أخر الاخبار

رواية زهرة فى مهب الريح الفصل الاخير بقلم اسماء ايهاب


 
رواية زهرة فى مهب الريح 

الفصل  الاخير


اعلي خزانة الملابس تجلس هي و هو بالاسفل يقطع الغرفة ذهاباً و اياباً كـ ليث غاضب غير مبالي بتلك المعلقة اعلي الخزانة 



تصرخ به أن ينزلها جلس علي الفراش و هو يفك عمامته رفع بصره إليها و هو يضع سبابته أمام شفتيه يشير لها بالصمت و هو يقول بحدة : مارايش اسمع حسك 


امتعض وجهها بضيق شديد و هي تعقد ذراعيها أمام صدرها و تقول بانفعال : بقولك نزلني يا مهران ياما هنط من هنا و انكسر 


ليهب هو واقفاً و هو ينظر إليها بتحدي رافعاً حاجبه لاعلي بحدة و هو يقول بنبرة قوية : ابجي اعمليها أكدة يا زهرة 


لتثني قدمها أسفلها و هي تقول بابتسامة عريضة : أية يا سيد المعلمين انت صدقت انا معملش كدا انا بنتي عايزاني 


هز رأسه بايجاب برضا و هو يقول : زين خليكي أكدة لأجل ما تتربي 


وضعت يدها أسفل ذقنها مستندة بمرفقها علي قدمها و هي تقول بنحيب : يا عيني عليكي يا زهرة طالع عينك و لا حتي زوج حنين ياخدك في حضنه لا بيعاقبك و يبريكي علي حاجة مكنش قصدك تعمليها و انتي مؤدبة و مش بتزعليه ابدا 


نظر إليها بغضب و هو يقول بنبرة قوية غاضبة : مجصدكيش .. تاچي الارض تاني اني مجالش بلاها خروچ من اهناه يا بت الناس و تتخبي ميني لولا شمش اصغيرة 


نظرت إليه باعتذار و هي تقول برجاء : عشان خاطري متزعلش و الله يا مهران 





كنت مخنوقة و كنت عايزة اتمشي شوية و اشوف الزهرة بتاعتي و اهو كمان شمس تتهوا و انت مش هترضي


تخلجت ملامحه بغضب و ضيق ليعود جالساً علي الفراش و هو يقول : كنت جوليلي بردك ابجي خابر 


أشار إلي نفسه و هو يقول بحدة : اني الجيهم بيجوله مرت العمدة في الأرض و اني مخابرش 


دحرجت عينها بحرج و هي لم تعد تعلم ما يجب أن تتفوه به ليهدئ و ينزلها تخشي أن تتفوه بشئ يزيد غضبه و عقابه لها ابتسمت بخفة و هي تطرقع أصابعها بشقاوة و هي تبدأ بالغناء بصوت خافت مسموع بالغرفة فقط : يا اللي زعلان مني و مخاصمني و مش عايز تاني تكلمني واخد علي خاطرك اوي مني يا حبيبي انا اسف يا انت عمري و عمري مفيش بعده يا مسهر عيني كدا في بعده 


قاطعها باشمئزاز و هو يضع يده علي أذنه قائلاً بضيق : بكفايا حسك عفش جوي 


عبست بضيق شديد و هي تضيق عينها و تقلب شفتيها و هي تقول : خلاص مش هغنيلك تاني مع أن انت الخسران انا فنانة علي فكرة 


لوح بيده باستهزاء لتتأفف هي و هي تقول : طب نزلني و انا و الله شوف و الله ما هعمل كدا تاني غير مرتين تلاتة بس 


زمجر بغضب شديد و هو يقف امام خزانة الملابس : زهـــــرة 


لتضحك هي بمرح و هي تقول : خلاص و الله مش هعمل كدا تاني نزلني بقي 


تنهد بصبر ليرفع ذراعيه إليها في حين انحنت هي تستند براحتي يدها على كتفه ليحملها من خصرها يجذبها لينزلها علي الارض ليبتعد عنها مواليها ظهره بغضب و هو يقول : فينها شمش 


ابتسمت بهدوء و هي تذهب بخطوات رشيقة لتقف خلفه و تمد يدها تحاوط خصره بذراعيها تحتضنه و تضع رأسها علي ظهره قائلة بدلال : مع بابا مش راضي يسببها شمس الصغيرة كلت عقل كل اللي شافها 


ابتسم باشراق و هو يقول بفخر بابنته و زوجته بآن واحد : كيف امها 


لتضحك هي بخفوت و هي تقبل ظهره و تقول بدلال : يعني بتعترف ان امها اللي هي انا كلت عقلك يا صعيدي 


ابتسم بحب و هو يحاول أن لا يظهر ذلك و لكنها بذكاء التقطت وجهه الضاحك لتلتف حوله حتي أصبحت أمامه تمسك بكتفه و هي تقول بسعادة : ضحكت و شوفتك 


هز رأسه بلا فائدة و هو يحاوط خصرها يشابك كفي يده خلف ظهرها و هي تبتسم باتساع لتتعلق برقبته و هي تتمايل عليه بدلال و هو يستقبلها بين ذراعيه قبلت وجنته بقوة و هي تقول : لسة زعلان 


همهم بايجاب و هو ينظر إلي وجهها بلا حديث لتتوتر و هي تقول بتلعثم : طب انا اسفة ممكن نتصالح بقي و كفاية حكاية العقاب ده عشان انا عارف اني مش بهون عليك 


ظهر شبح ابتسامة علي ثغره و هو يتذكر ذلك جيداً في حين قالت هي بثقة : فاكر لما منعتني انزل اكل تحت و انا مردتش اكل هنا عارفة انك يومها مأكلتش غير معايا .. فاكر يوم ما اتخاصمنا و روحت انت في اوضة تانية عارفة انك دخلت و قعدت جنب شمس عشان متصحاش و تصحيني عشان انام براحتي ريحتك في الآوضة هي اللي خلتني اعرف انام .. طب فاكر يوم ولادتي قبل ما اتبنج سمعت الدكتورة و هي بتقول انها خطر عشان بدري عن ميعادها و انت دخلت معايا اوضة العمليات صحيت لقيتك جنبي و مسبتنيش و لا لحظة واحدة 


وضع سبابته علي فمها يقطع حديثها و هو يهز رأسه بتذكر لتقرب نفسها منه أكثر تلتصق به و هي تمرر أناملها علي طول رقبته و هي تقول : طب بزمتك متغيرتش عن الاول يعني من بعد ولادة شمس يعني بقالي سنتين بزمتك اتغيرت و لا لا


لوي شفتيه بتحسر و هو يقول : لع .. معتتغيريش واصل انتي يا زهرة اني خايف علي شمش 


ابتعدت عنه قليلاً و هي تشير الي نفسها و تقول بصدمة : انت خايف علي شمس بنتي مني دي هتطلعلك انت شوف عندها سنتين بس بس كلها انت و عليها مية و حداشر زيك تمام 


ربت علي كتفها و هو يقول بفخر : الحمد لله انها كيفي تمام 


عقدت ذراعيها أمام صدرها بغضب و هي تراقبه يجلس اعلي الفراش لتزم شفتيها و هي تقول بضيق : شكرا بجد يعني مش عارفة اقول لحضرتك أية 


ليشير إليها بيده و هو يقول بهدوء : تچيبي شمش اصغيرة من عند عمي ايوب 


نظرت إليه بغيظ و تأفف و هي تخرج من الغرفة لتأتي بابنتها الصغيرة شمس ذات العامين 


***********************************

بقصر مصطفي دلف الي الداخل ليجد هدوء علي غير المعتاد كان عندما يعود يلقي ضجيج و صوت بكاء اطفاله صدح بالقصر كاملاً دار بعينه بالمكان بأكمله و لم يجدها ليصعد الدرج بهدوء متجه الي غرفته كاد أن يفتح الباب ليجدها تفتحه و تخرج وضعت يدها علي فمه حتي لا يتحدث و أغلقت الباب بهدوء و انزلت يدها تستند علي الباب يظهرها و تتنهد براحة علم أنها في صراع مع الصغار حتى النوم نظر إليها بابتسامة و هو يرتب خصلات شعرها المشعث و هذا بالتأكيد اثر أفعال ولده الصغير مهران ليهمس بهدوء : ناموا 


هزت رأسها بايجاب و هي تغمض عينها بشدة و تستند برأسها علي صدره و هي تقول بنبرة علي وشك البكاء : و اني كُمان رايدة اغفي يا مصطفى مجادراش 


احتواها بين ذراعيه و هو يربت علي ظهرها بحنان و هو يقول : تعالي امعاي


صارت معه بهدوء و لم تبدي اي اعتراض هي بحاجة فقط الي الراحة .. دلف بها الي غرفة صغيرة لا يصل إليها اي صوت منعزلة تماماً اغلق الباب خلفه تسطح اعلي الفراش و فرد ذراعيه يشير إليها أن تأتي لتركض سريعاً تتسطح بجواره تريح رأسها علي صدره ليحاوطها هو بذراعيه و هو يمسد علي ظهرها بحنان .. لحظات تليها لحظات حتي انتظمت أنفاسها و غابت في دنيا الاحلام بتعب شديد سحب نفسه منها بهدوء و فتح خزانة صغيرة أخذ منها غطاء و دثرها به و تسحب حتي خرج من الغرفة متجه الي غرفته وجد الصغار قد استيقظوا عبد الله يبكي و مهران يفتح عينه يداعب الهواء بيده بلطف ذهب مصطفي و حمل عبد الله و هو يحاول أن يسكته يداعبه و يلهو معه حتي عاد إلي النوم مرة أخري ليجلس متحسراً علي شقاء زوجته مع هؤلاء الصغار 


**********************************

تجلس تلك الصغيرة ذات الشعر الغجري كوالدتها تماماً و عيونها السوداء الكحيلة كـ والدها بشرتها السمراء المحببة تجلس اعلي طاولة الطعام و أمامها صحن من المعكرونة تفرد يدها الصغيرة و تمسك بالمعكرونة و تضعها بفمها و تلوث وجهها و ملابسها و يجلس أمامها علي المقعد ايوب يضحك علي ما تفعله الصغيرة .. نزلت زهرة الدرج و هي تستمع الي صوت ضحكات والدها توجهت إليهم لتبدأ بالضحك هي الأخري و هي تنظر إلي صغيرتها كيف تأكل بشراهة انتشلتها عن الطاولة و هي لا تعلم كيف ابتلعت طفلتها هذا الطعام : سنتين و بتاكلي مكرونة اومال أربعة هتاكلي أية خروف 


_ جولي ما شاء الله يا بتي 


لتحمل زهرة شمس الصغيرة و تحاول تنظيف فمها و هي تقول : ما شاء الله يا بابا و كل حاجة بس بخاف متعرفش تبلع حاجة 


ليقف ايوب متكأ علي عصاه و هو يقول : متجلجيش يا بتي خليني اعوض فيها غيابك عني 


لتميل زهرة و تقبل وجنتي ايوب و هي تقول : يا حبيبي هي معاك علي طول اهي دي بقت توحشنا يا حاج 


ابتسم ايوب و هو يربت علي رأس شمس الصغيرة التي تشير الي المعكرونة تريد أن تلفت انتباه والدتها لتتحدث زهرة الي ايوب مرة أخري متسائلة : كلمت عمتي حميدة يا بابا عشان يجوا بكرا 


هز ايوب رأسه و هو يقول بايجاب : أكدة أو اكدة يا بتي بكرا الچمعة و چايين 


هزت راسها بايجاب و هي تقول بهدوء : كويس انا هطلع اغير لشمس و مهران عايز يشوفها و هنزلها تاني 


صعدت تركض بلهو مع صغيرتها حتي وصلت إلي غرفتها اقتحمت الغرفة بعنف و هي تضحك ليفتح مهران عينه بخضة و قد كان علي وشك النوم اعتدل جالساً و هو يضرب كف فوق الآخر و هو يقول : اعجلي بجي يا بندرية 


لتمد شفتيها و هي تهمهم بتفكير لدقيقة و من ثم أخرجت لسانها و هي تغمز له بعينها اليسري و تقول بمشاكسة : لا مش ناوية عجبك 


ذهبت الي المرحاض مع شمس الصغيرة بعد أن أخذت ملابس نظيفة لها 


_ وضعت الصغيرة علي الفراش بجوار والدها الذي استقبلها بحفاوة و هو يقبل وجنتيها المنتكزة تخصرت و هي تراه يدلل ابنته الصغيرة انحنت إليه تطرقع يدها أمام وجهه و هي تقول بحدة : بصلي كدا 


لم يعيرها انتباه و هو يدغدغ ابنته و يقبل يدها طرقت علي كتفه و هي تقول : مهران بصلي دلوقتي 


نظر إليها بطرف عينه و هو يقول : إيوة يا زهرة 


زمت شفتيها و هي تقول بطفولة : انت بتحب شمس اكتر مني 


انفجر ضاحكاً و كان يعلم سؤالها المتكرر حين تجده يلهو مع صغيرته قليلاً ليعتدل جالساً علي طرف الفراش ينظر إليها كيف تقف تعقد ذراعيها أمام صدرها و تهز قدمها بعصبية و تنظر إليه بلوم كبح ضحكاته من الظهور و هو يتنحنح امسك بملابسها يجذبها إليه يحاوط خصرها و هو يسأل و هو يشير بعينه الي شمس الصغيرة : هي مش  شمش بتي 


هزت راسها بايجاب و هي تقول : أيوة بس انا قبلها انا الاول انا الأصل المفروض تحبني انا بس 


ليمسك بيدها يجذيها لتنحني إليه يسند جبهته اعلي جبهتها و هو يقول بعيون مغرمة واقعة بها حد النخاع : خابرة زين اني عحبك و كيف ما عجبك عحب شمش لازماً احبها ماهي بتك انتي 


خبأت ابتسامة كادت أن تفلت منها و هي تقول بحذير : بس متحبهاش اكتر مني 


ليجذبها أكثر لتجلس علي قدمها ليحاوط خصرها ليقربها منه أكثر و هو يقول بمسايسة : مين جال اني عحبك انتي اكتر بكتير 


ابتسمت باتساع و هي تقول : بجد 


هز رأسه بايجاب و هو يقول بحنان مداعباً خصلات شعرها الغجرية : إيوة چد يا حبة جلبي 


اقترب منها أكثر يضع يده أسفل ذقنها لتواجه عينها عينه تهدجت أنفاسها و هي تشعر بانفاسه تلفح صفحات وجهها رفعت يدها ببطئ لتحاوط رقبته تضع أناملها برقة و رشاقة علي (تفاحة ادم) البارزة برقبته بشدة نظر إليها و كاد أن يقبلها إلا أنها استمع الي صوت طرقات علي باب الغرفة لتقف سريعاً عن قدمه لتسمع صوت والدها من الخارج قائلاً: زهرة يا بتي فينها شمش


تنحنحت و هي تقول : أيوة يا بابا احم ثواني


نظرت إلي ذلك الماكر الذي ينظر إليها بخبث بضيق لتحمل الصغيرة عن الفراش و تفتح الباب و تمد يدها لايوب بالصغيرة الذي التقطها علي ذراعه و تعلقت الصغيرة برقبته و هي تضحك بسعادة لتتحدث هي : مش عارفة بتتعب معاها لية يا بابا 


ليقبل ايوب وجنت شمس و هو يقول : تعب أية ده 


رحل ايوب بالصغيرة لتعود هي الي الداخل لتتسطح علي الفراش و تدثر نفسها بالغطاء و هي تقول : تصبح علي خير يا مهران 


التفت اليها بذهول و هو يقول : أية تصبح علي اية 


لتغمض عينها و هي تقول بصوت ناعس مصطتنع : تصبح علي خير يا حبيبي


بالفعل وجدها تذهب بالنوم بالفعل تركته و ذهبت في دنيا الاحلام ليمسك بوسادة و يحرقها بها و هو يقول بغيظ : نامي يا زهرة نامي 


**********************************

في صباح يوم الجمعة انتهت شمس من ملابس الصغار لتنظر اليهم بحب و هي تبتسم امسكت بأيديهم و فتحت الباب و رفعت صوتها بنداء باسم الخادمة حتي أتت لتأخذ الصغار الي الاسفل .. أغلقت الباب لتغير ملابسها هي الأخري فتحت خزانة الملابس نظرت إلي ما بداخلها لتنتقي ملابس لها ابتسمت و هي تجد ضالتها امسكت بعباءة سمراء ذات تطريزات من اللون الفضي أغلقت الخزانة و التفتت لتشهق هي بخضة و تعود بظهرها الي الخلف و هي تجد زوجها يقف أمامها يشابك يده خلف ظهره و هو يقف بشموخ واثقاً من ذاته وضعت يدها علي قلبها و هي تتنهد بهدوء : چيت ميتي انت 


انحني قليلاً يضع يده بجوار رأسها علي خزانة الملابس المستندة هي عليها نظر إليها مضيقاً عينه و هو يقول : ماريدانيش اچي اياك 


نظرت إليه بتعجب و هي تنفي برأسها و هي تقول : لع مين جال اكدة رايدة تچاي و تبجي چاري طوالي


دني يداعب أنفه بانفها و هو يقول بهمس : رايدني چارك تسمع حديتي و نچيب حد يجعد مع العيال 


نفت برأسها و قد امتعض وجهها بضيق و هي تقول : لع يا مصطفي اني رايدة عيال تكون جصاد عيني أكدة 


لوي فمه بضيق و هو يبتعد عنها بغيظ و هو يقول : خليهم چارك 


ابتسمت برقة و هي تتقدم منه تضع يدها علي وجه و هي تتحدث برقة : و خليكي انت كُمان چارنا


امال رأسه يحتضن كفها الصغير و هو يقول : ميتي اني بعدت عنيكوا


اتسعت ابتسامتها الرقيقة و هي تقول : و لا نوبة 


دني يقبل جبهتها لتغمض هي عينها متنهدة بحب و هي تستنشق رائحته العطرة ابتعد عن جبهتها ليمرر إبهامه علي بشرتها و هو يقول : غيري خلجاتك ماريدش نتأخر علي خالي 


هزت راسها بطاعة ليخرج هو من الغرفة غالقاً الباب خلفه تاركاً إياها لتبدل ملابسها ...


***********************************

استيقظت زهرة تفتح عينها ببطئ و النعاس لازال يداعب جفنيها تسطحت علي ظهرها لتتماطع لتعطي لنفسها فرصة لتذكر ما كانت عليه .. التفتت برأسها لتجده لازال نائم حتي الآن خطر ببالها فكرة لتضع يدها علي فمها حتي لا تنفلت ضحكتها و تيقظه لتخرج من الفراش و تتسحب لتخرج من الفراش لتذهب الي وحدة الادراج و تأخذ احمر شفاه و ذهبت إليه سريعاً و خفة حتي لا يشعر بها امسكت باحمر الشفاه


 تكتب علي جبهته و تضحك بخفوت .. شهقت هي بزعر حين شعرت بيده التي قبضت علي معصمها و فتح عينه فجأة ابتلعت ريقها بتوتر و هي تحاول أن تفلت يدها عن يده و لكن لا مفر اعتدل جالساً و هو مازال يقبض علي كف يدها امسك


 لأحمر الشفاه من يدها و القي بجواره ليتحدث بنبرة غير قابلة للنقاش قائلاً : جولي كتبتي أية و امسحيه دلوج 


توترت و هي تشير علي جبهته ليبرق بعينه السوداء التي زادت توترها منه لتتحدث سريعاً : كتبت مهران بيحب زهرة 


امسك بيدها و يمسك بطرف كم ملابسها ليمسح جبهته و هو ينظر اليها بغضب لتسحب يدها و هي تقول بغيظ : يعني انا



 الحق عليا اللي بضحك معاك اومال لو كنت بوستك بالروج و خليتك شفايف حمرا كنت هتعمل أية راجل غريب مش لايق علي واحد فرفوشة زيي


نظر إليها شرازاً لتركض الي المرحاض و هي تقول : خلاص يا عم هولاكو بهزر معاك انا هخلع قبل ما تاكلني و كمان عشان شمس جاية دلوقتي 


_ تنزل الدرج سريعاً عند استمعت الي صوت شمس بالاسفل ركضت إليها تحتضنها و هي تقول : عارفة لو كنتي قولتي مش جاية زي الجمعة اللي فاتت كنت هعمل فيكي اية 


بادلتها شمس احتضانها و هي تقول : اتوحشتك جوي يا خيتي 


ابتعدت زهرة و هي تقول بسعادة : و انتي كمان وحشتيني اوي 


التفتت الي مصطفي و هي تقول : ازيك يا مصطفى 


مصطفي بهدوء : الحمد لله يا خيتي 


لتذهب و تحتضن عمتها و هي تقول : و انتي كمان وحشتيني اوي يا عمتو


رحبت حميدة بها بين ذراعيها و هي تقول بحب : و اني كُمان اتوحشتك يا زهرة


وجدت الصغيران يقفان بجوار شمس جلست علي ركبتيها أمامهم و هي تقول : ياغتي بطة 


انهالت علي الصغيران بالقبلات لترفع رأسها الي شمس و هي تقول : ما تخلي مهران الصغير معايا حاسة أن هيطلع لمهران الكبير 


ليصدح صوت مهران من خلفها و هو يقول : الاسم بياخد من صاحبه و لا اي يا شمش


لتتقدم منه شمس و هي تحتضنه و تقول بحنان : و يا زين ما ياخد يا جلب خيتك 


احتضن مهران شقيقته و صافح مصطفي و حميدة و انحني ليحمل الصغيران كلنا منهما علي ذراع و هو يذهب بهم الي غرفة شمس الصغيرة هناك يلهون كل جمعة .. ابتسمت شمس و هي تقول بتساؤل : فينها امي 


كادت زهرة أن تتحدث لكن قاطعها صوت بهية الآتي من اعلي الدرج و هي تنزل بهدوء متكأ علي عصاها التي تساعدها علي السير بسهولة أكثر و هي تقول : اني اهناه اهه يا جلب امك 


نزلت بهية عن الدرج وسط ابتسامة سعيدة منهم و حمد و شكر لله علي عودة صحتها كما كانت لم تستمتع بشبابها و لا سعدت


 في تربية أطفالها كأي ام لكنها حامدة لله انها عادت تقدر علي السير و الحديث و الطعام بمفردها تقدمت منها شمس لتجلسها و تجلس بجوارها تحتضنها 


_ مر اليوم بين مرح من مهران مع الصغار و ايوب مع مصطفى بغرفة المكتب يتحدثون بعض من أمور العائلة و بعض من أمور العمل .. أما النسوة فكانوا بالخارج يتحدثون و يضحكون في



 أمور عدة حتي أعلنت الخادمة عن انتهاء الطعام و أنها وضعته اعلي الطاولة توجه الجميع الي المائدة و اتجهت زهرة الي غرفة الصغيرة فتحت الباب و اطلت برأسها الي الداخل



 ارتسمت ابتسامة مشرقة ببهجة علي ثغرها و هي تجدهم يضحكون ضحكة مهران المجلجلة التي لا تظهر سوي من القلب التي تجعل منها تقع بحبه و تتيم بخيوط من نيران عشقه ..



 شعر هو بها حتي أنفاسها تجعله يعلم بوجودها التفت اليها و لازال مبتسم باتساع لتقف عند الباب تعقد ذراعيها أمام صدرها و هي تقول : الاكل جاهز  


هز رأسه و انزل الصغار عن الفراش ليتجهون الي الخارج بينما أوقفته هي تعدل من هيئته لترفع نفسها علي أطراف أصابعها لتطبع قبلة سطحية جانب شفتيه و هي تقول : بحب ضحكتك اوي 


رفع حاجبه و هو يقول بثقة : ضحكتي بس 


مالت عليه و هي تقول : تؤتؤ كلك علي بعضك كدا بحبك بحس أن ليا سند ضهر و لو ملت في يوم هتستندني 


ليقول بضيق مصطنع : يعني انتي مخبلة و مفكيش عجل 


نظرت اليه بغيظ و هي تزم شفتيها بضيق ليقول بابتسامة : بس عحبك 


ليصدح صوت ضحكاتها السعيدة و هي تقول : أيوة كدا اعترف انك متقدرش تبعد عني و انك عمرك مهتحب حد غيري 


نظر خلفها بترقب لترد هي بتساؤل : أية 


ليغلق الباب و يسند ظهرها خلفه ليهبط علي شفتيها يلثمها بقبلة حانية محبة يثبت من كل قلبه إنه لم يحب و لن يحب فتاه كما احبها لم يتعلق بأحد كما تعلق بها لم يكن يشتاق أحد



 كما يشتاقها دخل صفحة من صفحات العشاق و اصبح من أفضلهم و مهما فعلت لن يميل حبها بقلبه مطلقاً .. ابتعد عنها حين استمع صوت شمس بنداء لتتنهد و هي تقول بحب : بحبك اوي 


امسكت بيده و تفتح الباب باليد الأخري و هي تقول : بس يلا قبل ما نتفضح و أنا سيدة مجتمع دلوقتي و مش ناقصة


ضحك هو علي جنونها الذي لم و لن سيتغير ليذهبان الي حجرة الطعام جلسا مكانهم ليكتمل العدد و تصبح العائلة



 مجتمعة علي طاولة واحدة بين ضحكات و همسات سعيدة و تبدل حال هذا المنزل من منزل تلبدت به الاحزان و اوجاع القلوب الي هدوء و سكينة و قوة يأخذها الواحد من الاخر



 سنداً لبعضهم البعض فقط هما لا يوجد دخيل غير الحب الذي ولد من رحم قسوة قلبه و كبرياء و جنونها و لكنه يعترف أنه لا يميل الا الي جنون معشوقته و اغلق باب قصر القناوي علي



 عائلته و ضحكاتهم الصادحة بالارجاء بسعادة و قلوب تتفتح كـ الزهور لتمتلئ


 بالحب والعطاء و نهايات كانت علي الحاقدين و قساة القلوب كما زرعه


 في قلوبهم حصده في النهاية 

هنا في كرنفال الروايات. ستجد.كل.ما هوا جديد.حصري ورومانسى.وشيق.فقط ابحث من جوجل.باسم. الروايه علي مدوانة. كرنفال الروايات.وايضاء.اشتركو على

 قناتنا 👈   علي التليجرام من هنا

ليصلك. اشعار بكل ما هوه. جديد من اللينك الظاهر امامك

  🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

                    تمت بحمد الله  

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-