة و لا تلمح من الشوارع اي شئ بدقة أما هو يجلس برزانة بجوارها بوجه جامد منتظر فقط الوصول إلي الصعيد الذي أصبحت لا تبتعد كثيراً عنهم التفتت إليه بعد أن تأففت بملل فهي منذ ساعات و هي علي هذا الحال و كأنه أبكم لا يتحدث ابداً نظرت إليه بضيق و هي تقول ملوحة بيدها أمام وجهه : انت اخرس و انا معرفش 


رفع حاجبه الأيسر لاعلي بحدة ليقبض علي كف يده و يرفعه أمام وجهها و هو يصك علي أسنانه بعنف متحدثاً بغضب : احترمي نفسك يا بندرية 


رغم هيئته المرعبة إلا أنها رفعت رأسها بشموخ و هي تزم شفتيها بضيق و هي تتحدث بصوت مكتوم من الغضب : اتقي شري يا صعيدي انت متعرفش انا ممكن اعمل فيك إية و علي يدك عورت الولاه في ذراعه ممكن ميقدرش يحركه تاني 


لترفع سبابتها أمام وجهه و هي تقول بتحذير : فخاف مني بقي 


ارتفع جانب شفتيه بابتسامة ساخرة و هو ينظر إليها من اعلي الي أسفل باستهزاء لتعود و تسند ظهرها علي المقعد و هي تقول : تعرف انت واحد ميستحقش الكلام معاه 


رفع كتفيه بلامبالاه لحديثها حتي يصل فقط ابتسم بخبث و هو يعلم ما سيحدث اتسعت ابتسامته و هو يتخيل مظهرها حين تعلم ما سيحدث لمحته و هو يضحك ليمتعض وجهها باستغراب و من ثم التفتت الي الطريق مرة أخري 


_ وصل القطار بالمحطة و قد بدأ الليل في أسدال ستائره لينزلا سوياً و هي لا تقدر علي السير بهذا الكعب لتسير بهدوء علي عكس خطواته الواسعة المتزنة .. أما علي جانب آخر كان هناك من كان راجل ملثم يرتدي جلباب باللون الرمادي و بيده سلاح




 ناري يختبئ خلف احدي الاشجار حتي يخرجون من المحطة حين لمح مهران و بجواره فتاه تسير ببطئ متعثرة ضاقت عينه بتركيز و هو يوجه فوهت السلاح نحوها اغمض عين و ينظر بالاخري حتي يصيب نشانه بشكل صحيح 


_ انخلع الحذاء من قدمها لتنحني إلي الأسفل لتخلع الحذاء الأخر حتي تسير بحرية في حين أطلق ذلك الرجل طلقته لتصيب أحدي الرجال الذي يسيرون خلفهم التفت مهران بلهفة ينظر إلي تلك التي صرخت بفزع حين سمعت صوت الطلق الناري يدوي فوقها بالضبط امسك بذراعها يجذبها لتقف معتدلة وجهها الذي شحب و انفراج شفتيها بخضة و هي تنظر إليه بزعر ضغط علي ذراعها و هو يسأل بقلق : انتي زينة 


وضعت يدها علي قلبها و هي تبتلع ريقها بصعوبة لتهز رأسها بايجاب و هي تقول بأنفاس لاهثة : أيوة أيوة كويسة 


التفت هو برأسه الي الخلف لينظر الي ما حدث ليجد أن الطلقة أصابت رجل آخر امسك بيدها و هي لم تبالي هي في حالة يرثي لها الآن ترتجف أوصالها من شدة الخوف أزاح الجميع من حول الرجل انحني إليه ينظر ما اصابه ليجد الإصابة بكتفه و الدماء تنزف منه بحث بعينه عن السيارة التي من المفترض أن تكون بانتظاره زفر بضيق و هو لم يجدها ليضع يده بجيب بنطاله و يخرج الهاتف و يهاتف ذلك السائق الذي رد بلحظات بخوف و هو يسمع صوت مهران الغاضب و هو يقول : انت وين لحد دلوج 


ليرد الآخر بارتجاف : اني في الطريج (الطريق) يا مهران بية دجيجة (دقيقة) واحدة و ابقي جدام (قدام) چنابك 


اغلق مهران الهاتف دون رد اخر في حين كانت هي تلتفت حولها لتجد ذلك الوغد الذي أطلق النار لتنزع كبده من احشاءه و هو حي في حين لمحت من ينظر من خلف الشجرة الكبيرة لمحت عيون ثاقبة مثبتة عليهم لتسحب يدها من يد مهران و تنزع الحذاء من قدمها و تركض نحوه تعجب مهران و الجميع من حوله من موقف تلك الفتاه وجد ذلك الرجل زهرة تركض نحوه عينها مصوبة نحوه ليحاول الفرار و لكن هيهات لتسرع قدمها راكضة حتي تمكنت من الامساك به كان تبدو كـ صبي متشرد و هو تصك علي أسنانها بغل و هي تمسك بتلابيب ملابسه امسك هو بيدها الممسكة به و هو يصرخ : بعدي عني يا بت انتي 


لترفع هي قدمها لتضرب ركبتها أسفل معدته بكل قوتها ليخر ساقطاً علي الارض متأوهاً في حين ركض مهران ليصل الي تلك المجنونة امسك بها و هي تضرب كف بالآخر باشمئزاز ليحدق بها بحدة و هو يقول : انتي عتهببي أية يا مخبلة 


أبعدته عنها بعنف و هي تشير الي الرجل المتسطح علي الارض قائلة بشراسة : الراجل دا هو اللي ضرب النار و انا شوفته و هو مستخبي 


امسك بذراعها يبعدها الي خلف ظهره و هو يمسك ذلك الرجل في حين وصلت السيارة و نزل السائق يبحث بعينه عن مهران أشار إليه مهران أن يتقدم وقف أمامه و هو يقول باعتذار : اسف يا مهران بيه 


ليدفع مهران ذلك الرجل من يده إلي السائق و هو يقول بصوت قوي : حطه في شنطة العربية 


هز السائق رأسه بايجاب و طاعة و ركض مهران يحمل ذلك الرجل المصاب الي السيارة حتي يأخذه معه الي المشفي اغلق الباب المجاور للسائق و نظر إلي الخلف ليجدها تقف بعيداً تنظر إلي ما يفعله أشار اليها و هو يقول بصراخ لها : انتي يا بندرية واجفة (واقفة) عنديكي لية 


لتركض إليه و تصعد خلفه الي السيارة في المقعد الخلفي متجهين بالسيارة الي المشفي 


***********************************

تنهدت شمس و هي تجلس بالمقعد المجاور الفراش عمها و هي تتذكر انها لا تعلم شئ عن والدتها منذ الصباح تأففت بداخلها حتي لا تزعج عمها لتنظر الي مصطفي في حين كان هو يتطل إليها بنظرة لامعة أكثر من زي قبل اتسعت عينها بغضب و هي



 تهز رأسها بتساؤل لتحرك هو كتفيه بلا شئ و يعود بظهره الي الخلف و هو يعقد ذراعيه أمام صدره لتقف هي و تنظر من نافذة الغرفة و هي تقول : مهران أتأخر جوي 


هز ايوب رأسه بقلق يأكل داخله و هو يقول : الغايب حچته معاه يا بتي


لتهز هي رأسها مرة أخري بموافقة و تعود إلي تطلعها الي الخارج ه‍زت رأسها و هي تبعد الأفكار السيئة عن تفكيرها بما يخص والدتها حين لمحت سيارة مهران لتبتسم باتساع و هي تقول بفرح : اهو مهران چيه اهو 


دق قلب ايوب بقوة من فرط توتره لحظات و يلتقي بابنته كيف اصبح من تشبه ما هو صوتها لا يعلم أن تلك الشرسة الصغيرة سوف تكسب قلبه بدقيقة واحدة 


أما علي الجانب الآخر حمل مهران ذلك الرجل المصاب و دلف به الي الصحة حتي ينقذه قبل تصفي دماءه و عاد إلي السيارة و أمر السائق أن يأخذ ذلك الرجل الموجود بحقيبة السيارة الي القصر و أن يعاونه رجاله أن يضعوا بالقاعة الشرقية فتح باب



 السيارة الخلفي ينظر إلي المتوتر التي تفرك باصابعها و تقضم شفتيها السفلية بارتباك واضح علي قسمات وجهها تأفف و هو يغرب بعينه بغضب و هو يقول لها بصوت حاد اجش : عستني كتير اني 


لترفع رأسها إليه تنظر له بقلق و هي تقول باستكانة :  انا غيرت رايي انا اسفة بس عايزة ارجع القاهرة 


تغيرت معالم وجه بالكامل و لاحظت احمرار عينه و هو ينظر إليها بنظرة شيطانية فكة المتشنج ارفع جانب شفتيه بابتسامة غامضة و هو ينظر إلي السائق قائلاً بصوت غاضب : رچعها محطة الجطر (القطر) 


امأ السائق برأسه بطاعة ليلتفت الي تلك التي تنهدت بارتياح ليضيق عينه بشر و هو يقول بنبرة قوية أكثر من سابقتها : بس رچعها چثة 


شهقت هي بصوت عالي و هي تضع يدها علي صدرها و اليد الاخري تبحث بجيب بنطالها عن سلاحها و لكنها لم تجده غامت عينها بشراسة و هي تقول : هو انا فرخة هترجعني جثة محدش يقدر يقربلي 


ليبتسم هو بشر و يغلق باب السيارة بقوة شديدة ليقف بشموخ و هو يعقد ذراعيه أمام صدره يرفع رأسه بثقة أدار السائق المقود لتتسع عينها برعب و هي تجد الجمود يغطي وجه ذلك الرجل صار السائق بالسيارة قليلاً لتلوح بيدها و تصرخ به أن يتوقف و هي تقول بهسترية : وقف وقف وقف 


ليقف السائق و تفتح هي الباب و تنزل من السيارة تركض نحوه حتي وصلت أمامه و يبتسم هو داخله بثقة كان يعلم أنها ستعود اليه و هي تقول بمرح مصطنع : انت صدقت اني هسافر و لا اية دا انا بختبرك


ابتسم باقتضاب و هو يصفع جبهتها بيده الضخمة لتصرخ هي متأوهة بألم من أثر ضربة يده علي جبهتها بشدة لتحبس لسانها بين أسنانها حتي لا تتفوه بأي جملة و هي تسمعه يقول بسخرية : ما هو واضح يا بندرية


طرقع هو أصابعه و هو يركض علي الدرج و هي تصعد خلفه حافية القدمين بيدها الحذاء ذو الكعب العالي كان هو يتقدمها بخطواته السريعة و هي لم تعد تقدر علي ملاحقته لتقف تلتقط أنفاسها و هي تقول : هو الآوضة فين يا عمدة 


أشار إلي الغرفة المجاورة له من الجهة اليمني لترتدي الحذاء مرة أخري و هي تبتلع ريقها بقلق وضع يده علي مقبض الباب يديره لينفتح الباب و يدلف الي الداخل و يقترب من عمه ليقبل يده و هو يقول بهدوء : سلامتك يا عمي 


ليربت ايوب علي يده بحنان و هو يقول بقلق و هو لم يجد ابنته : الله يسلمك يا ولدي 


وجد مهران بعين عمه قلق و خوف ليربت علي كتفه و هو يقول بصوت عالي : تعالي يا فرحة 


بارتجاف في أوصالها تدلف بتمهل و بطئ و كأنها تخطو لأول مرة قبضت علي كف يدها و هي تتنفس بهدوء دلفت أول خطوة لها الي الغرفة و صوت كعب حذاءها يدق بالأرض




 الصلبة التفت الجميع بلهفة لمعرفة كيف اصبحت فرحة الصغيرة ابتلع ريقها بتوتر و هو تجد أن الجميع مصوب عينه عليها تثبتت قدمها بالأرض انتفض ايوب جالساً باعتدال و قد اتسعت عينه بسعادة نظرت إلي ذلك الرجل المسن الذي يتوسد




 الفراش راكداً يبدو عليه الإرهاق الشديد تأملته قليلاً نفس لون بشرتها السوداء و رسمت عينها و لونها البني الفاتح ابتسم تلقائياً حين اكملت تأملها له ليصدح صوت مهران الغليظ و هو يقول : جربي (قربي) يا فرحة 


و كأن قدمها قد شلت لم تعد قادرة علي السير ليمسك ايوب بيد مهران ليقف ليعاونه مهران علي الوقوف ... و في مشهد درامي مروع يتمزق له القلوب أدمعت عين ايوب و هو يحاول




 أن يسرع في خطواته متجه إليها لتتقدم هي منه بعد وهلة و أخيراً أصبحت قادرة علي تحريك قدمها وقف ايوب أمامها يرفع كف يده المغطي بالتجاعيد و العروق البارزة يسبطه علي وجنتها تحسس بشرتها لاول مرة كان شعور غريب اجتاح



 قلبهما معاً ابتسمت حين ربت هو علي وجنتها بحب ليمسك بيدها يجذبها إليه ليحتضنها بين ذراعيه معتصراً إياها بين ضلوعه يستنشق رائحتها و قد امتلئت الدموع بعينه .. ارتعد جسدها حين وجدت نفسها و لاول مرة بين ذراعين حنونة



 عليها رفعت يديها بارتجاف واضحة و بتردد شديد تبادل ذلك الرجل احتضانه تنهدت من عمق قلبها و هوت علي وجنتها دموعها التي خرجت من صميم اوجاعها الذي و لاول مرة يذيق قلبها هذا الدفئ ليضمها أكثر و هو يربت علي ظهرها بحب و



 كأنه لا يريد أن يخرج من بين أحضانه كانت لحظات قاسية علي طفلة لم تعرف يوماً طعم الابوه و اب بهت قلبه من انتظار هذه اللحظة و هو يجد ابنته فلذة كبده بين يديه كما كانت قبل



 ساعات من اختفاءها و بالاخير استسلمت هي لتبكي بصوت مسموع و هي تغمض عينها بشدة .. نظر إليها مهران لما تبكي يا لها من ممثلة مبدعة تتقن دورها بامتياز ابتسم ساخراً و هو



 لا يصدق أن هذه الدموع حقيقية كان الجميع متأثر الا هو جامد يقف ينظر إليهم بغموض ليتقدم منهم يربت علي كتف ايوب و هو يقول بهدوء : بكفياك (كفاية) واجفة (واقفة) لحد اكده يا عمي 


ابتعد ايوب عنها مسح وجهها المغطي بالدموع بأيدي مرتجفة و هو يقول بتلعثم : خديچة جالت (قالت) انك شبهي بس انتي احلي بكتير 


ابتسمت ابتسامة طفيفة علي ثغرها برزت غمازات وجنتيها لتستند ايوب و تعاونه علي التسطح علي الفراش و تدثره بالغطاء امسك بيدها لتجلس بجواره جلست هي علي طرف




 الفراش و هي تبتسم ابتسامة حتي لا تصل لعينها لترفع وجهها تنظر إلي ذلك الواقف باقتضاب بأعين متسائلة لينظر الي شمس و هو يشير إليها قائلاً : دي شمش خيتي (اختي) 


التفتت إليها زهرة تنظر إليها سرعان ما اتسعت ابتسامتها بود و هي تشعر بسماحة وجه شمس المبتهج لتقترب منها شمس لتقف و تصافحها لتحتضنها الأخري سريعاً بمودة بالغة و هي تقول : يا مرحب بيكي يا خيتي بيناتنا (بينا) 


ابتسمت زهرة باتساع هي الأخري و هي تبادلها احتضانها و هي تقول : ربنا يخليكي شكرا 


ابتعد زهرة عن شمس لتجده يشير الي مصطفي قائلاً بلهجة جامدة : و ده مصطفي ابن عمتي 


هزت رأسها مرحبة بابتسامة مجاملة و هي تجد نسخة أخري من ذلك المتعجرف مبادلة إياه ترحابه الصامت التفتت الي ايوب تبتسم ليجذبها مرة أخري ليقبل جبهتها و يحتضنها مرة أخري : وااه يا بتي اتوحشتك جوي 


صمتت هي تبتسم بحزن لينظر ايوب الي مهران بامتنان ليبتسم الأخري بحب إلي عمها ليسأل ايوب قائلاً : بس انت مجولتليش (مقولتليش) يا مهران انت لجيت (لقيت) فرحة كيف 


بعتت الأخري و هي تنظر إلي مهران بأعين متسعة و هي تبتلع ريقها بتوتر ليرفع مهران رأسه بثقة و هو يقول بهدوء : الرچالة لجوها (لقوها) من سبوع كدا يا حاچ لما اتوكده (اتأكده) انها فرحة روحت اني چبتها مانت خابر اني لازم اتوكد لاول 


هز ايوب رأسه بايجاب و هو يقول بتساؤل مرة أخري : و هما لجوها (لقوها) فين يا ولدي 


مهران و هو يذهب الي شقيقته و يمسك بيدها لتقف : متشغلش بالك انت يا حاچ


لينظر الي مصطفي و هو يقول : اني هعاود السرايا اطمن علي امي و هسيب شمش چمبيها (جنبها) و اچي


أوقفه مصطفي و هو يرفع وجهه أمامه و هو يقول : اني هعاود مع شمش الحاچ ايوب عيسال عليك من ساعة ما فاج (فاق) خليك چاره (جنبه)


هز مهران رأسه بايجاب و هو يشير إلي شمس بالذهاب مع مصطفي و هو يقول بجدية : ابجي (ابقي) طمنيني علي امي 


هزت شمس رأسها بطاعة و هي تقول بابتسامة : حاضر يا اخوي 


لتلتفت الي زهرة و هي تقول بود : عستناكي اني في السرايا يا بت عمي 


ابتسمت زهرة و هي تضع خصلة مجعدة سقطت علي وجهها خلف اذنها و هي تهز رأسها بهدوء خرجت شمس مع مصطفي في حين نظر مهران الي زهرة نظرة غامضة لم تعرف هي معناها لتهز كتفها بلامبالاه و هي تسمع الي صوت ايوب يأتي من خلفها لتلتفت إليه و تبدأ بالحديث معه حتي ذهب في نوم عميق


**********************************

تسير الي جواره شاردة في الطريق لا تريد أن تنظر إليه لا تريده أن يتحدث معها باي شئ فقط يصلها الي المنزل بهذا



 الليل الكاحل التفت اليها برأسه و هي تنشغلة في رفع جلبابها الاسود الطويل عن مرمي قدمها حتي تقدر علي السير براحة انتفضت بخضة حين افلجها صوته الحاد و هو يصيح : معتوجعيش (مش هتوقعي) و اني جارك (جنبك)


لتسبل اهدابها ببراءة و هي تقول بصوت خافت بعض الشئ : معرفاش امشي اني يا مُصطفي


لينظر إليها مصطفي و يمسك بيدها بقوة علي حين غرة حاولت أن تفلت يدها من يده و هي تصيح به هادرة بغضب : بعد يدك عني يا مصطفي انت اتخبلت (اتجننت) بعد


ليضغط علي يده أكثر من السابق و هو يقول بحدة حتي تصمت : معايزش (مش عايز) حديت (كلام) كتير دلوج نوصل السرايا 


صمتت و هي تحاول بين الحين و الأخري أن تجعله يفلت يدها و هو متمسك بها أكثر قضمت شفتها السفلية و هي تريد أن تسأله عن ما قاله لها بالصباح تنحنحت و هي تردد اسمه من بين شفتيها بخفوت رقيق : مُصطفي


نظر إليها مصطفي حين وصل الي أذنه صوتها الهادئ المستكين الذي يشعل قلبه النابض بها هي و بقوة هل يعقل أن يحب تلك




 الطفلة التي تربت امام عينه تكبر لحظة بلحظة معه هل يحب تلك الطفلة الصغيرة بالنسبة لرجل ناضج كبير مثله ابتلع ريقه بصعوبة و هو يقول بصوت اجش : إيوة يا زينة البنات


تنظرت إلي الأسفل بخجل و شعر هو بارتجاف كف يدها بين يده المحتضنة له ليجدها تتمتم بصوت يكاد يصل الي أذنه قائلة بخجل و وجنتيها التي كستها الحمرة بشدة : حديتك في الصبح اااا...


بترت عبارتها حين وجدته يهمهم باهتمام واضح رفعت رأسها إليه تنظر إلي ظلمة عينه الكحيلة بتمعن و كأنه لا يعلم ما قاله في الصباح فقط يكتشف منها لتعود بالنظر الي الأسفل و هي تقول بحرج : لع مفيش حاچة يا مُصطفي 


امسك بيدها الأخري يوقفها أمامه و هو ينظر حوله القرية كلها لا يوجد بها أحد الجميع في المنازل لينظر الي الأسفل حيث هي صاحبة القامة القصيرة ليتحدث بنبرة متلهفة : اني خابر (عارف) اني جولت (قولت) أية الصبح 


لتنظر إليه منتظرة اي شئ يلطف هذه النيران المستعرة بقلبها الصغير ليتحدث قائلاً بكلمات إصابتها بخيبة الأمل بعد أن اعتقدت أنه يحبها : اني مرضاش أن خيتي (اختي) توجف (توقف) للغفر أكده 


سحبت كف يدها من يده و هي تقول بصدمة : خيتك !!! 


ابتلع ريقه بصعوبة و امتعض وجهه بحزن و هو يجد عينها التي امتلأت بالدموع كاد أن يقترب مرة أخري لتسحب نفسها هي بعيداً و تقول بنبرة جامدة : اتأخرت علي امي اني يا بن عمتي هتأچي و لا هعاود لحالي (لوحدي)


صارت أمامه و هو خلفها مقتضب الوجه ملامحه غامضة جامدة لا تظهر عليها سوا الغضب ..قضمت هي شفتيها المرتجفة بقوة أكثر حتي لا تزرف دمعة واحدة الآن لا تريد أن تصبح محل سخرية بنظره الآن هزت رأسها بعزم و هي تنوي علي فعل شئ ما لتسير بسرعة أكثر تود أن تصل بدقيقة واحدة الي القصر


***********************************

في صباح يوم جديد كان مازال يجلس علي المقعد الموجود بالغرفة عاقد ذراعيه أمام صدره يراقب من تنام علي كتف عمه منذ ساعات و كأنها لاول مرة تذيق جفونها طعم النوم كانت تنام بهدوء متكورة علي نفسها يد عمه تحيطها و كأنه حامي لها



 زفر ما بصدره من ضيق و هو يتذكر ذلك الرجل الذي أطلق عليهم طلقته النارية أخرج هاتفه من جيب بنطاله و ضغط عدة ضغطات و وضعه علي أذنه حين القي اؤامره علي مسامع كبير رجاله و اغلق الهاتف واضعاً إياه في جيبه مرة أخري .. تململت



 هي بنعاس تجلب الصحو الي جفنيها فتحت عينها ببطئ ليظهر لها وجه رجل غريب اتسعت عينها بزعر و هي تجلس بسرعة شديدة أيقظت ذلك النائم من غفوته و هو يتمتم : بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا بتي 


وضعت يدها علي قلبه تغمض عينها بشدة و هي تتذكر أنه ذلك الرجل الذي يظن أنها ابنته تنحنحت لتجلب صوتها و هي تقول بهدوء : مفيش بس انا لما بصحي مببقاش فاكرة اي حاجة خالص لحد ما اهدي كدا بتفكر 


ضحك ايوب بقهقهة عالية لم تظهر منذ فترة طويلة ليجلس معتدلاً و يلتفت الي ذلك الجالس ببرود ليجده يتحدث إليه قائلاً : اصباح الخير يا عمي 


ابتسم ايوب و هو يقول بهدوء : اصباح النور يا ولدي 


جلس ايوب علي طرف الفراش و هو يرتدي حذاءه و يقول بحماس : رايد اعاود السرايا مش انعاود بجي (بقي) يا فرحة 


امسكت زهرة عصا ايوب تناوله إياها و هي تقول : انا عايز تقولي زهرة مش فرحة 


نظر ايوب إليها مطولاً و من ثم تمتم بهدوء و هو يأخذ منها العصا : كيف يا بتي 


همهمت هي بتفكير لتجلس بجواره و هي تقول : خلاص انت قولي فرحة و الكل يقولي زهرة ممكن 


هز ايوب رأسه بايجاب دون حديث ليقف مهران و يمسك بيد عمه ليعاوده الي المنزل مرة أخري 


***********************************

جلس الجميع في باحة القصر تجلس زهرة بجوار ايوب الذي يحاوطها و لم يتركها ابداً بين نظرات مهران الحادة التي لم تعد تتحملها 




و كأنه يقول شئ بعينه لكنه غامض و بشدة قفزت شمس تجلس بجوار زهرة و هي تقول بمرح : زين انك چيتي يا خيتي خلينا نفرح بمهران بجي (بقي)


التفتت إليها زهرة تنظر إليها بتساؤل لتشير الي نفسها و هي تقول : و انا أية داخلي في فرحتكوا بمهران 


قهقهت شمس بشدة و هي تنظر إلي ايوب و هي تقول : هو انت مجولتلهاش (مقولتلهاش) و لا اية يا عمي 


هز ايوب رأسه بنفي و هو يقول : دي لسة چاية يا بتي متخدهاش علي الحامي أكده 


امسكت شمس بيد زهرة و هي تنظر إلي ذلك الجالس بثقة علي ثغره ابتسامة



 عريضة مستهزءة لتتحدث بمرح : انتي مكتوبة لمهران من جبل (قبل) ما تتولدي ده سلو عليتنا ولاد العم لبعضيهم يعني انتي عتبجي (هتبقي) مرت (مرات) مهران


اتسعت عينها بصدمة كبيرة حتي كادت أن تخرج من حديقتها و سقط فكها بذهول و هي تقول : مراته !!!!


لتلتفت إليه لتجده بنفس الهدوء لم يهتز منه شعرة واحدة كان يعلم منذ



 البداية سكونه ليس من فراغ صكت علي اسنانها بعنف و هي تضع يدها بخصرها لتهتف بغضب و عينها مصوبة 


نحوه ترسل له شرارات شرسة و داخلها يغلي بشدة لتهدر به بصراخ قائلة : وحياة امك 


              الفصل الخامس من هنا


لقراة باقي الفصول من هنا




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-