رواية عطارة جدو
بقلم اسماء ايهاب
الفصل الثاني و العشرون
اتسعت عين مالك بصدمة و دار رأسه من ذهوله و قالت بصراخ حاد : انت بتقول اية انت واااعي
كاد مالك ان يخرج الا ان منعه سراج و قال : استني يا مالك كارمن مردتش تقولك عشان كدا اهدي بس و خلينا نفكر
مالك : نفكو (نفكر) في اية انت متخيل اللي حاصل
سراج : متخيل بس احنا لازم نهدي و نتروي عشان نعرف هنعمل اية معاه
مالك : انا مش متخيل مازن مازن يعمل كدا لية يعمل كداااا ليييية
سراج صارخاً به : بس بقي اسكت شوية خلينا نتكلم
مالك و هو يضرب رأسه بالحائط : ازاي ازاي
ليوقفه سراج و يمسك بكتفه و يهزه : بس يا مالك اهدي و اطلع نام و الصبح يحلها المولاي
ليخرج مالك كالمغيب و بدلا من ان ينزل للاسفل ليصعد الي الاعلي حيث تقتن كارمن ليطرق بابها و يدخل قبل ان تأذن له بالدخول ليجدها جالسة اعلي الفراش ضامة ركبتها الي صدرها و تبكي لترفع رأسها حين وجدته هو لتمسح دموعها و تعتدل و هي تقول : انا اذنتلك تدخل
ليذهب لها و يجلس امامها و فجأة يضع رأسه علي صدرها و يبدأ بالبكاء كطفل صغير و هي تربت علي رأسه لكي تهدئ من روعه
كارمن : خلاص يا حبيبي كفاية كدا انا اول مرة اشوفك بتعيط
مالك و هو يعتدل من جلسته و يمسح دموعه و يقول : انتي مقولتليش من الاول لية
كارمن بعفوية : لانك مجنون
مالك : في اسلوب احسن من كدا تكلميني بيه
كارمن : اسلوب اية انا اول ما شوفته لسة و الله قبل ما اروح لسراج و بعدين قولت طبعا هتقتله فاستنضفت و روحت لسراج
مالك و هو يصفعها بخفة و مزاح : استنضفتي ما تلمي نفسك بقي انا مش واضي (راضي) اجي جنبك
امسكت بيده تقبلها و تقول : مالك انا بحبك اوي لكن بلاش سوء ظن اللي دايما ملازمك دا انت عارف لما دخلت اوضة سراج كدا انا حاسيت انك هتقتلنا بدون تفاهم
مالك : يعني انتي متخيلة المنظو (المنظر) اني القيكي داخل اوضة سواج (سراج) في نص الليل
كارمن بابتسامة غريبة : هو انت شاكك فيا يا مالك
مالك : انتي هبلة لا طبعا مش كدا
كارمن : اومال اية
ليجدوا باب الغرفة يطرق و صوت نهي والدة كارمن تردف : كارمن انتي صاحية
كارمن بتوتر و سرعة : اه ثانية واحدة هفتحلك اهو يا ماما
وضعت يدها علي فم مالك و اشارت له بعدم الكلام و فتحت خزانة ملابسها و ادخلته بها عنوة و اغلقت الباب و هو مذهول منها ثم عدلت من هيئتها و قتحت الباب لامها
نهي : اية يا حبيبتي كنتي بتكلمي مين
كارمن : لا دي دي دي ليان اه ليان كانت بتكلمني علي الموبيل و كنت فاتحة الاسبيكر فالصوت عالي
نهي : ماشي يا حبيبتي
وجدت نهي خربشات في خزانة الملابس : هو في اية اية اللي بيخربش دا يا كارمن
بصراخ : دا لازم فار يا ماما
نهي بخضة فهي ترتعب منهم : فار
كارمن : روحي نادي لبابا بسرعة ياماما
نهي و هي تركض : حاضر حاضر
خرجت نهي لتفتح كارمن الخزانة وتقول له : اطلع الله يسامحك يا مالك هتوديني في داهية اطل
مالك : فار يا بنت
كارمن : بنت اية
مالك : بنت عمي
خرج مالك سريعاً و بعد لحظات جاء ماهر مع نهي الملتصقة به حرفياً من كثرة الخوف
ماهر و هو يدخل الغرفة : اطلعوا انتوا برا
بعد دقائق فتح الباب و قال : مفيش حاجة ادخلوا
نهي : ماشي ادخلي نامي يا كارمن بقي الوقت اتأخر
كارمن : حاضر يا ماما تصبحوا علي خير
اغلقت كارمن الباب و زفرت براحة و دلفت الفراش لكي تنام
*****************************
جلست كاميليا بعصبية امام والدها و قالت : انا مش هفضل كدا يا بابا انا هروحله
حسن : مش عارف انت بتتصرفي من دماغك لية
كاميليا : يعني اعمل اية
حسن : تصلحي اللي هببتيه احنا كدا هنضيع و لا هنطول لا بلح الشام و لا عنب اليمن
كاميليا و هي تمسك احدي خصلات شعرها : و حياة دا لهيجي راكع
حسن : وريني شطارتك
كاميليا : هيجي هيجي يا بابا متخافش
****************************
كان صابر يجلس اعلي المكتب عندما دلف عصام اليه
عصام : ها يا صابر كنت عايزني في اية
صابر : حاتم مستخبي
عصام : عرفت مكانه يعني
صابر : متقلقش بكرا ان شاء الله هيبقي هنا تحت رجلنا
عصام : ماشي علي خير
صابر : هو اية اللي حصل امبارح و انا مش موجود
عصام : هي لمياء مقالتلكش
صابر بابتسامة : لمياء طالما الموضوع ميخصهاش مش بتتكلم بس انا سمعت جاسمين بتتكلم ان مكة مشيت و مفهمتش حاجة
عصام بتنهيدة : هقولك يمكن نلاقي حل لسامية
*****************************
امسكت سامية تحفة في غاية الجمال و قذفتها في المرآة لتتهشم الي قطع صغيرة لتنظر الي انعكاس صورتها في قطع الصغيرة من الزجاج و تقول بغل : ماشي يا عصام اطردني زي مانت عايز بس مش هطول اللي عايزه بردو و لو السما انطبقت علي الارض و مكة هتنتهي من الحياة خالص و دا وعد مني
*****************************
مكة و هي تنزل من اعلي الدرج و تقول بمرح : صباح الصباح
مكة الكبيرة : صباح الفل يا نن عيني تعالي
وجدي : اوووووبا بدأ في نن عيني شوية شوية هتبقي الفشة و انا مفيش
مكة الصغيرة و هي تخرج لسانها له : احسن
مكة الكبيرة : مكة عييييب
مكة الصغيرة : بهززززار
وجدي بخبث : امال كنتي بتوشوشي باباكي علي اية يا مكة
مكة بخبث : كنت بوصية علي نفسه اصله يا حبيبي كل يوم صحته في النازلة
مكة الكبيرة برزانة رغم القلق الذي ينهش قلبها : لية هو ماله
مكة : قلبه يا ماما قلبه قلبه بيوجعه
مكة الكبيرة و هي تقوم : انا في اوضتي و محدش فيكوا يزعجني غير لما يجي معاد الدرس بتاعك يا وجدي مكة تدخل تقعد معايا
وجدي : حاضر يا ماما
بعد ان دلفت الي غرفتها ليقول وجدي لشقيقته : اية رأيك في ادائي
مكة : الشق يا بني هتكون عامل ازاي
وجدي : طيب و ابوكي هيعمل اية مع سامية دي
مكة : و الله معرف بس اكيد هيتصرف
*****************************
وصل مارك الي حيث تقتن ليان في محل الجد ليدلف الي الداخل ليجدها تقف و تواليه ظهرها ليذهب و يحتضنها بشدة من الخلف مما افزعها ليهس باذنها : لقد اشتقت لكي كثيرا عزيزتي
ابتعدت عنه و التفتت له و قالت بذهول : مارك كيف وصلت الي هنا
مارك : لقد تحريت جيدا هذه المرة
ليان : لكن
قطع كلماته عندما مال عليها مقبلا ثغرها بنعومة لتكون هي كمن لدغتها حية لتبتعد عنه سريعا ً و تقول له بغضب : ماذا تفعل ايها المختل
مارك : لن اتركك بعد الآن ليان
ليان : مارك ان لم تبتعد عني سوف اخبر ابي و انت تعلم ما سوف يفعله عندما يعلم
مارك : لن تقدري علي اخباره فانتي اضغف من ذلك
ليجد من ينكزه بكتفه ليلتفت له ليجد احد يباغته بلكمة سطحته ارضاً
ليان بشهقة : سراج انت عملت اية الله يخربيتك موته و لا اية
سراج بتجاهل لحديثها و قال لمارك : بتعمل اية هنا
مارك بعدم فهم : ماذا تقول ايها المختل
سراج ل ليان : اه هو دا ... ماذا تفعل هناااااا
مارك : و ما شأنك انت
سراج و هو ينحني له و يمسكه من ياقة قميصه : اذهب من هنا و لا تعد مرة اخري و الا سوف تلقي حدفك
ثم اخذه و الاقاه خارج المحل ثم صاح بصوت عالي : يا شبااااااااااااب
ليلتفت له بعض الشباب الذين كانوا يلعبون كورة القدم
ليكمل سراج : الراجل دا رايح جاي يعاكس في بنات الحارة علموا الادب و ارموا برا الحارة
ليأخذه الشباب و يقومون بضربه و صفعة و لكمة و ركله حتي اصبح لا يصلح الاستعمال الادمي
ليان بفزع : انت عملت اية يا مجنون
سراج : امشي ادخلي جوا انتي مليش دعوة
ليان : انت اكيد اتجننت دا معاه جنسية يعني هيسجنك
سراج : يعمل ما بداله ابعدي هنقفل و الله لنروح و نسيبه كدا
*****************************
دلف مالك الي غرفة اخيه و بحث بكل مكان حتي وجد ذلك المخدر ليمسكه و يجلس علي الفراش حتي جاء مازن و يدخل و يمرر يده علي انفه
مالك و هو يقف امامه ليفزع مازن و يقول : اهلا و سهلا يا باشا
مازن بفزع : مالك
مالك : ايوة مالك اية اتخضيت كدا لية
مازن بتوتر : لا ابدا مفيش حاجة بس اول مرة تيجي اوضتي
مالك : الا قولي يا مازن كنت فين و اختك مكة ماشية
مازن : كنت كنت مع اصحابي
مالك : و شغلك
مازن : شغلي شغلي ماله
اظهر مالك المخدر امام ناظريه لتتسع عينه بفزع من ان رأه اخاه ليصفعه مالك صفعة قوية نزف بها فمه ليقول : و دا اية يا مازن
مازن بتمرد : ملكش دعوة بيا انت مش ابويا عشان تعمل معايا كدا
مالك بغضب : انا اكسو (اكسر) وقبتك (رقبتك) كمان انت فاكو (فاكر) نفسك كبرت عليا
ليمسكه من ياقته و يصفعه مرة اخري و يبدأ بضربه و بعد ذلك يمسكه و هو يلهث من تعب ضربه و يقول : هتبطل القوف (القرف) دا و لو اضطويت (اضطريت) احبسك هحبسك
خرج من الغرفة و اغلق الباب المفتاح وسط اعتراض مازن و يطرق الباب و يقول : افتح يا مالك افتح انت ملكش حكم عليا
لم يرد عليه و يذهب و تركه يفعل ما يفعله
****************************
عصام : مااااااااهر مااااااااهر
ماهر و هو ينزل الدرج : في اية يا عصام خير
عصام : تعالي شوية و صابر يجي و هتفهم كل حاجة ... اطلع يا شادي نادي مالك و الباقي
بعد قليل كان الجميع مجتمع في الردهة عندما دلف صابر و معه حارس ممسك بحاتم المتورم نصف وجهه ليتنتفض كارمن ممسكة بذراع والدها بخوف لينقض مالك عليه و لكن منعه والده من فعل اي شئ
ماهر : انا مش فاهم حاجة
حكي له عصام ما فعله حاتم لينقض عليه
ماهر و كاد يلكمه و هو يقول : يا بن الكلب
ليبعده صابر عنه و هو يقول : استني يا ماهر بس احنا جايبينه عشان نفهم
ماهر : محدش فيكوا قالي لية
عصام : اهدي بس انت و هنعرف كل حاجة دلوقتي
ثم قال لحاتم : فهمنا دخلت بيتنا و عملت كل دا لية
حاتم بغضب : اسأل اخوك
ماهر : انا عملتلك اية
حاتم : يبقي نقول و افضحك وسط اخواتك
عصام : انت هتنقطنا متتكلم
حاتم : اخوك قتل ابويا
