أخر الاخبار

رواية زهرة فى مهب الريح الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم اسماء ايهاب


 رواية زهرة فى مهب الريح

الفصل السابع والثامن عشر


كان خطواته أشبه بالركض و هو يتوجه الي القصر حين أصر علي مصطفى أن يذهب الي منزله فـ شقيقته بالمنزل بمفردها خطوات قوية و كأنه يحفر الأرض من أسفله ماذا يعني أن



 يتقدم شخص لخطبتها و هي علي زمته سوف يمزقه و يمزقها و ستري .. اسرع بفتح باب القصر و دلف سريعاً و كأنه يستعد لحرب الآن توجه إلي القاعة الشرقية و بمكان المخصص للضيوف ليجد أحدي شباب بلدته يجلس مع عمه و يتحدثون



 وقف الشاب بابتسامة عريضة حتي يلقي إليه التحية و وقف ايوب هو الآخر أشار إلي الشاب و هو يقول : بدار ابن عمك إحمد الهواري چاي عيجول أنه رايد فرحة بتي


مد بدار يده الي مهران الغاضب و بشدة ليصافحه الآخر و هو يضغط علي كف يده حد السحق و هو يقول من بين أسنانه : و اني ضرتك 


ذُهل الشاب و هو يتأمل اثر ضغطت كفه حتي امسك ايوب بذراعه ليبتعد عن الشاب ليجلسه و هو يقول : يمكن معيعرفش يا ولدي هدي حالك


جلس ايوب ليهز مهران رأسه بنفاذ صبر و هو يود أن يجز عنقه الآن ليتحدث ايوب بهدوء : مهران يبجي چوز فرحة يا ولدي 


هز بدار رأسه بايجاب و هو يقول و هو لازال محتفظ بابتسامته علي وجهه البشوش : اني خابر يا حاچ ايوب البلد كلها عتتحدت انهم عيطلجوا


اتسعت عين ايوب و هو يقول : مين جال أكده يا ولدي 


قاطع حديثهم طرق الباب علم أنها الخادمة ستقدم واجب الضيافة إلا أنه وجدها هي من تدلف الي الداخل و بيدها واجب الضيافة تبتسم برقة حتي ظهرت غمازات وجنتيها



 لتضع ما بيدها علي الطاولة انتفضت عروقه بارزة تنبض بغضب و هو يري من يتأمل بها بوقاحة لتقف هي امامهم و تتحدث برقة لوالدها : عايز حاجة تاني يا بابا 


و قبل أن يجيب والدها كان يقف هو أمامها يسد عنه رؤيتها و هي بكامل حسنها ينظر إليها بتوعد و هو يعقد حاجبيه بغضب لتبادله نظراته بتحدي و ابتسامة سمجة صك علي أسنانه و هو يقول بحدة و غضب شديد : علـــي فـــوج 


ارتفعت جانب شفتيها بابتسامة و قد وصلت إلي غرضها و هي تري غضبه و غيرته تشتعلان بعينه لتخرج رأسه من خلفه تنظر إلي ذلك الشاب المهندم الجالس بجوار والدها و تقول برقة : اتشرفت بيك يا استاذ بدار


هز الآخر رأسه بابتسامة و هو يقول بسعادة : الشرف ليا اني يا ست البنات 


غربت عينه بنفاذ صبر و هو يمسك بذراعها يجذبها معه الي الخارج  و هي تحاول الإفلات من بين براثنه لكن لا مفر يشدد



 بقوة علي ذراعها اغلق باب القاعة الشرقية لتجذب يدها بشدة من يده و تقف أمامه تقول بغضب : أية اللي عملته دا اية قلة الذوق دي انا عايزة اقعد مع العريس شوية 


امسك بفكها يعتصره بين يده الضخمة و هو يقول و هو يجز علي أسنانه بغضب : خنجتك (خنقتك) عرسة انتي و هو عمالة تتمايعي كيف الغوازي (الرقاصين) 




أزاحت يده عن وجهها لتفرك بفكها الذي يؤلمها و هي تقول : غوازي في عينك و بعدين هو العريس جيلي و لا جيلك دا واحد هعيش معاه باقي عمري يعني لازم ادرس أخلاقه 


رفع ثلاث اصابع امام وجهها بتوعد شديد و هو يقول مضيفاً عينه : يبجي انتي اللي جولتي اننا عنطلج


نظرت إليه بعناد و هي تضع يدها بخصرها و تتمايل الي اليمين و هي تقول : هطلقني و هتجوز يا مهران بية هتجوز لا و كمان أية انت اللي هتسلمني لعريسي بنفسك 


امسك بذراعها يجذبها إليه ترتطم بصدره لترفع راسها تنظر إليه حاجبيه معقودين بغضب عينه التي ترسل نظرات حادة



 غاضبة و اصبحت تتألق بلمعة غريبة مع سوادها الكاحل بداخلها ارتجف بخوف و لكن عنادها و تحديها له جعلها تتجبر أمامه شعر هو باهتزاز بؤبؤت عينها بتوتر دني برأسه نحوها



 لتغمض عينها و هي تشعر به بقربها أنفاسه تلفح بشرتها ليهمس بأذنها و هو يضغط علي خصرها بذراعه بقوة : عتجولي حديت معترفيش عقابه عندي جد أية 


تود أن تحتضنه تشعر به و هي بين ذراعيه ابتعد عنها فجأة ليجدها تغيب في قربه مغلقة الأعين تستمتع بقربه منها


 تحسس وجهها بيده لتفتح عينها ببطئ و تنظر إليه بهدوء عصف بذاكرتها بعض المشاهد المؤلمة لتبتعد عنه ببطئ و هي



 تنظر إليه بغموض و تبعد يده عنها و هي تهتف بقوة زائفة : بس انا مبقولش حديت ماسخ و لا حاجة انا موافقة علي العريس بدار ميتعايبش لما تطلق أن شاء الله هتجوزه


ركضت هي سريعاً الي حيث غرفتها في حين زمجر هو بشراسة و يهدر بعنف افزعها : لا بدار و لا غيره يا بت البندر اني و بس و لسانك ده هجطعه لو نطجتي تاني بكلمة طلاج دي


أغمضت عينها بابتسامة لقد استفزت بروده الساكن و سوف تكمل طريقها حتي تصل إلي ما تريده و سوف تفعل ليدلف هو الي القاعة الشرقية مرة أخري و هو يهتف الي بدار الجالس و



 يتحدث بهدوء الي عمه قائلاً بغضب : شرفتنا يا بدار اني چوز فرحة و معنطلجش و حساب عملتك دي عيوصلك 


وقف بدار بحرج و هو يتنحنح ليذهب بعد أن صافحهم لينظر عمه إليه بغضب و هو يقول : اتچنيت اياك يا مهران عتطرد الراچل من الدوار و اني جاعد 


رفع مهران يده أمام عمه و هو يقول بحدة : زهرة عتفضل مرتي معخليش حد يجرب منها و فهمها أكده معايزش افهمها بطريجتي 


وقف ايوب و هو يشير بيده بلامبالاه و هو يقول : مرتك و انت حر وياها اني مليش صالح 


خرج ايوب من الغرفة ليتهجم وجه مهران بغضب و هو يقول : عنديك حج يا عمي اني عربيها من لاول و چديد 


***********************************

دلف من باب القصر ليجدها تجلس علي المقعد غافية واضعة يدها أسفل ذقنها حتي تستندها تنهد بحزن علي ما حدث لهم منذ أول مرة لهم بحياتهم الزوجية ذهب إليها تأملها قليلاً و



 هي نائمة كطفلة صغيرة منتظرة مجيئة والدها عند باب الشقة حملها بين يده و هي لا تدري بشئ صعد الي غرفتهم و وضعها علي الفراش لتستيقظ و تفتح عينها بنعاس نظرت إليه و هي تقول بتوهان : انت چيت يا مصطفى


ربت علي خصلات شعرها حتي تغفي مرة أخري و هو يقول : إيوة اني چارك اهه 


ليذهب و يفتح خزانة الملابس ليغير ملابسه المليئة برماد الحريق و رائحته بالمرحاض انتهي من ارتداء ملابسه و اغتسل و ذهب ليتسطح بجوارها مد يده يحتضنها و بتلقائية كانت هي تتشبث بعنقه تدفن وجهها برقبته و هي تكمل نومها



 ليحاوطها هو و يغمض عينه فقد شعر بالتعب الشديد لم تنم منذ يومين شدد أكثر علي احتضانها و هو يستلذ بشعورها بجواره لاول مرة بين ذراعيه ليذهب في نوم عميق و هو يشعر براحة كبيرة و هي الي جواره


**********************************

مر علي الردهة و هو يصعد الي الاعلي ليقف أمام عمته و هو يقول بهدوء مصطنع : متروحيش النهاردة يا عمة مصطفي كان معايا طول الوجت و زمانته نايم 

دلوج الارض اتحرجت (اتحرقت) 


انهي جلمته ليصعد تاركهم بصدمة حريق الارض هم يعلمون ما تعني هذه الأرض له .. نعم بداخله محطم و لكن لا يريد أن أن يظهر اي شئ ازاد عليه هرب حمدان و قتله لنفس بغير حق



 رجل بريئ أصبح بأعداد الموتي و يحمل نفسه ذنبه أيضاً و من اتي ليتزوج بزوجته كل هذا بيوم واحد ليصعد سريعاً الي الاعلي لينظر بأمر تلك العنيدة المتمردة


_ فتح الباب بقدمه بقوة حتي انفتح علي مصراعيه لتفزع هي و تشهق بخضة و هو تجده يدلف الي الداخل و مظهره لا يبشر بالخير ابداً اغلق الباب خلفه و نظر إليها بغضب علمت أن نهايتها قد اقتربت ابتلعت ريقها بتوتر و هي تجده يتقدم منها



 ببطئ ما زادها الا ارتباكاّ وقف أمامها و كاد أن يتحدث الا انها رفعت يدها أمام وجهه و قالت بحزم واهي : مفيش كلام تقوله يا صعيدي بدار انسان كويس اوي و عاجبني اوي فطلقني بسرعة 


هز رأسه و هو يستمع إليها بسخرية حك ذقنه و هو يقول : و أية كُمان يا بندرية 


عقدت ذراعيها أمام صدرها و هي تنظر إليه بقوة قائلة بعناد : انا مش خايفة منك علي فكرة و انا اللي قولت أننا هنطلق و راح عريس هيجي الف شكلك نسيت اني بنت ايوب القناوي يا بن عمي 


امسك بخصلات شعرها بين يده بلحظة لم تكن تتوقع ردة فعله عنيفة هكذا ليشدد علي خصلاتها حتي كادت أن تتمزق ليجذبها إليه تأوهت بألم و هو يمسك بيده تحاول إبعاده عنها لكن لا حياة لمن تنادي ممسك بها بقوة دني منها يتحدث بفحيح و قد فاض به أفعالها : بكفياكي أكده يا زهرة 


صفعت يده عدة مرات حتي يبتعد عنها إلا أنه متمسك بها جيداً لتصرخ به و قد ألمها بشدة و بدأت تلهث من شدة الغضب : ابعد عني بقــي


ألقاها من يده لتصدم بالفراش لتجلس عليه و هي تنظر إليه بضيق و غيظ ليمسك بمقدمة عباءته و هو يقول بضيق شديد : زهجت يا بت الناس زهجت معرفش اعمل اية وياكي بكفياكي أكدة يا زهرة 


لتنتفض بعصبية تقف أمامه و هو ترفع سبابتها امام وجهه و هي تقول : انا اللي كفاية و لا انت جبتني هنا و خلتني اتعلق بالراجل اللي انا فاهمة اني بخدعه خلتني اتمني أنه يبقي ابويا



 بجد و كنت كل ما يتعلق بيا ازعل من نفسي اوي اني بعد دا كله هسيبه و امشي و انت عارف اني مش همشي و أنه ابويا بجد استخسرت فيا اني احس بالامان في حضنه استخسرت أن أعيش اللحظة دي بجد و معتبرش نفسي مجرمة 


ابتلعت غصة مريرة بحلقها و هي تضع يدها علي عيونها التي اشتعلت باحتراق شديد اثر دموعها التي تكبحها بشتي الطرق



 و هي تحني رأسها الي الأسفل .. رفعت رأسها إليه و عيونها حمراء بشدة وضعت سبابتها موضع قلبه تطرق عليه و هي تقول ببحة بصوتها لم تستطع السيطرة عليها : و لما حسيت اني بجد وجودك مهم في حياتي و اني فعلا بحبك يومها



 بالظبط اتجوزت نور من غير ما افهم و لا اي حاجة تخيل في لحظة احس اني ضايعة عايز انزل اقولك لا متعملش كدا متكسرنيش بس منعت نفسي لاني كنت عمري ما اذل نفسي ادام واحدة زي نور 


و فجأة وضعت يدها علي فمها و هي تبدأ بالضحك بهسترية قائلة بصعوبة من بين ضحكتها : غبية انا مش كدة .. حب أية



 اللي تحبه واحد زيي بس حب أية اللي له مكان ليا حب أية اللي علي اخر الزمن هعرفه ده انا مليش مكان في الدنيا عشان يكون ليا مكان في الحب انت صح كفاية كدا و مش هقولك



 طلقني تاني لاني بقولها و انا موجوعة اوي بس كل اللي بطلبه منك ملكش دعوة بيا و هقعد في اوضة تاني ماشي انت مش عايز تطلق مطلقش بس انت من النهاردة بالنسبالي ابن عمي و بس و بس 


خرجت من الغرفة و هو متجمد لم ينطق ببنت شفه أمام اعترافها له بالحب هل تشعر أنه حطمها نظر اخيرا باستفاقة



 انها قد ذهبت ليذهب خلفها و قبل أن تفتح باب الغرفة الأخري لتجده يمسك بها يدخلها الي الغرفة بسرعة شديدة و هو يغلق الباب و يسند ظهرها علي الباب و يقف أمامها و هو يتنفس




 بصوت مسموع نظر إلي وجهها المليئ بالدموع كانت تبكي ضمت شفتيها المرتجفة ببكاء و هي تمنع شهقاتها من الخروج وضع كف يده علي وجهها و هو يقول بنبرة ملوعة يغلغل بها الاسف : زهرة 


اغمضت عينها بشدة بألم و هي تشعر بنيران تشتعل بمعدتها بحزن شديد و مرارة أليمة سقطت دمعة منها علي كف يده قطب حاجبيه بغضب من نفسه هو الغبي الآن كيف ألمها كما ظهر بنبرة صوتها الواهية و هي تفصح عن ما بداخلها امسك



 بيدها و وضعها موضع قلبه و ضغط بيده عليها و هو يقول : جلبي جايد فيه نار يا زهرة عمي كلمني و جال عريس و چاي لمين لمرتي متحملتش اني يا زهرة جلبي وچعني


ابتسمت بخفوت و هي تقول بغيظ : تستاهل


نظر إليها مطولاً و كأن عينهما تتحدث معاً تشتكي تندم تؤلم بحديث خفي عن ألسنتهم و لكنه مستيقظ بقلوبهم دني منها و كاد أن يقبلها إلا أنها التفتت بوجهها عنه و هي تضع يدها علي صدره تبعده و هي تقول بتوتر : مقولتليش أية اللي حصل امبارح عملت أية 


تنهد هو مبتعداً عنها و هو يجلس علي الفراش قائلاً بألم : جتل الغفير و حرج (حرق) ارض غالية عليا جوي 


شعرت بنبرته المتألمة كما لم تستمع إليه من قبل لمس بداخلها لتقترب منه و تجلس بجواره علي الفراش و هي تفرك بيده لتقول بلا مبالاه مصطنعة : لو عايز تقول يعني انا معنديش مانع اسمعك 


ابتسم بداخله و هو يعلم أنها تريد أن تستمع له لينظر إليها و هو يقول : لع معاوزش اشغل بالك يا بت عمي 


طرقت بظهر كفها علي ذراعه و هي تقول : يا عم قول بس ملكش دعوة 


نظر إليها و هو يعبث معها بتسلية و مشاكسة : لع معجولش حاچة 


لتقفز علي الفراش و تجلس علي ركبتيها و هي تقول بغضب : ما تقول بقي يا عم متقرفش اللي جابونا


هز رأسه و هو يضحك لقد كان يعلم أن هذا الغضب سيكون رد فعلها بالنهاية ليمسك بها و يجلسها معتدلة علي الفراش تستند عليه ظهرها مقابل صدره و هو يحاوط خصرها بيده انحني يستند برأسه علي رأسها : اني زرعت الأرض دي بيدي



 المحصول ده بالذات اني نزلت مع المزارعين الأرض ازرع امعاهم كله راح جدام عيني و اني صغار كنت اني و امي اهناك طوالي و لما امي رجدت (رقدت) كان بتصبرني هو خابر أكدة رايد يكسرني اكتر من أكدة 


امسكت بذراعه المحاوط بها تمسد عليه بحنان و هي تقول : بس انا معرفش عن مهران القناوي أنه يتكسر ابداّ 


قبل قمة رأسها و هو يقول : عحبك اني يا زهرة 


لتبتعد عنه و تعود للجلوس علي ركبتيها مرة أخري و هي تطرق علي كتفه و تقول بحدة : بس اوعي تفتكر اني عشان سألتك و كدا أننا خلاص هنتكلم عادي لا انسي 


ضرب كف علي الاخر و هو ينظر إليها بذهول قائلاً : انت ملبوسة 


ابتسمت بسماجة و هي ترجع شعرها خلف اذنها قائلاً : أيوة انا عليا جن انت متعرفش حاسب بقي مني 


نظر إليها باستهزاء و وقف و أمسك بيدها ينزلها عن الفراش و يزيح الفراش انحني و أمسك بمقبض بالحائط لينفتح الحائط علي غرفة شهقت هي بذهول و هي تضع يدها علي صدرها قائلة : فتحوا الاوضتين علي بعض 


لم يتمالك نفسه و هو يضحك بقوة و قهقهة رجولية عالية ليجذب يدها و يدلفون الي الغرفة و اغلق الحائط مرة أخري



 لتجد سلم حديدي يوصل الي الاعلي و بعده الفراغ نظرت إليه و هي تقول بترقب : انت هترميني من فوق و لا اية 


هز رأسه بيأس و هو يمسك بها لتصعد معه الي الاعلي ليكون سطح القصر و مبهر بطريقة لا تصدق الازهار في كل مكان بيضاء و حمراء تجذب عين الناظرين مزين بالاقمشة الملونة و



 المزخرفة اتسعت عينها بذهول و هي تجده بهذا الشكل و بلتقائية اخذت تتفحصه و هي تقول بانبهار : حلو حلو حلو مين اللي عامل كل دا 


و بعنجهية و غرور أشار إلي نفسه و هو يقول : اني 


صفقت بيدها و هي تقول له : لا برافو حلو اوي بصراحة ابهرتني 


امسك بها ليجلس علي أريكة بجوار السور و يجذبها لتجلس مستند عليه يتأملان الخارج و هم صامتان بداخل كل منهما جبل من الكلمات يريد تغجيرها بوجه الآخر 


**********************************

استيقظ بعد عدة ساعات من النوم بجوارها و هي بين ذراعيه تستقبلها أحضانه برحابة صدر فتح عينه الحكيلة يلتفت الي تلك الغافية التي تدفن نفسها بين ثنايا صدره مسد علي خصلات شعرها و وجهها الاحمر أثر النوم و شفتيها المنفرجة



 اثر استناد وجنتها المنتكزة علي صدره أبعدها عنه يجعلها تستلقي علي الوسادة اتكأ بمرفقه علي الفراش و هو يتأملها حتي دني يقبل وجنتيها بنعومة لتتململ و هي تكمل نومها ليقبل ارنبة أنفها الصغير تأففت بضجر و هي ترفع يدها لتدفع



 ما يزعجها لتطل يدها وجنته في صفعة من يدها افجلته ليشهق في حين استيقظت هي حين لمس كفها الناعم ذقنه النامية فتحت عينها لتجده يضع يده علي وجهه و عينه


 متسعة بذهول انتفضت بفزع تعتدل بجلستها و هي تنظر إلي يدها ارتجفت يدها و هي تضعها علي فمها بخوف من هيئته المصدومة و وجه الحاد تلعثمت و هي تقول بارتجاف : اني و الله يا مصطفى


نظر لها بتفاجأ من ما حدث .أدمعت عينها و هي تتردد في وضع يدها علي وجه و تقول باعتذار : اني اسفة و الله 


فاق من صدمته لينظر إليها و هو يقول بذهول : اني اضربت 


ليرتجف جسدها بخوف شديد و هي تضم يدها الي صدرها برجاء تحرك لترتجف أكثر و هي تصرخ صرخة مكتومة بفزع ليعتدل هو الآخر بجوارها مرر يده علي وجهه و هو مذهولاً



 لكن شكلها المزعور و الخائف منه جعل من قلبه يلين لها هل تخشاه الي هذه الدرجة مد يده يحاوط كتفها ليجذبها إليه يحتضنها و هو يقول بهدوء : خلاص مچاراش حاچة 


رفعت يدها و قد سقطت دموعها تهطل علي وجهها و هي تقول بتساؤل : مالساكش زعلان 


ليهز رأسه بابتسامة حتي تطمئن و هو يمسد علي شعرها و تلقائية منها وضعت يدها مكان الصفعة لترفع نفسها و تقبل



 وجنته الأخري و هي تقضم شفتيها باعتذار .. ما كان منه إلا أنه امسك بها جيداً و دني يقبل شفتيها المرتجفة ببكاء امسكت



 بملابسه تقبض عليها بكفها الصغير و كأنها تتعلق يطوق النجأة الوحيد لها وسط غرق محتم لم يصدق نفسه انها بين يديه الآن سوف تكون ملكه الي الأبد طاف معها في بحر من الحب في


 عشق طفولة لا يزال حي مدفون بقلوبهم أصبحت ملكه و ملكوته أصبحت امرأته الوحيدة و اصبح رجلها الوحيد أصبح لكلاهما انفاس واحدة توجت علي عرشه مدة الحياة 


الفصل الثامن عشر


غفت علي صدره و هم لازالوا يجلسون بسطح المنزل الهواء المنعش جعل النعاس يداعب جفنيها امالت برأسها الي اليمين و هي نائمة لتتحرك رقبتها بشدة ايقظتها من نومها نظرت



 حولها لتجد نفسها مازالت تجلس بجواره أغمضت عينها قليلاً و هي تفرك بيهما لتقول بصوت ناعس : انا نمت الهوا هنا ينيم انا هنزل 


امسك بخصلات شعرها الغجرية الطويلة ترتبها خلف ظهرها الا ان خصلة دخلت بعينه تأوة و هو يضع يده على عينه لتلتفت إليه بلهفة و هي تسمع يتأوة لاول مرة لتسمع يقول بعصبية : عيني يا مچنونة 


امسكت رأسه بين راحتي يدها بارتباك و هي تحاول النظر إلي عينه امسك بيده تبعدها علي عينه لتنظر إلي عينه التي أصبحت حمراء دامية لتضغط علي شفتيها و هي تقول : يا لهوي دا انا مش طرفت عينك دا انا كنت هخلع عينك 


ابعد يدها عنه و يفرك بعينه مرة أخري و هو يشعر بنيران تحرقه بعينه ليتحدث بحدة : و الله يا زهرة لو جصداها النوبة دي 


لتقاطعه هي و هي تقول بضيق و هي تبعد يده عن وجه مرة أخري و تمرر أناملها الناعمة علي عينه عدة عدة مرات : و الله يا عم ما قصدي حاجة أية البلاوي دي ياختي


فتح عينه ببطئ و قد تعافت الي حد ما ليرفع حاجبه في استنكار و هو يقول : بلاوي !! عدي بجي عشان لما اجوم في غضبي متتجمصيش (متزعليش) 


نظرت إليه في توجس و هي تقول بترقب : و هو انت عملت أية مع بدار


لينتفض هو واقفاً بغضب و جسده تجمد و أصبح أكثر صلابة و هي تقول بحدة : لساتك عتجولي زفت الطين ده




لتقف هي الآخر و هي تبتلع ريقها بارتباك هل سيقتله ام سيعذبه أولاً هل سيبعده عن بلدته ماذا سيفعل لتقترب منه و هي تقول بفضول يأكل داخلها : طب خلاص مش هقول زفت بس قولي عملت أية


لتنظر إليها و هو يضيق عينه و يقول بغموض : لسة هعمل و عحاسبه و عحاسبك 


زمت شفتيها و هي تحرك الي اليمين و اليسار بسرعة في حسرة علي شبابها و ذلك الشاب المسكين لتتحدث برجاء و هي تربت بيدها علي صدرها : عشان خاطري بلاش تتهور انت عتنزل لمستوي ناس زينا يا راجل سيبك مننا


ربت علي كتفها بابتسامة سمجة و تركها و تقدم عنها ينزل إلي الأسفل لتشرد هي و هي تقضم شفتيها بقوة و ارتباك اتسعت عينها و هي تقول : اكيد هقتلنا يا عيني عليا و علي شبابي اللي هيروح 


لتلتفت إليه فجأة و هي تقول بصراخ هادرة : يا بيه يا باشا يا معلم و عمدة انا بس كنت بفكرك اني بنت عمك و كدا يعني لو قتلتني ه‍تبقي عيب في حقك جدا 


نظر لها باستهزاء و هو يبتسم بسخرية لتضيق عينها بغيظ و هي تقول : لا علي فكرة متفتكرش اني خايفة منك انا اقدر احمي نفسي كويس 


ليهز رأسه و هو يرفع حاجبه لاوياً شفتيه و فجأة حملها بين يديه لتشهق هي من المفاجأة نظرت إليه و هو يتقدم من السور لتتلوي بين يديه و هي تقول بحدة : انت مجنون نزلني .. ابعد يا مهران بطل بقي


وقف أمام السور تماماً ليرتجف جسدها بزعر و قد اتسعت عينها بصدمة هل سيلقيها بالفعل كاد أن يمد يده الي الخارج



 لتصرخ هي برعب و تتعلق برقبته تحتضنه بشدة و هي تقول كلماتها بهسترية سريعاً : لا لا لا خلاص و الله هموت 


صراخها يدوي بإذنه بازعاج صوت عالي كسرينة إسعاف لينزلها علي الارض لتقف و هي تضع يدها علي صدرها الذي يعلو و



 يهبط بجنون من شدة زعرها لتنظر إليه بغضب و هي تتنفس بصوت مسموع لتتحدث إليه و هي تلكمه بصدره بقبضة يدها : عايز تموتني انت مجنون 


اقترب منها يرتب خصلات شعرها و يربت علي وجهها و هو يقول بهدوء : انتي جولتي تجدري تدافعي عن نفسك صوح .. بس ده حديت و ماسخ أما بقي عن بدار ده فالمحصول اللي هطلعه الأرض محدش هيشتريه منيه


جعدت وجهها بغضب و هي تقول : و مش حرام عليك تضيع شقي و تعب الراجل علي الفاضي رزقه و رزق عيلته 


ابتسم بخبث و هو يقول بمكر : جرصت (قرصت) ودن يا بندرية


ضيقت عينها و هي تنظر إليه و تسأل بترقب : يعني هتعوضه 


هز رأسه بايجاب دون اي حديث آخر ليلتفت ليذهب مرة أخري لتضع سبابتها علي فمها و هي تسأل بحيرة : طب ده و هتقرص ودنه كدا انا هتعمل فيا أية 


ابتسم هو بتسلية و لم يلتفت إليها لينزل عن السلم و هي خلفه و هي تسأل بإصرار عن ما سوف يفعله بها دلف الي غرفتها مرة أخري و اغلق الحائط و أعاد الفراش الي مكانه لتنظر إليه و هي تقول : اييييية رد عليا 


ليردد ببرود : غيري خلجاتك 


_ هنخرج !


سألت و هي تبتسم ببلاهة متعجبة من طلبه ليهز رأسه بايجاب و هو يرفع يده إليها قائلاً : رايد الكل ينضرك امعاي عشان يبجي الكل خابر انك مرتي و معنطلجش 


ابتسمت بسماجة و هي تهز رأسها بموافقة ليهز هو رأسه بعد فائدة منها و يخرج تاركاً إياها خلفه يأكلها فصولها علي ما سيفعله


**********************************

رفع يدها يلثمها بقبلة حانية و هو يتامل بها و هي تنظر إليه بابتسامة و عينها تلتمع بسعادة تغمر روحها ليبتسم إليها هو الآخر و هو يزيح خصلات شعرها عن وجهها اعتدلت بجلستها بجواره و مازالت يدها بين ثنايا كفه نظرت إليه و هي تتنحنح و هي تقول بهدوء : رايدة اعرف حاچة منيك أكدة يا مصطفى


حاوط كتفها يضمها إليه لتريح هي رأسها علي صدره و هي تقول بهدوء : انت عتحبني چد يعني 


هز رأسه بايجاب و ابتسامة عاشقة تزين ثغره : معستناش كل ده يا حتة من جلبي اللي جدي (قدي) دلوج امعاهم عيال طولهم 


تنهدت بحرارة و هي تقول بنبرة معاتبة : و أية خلاك تنطر كل ده يا مصطفى 


ضم رأسها بكف يده يدفنها داخل صدره و هو يقول : لساتك اصغار يا شمش اني عندي ٤٠ سنة يعني اكبرك بـ ٢٠ سنة


هزت كتفها بلا مبالاه و هي تقول : اني مشيفاش فيها حاچة دي 


نظر إليها بابتسامة و و هو يقبل رأسها قائلاً بحب : بس كان فيها كتير جوي 


مررت يدها علي وجهها و هي تقول بهدوء : اني كنت عنطر كلمة منيك كنت خايفة جوي مهران يچوزني عشان أكدة دايما اجوله لما تتچوز عشان امي لحد ما چت فرحة و كنت خايفة متتحدتش 


شرد مصطفى بأفكاره فتخيلها بفستان زفافها الابيض و بجانبها أحد آخر و هو يقف ينظر اليها بتحسر و هي تبتسم باتساع و ذلك اللعين يضع يده عليها يحاوط خصرها بحميمية شديدة ..



 انتفض هو بعصبية و هو يصرخ بالنفي لتبتعد هي بخضة و هي تنظر إليه بنظرة غاضبة بعيونه ابتلعت ريقها و هي تقول : فيك أية يا مصطفى


نظر إليها مصطفي بتأمل ليحتضنها بشدة و هو يقول : لع معيحصلش ابداً ده 


ابتسمت هي و هي تلف يدها حول خصره 


**********************************

امسك بيدها يسيران الي الاسطبل وقفت علي باب الاسطبل و هو تقدم الي جواده المفضل التفت اليها باستفهام لما لم تأتي لتعقد ذراعها أمام صدرها و هي تشير برأسها الي حوض ماء



 الخيل بجواره لينظر الي ما تنظر اليه التفت الي جواده يربت علي ظهره بحنان و مر امامه مشهدها و هي تسقط بهذه المياة ابتسم ابتسامة هائمة و هو يتخيلها كم هي جميلة كوردة جورية تفتحت لتوها كم يسعد و كأنه امتلك العالم فقط حين



 تخضع له فقط بعد عناد كبير قربها مطلبه الوحيد الآن تنهد بحرارة و هو يخرج الجواد من احتجازه سمعت هي صهيل الخيل لتبتهج مبتسمة امسك هو اللجام يخرجه من الاسطبل



 ليمتطي صهوة الجواد برشاقة نظر الي الأسفل و هي مازالت إلي الأسفل أشار إليها بالصعود ابتسمت بسماجة و هي تنفي بيدها قائلة : مع السلامة انت انا هجري وراكوا 


ارتفعت صوت ضحكته مجلجلة و هو يراها تقول ذلك بشكل جدي للغاية ارتسمت ابتسامة بلهاء علي ثغرها و هي تتأمل ضحكته كم هو وقور حتي بضحكته تأملت به و هي تتمني أن



 تصبح أقرب إليه من أنفاسه لتكون الفائزة الوحيدة بها تنهدت بقلة حيلة و هي تفكر هل ستترك ما حدث خلف ظهرها و تبدأ من جديد معه هل ستستطيع .. مد يده لها و هو يقول بهدوء : امسكي يدي


تنقلت عينها ما بين يده و وجهه هز رأسه مؤكداً أن تتمسك به و بارتجاف رفعت يدها لتضعها بكفه ما كادت أن تفعل حتي تراجعت و هي تقول ببعض الخوف تحاول أن تداريه : لا لا يا



 عم اتكل علي الله طريقك زراعي انا همشي علي رجلي احسن و اسهل من الفرهدة طلوع و نزول 


ضيق عينه بشك و هو يقول بنبرة متسائلة : خايفة اياك


ظهرت بعض حبات العرق علي جبهتها و هي تقول باستنكار مصطنع : خايفة انا اخاف انا مبخافش غير من اللي خلقني يا بابا 


لتهمس الي نفسها بخفوت : و منك و ركوب الخيل و بس


استمع اليها جيداً و لكنه لا يريد إثارة عنادها الآن ليبتسم بخفوت و هو مازال يمد يده لها قائلاّ : هاتي يدك دي 


رفعت يدها تشير إليه أن يتوقف و هي تقول بسرعة : طب استني استني أية رأيك بقي انت كمان تنزل و نتمشي كلنا انا و انت و الحصان و اهو يفك حرام


هز رأسه بايجاب موافقاً لتبتسم هي باتساع و هي تقول : يكرم اصلك أيوة كدا حرام الحصان مكبوت يا عيني


قفز عن الجواد وقف أمامه و بلحظة كان ممسك بخصرها يحملها عن الأرض يجلسها اعلي الجواد شهقت هي بخضة و



 من ثم نظرت إلي الجواد و إلي الأرض و تصبتت عرقاً لتصرخ به بخوف : نزلني يا مهران بالله عليك


ليقفز صاعداً هو الأخر و هي أمامه امسك بخصرها و هو يشد لجام الجواد الذي أطلق صهيل عالي فرحاً بخروجه من حبسته و رفع قدميه الأمامية صرخت هي برعب و التفتت تتمسك بجلباب مهران و هي تستند بجبهتها علي صدره و تقول بنبرة متحشرجة : مهران بالله عليك 


حاوطها بذراعه أكثر مشدد علي خصرها حتي تكون قريبة منه شد علي لجام الجواد مرة أخري ليسير بهدوء دني يدفن أنفه برأسها مستنشقاً رائحتها بدأ دقات قلبها أن تعود إلي معدلها الطبيعي و أنفاسها المكبوتة داخل صدرها تزفرتها رويداً رويداً


 و هي تجد أنه لم يحدث اي شئ و خرجا من القصر الي القرية ابتعدت عن صدره و رفعت رأسها تنظر إليه بارتجاف و هي تقول : هو ممكن يوقعنا و نتكسر أو نموت صح 


ضحك هو و هو يقول بهدوء : متجلجيش معيعملش حاچة ده 


نظرت إليه تريد أن تصدقه ليهو رأسه مؤكداً و هو يقول : جولت متجلجيش اني چارك 


التفتت الي الطريق و الناس الذي ينظرون اليهم و الهمهمات عنهم تزداد كلما تقدموا أكثر لقد فهمت الآن يريد أن يعلن




 للجميع أنهما يعيشان سعداء و فكرة الطلاق ما هي إلا إشاعة بغيضة حتي لا يدق بابها اي أحد آخر ضيقت عينها علي مكره و دهائه الجميع ينظر إليهم و الجميع يتحدث عنهم و هو لا



 يهتم رافعاً رأسه بشموخ فقط يسير من بينهم و كأن احد السلاطين من العصر القديم صكت علي أسنانها و هي تقول بغيظ و خفوت يسمعه هو فقط : مشوفتش في رخمتك بجد دماغي دي سم 


هز رأسه ببرود و هو يبتسم باقتضاب قائلاً : عشان تبجي خابرة انتي متچوزة مين 


وصل إلي أرضه التي اصبحت رماد و دماراً ليقفز عن الجواد و يرفع يده إليها يمسك خصرها ليستند هي بيدها علي كتفه


 ليحملها منزلها علي الارض و ربط هو الجواد بالشجرة نظرت هي حولها بتحسر و قد امتعض وجهها بحزن أشارت إلي الأرض و هي تقول : دي أرضك اللي اتحرقت مش كدا 


تنهد هو بألم و هو يهز رأسه بنعم ليمسك بطرف الجلباب و هو علي وشك خلعه شهقت و هي تنظر حولهم و تقول : انت بتعمل اية 


اكمل هو نزع جلبابه و وضعه علي ظهر الجواد و أمسك بفأس المخصص لفحر الأرض و وقف بجوار الشجرة و دب بالفأس بالأرض لتنزع ما عليها من رماد و زرع محترق و أتربة بقي



 يفحر بالأرض حتي أصبحت بؤرة صغيرة وقف و هو يمسك حبات العرق عن جبهته بكم البلوزة التي يرتديها أخرج من جيب سترته الصغيرة التي يرتديها حقيبة بلاستيكية صغيرة و



 أشار إلي زهرة لتقترب منه ليمسك بكف يدها يمده إليه و يضع به بذور نبات و أشار برأسه الي الأرض لتنظر إليه و هي تقول بتساؤل : احطها في الحفرة دي يعني 


هز رأسه بايجاب لتضع هي البذور بتلك الحفرة الصغيرة ليكمل هو العمل و ارتواء الأرض بالماء ابتسمت باتساع و هو يرتدي جلبابه مرة أخري لتصفق بيدها و هي تقول بحماس : اول مرة اشوف حد بيزرع و انا احط البذور كمان بس اشمعنا عملنا دي بس 


عدل من هيئته و هو يقول ببرود و هو يسير داخل الأرض : عشان دي تبجي ليكي انتي 


اتسعت عينها بفرحة عارمة لتركض خلفه لتمسك بذراعه توقفه و تقف أمامه و هي تقول بحماس و عدم تصديق : احلف اني دي بتاعتي


تأمل سعادتها قليلاً بفرحة استهدفت قلبه النابض بها نظر الي يدها و هو يمسك بين راحتي يده قائلاً بحب : و حياة زهرة عيندي 


ابتهجت روحها و هي تستمع إليه بفرحة عارمة كيف لها أن تتجاهل نظراته الواضحة بعشقها كيف لها أن تتجاهل اي حديث يقوله يقول اشتاق و لا يفرق معها يقول محب و هي



 متجاهلة يفعل ... هذا هو الحب لا اقول تقال فـ نصدق بها و تؤمن بمكنونها بداخلنا الحب أفعال حتي إن كانت اتفه الأفعال الحديث لا يشتري بالمال و لا يبذل مجهود و بالاخير كاذب



 لعين الأفعال تثبت و توثق و تبهج .. كثر الحديث لها فـ من ستصدق نعم تعلم أن يتعمد أن يضع أمامها المصحف الشريف لتقرأ منه كل يوم و لكنها لا تعلم القراءة .. تظل سجادة الصلاة



 تفرد علي الارض كـ دعوة لها منه بأن تصلي دون أن يقولها بشكل محرج لها ستصدق نعم ستصدق لتشدد علي يده هذه المرة و هي تقول ببعض الخجل : و زرعت أية 


هائم بعيونها البنية الكحيلة و اهدابها الكثيفة التي ترفرف بها تجذبه للنظر إليه أكثر ليتحدث بهدوء و نبرة يشوبها اللين : زهرة 


نظر له و هي تقول باستفهام ظناً منها أنه نداء لها : نعم 


هز رأسه بابتسامة و هو يقول : زرعت زهرة 


قضمت شفتيها السفلية تضغط عليها باسنانها و هي تقول : احم مش هنروح 


لازال مثبت بصره عليها نظراته تنطق قبل أن يتفوه  فمه ببنت شفه : لو انتي رايدة أكدة 


تنحنحت و هي تبعد يدها عن يده قائلة و عينها تجول بالمكان : اصل بصراحة شمس وحشتيني 


ليسأل هو باستغراب : عتحبيها جوي أكدة 


أعادت نظرها إليه و هي تقول : اوي بتفكرني ببدر روحها الطيبة و حنتيتها عليا بجد يا بختك بيها 


قرص وجنتها بين أصابعه و هو يقول : و هي كُمان عتحبك جوي نروح اهناك لاول 


هزت رأسها بايجاب ليمسك بيدها و يسير بها كاد أن يحملها ليضعها علي الجواد لتثبت نفسها أكثر بالأرض و هي تمسك بيده المحاوطة لخصرها تحاول إبعاده و هي تقول : بلاش الحصان اللهي تنستر




غمز بطرف عينها و هي يضحك يهز رأسه بموافقة ليفك الجواد و يمسك بـ لجامه بيد و يمسك بيدها باليد الآخر متجه الي قصر مصطفي الغير مرحب بهذه الزيارة أبداً 


**********************************

صففت خصلات شعرها خلف ظهرها و عدلت من هيئتها أمام المراه و تنزل متوجه الي الأسفل حيث يقبع زوجها بهدوء تنزل



 الدرج ما كادت أن تنزل اخر الدرج حتي سمعت صوت الباب يطرق ابتسمت و هي تركض إلي مصطفي و تقول : دي عمتي مش أكده 


وقف هو يهز كتفه و هو يقول : لع امي عتاجي بكرا 


لترد بتفكير : مين ده 


هز رأسه بنفي و هو يشير إليها الي الاعلي لتهز رأسها بطاعة و هو يتوجه الي الباب ليفتحه و هي تصعد الي الاعلي فتح



 مصطفي الباب ليجده مهران تأفف بغضب و كاد أن يغلق الباب الا أنه رأي زهرة ليزفر بغيظ ليزيحه مهران من امامه و هو يقول بضجر : بعد أكده من جدامي 


_ استمعت الي صوت شقيقها لتبتسم بفرحة و تعود إلي الأسفل مرة أخري ركضت إليه بسرعة شديدة حتي ألقت نفسها بين ذراعيه تحتضنه بشدة شدد علي احتضانها و هو يضحك بفرح ابتعدت عنه و هي تقول بلهفة : اتوحشتك جوي جوي يا اخوي


عبث بخصلات شعرها و هو يقول بحنان : و اني كُمان اتوحشتك جوي يا خيتي


تخصرت زهرة و هي تقول بغيظ : و انا 


لتركض إليها شمس تحتضنها باشتياق حقيقي و هي تقول : و انتي كُمان يا خيتي اتوحشتك جوي 


زهرة و هي تبادلها احتضانها باشتياق اكبر : انتي وحشتيني اكتر بكتير 


نظر مصطفي بذهول إليهم هل اختفت عنهم وقت طويل لهذا الاشتياق أم أنه لم يشعر بالوقت بجوارها ليزمجر بغضب و نفاذ صبر و هو يقول : اني وخدك منيهم ميتي علي أكدة 


حاوط مهران كتف شمس و هو يضمها إليه و هو يقول : خيتي و اتوحشها كيف ماني رايد 


كبحت زهرة ضحكتها و هي تهز رأسها علي غيرة مهران علي شقيقته من زوجها بالطبع جن هو و بلحظة اشتعلت عين مصطفي بغضب ليمسك يد شمس يجذبها إليه و هو يقول : ما هي چارك بجالها ٢٠ سنة بكفايا اكدة 


من هيئة مهران علمت أن حرب ستنشب الآن لتجذب هي شمس هذه المرة و هي تقول : يا جماعة صلوا علي النبي انا اللي هقعد مع شمس محدش فيكوا هيقعد معاها


نظر الاثنين إلي بعضهم بغضب و قال كلاهما بذات الوقت : علية افضل الصلاة والسلام


************************************

بعد حديث طويل بغرفة شمس جلست زهرة بجوار شمس علي الأريكة بالردهة بعيداً عن مهران أو مصطفي لتقترب شمس من التلفاز و تشعله و هي تعود إلي جلستها و هي تقول بتأفف : مصطفي و مهران مطيقنش بعضيهم واصل 




نكزتها زهرة يخصرها لتنتفض الأخري بخضة و ضحك و هي تقول بمكر : الاتنين غيرانين عليك يا جميل مهران غيران عليكي من مصطفي و مصطفى غيران عليكي من مهران 



لتشير شمس الي نفسها و هي تقول بضيق : و اني بينتهم


أطلقت زهرة ضحكة مجلجلة علي ضيق شمس و وجهها المحتقن بالغضب التفتت الي شاشة التلفاز لتشير بيدها الي التلفاز و هي تقول لشمس : ثواني كدا هما دول بني ادمين زينا


هز شمس رأسها و هي تتابع أحد الأفلام الأجنبية تأملت زهرة الرجل علي شاشة التلفاز و عيونه الزرقاء و شعره الاشقر لتقول بانبهار : أية الجمال ده ماشاء الله يا بني ربنا يحميك لشبابك 


_ شعرت شمس بأنفاس خلفها التفتت لتجد زوجها و معه شقيقها الذي كان سيودع شمس و يأخذ زوجته و يرحل و



 وجهه يظهر فقط الغضب و العصبية لتلتفت الي زهرة المنسجمة في تأمل خلق الله لتنكزها بذراعها و هي تقول : زهرة




أشارت إليها زهرة بلا مبالاه و هي تقول : نعم نعم أية سيبي الواحد ينبسط يا شيخة انتي عمرك هنشوفي العيون دي في حتة 


سعلت شمس و هي تنظر بطرف عينها الي شقيقها الذي يستمع إلي حديث زوجته لتقول : مهران احلي بكتير




التفتت إليها زهرة و هي تضيق عينها و تقول : انتي مصدقة اللي بتقوليه بزمتك مهران احلي من البرنس اللي دخل قلبي ده هييييييح 


أعادت بصرها إلي التلفاز لكن كان هناك ما اعاق رؤيتها رأت جلبابه أغمضت عينها و هي تبتلع ريقها بصعوبة بالغة رفعت رأسها و فتحت عينها تنظر و بالفعل هو مهران لوت فمها و هي تقول بابتسامة بلهاء : الله 




كان بالفعل غاضب و بشدة و هي بالفعل لم تكن تعلم بوجوده و لم تقصد أن تفعل فقط صدفة أو سوء حظها من جعلها تتفوه بكل ما تفوهت به و هو خلفها بالخفاء أشار بعينه دون حديث الي الباب .. لتقف بطاعة و لمس الخوف داخلها من هدوءه



 الذي بالتأكيد يسبق العاصفة رفعت يدها بجوار رأسها بتحية و هي تقول : السلام عليكم و البقاء لله في اختكم زهرة الجميلة الأمورة الصغيرة اللي خسارة في الموت البقاء لله 


***********************************

وصل إلي القصر لتركض هي الي الداخل فوراً كان صامت طوال الطريق تحدثه و لا يرد قابلت ايوب في طريقها الي الاعلي اختبئت خلفه و هي تتشبث بملابسه و هي تقول : بابا خبيني الله يخليك 


ايوب بتعجب و هو يحاول أن يفهم ما يحدث : في أية بس يا بتي اهدي اكدة و جوليلي


_ جولي 


صدح صوت مهران هذه المرة كان نبرته قوية غاضبة شعرت بالأرض يهتز من أسفلها ابتلعت ريقها بتوتر و هي تقول و هي تحتمي بوالدها : هقول عادي انتي فاكرني هخاف يعني 


التفتت الي والدها و هي تقول بهدوء مصطنع : شوفت راجل في التليفزيون عند شمس فاتفرجت عليه بكل براءة و ادب هو بقي اتنرفز لية بقي يعني مش عارفة مع أن دي آراء


ليقترب مهران بغضب و هو يأكل الأرض أسفله و يقول بعصبية : في مره علي زمة راچل تجول اللي جولتيه ده 


هزت كتفها و هي تقول إن تقنعه أن ما حدث أمر لا يوجد به شئ : أيوة عادي 


امسك بذراعها يضغط عليه و هو يقول : عادي دي عنديكوا في مصر يا بندرية اهناه لع 


امسك بيده التي تضغط علي ذراعها و هي تقول بألم : خلاص يا مهران خلصنا 


هز رأسه بغضب و هو يضغط أكثر علي ذراعها قائلاً : مخلصناشي 


جذبها خلفه الي الاعلي و هو يقول الي ايوب : متجلجش يا عمي مفيش حاچة بينتنا دي 


هز ايوب رأسه و هو يشعر ببعض القلق علي ابنته لكنه استكان و جلس بهدوء لن يؤذيها مهران 


_ نفضت يدها عنها و قد احتل الألم ذراعها بالكامل حد التخدير لتقول بعصبية : ابعد بقي يا مهران ايدي مش حاسة بيها 


اغلق الباب بقوة و هو يقول ببرود : عجبال رجيتك


وضعت يدها علي رقبتها بخضة و هي تقول : رقبتي 


امسك بكتفها و ضرب ظهرها بظهر الباب لتتأوة هي بألم ليمسك هو برقبتها يحاوطها بيده الضخمة و يضغط عليها ضغطه خفيفة و تحاول الي غاضب حاقد و بشدة ليقول


 بغضب شديد و عصبية افزعتها : هو الراچل ده اللي شوفتيه عند شمش دخل جلبك طولي و اني عمال ادلل و احايل و مفيش كلمة تبل ريجي (ريقي)


ليضغط أكثر علي رقبتها اتسعت عينها باندهاش حقيقي ايتحدث حقيقةً أن أنه إصابة الجنون بالفعل لتدور عينها على وجهه و هي تقول : انت بتتكلم بجد يا مهران  


ليضغط أكثر و هو يقول بحدة : عندينا عيبة كبيرة جوي يا بندرية عينك عخلعها و بعديها عجلع راسك دي و يدك التنين و رجليكي و عرمي كل حتة في مكان و ابجي خلصت منيكي و من لسانك ده


اتسعت عينها بصدمة و هي تقول : لا لا بالله عليك يا مهران أنا كلبة اتفو عليا و قليلة الادب كمان 


ابتعد عنها خطوة و انزل يده عن رقبتها و هو يبتسم بانتصار رفع ثلاثة اصابع من يده و هو يشهرها امام وجهها قائلاً بغضب و توعد : عجابنا ليكي الخدم مش موچودين ٣ ايام و انتي هتيجي مكانهم تُكنسي و تمسح و كُمان عتطبخي الوكل اللي عحبه


لتصرخ بنفي بصوت عالي و هي تقول : مبعرفش اطبخ و الله ما بعرف طيب بص انا هنضف و اكنس و كل حاجة الا الطبخ


امسك بمقبض الباب ليلتفت برأسه و هو يبتسم باصفرار و هو يقول بحدة : و علي الله يكون عفش (وحش)


دبت بقدمها بغيظ شديد عدة مرات و هي تقول بغيظ : أية الرخامة دي مش هعمل حاجة 


كاد أن يخرج حتي سمع ما تقول ليدلف الي الداخل مرة أخري ليرفع حاجبه الأيسر بتحدي لتبتسم باقتضاب و هي تقول : بس تعرف حاجة ممتعة و الله اطمن هتاكل احلي اكل في حياتك 


            الفصل التاسع عشر من هنا


لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-