رواية عطارة جدو
الحلقة الاخيرة
مر شهر علي وفاه سامية و مالك في اكتئاب حاد و لا يخرج من غرفته طرقت كارمن باب غرفته و لكن لم يرد عليها لتفتح باب الغرفة و بيدها صنية عليها طعام
كارمن و هي تضع صنية الطعام اعلي الكومود : حبيبي يلا عشان تأكل
مالك بضعف : مليش نفس يا كاومن (كارمن)
كارمن و هي تجلس بجواره : يا لوكا انت بقالك شهر علي الحال دا دا انت حتي مروحتش لمازن خالص و هو زعلان منك طب مين هيدافع عني لو حد عاكسني في المحل هااا
مالك بدموع : كل حاجة جت ووا (ورا) بعضها كله حاسس اني مكسوو (مكسور)
كارمن : بعد الشر عليك من الكسرة يا حبيبي انا جنبك كلنا جنبك مالك انا مش مرتاحة و انت كدا انت عايزني مش مرتاحة
اشار لها مالك بمعني لا لتكمل كارمن : يبقي تأكل عشان خطري
مالك و هو يمسك بيدها : عاوف (عارف) اني دايما معذبك معايا بس مش بايدي و الله
كارمن بابتسامة : انت روحي يا مالك انت عيني اللي بشوف بيها انت كل حاجة ليا
طرق عصام الباب و دلف الي الغرفة
عصام : مكلتش بردو يا مالك
كارمن : قوله يا عمي مش راضي يأكل
عصام : طيب روحي انت يا كارمن استنينا تحت و احنا هنيجي
كارمن و هي تنظر الي مالك : ماشي يا عمي
ذهبت كارمن ليجلس عصام بجوار ابنه و يقول برزانة : مالك انت عقلك كبير و فاهم ان دي سنة الحياة منها و اليها نعود يا بني و انت مؤمن يا مالك
مالك بدموع : بس دي امي يا بابا
عصام بهدوء : يعني امك استثناء عن باقي البشر كلنا هموت انا و ....
لم يكمل عصام عندما ارتمي مالك باحضانه يبكي و يقول بطفولية : بعد الشو (الشر) عليك يا بابا
ليربت عصام علي كتف ابنه و هو يبتسم و يقول : قوم بقي يا بطل عشان نروح لمازن موحشكش مازن و لا مكة اللي مش مبطلة عياط و مش راضي اخليها تطلعلك عشان مش عايزها تشوف الا مالك اخوها القوة الشجاع سندها من بعدي يلا قوم
*****************************
جلست مكة الباكية امام ناظرين العاشق المتألم لكنه قطع وعد ان لا يقترب منها بعد الآن الا ان قلبه يؤلمه بشدة لينتقل الي جوارها
شادي : اااا مك مكة كفاية عياط
لتنظر له نظرة عتاب و تقول : يهمك يعني
شادي : ط طبعا
مكة : مهو مكنش يهمك من شهر
شادي : مقدرتش اقرب
مكة : و انا معرفش ابعد
شادي : يعني
مكة : يعني انت اساسا مش بتحبني انا اختبرتك و شوفت بعيني اللي بيحب مش بيسيب اللي بيحبه في همه لوحده
شادي بحرج : بس انا كنت معاكي
مكة : كنت غبية اوي لما كنت يوم ماتش مالك كنت هقولك
شادي : تقوليلي اية
مكة ببكاء : اني بحبك
لينظر لها بذهول و من ثم ينظر حوله و لم يجد احد ليقول : هو الكلام دا ليا
مكة و هي تغادر : للاسف ايوة
لم يعد يعلم ايفرح ام يحزن ليضحك تارة و يسرح تارة ليكون مثل المجانين
*****************************
نزل مالك اخيراً مع والده لينفرج وجهه الجميع لخروج مالك من ازمته جلس الجميع يحاول اخراجه من ما هو فيه
عصام بهمس لمالك : مالك لازم تقولهم يتممه خطوبة سراج و ليان دول عاملين خاطر ليك
مالك : و انا كمان عايز اخطب كاومن (كارمن) مش هفضل مقعدها كدا
عصام : عين العقل يا بني
عصام : بصوا بقي يا جماعة احنا معدناش هنأجل خطوبة سراج و ليان و نتممها و انا بطلب ايد كارمن لمالك
دق قلب كارمن بشدة فهل ما قاله عمي صحيح
ماهر : بس انا مش موافق
الجميع : ايييييية
ماهر بضحك : الا اذا وافقت كارمن
ليضحك الجميع بشدة و يقرأون فاتحة مالك و كارمن و الاثنين يطيران من شدة الفرح و اجتمع الجميع انها لم تكن خطبة انما زفاف فقد تعرف الشباب علي بعضهم و سوف يسكنون في نفس المنزل
عصام : انا بقي ليا طلب من مالك
مالك : اتفضل يا بابا
عصام : عايزك تقنع مكة الكبيرة تيجي تعيش معانا هنا لانها مش موافقة عشان مالك و مازن و بتقول مش هاخد مكان مامتهم
مالك : حاضو (حاضر) يا بابا هكلمها متقلقش
ليقف شادي و هو ينظر الي مكة و يقول : انا كمان هخطب
ليدق قلب مكة بخوف لا تعرف مصدره ليتسأل الجميع من هي ليقول شادي : مكة و هي موافقة و قالتلي كدا
لتنظر مكة له بدهشة ليقول مالك بغيرة : لا مكة لسة صغيوة (صغيرة)
عصام : دي اخر سنة ليها معدتش صغيرة يا مالك
مالك : يعني موافق يا بابا
عصام : ايوة موافقة انتي بجد موافقة لمكة
لتشير مكة بلا دون النظر لاحد
مالك : اهي مش موافقة اهي
كارمن : في اية يا مالك اصبر
شادي : يا عمي حضرتك اتكلم
مكة و هي تنظر له : موافقة بشرط
شادي : موافق
سعيد : مش لما تعرفه الاول قولي يا مكة
مكة : مفيش خطوبة غير لما اخلص السنة دي و ابقي متأكدة من قراري
عصام :طيب كويس دا ماشي موافق و مالك كمان موافق مش كدا يا مالك
مالك و هو يجز علي اسنانه : ايوة يا بابا
*****************************
دلفت الطبيبة الي غرفة مازن لتراه يصلي فرضه لتتقدم منه بفرحة لينتهي من صلاته و يقوم و هو يطوي سجادته لتقول الطبيبة بابتسامة : حرمان يا مازن
مازن بفرح : جمعا ان شاء الله يا دكتور
الطبيبة : رجعنا تاني لدكتور
مازن : قصدي يا شهد
شهد بحزن تحاول مدارته و لكنها تفشل : علي فكرة انت هتخرج بكرا
مازن بصدمة : بكرا !!!
شهد : ايوة علاجك خلص الحمد لله
مازن و هو ينظر الي عينها : بس انا مش عايز امشي
شهد و هي تتهرب من عينه : ازاي يعني لازم تخرج
مازن : هشوف صح
شهد باتبتسامة : اكيد طبعا اومال مين كل صلي هيكلمني عشان يفكرني
ليبتسم مازن بحزن و يصمت
*****************************
لم تذهب اليوم جاسمين الي دروسها لملاحظتها تغير وجدي لها و التي لاحظها ايضا اصدقاءها و بعد ان ينتهي الدرس يظلون يمزحون معها مزاح ثقيل و كلامتهم علي ان استاذها المبجل يحبها
دق هاتفها برقم مكة لتفرح فمكة حتي الان لا تبيت معهم
جاسمين : مكة مشيتي لية قبل ما اشوفك
مكة : معلش يا حبيبتي اصل ....
لم تكمل جملتها عندما اخذ منها شقيقها الهاتف و اردف صارخا : انتي مجتيش الدرس لية هااا مجتيش لية
جاسمين بخوف : انا اسفة يا مستر بس
وجدي بشراسة : مفيش بسسسس بطلي استهتار
لتبكي جاسمين و تصل شهقاتها الي اذن وجدي الي صمت و نظر الي الهاتف ثم زفر و اشار الي اخته بالخروج من الغرفة و تركه
وجدي : خلاص لو سمحتي متعيطيش
جاسمين : حضرتك السبب في اني مجيش
وجدي باستغراب : انا السبب في اية انا عملتلك حاجة
جاسمين و هي تمسح دموعها : نظراتك و اسئلتك اللي ليا و بس و اصحابي اللي كل لما تسألني مروحة مع مين يضايقوني
ليصمت وجدي قليلا و يقول : ماشي بس معتيش تيجي الدرس لاني مش هبطل نظراتي و مش هبطل اسئلك مروحة مع مين عشان اطمن عليكي
جاسمين ببكاء لطردها من الدرس : ماشي يا مستر شكرا
اغلقت الهاتف و هي تبكي و بكاءها حاد جدا و لاتعلم لما يفعل هذا كله بها
************************
دلف مالك الي غرفة كارمن وجدها نائمة ليأتي الي جوارها و يجلس و يهز كتفها بهدوء و هو يتمتم اسمها لتستيقظ كارمن و تنظر له كارمن بنعاس : مالك
مالك : قومي شوية خليكي صاحية
كارمن : مالك يا مالك فيك اية
مالك : متخافيش يا حبيبتي وحشتيني و عايز افضل معاكي شوية
لتضع كارمن يدها علي لحيته و تبتسم و تقول بحنو : انا معاك دايما يا حبيبي
احتضنها مالك فجأة و هو يستنشق رائحتها لقد اشتاق اليها كثيرا
مالك : وحشتيني اوي
كارمن : لو كنت وحشتك كنت طلعت من اوضتك من قاعد كل دا في اوضتك
مالك : انا اسف بس اللي مويت (مريت) بيها كان كتير عليا
كارمن : و الحمد لله كله عدي
مالك : الحمد لله كله عدي و انتي جنبي
**********************
في صباح اليوم التالي دلف وجدي منزل ال بدران و استاذن ان يري جاسمين حتي يدرس لها ما فاتها لتنادي لمياء ابنتها
جاسمين باعين متورمة من البكاء و وجهه مقفهر : نعم يا مستر
وجدي بصرامة : كتبك و في ثانية تبقي ادامي
جاسمين و هي علي حافة البكاء : حاضر
صعدت جاسمين و بعد دقيقة واحدة جائت و معها الكتب و جلست علي الطاولة امام وجدي و هي منزلة رأسها الي الاسفل منتظرة شرح استاذها المبجل
وجدها جالسة و منظرها رجف قلبه ليرفع رأسها بيدها و ينظر الي وجهها و يمسح دمعتها المزينة خدها و يقول بعملية و كأنه قلبه لم يلتهب لمنظرها : انتي بتعيطي من امبارح
لم ترد ليكرر سؤاله مرة اخري : انتي بتعيطي من امبارح ردي
لتومأ برأسها دليل علي صدق كلامه ليقول : ركزي معايا يا جاسمين انا قولتلك متجيش لاني قررت اني اجيلك انا مش عايزك تضايقي
لتنظر اليه بمعني هل صحيح ليومأ برأسه و هو يقول : ايوة ... نركز بقي في الدرس
انتهي وجدي من شرحه الدرس وقال و هو يغلق دفترها : عايزك تشدي حيلك عشان الامتحانات قربت خليني اعرف اطلبك من باباكي و انا رأسي مرفوع
لتنظر له بدهشة ليقول هو بغمزة : اظن دا دافع ذاكري بقي
ذهب هو و هي ظلت بدهشتها لا تعرف ما قاله اهي ما سمعته صحيح ام لا و انها يهئ لها ذلك
****************************
في المساء جاء مازن و احتفله به احتفالا كبيرا ليجده مالك انه حزين متضايق ليأتي الي جواره و يقول : مالك يا مازن في حاجة مضايقك
مازن : انا محدش يبصلي بعد كدا مين هتقبل بواحد كان مدمن
مالك : و الله انت عبيط الف مين يتمناك يالا
مازن : بس مفيش دكتورة بتتجوز مريضها و خصوصا لو مدمن مش كدا
مالك : اه قول كدا بقي انت عين علي الدكتووة (الدكتورة) شهد
مازن : متحسن الفاظك ماسمهاش عيني عليها اسمها بحبها و عايز اتجوزها
مالك : ماشي يا سيدي بتحب شهد خلاص متقلقش الموضوع عندي بس بعد فوحي (فرحي)
مازن : بتتكلم جد
مالك : و جد الجد كمان
*****************************
و جاء يوم زفاف ابطالنا اقيم عرس في احد القاعات الكبيرة فهم احفاد روؤف بدران
وقف مالك و سراج اسفل الدرج حتي تنزل عروس كلا منهما لتنزلا معا بيد عصام علي انه الكبير بعد ابيه لينبهر مالك من جمال هذه الحورية حقا حورية فستان منفوس جميل له ذيل طويل شعرها المرفوع تاجها كتاجات الاميرات ابتسامتها هادئة تعطي لها جمال فوق جمالها لم يتخلف الحال كثيرا عند سراج الذي ينظر الي كل انش من محبوبته جسدها الذي يصرخ بانوثة مع فستانها الجميل الضيق حتي الركبة ليسلم عصام العروسين الي العريسان ليقبل سراج جبهتها و يدها اما مالك لم يتحمل هكذا ليقبل ثغرها قبلة سطحية املم الجميع لتخجل هي و تضع رأسها بصدره من شدة خجلها ذهب جلسلا و رقصا و هلل الجميع حتي انتهي الحفل حتي اخذ كل منهم عروسه و ذهب الي فندق بجوار القاعة
****************************
دلف مالك الي الغرفة بعد ان اغلق الباب ليجد كارمن تجلس اعلي الفراش و تنظر الي الغرفة بانبهار
مالك : سوحانة (سرحانة) في اية يا حبيبتي
كارمن : انا بقيت مراتك
مالك : و حبيبتي و ان شاء الله ام ولادي
كارمن بخجل : بحبك
ليتقدم منها مالك و يقبل جبهتها و رقبتها و يمرر سبابته علي وجهها حتي اغمضت عينها مستمتعة لينزل الي ثغرها مقبلا اياها بحب و لهفة و فرح انها بين يديه ملك له ليأخذها معه الي عالمه عالم صنعه العشق و العشاق
****************************
بالغرفة المجاورة احتضنت ليان سراج من الخلف محاوطة خصره و تبتسم بحب و من ثم تلتفت له و ترتفع لتقبل ثغره ليتجاوب معها هو بجنون هذا الاجنبية
سراج بضحك : البت الاجنبية الجريئة رجعت تاني
ليان بدلال و هي تمرر يدها علي صدره : يعني مش عاجبك
سراج و هو يرجعها حتي وقعت اعلي الفراش : يا محلي الاجانب
ليعتليها مقبلا اياها بحب و يذهبون معا الي عالم من الحب
**************************
مكة : مالك يا مازن
مازن : هتساعديني لو قولتلك
مكة : طبعا يا شق
مازن : عايزك تروحي المصحة و ........
مكة : بس كدا
مازن : بس
مكة : من عينيا بكرا هيجيلك الخبر اليقين يا شق
مازن : ربنا يخليكي ليا يا اختي يا حبيبتي
في صباح اليوم التالي استيقظت كارمن علي احد يردد اسمها باذنها
كارمن : امممممم
مالك : حبيبي قوم بقي
استيقظت لتنظر الي جوارها لتجده يبتسم لها لتقول بنعاس : صباح الخير يا لوكا
مالك : صباح الياسمين يا قلب لوكا
كارمن : صاحي من امتي
مالك : من شوية كدا يلا قوم خدي شوو (شور) علي ما اطلب الفطاو (الفطار) و اخبط اصحي سواج (سراج) عشان الطياوة (الطيارة)
كارمن و هي تقوم : ماشي
***************************
مكة : لو سمحت فين مكتب دكتور شهد
......: اخر الطرقة يمين
مكة : شكرا
اخذت مكة تسير حتي وصلت الي مكتب الدكتور شهد لتطرق الباب و تدلف الي الداخل و بعد السلامات و التعارف قالت : مازن اللي باعتني بصراحة
شهد بفرحة : مازن خير
مكة : انا هسألك سؤال انا الاول
شهد : اتفضلي
مكة : انتي في مشاعر من ناحيتك اتجاه مازن
شهد بتوتر : مازن مازن انا انا مش ...
مكة : خلاص خلاص اهدي انا كنت جاية اقولك لو مازن اتقدملك توافقي
توترت شهد كثيرا و قالت : انا انا
مكة : احنا اخوات و انا جاية اتكلم معاكي بصراحة
شهد : ايوة اوافق
مكة براحة : ايوة كدا طمنيني و انا اطمن الواد الغلبان اللي علي اعصابه من امبارح دا
****************************
مرت الايام و الشهور و السنين كان الجميع متجمع في ردهة منزل بدران فالجميع ترك بيوته و جلسوا جميعا معاً عصام و مكة الكبيرة و الصغيرة و طفلها بجوار شادي و وجدي و جاسمين المتزوجين حديثا
ماهر و نهي الجالسين يداعبان اطفال ابنتهم و اطفال مالك ايضا و سعيد و فاتن و لمياء و صابر و ليان المنتفخ بطنها اثر الحمل و النائمة اعلي صدر زوجها و مازن المتزوج حديثا ايضا من شهد حتي اسس عمل جديد و حياة جديدة نقية
عصام : فين مالك و كارمن
مازن : كلمت مالك قالي عند الدكتور مع كارمن
عصام : يلا علي خير
طرق الباب و فتحت الخادمة التي عينوها حديثا لكثرة عددهم لتفتح ليدلف مالك مع كارمن
نهي : خير يا ولاد الدكتورة قالت اية
لتنظر كارمن لمالك بابتسامة ليقول مالك بفرح : كاومن (كارمن) حامل
لتيهلل الجميع بفرح و تهل عليهم المباركات
لتخرج الخادمة و تغلق الباب علي احدي قصص المحتمع كانت حياة عادية روتينية ملئ بالوحدة لتصبح حياة ملئ بالفرح والسرور و السعادة و السند و الضهر و العائلة القوية
تمت بحمد الله
