أخر الاخبار

رواية زهرة فى مهب الريح الفصل الحادى عشر والثانى عشر بقلم اسماء ايهاب


 

رواية زهرة فى مهب الريح 

بقلم اسماء ايهاب

الفصل الحادي والثاني عشر 


ركضت زهرة الي غرفة شمس و طرقت الباب عدة مرات حتي فتحت شمس الباب لتدلف الي الغرفة و تغلق الباب خلفها نظرت إليها شمس بتوجس و هي تري علي وجهها معالم



 الحيرة هزت رأسها باستفهام لتمسك زهرة بيدها تجلسها علي الفراش و هي تجلس بجوارها لتعقد شمس ما بين حاجبيها بتعجب من حالتها و هي تقول : خير يا خيتي


ابتلعت زهرة ريقها بتوتر و هي تقول : بصي يا شمس بصراحة أنا عايزاكي تعلميني القراءة 


نظرت إليها شمس بذهول و هي تقول باستغراب : معترفيش يا خيتي 


هزت زهرة رأسها بنفي و هي تقول ببساطة و هي تهز كتفيها : لا مبعرفش و اخوكي كل يوم يقرأ في المصحف و انا بصراحة غيرت منه بس مش عايزاه يعرف اني مش بعرف اقرأ و لا اني بتعلم


ابتسمت شمس بحنان و هي تربت علي كتفها تشرد بعينها قليلاً و معالم وجهها تتغير ما بين الحيرة و التفكير لتطرقع اصابع و هي تقول : مصطفي مصطفي هو اللي يعلمك 


_ مصطفي !!


همهمت بها زهرة بعدم اقتناع لتهز شمس رأسها بتأكيد و هي تقول بهدوء : مصطفي هو اللي علمني و طويل البال جوي اني عتحدت امعاه 


تنهدت زهرة بهدوء و هي تقول : ماشي انا موافقة 


**********************************

يجلس مع ايوب و مصطفى في الردهة يتحدث في بعض الأمور حين وقفت شمس مع زهرة لتتنحنح زهرة و هي تشير الي مصطفي قائلة : مصطفي معلش ممكن كلمة 


التفت اليها بحدة و لعينه قد اشتعلت بجمرات من نار هل تجرأت الي هذه الدرجة لتطلب من مصطفي أن تتحدث معه بمفردها رفع حاجبه الأيسر بغضب شعرت شمس بغضب شقيقها لتقول بلطف : اني عايز اتحدت أمعاك يا مصطفي 


وقف مصطفي مرحباً بذلك ليتقدم من شمس بابتسامة ليغمز بعينه بمكر لتبرق بعينها بحدة ليتحدث الي زهرة ناظراً الي شمس : خير يا زهرة 


لتشير شمس إليه الي الخارج الردهة لتتحدث زهرة : نتكلم برا احسن


وقف مهران منتصباً بعصبية ليزمجر بغضب و هو يأكل الأرض بخطوتين حتي امسك بذراعها يضغط عليه بقوة و هو يتحدث بخفوت : عتهببي أية يا بندرية 


نظرت إليه ببراءة مصطنعة من اتهامه لتسبل اهدابها برقة ليمسك بذراعها و يجذبها معه الي الاعلي دون تفاهم ابتسمت



 شمس و هي تهز رأسها علي تصرفات شقيقها ليلتفت مصطفي الي ايوب و هو يقول : اني عطلع اني شمش يا خال 


هز ايوب رأسه بايجاب و هو يكمل قراءة بما في يده من أوراق تخص عمله امسك بيدها و هو يسرع خطواته الي الخارج و هي تحاول أن تجاري سرعته 


_ فتح الباب و أدخلها الي الداخل غالقاً الباب بقوة انتفضت هي غير متوقعة حركته المفاجأة القي عصاه علي الارض بلا مبالاه و اقترب منها يصرخ بوجهها : رايدة أية من مصطفي 


ابتلعت ريقها بتوتر من مظهره الغاضب لتصمت قليلاً و هي تستجمع نفسها لترد ذاتها ببرود : و انت ايش دخلك فيا اصلاً عايزة مصطفى في موضوع شخصي 


شخصت عينه بغضب أكثر من ذي قبل ليمسك بذراعها يجذبها إليه ترتطم به و هي تقول : شخصي !! شخصي يعني أية 


امتعض وجهها بضجر و دفعته عنها بتأفف ساحبة ذراعها من بين يده التي تضغط عليها بقوة لتتحدث بحدة و قد فاض بها الكيل : انت مالك بيا انت مالك متحسسنيش انك جوزي بجد يا مهران دا مش من حقك 


بلحظة كان يقبض علي رقبتها قازفاً إياها علي الفراش و هو يجثو فوقها جز علي أسنانه بغضب و هو يقول بفحيح : تحبي ابجي چوزك دلوج 


شخصت عينها بفزع من جملته الواضح مغزاها هل سيجعلها زوجته الآن بحق التوي فمه بابتسامة ساخرة و هو يجدها قد انكمشت ملامحها بخوف ليضغط أكثر علي رقبتها و هو ينحني ليهمس بأذنها بنبرة قوية : شايفك خايفة دلوج يا بندرية


امسك بخصرها يضغط عليه حين ابعد يده عن رقبتها و هو يتكأ بيده علي الفراش قائلاً : معايزش المسك دلوج حديتك الماسخ اني مليش صالح بيكي دا حديت حريم انتي مرتي غصب عنيكي 


تهانفت حتي ارتجفت شفتيها و هي تنظر اليه بشراسة لكنه يقيد حركتها تماماً انحني أكثر لمست شفتيه شفتيها و هو يهمس من بينهم : بس وجت ما احب عتكوني مرتي 


انتهي جملته و هو يقبلها برقة عكس ما كان به منذ لحظات كان منسجم بين طوائف المشاعر المكنونة داخل ثنايا قلبه يبدو أنه لديه انفصام حاد في الشخصية و بدون وعي منها أغمضت عينها مستسلمة الي ما تشعر به الآن ألم لذيذ يغزو



 روحها الباهتة تسللت اناملها الي مقدمة جلبابه تقبض عليها و كأنها نجاة من غرق محتم ابتعدي عنها بأنفاس مضطربة و هي تلهث بقوة لازالت مغلقة الاعين و قد زحفت الحمرة تزين


 وجنتيها تشعر بحرارة تحرق عينها و بشدة اثر كبحها للبكاء استسلمت بين ذراعيه كان بإمكانه فعل المزيد كان خاضعة الي قبلته و لمسته لها وضعت يدها علي فمها و هي تشدد علي



 جفنيها لا تريد النظر إليه لا تريد أن تراه و هو ينظر لها بعد الآن لقد سقطت من أعين نفسها فماذا عنه .. سمعت باب الغرفة



 يغلق دليلاً علي خروجه لتعتدل هي تتسطح منكمشة علي الفراش و تبدأ بالبكاء الحاد و هي تسب و تلعن بنفسها كيف استطاعت 



نزل هو الي الأسفل و هو غاضب علي نفسه لما فعله ليقف بباحة القصر و يصرخ علي الخادم الجديد أن يأتيه و سريعاً ليهرول الآخر و بلحظات كان يقف أمامه و هو يقول بخضوع : اوامرك يا مهران بيه 


أشار مهران بيده و هو يتحدث بنبرة قاطعة لا نقاش بعدها قائلاً : تخرچ برا السرايا دي و معايزش اشوفك خلجتك اهناه تاني صبري عليك و علي اللي چابك اهناه خلصت 


"*********************************"

كان يمسك بطرف حجابها يضعه علي وجهها حتي وصل إلي الحديقة الخلفية التي لم يكن بها أي حارس أوقفها أمامه لينزع عن وجهها ذلك الحجاب ليروي عينه ظمأ رؤيتها تبادل النظرات


 فقط نظراته تتخلل روحها تقتحم داخلها و هي تصوب عينها علي عينه الكحيلة اللامعة ببريق عادة ما تراه بعينه حين يتطلع إليها تنهد بحرارة و هو ينطق : اتوحشتك 


نظرت إلي الأسفل بخجل و قد احمر وجهها بشدة لتعقد اصابع يدها ناظرة إليهم بإحراج و هي تنطق بصعوبة : و اني كمان اتوحشتك


نظر إليها بعدم تصديق هل قالت إنها اشتاقت اليه مسد علي وجهها ذو البشرة الصافية من اي عيب خلق الله سبحانه جل جلاله نظر اليها يتأمل شفتيها المنفجرة قليلاً بارزة الي الخارج



 اقترب منها و كان علي وشك تقبيلها لتشهق برعب من فكرة أنه سيقبلها لتقفز الي الخلف مبتعدة عنه و هي تهمس : مصطفي اتحشم


ابتلعت ريقها بارتباك و هي تقول بتلعثم تتحاشي النظر إليه : كنت عجولك حاچة أكده 


ليقترب منها مرة أخري و هو يقول بهيام : جولي يا نضري 


لا تعلم من اين اتت تلك الابتسامة التي زينة ثغرها الوردي برقة تليق بها و هي تقول : رايدك تعلم زهرة الجرايه (القراءة) 


قطب حاجبيه باستغراب و هو يهمس : زهرة !!!


هزت شمس رأسها مؤكدة و هي تكمل حديثها : إيوة بس مهران ميعرفش حاچة عن الموضوع ده في السر يعني 


صمت قليلاً يفكر ما تقول و هي تراقبه بانتباه شديد شعرت بصوت اقدام لتتحدث سريعاً : جولت أية يا مصطفى


هز رأسه بايجاب موافقاً و هو يبتسم بهدوء لتبادله هي ابتسامته و هي تقول : بكرا تاچي السرايا و تُطلع اوضتي 


قطع حديثها قدوم شقيقها متهجم الملامح يبدو و أنه غاضب حد الجحيم ارتعدت أوصالها و هي تدعو أن لا يحدث مشكلة بوقفتها مع مصطفي نظر إليهم مهران قليلاً ليشير بعينه الي شمس و هو يقول : علي السرايا يا شمش


أسرعت هي الخطي نحو الداخل في حين نظر إليه مصطفي بغضب لما فعله و هو ينظر بلا مبالاه و يكمل طريقه الي الاسطبل


**********************************

تلتفت حولها و هي تتوجه الي غرفة شمس حتي لا تراه تتجاهله منذ ما حدث بينهم لا تريد أن تقلل من شأن نفسها


 أكثر من ذلك طرقت الباب لتفتح لها شمس لتدلف و تغلق الباب خلفها في حين كان يجلس مصطفي علي الفراش ينتظر الي



 يؤدي مهمته التي كلفته بها حبيبته و هو لا يريد أن يخذلها في أول طلب لها رفعت زهرة الاوراق التي تحملها بيدها و هي تقول بمرح : انا جاهزة علموني 


ضحكت شمس و ابتسم مصطفي لتلتفت شمس الي مصطفي و هي تقول : اني اروح اچيب حاچة تشربوها 


هز مصطفي رأسه لتخرج شمس و لكنها لم تغلق الباب جيداً نسيت الأمر تماماً مدت زهرة يدها بالاوراق و الأقلام الي مصطفي لتجلس علي الفراش مبتعدة عنه قدر الإمكان و هي تقول : اتفضل يا مستر 


ليضحك مصطفى و هو يأخذ الاوراق منها خطي بالقلم اول أربعة أحرف من الحروف الأبجدية العربية لينظر إليها و هو يشير إلي حرف (أ) قائلاً : ده حرف الالف واحد أكده و عليه زي ما تجول عصفورة


هزت زهرة رأسها بتفهم ليكمل هو و هو يشير إلي باقي الحروف علي هذا المنوال و هي تنتبه إليه بشدة تريد التعلم بسرعة حتي تصبح قادرة علي قراءة القرآن كما يفعل هو كل ليلة 


_يخطو بخطوات هادئة نحو غرفة شقيقته ليخبرها بالأدوية الجديدة التي استحدثها الطبيب لعلاج والدته وجد باب غرفتها لم يغلق جيداً فتح الباب قليلاً و كاد أن يطرق عليه إلا أن


 استوقفه مشهد جعل من الدماء تفور باوردته مصطفي و زوجة بجوار بعضهما علي الفراش يتحدثان و يضحكان معاً مفردهم


 بغرفة و بابها مغلق قتلته بل ذبحته و جزت نحره نار الغيرة و انقباض قلبه لهواجس هاوية من نيران مستعرة يزيد من لهيب عينه التي احمرت كالدماء هل يغار الآن عليها اليست هي من



 كان يريد ترويضها هل وقع في بحر هواها صك علي أسنانه بعنف ليدفع الباب بيده بقوة حتي انفتح الباب علي مصراعيه انتفض جسدها بخضة لتلتفت الي ما حدث لتجده مهران لتقف



 هي بخوف من أن يعلم أنها جاهلة لا تفقه شئ حتي الحروف الأبجدية غير منتبه الي ان يوجد ما هو أعظم من ذلك ذلك الرجل تحول الي وحش علي وشك الانقضاض علي فريسته


 للتو نظرت إلي مصطفي الذي وقف هو الآخر بجوارها تحدث بجملة واحدة لكنها حازمة ذات نبرة جامدة : عتعملي اية اهناه مع مصطفي لحالكوا يا زهرة


ابتلعت ريقها بتوتر و هي تخبئ الاوراق خلف ظهرها و تقول و هي تحاول أن تصتنع البرود : هكون بعمل اية يعني قاعدين 


ما زادت جملتها الباردة الي اضطراب أعصابه لتكمل علي الجزء المتبقي له من عقل ليفقد كامل عقله و بلحظة كان يقف أمامها


 يضغط على كتفها الأيسر بكف يده الضخم بقوة لتخرج من بين شفتيها تأوة متألم و لم تعد تتحمل لتسقط الاوراق من يدها .. تقدم مصطفي يحاول أن يبعده عنها ليلقي نصيبه هو الآخر في



 دفعة قوية من يد مهران جعلته يعود الي الخلف امسك بكف يدها يجرها خلفه و هي تركض خلفه بقوة ارتعد قلبها بخوف من مظهره الغاضب طرق مصطفي رأسه بعدم فائدة من أن


 يستمع إليه مهران الذي فتح باب غرفته ليدفعها الي الداخل بعنف حتي انها كادت تقع أرضاً إلا أنها تمسكت جيداً اغلق الباب خلفه ليوصده بالمفتاح ليجدها تتحدث إليه بحدة و غضب : في أية أية حصل لكل دا 


مرر يده إلي شعره الذي فك عنه العمامة نظر إليها بعين تنطق بالجحيم حاجببه معقودين بحدة فكه مشدود انفاس عالية غاضبة ليصرخ بها بصوت رج كيانها : حُصل أية جاعدة مع مصطفي لحالكوا و الباب مجفول لية ليـــــة 


انتفضت علي صوت العالي لتتحدث بهدوء : كنت مستنيه شمس و هو كان جوا


اندفع إليها يمسك خصرها يدفع ظهرها الي خزانة الملابس بقوة حتي انها تأوهت بألم اثر دفعتها القوية لظهرها لتصرخ به بألم غاضبة : بطل غباء بقي يا مهران 


_ شايفك دايرة علي كيفك يا مرت العمدة 


قال جملته بسخرية غاضبة تأكل بلحم قلبه و تعتصره بقوة جحضت عينها بصدمة و هي تنظر إليه بذهول كيف استطاع



 أن يخرج هذه الكلمة من بين شفتيه رفعت يدها و كادت أن تصفعه إلا أنه امسك بمعصمها يضغط عليه بقسوة إهانة بحقها لن تقبلها لتنظر إليه بتحدي و هي تقول بقوة : الراجل اللي



 يشك في مراته يبقي مش واثق من نفسه أما الراجل اللي يشك في اللي بتمثل انها مراته انها بتخونه مع ابن عمته اللي متربي معاه و اللي هو اصلاً جوز اخته يبقي مختل عقلياً


اغمض عينه بقوة و قد افاقته جملتها علي نفسه كيف استطاع أن ينجرف مع غضبه و غيرته إلي أن توصله أن يشك بوجود علاقة بينهم ترك معصمها ليزئر بما داخل صدره من نيران و هو



 يطرق بيده علي خزانه الملابس بجوار رأسه بقوة عدة مرات لتنظر إلي عينها بقوة و هو يقول : اني معشكش في ابن عمتي 


ابتلعت زهرة غصة مريرة بحلقها و هي تبتسم بسخرية قائلة : يعني بتشك فيا انا طب من أية بقي يا عمدة بتحبني مثلا


وجدته يصمت قلبه الآن يدق بقوة و بصورة مضطربة لتميل إليه قليلاً و هي تقول بتفكير مصطنع : و لا غيران عليا 


ابتعد عنها و كلمتها أصيبت الهدف الصحيح ليلتفت عنها و هو يرفع رأسه بشموخ قائلاً بجمود : معتهمنيش في حاچة من اساسه يا بندرية 


خرج و اغلق الباب خلفه بقوة لتجلس علي الارض تدفن رأسها بين ركبتيها و هي تردد بعقلها انه غير مهتم بها من الأصل كيف فكرت أنه يهتم بالتقرب منها كم هي غبية بحق اشتعلت عينها بتحدي و هي تبتسم ابتسامة غامضة تحتل مقلتيها 


**********************************

بغرفتها تبحث عن الملابس التي أتت بها من القاهرة حتي وجدت ضالتها لتنفرج شفتيها بابتسامة متسعة و هي تمسك المقص و تبدأ في إعادة تدوير الملابس لقد قصت البنطال ليصبح قصير للغاية و قصت أكمام تلك البلوزة انتهت من عملها




 بالملابس و تشرع في ارتداهم لقد علمت أين يقبع الآن سوف تريه من هي زهرة سوف تجعله يندم علي ما فعله منذ ساعة حين جاء له اتصال بمشكلة واقعة بين أحدي العائلات يريدون بها حل وقفت أمام المراه تنظر إلي نفسها و هي تجعل من



 شعرها الغجري ينساب علي كتفها اعطي لها مظهر مبهر مع هذه الملابس خرجت تتلصص حتي لا تراها احد في حين وصلت إلي حارس البوابة الكبيرة التي اتسعت عينه لما يراه لترفع هي حاجبها بحدة و هي تقول : نزل عينك لخلعهالك 


احني الحارس رأسه لتخرج من الغرفة و هي تبتسم بسخرية تريد من هذا الحارس أن يخفض عينه عنها فهي ستسير بهذه الملابس و سيراها الجميع 


يجلس مع رجال الحميدية و بعض الرجال الآخرين من رجال عائلة القناوي يتناقشون بحدة و الأجواء مشتعلة بينهم حين كان مهران يجلس و عروق رقبته بارزة تنتفض بعصبية شديدة



 أنفه يقبض و يبسط لم يعد يقدر علي تفوه اي احد اخر بأي حماقة ليدب بعصاه الابنوس علي الارض و هو يهدر قائلاً بغضب : بكفياك يا عواد حديتك ماسخ بتارك و خدته رايد أية تاني 


ليقف أحد الرجال يرتب شعيرات شاربه الكبير الذي يغطي فمه و هو يقول بصوت غليظ : كيف دا يا عمدة يرضيك الأرض تتحرق جصاد عينينا و نسكت 


قطب حاجبيها باستنكار و هو يقول بحدة و هو يشير بسبابته الي ذلك الرجل : مين جال اني عسكت يا عواد اني عجبلك حجك


ليستكين الرجل و يجلس بمحله و تبدأ المشاورات مرة أخري التفت مصطفي برأسه الي الجهة الأخري لتتسع عينه بصدمة حين وجد ما لم يتوقع وجوده.. نكز مهران بيده ليلتفت إليه



 مهران بضيق ليشير إليه مصطفي برأسه الي ما ينظر إليه تنهد مهران باستنكار من أفعال مصطفي و هو يعلم انه لا يوجد شئ



 يستحق ما أن التفت برأسه ليجد زوجته المصون تتقدم منهم تتمايل بخطواتها ترتدي بنطال قصير و ضيق و بلوزة سوداء التي أتت بها من القاهرة و لكن اقصر و اين اكمامها لم يعد



 لديها أكمام أيضاً احتدت عينه بجمرات من لهيب و تشنج فكة بعصبية شديدة و هو ينتفض واقفاً في حين وصلت هي اليهم لتقف امامهم بابتسامة عريضة و هي تقول برقة : هاي 


وجدت من الجميع يثبت نظره عليها أفواه مفتوحة عن آخرها و كأنهم لاول مرة يشاهدون امرأة كبحت ضحكتها بصعوبة و



 هي تضع يدها علي فمها لتلتفت الي مهران الذي ثواني و سوف ينفجر الآن ليتقدم الآخر منها بسرعة يمسك بذراعها بشدة يضغط عليه بقوة و هو يقول بحدة و صوت قوي خافت : أية اللي چابك يا بندرية 


رغم ألمها الا انها اسبلت عينها ببراءة و هي تتمايل نحوه تعبث بياقة جلبابه قائلة بخفوت و ابتسامة باردة علي ثغرها : الله في أية يا عمدة مش انا مهمكش في حاجة أية اللي معصبك كدا انا مش جاية عشانك انا جاية الف في البلد و لقيتك قولت اسلم 


صك علي أسنانه حتي كادت أن تتحطم و هو يقول بغضب : عتلفي في البلد أكده فينها خلجاتك


و بالاخير نجحت في افلات ذراعها من براثنه و هي تنظر إلي هذه الجمع بابتسامة مشرقة تبرز غمازاتها و كأنها تحفر



 وجنتيها من شدة بروزها ليلتفت الي من يتاملون بها بأعين مشتعلة و هو يزمجر بعنف ليجذبها إليه يحاوطها بجلبابه الخارجي حتي التصقت به لم يكن هناك وقت حتي ليخلعها عنه و يلبسها إياها يريد أن يداريها عن أعين محدقة بها بقوة



 .. ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة و توتر ساد بكامل جسدها الذي أصبح فجأة هش ضعيف اين زهرة القوية اين تلك الفتاه الشرسة لما لا تحضر الآن رفعها بين يده ليضع قدمها علي



 قدمه يحاوط خصرها يقربها إليه أكثر و ينحني يهمس اليها بصوت غاضب و بشدة : انتي مرتي مرت مهران الجناوي متعرفيش  اني ممكن اعمل فيكي اية دلوج


ليلتفت الي هؤلاء الرجال و يقول بصوت عالي غاضب : عجلع عينكوا دي اللي بصت علي مرتي و معتعملش حساب ليا


نكس الجميع رؤسهم بالأرض من غضب مهران في الغضب العادي هو لا يطاق إنما الآن هذه امرأته لفها جيداً يسير بها بخطوات سريعة و هي مازالت قدمها علي قدمه رفعت يدها بارتجاف تلفها حول خصره خشي من السقوط أغمضت عينها



 بندم و هي تشعر بنيران مستعرة تنبعث لها من صدره الملاصق لها همست باسمها تحاول نطق اي شئ لتجده يتشنج حتي أصبح جسده أكثر صلابة و هو يقول بشراسة : المرادي حسابها واعر جوي يا بت البندر 


امتعض وجهها بضيق من نفسها أرادت أن تتحداه و لكن ماذا فعلت رفعت رأسها تنظر إلي وجهه الغاضب عينه المشتعلة لتهمس مرة أخري : مهران 


ظل كما هو يرفع رأسه عينه مصوبة نحو طريقه فقط و هو يقول بعصبية : معايزش اسمع حسك 


تأفف هي و هي تدفن رأسها برقبته و هو يكمل الطريق الي القصر بنظرة واحدة كان الجميع ينظر إلي الأسفل حين دلف الي السرايا أبعدها عن أحضانه بغضب و هو يصرخ بها بغضب : كيف تطلعي أكده مشيفاش كانت عينهم عتطلع عليكي كيف 


قضمت شفتها السفلية بأسف رفع يده ليصفعها و لكن هناك يد أخري منعته من ذلك ما كان سوا يد ايوب التي أبعدته عنها و هو ينظر إليه بحزم ليشير مهران اليها و هو يقول بعصبية الي ايوب : چيالي أكده علي الارض يا عمي كيف رايد اكون اني 


التفت ايوب برأسه إليها ينظر إلي هيئتها و يهز رأسه بنفي و اسف و هو يربت علي كتف مهران ليهدئ و لكنه كان كالثور



 الهائج يحاول أن يبعد ايوب حتي يصل إليها ليمسك بهذا الشعر ليقطع خصلاته بين يده و أن يلكم و يصفع بها حتي



 يريح قلبه في ظل هذه الحرب الدائرة و التي كانت بها زهرة خاسرة تنظر إلي الأسفل بغضب علي نفسها و هذا الغاضب يلقي كلماته القاسية بوجهها دلف الحارس يركض و هو يردد : يا ايوب بيه يا عمدة يا ايوب بيه 


انتبه إليه ايوب و مهران الذي خبئ زهرة خلف ظهره حتي لا يلمحها احد بهذا الشكل وقف الحارس أمام ايوب و هو يلهث من شدة ركضه قائلاً : واحدة ست برا يا ايوب بيه عتجول انها بتك فرحة 


تسمر الجميع و تخشب أجسادهم و هم ينظرون إلي بعضهم البعض نظر ايوب الي مهران بذهول عدة دقائق حتي نطق مهران : دخلها 


صوت كعب حذاء نسائي يطرق بالأرض الصلبة يعطي لحاناً موسيقياً تدلف تلك الفتاه بثقة و هي ترفع راسها بشموخ واثقة الخطى تسير نحو ايوب حتي وقفت أمامه و امتلئت عينها بالدموع و هي تهمس بشوق : بابا


في حين كان ايوب جامد لا يتحرك و لا يتحدث اطلت زهرة برأسها من خلف ظهره مهران اتسعت عينها بصدمة شاهقة و هي تضع يدها علي ثغرها بذهول و هي تهمس بصوت مسموع : نور !!!

الفصل الثاني عشر


يقف الجميع جامد أمام نور التي تنظر إليهم بتفحص و علي ثغرها ابتسامة واثقة حتي فقد ايوب اتزانه و كاد أن يسقط ليسرع مهران بإسناده و هو يجلسه علي المقعد حتي يستريح ليرفع ايوب رأسه إليه و هو يقول : اية اللي بيحُصل ده يا ولدي 


لينظر مهران الي زهرة التي تنظر إلي ايوب بحزن و قلق من حالته لتلتفت الي نور بحدة و هي تقول : انتي بتقولي أية يا نور معاكي إثبات


ابتسمت نور بمكر و هي تخرج من حقيبة يدها بعض الأوراق و هي تقول : معايا إثبات طبعا مش زيك


انتشل مهران الاوراق من يدها بقوة و هو ينظر إليها بحدة تفحص الاوراق ليقبض علي كف يده و هو يغمض عينه بقوة قائلاً بطاقة اقتربت علي النفاذ : شهادة ميلاد فرحة بطاجة الست خديچة 


و بلهفة و شوق جذب ايوب منه الاوراق امسك بهوية خديجة يتأمل صورتها و عينه تفيض بالدموع تحسست أنامله الصورة


 بهدوء و هو يغمض عينه لتسيل دمعة فرت هاربة علي صورتها دمعة عشقه الذي دفن بالتراب و ألم الفراق و شوق و حنين الي من داخل قلبه حتي الآن كل هذا أصبح بقلبه مدفون حين



 توفت هي و اصبحت ذكري له فقط ربت مهران علي كتفه بهدوء ليرفع ايوب يده بالاوراق و هو يقول بحيرة و بحة اختناق بصوته : اعمل اية يا ولدي اصدج مين يا مهران 


عقدت نور ذراعيها أمام صدرها و هي تتحدث ببرود و حاجب مرفوع بثقة : نعمل تحليل DNA 


امسكت زهرة بذراع مهران و هي تنظر إليه بتوتر ليهز رأسه بهدوء و هو يقول : أية رأيك يا عمي 


هز ايوب رأسه بحيرة و هو يضع رأسه بين راحتي يده مشتت تائه ضائع لم يعد يعلم شئ الم تكن صغيرته طفلته هي زهرة من تلك التي تقول أنها ابنته تانياً لما يحدث ذلك معه بدأ يفكر



 ما هو الذنب الذي ارتكبه في حياته حتي يكون ما يحدث معه عقاب علي هذه الخطيئة امسك به مهران يعاونه علي القيام و



 الذهاب الي غرفته كادت زهرة أن تذهب خلفهم الا انها شعرت بقبضة علي ذراعها تقبض عليه بقوة التفتت بحدة الي نور تنفض يدها عنها و هي تقول : ابعدي عني 


ضحكت نور باستفزاز و هي ترفع يدها باستسلام قائلة بهدوء : اهو بعت متخافيش يا زوزو انا بس هاخد مكانك و جوزك و العز دا كله و انتي هترجعي للعشة بتاعتنا تاني 


اتسعت عين زهرة و قد اشتعلت بنيران الغضب من تلك الغبية لتربت نور علي وجنتها و هي تقترب منها تحتضنها و زهرة


 متجمدة بمحلها لتهمس اليها بخفوت : صعبتي عليا اوي يا زهرة بجد انتي في موقف لا تحسدي عليه البنت اللي انتي عمالة تنصحي فيها و عاملة فيها أبلة الناظرة هي اللي هتربيكي 


احمر وجه زهرة بغضب شديد و انتفض جسدها بشراسة و هي تقبض علي كف يدها الصغير بقوة لقد فاض بها الكيل يكفي الي هذا الحد رفع يدها تدفعها عنها بحدة و هي تصك علي


 أسنانها بعصبية و بلحظة واحدة كانت زهرة تمسك بخصلات شعر نور تحذبها بقوة منه و الأخري تتأوة و تصرخ بأحد أن



 يساعدها رفع زهرة قدمها لتطرق بها علي ركبة الأخري من الخلف لتسقط علي الارض و تجثو زهرة فوقها تلقنها درس لن تنساه اينما ذهبت صفعتها بقوة بكل ما تحمله من الغيظ و



 غضب لهذه الفتاه و هي تجذب شعرها لتنحني و تغرز أسنانها الحادة بوجنتها بقسوة لتصرخ الأخري صرخة مدوية خرج علي أثرها مهران يركض إليهم اتسعت عينه و هو يجد هذه الصغيرة



 تقاتل بين لكم و صفع و ركل و ما هذا و عض أيضاً ليركض سريعاً ينتشل زهرة من خصرها يرفعها عن النور و لكنها كانت تسحب شعرها معها لتخلع من رأسها عدة خصلات لتستقر بين



 ذراعيه مهران و هي تلهث بقوة و صدرها يعلو و يهبط بجنون لتنظر الي يدها الموجود بها خصلات الشعر و الي نور التي لم تعد تعلم الي اين تضع يدها علي مكان الألم بكل جسدها بؤلمها



 خاصاً وجهها الذي تشوه و شعرها المشعث و الممزق خصلاته ابتسمت بانتصار و هي تهز رأسها برضا الي نفسها ليهمس إليها بأذنها : هببتي أية يا مخبلة


لتنظر إليه بلا مبالاة و هي تحاول التخلص من قبضة يده لتنزل إلي الأسفل لا تظل معلقة بالهواء هكذا ليشدد هو علي



 خصرها و هي يصعد بها الي الاعلي غير مهتم بقول و لو حتي كلمة لـ تلك الملقاه علي الارض لا حول لها و لا قوة تتلوي بين


 يديه تريد أن يتركها لكنه لم يترك بقوة مثبت إياها بين ذراعيه حتي دلف الي الغرفة و اغلق الباب لينزلها ليستند علي الباب



 يعقد ذراعيه أمام صدره يراقب غضبها الكاسح و هي تدور حول نفسها بغضب و هي تسب و تلعن بهذه النور و تقول ما لديها من حديث غربت عينه بملل و هو يقول بتساؤل : خلصتي حديتك ده 


لتهز رأسها بنفي و هي تقول بعصبية : إنسانة مستفزة الا هي هتربيني انا يا بنت ال....


فتح خزانة ملابسه يبحث عن شئ ما إلا أن وجده ليقف معتدلاً و هو يخرج قطعة جلدية طويلة ما يسمي (كرباك) و يشهره امام وجهها و هو يقول بابتسامة باردة : ده اني اللي هربيكي علي اللي حُصل في الأرض ده 


اتسعت عينها بزعر و صدمة ماذا سيفعل هذا المختل لوح به بيده امام عينها الهلعة من الرعب لتصرخ صرخة مكتومة و هي



 بلحظة تقفز فوق الفراش بخفة و رشاقه تقدم منها و هي مثبتة عينها علي يده طرق بها علي الفراش لتقفز هي و هي ترفع يدها بتحذير : مهران اياك تضربني 


ليطرق مرة أخري علي الفراش لتبتعد هي عن مرمي يده و هي تقول بتهديد واهي : ايدك هتوحشك لو مدتها عليا انت فاهم 


ليطرق مرة أخري بهذه القطعة الجلدية و لكن هذه المرة علي قدمها لتصرخ هي بألم حين لمست تلك القطعة جلدها بقوة في لكمة مبرحة منه ليهز رأسه بارتياح و هو يقول : دي عشان رچلك اللي باينة 


حاولت نفسها و هي تضع راحتي يدها علي ذراعها فهي تعلم خطوته القادمة لتبتعد مرة أخري و هي تقول بجراءة غير موجودة بها الآن مجرد كلمات لتدافع عن نفسها و لكنها ما كانت تزيده سوا غضب : هتزعل و الله 


ليرفع يده مرة أخري و يضرب بما بيده علي بشرة ذراعها حاول ألا يجعلها قوية فقط لتهذبها قليلاً لكن يده مهما خفف منها تظل قوية علي بشرتها الرقيقة و هي هذه المرة تهانفت لترتمي



 جالسة علي الفراش و الدموع تلتمع في مقلتيها تأبي الهبوط أمامه لتقول بعصبية و هي تفرك يدها و قدمها : يارب تموت يا مهران بكرهك ياريتني ما شوفتك يا بارد يا تنح 


رفع حاجبه الي الاعلي بغضب و هو يشهر تلك القطعة تتأرجح أمام عينها و هو يقول : رايدة تنضربي تاني و لا اي


لتتلبسها روحها الشرسة لتقف و هي تمسك بما بيده تلقيها علي الارض و تمسك بعمامته تتبعها لتبدأ بلكمه علي صدره و ذراعه بغيظ تأفف هو من حركتها الطفولية ليحاوط خصرها بيده



 يجذبها إليه يقيد حركاتها بيده و هو ينظر إليها بشرار يطلق من عينه بأسهم نافذة الي داخلها و هو يتحدث بغضب من بين أسنانه : بكفياك أكده اني مراضيش احاسبك علي كل ده و ساكت 


امسك بشعرها الغجري بقوة و هو يقول بنبرة قوية : شعرك ده و هو طاير أكده جدام الرچالة كان عچبك جوي 


نقل بيده الي ذراعها يشدد عليه بقوة و هو يقول : و چسمك ده اللي كل الناس ملت عينها مينك راضية انتي أكده 


زمجردت بغضب و دفعته بصدره بقسوة و هي تبتعد عنه و قد امتعض وجهها باشمئزاز لتركض الي المرحاض و هي تقول بحدة : بكرهك و بندم علي اليوم اللي شوفتك فيه 


دلفت الي المرحاض و أغلقت الباب بقوة خلفها ليجلس هو و يمرر يده علي وجهه بغضب و هو يدب بقبضة يده علي الفراش عدة مرات ليصدح صوته قوي حاد عالي مخيف و هو يصرخ بها : و اني كُمان عندم كتير جوي اني 


ليخفض صوته يهمهم بخفوت : اني جلبي مال ليكي يا بندرية 


********************************** 

_ اني مفهماش حاچة نور مين دي و كيف بت عمي اومال زهرة دي تبجي أي 


صدح صوت شمس المتعجب و هي تنقل بصرها بين نور و مهران الذي يبلغها بالأمر و الي زهرة التي تأكل بصمت و بالاخير الي مصطفي الذي يراقب ردة فعلها و حركاتها بتمعن



 لتحمحم نور بصوت تجعله ناعم للغاية و بطريقة توضح أنه مصطتنع و هي تقول : احم انا نور بنت عمك الحقيقية ام دي


التفتت تشير الي زهرة باشمئزاز و تقول : أما دي بقي واحدة كانت بتمسح جذم في الشوارع للناس و دا يعاكسها و دا يحرش بيها 


في ظل حديثها كانت زهرة تبتسم بسخرية الي من يتحدث أن تحدثت هي بما تخفيه لتكون ذبيحة لأهل الصعيد لكنها



 تفاجأت بمهران الذي طرق بيده بقوة علي الطاولة لتقسم قطعة من زجاج الطاولة تجرح يده بشدة ليقف بعنف حتي وقع



 المقعد من خلفه عينه حمراء بشدة يصك علي أسنانه و هو يتحدث بصوت قاسي جاف ترتجف له الأبدان : اكتمي حسك ده عن مرت مهران الجناوي و الا عتخرچي من اهناه چثة 


انهي حديثه بتحذير قاسي و شمس تبتسم بتشفي الي نور المصدومة من قسوة حديثه و تلتفت إلي مصطفي و هي



 تبتسم بسعادة لتصرف شقيقها و هي تشير. إليه برأسها و كأنها تقول الي مصطفي تعلم أنه اخي ليسحب هو يد زهرة و يذهب بها الي غرفة عمه و هو يتنفس بقوة و صوت انفاسه مسموع 



و هي تنظر إليه بتعجب لما فعله هل فعل ذلك من أجلها هل غاضب لأجلها نظرت إلي يده الممسكة بها بقوة لترفع يدها الأخري تلمس ذراعه بهدوء و هي تقول بقلق من حالته : مهران انت كويس 


لم يكن هناك رد سوا أنه دفع ظهرها الي الحائط أمام غرفة عمه حاوط خصرها بذراعه يجذبها إليه و الاخر يستند به علي الحائط ليدني منها يقبل ثغرها قبلة قوية غاضبة يخرج بها حديث تلك الحمقاء من عقله تغزل بها أحدهم لامسها أحدهم


 هل تعترضت الي هذا كل يوم بقي يتعمق بقبلته و هو يضغط علي خصرها أكثر يشدد عليه ابتعد قليلاً و هي تستند بجبهته علي جبهتها و يهمس بصوت اجش : اللي عتجوله دا صُح


اغمض عينها اثر أنفاسه الساخنة التي تلفح صفحات وجهها و تلسع بشرتها الرقيقة و هي تلهث بقوة ليضغط بقوة أكثر علي خصرها و هو يهمس بإصرار : زهرة 


هزت رأسها بنفي و مازال مستند جبهته علي جبهتها و هي تقول بخفوت : لا قولتلك انا دايما كنت بحمي نفسي و مفيش اي حد يقدر يقربلي 


تنهد بارتياح و يطبع قبلات سريعة علي وجهها رفعت يدها تضعها علي صدره تبعده عنها و هي تحاول أن تتنفس بهدوء



 ليتركها هو و يدلف الي غرفة عمه بهدوء و كأن شئ لم يكن أما هي باستندت علي الحائط و هي تضع يدها علي قلبها المضطربة دقاته و هي تهمس بتخدر : الله يخربيتك يا شيخ


***********************************

وضع يده علي كتفها مستغل انشغال شقيقها مع عمه لتشهق بعنف و هي تبعد يدها عنه و هي تبعد يده عنها و هي تهتف بحدة : مصطفي اتحشم اياك 


ليقترب منها بجلسته ليلتصق بها و هو يعاود و يحاوط كتفها مرة أخري و هو يقول بغضب : بجولك أية ميبجاش انتي و اخوك انتي مرتي و معملش حاچة حرام اني


لتقف هي حتي تبتعد عنه و هي تقول : مرتك لما اروح سرايتك يا مصطفى غير أكده لع 


صك علي أسنانه بغيظ و هو يقول : اطُلعي فوج يا شمش مناجصش اني مناهدة 


وضعت يدها بخصرها و هي تقول : احنا لساتنا فيها يا مصطفي طلجني 


ضرب كف علي الاخر و هو ينظر إليها و كأن قد أصابها جنون و لم ترد عليها غير أنه أشار علي فمه أنه لن يتحدث كادت أن ترد بعصبية و لكن خروج عمها مع مهران و زهرة يستند عليهم و



 يظهر علي وجهه الإعياء الشديد ليعاونه مهران علي الجلوس تنهد ايوب بهدوء و هو ينظر إليهم جميعاً ليتحدث بهدوء : اني رايد اعرف مين بتي و رايد اعمل التحليل اللي عتجول عليه دا اسمه أية 


لينطق مهران و هو يربت علي كتفه : DNA يا عمي 


هز ايوب رأسه و هو يقول : إيوة هو ده الا هي فينها 


لوت شمس شفتيها باستنكار و هي تقول : نعمة طلعتها اوضتها


هز ايوب رأسه بتفهم و هو يقول : عندله علي مصر بكرا الصبح ابجي جوليلها يا شمش


***********************************

رتبت خصلات شعرها و وضعت فرشاه شعرها و وقفت أمامه تسأل بقلق و حيرة و قد شعرت أنها لن تراه مرة أخري انقبض قلبها معتصراً بألم لا تعلم لماذا يجذبها الشعور أن تظل بجواره أن يظل أمام عينها : هتيجي معانا و احنا بنعمل التحليل


نظر إليها مهران يتأمل بها قليلاً و هو يشعر بارتجافتها و خوفها الواضح علي صفحات وجهها ليتقدم منها و هو يضع يده علي وجهها و هو يبتسم ليطمئنها و هو يقول : إيوة عاچي امعاكي .. متجلجيش 


تهانفت و قد التمعت الدموع بعينها التي لا تريد أن تظهر لاي احد و هي تقول بتأثر : انا زعلانة علي الحاج ايوب مصدوم و زعلان و حكاية التحليل بجد و مش بهزر انا قلقانة عليه .. نور يعني مش عارفة متلخبطة 


ابتعدت عنه و هي تلتفت لا تريده أن يري دموعها ليقرر أن يترك لها مساحتها الشخصية ليتنحنح و هو يقول : عروح اشوف عمي و اچي 


امسك قبضة الباب و كاد أن يفتح الباب لتلتفت إليه لتجده يخرج لتتقدم اليه و تغلق الباب مرة أخري لتنظر اليه قليلاً و تدلي شفتيها بارتجاف ليتفاجأ هو انها تحتضنه تلف يدها حول



 خصره بقوة و هي تقول بارتعاش : ممكن مرجعش معاكوا هنا بس انا اتعلمت منك حاجات كتير انت كنت خير ليا علي فكرة سيبك من كل اللي بقوله دا 


فاق من ذهوله ليلف يده حولها يجذبها الي أحضانه أكثر و هو يتنهد من داخل قلبه ليقبل اعلي رأسها و هو يقول بهمس : مين جال اني عسيبك و معترچعيش امعاي 


رفع رأسها إليه تنظر إلي عمق عينه بانسحار و هي تقول : يعني أية انت عارف و انا عارفة أننا بنفذ اللي قال عليه الحاج ايوب التحليل و انا مش بنته و لا حاجة 



ليقبل جبهتها و هو يقول : يعني حتي لو انتي مش بت عمي بس مرتي و اني معسيبش مرتي واصل 


هل بالفعل قال إنه لن يترك سحبت نفسها من بين أحضانه لقد تمادت كثيراً معه تتناسي أنه لا يمكن فعل هذا فقط تنجذب



 إليه و كأنه يلقي عليه سحر ليبقي خاضعة الي قلبه و عقله و كل شئ يخصه فقط تريد البقاء بالجوار تشعر بانسحاب روحها و هي تفكر ان نور تصبح ابنة عمه و زوجته و يعشقها و يبتعد



 عنها يا الله هذه الفكرة ما تسيطر عليها الآن شعرت أنها أنانية كثيراً لا تريده و لكنها لا تريده أن يكون لغيرها انسحبت هي الي الفراش تدثر نفسها به و هي تقول : انا هنام تصبح علي خير


ابتسم ابتسامة ساحرة تخطف قلب الناظرين و هو يقول بهدوء : و انتي من أهله يا بندرية 


***********************************

التوتر السائد علي الجميع منذ أن جاءه من القاهرة بعد أتم التحليل و سوف يبلغون النتائج بعد عدة أيام و منذ عدة أيام و هم ينتظرون يترقبون علي طاولة الطعام يجلس مهران بجوار زهرة يتأملها بكل ثانية و الأخري باخري امل للنجاة من



 عشقها أصبح رماد منذ أن اقبلت هي علي احتضانه كم يشعر أنه يريدها هكذا دائماً كل ما يريد هو قربها الآن أن يستنشق رائحتها العطرة الآن ينحني و كأنه يجلب شئ من الأرض و هو



 يبطأ من حركته حتي تصله رائحتها يتنفسها باعماقه و لكن سمعها تتحدث الي مصطفي قائلة : مصطفي يعني لو امكن ممكن نكمل كلامنا


كان يعلم مصطفي ما تعنيه في تعليمها اللغة العربية ليهز رأسه بايجاب موافقاً بابتسامة هادئة ليعتدل مهران بجلسته و هو يرفع حاجبه بحدة و يهز رأسه بتساؤل ليهز مصطفي رأسه بنفي و هو يقول : مفيش حاچة يا مهران 


ليلتفت إليها ليجدها تتناول الطعام بلا مبالاه تسللت يده إلي قدمها بضغط عليها بكف يده بقوة تأوهت هي و هي تقضم شفتيها بقوة تكبح صراخها وضعت يدها علي يده و هي تلتفت



 إليه تنظر إليه برجاء أن يتركها لكنه زاد من ضغطه علي قدمها و هو يدني يهمس بأذنها : المرة دي هعرف كل حاچة منيكي يا زهرة و ماريدش اسمع حسك واصل دلوج 


قاطعه رنين الهاتف ليترك قدمها و هو يمسك الهاتف و يفتح الاتصال و يضع الهاتف علي اذنه يرد علي الطرف الآخر بهدوء ليضع الهاتف مرة أخري علي الطاولة بعد أن أغلق الخط ليهتف بهدوء : نتيچة التحليل


التفت إليه الجميع بتساؤل ليتحدث ايوب بلهفة : خير يا ولدي 


تنهد مهران تنهيدة طويلة و هو يقول بنبرة مغلفة بالجفاء : نور هي فرحة 


            الفصل الثالث عشر من هنا


لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-