أخر الاخبار

رواية زهرة فى مهب الريح الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم اسماء ايهاب


 رواية زهرة فى مهب الريح

بقلم اسماء ايهاب

الفصل التاسع عشر وعشرون


وقف مهران يعقد ذراعيه أمام صدره يراقبها و هي تعمل علي قدم و ساق تنظف القصر كاملاً بمفردها اعتدلت بموقفتها بعد أن كانت تمسح الأرضية الرخامية وضعت يدها علي ظهرها و



 هي تتأوة بتعب رمقته بنظرة حادة ليطرقع أصابعه إشارة لها أن تكمل عملها لتغمض عينها بضيق و تحمل الوعاء المليئة بالماء و المنظفات المنزلية لتنتقل الي الردهة أمسكت بقطعة



 من الخيش لتغرقها بالماء و تبدأ بمسح الأرضية بها لتجلس علي الارض و هي تمسح بها تأرجحة أمام ناظريها لتقول ببكاء مصطنع : و الله يا زمن لا بأيدينا زرعنا الشوك و لا روينا يا زمن 


كبح ضحكاته علي مظهرها المضحك لينحنح و هو يقول بجمود مصطنع يبرع هو في تأديته : خلصي لسة وراكي شغل كتير


وضعت الخيش بالوعاء و حملته بعد أن انتهت من مسح أرضية الردهة رسمت علي وجهها الحزن و هي تقول : خلصت و تعبت ممكن كفاية بقي 


رفع حاجبه برفض ليرفع يده يشير إلي المطبخ و هو يقول : كملي شغلك اهناك


زفرت بغضب شديد و ألقت الوعاء من يدها لتتناثر المياه علي الارض و هي تقول بحدة و نفاذ صبر : لا بقي كدا كتير اوي انتي لو جايب شغالة بالكهربا مش هتعمل كل ده في يوم واحد 


و بكل هدوء اقرب الي البرود أشار إلي الأرض التي امتلئت بالمياه و هو يقول : امسحي الأرض دي تاني بجي 


دبت بقدمها بالأرض بغيظ شديد و قد استفزها بشدة إلا أن فلتت قدمها و انزلقت واقعة علي الارض وسط المياه تأوهت



 بألم شديد تقدم منها بلهفة و خوف لكنه عندما وصل أمامها رسم الجمود علي ملامحه و هو يمد يده لها قائلاً بهدوء مصطنع : جومي امعاي


نظرت الي يده بغضب و ازاحتها عنها بحدة و هي تصرخ به و قد التمعت الدموع بعينها : ابعد عني يا عم بقي انت ناوي تنهي حياتي خالص


ابتسم باصفرار و هو يقول من بين أسنانه : أن شاء الله


اتسعت عينها بصدمة من حديثه الصريح لها أنه يقبل علي التخلص منها زمت شفتيها و هي علي حافة البكاء استندت بيدها علي الارض و كادت أن تقوم لتنزلق يدها مرة أخري و تجلس مكانها بألم اكبر تأففت بغضب و قد اشتعلت عينها بحرقة البكاء 


انحني يمسك بها ليوقفها و أمسك بيدها ليبعدها عن منطقة الماء متجهة بها الي المطبخ بإصرار أوقفها بمنتصف المطبخ و رفع يده باستسلام و هو يقول : يبجي اكدة عملت اللي عليا و زيادة و معخلكيش تمسح اهناك تاني حضري الوكل 


كاد أن يخرج من المطبخ لتلحق به و تمسك بيده و هي تقول : الله يخليك يا عم متسبنيش وسط الحلل دي الموضوع مرعب و ممكن تروح مني في اكل من تحت ايدي 


وضع يده علي فمه حتي لا تلاحظ أنه يضحك ليمرر يده على وجه و هو يقول بهدوء : اعملي و ملكش صالح 


ابتلعت ريقها بتوتر و هي تنظر إلي أنحاء المطبخ بخوف و هي تقول : علي ضمنتك 


رفع سبابته يشير إلى و هو يخرج من المطبخ قائلاً : بس مهواش تصريح ليكي 


رمقته بغضب و هو يخرج من المطبخ لتمسك باحدي المعالق تقذفه بها بغيظ و لكنها ارتدت بالحائط و لم تاتي به لتتخصر و هي تعود ببصرها الي ما ستفعل 


***********************************

ارتدي جلبابه و هندم هيئته امام المراة في حين دلفت هي بكوب من الشاي الساخن له وضعته اعلي وحدة الادراج و التفتت إليه و هي تقول بابتسامة مشرقة تزين وجهها البشوش : عتروح علي فين دلوج يا مصطفى 


التفت اليها بعد أن انتهي من ترتيب هيئته اقترب منها يحاوط خصرها بذراعه و اليد الآخر تمتد الي كوب الشاي يحتسي منه عدة رشفات سريعاً اتسعت هي ابتسامتها و هي تستند برأسها


 علي صدره .. وضع مصطفي كوب الشاي من يده ليحاوطها بيده الأخري يحتبسها بين ذراعيه لتهمس هي بحيرة : ياتري كيفها زهرة دلوج 


شرد مصطفى بكلمتها و هو يفكر أن كانت زهرة التي تتزوج من رجل اصغر منه تنظر إلي أحد الرجال و إن كان شخص بعيداً


 كل البعد عنهم ماذا عن زوجته ماذا أن مرت السنوات و اصبح كبير السن و تظهر كأبنته هل ستنظر الي أحد أخري غيره لم



 يلاحظ أنه يشدد علي خصرها حد الألم الا و هي تصرخ به بألم أن يتركها فاق من شروده ليخفف قبضة يده عليها و هو ينظر إليها بوعي ليحاوط وجهها بين راحتي يده يربت عليه بهدوء و هو يقول : وچعتك 


أغمضت عينها لوهلة و فتحتها مرة أخري و رسمت ابتسامة هادئة تزين محياها و هي تقول : لع معتوچعش منيك اني


نظر الي عينها التي تشعره بالصدق و الدفئ ليتسايل بترقب : عتحبيني يا شمش


ابتسم بخجل و هي تنظر إلي الأسفل تفرك بيده بإحراج و هي تقول : إيوة عحبك جوي 


امسك بيدها يجلس علي الفراش و هي بجواره شدد علي يدها و هو يقول بهدوء : عتعدي السنين و هبجي راچل عچوز عيمشي بعكاز 


امسكت يده ترفع الي موضع فمها تلثم كفه بقبله حانية و هي تقول : الچبال معتملش يا مصطفى


حاوط كتفها يضمها إليه و هو يقول : البناتا اللي في سنك معتچوزوش عواچيز كيفي أكدة 


قبلت موضع قلبه و هي تغمض عينها غير متخيلة نفسها بين يدي رجل آخر غيره و هي تقول : عواچيز !! معيملاش عيني من و اني صغار غيرك انت يا سيد الناس 


تنهد بارتياح شديد كان قد افتقده منذ أن بدأ بتفكيره  بهذا الشأن قبل قمة رأسها و هو يمسد علي خصلات شعرها الحريري الطويل يتمني من الله أن يزيل هذه الهواجس عن رأسه و أن يكمل سعادته بها علي خير


"*********************************"

تسحبت علي أطراف أصابعها حتي تأخذ هاتفه تستنجد بشمس أن تخبرها بأي طريقة لعمل الطعام ابتسم بفرح و هي تجد هاتفه اعلي المنضدة التفتت حولها و لم تجده لتتسع ابتسامتها



 و هي تتقدم سريعا من الهاتف أمسكت به و لكنه لا يفتح إلا أن ادخلت الرقم السري الخاص به لم تفهم ما يحدث غير أنها تأفف بضيق و هي تضعه بمحله مرة أخري التفتت حتي تعود


 إلي المطبخ لتشهق برعب و هي تجده أمامها كـ سد منيع يسد عنها الطريق عاقد ذراعيه أمام صدره يراقبها نظرت إليه و هي تقول بتلعثم و هي تشير الي الهاتف : كنت بشوف الساعة كام 


راقبها بتسلية و هو يهمهم بلا حديث لتتوتر أكثر لتتحدث مرة أخري بارتباك : تحب تأكل محشي ورق عنب و محشي كرنب


انحني إليها لتتراجع هي بخوف و هو ينحني إليها اكثر حتي كادت أن توقع و الطاولة خلفها امسك بالهاتف بيده اتسعت عينها و هو لم يكن ليفعل شئ بها أما يأخذ هاتفه شهقت و هي



 تشعر بنفسها سوف تسقط امسك بملابسها من الامام يجذبها إليه قبل أن تسقط لترتطم بصدره تنفست بقوة و هي تجده قريب منها الي حد التلاصق ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تنظر


 تتأمل وجه فك مشدود جبهته المجعدة بحدة التمع عقلها بفكرة يمكنها أن تخلصها مع عقابه الغير محبب بالمرة استندت علي صدره تتمايل عليه و هي تبتسم بدلال ابتسم بداخله و هو



 يكشف ما تنوي فعله تاركاً إياها نفعل ما تريد لتسنح له الفرصة أن تصبح قريبة منه بإرادتها ليحاوط خصرها لتعبث هي بياقة جلبابه و هي تقول : بقولك أية يا مهورتي 


_ مهورتي !!!!


نطق بها مهران باستغراب لتهز هي رأسها بايجاب و علي وجهها ابتسامة واسعة همهم هو و هو يقول : جولي 


تنحنحت و هي تضع يدها علي كتفه قائلاً : ما ترجع الخدم تاني و ارحم امي و اذا كان علي امبارح فانا اعتذرت 


هز رأسه بايجاب و هو كان يتوقع هذا منها امسك بيدها يبعدها عنه و هي تقول : شوفي عتعملي أية يا بندرية 


صكت علي أسنانها بغضب و هي تبتعد عنها تأففت بضيق و هي تقول بحدة : تعرف و الله انك رخم بكرهك 


هز رأسه بابتسامة و هو يقول بهدوء : زين 


نظرت إليه بشك لتذهب الي المطبخ و هي تدب بالأرض بقوة و اعتراض 


***********************************

كان يراقبها من خارج نافذة المطبخ المطلة علي الخارج كان تدور حول نفسها بحيرة و هي تضع أي شئ يأتي بيدها في حلة الطعام و أشعلت النار و تركتها .. لتقطع حبات الطماطم



 الطازجة و تضعهم بدورق الخلاط الكهربائي لتضغط علي زر التشغيل و اذا بها تشهق بقوة و هي تجد حبات الطماطم تخرج بوجهها و تغرقها بعصرتها لتضغط علي الزر تغلقه سريعاً و تفتح



 فمها و تقف كتمثال تبعد ذراعيها عن جسدها و قد اصبحت حمراء كلها من أثر عصرت الطماطم صكت علي أسنانها بغضب و هي تقول بعصبية و هي تقفز من محلها : منك لله يا مهران ربنا ينتقم منك 


لتركض هي الي الاعلي لتغتسل و تغير ملابسها و هو يضحك بقوة في الخارج علي مظهرها المضحك كان تبدو كـ مهرجة 


نظرت الي هيئتها المزرية بالمراه تغرق بالطماطم لتدلف الي المرحاض سريعاً اغتسلت و ابدلت ملابسها خرجت و هي تجفف خصلات شعرها تسب و تعلن به فتحت الباب لتنزل حتي أخر الدرج اتسعت عينها بصدمة قد نست أمر الطعام



 لتركض الي المطبخ وجدت دخان احتراق الطعام يتصاعد بالمطبخ كامل لطمت خديها و هي تركض لتطفئ النار لوت شفتيها و هي تحركها يميناً و يساراً : كدا مقتولة مقتولة 


ليدلف هو الي المطبخ ليستند علي باب المطبخ ينظر إليها و هو يهز رأسه بلا فائدة لترفع هي يدها باستسلام و هي تقول : بص يا باشا انا حاولت و فشلت فاي بقي ارحم امي 


فشل في أن يخفي ابتسامته علي مظهر ليطلق ضحكاته المجلجلة ليتقدم منها و هو يهز رأسه بايجاب و هو يقول : بكفياكي أكده و تعالي وياي


امسك بيدها ليجذبها معه و هي تبتسم و تقول بسعادة : احلف اني خلاص كدا اوف يا اخي اخيراً 


اجلسها علي طاولة الطعام و أزاح الغطاء عنها ليظهر الطعام بكل ما لذ و طاب اتسعت عينها بصدمة هل كان الطعام جاهزاً و هي تقوم بشئ لا تعلم عنه فكرة واحدة صكت علي أسنانها



 رادفة من بينهم بغيظ : انت بتمرمط فيا من الصبح و انت عارف ان مش هيطلع من تحت ايدي حاجة و انت عارف ان فيه اكل مطبوخ 


هز رأسه بابتسامة سمجة و هو يشرع في تناول الطعام بأريحية لتشير الي نفسها و هي تقول : انت مرمطني يا مهران .. و فين بابا


مهران بهدوء : في الأرض مع مصطفي 


قبضت علي كف يدها و تقدمت منه و طرقت علي كتفه بقوة و هي تقول : و الله و انت قاعدلي هنا تأمر و تنهي 


امسك بيدها و بلحظة كان يحبها لتسقط جالسة علي قدمه يحتبسها بذراعه الايسر و هو يكمل طعامه و كأن شيئاً لم يكن تلوت بين يديه و هي تصرخ به : سيبني كدا يا عم انت اوعي كدا 


لم يرد عليها إنما دس بفمها بعض لقمات من الطعام صمتت و هي تستلذ بالطعام لتعتدل علي قدمه و لم تتذكر بالأساس انها تجلس علي قدمه لتقول : مين اللي عامل الاكل ده 


مدت يدها و بدأت في تناول الطعام و هو يقول بهدوء و علي وجهه ابتسامة مشرقة : نعمة 


امتلئ فمها بالطعام و هي تقول بتلذذ : تسلم ايديها فعلا و الله 


انتهوا من تناول الطعام لتقف هي عن قدمه و هي تقول : انا هغسل ايدي الاكل تحفة 


لحظة اثنان تنقل بصرها بين قدمه و وجهه لتصرخ بغيظ و هي تقول بطريقة مضحكه : انت اتغرغرت بيا و قعدتني علي رجلك و كلت من الاكل ده و نسيت اللي عملته يا دحلاب يا سوسة 


ليقف من مقعده مرة واحدة لتشهق و هي تعود إلي الخلف خطوتين بخوف من بطشه تقدم منها ببطئ و هي تدعي بسرها أن لا تعاقب مرة أخري ليسير من جوارها حتي يغسل يده و هو يقول : علي فوج 


لتركض سريعاً الي الاعلي تغتسل و تخرج من المرحاض بتوتر لتجده أمامها ابتسمت ببلاهة و هي تقول بهدوء : تعرف يا مهران كل اللي بقوله ده هبل و من ورا قلبي و الله 


هز رأسه بايجاب و هو يقول بتهكم : و انتي عتجوليلي


نظرت إليه باستعطاف و هي تقول بهدوء : مش انا مراتك بردو 


ليجلس علي الفراش و هو يرفع كتفيه يقول بسخرية : مفكرهاش دي 


لتقترب منه و تربت علي كتفه قائلة : لا أن شاء الله تفتكر يا مهران متيأسش 


جذبها إليه يحتبس قدمها بين قدميه يثبتها بالأرض و هو يقول : عتحبيني مش أكدة 


لا تعلم لما تشعر بالحرارة تسير بجسدها بالكامل حتي تسربت الحمرة الي وجنتيها التي احمرت و هي تقضم شفتيها بخجل و هي صامت كرر جملته و هو يقول بإصرار : أكدة يا زهرة صوح 


ابتسمت بإحراج و هي تهز رأسها بخفة وقف قبالتها امسك بوجهها بين راحتي يده يدني منها يقبل ثغرها بلهفة سرعان ما استجابت له تلف يدها حول رقبته تقرب نفسها منه أكثر ابتعد



 عنها يستند بجبهته فوق جبهتها و هي تلهث مغمضة العينين ليتحدث هو يهمس و أنفاسه الحارة تلفح بشرتها : رايدك مرتي يا زهرة 


هدئت أنفاسها لتفتح عينها تنظر إلي عينه تشع صدق يكفي مشاكسة يكفي الي هذا الحد يريد حياة مستقرة بينهم و هي


 أيضاً تريد ذلك و كأن نظرته بها امل نعم تلاحظ ذلك هزت رأسها بايجاب و ابتسامة عاشقة تزين ثغرها كانت إشارة منها بموافقتها علي وجودها في حياته بين ضلوعه سيدة علي



 عرش قلبه العاشق لها حد النخاع كان يبادر في أن يبدأ حياتهم معاً زوجته و حبيبته و ملكته مشاكسته يحتويها بين ذراعيه أصبحت ملكه الآن لن يسمح لها بالابتعاد و لا يسمح لنفسه



 بالتقصير بحقها سيمد يده لها بحياته لتكون الفائزة الوحيدة بها و ستكون محررة قلبه من الجمود و سيكون هو لها محب عاشق يحاول قدر الإمكان أن ينسيها من عاشته و ما مر بها زهرته الخالدة بحديقة قلبه 


الفصل العشرون 


يستقبلها هو بين ذراعيه تحتضنه تحاوط خصره تريح رأسها علي صدره موضع قلبه و هو يحاوط كتفها يدفن رأسه بشعرها الغجري يستنشق رائحته شاردة هي بنقطة معينة لا تزيح عينها عنها ضيق عينه باستغراب و شك من حالتها الصامتة هل



 شعرت أنها تسرعت بقرارها حين أصبحت زوجته قولاً و فعلاً امسك بذقنها يرفع رأسها إليه نظر إلي عمق عينها لعله يستدل علي اي شئ بيهما ليتحدث هو بقلق : فيكي حاچة يا زهرة 


هزت راسها و هي ترد بهدوء متنهدة بحرارة : سرحانة 


قبل رأسها و هو يقول بهدوء مصطنع يخفي ما بداخله من قلق : في أية


رفعت رأسها له تنظر إليه نظرة لاول مرة يجدها تزين عيونها البنية نظرة مخالطة بين سعادة و حزن لا يعلم ايهما اصح زفرت أنفاسها بهدوء و هي تعتدل بجلستها لتكون بجواره و



 تسند رأسها علي كتفه : ١٩ سنة اتحط فوقهم ١٩ زيهم من عمري و انا معرفش يعني أية حياة زي باقي البني ادمين يعني حياتكم الطبيعية دي انا معرفتهاش غير علي ايدك 


ابعدت رأسها عن كتفه و أمسكت بكف يده بين راحتي يدها تنظر إليه نظرة عاشقة متيمة به حد النخاع و هي تقول : يعني هي دلوقتي الدنيا ضحكتلي بجد انا خايفة تكشر تاني يا مهران 


أدمعت عينها و هو تمسد علي وجهها بنعومة و هي تقول : و انا مش قدها لو كشرت تاني يا مهران بهدلتني و معدتش قدرلها


ارتعشت شفتيها ببكاء ليضع يده خلف رأسها يجذبها إليه يحتضنها لتبادله هو احتضانه و هي تبكي بصوت مرتفع لاول مرة أمامه تدفن رأسها بكتفه و هي تبكي بقوة لقد اتي حلو


 الدنيا و لكنها خادعة لا يأمن فيها أحد تخشي المرارة بعد المذاق الحلو سيكون اصعب بكثير .. أخذ يربت علي خصلات


 شعرها يحاول تهدئتها حتي اعتدلت هي مبتعدة عنه قليلاً وجنتيها حمراء مع ارنبة أنفها كان مظهر رائع مسح هو دموعها بابهامه ابتسم بوجهها و هو يقول بهدوء منافي دقات قلبه



 العالية التي تطرق بعنف منذ أن ارتمت بين ذراعيه تبكي مزقت قلبه بحق : اني چارك يا زهرة معفوتكيش اني واصل اوعاك اسمع منيكي الحديت العفش ده تاني موثجاش (مش واثقة)فيا و لا اي


ابتسمت و هي تنظر إليه متأملة إياه لتضحك فجأة و هي تقول : انا اه مطلعة عينك و مبهدلاك بس و الله بحبك انا لما بحب حد ببقي كدا عايزة أبين اني بكرهه و دي قمة الحب بالنسبة لي 


طرق بيده علي رأسها بخفة و هو يقول : بجي أكدة 


هزت رأسها بايجاب و هي تقول بمرح : اينعم 


امسكت بيده مرة أخري تحتضنها و هي تقول : تعالي نتكلم شوية يعني مثلاً لونك المفضل أية 


عقد قدمه أسفله و هي تجلس مستعد أن يتحدث معها الي نهاية العمر لن يمل ليتحدث بهدوء : اسود 


لتشير الي نفسها بسبابتها و هي تقول : انا بقي بحب


_ الابيض


سبقها بالحديث و هو يتحدث بثقة ونظرت إليه باستغراب و هي تقول بهدوء : صح .. اكتر اكل بتحبه


بهدوء و رضا تحدث : كل الوكل نعمة من الكريم 


ابتسمت زهرة و هي تقول : انا بحب 


ليسبقها مرة أخري و هو يقول : كل الوكل الا الحاچات اللي مچربتهاش جبل أكدة 


نظرت إليه بتعجب و هي تقول باستغراب : هو في أية انت تعرف منين


رفع يده يعد علي أصابعه و هو يقول اشياء تلو الأخري : معتخافيش من حاچة واصل الا الخيل و الكلاب .. معتحبيش تاخدي حاچة من اي حد 


أوقفته و قد تخصرت و هي تقول : بس في حاجة عمرك ما هتعرفها لو عرفت كل حاجة عني 


قلب شفتيه السفلية و هو يقول بلا مبالاه : معترفيش الجراية (القراءة) مش أكدة 


اشهرت سبابتها أمام وجهه و هي تقول بغيظ : كنت عارف يعني 


هز رأسه بايجاب لتقول هي بغيظ و هي تلكمه بصدره : و كنت عمال تحط المصحف قدامي و انا هموت و اقرا فيه و مش عارفة 


امسك بأذنها يضغط عليها بقوة و هو يقول بحدة : عشان مجولتليش و روحت لمصطفى يعلمك مصطفي چالي كل حاچة


تأوهت و هي تحاول إزاحة يده عن اذنها لتصرخ به بألم : كنت مكسوفة 


ابعد يده عنها و هي تقول بتهكم : عتختشي جوي 


لتتحدث باعتراض : اه علي فكرة كنت مكسوفة اقولك عشان متتريقش عليا 


لتستند برأسها علي كتفه مرة أخري و هي تقول : كنت حباك تشوفني بصورة حلوة مش واحدة كمان جاهلة كان نفسي تحبني 


حاوط كتفها و هو يقول برزانة : انتي خابرة اني اكبر منك ب ١٥ سنة 


هزت رأسها بايجاب و هي تقول : أيوة عارفة عندك ٣٤ سنة بالتمام و الكمال يا باشا 


ليتحدث مرة أخري : يعني اعجل (اعقل) منك بكتير و معفكرش زيكي اني 


ابتعدت عنه و هي تلوح بيدها بلا مبالاه و هي تقول : ما خلاص يا عم بقي هي ناقصة ذل في اهلينا


امتعض وجهه باشمئزاز و هو يقول بسخرية : لسانك عينجط (بينقط) شهد 


رفعت يدها أمام وجهه و هي تقول بتهكم : لا و انت ماشاء الله عليك عسل عـــســـل 


اخذ جلبابه يرتديه و من ثم خرج من الفراش الي المرحاض دلف الي الداخل و التفت إليه يشير بسبابته إليها بتحذير و اغلق الباب لتتسطح هي علي الفراش و هي تضحك بقوة



 سعادة يا الله شعور غريب يراود قلبها شعور انتشلته الحياة منها عنوة ترجو الله أن يعود إليها و لو قليلاً من ما أخذته الأيام منها 


**********************************

مشطت خصلات شعرها و جعلته علي هيئة ذيل حصان و جلست علي الفراش تنتظر رجوعه من غرفة والدته و هي


 تمسك بأوراق و أفلام جلست علي الفراش تضع يدها أسفل ذقنها و هي تنظر إلي عصاه ابتسمت بشرود و هي تتذكر كيف



 كانت لمعة الامل بنظراته لمعة امل لموافقتها علي أن تستقر معه أن تكون أكثر من زوجة بالاسم فقط يكفي ما تفعله من موافق تجعله يجن منها عشقته ماذا تفعل فاقت من شرودها



 علي صوت باب الغرفة يغلق التفتت لتجده يدلف من باب الغرفة قفزت من الفراش سريعاً لتقف امامه و هي تمد يدها بالاوراق و هي تقول بابتسامة واسعة : انا جاهزة يا ريس


امسك منها الاوراق و ضيق عينه يقول بمكر : چد (بجد)


هزت رأسها بايجاب و هي تقول بحماس و هي تصفق بيديها : اه و متحمسة اوي كمان 


ابتسم بخبث و هو يلقي الاوراق علي الأريكة و و يجذبها من ملابسه إليه يحاوط خصرها يمرر يده علي رقبتها بهدوء و بطئ صعوداً و هبوطاً و هو ينظر إليها قائلاً : معضيعش حماسك ده أبداً 


قربها منه أكثر و دني حتي يقبل ثغرها لتبعد هي و هي تقول بخضة : أية ده أية ده متفكر كويس يا بغل انت 


ابعدت يده عنها و ابعدت خطوة الي الخلف تخصرت و هي تقول : هو انت تفكيرك كله حاود شمال كدا لية 


لاعب حاجبيه بمشاكسة و هو يتقدم منها قائلاً : انتي رايدني افكر كيف 


تخطته بحذر و أمسكت الاوراق و اشهرت بهم امام ناظريه : انا مؤدبة حماس تعليمي يا بابا 


امسك منها الورق بعبوس و أشار لها أن تجلس و هو يقول : اجعدي خلينا نخلوص من حماسك ده 


جلست اعلي الفراش تحرك قدمها بالهواء بانتصار و هي تقول : ابدأ يا عم بقي متبقاش كسلان 


جلس بجوارها ملاصق لها و بدأ بكتابة بعض الأحرف ابتعدت هي قليلاً لتسيطر علي عقلها و تستوعب ما سيكتب ليقترب



 منها مرة أخري مد يده من خلفها يستند بيده علي ظهر الفراش ابتلعت ريقها بتوتر اكبر لتمسك بيده تبعدها و هي تقول : هو أي توتر و خلاص يا عم خلي ايدك جنبك 


كان متلاصقين بشدة يكاد أن يلتحما ليضع يده علي قدمها و هو يقول ببراءة : يدي چاري اهه 


شهقت و هي تبعد يده عن قدمها و هي تقول بتحذير : مهران متستعطبش 


امسك بها يجذبها و هو يدني يقبل ثغرها بقوة و شغف ما هي إلا لحظات حتي وضعت يدها حول رقبته تحاوطه باستجابة .. ابتعد عنها و هي تلهث استند جبهته علي جبهتها و هو يقول بمزاح : ما جولنا چاهزة من للاول 


اقتربت أنامله من ملابسها يحاول أن يتخلص منها إلا أنها أمسكت بيده و هي تقول بحدة : مهران 


ابتعد عنها قليلاً يرفع يده باستسلام و هو يقول : بعدت اهه 


كتب خمس حروف أبجدية أولية و بدأ يشير إليهم و هو ينطق بهم حتي يعلمها نطقهم و هي تردد خلفه اعطاها ورقة فارغة و هو يقول : اكتبيهم أكدة 


كتبت زهرة الحروف بلحظات و هي تناوله الورقة بحماس و ابتسامة واسعة علي ثغرها نظر الي الحروف بتقييم و خطها



 الغير مقبول بالمرة لكن الاحرف صحيحة ليهز رأسه بايجاب و هو يبتسم بهدوء قائلاً : براوة عليكي 


صفقت بيدها كالاطفال و هي تقول : بجد يا مهران 


هز رأسه مرة أخري و هو يقول : احنا بقي عنعمل اتفاج (اتفاق) كل مرة عتكتبي صوح أكدة 


ليميل إليها و يقبل وجنتها سريعاً و يقول : يبقي دي چايزة 


أخرجت لسانها بسخرية و هي تقلده بطريقة مضحكة و من ثم تنظر إليه بحدة و تقول : لا طبعاً احنا هنهزر


ليترك الاوراق من يده و هو يقول : يبجي مرايدش نكمل


زهرة بسرعة و هي تناوله الاوراق مرة أخري : لا لا خلاص يا عم موافقة بس اقولك انا احنا نسجل و بعد ما نخلص نصفي حساباتنا عشان نركز


هز رأسه بايجاب و اكمل تعليمها نصف الأحرف الأبجدية لسرعة فهمها و قدرتها علي الاستيعاب و هذا اثر حماسها وضع الاوراق اعلي وحدة الادراج و هو يقول بابتسامة لعوب : عنصفي حساباتنا بجي 


قفزت علي الفراش و هي تركل بالهواء بقدمها حتي لا يقترب قائلة : ولاه اقسم بالله لو قربت لهشقك نصين 


كانت جدية و ملامح حادة تتحدث بكل شراسة ليمسك بقدمها التي تلوح بها بالهواء هكذا يجذبها لتسقط علي الفراش بقوة



 تأوهت بألم في حين جثي هو فوقها يبتسم بالتواء و هو يضع يده بجوار رأسها و هو يقول بحدة مصطنعة : كنتي عتعملي أية


حاوطت وجهه و هي تبتسم بهدوء لترفع نفسها إليه تقبل وجنته بنعومة و هي تقول : مشكلتك يا مهورتي انك بتصدقني علي طول مش عارفة بتصدق واحدة زيي لييية يا بني بس 


جلجلت ضحكته عالية و هو يهبط ليقبل وجنتيها يأخذها معه الي عالمه السعيد الخالي من اي حزن كانت تعيشه بالسابق


***********************************

صباح يوماً جديد استيقظت هي تسبقه نظرت إليه بابتسامة سعيدة اتكأت علي يدها تنظر إليه بحب و نظرات متيمة به



 فتح عينه الكحيلة حين شعر بها تتحرك بجواره استقبل شمسها الساطعة و طلتها المبهرة بابتسامة عريضة و هي يتماطع قائلاً : اصباح الخير 


اعتدلت شمس بجلستها و هي تقول بنبرة حنونة تخرج من أعماق قلبها : اصباح النور يا مصطفى


ليجلس هو الآخر بجوارها يفرك بعينه حتي يستفيق و هو يقول : امي صحيت


هزت رأسها بنفي و هي تقول بهدوء : معرفاش عنزل اطل عليها


كادت أن تخرج من الفراش إلا أنه امسك بيدها يمنعها من الذهاب و هو يقول : لع خليكي دلوج عننزل 


همهمت و هي تنظر إليه يوجد سؤال يدور بعقلها و يظهر بعيونها و لكنها لا تسأل ليقول بتعجب : رايدة حاچة يا شمش


ابتسمت و هي تهز رأسها بايجاب لينظر إليها بتساؤل لتقضم شفتيها و هي تقول : رايدة اطل علي امي جلجانة جوي عليها


هز رأسه بايجاب و هو يمسد علي وجهها امالت علي يده برأسها و هي تقول : عتاچي امعاي مش أكدة 


مصطفي بحدة : ميتي عسيبك تروحي أكدة لحالك


لتقفز عن الفراش سريعاً و هي تقول : عغير خلجاتي


أشار لها بالموافقة و هو سعيد انها اختارت اليوم المناسب اليوم سيذهب إلى القاهرة ليبتسم بانتصار 


***********************************

فتحت عينها ببطئ و هي تتماطع حتي تستفيق لتجده يقف أمام المراه يرتدي ملابس كلاسيكية حله من اللون الكحلي



 يبدو بها وسيم للغاية ابتسم لا تلقائياً و هي تجلس معتدلة تهمس باسمه التفت اليها مهران و هو يبتسم بهدوء تقدم منها ينحني إليها يقبل جبهتها و هو يقول : اصباح الخير يا زهرة 


نظرت الي هيئة الخاطفة و هي تقول باستغراب : انت رايح فين كدا علي الصبح 


التفت يمشط خصلات شعره و هو يقول ببساطة : مصر


انتفضت تجلس علي ركبتيها و هي تقول بسعادة : بجد طب طب خدني معاك يا مهران بالله عليك


نظرت إليها من اعلي كتفه و هو يقول بلا مبالاه : لع 


لتقفز خارج الفراش و تقف أمامه و هي تقول : لا لية يا مهران عشان خاطري 


وضع الفرشاه من يده و ارتدي ساعته و هو يقول : جولت لع 


امسكت بطرف سترته و هي تجذبها و تقول بالحاح طفولية : لو بتحبني يا مهران عشان خاطري بقي مش هضايقك هفضل في العربية و الله و مش هتحرك بس بالله عليك وحشتيني القاهرة 


أزاح يدها بنفاذ صبر و هو يقول بأنزعاج : خلاص غيري خلجاتك دي و انزلي عستني تحت 


امسكت بيده سريعاً و هي تقول بسرعة : لا انت هتضحك عليا يا مهران و هتمشي انا مش عيلة صغيرة 


ربت علي خصلات شعرها و من ثم يجلس علي الفراش و هو يقول : عستني اهناه عشان تبجي متوكدة 


لتفتح خزانة الملابس و بلحظة تأخذ ملابس لها و تدلف الي المرحاض لتغتسل و ترتدي ملابسها سريعاً 



خرجت من المرحاض بعد ارتدت ملابسها وضعت حجاب علي رأسها بإهمال و هي تقول و هي تلهث : خلصت 


وقف و هو يغلق أزرار سترته و هو يعدل من حجابها لتركض هي تسبقه الي الخارج مستعدة الي رحلة القاهرة مجدداً 


***********************************

تجلس بجواره بالقطر تضع رأسها علي كتفه تغفو بشكل لطيف وصلوا الي القاهرة ليمسك بها بهدوء يربت علي كتفها حتي تستيقظ فتحت عينها و هي تفرك بعينها بضيق و هي تقول : في أية 


مهران بلطف : وصلنا


هزت راسها و هي تنظر حولها وقف هو و أمسك بيدها ليخرجوا من القطار ليتحدث مهران بهدوء : عم مرزوج (مرزوق) چاي دلوج 


هزت راسها و هي تقول : عطشانة اوي ممكن تجبلي ماية


ابتسم بحب و هو يهز رأسه بايجاب تقدم من أحد المحلات الصغيرة البقالية لشراء زجاجة من الماء أخرج من جيبه المال و



 وضعه أمام الرجل التفت بابتسامة ليناولها الزجاجة سرعان ما تلاشت ابتسامته 


و هو لم يجدها خلفه قبض قلبه و سقطت الزجاجة من يده و اسودت عينه و هو يلتفت حوله بضياع

          الفصل الواحد والعشرون من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-