CMP: AIE: رواية زهرة فى مهب الريح الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم اسماء ايهاب
أخر الاخبار

رواية زهرة فى مهب الريح الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم اسماء ايهاب


 رواية زهرة فى مهب الريح

بقلم اسماء ايهاب 

الفصل الثالث والرابع عشر


_ ازاي يعني يا مهران مش فاهمة ازاي نور تبقي بنت الحاج ايوب 


هتفت بهذه الجملة زهرة و هي تنظر إلي مهران بذهول و هو صامت تماماً ينظر إليها بتمعن لردة فعلها لتركض الي باب



 الغرفة الذي لم يغلق بعد لتغلقه بقوة و تقف أمامه تنظر إليه بغيظ و هي تقول ملوحة بيدها : انت مبتتكلمش لية يا مهران 


لم يرد أيضاً لتتأفف هي من بروده و هي تقول بضجر : يا عم الحاج انطق و لا واكل سد الحنك 


وقف أمامها يبتسم بغموض و هو يربت علي وجنتها بخفة ليترك و يذهب لتصك هي علي أسنانها بغضب من هذا لوح الثلج الذي يغطي البرود الغموض كامل تصرفاته و بغيظ امسكت الوسادة لتقفزها بالباب و هي تقول : بارد 


جلست علي الفراش و هي تتنفس بحقد من تلك الحرباء سرعان ما انتفضت شاهقة بقوة و هي تطرق علي بقبضة يدها علي كف يدها الأخري و هي تتذكر شئ ما غامت عينها بسواد داكن غاضب و هي تقول : نعم بقي يعني نور دلوقتي بنت عمه الحقيقية 


لتشهق مرة أخري و هي تقول : يعني هيتجوزها نعــــــم و حياة امك 


لتفتح الباب و تخرج من الغرفة إلي الأسفل و بتلقائية شديدة الي ايوب تجلس بجواره ليبتسم ايوب بدفئ لها أمسكت بيده تربت عليها و هي تقول : عامل اية دلوقتي يا حاج


لينكزها بيدها بغضب و هو يقول : فينها ابوي 


ابتسمت بحزن لتمسك بيده تقبلها باحترام و هي تقول : و الله كان نفسي تبقي ابويا كفاية حنيتك دي بس هو نصيب و دلوقتي بنتك رجعت 


احتضنها ايوب بشعور ابوي يفيض بجوارحه يربت علي ظهرها بحنان و هو يهمس : و اني رايد تبجي بتي يا فرحة 


لتشدد هي علي احتضانه و هي تبكي و شهقاتها تعلو و تعلو كما لم تبكي من قبل لمست كلماته الحنونة قلبها و عليه أيضاً


 هذا الرجل تعلق بها كثيراً يرفض قطعاً أن تكون أخري ابنته لم يهتم بشأن نور منذ أن علم أنها ابنته لا يشعر بما بشعره عند



 قربه من زهرة اتي مهران علي صوت بكاءها الحاد و شهقاتها المسموع مزعوراً لاول مرة يسمعها تبكي و لاول مرة يراه بهذا الحال نظر الي عمه بتساؤل ليهز الآخر رأسه بحزن شديد يخيم



 علي قلبه ليبعدها مهران عن ذراع عمه و هو يجلس بجوارها يمسد علي شعرها بيد و اليد الاخري تمسح دموعها التي تسيل بغزارة علي وجنتيها عندما وجدت مهران تنفست بعمق حتي



 تتوقف عن البكاء سبحت نفسها عنه و هي تمسح دموعها و تتنفس بهدوء لتنظر الي ايوب و هي تقول بهدوء : انا هطلع ارتاح شوية 


هز ايوب رأسه بتفهم و هو يربت علي كتفها لتركض هي الي الاعلي تدلف الي الغرفة و ترتمي علي الفراش و تكمل بكاءها



 هذه المرة لم تعد تعلم علي ماذا تبكي فقط تفكر ان تذهب من هذا لا تتحمل أن يزفوا لها خبر زفافه علي تلك اللعينة سمعت



 صوت الباب يفتح لتمسح دموعها بالخفاء و تجلس علي حافة الفراش جلس بجوارها متخلي عن أي اصطناع البرود و عدم القلق الآن عندما تسأل بقلق يأكل بقلبه : عتبكي لية يا زهرة 


ابتلعت ريقها و هي تنظر إلي الأسفل تتنفس بهدوء و هي تستجمع قواها لتنظر إليه و هي تقول بقوة مصطنع : انا عايزة ارجع القاهرة 


فرك عينه بهدوء و هو ينظر إليها بلا مبالاه لحديثها ليتحدث هو مغيراً مجري الحديث : مصطفي رايد يتمم چوازه بشمش جوليلها


وقف مستعداً للذهاب لتمسك بيده و من ثم تقف أمامه بنظرة مشتعلة بالتحدي و قلب ينبض بسرعة شديدة : انت مسمعتش بقولك عايزة ارجع القاهرة


نظر إليها مرة أخري بذات البرود و بحركة واحدة مفاجئة منه كان يداها خلف ظهرها يحتجزهما بين يده الضخمة يضغط عليهم بقوة لتقترب منه أكثر و هو يهمس ببطئ : سمعتك زين يا بندرية كان احسن اني مسمعش حديتك ده 


رفعت رأسها إليه و هي تعقد حاجبيها باستنكار و شراسة تحاول الفرار منه و لكنه محكم قبضته عليها بقوة أغمضت عينها بشدة و هي تقول مرة أخري بهدوء ما قبل العاصفة : ابعد ايدك عني يا مهران 


و لكنه ما ازداد ضغطه عليها بقوة ليلتصق بها ليدني منها يهمس بفحيح : جولت جبل أكده و هعيده تاني اها انتي مرتي و انتي معسيبش مرتي واصل


استجمعت كل شجاعتها و قوتها و هي تفك يدها من يده و تبتعد عنه بنفاذ صبر و هي تقول بقوة : انت مش هتحبسني



 هنا غصب عني يا مهران وقت ما احب امشي همشي و محدش هيمنعني انا و انتي متجوزين جواز مصلحة و ادي المصلحة انتهت 


لتزفر باختناق و هي تقول بانفعال شديد ابرز عروق رقبتها و احمر وجهها بغضب : انا مش مستعدة اشوفك معاها 


صدمة احتلت جميع خلايا جسده المتجمد بصلابة وضعت هي يدها علي فمها و اتسعت عيناها بصدمة لا تقل عنه اي شئ بل أكثر منه نفت برأسها و هي تري ابتسامته الخبيثة تزين ثغره و



 قد استوعب ما قالته هي حاولت تصحيح ما حدث بأي شئ يغضبه في حين تقدم هو منها بابتسامة ماكرة و هو يضيق عينه بشك قائلاً بسعادة داخلية : عتغيري منيها يعني 


نظرت إليه بصدمة من حديثه الصريح لتنفي مرة أخري برأسه بحدة و هي تقول : لا طبعاً أنا اغير عليك بتاع أية عشان بس عشان 


دني يستند جبهته فوق جبهتها و هو يتحدث أمام وجهها أنفاسه تلفح بشرتها بقسوة تتخلل الي قلبها مباشرةً التي



 اهتاجت دقاته حاولت الابتعاد ليمسك بأطراف عباءتها يجذبها إليه و هو يتحدث من بين قبلاته علي وجهها ببطئ نزولاً الي رقبتها برقة : معايزش اسمع حديت تاني بعد ده


ابتلعت ريقها بصعوبة و هي ترفع يدها الي كتفه تدفعه و هي تقول بعصبية من نفسها اودت كلماتها الي تمزيق ما كان سوف



 يربط الآن : انا بس مش عايزة انسان زيك يتحكم فيا و معاه مراته التانية و يضايقني بواحدة انا اقرف ابصلها و انا عايزة اعيش حياتي و مش واحد زيك اللي هيحبسني هنا


دفعها عنه بلحظة و قد تحول تماماً عينه تطلق شرارات شرسة يود الفتك بها الآن ابتعدت بضيق من ذلك الحديث التي تفوت



 به للتو لا تملك ذرة واحدة من التعقل حتي تنطق بهذه الكلمات لتركض الي المرحاض و تغلق الباب خلفها بقوة لتجلس علي



 الارض و هي تضع رأسها بين راحتي يدها بندم و قد أدمعت عينها بثقل في قلبها صك علي أسنانه و هو يهز رأسه بتوعد و يخرج من الغرفة صافعاً الباب خلفه بقوة


***********************************

نظرت إليه شمس بصدمة و هو يخبرها أنه سيتزوج مرة أخري من نور الشمطاء التي لم ترتاح لها شمس إطلاقاً لتتحدث برجاء لعلها تأثر بقرار شقيقها هذه المرة و الذي واضح عليه



 الغضب و بشدة لتقترب منه بحذر و هي تقول برجاء : لع يا مهران متعملش أكده احب علي يدك يا اخوي بلاش 


وقف مهران بشموخ و هو يقول بحدة : اني عجول عشية هعجد عليها 


انهي حديثه بنبرة غير قابلة للنقاش في حين كانت تنزل الدرج تستمع الي ما يدور بهدوء التفت ليجدها تقف جامدة بوجه



 غير معلوم مشاعره ليرمقها بنظر تحدي و غضب و أخيراً توعد و يخرج من القصر كاملاً استندت علي ذراع الدرج و قد ارتجفت



 شفتيها ببكاء لتجلس علي الدرج غير قادرة علي الوقوف أكثر من ذلك رأتها شمس ليمتعض وجهها بحزن و هي تذهب إليها و تجلس بجوارها تمسك بيدها و هي تقول بحزن : امنعيه يا خيتي عيتچوزها 


ارتجافة أصابت جسدها بالكامل و هي تكبح بكاءها الحاد زمت شفتيها و قد غامت عينها بغيمة دموع أوشكت علي السقوط و



 عقلها يطمئنها أن غباءها قد تحكم بها و عنادها و كبرياءها قد أصابه في مقتل لتتنهد بثقل و هي تقول بصعوبة و بحة مختنقة : براحته أن شاء الله يأكلها 


وقفت عن الدرج لتركض سريعاً الي الاعلي متوجهة نحو غرفتها في حين كانت نور متوجهة الي الأسفل لتصطدم في زهرة التي غطت الدموع عينها و لم تري اي شئ لتدفعها نور عنها بحدة و هي تقول بغضب : انتي يا حيوانة يا عميا


صكت زهرة علي أسنانها بعصبية شديدة و هي تنظر إليها و غضب العالم قد تجمع بين ضلوعها و لا تعلم كيف فعلت حين




 استقرت يدها علي وجه نور في صفعة قوية أسقطت نور أرضاً و هي تضع يدها علي وجهها لتنحني إليها زهرة و ترفع سبابتها أمام وجهها و هي تقول بتوعد : علي الله اسمع لسانك الحلو دا يتكلم معايا كدا تاني و اظن انتي عارفة مين زهرة و اقدر اعمل فيكي اية


دلكت نور وجنتها التي تسللت الدماء بها لتصبح حمراء متوجهة و هي تقول بحدة : انتي إنسانة غبية و انا هقول لمهران 


لتربت زهرة علي وجنتها بحدة و هي تبتسم بسخرية قائلة ببرود : قوليله انا عايزاكي تقوليله 


ذهبت زهرة و تركت خلفها نور تتوعد لها بالكثير لتدلف الي غرفتها و تضع يدها علي رأسها الذي سينفجر من الألم وقفت



 أمام المراه تنظر إلى نفسها لترفع رأسها الي الاعلي بكبرياء و تقول : محدش عمره يقدر يكسرك يا زهرة و لو كنتي قوليله انك غيرانة عليه كان هيعند اكتر و يذل فيكي 


اقنعت نفسها بترهات و فتحت خزانة الملابس تخرج حجاب تضعه علي رأسها و تحكم وضعه و فتحت وحدة الإدراج تأخذ هويتها و خرجت الي الخارج متوجهة إلى الأسفل .. وقفت شمس بوجهها تنظر إليها بتفحص و هي تهتف بقلق : علي فين أكده يا زهرة 


ابتسمت زهرة بحزن و بهوت و هي تمسك بيدها تضغط عليها و هي تقول بهدوء : انا عمري ما كان ليا حد حنين عليا زيك بعد بدر انا فعلا حبيتك اوي يا شمس بس انا دلوقتي مقدرش اقعد هنا اكتر من كدا 


نظرت إليها شمس بلهفة و هي تقول : لا يا خيتي خليكي امعاي 


_ سيبيها يا شمس خلينا نرتاح 


كان هذا صوت نور المتهكم علي هذه العاطفة و هي تنظر إليهم بسخرية لتتجاهلها زهرة تماماً و هي تقول : انا همشي انا بس طالبة منك طلب 


هزت شمس رأسها باستفهام لتتعلثم زهرة بخجل و هي تري أن هذا يقل من بشأنها و تقول : انا عايزة بس فلوس ارجع بيها القاهرة 


لتشدد شمس علي يدها بقوة و هي تقول : لاچل خاطري اني يا خيتي بلاش


لتهز زهرة رأسها بنفي لتتنهد شمس بضيق و هي تذهب لتجلب الي زهرة بعض الأموال و تضعها بيدها و هي تقول : مش رايداكي تغيبي يا خيتي


ابتسمت زهرة بحزن و هي تأخذي ورقة مرة من الأموال و تضع الآخرون و هي تقول : انا هاخد دي بس اشوفك بخير 


احتضنتها و قد أدمعت عينها لتركض سريعاً قبل أن تبكي و هي تنوي الرحيل قلبها يشتعل بمجرد فكرة زواجه هل تعلقت به الي هذا الحد اما هو الشعور التي لم تشعر به ابدأ هل الآن أصبحت انثي تشعر كما يشعرون كانت تذهب بمفردها و هي



 تنظر حولها بكل شبر من هذه البلدة سوف تفتقده سوف تذهب الي القاهرة و هو نزع قلبها و ابقاه معه .. وصلت الي محطة القطار بعد نصف ساعة من السير علي الاقدام و هي تسأل كل شخص يمر بجوارها عن الاتجاه المفترض عليها أن تسلكوا



 قطعت تذكرة القطار المتوجه الي القاهرة لتجلس تنتظر القطار شردت بعينها و هي تستمع الي صوته يرتل القرآن الكريم بأذنها و عينها التي تراه و هو يقف بجوارها يعلمها الوضوء و الصلاة التي قررت عدم تركها مهما حدث .. إلي أن تذكرت ما قالته هل



 قصدت أنه شئ بجملتها (واحد زيك) هل بالفعل قصدت ذلك هزت رأسها تطرد كل ذلك من رأسها لن تفكر بعد الآن رفعت رأسها المحني تتنفس بعمق سرعان ما شهقت بخضة تبعها


 سعال و هي تراه يقف أمامها يتكأ علي عصاه ينظر إليها بغضب شديد و نظرته اقرب الي الجحيم أو هي الجحيم بحد ذاته لتهمس بخفوت : مهران 


رفع حاجبه الأيسر و هو يهز رأسه بنعم متهكماً عدل من ياقة جلبابه و هو يقول بتوعد : تجومي دلوج و ترچعي امعاي من غير حديت 


رفعت رأسها باستعلاء و هي تقول بحدة و تحدي : نعم لا طبعا أنا هرجع القاهرة 


أشار بعينه بنفاذ صبر أن تقوم لكنها جلست معتدلة تسند ظهرها علي المقعد و تضع قدم علي الاخر عاقدة ذراعها أمام صدرها و هي تقول : مش جاية معاك و اللي عندك اعمله مش هيبقي ليك حياة تانية عايز مني انا أية بقي التمثيلية و خلصت و انا و همشي  


لم يهتم ابداً لكلمة واحدة من ما تقول ليمد يده بعصاه إليها عقدت حاجبيها باستغراب و هي تمسك بها لم تعلم مغزي حركته إلا أنها فجأة وجدته يحملها علي كتفه و يسير بها شهقت من المفاجأة و هي تقول بحدة : نزلني يا مهران .. نزلني احسنلك 


لم يرد عليها اكتفي فقط بالتوجه الي خارج محطة القطار و بلا مبالاه و تجاهل لمن يقفون يشاهدون هذا المنظر بصدمة و تعجب و هي تضرب به حتي يتركها و هي تزمجر بشراسة ..



 وضعها بالسيارة بعنف لتتأوه بألم حاولت اخفاءه ليغلق الباب بحدة و ينتقل الي مقعد القيادة يعود بها الي القصر و هي تصرخ به أن يتركها إلا أنه لم يبالي فقط يقود السيارة ببرود 


***********************************

ادخلها الغرفة بحدة و هو يغلق الباب خلفه بقوة امسك بذراعها يضغط عليه بقوة و هو يهدر بغضب : خرچتي و كنتي هترچع مصر و اني معرفش عنيكي حاچة 


نفضت يدها منه و أمسكت بياقة جلبابه و تهتف بشراسة : و كأني فارقة معاك اوي مش كدا حل عني بقي 


نظر إليها و هو يزيح يدها عنه و هو يقول من بين أسنانه : اني جولت مش هتخرچي من اهناه 


نظرت إليه و هو ترفع حاجبها باستنكار قائلة بتعجب بتعجب مصطنع : لية متمسك اوي اني ممشيش اللي يشوفك يقول بيحبني


رفع رأسه بكبرياء و هو يربت علي كتفها باستخفاف مصطنع قائلاً ببرود : انتي معتهمنيش في حاچة و جولتهالك جبل أكده 


ارتجفت شفتيها ببكاء و عينها تحاوط بها غشاء رقيق سحاب من الدموع تحيط بـ مقلتيها و هي تنظر إليه و هو يقف أمامها جامد وجهه خالي من التعبير لا يعبر عن أي مشاعر بداخله أغمضت عينها لتهبط دموعها الساخنة علي وجنتيها تحرق


 بشرتها و كأنها ولدت من لهيب بداخل قلبها هي ليست له اي شئ كانت تظن أنها حركة به شئ لكن اكتشفت أن قلبه لن ينبض أبداً سيظل متحجر هكذا ابتلعت غصة متألمة بحلقها



 تمزق ثنايا روحها و هي تقول : طلقني يا مهران بية كدا كفاية اوي انا من النهاردة برا اللعبة انا مهماكش و انت متهمنيش 


بقي جامد كما هو ينظر اليها بتمعن أوحي لها أنه يتلذذ برؤيتها تتألم لتضغط علي يدها حتي خدشت لحم كفها باظافرها و



 فلتت منها شهقة عالية اثر كبحها للبكاء لتتحدث بخفوت و حزن شديد و هي تنظر إلي الأسفل : انا همشي من هنا بكرا هرجع القاهرة 


رفعت وجهها تنظر إلي باستعطاف لعله يتحدث باخر كلمات تسمعها منه تروي قلبها لعله يتمسك بها لعله ينطق بكلمة واحدة فقط تمحي حديثه القاسي الذي لمس قلبها بعنف جاءت إليه


 من ستكون زوجته بالحقيقة ليست مزيفة مثلها علمت أنها ليس لها مكان حتي أن أنفاسها اختنقت كادت أن تخطو خطوة إلا أنه سد طريقها و هو يقول ببرود : خلصتي حديتك الماسخ ده 


لتنظر إليه بذهول ما هذا البرود يا رجل هذه الجملة فقط ما خرجت من فمك نظرت إليه بتعجب و هي تري البرود يكسو ملامحه لتلعن قلبها الذي اوقعها في هذا المتجبر لتحرك فكها بغيظ و هي تقول : خلصت خلصت كل اللي عندي 


لف ذراعه الأيمن حول خصرها بالكامل و هو ينحني قليلاً ليرفعها عن الأرض لتصل إليه وجهها مقابل وجهه قدمها تبتعد عن الأرض وضعت راحتي يدها علي كتفه بخوف من أن تقع


 المسافة ليست بقليلة فـ طوله الفارع يختلف عن قصر قامتها دني يقبل ثغرها قبلة عنيفة غاضبة أخرج بها كل ما بصدره من غل من كلماتها و هو يتصنع البرود منذ بداية حديثها لم يعد



 يقدر علي تحمل سخافة حديثها لعله بهذا الطريقة يخرس كلماتها الغبية طرقت علي كتفه بقوة ليبتعد عنها و هو غير عابئ بها يتعمق أكثر بقبلته و هو يشد علي خصرها بذراعه



 ..ابتعد عنها لتخرج منها شهقة كادت أنفاسها أن تتقطع لينظر إليها و هو يلهث يحاول التقاط أنفاسه ازال ذراعه المحاوط لخصرها لتقع عنه واقفة بـ محلها لتتأوة بألم و قد ارتطمت



 قدمها بشدة بالأرض ليمسك بذراعها لتتزن بوقفتها و هو يقول بغضب و الشرار يتطاير من عينه : اوعاكِ تجولي الحديت ده تاني و مش عجول تاني انتي مرتي و مهطلجش واصل عتفهمي 


دقات قلبها كالطبول حتي الآن لا تقدر علي الحديث لا يخرج من فمها اي حديث بالاصل قبلته التي أحيت بها عاصفتها الهوجاء ظلت صامتة حتي انهي حديثه لتهتف بغضب متقطع : هفضل هنا أسيرة يعني و لا اية 


ابتسم بشر حتي ظهرت أنيابه البيضاء الحادة ليضرب علي وجنتها بخفة و هو يقول بحدة : انضوريها (شوفيها) كيف ما انتي رايده انا كلمتي واحدة معتنيهاش  


عدل من موضع عمامته و شاله الموضوع علي كتفه و هو ينظر إليها بحدة و يخرج من الغرفة صافعاً الباب خلفه بقوة و من



 ثم تسمع هي صوت صك الباب يدور ليغلقه لتركض الي الباب تطرق عليه و هو تقول : افتح يا مهران انت مش هتحبسني هنا انا عايز ارجع القاهرة مش عايزة اقعد معاك افتح


ليزمجر بغضب من خلف الباب و هو يقول بصوت حاد غاضب : معايزش اسمع حسك لحد ما اچي محدش أهنأ يجدر يفتحلك اجعدي مكانك و اوعاك اسمع ان حد فتح الباب ده هجطع رجبته


***********************************

تألقت بضجر فهي علي هذا الحال منذ ساعات اغلق عليها الباب و رحل لمعت فكرة تنتقم منه لتبتسم بشر و هي تقفز من



 الفراش و تأخذ مقص من وحدة الادراج و تفتح خزانة الملابس و تمسك بجميع ملابسه تضعهم علي الفراش و تبدأ بتمزيقهم بالمقص و هي تصك علي أسنانها بغل إلا أنها توقفت عن فعل


 ذلك و شحب وجهها حين سمعت صوت زغاريد فرحة عارمة بالاسفل أسقطت المقص من يدها أغمضت عينها بألم لتظهر الدماء المتساقطة من يدها بالحلم امام عينها لتفتحها علي



 مسرعيها بخوف هل غدر بها الآن هل يخونها لتصعد جالسة علي الفراش و تزيح ثيابه بقدمها و تمسك بالوسادة تضعها علي فمها و هي تصرخ بها حتي لا يظهر لها صوت و بالاخير



 احتضنتها بقوة و هي تبكي بشدة لتتسطح علي الفراش و تنكمش علي نفسها و تستسلم للنوم لعل يكون هذا الجزء الآخر من الحلم و هو الاسوء علي الاطلاق


أما بالاسفل ذهب المأذون و جلس مصطفي بجوار شمس يتحدث إليها بجانبية و هو يري علي وجهها معالم الغضب و


 ايوب الذي يجلس بسكون و حمدان المراقب بهدوء و نور الجالسة بفرحة و هي تبتسم باتساع وقف مهران و هو يقول بهدوء : اني عطُلع اوضتي 


لتقف نور تتعلق بذراعه بجراءة و هي تقول بدلال : خليك معايا شوية يا مهران 


نظرت إليها شمس باشمئزاز واضح و هي تقول بحدة : اتحشمي يا بت عمي مش أكده 


ليلتفت إليها مهران بحدة و عينه تبرق بغضب و يتركها و يذهب الي الاعلي فتح باب الغرفة ليجدها نائمة بسكون اعلي الفراش ثيابه مبعثرة بالغرفة كاملة انحني ليلتقط احد ثيابه ليجدها قطع صغيرة متشابكة فقط ابتسم و هو يلقيها مرة


 أخري من يده و يذهب بهدوء يتسطح بجوارها بعد أن خلع عنه عمامته و شاله نظر إليها و هي مغمضة العينين هادئة للغاية ليست بتلك الفتاه المشاكسة أنفاسها منتظمة اقترب منها



 يدث رأسه بتجويفة عنقها يحاوط بذراعه خصرها يستنشق رائحتها و هو يغمض عينه و هو يطبع قبلات سريعة علي عنقها و هو يهمس بكلمات غير مسموعة 


***********************************

_ مهران عايزاك في موضوع 


كان هذا صوت نور و هي تتحدث الي مهران الجالس بالردهة أمام زهرة التي تنظر بلا مبالاه مصطنعة التفت اليها مهران و هو يقول بهدوء : خير


امسكت بذراعه تجذبه معها الي غرفة المكتب و هي تقول : لا عايزة اشتكيلك من حاجة 


جلست علي الأريكة الموجودة بالمكتب و جلس هو بجوارها ببرود لترفع رأسها إليه و تشير الي وجنتها و هي تقول بدلال : شوفت زهرة عملت فيا أية يا مهران يرضيك اتهان 


التفت اليها مهران و هو ينظر إلي اثر صفعة قوية من زهرة علي وجنته نور ابتسم بفخر داخله ليربت علي كتفها بهدوء و هو يقول : زهرة هي اللي عملت اكده


هزت نور رأسها بحزن مصطنع و هي تبرز شفتيها الي الامام ليهز هو رأسه بهدوء و هو يقول : جولتليها أية عشان تعمل فيكي اكده


_ كانت تراقبه من خلف الباب يجلس بجوار تلك الشمطاء يتحدث معها بهدوء و حنو عكس ما يتحدث معها تهدجت أنفاسها بغضب و هي تراه يضع يده علي كتفها يربت عليه بحنان يواسي تلك الكاذبة لتلتفت حولها لتجد الخادمة تحمل



 بعض الاشياء و تخرج من المطبخ لتهمس باسمها عدة مرات حتي التفتت إليها لتشير إليها بأن تأتي لتركض الخادمة باتجاه زهرة و تقف أمامها تقول باحترام : خير يا ست الناس 


لتقترب منها زهرة و تهمس لها ببعض الأشياء بأذنها لتنظر إليها الخادمة و تهز رأسها بطاعة و هي تقول : أوامرك يا ست الناس


لتدلف الخادمة الي الغرفة بعد أن اذن لها سيدها بالدخول لتتحدث و هي تنظر إلي الأسفل غير قادرة علي رفع عينها و تقول بهدوء : الست شمش رايدة الست نور فوج يا بية 


هز مهران رأسه و أشار إليها بيده بالذهاب رفع رأسه ينظر إليها ليسألها عن شئ ما ليري تلك المختبئة كـ الفأر الصغير ابتسم علي مظهرها بخبث لتخرج الخادمة من الغرفة ليضيق عينه و



 يكبح ابتسامته و يهز رأسه بعناد ليلتفت الي نور الجالسة بجواره و تنظر إليه باستفهام و هي تقول تمثل الرقة  : هي شمس عايزاني في أية 


وقف حتي يراها جيداً و هي خلف الباب تنظر و تستمع الي ما يدور بالداخل و يوقفها أمامه ليقترب منها هو ينظر بطرف


 عينه الي زهرة بالخارج و رد فعلها ليجدها تعقد ما بين حاجبيها ليدني يقبل تلك الواقفة أمامه تنظر باستفهام لما



 سيفعله لتلف هي يدها حول رقبته تقرب نفسها منه ..ابتعد عنها ينظر إلي الواقفة بالخارج ليجدها تضغط علي شفتيها باسنانها و دموعها أغرقت وجهها وضعت يدها علي ثغرها و



 ركضت صاعدة الي الاعلي بهذه اللحظة شعر هو بالندم لما فعله و نظر لتلك المتعلقة برقبته بجراءة ليبتعد عنها ينظر إليها بجمود و هو يقول ببرود جليدي : اطُلعي لـ شمش دلوج 


لتقترب منه أكثر و هي تتمايل علي صدره و تقول بدلع : مهران 


قبض علي كف يده و يزيحها عنه باليد الاخري و يقول بحدة : جولت اطلعي


صعدت هي الي الاعلي بثواني من خوفها من نبرته الجامدة جز علي أسنانه بغضب من نفسه و مشهد دموعها التي كانت تسيل علي وجهها بحزن امام ناظريه ليسير هو الآخر يذهب إليها بخطوات هادئة رزينة فتح الباب فجأة دون إنذار ليجدها



 تجلس على الفراش و تبكي بشدة وجدته أمامها لتزيح دموعها عن وجهها بعنف تنظر إلي اللاشئ بنظرات شاردة حزينة وقف أمامها بطوله الفارع و هيبته لتنظر هي إليه بعتاب مزق قلبه ليقول هو : عتبكي لية


هزت رأسها بيأس و هي تقف أمامه تنظر إليه نظرة مليئة بالألم و هي تقول : انت بجد بيهون عليك تشوفني موجوعة انت ازاي بني ادم جاحد كدا 


اشهر سبابته أمام وجهها و هو يقول بتحذير : اتحشمي يا زهرة انا لـ دلوج صابر عليكي 


لتصيح هي بغضب و شراسة قائلة : لا متصبرش يا مهران بية لية تصبر علي واحدة زيي و انت عندك البديل 


_ زهــــــــرة 


زمجر بها بغضب شديد و هو يقبض علي ذراعها بقوة لتجهش هي بالبكاء بألم ليس من شدة قبضته إنما من ألم قلبها المجروح لما رأته من مشهد مزق ما تبقي من خيوط نياط قلبها



 لتقول بشهقات باكية و هي تضع يدها علي قلبها : ارحمني ارحمني يرحمك ربنا قلبي معدش متحمل انا معملتش فيك حاجة .. ياريتني ما شوفتك ياريتني ما وافقت ابعد عن


 القاهرة حياتي اللي كنت مترمطة فيها بين أقدام الناس دي كانت احسن بكتير من العيش هنا و اني كل شوية افتكر اني مجرد لعبة لعبة بس 


امسكت بيده تضع كفه علي موضع قلبها و هي تقول بانهيار : لما شوفتك تحت قلبي انقسم نصين مبقتش قادرة اتنفس انا للدرجادي بالنسبالك و لا حاجة قلبي هيموتني من الوجع يا مهران مش قادرة 


أبعدته عنها براحتي يدها تدفعه بصدره بشدة تلطم وجهها بيدها بشدة و هي تقول : انا عايزة ابعد و مش عارفة ابعد انت عني انت تقدر لكن أنا مقدرش ابعد عني ابعـــــد ابعــــد انتي لية جبتني من المحطة بعد ما خلاص كنت هبعد


وقف أمامها يمسك بيدها يمنعها عن لطم نفسها ليدفنها بصدره يضمها إليها و هو يقول : ميتي اعرف ابعد اني معرفش اني عوجعك اوي أكده 


لتستند عليه و هي تجهش بالبكاء و قدمها لم تعد تحملها لتسقط علي الارض و هو معها ترتفع شهقاتها بألم و هي تتمتم : بالله عليك ارحمني بقي كفاية كدا هموت انا لا عمري عرفت أن في قلب ليا موجود انا عرفته هنا معاك و لما اعرفه اتوجع اوي كدا


ليضمها إليه أكثر حين اشدد بكاءها و ألم قلبه يتزايد حتي سكنت بين ذراعيه تتمسك به بشدة كأنه طوق النجاة بالنسبة لها أبعدها قليلاً حتي حملها ليضعها علي الفراش و هي ساكنة



 تغمض عينها مستعدة أن يأخذها النوم معه في جولة بعيد عن الواقع بعيد عن حاضرها المؤلم و ماضيها التي لا تذكر منه سوا الشقاء و مستقبلها المجهول التي لا تعلم ماذا يخبئ لها من مفاجأت 


الفصل الرابع عشر


استيقظت تلك الغافية منذ البارحة علي ثقل شديد علي كتفها التفتت بوجهها لتجده هو تذكرت ما حدث ليلة أمس بصقت علي كرامتها و هي تبعده عنها وقفت عن الفراش عندما استيقظ هو في حين ابتعد عنه فرك عينه و هو ينظر إليها و هو يقول : زهرة 


تجاهلته تماماً و ذهبت الي المرحاض لتغتسل ليزفر هو بضيق و هو يجلس علي الفراش بحرك رقبته المتشنجة لتصدر صوت مسموع انتظرها حتي خرجت لتفتح هي خزانة الملابس و



 تأخذ منها ملابس نظيفة ليقترب منها يحاوط خصرها يقربها اليه ليصبح ظهرها مقابل صدره لينحني و هو يقول بحنان : أية رأيك نخرچي علي الفرس امعاي دلوج


ابتعدت عنه تدفعه بحدة و هي تجلس علي الفراش تنتظر حتي يدلف الي المرحاض حتي ترتدي ملابسها تنهد هو بصبر و وقف أمامها يرجع خصلات شعرها الغجرية الي خلف اذنها ينظر إلي عينها و هو يقول : معتتحدتيش امعاي اياك 


غربت عينها بنفاذ صبر و هي تبعد يده عنها لا تريد الحديث معه لتشير بيدها الي المرحاض و هي تلتفت عنه هز رأسه بغضب و هو يدلف الي المرحاض يستشيط غضباً من تلك



 الفتاه .. ارتدت هي ملابسها سريعاً قبل خروجه من المرحاض و وضعت حجاب صغير علي رأسها و خرجت من الغرفة إلي الأسفل لتقابل نور تتخصر و هي تقول بحدة : مهران فين من امبارح و هو مختفي 


تجاهلتها زهرة و ازاحتها من أمامها لتكمل هبوط ببرود و هي تطلق صفير من بين شفتيها وجدت ايوب و شمس يجلسون لتركض لتجلس بجوار ايوب تضع رأسها علي كتفه و هي تقول : فطرت و اخدت الدوا


ابتسم ايوب و قبل جبهتها و هو يقول بهدوء : إيوة يا بتي 


لتنظر إليها شمس و هي تقول بهدوء : كيفك دلوج يا زهرة 


ابتعدت زهرة عن كتف ايوب و هي ترفع كتفها بلا مبالاه و هي تقول ببرود : زي الفل مية مية مين دا اللي يقدر يزعلني يا حبيبتي


ضحكت شمس و هي تضرب بكف علي الاخر لتقف و هي تقول : طب جومي امعاي نفطر


هزت زهرة رأسها و هي تذهب مع شمس لتناول الفطور 


**********************************

يجلس مقابل لها علي طاولة الطعام و هي تتحاشي النظر إليه تأكل بصمت أما عن نور التي تجلس بجواره تتمايل عليه



 بوقاحة و هي تأكل رمقتهم بنظرة مشمئزة و هي تقف عن الطعام بعد أن انتهت ..سمع صوت الحارس و هو يردد اسمه



 ليأذن له بالدخول في حين تابعها هو و هي تصعد الي غرفتها تنهد بضيق و هو يستمع الي الحارس قائلاً : في ضيف اچنبي يا عمدة چاي من البندر


أشار إليه مهران أن يدخلوا القصر ليذهب الحارس و يأتي مرة أخري بشاب فارع الطول زو بشرة بيضاء كالحليب و وجه



 مستدير ممتلئ و شعر اصفر ناعم و عيون خضراء ابتسم بهدوء و هو يقول باللغة الإنجليزية : مرحباً ايها السيد 


لوت نور شفتيها و هي تقول بخفوت مسموع : مجبش معاه مترجم لية محدش هنا هيفهم بيقول أية 


التفت اليها مهران نظر إليها و ارتفع جانب شفتيه بابتسامة ساخرة ليدني منها يهمس بجوار اذنها بفحيح : الحديت اللي رايدة تجوليه الحي علي حسك 


ليقف و يتقدم من الرجل ليصافحه و هو يقول بهدوء و لغة إنجليزية متقنة : مرحباً بك بالصعيد 


ابتسم الآخر و هو يقول بهدوء : سيد مهران اتيت لاستثمار مشروع هنا بالصعيد هل لي أن ابقي لديك لفترة قصيرة 


هز مهران رأسه بترحاب و هو يشير إلي القصر بالكامل قائلاً : يشرفني ذلك سيد .. هل لي أن اتشرف باسمك


_ ر.. رالي


هز مهران رأسه بايجاب و هو يقول بجدية : هل تسمح لي بدقيقة و سأعود علي الفور 


ذهب مهران لتنزل زهرة إلي الأسفل لتسأل شمس عن أدوية السيدة بهية والدت مهران حين وجدت ذلك الشاب أمامها



 نظرت إلي شمس بتساؤل و هي تلتفت لتنظر إلي ذلك الشخص الغريب باستغراب الذي بادلها نظراتها  بنظرات جريئة تقتحم



 نظراته جسدها بوقاحة شديدة ليمتعض وجه شمس بضيق حاولت اخفاءه قدر المستطاع و هي تقول : ده ضيف العمدة يا مرت العمدة 


رأت نظراته الوقاحة علي جسدها لتمتعض وجهها بشراسة و ترفع يدها ملوحة له بحدة و هي تقول بغضب : انت يا عم نزل عين عن حريم بيت العمدة لان انت مش قده 


و قبل أن تبدأ بالسباب اللاذع و بداية إذاعة لا تنتهي من كلمات قاسية لتجد مهران يأتي من بعيد لتصمت و هي تنظر إليه



 بتوعد نظر مهران بينهم بشك لتنكمش وجهها إليه بضيق و هي تعقد ذراعها أمام صدرها و تدير وجهها عنه بلا مبالاه .. رفع



 حاجبه الأيسر و هو يهز رأسه بتوعد لها ليصدح صوته باسم الخادمة التي أتت مسرعة إليه ليشير الي ذلك الضيف و هو يقول : ضيفنا علي الجاعة الشرجية يا نعمة


هزت الخادمة رأسها بطاعة و هي تذهب مع ذلك الشخص الي القاعة الشرقية المخصصة للضيوف ليتقدم هو منها لتبتعد علي



 الفور إلا أنه امسك بيدها يوقفها و هو يقف أمامها تأففت هي و هي تهز رأسها بتساؤل : دور الخرسا ده طول جوي و اني معتحملش كتير 


ابتسمت بسماحة مضيقة عينها بشماتة و هي تزيح يده عنها ببرود و ترسل إليه قبلة بالهواء و تلوح إليه بالوداع و تذهب و تتركه يقف بغضب يكفي لأن يحرق الاخضر و اليابس 


***********************************

وضعت حجابها علي رأسها و حكمت تثبيته لتسير بهدوء و هي تتسحب علي أطراف أصابعها حتي تخرج من القصر امسكت بطرف عباءتها ترفعها عن قدمها حتي لا تتعثر و تصدر أي صوت ينتبه إليه أي أحد و هي تري القصر فارع و الجميع



 بالغرف ..ابتسمت و هي تري أنها وصلت إلي بوابة القصر مد يدها برشاقة حتي تدير مقبض الباب لتصرخ فزعاً حين وجدت فجأة يد أخري من خلفها تمتد الي المقبض و يد أخري تحكم قبضتها علي خصرها لم يكن ذلك سوا مهران الذي حملها من



 خصرها يرفعها عن الأرض و هو يبعدها عن بوابة القصر مد يده الأخري يحاوط خصرها بذراعيه يلفها إليه في حركة واحدة زمت شفتيها بضيق و هي تجده أمامها و لم تستطيع


 الإفلات من بين يديه تأففت و هي تضع كلتا يدها علي ذراعيه المحاوط لخصرها تحاول إبعاده عنها ليقرر نفسه منها أكثر و هو يبتسم بخبث قائلاً : علي وين دلوج يا بندرية


لترفع يده بوجه و هي تقول بانفعال : و انت مالك أية دا 


وضع يده أسفل ذقنه و هي يرفع رأسه مصطنع التفكير قائلاً : نجول مرتي مثلاً 


أخرجت لسانها بسخرية و هي تغرب عينها و تقول مقلدة صوته بصوت مضحك : مرتي مثلاً 


كبح ضحكاته علي مظهرها المضحك و هو يرسم الجمود علي ملامحه لتتلوي هي بين ذراعيه و هي تقول : مراتك منين انا متفضلش تقول مراتي مراتي انا مش مراتك 


ليقطع حتي تلك المسافة الصغيرة الذي كان يسمح لها أن تتنفس بها لتكون متلاصقة به بشدة ليهمس أمام شفتيها و عينه تحملق بها و ينقل بصره ما بين  شفتيها و عينها البنية الساحرة و هو يقول بمكر : لو رايدة تكون اني معنديش ايوتها مانع 


اتسعت عينها بصدمة من وقاحته لتضع يدها علي فمها و قد تخللت الدماء الي وجنتيها و هي تقول : انت فهمت اية الله يخربيتك


ليهز رأسه و هو يقول بمرح تشهده هي لاول مرة : جولي جولي متختشيش 


لتدفعه يبتعد عنها و هي تقول بتلعثم و هي تبتلع ريقها بتوتر : انت بتقول أية انت بتستهبل 


ضيق عينه بشك و هو يبتسم بخبث قائلاً : يا بندرية اني خابر كل حاچة 


لتزيحه من أمامها و هي تحاول الوصول إلي البوابة مرة أخري قائلة بحدة : خابر أية يا عم انت أية البلاوي دي ياختي 


ليضحك هو من رد فعلها حتي ان صوت قهقهته صدحت بالقصر بأكمله و هو يتقدم منها و يحاوطها مرة أخري يستند برأسه علي كتفها و هو يقول بأذنها : هدي حالك يا بندرية مش أكده .. جوليلي علي فين أكده 


أشارت علي رقبتها و هي تقول باختناق : هشم هوا نضيف مخنوقة 


هز رأسه بتفهم و هو يبتعد عنها و يفتح هو باب القصر قائلاً : عنديكي حج يا بندرية 


نظرت الي الباب المفتوح بابتسامة عريضة و كادت أن تخرج إلا أنه وضع يده أمامها و هو يقول : عتخرچي امعاي


تأففت بنفاذ صبر و هي تخرج و هو خلفها يغلق الباب امسك بيدها يغلغل اصابع يده الضخمة بين أصابعها متشابكين مع بعضهم نظرت إلي يدهم مطولاً ثم اليه بعمق عينه نظرة حيرة



 بداخل عينها يعلم ما تسأل عنه ليتنهد بعمق ليزفر ما بداخل صدره و هو يشدد علي أصابعها بين أصابعه و هو يسير معها الي الاراضي تسير هي و تتنفس بعمق تدخل الي رئتيها هواء



 نظيف و هي تنظر إلي المساحة الواسعة أمامها و الهواء يرتطم بوجهها وضعت يدها علي صدرها و هو تتنفس شهيقاً و زفيراً شاعرة بارتياح شديد و هو فقط يراقب حركاتها بتمعن التفتت



 حولها و لم تجد أحد قط لتطلق قدامها للرياح و هي تركض بسرعة تطرد ما داخلها من ألم و حزن تركض و تركض و تركض لا تعلم حتي الي اين تذهب فقط تركض و هو تحمل طرف



 جلبابها الاسود الواسع حتي توقفت لتنحني تستند علي ركبتيها و هي تتنفس بهدوء و هي تلهث بشدة لبذل كل هذا الجهد لتقف مستقيمة تنظر حولها لقطب حاجبيها باستغراب اين هي


 التفتت لتعود من حين أتت لتجده بوجهها مباشرةً حتي كادت أن تصطدم به شهقت بخضة و هي تضع يدها علي قلبها و هي تقول بخوف : خضتني 


حاوط وجهها بين راحتي يده يتلمس بشرتها السمراء بابهامه حتي شفتيها المنفرجة قليلاً و هو يقول بصوت حنون : ارتاحتي أكده 


ذابت هي بلمسته و صوته الحنون الذي لم يخرج لها الباتة هائمة بين عينه السوداء ذات الاهداب الكثيفة أسند جبهته


 اعلي جبهتها و هو يتنهد بثقل في حين أغمضت هي عينها تتنفس أنفاسه القريبة منها بالحد المهلك لقلبها تشعر بحرارة



 منبعثة من جسده المشدود بصلابة و بتلقائية قربت وجهها منه أكثر حتي تلامس أنفها أنفه لم تعلم لما فعلت هذا لكنها تريد الاقتراب هذا مريح لقلبها المنهك انزل يده الي رقبتها يحكم



 قربها منه أكثر و هو يقول بهمس من بين شفتيه بلوع يغزو قلبه و يجتاح جواره و بإصرار و عزيمة قوية أتته و لن يفوت هذا الفرصة ليتحدث : اني عحبك جوي يا زهرة 


صدمة احتلت جميع حواسها و خلاياها و تجمدت بارضها ابتعدت عنه منتفضة و هي تحملق به بعدم تصديق لا لا يعقل


 البارحة تزوج باخري البارحة دمر كيانها و جعلها حطام انثي البارحة رأت اسوء أحلامها حقيقة .. هز رأسه بايجاب مؤكداً



 علي حديثه لتهز هي رأسها بنفي و عينها أصبحت محاوطة بغشاء رقيق من الدموع ابتعدت خطوتين الي الخلف و هي تهمس بذهول : بتحبني 


ابتسم بسخرية و هي ترفع يدها أمام وجه و تقول : لا استني استني لعبة جديدة دي عشان تكسرني اكتر 


نظر إليها بتعجب لما تتفوه به تلك الغبية كاد أن يقترب منها لتشير بيدها أن يبتعد و هي تقول : يعني استني أية منك دا انت لسة متجوز عليا امبارح 


لتنفي برأسها مرة أخري و هي تقول : انت عايز مني أية يا مهران بسأل بجد و الله 


اكل الأرض بخطوة واحدة و وقف أمامها و أمسك بيدها يضغط عليها بقوة و بيده الأخري يشير علي رأسها يطرق عليها بقوة و ملامح وجهه قد تغيرت الي الغضب و العصبية الشديدة و هو يقول : انتي مخبلة مفيش عجل فيكي عقولك عحبك عحبك اني معتفهمش 


تأوهت من ألم رأسها و هي تبعد رأسها عنه و تضع يدها منطقة الألم و تفرك بها لتصرخ به هادرة بغضب : عايزني افهم قولي طالما بتحبني عاندت و اتجوزت نور لية يا مهران هو اللي


 بيحب حد. بيوجعه لو انت فاهم كدا يبقي انت متعرفش يعني أية حب اصلاً و هيفضل قلبك دا حجر صوان مش هيلين ابدا قولي اتجوزتها لية


ابتعد عنها و هو يقول بخفوت و نظرة غامضة : بت عمي 


لتضحك هي بصوت عالي و هي تضرب كف علي الاخر و هي تقول بتهكم : ماشي يا مهران بنت عمك الحقيقية حقك .. بس انا انتهيت من اول قلم مع اني كنت فاكرة اني اقوي من كدا للاسف انا زعلانة علي نفسي اوي 


لتسير هي بخطوات سريعة محاولة العودة الي القصر و قلبها ينتفض ببكاء اكتشفت طبع جديد بها إلا أن تكون الاول أو لا


 تكون بالاصل هذا ما حسمت أمرها عليه إذا كان صادقاً فليكون بإثبات هل يكون الحب كلمات نعم هي لم تعرف معني تلك


 الكلمة سوا له لكن هي مستعدة للتضحية من أجله تنهدت بحزن و هي تكمل سيرها و تعلم أنه خلفها خطوة بخطوة 


***********************************

قفز من النافذة و اغلقها خلفه نظر بالغرفة كاملة و لم يجدها ليعلم انها أما بالاسفل او بالمرحاض اشتاق اليها كثيراً لم يراها



 بتمعن منذ فترة جلس علي فراشها ينتظرها و هو يتكأ بمرفقيه علي الفراش و يتمتم بشئ ما .. فتحت باب المرحاض و خرجت و هي تشعر بانتعاش كبير ترتدي عباءة منزلية بنصف



 كم و تلف شعرها طويل بمنشفة شهقت بخضة و هي تجده يجلس علي فراشها وضعت يدها علي قلبها و هي تتنفس الصعداء أمسكت المنشفة جيدا و هي تقول : عتعمل أية اهناه دلوج يا مصطفى 


كان مسحور يسير إليها بانجذاب تام حين وقف أمامها يفرك المنشفة علي شعرها ليجففه و يسحب المنشفة ليسقط شعرها



 المبتل علي كتفها و مازالت تتساقط منه قطرات الماء القي المنشفة من يده و توجهت راحتي يده إلي ذراعها يمررها عليه ببطئ حتي كفها ارتجف جسدها و هي تشعر بملمس بيده


 الخشنة علي بشرتها انسحبت أنفاسها و رفعت رأسها إليه تتمعن بوجه و هي تبتلع ريقها بصعوبة امسك بخصلات شعرها يقربه من أنفه ليشتم رائحته و هو يغمض عينه وقف مرة



 أخري و هو ينظر إلي كامل وجهها دس وجهه برقبتها و هو يستنشق عبيرها الفواح تحركت يدها بارتجاف الي كتفه تضعها عليه و هي تقول بتوتر : مصطفي بعد الله لا يسيجك


لم تمثل لطلبها بل طبع قبلات دافئة هادئة علي طول رقبتها شهقت هي حين امتدت يده علي ياقة جلبابها لتبتعد عنه



 بصعوبة تنفلت من بين يديه و هي تنظر إليه بغضب و ترفع سبابتها اليه بتحذير : اتحشم يا مصطفى و بعد من اهناه 


امسك بجلبابها يجذبها منه لترتطم به و يتلقي هو شفتيها يلثمها بقبلة عميقة شغوفة و هو يضغط علي خصرها بشوق لم تستطع إبعاده ضعفها أمامه و اشتياقها له جعلها لم تبدي ردة فعل غير السكون و هو يروي سنوات حبه المخبئ خلف الشيب



 بشعره بقربها بين ذراعيه كانت طفلته البريئة حتي في اروع لحظاته معها امسك بخصرها يوجهه معه حتي وجدت الفراش يتلقاها برحابة صدر و هو لم يفصل قبلته أيضاً مازال ملتصق


 بها يجثو علي الفراش .. ابتعد بقلبته العميقة 

الي قبلات سطحية علي جانب شفتيها و هو يلهث كما تفعل هي بعد أن عادت إليها أنفاسها المسلوبة همسات بهمهمة : مصطفي


تنفس بعمق و هو يقول ببحة صوت قوية : اتوحشتك جوي 


لتفتح عينها المغلقة منذ البداية و هي تنظر إليه و هي تقول بخجل : و اني كُمان اتوحشتك جوي


مسد علي خصلات شعرها و هو يبتسم باتساع و سعادة قائلاً : اني چاي اجولك اني قولت لمهران فرحنا السبوع الچاي و لو جال لع عتاچي امعاي بالجانون انتي مرتي و معيجدرش يمنعني عنيكي واصل


ابتسمت هي ابتسامة حاولت أن تخفيها و لكن لم تستطيع لتقول بتساؤل مرح : عتسچن اخوي و لا اي 


ليتأمل عينها و بتركيز حتي يري انعكاسه بداخلها و هو يقول بهمس : و اعمل اكتر من أكده كُمان مقدرش ابعد عنيكي اكتر من أكده يا شمش


ابتعدت عنها بهدوء ليعتدل هو بجلسته و يمسك يدها يعاونها علي الجلوس لتقول هي ببعض الخوف : اخرچ انت بجي يا مصطفي بكفايا أكده 


ليميل عليها يلثم جبهتها بقلبه حنونة و من ثم يذهب كيفما جاء و هي تبتسم ببلاهة و تنظر إلي طيفه بحالمية


**********************************

في الممر المؤدي الي غرف النور بالطابق العلوي يتسحب و هو يتلفت حوله خشي من أن يراه احد و هي يسير على أطراف أصابعه طرق الباب الموجود أمامه بهدوء طرقتين متتاليتين



 ليفتح الباب و تظهر نور من خلفه امسك بيده و أدخلته سريعاً و أغلقت الباب جيداً لترتمي بين ذراعيه تحتضنه بشدة و هي تقول بلهفة : وحشتيني يا رامي 


استقبلها بين ذراعيه و هو يضمها بشدة و هو يقول : و انتي كمان يا حبيبتي وحشتيني اوي 


ابتعد عنه تزيح عنه ذلك الشعر المستعار باللون الاصفر ليقترب هو من وحدة الادراج و يخلع العدسات اللاصقة الملونة عن



 عينه و يزيح الجلد الزائد المستعار عن وجهه ليعود الي شكله الحقيقي لتحاوط خصره من الخلف و هي تستند برأسها علي ظهره : وحشتني بشكل مش طبيعي يا ريمو 


ليتلفت إليها يحملها بين ذراعيه و هي تتعلق برقبته بدلال و هو يغمز بعينه بخبث : و انتي كمان يا قلب ريمو


**********************************

امسكت بذراعها تدلك به لعلها تخفف من الألم الكاسح الذي أصابه اثر الكدمات علي ذراعها و هي تركض بتعثر و هي تنظر


 إلي الخلف كل ثانية و الأخري لملمت ذراع عباءتها الممزق شهقت بعنف و هي تكبح بكاءها في صدرها و تسرع من ركضها



 حتي تصل الي المنزل لابد أنه يبحث عنها الآن تندم الآن و بشدة انها خرجت من القصر سمعت خربشات خلفها لتتسع عينها برعب و هي تركض اسرع من السابق حتي وصلت إلي



 بوابة القصر الكبري نظر الي الحارس الواقف بضخامته المخيفة استندت بجسدها بتعب شديد علي البوابة و هي تطرق بيدها بوهن علي البوابة و هي تقول بضعف : افتح الباب


اتسعت عين الحارس و هو يركض ليفتح البوابة بلهفة دلفت هي بخطوات بطيئة و هي تتنفس بصوت عالي في حين صدح صوت الحارس باسم سيده يبلغه أن زوجته قد عادت الي القصر بعد أن كان يبحث عنها بكل مكان و الشياطين تتراقص



 امام عينه بابرع الرقصات لتزيد من لهيب بصدره تقدم هو بسرعة و خطواته تختال الأرض فكه حاد مشدود بغضب شديد يقبض علي عصاه بشدة وقف أمامها و قد اتسعت عينه بفزع



 من هيئتها المزرية كف يدها ينزف الدماء و كدمات علي ذراعها العاري اثر تمزيق ذراع عباءتها شعرها مشعث دق قلبه بعنف و هو يتخيل ابشع السيناريوهات امسك بذراعها لتتأوة هي بألم



 و هي تقضم شفتيها و دمعة ساخنة هوت علي وجنتها امسكت بيده تبعده عن ذراعها و هي تشهق بعنف صك علي أسنانه بعنف و هو يقول بحدة : أية اللي عمل فيكي أكدة يا زهرة 


ارتجف شفتيها و هي علي حافة البكاء و لم تعلم من اين أتاها تلك الجراءة و هي ترفع نفسها على أطراف أصابعها و هي


 تحاوط عنقه و تحتضنه تدفن نفسها بين ذراعيه تدفن وجهها برقبته شعر هو بانفاسها الساخنة علي عنقه و سائل ساخن يتساقط من عيونها يتسلل الي كتفه دموع ! هل زهرة تبكي



 لقد حدثت فاجعة لتبكي هي القي العصا من يده و يحاوط خصرها يحتضنها بقوة و هو يقول بصوت حاول أن يجعله غير مهزوز و لكن قلبه ينخلع و هو يجدها هكذا و لا يعلم ماذا حدث : فيكي اية يا زهرة 


لتشدد هي علي احتضانه حتي تشعر بالأمان بين ذراعيه و هي تقول بشهقات عالية : انا اسفة اني مشيت انا غلطانة


أنهت جملتها و هي تنوح باكية بندم اشتعلت قلبه بشعور سئ للغاية و هو يجدها تنتفض بين ذراعيه وهج و لهيب امام عينه ليجعله يتحدث بحدة و صوت قوي : انطجي 


اغمض عينها بقوة بخوف شديد و تتحدث ليشعر هو بحركة شفتيها ضد رقبته قائلة : اعتدي عليا 


فتح عينه بحدة و هو يستيقظ من حلمه الذي أفزع قلبه برقت عينه بشدة لينظر الي الغافية بجواره كان حلم راوده من شدة



 خوفه عليها امسك بها يضعها رأسها علي صدره موضع قلبه الذي ينبض بشدة و كأنه كان يركض لاميال ينظر إليها يحقق عينه من وجودها بجواره و أن هذا سراب لم يمسسها اي سوء



 يضغط علي احتضانه لها حتي فتحت عينها مستيقظة و قد شعرت بألم نظرت إليه بتعجب من تشبثه بها بهذه القوة لتفرك عينها و هي تقول : مهران انت لسة صاحية قافش فيا كدا لية


ليشدد أكثر و أكثر علي أحضانها حتي كاد أن يدخلها بين ضلوعه يحتفظ بها هناك بمكان آمن عليها لن يخشي عليها من اي شئ و هو يقول بلهفة : خليكي أكده يا زهرة متتحركيش


رفعت رأسها تنظر إليه باستغراب و هي تقول بقلق : في أية يا مهران 


شعر هو بقلقها ليبتسم بحنو و هو يمسد علي شعرها قائلاً بمرح مصطنع : مفيهاش حاچة لما اتوحشك و انتي چاري و لا اي يا بندرية


تأففت و هي تريح رأسها علي صدره باستسلام و هي تقول : مش مرتحالك يا صعيدي


         الفصل الخامس عشر من هنا


لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-