أخر الاخبار

رواية زهرة فى مهب الريح الفصل الاول والثاني بقلم اسماء ايهاب


 
رواية زهرة فى مهب الريح

بقلم اسماء ايهاب

الفصل الاول والثاني

(مقدمة)


صوت اقدام ترتطم بـ تلك الأرض الزراعية المشققة اثر جفافها و يبس جوفها دليلاً على انها لم تعد صالحة للزراعة الظلام الدامس



 يحيط بالمكان اكمل صوت صرصور الحقل يصدح بالارجاء الهادئة بهذا الليل لتظهر سيدة في مقتبل العمر تبدو شابة يافعة و تحمل طفل صغير علي يدها ملتف بغطاء سميك



 يظهر علي وجهها الإرهاق الشديد و تتعرق بشدة أسرعت قدمها قد المستطاع و هي تركض و تنظر إلي الخلف كل ثانية و الآخري احتضنت



 تلك قطعة اللحم الصغيرة الي أحضانها و هي تشعر بارتجاف جسدها بانتفاضة شديدة وضعت يدها أسفل معدتها و هي تتأوة بألم يحتاج معدتها و يمزق جسدها من




 الألم تمزيقاً لتبدأ دموعها بالهبوط الي وجنتيها و هي تحاول أن تتحامل علي نفسها حتي لا تتوقف و يُمسك بها احد و تعود من حيث هربت ضغطت علي شفتيها بقوة و هي تري بصيص النور المنبعث من الطريق العام التي شارفت علي أن تصل إليه لتنظر الي طفلتها و هي تتحدث بارتجافة و صوت جاهدت أن يظهر : هانت يا حبيبتي هانت و هنمشي من هنا 


حين وصلت إلي اول الطريق العمومي لتستند علي احد الحوائط تلتقط أنفاسها و لو حتي لدقيقة لتقدر علي تواصل ركضها الي حيث محطة القطار لتفر هاربة من ذلك المكان بسرعة ارتجافت جسدها تزداد و تشعر بحرارة جسدها ترتفع كل دقيقة عن الاخري أسفل معدتها الم شديد ليس ألم بل



 جحيم خرجت شهقة متألمة غلبتها في الخروج و لم تعد قادرة علي كبح دموعها و شهقاتها أكثر من ذلك لتضم الصغيرة الي صدرها بحنان و هي تبكي بشدة تبكي بقهر و حسرة علي ما أصابها ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تبدأ تكمل سيرها مرة أخري في طريقها الي محطة القطار التي لم تعد تبتعد عنها كثيراً



 أسرعت و أسرعت حتي وصلت الي محطة القطار أخرجت ثمن تذكرة القطار لتأخذ التذكرة و تصعد الي القطار المتجه الي القاهرة هاربة من حياة الصعيد و اهل الصعيد و ما عاشت بالصعيد تاركة خلفها كل شئ فقط خرجت بابنتها فلذة كبدها التي لم تتخطي الاسبوع بعد جلست علي أول مقعد قابلها



 لتغمض عينها تتنهد بارتياح و هي تريح ظهرها بظهر المقعد خلفها تنظر الي طفلتها البريئة و جمالها الهادئة و هي نائمة لتدني تقبل وجنتها و هي تهمس لها ببكاء : حقك عليا انا يا فرحة مينفعش افضل ان شاء الله نوصل و هنبقي كويسين 


رفعت رأسها و هي تلتقط أنفاسها بهدوء و تجاهد ألا تظهر ألمها و لا انتفاضتها لأحد تشعر بنفسها فقط حرارتها التي بالتأكيد وصلت لـ 40 درجة مئوية جسدها الذي يتلوي من ارتعاشتها القوية ألم شديد ألم شديد بالكاد تتحمل حتي لا تصرخ الآن لتتنهد بصبر و هي تنتظر وصولها الي القاهرة


***********************************

أمام أحدي القصور الهائلة المؤسسة لأحد اكبر عائلات الصعيد "عائلة القناوي" يقف ذلك الرجل ذو الطول الفارع و ضخم



 الجثة و علي ملامحه الرجولية غضب جحيمي و أمامه جموع من الغفر الذي يهدر بهم صارخاً بلكنته الصعيدية بصوت عالي حاد ترتعد له القلوب : كيف يعني ملجينهاش امال عتعملوا إهناه أية 


نكس الجميع رؤسهم بالأرض غير قادرين علي مواجهة غضب سيدهم رغم لين قلبه الدائم إلا أنه كما يقال (اتقي شر الحليم إذا غضب) إذا غضب يصبح بركان لا يهدئ ابداً هو السيد "ايوب القناوي" عمدة هذه القرية و حاكمها المتعقل دائماً .. رفع يده و يجذب تلك العمامة من اعلي رأسه و يلقيها بالأرض



 بغضب ليتقدم منه رجل آخر يشبه كثيراً لكن يبدو علي ملامحه الخبث الشديد و هو شقيقه السيد "حمدان القناوي" يربت علي كتفه و هو يتحدث بحنو زائف : هدي حالك يا ايوب عنلجيها ان شاء الله 


ليلتفت إليه ايوب و قد تحولت ملامحه الي الحزن الشديد و القهر المنبعث من قلبه : كيف بس يا حمدان كيف عتخرج و هي لساتها نفسة و وين دلوج


ليأخذ حمدان بيد شقيقه يدخله معه الي داخل القصر ليرتمي ايوب علي اقرب مقعد قابله تنفس بصوت مسموع و هو يشعر باختناق شديد اين ذهبت زوجته كيف تخرج من المنزل و هي لم يمر أسبوع علي ولادتها طفلتهم الأولي و الاهم من ذلك لما




 فعلت ماذا ارتكب بحقها هو حتي تتركه و هي تعلم أنه لا يتنفس غير هواءها عند هذه النقطة لتخرج منه زمجرة عالية و هو يضرب بقدمه الطاولة أمامه لتقع هي و ما عليها ليصبح كل شئ فتات شدد علي خصلات شعره بجنون و هو يهمس : لية بس يا حبة جلبي لية يا خديچة لية 


ليقف مرة أخرى ليرتدي عباءته الخارجية و يركض الي الخارج ممسك بعصا غليظة تظل معه لا تفارقه أبداً خرج من القصر ليستمع الي صوت يأتي من خلفه و هو صوت يعرفه جيداً صوت ولد شقيقه السيد الصغير "مهران القناوي" صاحب الخامسة عشر عاماً التفت إليه ايوب ليجده يركض إليه و هو يقول : عاچي إمعاك يا عمي 


ربت ايوب علي كتف الصغير الذي يعشقه و يعتبره ابنه و هذا الشعور متبادل فـ مهران هو الآخر يعشق عمه و لا يفارقه أبداً ابتسم ايوب ببهوت و هتف بنبرة حزينة للغاية : معينفعش النهاردة يا مُهران 


ليسير مهران امام عمه بعناد و هو يقول بإصرار و جمود و هو يعيد جملته : عاچي إمعاك يا عمي 


تنهد ايوب بهدوء و هو يسير يبحث عن زوجته لتعود الي أحضانه ليعلم لما تفارقه ليعلم ماذا حدث و أن لم يكن هناك سبب يقتنع هو به لتلتقي بـ ذلك الثور بداخله ليعلمها ما جزاء العبث مع صعيدي


***********************************

تجلس و هي تهتز مع اصطدام عجلات القطار بـ قضبان السكة الحديدية و كانت هناك سيدة أخري تجلس بجوارها و عينها لم تنزاح عنها أو عن طفلتها حتي لاحظت خديجة ذلك لـ تخبي الطفلة بين حنايا صدرها بحنان تلاعب الفضول بعين تلك المرأة لتستدير الي خديجة و هي تسأل بفضول : الا انتي راحة فين يا شابة 


ابتلعت خديجة ريقها بتوتر خشي أن تكون قد تعرفت عليها تلك السيدة فهي معروفة بالبلدة فهي زوجة الكبير لتتحدث بخفوت و تعب شديد يظهر علي تقاسيم وجهها و تنطق بتقطع و انفاس لاهثة : راحة القاهرة لأهلي يا حاجة لية في حاجة 


هزت السيدة رأسها بنفي و هي تقول بهدوء : لا يا حبيبتي و لا حاجة انا بسأل بس عشان شكلك تعبانة اوي 


هزت خديجة رأسها دون رد و هي تعود برأسها الي الخلف و قد شعرت بثقل تنفسها يزيد و جسدها يرتعد بشكل أصبح ملحوظ للعيان غربت عينها ببطئ و هي تشعر بتعب شديد لكنها لا تريد



 الاستسلام له فـ صغيرتها تحتاج إليها الآن .. لكن بعد مرور بعد الوقت بدأت تشعر و كأن أحد يقتلع روحها من بين ثنايا جسدها شعرت حتي انها لا تقدر علي حمل الصغيرة لتلتفت ببطئ إلي تلك السيدة و تضع الصغيرة بين ذراعيها لتتلقاها




 السيدة برحاب صدر و تلتفت لتنظر إليها لتجد شفتيها زرقاء مرتجفة جسدها خاوي مرتمية علي المقعد شاحبة كالموتي صرخت السيدة بالركابين و هي تقول بعويل : الحقوني يا ناس الست بتموت


تجمع الجميع حولها في هرج و مرج و الجميع ينظر إلي تلك التي شارفت علي الموت ليصرخ صوت أنثوي من خلفهم بأن يبتعدوا لتمر من بينهم لتصل إلى خديجة تفحصها جيداً لتصيح بعد ذلك قائلة : دي حمي نفاس الست بتموت 


رفعت خديجة يدها تريد لمس الصغيرة و لو للمرة الأخيرة و هي تهمس بخفوت : بنتي 


صدر صوت من حلقها دليل علي مفارقة روحها الي خالقها و هي تحرك شفتيها بالشهادة غير قادرة علي شئ غير ذلك ليسقط رأسها الي الجهه اليمنى و تصعد روحها الي الحي الذي




 لا يموت بيده كل شئ تاركة ابنتها الصغيرة ضائعة بالشارع بين أيدي الغرباء  لتغطي تلك الشابة وجه خديجة بـ قطعة قماش كانت ملتفة علي معصمها لتقف و هي تهتف باسي : لا حول و لا قوه الا بالله العلي العظيم ان لله و ان اليه راجعون


تمتم الجميع بكلمات حزينة علي عمر فتاه شابة تفارق الحياة بقطار تعد مجهولة النسب بالنسبة للواقفين و ابنتها بين ايادي العالم تزامناً مع صراخ الصغيرة الذي صدح و قد استيقظت للتو بكاءها لسة طبيعي و كأنها تعلم أنها فقدت العزيزة الغالية 


**********************************

يركض هنا و هناك متخبطاً عينه تدور بالمكان بهستيرية جنون عاشق لا يريد شئ سوا معشوقته اختناق حاد بصدره يجتاح ما بين ضلوعه تنفس بصوت مسموع و هو لم يجدها بأي مكان زمجر بصراخ غاضب يخرج من جوف ظلمته التي أحيتها



 برحيلها ليجد ابن أخيه يقف بجواره يربت علي يده لا يعلم ماذا يفعل ليجعل من عمه يهدئ و لو قليلاً و لكنه يدرك أنه يتألم بشدة رفع ايوب رأسه الي السماء ليناجي ربه و قد شعر



 بنغزة بقلبه شديدة و روحه تنسحب منه رويداً رويداً لم يعرف لما يشعر و كأن قلبه قد انخلع من مكانه اغمض عينه و هو يهز رأسه لكي يهدئ لينظر الي مهران و هو يحاوط كتفه يستند




 عليه فـ قدمه لم تعد تحمله و عكازه لم يعد يكفي ليسير ببطئ و مهران يحاول مساندته قدر المستطاع ليعود الي المنزل ليتحدث مهران بحزن شديد : عتلقيهم يا عمي أن شاء الله


نظر إليه ايوب بنظرة متمنيه و هو يتحدث بأمل و نبرة معذبة : يارب يا ولدي .. عروح اغير خلجاتي (هدومي) و ادله (اروح) علي سكندرية يمكن أتكون عند اهلها 


هز مهران رأسه بايجاب و هو يهتف بهدوء لـ عمه : هدله أمعاك يا عمي مههملكش واصل 


**********************************

نزلت تلك السيدة الحاملة للصغيرة مع بعض الناس و منهم شخص يحمل السيدة خديجة رحمها الله متوجهين الي قسم الشرطة لكي يعرف من اي بلد و من اي عائلة و تستلمها عائلتها



 نظرت تلك السيدة باعين حذرة حولها لتجد الجميع منشغل في الحزن العميق علي تلك الشابة الصغيرة التي فارقت الحياة و هي مازالت شابة بـ ريعان شبابها لتنظر الي الطفلة بابتسامة



 خبيثة و تتلاشي وسط الزحام لتختفي من بينهم و هم لا يشعرون تأخذ الطفلة معها الي حيث وكرها و الذي لم يكن بالهين الوصول إليه طرقت الباب مرة منفردة ثم مرتين



 متتاليتين لتفتح نافذة صغيرة بذلك الباب الحديدي و يظهر وجه رجل مخيف للغاية لينظر إلي تلك الطارقة و من ثم يغلق النافذة الصغيرة بقوة بوجهها و يفتح الباب لتدلف هي بسرعة



 ليغلق الباب و تسمع هي صوت القفل الكبير ترتعد أوصالها ذلك المكان أيضا مخيف جداً مظلم قديم جميع الحوائط مشققة قديمة لا يوجد به سوا اريكة قديمة و مقعد هو افضل شئ موجود بالمكان مقعد عالي الظهر زاهي الالوان باللون الذهبي 



و كأنه مقعد لـ ملك التفتت إليه و هي تقول له و ابتسامة مرتجفة تزين ثغرها و تتحدث بنبرة مهتزة : أراد جديد يا معلم حامد بنت امها لسة ميتة من شوية في القطر و محدش سأل عن البت 


أخذ ذلك الرجل من يدها الصغيرة جاذباً إياها بقوة. لتبدأ الصغيرة بالبكاء الشديد ليتمعن النظر إلي الصغيرة قليلاً و من ثم يلقيها بين ذراعيها مرة اخري لينظر إليها بغضب و هو



 يتحدث بصوت غليظ مرعب : انتوا مالكوا النهاردة دي تاني عيلة تجبولهالي في اللفة انا فاتح حضانة بروح امك انتي و هي


ابتلعت هي ريقها بخوف و هي تحاول أن تقترب منه بحذر شديد : هو في عيال تانية جت النهاردة


امتعض وجهه باشمئزاز إليها و هو يقول بحدة : أيوة يا اختي جايلي عيلة قدها متلقحة جوا اهي


و بخطوات مرتجفة ذهبت من امامه لتضع الصغيرة علي احد الارائك المهرئة لتقترب منه تضع يدها علي صدره باغراء و هي تنظر إليه تتفحص ملامحه بجراءة تحاول قدر المستطاع أن لا



 تظهر خوفها منه لتميل الي الامام تكاد أن تلتصق به و هي تقول بدلال : ما انت عارف يا معلم اني معملش حاجة غير لما ابقي متأكدة انها مفيدة ليك 


حاوط خصرها بقبضة يده بقسوة ظهرت علي تقاسيم وجهها ليميل إليها أكثر يلتصق جسده بجسدها بوقاحة و هو يقول : قولي مفيدة في أية البت دي دي لسة مكملتش شهر 


ابتلعت ريقها و هي تجاهد أن تخرج كلماتها الصحيحة حتي لا يغضب و تلقي حتفها الآن لتتحدث بحذر و تحفظ : ما هي دي يا معلم اللي تصعب علي الناس احنا نديها لاي حد من اللي



 بيسرح البت دي هتجيب فلوس ياااما و لو عملنا أن البت اللي شيلاها امها و تعبانة دي هتلم فلوس كتير اوي 


ضيق هو عينه بتفكير و شئ بداخله اقتنع بحديثها ليحملها بذراع واحد جعلها تقبع باحضانه لتلف هي ذراعها تحاوط عنقه و تدفع رأسها بصدره و هي تراه يسير به نحو غرفته و هي تهمس : مبسوط مني يا معلم 


ضمها إليه أكثر و هو يهمس بشئ بأذنها بصوت هامس و ما كان منها إلا أن أطلقت ضحكة خليعة و هي تهمس بالقرب من اذنه : براحتك يا معلم و انا اقدر اعترض سيدي و تاج رأسي 


***********************************

مر عليه اسبوع كالجحيم و بها علم بـ وفاة زوجته روحه ممزقة جرحه لا يلتئم أبداً قلبه ينزف دماً كل ما يحيط به رماد لا يشعر بأي حياة و لا يريد أن يشعر بأي حياة و هي أسفل



 التراب بعيدة عن أحضانه تزكر حين وصل إلي منزل أهلها كم توسل لهم إن كانت مختبئة لتظهر و لن يفعل بها شئ و لن يجبرها علي شئ فقط يعلم طريقها و بعد يومين يأتيه خبر موتها بـ حمي النفاس و فقدانها و فقدان صغيرته طفلته الذي



 علم بأنها ضاعت بين الاقدام تألم لا بل أصبح حطام رجل كسر قلب الصعيدي الذي كان من فولاذ يقبع بغرفته منذ ذلك الحين لا يسمح لأحد بأن يدلف الي غرفته غير "مهران" ابن أخيه



 يجلس علي الفراش ممسك باحدي ثيابها يستنشقها بين الحين و الآخر عينه حمراء اثر كبحه لدموعه التي تأبى السقوط وضع ملابسها علي وجهه يستنشقها بعمق شديد و هو يهمس : اتوحشتك جوي يا خديجة اتوحشتك جوي يا نضري 


طرق الباب فـ لم يبالي الجميع يعلم أنه لن يفتح لأحد ليطرق الباب مرة أخري و من ثم يفتح و يطل مهران برأسه يتطلع الي




 عمه بحزن و هو المنغمس بحديثه السري عن اشتياقه لها كيف لا يفعل و هي الحياة بالنسبة له كيف سوف يكمل حياته من دونها فقد اشتاق اليها و لم يمر ثلاثة ليالي خطي مهران



 الصغير الي الداخل بعد أن أغلق الباب مرة أخري يجلس بجوار عمه و هو يقول بأسي : بكفياك يا عمي اللي عتعملوا في نفسك ده 


احتضن ايوب ثياب زوجته و يحاول أن يشعر بها بين يديه و هو يقول بصوت ضعيف لم يعتاد أن يكون به و لم يعتاد أن يظهر به أبداً : نار جايدة في جلبي يا ولدي معتنطفيش واصل 


امتعض وجه مهران بحزن مرير و هو يقول بهدوء مصطنع : دي حاچة بتاعت ربنا اني اللي عجولك بردك يا عمي 


هز ايوب رأسه بايجاب و هو يهتف : و نعم بالله يا ولدي .. من بكرا أن شاء الله عنزل ادور علي بني معسيبش حتة معدورش فيها 


ليحتضنه صغيره مهران الذي يريح قلبه بالوجود الي جواره ليبادله ايوب احتضانه ليتحدث مهران بعزم : و اني كومان يا عمي عدور معاك عنجلب الدنيا و نلاجيها 


**********************************

بالجناح الشرقي للقصر كان هناك من يتشاجر دون أن يشعر بهم أحد يقف حمدان القناوي أمام زوجته "بهية" التي يظهر علي وجهها ملامح الغضب الشديد صدرها يعلو و يهبط بقوة لاهثة الأنفاس تتحدث و الغضب يجعل من جسدها تنتفض صرخت به هادرة هو ذلك الواقف ببرود يثير الجنون أمامها غير عابئة بما ستقول : انت شيطان يا حمدان شايف اخوك كيف حاله دلوج انت السبب يا حمدان معسمحاكش و هجول لـ ايوب علي كل حاچة 


غضب بشدة بل أصبح عينه تطلق شرارات من الجحيم امسك بفكها يضغط عليه بشدة و هو يتحدث من بين أسنانه بحدة : اوعاك يا بهية تنطجي  بحرف واحد عدفنك عتفهمي عدفنك فيريحها 


امسكت بيده تبعدها عنها بكل قوة تمتلكها و هي تقول بعصبية شديدة : جولت انك شيطان يا حمدان عجوله يعني عجوله 


لتنظر له بتحدي و هي تصرخ بشدة : ايــــو


و قبل أن تكمل نداءها لشقيقه كان يكمم نفسها و هو ينظر إليها بغضب شديد و ملامحه أصبحت شيطانيه بحق ليهمس : انتي اللي چنيتي علي حالك يا بت مسعدة 


ليدفعها بيده بقوة الي الخلف اتسعت عينها بزعر و هي تعلم أن السور خلفها قصير للغاية و سوف تسقط لا محال رفع يدها لعلها تلحق و تستند علي اي شئ لتلمس يدها الفراغ لتهوي ساقطة الي ساحة القصر بعد أن أطلقت صرخة مدوية اجتمع الجميع علي أثرها صرخ مهران فزعاً و هو يركض الي والدته الذي وجدها مرتمية بالأرض بلا حراك رفع رأسه ينظر من اين سقطت ليجد والده يختبئ حين وجده يرفع رأسه ليحتضن والدته و قد امتعض وجهه بالكره الشديد و قد علم أنه من تسبب بذلك اشتعل قلبه بغضب و كراهية شديدة و قد تحولت عينه الي جمرات من نار تنب عن ما يكنو لوالده الآن 

ابعده ايوب عن والدته ليحملها متوجه بها الي مركز الصحة الخاص بالقرية و هو يصرخ قائلاً : نادم علي ابوك يا ولدي خليه ياچي


ليجز مهران علي أسنانه بغضب و هو يركض خلف عمه و يهمس لنفسه : اني مليش حد غير امي 


**********************************

بالمركز الصحي للقرية جلس مهران بجوار والدته المسطحة علي الفراش عين مفتوحة فقط مثبتة في مكان معين لا حديث لا حركة لقد شلت تماماً كسر عمودها الفقري و لم تعد قادرة على الحركة و لو صغيرة قبل يد والدته و هو يربت علي كتفها و يتحدث بحزن : عحبش اشوفك أكده ياما ركدتك عفشة جوي 


نقلت بصرها إليه و عينها تفيض بالدموع شفتيها ترتجف بشدة تحاول الحديث و لا قدرة لها بذلك طرق الباب و من ثم استمع مهران الي صوت صرير الباب التفت إلى من يدلف للغرفة ليجد والده و عمه يحمل شقيقته الصغري "شمس" التي ما أن رأت والدتها حتي كادت أن تقفز من ذراع عمها لتصل إليها و هي تصرخ بها حتي تقوم و تأخذها الي أحضانها كالعادة انتفض مهران من مقعده يقف أمام والده بغضب و حاجبين معقودين بشراسة و هو يقول بحدة : اية اللي چابك اهناه اطُلوع برا


صرخ ايوب بمهران أن يتأدب في حديثه مع والده ليلتفت مهران الي عمه و هو يشير إلي والده و يقول باتهام : الراچل ده اللي ركد امي الراكدة دي اني شوفته بـ حبة عيني 


نكس حمدان رأسه بحزن مصطنع و هو يقول بلوم : أكده يا ولدي اني اركد مرتي و ام عيالي اكده 


مهران بغضب : اني معكدبش نضري ابداً 


وقف ايوب أمام شقيقه لينظر بحدة إلي ذلك الصغيرة صاحب الخامسة عشر عاماً صغير جدا علي أن يتحدث معهم بهذا الشكل و كأنه يلعب قاضي و جلاد أشار ايوب الي المقعد خلف مهران و يتحدث بأمر و حدة : جعمز مكانك يا مُهران و اتحدت مليح 


ليجلس مهران علي المقعد مرة أخري و هو ينظر إلي والدته بحزن عميق يخترق قلبه ليتحدث هو موجه حديثه الي عمه : الراچل دا و لا حاچة لينا اني و خيتي دلوچ 


رأيكوا في اول حلقة نعتبرها مقدمة الأحداث لو لقيت تفاعل هكمل ملقتش انا اسفة جدا 

اقتباس من الفصل التاني


امتعض وجهه باشمئزاز و هو ينظر إليها قائلاً : معتسرحيش شعرك دا من مئتي


التفتت إليه بغضب و هي تحاول فك عقدة خصلات شعرها المتشابكة و تتحدث و هي تنظر إليه بحدة : معرفش و الله اصلي مش فاضية اسبسب زي حضرتك كدا

الفصل الثاني


يقف ذلك الشاب فارع الطول امام المراه يرتدي سترته الكلاسيكية المخصصة فقط لزيارته العمل بالقاهرة وجهه يظهر عليه الجمود و ملامحه حادة حاجبيه معقودين فك مشدود جبهته المجعدة يبدو و كأنه احد الجلادين بالعصر القديم فهو يمتلك بشرة سمراء المحببة وجه عضلي مشدود عين سوداء كالليل الحاكل عميق النظرات انف مستقيم و شفتين رفيعتين شارب و لحية مهذبة مرتبة الشعرات رقبة طويلة تفاحة آدم بارزة بها جسد ضخم العضلات نظر لهيئته بعد أن انتهي غلق ازرار السترة ليرفع يده بعروقها البارزة يرتب شعيرات شاربه و لحيته تنحنح بصوت اجش و هو يرتدي ساعته بيده اليسري رفع رأسه بكبرياء و هو يتطلع الي نفسه بفخر .. طرق باب غرفته و هو يعلم من بالخارج فـ من يأتي إليه كل صباح بابتسامة بشوشة تجعله يتناسي ما به من ألم بحث بعينه عن عصاه و هو يقول بصوت عالي نسبياً : تعالي يا شمش 


فتحت شمس شقيقته الباب و اطلت برأسها علي الغرفة لتجده بكامل هيئته و قد استعد للخروج لتدلف الي الغرفة و تغلق الباب و تبتسم باتساع تعطي لها مظهر أكثر جمالاً فهي تشبه والدتها كثيراً علي قدر كافي من الجمال عينها العسلية بشرة تعد من صاحبات البشرة البيضاء وجه مستدير شفتيان رفعتان بعض الشئ تتلفح بالسواد كـ حال جميع النساء بـ هذه القرية ابتسامتها تجعل من شقيقها يبتسم تلقائياً تقدمت منه تقف أمامه تعدل من وضع رابطة عنقه و هي تقول : اصباح الخير يا مُهران 


ذهب مهران و ارتدي حذاءه الجلدي اللامع يمسكها بيده لتكتمل هيئته و هو يقول بابتسامة طفيفة : اصباح الخير يا خيتي


جلست علي فراشه تعدل من حجابها حتي لا يظهر من خصلاتها السمراء شئ لتنقل بصرها إليه و هي تقول بتساؤل : عتدله علي مصر مش أكده 


هز رأسه باتزان و هو يجلس علي المقعد و يمسك ببعض الاوراق يري أن كان نسي شئ و هو يقول بهدوء : إيوة عيندي شغل هنكهاتي (هنكهاتي بتتقال المسافة البعيدة)


لتذهب شمس و تقف بجواره تضع يدها علي كتفه ليرفع بصره إليه لتتحدث هي بحزن : لساته عمي عيفكر انك عتدور علي فرحة 


امتعض وجهه بحزن شديد و ألم يجتاح قلبه علي حزن عمه الشديد الذي أفقده صحته حتي أنهم أصبحوا يتعاملون معه بحذر شديد من اي حزن سوف يفقده اغمض عينه هو بشدة من فكرة فقدان عمه و هو يتمتم بهدوء : جوليلي يا خيتي أدبر كيف و انا عشوفه كل عشيه عيتحدت أنه بته جاية 


جثت هي علي ركبتها أمامه تمسك بيده و هي تقول بحزن هي الأخري : انت لساتك معرفش مين بعت الچواب و جال انها ماتت 


امسك بيدها يوقفه و هو يقف و يهز رأسه بنفي و هو يزفر بضيق امسك بمقبض الباب و هي بيده و هو يقول : لساني معرفش مين ده .. تعالي نتصبح علي امي


***********************************

يجلس علي الأريكة بـ ساحة القصر يحتسي الشاي الطازج الذي يعشقه قبل تناول أي وجبة طعام حياته التي انقلبت رأساً علي عقب و هو لا يعلم ما سبب ذلك ترك منصب عمدة القرية الي مهران الذي اعترض و بشدة لا يريد أن يجلس عمه بالمنزل دون فعل اي شئ لكنه ارغمه علي الموافقة شرد بعينه علي نقطة فراغ و هو يسمع صوتها يتردد بأذنه ضحكتها مزاجها المتقلب وجهها البريئة المنير كالقمر ارتسمت علي شفتيه ابتسامة صغيرة و هو يتذكر 


فلاش باك 


وقف أمامها علي باب القصر ينظر إليها بابتسامة عريضة غير مصدق الي الآن انها أصبح زوجته و هي تبتسم ابتسامتها المشرقة التي توقعه بها بعشقها للمرة الألف امال إليها يقبل جبهتها و هو يقول بسعادة : نورتي النچع كله يا حبة جلبي 


ابتسمت بخجل و هي تنظر إلي الأسفل و تتمتم بخفوت : منور بأهله يا سيد الناس 


انحني ليحملها لتشهق هي بخضة و تبعد يده عنها و قد تصاعدت الدماء الي وجنتيها لتصبح حمراء متوردة نظر إليها باستفهام لتهمس بارتباك : حد يشوفنا و انت شايلني و انا اتكسف يا ايوب اكيد اهلك جوا 


ابتسم هو بهدوء و هو ينظر إليها حتي اطمئنت أنه لن يفعل شئ و بلحظة واحدة كانت بين يديه حاملاً إياها بين ذراعيه تعلقت هي برقبته بشدة و هي تنظر إليه بلوم و تهمس بخجل : ايوب 


دلف بها الي الداخل لتدفن هي رأسها برقبته بخجل و هي تغمض عينها بشدة ليمر ايوب علي شقيقه حمدان و زوجته ليتحدث بصوت حاد غير قابل للحديث بعده و هو يقول : اتصبحوا بالخير 


صعد بها الي الاعلي و هي تمسك بملابسه من الخلف يدلف بها الي غرفتهم يضعها علي الباب تجلس علي حافته لتنظر إليه بغضب و هي تقول : علي فكرة بقي انا مش هكلمك تاني لانك احرجتني اوي ادام اهلك 


انحني يقبل وجنتها و هو يقول بصوت هامس : معتتحدتيش امعايا تاني 


رفعت رأسها إليه تبتلع ريقها بتوتر و هي تراقبه يجلس بجواره امسك بيدها يضمهم بين راحة يده الضخمة لتنظر إليه و هي تقول بارتباك : انت زعلت انا مش قصدي 


وضع يده خلف رأسها يجذبها إليه برفق يضمها الي أحضانه بحنان و هو يقول بحب : معزعلش منيكي واصل يا حبة جلبي 


رفعت يدها بارتجاف تلفها حول خصره تدفن نفسها به أكثر لتهمس بخفوت و هي تشعر به يفك حجابها : انا بحبك اوي يا ايوب


خلع عنها حجابها ليمسك بمشبك شعرها يسحبه ليسترسل شعرها الاسود علي ظهرها وضع أنفه علي رأسها يستنشق رائحته و هو يهمس بحب : و اني عحبك جوي يا حبة جلبي


باك 


فاق من شروده عندما وضع ابن شقيقته "السيدة حميدة " يده علي كتفه يهزه برفق حتي يستفيق التفت إليه ايوب و عادت نظرة الحزن تخيم بعينه مشكلة سحب سوداء تغطي سماء عينه و تعلمه أن هناك مطر قريب ليجد صوت "مصطفي" ابن شقيقته عميق قائلاً : اصباح الخير يا خال


هز ايوب رأسه بهدوء مرحباً بشبح ابتسامة و هو يقول : اصباح الخير يا ولدي 


حاوطت نظراته القصر كاملاً باحثاً عن ملاذه الوحيد بهذا المنزل و لكنه تنهد بصبر و هو لم يجد أحد بالجوار أعاد ترتيب خصلات شعره القصير السوداء التي يتخللها بعض الخصلات البيضاء ما كان مصطفي الا رجل أربعيني بقلب شاب بعمر العشرين لينظر الي خاله قائلاً بتساؤل : مُهران وين دلوچ 


وقف ايوب يتكأ علي عصاه يخطو نحو مائدة الطعام يترأسها و هو يقول : زمناته عن أمه عيصبح عليها 


هز مصطفي رأسه و هو يجلس علي احد المقعد منتظر أن يروي ظمأ عينه التي تريد الارتواء بلقي الحبيب 


***********************************

في الاعلي انتهت شمس من إطعام والدتها التي يجلس بجوارها مهران و كأنه طفل صغير متعلق بها يروي لها اي شئ و كل شئ يضحك من قلبه في غرفة والدته بجوارها رغم



 عجزها عن الحديث إلا أن ابتسامتها تغنيه عن أي شئ اخر عندما يجدها تتسطح هكذا بلا حراك يكره ذلك الملقب بـ والده أكثر و أكثر حتي وصل إلي حد أقصي من الكراهية رتب



 الوسادة خلف والدته حتي ترتاح بنومها ليقبل جبهتها و هو يقول : اني نازل دلوچ يامي و عروح علي مصر و هرچع الليلة أن شاء الله 


التمعت عين والدته ببريق سعادة لترمش باهدابها عدة مرات دليلاً علي موافقتها لحديثه فهي اللغة الوحيدة التي تقدر علي التحدث بها الآن لتقبل شمس وجنتي والدتها بقوة و هي تقول بمرح : و اني يامي عفطور و هاچي اجعمز امعاكي 


خرجوا سوياً الي الأسفل تضحك شمس مع شقيقها و تشاكسه حتي وصلوا الي الدرج حين وقعت عينها علي من تتعذب



 بالليلة حتي يأتي النوم الي جفنيها و هي تفكر به ابتسمت بسعادة داخليه لتركض علي الدرج خلف شقيقها حتي وصلت لمائدة الطعام ..دق قلبه بعنف حين صوت صوت ضحكاتها




 ليبتسم تلقائياً علي ضحكتها التفت برأسه اليها ليجدها تركض علي الدرج بمرح عينه تقول الكثير لكن غير قادر علي البوح صغيرة هي كثيراً بالنسبة له عمرها فقط عشرين عاماً الفرق



 بينهم عشرين عاماً يحمد الله بداخله انها لا تدعو بـ عمي وضع مهران يده علي كتفه و هو يجلس بالمقعد المجاور له و هو يقول : مليح انك چيت اني هدله علي مصر و انت رايدك اهناه عشان مشكلة عيلة الحميدية 


هز مصطفي رأسه بهدوء و هو يراقب جلوسها ليبتهج وجهه و هو يتحدث موجهاً إليها الحديث بابتسامة واسعة : كيفك يا شمش


ابتسمت بخجل و هي تسمع صوته ينطق باسمها بصوت اجش خشن لتقول بخفوت : أن شاء الله تسلم يا مصطفي 


صوت تنحنح خشن يأتي من خلفهم اغمض مهران عينه بعصبية شديدة أنه يعلم ذلك الصوت ما هو إلا حمدان و بالفعل جلس حمدان أمامه مباشرةً و هذا ما اغاظ مهران بشدة



 افترست عينه ملامح حمدان و هو يجلس ببرود و يتحدث بالتحية للجميع ليرفع كوب الشاي علي فمه يتجرع منه عدة رشفات و من ثم ينتفض واقفاً و هو يقول : اني ماشي بجي يا عمي 


ليصدح صوت حمدان متسائلاً و هو يقول : رايح فين يا ولدي 


تجاهله مهران تماماً و هو ينظر إلي شقيقته قائلاً بهدوء : اني مستعچل يا شمش رايدة حاچة يا خيتي


ابتسمت شمس بحنان و هو تذهب لتقف امامه تربت علي كتفه و هي تقول : يچعلك بكل خطوة سلامة يا نضري 


قبل جبهتها بحب ليخرج متوجهاً إلي القاهرة و هي تقف علي باب القصر لتودعه حتي ذهب من أمامها تطلعت الي الأجواء حولها منذ مدة طويلة و هي لم تخرج أبداً متلزمة المنزل بجوار والدتها حتي لا تحتاج اي شئ من أحد آخر غيرها و الا




 شعرت هي بتأنيب الضمير لكن بالفعل الاجواء بالخارج رائعة تريد فقط استنشاق بعض الهواء زجرت نفسها بعنف علي تفكيرها بالخروج و ترك والدتها وحيدة تأففت بضيق من نفسها لتسمع صوته يصدح خلفها بغضب : شمش


التفتت إليه بخضة فهو قطع تأملها للخارج و بهذه الطريقة شعرت بالخوف بل بالرعب من نبرته الغاضبة التي تظهر عادةً بالنوادر ابتلعت ريقها بخضة و هي تهمس بتساؤل : في حاچة يا مصطفي 


تقدم اليها بخطوات غاضبة و هو يحمل طرف جلبابه ليرفع يده ليغلق الباب خلفها بعنف و هو يلقيها بنظرات حارقة تأملت هي هيئته الجديدة عليها و لكنه لازال وسيم فهو يمتلك بشرة



 برونزية مميزة عين سوداء و لكنها محاطه بسواد من صنع الرحمان عينه كحيلة جذابة اطول من شقيقها بقليل و يمتلك جسد بنفس مواصفات شقيقها لا يظهر علي ملامحه ما تخبئه




 الشعرات البيضاء من سنوات شاربه و لحيته الطويلة بعض الشئ نظرته دائما كانت حنونة لها لكن الآن و كأنها جمرتين من لهب ليتحدث بحدة و صوت ذو بحة مختنقة : لساتك واجفة أهنأ لية مش مُهران مشي


نظرت إليه بتعجب شديد و قد عقدت ما بين حاجبيه و هي تقول بعدم فهم : و دي فيها أية الچو برا حلو جوي 


نظر إليها بغيظ اجابتها مختصرة و بلا مبالاه ليتنهد بضيق و هو يهدر قائلاً بغضب : و الغفر اللي برا دول انتي مهتستريحيش الا لما تچلطيني


امتعض وجهها بالحزن ماذا فعلت لينفعل عليها كل هذا لم تفعل شئ أبداً فقط تطلعت الي الخارج قليلاً لقد ضجرت من الداخل



 و الأجواء المشحونة دائماً بين والدها و مهران شقيقها نظرت إلي الأسفل بحزن و هي تهمس : و اني عملت أية بس يا مُصطفي 


رفع سبابته أمامها يهزها بتحذير و هو يقول بحدة : معتوجفيش الواجفة دي تاني سمعاني مليح يا شمش


زمت شفتيها بضيق و هي تهمس بهدوء : سمعاك يا مصطفي 


كادت أن تذهب من امامه ما أن مرت بجواره حتي أغلقت عينه و دقت قلبها تسارعت و كأنها علي وشك الإصابة بنوبة قلبية مفاجئة من أثر همسته : معيزش حد ينضرك واصل


انتهي من كلمته لتتسع هي عينها بدهشة و تلتفت برأسها إليه تهز رأسها باستفهام ليكمل هو حديثه بهدوء أصابها في مقتل : عغير عليكي اني يا شمش


كست الحمرة وجنتيها بشدة و التهب جسدها بحرارة شديدة تشعل جوارحها و ثقل تنفسها رفع عينه إليها يتأملها قليلاً و من ثم رفع يده إلي خصلات شعره البيضاء و هو يقول بنبرة يكسوها الحزن الشديد : ده اللي منعني عنك 


شعرت بدوار يداهم روحها تشعر بالسواد يخيم علي كل شئ حولها ما عدا صورته لتنتبه الي نفسها قبل أن تسقط مغشي عليها لتركض سريعاً الي الاعلي و تشعر بجسدها ينتفض




 بخضة من ما حدث أما هو فعدل من عمامته و نظر إلي الأسفل بحزن عميق و من ثم فتح الباب و خرج من المنزل 


_ دلفت الي غرفة والدتها كالاعصار أغلقت الباب لتقف خلفه و تضع يدها علي قلبها تحاول أن تتنفس بانتظام و هي تجد معالم القلق علي وجه والدتها لتذهب و تتسطح بجوارها تحتضنها بشدة و هي تقول بحزن : جالي أنه عيحبني ياما و حديته معناه أنه شايف أنه كبير عليا 


رفعت رأسها الي والدتها و قد التمعت الدموع بعينها و هي تقول : مين جاله بس اني فارج (فارق) معايا شعره لبيض دا ياما 


لتضمها إلي أكثر و هي تدفن نفسها بصدر والدتها و هي تبكي بعنف و هي تهمس بجلمة واحدة (رايده هو ياما)


***********************************

في منزل قديم متهالك في أحدي المناطق الشعبية فتحت تلك المسكينة المتكورة علي الارض عينها البنية كالشكولاته الساخنة تتنهد بارهاق و هو واضح علي وجهها لتجلس و هي



 تمرر يدها على وجهها لتستفيق تلك الفتاه صاحبة البشرة الحنطية و وجه مستدير عين بنية زو اهداب كثيفة انف معتدل شفاه غليظة غمازتين محفورة بوجنتها حين تتحدث أو تضحك تدعي "زهرة" أمسكت بقطعة قماش من القطن كانت



 بجوارها علي الارض لتضعه علي رأسها تغطي شعرها المجعد لتقف و تبحث بعنيها عن شريكتها بالمنزل و لم تجدها ليمتعض وجهها باشمئزاز و هي تعلم اين ذهبت و ربما منذ البارحة لم



 تعد الي المنزل أمسكت بزجاجة من الفخار لتذهب الي الحوض و تغتسل بما موجود من ماء بهذه الزجاجة لعدم توفير حتي الماء بهذه المنزل مسحت يدها بملابسها الرثة التي كانت



 معظمها ممزق و الآخر متأكل سمعت صوت معدتها التي تصدر صوت قوي تنذرها انها بحاجة إلي الطعام الآن ابتسمت بسخرية و هي تقول بصوت عالي : و اجبلك منين دلوقتي مفيش و لو لقمة عيش في البيت 


تقدمت من زاوية تلك الغرفة المسماه بالشقة و التي هي مجبرة علي دفع ايجارها باهظ الثمن بالنسبة لها لتجد اي حجر لتختبئ به من ظلام الطرقات و برودة الشوارع لتحمل صندوق




 لـ مسح الاحذية و تفتح باب الشقة و هي تقول : يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم انت اللي القوي يارب


مرت ساعات و هي تجلس بين الحين و الآخر بأماكن مختلفة و اكثرها أمام المقاهي و هي تدلل علي مهنتها و هي تصد كل كلمة تلقي لها أو عليها بشراسة نظر صاحب القهوة الي من تلقي السباب بقهوته و تتحدث بقوة مع زبائنه هو لن يخسر



 زبون واحد من اجل تلك الفتاه ليسير الي العامل بالقهوة ليذهب إليه الآخر و هو يقول بطاعة : اؤامرك يا معلمي 


سحب الرجل أنفاسه من دخان الفحم بالشيشة و هو يقول بحدة : مشي يالا البت دي من هنا جاية تسترزق و لا تجر شكل دي 


هز الآخر رأسه بطاعة و هو يقول سريعاً : حاضر يا معلمي هوا 


ذهب ذلك الشاب يقف أمام زهرة لينظر إليها باحتقار و هو يقول بحدة : قومي يا بت غوري من هنا انت هتعملي فيها مديرة بنك انتي جاية هنا يا حيلتها تمسحي جذم اسيادك 


وقفت زهرة بعد أن كانت منحنية تمسح لأحد زبائن القهوة حذاءه لتنظر إلي ذلك الشاب بحاجب مرفوع بشراسة و هي تقول بصوت عالي : انت بتقول أية يالا كدا سمعني تاني 


امسك الشاب بالصندوق و ألقاه خارج القهوة و هو يقول : بقولك غوري من هنا يا روح امك احنا مش ناقصين بلاوي 


حركت رقبتها لتصدر صوت مسموع لتمد يدها الي جيب بنطالها و تخرج منها سلاح أبيض حاد النصل صغير الحجم ما



 يسمي بـ (مطواه) لتشهرها امامه و هي تقول بغضب : دا انت هيطلع عين امك النهاردة دا انا مش هخلي الدكتور يعرف يخيط فيك غرزة 


تراجع الشاب الي الخلف قليلاً بزعر و هو يراها تلوح أمام وجهه بسلاحها و لا تمزح في مقتله ابدأ ليقف صاحب القهوة و هو يصيح بدهشة : انتي مجنونة يا بت 


لتوجه بصرها نحوه و قد أطلقت عينها شرارات غضب عارم لتشهر بوجه سلاحها و هي تهدر بعصبية : أيوة انا مجنونة و معايا شهادة معاملة اطفال و لو قتلته دلوقتي مخودش فيه ساعة واحدة 


القي صاحب القهوة (مبسم الشيشة) بعنف من يده و هو يتقدم منها بشر و يتحدث إليها و هو يشير إلي الخارج : برا يا بت من هنا ناقصين واحد زيك انتي كمان يتك القرف 


***********************************

كان داخل السيارة المخصص له بالقاهرة يذهب الي منطقة سكنية بسيطة يرتاح بها حين يكون بالقاهرة رغم أنها منطقة قديمة و غير مريحة للاخرين إلا أنه لم يرتاح بأي منطقة سوي



 بها تنهد بارتياح و هو يغلق مجلد الاوراق بيده لقد انتهي من مراجعة ذلك المشروع جيداً يود الا يخسر ثقة عمه به التفت ينظر من نافذة السيارة يراقب الطريق لقد اوشك علي الوصول




 لفت نظره مشهد فتاه تقف أمام المقهي و يا للعجب تمسك بيدها سلاح صغير و صرخ و الجميع أمامها لا يقدرون علي التقدم منها أبداً ربت علي كتف السائق بخفة و هو يقول سريعاً : اوجف يا عم مرزوج (مرزوق) 


أوقف السائق السيارة و هو يتلفت إليه و هو يقول بتساؤل : في حاجة يا مهران بيه 


أشار إليه بيده ليخرج من السيارة و يركض باتجاه المقهي و هو يتقدم بحذر شديد من تلك التي تبدو مجنونة ليسمع ذلك الشاب الواقف أمامها يسبها سباب لاذع و شجاعته الذي



 اقتبسها من وجود رب عمله بالجوار امتعض وجهها بشراسة و هو تصرخ بغضب كادت أن تذهب و تقضي عليه و و بلحظة وجدت نفسها معلقة بالهواء بين ذراعي شخص غريب ما كان



 الا مهران الذي علم أنها سوف تتهور ليحملها علي الفور يبعدها عن ذلك الشاب التفتت إليه بأعين مشتعلة لكنه نظر إليها بجمود لتتلوي بين ذراعيه و هي تصيح هادرة : اوعي يا جدع انت انت شايلني كدا لية 


شدد علي خصرها حتي لا تقدر علي الحركة و لكن حركتها لم تتوقف لتتشبث حتي تصل إلي ذلك الشاب ليعود مهران بها الي الخلف و لكن شرعيتها تحكمت بها لتمد يدها أكثر ليطل سلاحها ذراع الشاب ليجرح بعنف و تسيل الدماء من ذراعه و



 هو يصرخ بألم لم يجد مهران اي سبيل و هو ينظر بذهول إلي ذلك الشاب و إلي تلك التي بين يديه كيف لها بهذا الحجم الضئيل ان تكون كـ قاتلة يهمس بلفظ بذيئة و هو يركض بها و



 مازال حاملاً إياها ليفتح باب السيارة و يدخلها بها و يدلف هو الآخر و يغلق الباب خشي علي تلك الهوجاء أن تسجن و هو لن يقدر علي فعل شئ ليأمر السائق بالذهاب سريعاً ليذهب السائق



 بسرعة من المنطق ليزفر ما بداخل صدره من ضيق و غضب ليلتفت الي تلك الحمقاء ليجدها تنظر إلي يدها التي بها السلاح الملطخ بالدماء و عينها متسعة علي آخرها انفعل مهران عليها



 بشدة فهو لاول مرة يهرب من شئ وقع بها و لكنها هي سوف تسجن و من يعلم ماذا فعل هؤلاء بها : انت اتخبلتي يا بت انتي كنتي هتچيبي خبر الراچل 


لتغلق السلاح بغطاءه و تدثه بجيب بنطالها و تزم شفتيها بلا مبالاه و هي تقول : عشان راجل قليل الادب خد جزاته نزلني هنا الله يسترك يا حاج


التفت مرزوق الي مهران برأسه ليشير مهران إليه برأسه أن يكمل طريقه ليلتفت إليها بحدة و هو يقول بجدية : لساتنا في الحتة عتيچي امعايا البيت 


شهقت بعنف و هي تنظر إليه بغضب و هي تصرخ به : نعمممم يا روح خالتك بيت مين يا ابو بيت 


رفع حاجبيه الأيسر لاعلي بحدة و هو يشهر سبابته أمام وجهها و يهز بتحذير و يتحدث بوعيد : اقسم بالله ان ما انكتمتي و جصرتي (قصرتي) لسانك ده عجطعهولك 


لينظر الي ملابسها الرثة و يغمض عينه حتي يتحكم بحديثه و لا يقول كلاماً جارحاً ليتنهد بصبر و هو يقول بهدوء : عتغيري خلجاتك و غوري مكان مانتي رايدة دلوچ الكل عيدور عليكي عشان يرضي صاحب الجهوة (القهوة)


عقدت حاجبيها باستنكار ما شأنه هو بها و لما صمت لما لم ترد له الكلمة بعشر كعادتها لما لم تصفعه و تخرج من هذه السيارة التي تخنقها و الأدهى من ذلك انها سوف تذهب بالفعل معه نظرت إليه بطرف عينها و قد تلوت شفتيها بثقة فهي واثقة أنه




 لا يقدر علي لمسها لكنها بالفعل بحاجة إلي الاختباء فـ لا ينقصها السجن أيضاً يكفي ما هي به من بريد مجالمة صاحب القهوة كثيراً ليبقي علي حسابها هي تعلم ذلك غامت عينها بحزن و هي تصمت حتي نهاية الطريق 


***********************************

في بهوة القصر يجلس ايوب يسبح بين ذكرياته تائه في ماضي رائع يريد أن يعود به الزمن ليسكنها بين أضلاعه لا تفر منه أبداً كان غاضب كثيراً منها ليعلم انها انتقلت الي رحمة ربها بين يدي الله جل جلاله اغمض عينه بألم و من ثم وضع يده



 علي قلبه الذي ينبض بعنف و هو يراه أمامه كل دقيقة و الأخري ملامحها الجميلة أمام نظره ثقلت أنفاسه و هو يسمع صوتها قريب منه تهمس بصوتها الناعم رفع رأسه الي الاعلي



 يناجي ربه أن يزيح عن قلبه كل هذا الثقل وجد شقيقه يتقدم منه و عصاه تطرق بالأرض بقوة لينظر الي شقيقه و هو يقول : ريح جلبك (قلبك) بجي يا ايوب 


هز رأسه بنفي و هو يتنهد بثقل و يتحدث بتروي : مجدرش يا اخوي 


ليجلس حمدان بجواره ليظهر الفرق بينهم ايوب و حمدان بينهما سنة واحدة بفارق العمر لكن حمدان و كأن العمر لم يمر به علي عكس ذلك المسكين الذي اكل الحزن منه رقات و رقات



 من روحه ربت حمدان علي كتف أخيه و هو يقول بهدوء و تروي و خبث يتراقص داخل مقلتيه : انت عتعمل في نفسك أكده لية ميمكنش البت ماتت مع امها 


ليلتفت ايوب الي شقيقه بحدة و هو يقول بغضب : حمدان متتحدتش حديت ماسخ 


امتعض وجه حمدان بحزن مصطنع و هو يستند علي عصاه و يتحدث يريد أن يضرب ضربه القاضية علي عمر شقيقه ليبقي



 كل شئ تحت سلطته : مين يصدج (يصدق) أن عيلة اصغيرة معتكملش السبوع عتعيش من غير امها كل السنين دي يا اخوي 


شعر ايوب باختناق شديد يجتاح صدره و هو ينظر إلي شقيقه بتشوش ابتلع ريقه الذي جف بحلقه بصعوبة و قد عاد ألم قلبه يفتك به ابتسم حمدان ابتسامة داخليه و هو يجد شقيقه بهذا الحال ليسأل بقلق مصطنع : مالك يا اخوي جرالك أية 


سمعت تلك الجملة شمس التي كان تخطو خطواتها إلي الأسفل لتأتي بالماء لوالدتها اتسعت عينها بزعر و هي تركض إلي عمها لتجلس بجواره و تنظر إلي حالته المثيرة للشفقة لتتحدث بفزع يلهب قلبها : مالك يا عمي فيك إية


وضع ايوب يده علي قلبه و قد احمر وجهه بشدة و بشكل مرعب و هو يتمتم من بين شفتيه بخفوت (بنتي) صرخت هي بفزع و هي تجد عمها يغلق جفنيه يغشي عليه لتنظر إلي والدها و هي تقول بصراخ : اعمل حاچة اخوك عيموت 


ليقف ببرود ينظر إليه بتشفي و هو يقول لابنته بلا مبالاه : نادمي علي حد من الغفر


التفتت إليه شمس بصدمة و هي تراه يعود من حيث اتي غير مبالي بشقيقه الذي ربما يفقد الحياة الآن لتربت علي وجنتي عمها لعله يفيق و لكن لا حياة لمن تنادي لتركض سريعاً تفتح باب القصر و هي تصرخ ببعض الغفر أن يأتون سريعاً لتمسك




 هي هاتف عمها الموجود علي الطاولة و تهاتف مصطفي الموجود بالجوار الآن و هي تراقب الغفر يحملون عمها الي مركز الصحة الخاص بالقرية سمعت صوت يأتي إليها من




 الطرف الآخر لتقول بلهفة و دموعها تتساقط علي وجنتيها : مصطفي الحجني (الحقني) عمي تعبان جوي و الغفر عيخدوه علي الصحة 


انتفض مصطفي بزعر و هو يسمع صوتها الباكي لـ يلتهم الطريق بخطوات سريعة و هو يقول لها لكي تهدئ : اني عروح علي الصحة متجلجيش و متبكيش


لتتحدث هي ببكاء حاد : اني عاچي أمعاك 


هز رأسه بنفي و هي تقول بحدة : لع خليكي انتي في الجصر (القصر)


شمس برجاء : احب علي يدك يا مصطفي 


اغمض عينه بشدة و يغير مسيرته ليتوجه الي القصر و هو يقول لها : اني چاي عتيچي أمعايا


***********************************

صعد بها الي شقته بتلك المنطقة البسيطة للغاية للحظة وقفت بمدخل البناية و هي تقول بحدة و تحذير : اسمع يا صعيدي انت أن قربت مني لهشقك أربع تربع انت فاهم 


التفت اليها يقف أمامها بـ هيمنته و ضخامة حجمه ليغطيها بالكامل و تظهر بالخامسة من عمرها أمامه ابتسم بشر و ظهر عرق الشر جبهته ليرفع حاجبه و يسأل بسخرية : عتعملي أية يا بندرية 


قضمت شفتها السفلية بغيظ لتضع يدها علي جيب بنطالها الموجود به السلاح و هي تقول بحدة : زي ما سمعت هقتلك خرجني من المنطقة دي و بس فاهم 


ليمسك بـ بوابة البناية و يغلقها خلفها ليظلم المدخل بشدة و لم تعد تري غير خياله فقط لتسمعه يهمس بهسيس : أن كنت عنجتل (هنقتل) علي يدك اموافق 


ضيقت عينها و لوت شفتها باشمئزاز و هي تمتم : تك نيلة في شكلك 


سمع ما تقول و لكنه فضل أن يتجاهلها و الا سقطت مفارقة للحياة الآن علي يده ليصعد اول الدرج و هو يقول بصوت اجش : وراي 


صعدت خلفه و هي تتحسس طريقها و تتعجب من كونه يعلم طريقه بشكل صحيح تعثرت باحدي الدرج المكسور كادت أن




 تقع إلا أن يده أمسكت بذراعها قبل أن تسقط لتتشبث بذراعه و هي تلعن و تتحدث قائلة بغضب : انا هطلع علي الزفت دا ازاي و الدنيا ضلمة كدا 


سحب يدها لتصعد الدرج لتواكب طوله ليحاوط خصرها و هو يجعلها تصعد معه كادت أن تعترض ليتنهد بنفاذ صبر ليترك خصرها لتعود لتعثرها ليلف يده حول خصرها و يشدد عليه و هو يهمس من بين أسنانه : اتكتمي بجي 


صعدت معه بصمت الي الاعلي ليفتح باب الشقة ليمسك بيده أبعدها عنها بعنف ليدلف الي الداخل و هي خلفه لتسمعه يغلق الباب لتضع يدها بجيبها و تخرج السلاح تخبئها بيدها حتي أن تطاول عليها و لو بكلمة لتجز عنقه و تجعله ذبيح يسبح بدماءه



 تخطاها ليدلف الي الداخل التفتت تنظر إلي حولها أنه منزل بسيط لكن مساحته واسعة هادئة ألوانه ذو اثاث راقي أصدرت صفير من بين شفتيها بإعجاب و هي تقول لـ نفسها : مكنتيش تحلمي تشوفي مكان زي دا تحفة 


سمعت صوته من خلفها يقول بهمس : عچبك


التفتت إليه ليمد يده بكأس من الماء لتنظر إليه و هي تضيق عينها بشك لتشيح برأسها و هي تقول : مش عايزة 


هز كتفه بلامبالاه و وضع الكأس علي الطاولة بجوارها و هو يقول : عم مرزوج (مرزوق) عيچيب ليكي خلجات 


نظرت له بغضب و داخلها حزن من أنها بلا قيمة لهذه الدرجة امسكت بطرف ملابسها و هي تعلم ما هي عليه و هي تقول : مش عايزة منك حاجة انا هستني بس معاك ساعة علي ما الموضوع يهدي و همشي 


رن جرس الباب ليفتح هو الباب ليجد أمامه مرزوق و معه بعض الحقائب البلاستيكية مد مرزوق يده بالحقائب و هو يقول : اتفضل يا مهران بيه جبت كل حاجة 


هز مهران رأسه و هو يأخذ ?

          الفصل الخامس من هنا


لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-