أخر الاخبار

رواية زهرة فى مهب الريح الفصل الثالث والعشرون والربع والعشرون بقلم اسماء ايهاب


 

رواية زهرة فى مهب الريح

بقلم اسماء ايهاب 

الفصل الثالث والربع  و العشرون 


صدمة أحاطت به و هو يجدها معلقة بالهواء و أسفلها السنت اللهب تتصاعد و بأي لحظة سوف تسقط و خصوصاً أن حمدان امسك بالحبل يده و المقص بيده الأخري صرخ صرخة عالية



 باسمها من أعماق قلبه و تليها صرخات عالية .. نظر حوله ليجد اي شئ يطفئ هذه النيران لكن لا يوجد اي شئ المكان فارغ من اي شئ وجد بعض العثرات الصغيرة امسك بها و صوب نحو حمدان و ألقاها اتجاه ليصدر حمدان جسد زهرة لتصيب احدي العثرات جسدها ليضحك حمدان بقوة و معه المعلم



 بدوي أنه يؤذيها بدل من أن ينفذها بقي عاجز ليركض سريعاً حيث السلم ليصعد عليه سريعاً ليوقفه حمدان و هو يقول بجمود و غل : خليك مطرحك يا عمدة  لو طلعت عجطع الحبل ده و مش عتلحج تعمل حاچة


شدد مهران علي خصلات شعره بعصبية و عادت أدراجه الي الأسفل مرة أخري في حين تململت زهرة و هي معلقة تفتح عينها ببطئ و قد استفاقت أثر تلك العثرة الرؤية أمامها



 مشوشة للغاية دقائق و صوت مهران العالي بدأ في الوضوح بأذنها و بدأت تدريجياً في تذكر كل شئ اتسعت عينها حين لاحظت انها معلقة بالهواء و ليس أسفلها شئ نظرت إلي



 الأسفل لتجد نيران مستعرة تنبعث من أسفلها و تتوهج شيئاً فشئ و رأت مهران بمفرده بالاسفل مع بدوي و رجاله التفتت برأسها لتجد حمدان يقف ينظر إلي مهران بابتسامة شامتة



 لتصرخ بأسم مهران بصوت عالي حين انتبه مهران اليها رفع رأسه إليه حمد ربه انها استفاقت ليرفع يده إليها و هو يقول بنبرة متلهفة : متخافيش يا زهرة اني أمعاك اهه 


نظرت الي بدوي بغضب شديد و هي تقول و هي تصك علي أسنانها بقوة : نزلني يا بدوي الكلب 


صدحت ضحكات بدوي بالارجاء مجلجلة مستفزة و هو يمسد علي وجنته المشوهة اثر استباحتها بالسكين و هو يقول : خايفة يا قطة .. تؤتؤ متخافيش البطل القومي معانا اهو 


ليهجم مهران عليه يضغط علي رقبته بقوة و هو يقول بتهديد : نزلها 


احمر وجه بدوي بشدة و بدأ بالسعال بشدة و هو يحاول إزاحة يد مهران عنه ويأتي رجاله ليمسك أحدهم من خصره يبعده عن بدوي و الاخر يحاول تخليص بدوي من بين براثن مهران 


طرقع حمدان يده و هو يمسك بالحبل بيده و يحركه لتتأرجح زهرة كالعرائس الماريونيت تحركها الخيوط لاول مرة تشعر بكل هذا الزعر سوف تقع بالنار سوف تموت محترقة متفحمة




 ليصرخ برعب باسم حبيب القلب الذي من الممكن أن تكون اخر مرة لها أن تنطق باسمه ان تري وجه أن تستمع إلى صوته تصرخ و تصرخ بهستيرية و هي تحاول أن تعود إلي المكان الخشبي لتتمسك باحدي اعمدته الخشبية السميكة و لكن




 حركات حمدان الدائرية زادت من صرخاتها و هي تغمض عينها مستعدة للسقوط صرخ به مهران بحدة و بقي حالة من الشد و الجذب و صراخ خائف من زهرة و صراخ غاضب من مهران الذي يهدد بالقتل و بنظراته الوعيد امسك حمدان الحبل و ألقاه بعيدا و مد يده 


**********************************

في القصر كانت تقف مع والدتها و الطبيب يفحصها انتهي الطبيب من الفحص لتدثر شمس امها بالغطاء و هي تجلس بجوارها علي الفراش نظر مصطفي الي الطبيب و هو يقول : خير يا دكتور


دون الطبيب بعض الاشياء و من ثم قطع الورقة و مد يده بها الي مصطفي و هو يقول بعملية شديدة : الحاجة اتحسنت جدا قطعت شوط كبير جدا في العلاج يعني اظن أنها ممكن دلوقتي تتقبل العلاج الطبيعي 


احتضن شمس ذراع والدتها و هي تتمتم بالحمد بسعادة غامرة خرج مصطفي مع الطبيب يوصلوا ليجد ايوب يجلس شارد و



 هو يشعر أن كل شئ يتسرب من بين يده و يصبح هباء وضع يده علي رأسه و هو يتنهد باختناق يجلس بعجز هكذا ما بيده



 حيلة ليفعلها جلس مصطفي بجواره بعد أن ذهب الطبيب ربت علي كتفها بهدوء و هو يقول : اتصبر يا خال دلوج عتلاجي مهران و زهرة دخلين من الباب ده 


زفر ايوب ما بصدره من ضيق و هو يقول بهدوء : كنت شباب و مجدرتش احافظ علي مرتي و لما بجيت مش جادر و عاچز أكدة مجدرش ارچع بتي


شعر مصطفي بما داخل ايوب يعلم كيف كان خاله قبل كان يخشاه الكبير قبل الصغير و منذ رحيل زوجته و اصبح غير قادر علي اي شئ امسك بيده يربت عليها بهدوء و هو يقول : انت كبيرنا يا خال متجلجش مهران معيهملهاش واصل و اني شيعتله رچلتنا في مصر


رفع ايوب رأسه لاعلي يدعو المولي أن تنجو ابنته دون أن يخسر اي منهم .. نزلت شمس الي الأسفل تجلس بجوار عمها و هي تحتضنه و تقول : اني معارفاش كل ده چالنا من فين اني واثجة في مهران 


ليحاوط ايوب كتفها و هو يستند برأسه علي رأسها و هو يقول بتنهيدة طويلة : يارب يا بتي يارب 


**********************************

القي حمدان الحبل بعيداً ليعلق بعمود اخر بعيد عن متناول يده تقدم هو من حافة الجزع الخشبي الواقف عليه مد يده ليمسك



 بها و هو ينظر إلي مهران بشماتة و هو يمد يده و يتمايل أكثر حتي يصل إليها و هو يقول : معرفش تعمل حاچة عتشوف مرتك و هي عتتحرج حصاد عينك 


صك مهران علي أسنانه بقوة و هو لم يعد يتحمل أكثر كاد مرة أخري أن يصعد الي الدرج إلا أنه أوقفه مرة أخري و هو يقول : اوعاك تجرب يا عمدة 


انتهي جملته الساخرة تزامناً مع صرخت زهرة به أن يبتعد حتي لا يتأذي تراجع هو بألم و هو يشعر بالعجز و هو ما زاد غضبه و توعده أكثر و اكثر 



_ ضحك حمدان بقوة و هو يجده يتراجع بخوف علي تلك الذي مازال يحاول الوصول إليها .. دب بقدمه و هو يحاول الوصول إليها و الاتزان بآن واحد ليسقط قطعة من الخشب



 أسفل قدمه شهقة عالية بخضة صدرت منه و هو يسقط عن الألواح الخشبية و يتمسك بـ بقايا الاخشاب المكسورة حتي لا يسقط و هو يصرخ مستنجداً باي احد يخلصه قبل سقوطه 




_ و بفطرة و تلقائية صعد مهران سريعاً حتي يساعده و لكن و قبل وصول مهران إليه انزلقت يده و قد كسرت قطعة أخري


 من الخشب و دوت صرخته زعراّ و هو يسقط بالنيران الملتهبة في حين صرخت زهرة بخضة و صدمة من ما حدث بسرعة البرق و كأن النيران جذبته الي الأسفل و نهاية مأساوية لظلم



 طاغي طغيان اتي الي باله و عقله و هو لا يتخيل أنه سيزول عن الحياة و أنه باقي و لكنه لا يعلم أن البقاء لله وحده جل جلاله لن يخلد بها احد و من ظن أن النهاية لا تأتي فأنها 




سريعاً انتهت حياة رجل مليئ الحقد قلبه و عمي عينه عن كونه زوج و اب عن كونه انسان تلاقت النيران مع جسده تنهش منه نهشاً و ترتوي به و هي تأكل لحمه و تفتت عظامه .. وقف مهران في



 الاعلي ينظر إلي النيران الموجود به جثة والده الذي ذهب إلي دنيا الحق اغمض عينه بأسي و هو يتمتم بهدوء : أن لله و ان اليه راجعون


وصل إلي العمود الخشبي المعلقة به زهرة امسك بها يحتضن جسدها بذراعه يشدد عليها و هو يفك الحبل بيده الأخري حتي



 لا تسقط .. فك رابطة الحبل و ألقاه و هو يتراجع بها عن الحافة و هي بين ذراعيه سقط علي ركبتيه بها التي انزلقت بين يديه من فرط التوتر و الخوف الذي خاضه لاول مرة



 تعلقت هي برقبته بشدة تتنفس الصعداء و قد كانت علي حافة الموت امسك برأسها يدفنها به و هي يشدد علي احتضانها رفع رأسه يقبل رأسها ليلمح بدوي يصوب سلاح ناري باتجاه دفع



 زهرة خلف ظهره و هذا اخر ما فعله في حين أطلق بدوي عليه طلقة نارية إصابة ذراعه .. صرخة عالية أطلقتها زهرة برعب و قد تأكدت أن بدوي قد إصابة .. ابتسم بدوي بانتصار و هو يشير إلي رجاله و هو يقول بحدة : بسرعة يلا بسرعة 


تحركا بدوي مع رجاله للخروج الا أنه وجد رجال مهران يقفون يتصدون ألي الباب و قد وصلوا للتو امسك بهم بعض من الرجال ينتظرون الشرطة وسط مقاومة هائلة منهم و دلف رجلين ليطمئنون علي سلامة سيدهم 




_ و بخوف شديد امسكت به و قد نزف ذراعه الدماء تهانفت هي و هي تراه يغمض عينه بألم شديد لمست أناملها صدره و هي تقول بتلعثم و خوف شديد : مهران عشان خاطري اوعي يجرالك حاجة 


ابتسم مهران ببهوت و هي تمسح علي وجهه بعض حبات العرق التي تجمعت علي جبهته أمسكت القطعة الطويلة من بلوزتها



 مزقتها و وضعتها بالمكان المصاب هو به و تضغط عليها حتي يتوقف النزيف .. ارتجفت شفتيها ببكاء و هي تجده يتألم مسدت علي خصلات شعره و هي تقول برجاء : مهران 


امسك بيدها يلثمها بقبلة محبة و هو يقول بهدوء يحاول أن يخفي ألمه : متخافيش عليا اني زين 


زهرة بعصبيتها المحببة لقلبه : زين أية و زفت أية بس 


التفت الي الأسفل حين وجدت صوت أشخاص يدلفون الي الداخل وجدت احد منهم ينادي باسم مهران لتصرخ به : اطلع بسرعة يا عم انت لسة هترغي الراجل هيموت 


استند مهران علي الحائط و هو يقف و يشير بيده الأخري إلي ذلك الرجل أن يتوقف بمكانه نظر إليها بحدة لتركض تحاول أن



 تسنده .. نزل بها الي الأسفل ليتقدم منه أحد الرجال و هو يقول : العربية معانا برا يا مهران بيه هنوديك المستشفي .. و في مننا هيفضلوا لحد ما الشرطة تيجي 


هز مهران رأسه بايجاب و هو يحاول أن يصمد حتي يصل الي المشفي صعد الي السيارة و هي الي جواره تمد يدها لتضغط علي الجرح حتي يتوقف عن النزيف و بدأ ذلك الرجل بقيادة السيارة لتنظر إليه تتأمله في حين لم يبعد هو بصره عنها و



 كان قد مر مئات السنوات و لم يلتقون ببعضهم البعض عيون تتحدث و قلوب تتخاطب ام الألسن عاجزة عن قول اي شئ لمعت الدموع بعينها و هي تجده يمد يده ليمسد علي وجهها و شعرها الغجري المشعث 


_ وچعتي جلبي يا زهرة 


نطق بها مهران و هو لازال عينه مثبته على بؤبؤت عينها اللامعة بدموع : كنت خايفة اوي بس مش خايفة من الموت قد ما أنا خايفة مشوفكش تاني يا مهران 


استند برأسه علي رأسها يستنشق رائحتها و هو يقول : حجك عليا دي بجي مكنتش خابرها 


تنهدت بحرارة و هي تغمض عينها و هي تشعر بأمان .. وصل إلي المشفي القريب من ذلك المكان لينزل هو معها و يدلف الي المشفي و يسعفه أحد الأطباء 


**********************************

وصلت الاخبار الي مصطفي بالصعيد ليزفر بارتياح و هي يتمتم بالحمد بسعادة كبيرة اغلق الهاتف و هو ينظر إلي خاله بابتسامة واسعة و هو يقول : الحمد لله يا خال زهرة زينة و مفيهاش حاچة واصل 


وضع ايوب يده علي قلبه و هو يقول بارتياح : الحمد لله يا ولدي الحمد لله 


نزلت شمس من الاعلي و هي تقول بتساؤل : في أية يا مصطفى


مصطفي بابتسامة و هو يقترب منها : مهران و زهرة دلوج في امان 


قفزت شمس بسعادة تتعلق برقبته تحتضنه بشدة و هي تصرخ بفرح ليضمها هو الآخر و أخيراّ فعلت ذلك بإرادتها .. اتسعت عينها حين لمحت ايوب يضحك و هو يهز رأسه بسعادة لتبعد



 عن مصطفي علي الفور.  هي تهز رأسها بنفي انها لا تفعل ذلك الفعل المشين أمام عمها لتركض صاعدة الي الاعلي سريعاً في حين أطلق مصطفي ضحكاته العالية تدوي بالارجاء علي هروبها كاللصوص 


***********************************

قرر هو الخروج و الذهاب و الاستراحة في بيته بالقاهرة زفرت أنفاسها بغضب و هي تنظر إليه بضيق دبت قدمها بالأرض و هو يقول بعناد و تحدي له : ما تبطل بقي يا عم و اتهد و ارتاح شوية 


وقف هو و هو يمسد علي الضمادة التي تلتف علي ذراعه و هو يقول بنبرة غير قابلة للنقاش : جولت مفياش حاچة و عخرج 


تمتمت بكلمات غير مفهومة باعتراض و هي تسير أمامه ابتسم هو و هو يسير خلفها الي حيث منزله ليستريح و لو قليلاً و هو مطمئن انها بين أحضانه لن تبتعد مرة أخري 


_ فتح باب الشقة بيده السليمة ليدلف و هي خلفه عندما دلفت الي الداخل عصف الي ذكرياتها اول لقاء بينهما ابتسمت باتساع و هي تتخيل مظهره وقتها رزانته و هدوء و تتذكر أيضاً أنه



 كان علي احتمال انها ابنه عمه تقدمت لتقف امامه و تنظر إلي يده السليمة و من ثم تطرق بقبضة يدها بقوة علي كتفه و هي تقول بحدة : بكرهك اوي 


اتسعت عينه و قد تأكد له الآن أن هذا ليس مكانها المناسب مكانها المناسب هو مشفي الأمراض العقلية اجزم بداخله انها مجنونة بالفعل كل ما مر بهم و كل ذلك الخوف عليه و الآن



 تكره رفع كف يده يلوح به جوار رأسه حركة تدل علي كلمة (جنون) و هو يقول : انتي چري لعجلك حاچة يا زهرة 


تأففت و هي تغمض عينها لتعود الي وعيها و قد تذكرت أنه ليس الوقت المناسب الآن فتحت عينها و هي ترسم ابتسامة



 واسعة علي ثغرها لتتقدم منه أكثر تلف يدها حول خصره تحتضنه و هو يقف بصدمة من تصرفاتها شددت علي احتضانه و هي تقول : بس تصدق بالله وحشتني 


تنهد بصبر و هو يضمها بيده اليسري السليمة انحني يستند بذقنه علي كتفها و هو يقول : جلبي كان عيخرچ من مطرحه و انتي متشعلجة أكدة 


مررت أناملها علي طول ظهره ليقشر بدنه من أثر فعلتها و هي تتحدث : اخر امنية ليا لما فوقت و لقيت نفسي متشعلقة كدا اني احضنك و اقولك اني بحبك اوي و اني و الله مقدرش استغنى عنك و لا دقيقة واحدة 


قبل كتفها و التفت بوجه يقبل رقبتها برقة و هو يقول بهدوء : معحبش غيرك يا زهرة 


امسك بها و هو يسير بها و لازالت تحتضنه ليجلس علي الاريكة و يجلسها علي قدمه يحاوط خصرها و يضع يده المصابة بجواره استندت هي علي صدره تدفن رأسها برقبته



 تضرب أنفاسها رقبته و شفتيها مطبوعة علي رقبته و هو يقول : الحمد لله انك چاري دلوج معصدجش اللي حُصل ده 


_ و لا انا و الله بدوي مع حمدان اجتمعه ازاي يعني نور و هي في السجن رجعه تاني ازاي و حمدان لنا ارتمي في النار بدالي اتشهدت و كنت هموت من الرعب 


كانت تتحدث و شفتيها تتحرك ضد رقبته و حديثها يصور له أمام عينه و كأنه حقيقة ماذا أن لم يسقط حمدان بدلاً عنها كانت ستسقط كانت ستموت حتماً لم يكن ليراها مرة أخري



 وغزه قلبه بقوة و انقض يلثم ثغرها بقلبة قوية عميقة و هو يضغط علي مؤخرة رأسها يقربها اليه حاوطت عنقه تشدد هي الأخري من جذبها له 


_ ابتعد عنها ينظر إليها بابتسامة عريضة نظرت إلي عينه بضياع أمسكت بوجهه بين راحتي يدها لتستند بجبهته علي جبهتها و هي تقول بهمس لاهث : كنت عايزة اقولك من زمان اني بحبك يا مهران و الله العظيم بحبك


ابتسم باتساع ليضمها إليه ليضع رأسها علي كتفه و هي تقول : مش عايزة ابعد عنك ابدا حتي لو نصيبنا أننا نبعد متتخلاش عني يا مهران 


التفت بوجه ليهمس أمام شفتيها : معهملكيش واصل أني يا حبة جلبي 


لتنظر إليه و هي تشهر سبابتها امام وجهه و هي تقول : بس بص انا اللي في قلبي علي لساني يعني مهما اقولك متصدقش تمام 


هز رأسه بتفهم و هو يعلم ذلك لتبعد عنه و تقف هي و تقول : هنلاقي اكل هنا و لا اضطر البخ 


بحث عن هاتفه و لكن لم يجده ليشير الي الغرفة و هو يقول : چوا في تليفون تاني 


هزت رأسها بايجاب و هي تركض الي الداخل فتحت باب الغرفة و سرعان ما سمع صوت صرخاتها بفزع و رعب 


الفصل الرابع و العشرون 


سمع صوتها المرتعب بصرخة مدوية طرق بكف يده علي جبهته حين افطن ما بها ..خرجت و أغلقت الباب باقصي سرعة و هي ترتجف بخوف ..وقف هو حتي يري كيف ستهدئ لتركض هي



 إليه سريعاً تمسك بذراعه المصاب و هي تصرخ بارتعاب : كلب كلب اقسم بالله كلب و رحمة امي كلب كلب كبير في الآوضة 


يتألم هو و هي تضغط علي جرحه و تصرخ به امسك بيدها يحاول أبعادها عنه لكنها تتشبث به و هي تقفز و تقول بهسترية : كــلــــب بقولك كلب 


نزع ذراعه من يده المتشبثة به بقوة و هو يقول : هدي حالك يا زهرة اجعدي


نظرت اليه و الي ذراعه لتبتعد عنه علي الفور معتذرة و هي تجلس على الأريكة مررت يدها علي وجهها لتهدئ و هي تقول : معلش يا مهران مسكت ايدك المتعورة


جلس بجوارها و هو يربت علي كتفها حتي تهدئ تنفست الصعداء لتصمت قليلاً و من ثم تلتفت إليه بحدة و عينها تبرق بغضب و هي تقول : انت عارف اني بخاف من الكلاب و دخلتني الآوضة 


اغمض عينه بشدة و هو يستشعر الآلم بذراعه قائلاً بهدوء : هدي حالك تاهت عني دي يا بت الناس 


تأفف و هي تسأل بحيرة : الكلب ده هنا من أمتي و ازاي مين بيأكله و يشربه


نظر لها مهران و هو يقول برفق : ده كلب كانت خبطته عربية و اني لجيته و چبته اهناه و عم مرزوج بيحطله وكل و شرب 


ابتسم باتساع و هي تراه يتحدث و كأنه لم يفعل شئ بل هو عندها اكبر شئ هي إنسانة و لم تجد هذه المعاملة ليراعي هو



 كلب جريح هجمت مرة واحدة تتعلق برقبته و تقبل وجنته بقوة امسك بخصرها يحتضنها و هو يستغرب كم تتغير حالاتها



 المزاجية بين الدقيقة و الأخري بالفعل تصيبه بالجنون أبعدها لتجلس و هو يقف ليقول : اني عچيب التليفون و عكلم اي حد يچيبلنا وكل


هزت رأسها و جلست تستند بظهرها علي الأريكة براحة تنتظر هاتفه و بعد دقائق تجده يخرج من الغرفة و بيده الكلب الاسمر كبير الحجم لسانه الطويل للغاية يخرج بلهاث لتصرخ هي


 بصوت عالي يزعج السامعين و تقف علي الأريكة و هي ترتجف بخوف سمعت نباح الكلب يعلو و هو يتحرك في الوصول إليها



 لولا يد مهران المتمسكة به رفعت يدها تلوح بها باعتراض و هي تصرخ به هادرة و الخوف ينهش داخلها : مهران بطل هزار و ابعد الزفت ده عني


قرب مهران يده منها ليقترب الكلب أكثر و هي تصرخ بفزع و هي علي حافة البكاء و هي تقول بلتقائية : و حياة عيالك يا شيخ


ضيق عينه بخبث و علي وجهه ابتسامة من نفسها و هو يقول بمكر : لسة مچبناش عيال 


لوحت بقدمها و هي تقول بحدة : بطل قلة أدب أية ده 


ليسير مهران بالكلب يتقدم منها و هو يقول بغضب مصطنع : لسانك طويل جوي 


تراجعت هي بخوف شديد و هي تصرخ بشدة حتي وقعت علي الأريكة علي ظهرها و بقت تزحف الي الخلف و هي تنفي برأسها و هي تقول بهسترية : لا لا لا ابوس ايدك ده لا يا مهران 


مظهرها كان مضحك للغاية ليمسك بالكلب و يدخلوا الي الغرفة و يغلق الباب جيداً و هو يضحك بشدة وضعت يدها علي قلبها و هي تجهش في البكاء و قد شعرت بالذعر الشديد .. جلس و


 هو يطرق علي قدمه و هو مازال يضحك .. نظرت إليه بغضب و من ثم امسكت برقبته تحاول خنقه و هي تهزه بغيظ قائلة بحدة : يا رخم اقسم بالله ما هسيبك هموتك 


امسك بيدها يحاول أن يبعدها عنه ابتعدت عنه تدفعه عنها و هي تبتعد لاخر الأريكة تتسطح و تستند ظهرها علي مرفق


 الأريكة ضيق عينه بخبث ليعتليها يستند بمرفق يده السليمة علي الأريكة بجوار رأسها و هو يقول بمكر : معايزكيش تحلفي بالغلط يا زهرة 


عقدت حاجبيها بعد فهم و هي تهز رأسها باستفهام ليدني يهمس بجوار اذنها : عنچيب عيال 


اتسعت عينها بصدمة و طرقت بيدها علي كتفه عدة مرات و هي تدفعه ليبتعد عنها و قد احمر وجهها بحمرة قانية و هي



 تصرخ به أن يبتعد عنها و هي تقول بحدة : علي فكرة انتي بقيت مش محترم اياك تتكلم معايا كلام سافل تاني انا بقولك اهو و بعدين انا عايز اروح 


رفع حاجبه بتحدي و يده تتسحب الي ملابسها شعرت بيده الخشنة تتلمس بشرتها الناعمة لتشهق و هي تزحف الي الخلف



 لتبتعد عنه ليمسك بخصرها يجذبها مرة أخري و هو يبعد يده المصابة عن مرمي يدها حتي لا تصل إليها و هو يقول : ما انتي في بيتك اهه يا حبة جلبي 


امسكت بيده و هي تقول بانفعال : بيتي أية يا عم اوعي كدا 


تنفست بهدوء و هي تبعده عنها تحاول الحديث بهدوء : يعني انت بذمتك ينفع تقولي بيتك حيوان متوحش و مرعوبة منه جوا و حيوان متوحش اكتر منه ادامي 


اتعست عينه بصدمة و هو يشير إلي نفسه انكمش وجهها بخوف و هي تضع يدها علي فمها كيف خرج من فمها حيث



 كهذا و نعته بالحيوان .. رفع حاجبه و هو يهز رأسه بوعيد لتنفي برأسها و هي تقول : لا لا انا مقولتش انك حيوان و لا اي حاجة 


انتشل جسدها عن الأريكة و هو يقف حاملاً إياها و ذراعه يلتف حول خصرها وقف أمام الغرفة المحتجز بها الكلب امسك بالصك و كاد أن بدوره بالباب لتمسك بيده سريعا و هي تقول برجاء : عشان خاطري يا مهران 


نظر لها بغضب مصطنع و هو يقول : تحبي اخليكي دلوج مع الحيوان المتوحش و لا متوحش اكتر منه 


أشارت إلي نفسها و هي تقول بصدمة مصطنعة : انا انا قولت كدا يا حول و لا قوة الا بالله انا الحق عليا اللي بحبك اكتر من الكلب 


وضع يده علي فمها و هو يقول و هو يصك علي أسنانه : معتتحدتيش چملتين علي بعضيهم زين 


لم تعد تنتبه أنه يحلمها و هي تتخصر بدلال و هي تقول : يعني طالما في حد حبيبي هيستحملني اسكت لية ما اقول اللي في نفسي 


غمز بعينه بوقاحة و هو يذهب أمام غرفة أخري و هو يقول بخطورة : جولي كل اللي عيندك يا حبة الجلب 


و بلحظة كان يغلق الباب خلفه بقدمه و هو ينظر إليها بابتسامة خبيثة لتضحك هي علي مظهره الجديد عليها و هي تقول : ماشي استحمل رغيي بقي 


سطحها علي الفراش و هو يعتليها و هو يقول يهمس بأذنها : عشوف عتحدتتي كيف دلوج 


************************************

امسك بيدها يريدها أن تخرج من الغرفة حتي يتقرب منها و لو لدقيقتين يستنشق رائحتها يسمع صوتها حاولت أن تفلت من



 يده بخفة حتى لا تستيقظ والدتها لكنه كان الاسرع و جذبها خارج الغرفة غالقاً الباب أسند ظهرها علي الحائط و أمسك



 برسغها و علي وجهه ملامح الغضب الشديد تأوهت بألم من شدة ضغطه على رسغها ليتحدث بغيظ : معايزاش تطلي في خلجتي جاعدة مع امك و اني 


نظرت إليه بهدوء و هي تسحب رسغها منه ببطئ و هي تقول : هدي حالك يا مصطفي اني مصدجت امي تنطج بأي كلمة و جاعدة امعاها و كمان عختشي من عمي ايوب اني معرفاش عملت أكدة جدام منه كيف


اقترب ملتصق بها و ه‍و يرفع حاجبه مشاكسة وضع يده علي الحائط بجوار جسدها و هي يدنو فمه بجوار اذنها و يكاد يكون ملتصق به و هو يقول : و فيها أية دي مش مرتي 


نظرت إلي الأسفل بخجل و وجهها أصبح احمر بشدة من الخجل و هي تقول بخفوت : مش عادتنا دي يا مصطفى


التصق بها أكثر و هو يهمس بأذنها و أنفاسه تلفح بشرتها : مليش صالح بعادتنا دي اني رايدك أكدة و بكفايا


رفعت رأسها إليه حتي تتحدث لتجد ايوب يقف يتكأ علي عصاه و هو تنظر إليهم بصدمة سقط فمها إلي الأرض و هي


 تدفع مصطفي المقبل علي تقبيلها و تشهق و بلحظة تفتح باب الغرفة و تدلف إليها و تغلق الباب بشدة وقف مصطفي ينظر امامه بغيظ فقد كانت بين يديه بين لحظات كان ستبقي لحظة



 رومانسية بينهم .. طرق كف بالآخر باستغراب في حين لم ينتبه الي ايوب الذي يقف خلفه .. وقف علي الباب يطرق بهدوء حتي لا تستيقظ والدتها و هو يهمس بحدة خافتة : شمش اطُلعي اهناه يا شمش


لم يجد رد منها ليتحدث بعصبية أكثر : اخرچي دلوج 


صمت هو ليجد من يربت علي كتفه قائلاً بهدوء : اتحشم يا مصطفى 


اغمض عينه و قد افطن أن فعلتها كانت إثر رؤيتها لـ ايوب التفت ببطئ و هو يقول : و اني عملت أية بس يا خال 


ربت ايوب علي ذراعه و هو يقول : جولت اتحشم يا بن حميدة و مهعدش حديتي 


هز رأسه بايجاب بنفاذ صبر و هو يذهب الي الأسفل بغضب شديد يتمني أن يأتي مهران و يعود هو مع زوجته الي المنزل لقد اشتاقها حد الجنون 


***********************************

جلس مهران بجوار زهرة اعلي الفراش و هو يتألم مسدت علي يده و هي تستند علي صدره اغمض عينه بشدة و هو لم يعد يشعر بذراعه من شدة الآلم ..رفعت رأسها إليه و هي تقول : مش انت جبت الدوا 


هز رأسه بايجاب لتبتعد هي عنه و هي تسأل بهدوء : فين 


أشار إلي الخارج لتنظر حولها بحيرة و تمسك بطرف بلوزته و ترتديها و تخرج تأتي بالدواء و كوب من الماء مدت يدها بهم



 ليتناول هو الدواء ليضع الكوب الفارغ علي الكومود بجواره لتجلس هي بجواره علي الفراش و هي تقول : هو انا ممكن أسألك سؤال 


هز رأسه بايجاب موافقاً بابتسامة هادئة لتقول : هو انت عرفت مكاني علي طول يعني مفكرتش أنه ممكن يكون ابوك 


سحبها لتتسطح علي صدره و هو يمسد علي خصلات شعرها و هو يقول : هما التنين واحد يا زهرة متفجين سوا 


لترد بتساؤل : من امتي و انت عارف من أمتي


نظر إليها و هو يهز رأسه بايجاب قائلاً : حمدان كان خابر كل حاچة و لما راح يتفج مع بدوي بس لما لجي نور و اتفج امعاها أنه يخلصها من بدوي و تعمل انها فرحة و من يومها و هو مع بدوي في كل حاچة 


هزت رأسها بتفهم و هي تقول : و احنا نعرف اتحكم عليه بأي صح 


صمت و هو يركز بصره علي نقطة محددة و هو يفكر ما سيحدث متوعد له أن يكشف كل عمل خارج القانون 


**********************************

وصل إلي الصعيد و هو يمسك بيدها و لم تركها خشي من حدوث أي شئ أو اختفائها مرة أخري و هذا الشئ غير محبب بالمرة الآن الي الآن لم يستطع أن يهدئ من خوفه عليها شدد على يدها و هو يدلف معها الي القصر تركت يده و ركضت الي



 والدها و هي تصرخ به بفرح استقبلها الآخر برحابة صدر و قد أكل قلبه من القلق عليها قفزت بسرعة الي أحضانه ليضمها إليه بحنان و قد أدمعت عينه و هي تقول : وحشتني اوي يا بابا 


شدد ايوب علي احتضانها و هو يقول : اتوحشتك اكتر بكتير يا بتي 


ابتعد هي عنه و هي تبتسم باتساع و تقبل وجنته تقدم منهم مهران يحاوط كتفها و هو يتسأل : كيفها امي دلوج يا عمي


نظرت إليه و هي تبعد يده عنها في حين تحدث ايوب : بخير يا ولدي الدكتور طمنا عليها جوي 


تمتم بالحمد بسعادة و هو يحاوط كتفها مرة أخري

لينظر اليه ايوب بقلق الي ذراعه الملفوف و هو يقول : يدك يا ولدي 


هز رأسه بهدوء و هي يقول  يجذبها لتصعد معه الي الاعلي و هو يقول : عنطل عليها 


صعدت زهرة مع مهران و هي تحاول إزاحة يده و هو الآخر يضع يده مرة أخري إعادة الكرة عدة مرات حتي إزاحة يده بقوة و هي تقول بنفاذ صبر : ايدك لا توحشك يابا بقي


عبست ملامحه و كاد أن يرد لتركض سريعاً من امامه تدلف الي غرفة والدته التي ابتسمت عندما رأتها و اشرق وجهها و هي تنتطق بتقطع : فرحة 


اتسعت عين زهرة بصدمة كبيرة و هي تنظر إليها بعدم تصديق ناطقة بذهول : حاجة بهية 


نظرت الي مهران ليهز رأسه بايجاب و هو يبتسم لتركض هي تجلس بجوارها تنحني لتحتضنها و هي تقول : حمد الله علي سلامتك 


ابتسمت بهية و هي تحاول أن ترفع يدها لتعنقها لتمسك هي بيدها و تقبلها بحنان وسط فخر مهران بها .. دلفت شمس الي الداخل لتجد مهران و زهرة ركضت سريعاً الي زهرة تجلس أمامها و تحتضنها و هي تقول : انتي زينة يا خيتي


هز زهرة رأسها و هي تقول : أيوة يا حبيبتي كويسة متخافيش مهران هو اللي اتأذي


صوبه أبصارهم علي مهران الذي ذهب ليجلس بجوار والدته تأفف و هو يقول : اني زين 


تفحصته أمه بقلق حتي وقعت عينها علي ذراعه تشنجت ملامحها ليربت علي يدها و هو يقول : اني زين جولت 


شمس بتساؤل : أية اللي عمل فيك أكدة يا اخوي


هز رأسه بنفي و هو ينظر إلي زهرة بوعيد قائلاً من بين أسنانه : مفيش حاچة يا خيتي 


ربتت زهرة علي كتف شمس و هي تقول سريعاً بخوف منه : متخافيش ما هو زي القرد اهو متقلقيش عليه 


كاد أن يتحدث الا أن وجد الباب يطرق إذن للطارق بالدخول ليدلف مصطفي و بيده مقعد متحرك و علي وجه ابتسامة واسعة و هو يقول : چبت الكرسي ده عشان تجعد خالة بهية امعانا في ايوتها مكان 


***********************************

تجلس والدته علي المقعد المتحرك بجواره يشعر بسعادة لا توصف و هو يجد والدته بعد كل تلك السنوات في صمت و بلا حركة حتي إنه اشتاق الي وجودها بينهم يقبل يدها للمرة




 الألف بعد المليون و هو يستنشق رائحة جلدها .. تأملته زهرة و هو يضحك من قلبه لاول مرة تشعر به سعيداً بوجود والدته عينها لم تفارق تقاسيم وجهه المحببة الي قلبها لم ترف عينها



 عنه ابدا .. تلاقت أعينهم معاً و يبتسم مع ابتسامتها و كأن لا احد حولهم ابداً عيونها تضحك و عيونه تتحدث و تبث كم


 أصبح سعيداً و كأنها علمت ما يدور بخاطره لتهز رأسها و كأنها تعلمه أنها تعلم أنه سعيد .. فاق من شروده بها و هو يستمع إلي ايوب قائلاً : و بعد أكدة يا ولدي أية اللي حُصل


التفت إليه مهران و هو يحمم قائلاً و هو يزفر بضيق : حمدان مات يا عمي 


ما بين الفرح و الذهول و الحزن و الضيق و الوثوق بالله كان تجتمع تقاسيم الوجوه وضع ايوب وجهه بين راحتي يده كان يعلم أن عقاب أخاه كبير و لكن لم يكن يتوقع هذا الأمر الآن أنه شقيقه بالطبع يحزن


       الفصل السادس والعشرون من هنا


لقراة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-