أخر الاخبار

رواية زهرة فى مهب الريح الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم اسماء ايهاب


 رواية زهرة فى مهب الريح 

بقلم اسماء ايهاب 

الفصل الخامس عشر 

والسادس عشر



فتحت عينها بثقل و هي تشعر بالنعاس الشديد رفعت رأسها إليه و هي لازالت مستلقية علي صدره منذ البارحة وجدت لنفسها مكان آمن ابتسمت هي ابتسامة حب و هي تتمعن



 بتفاصيل وجهه المسالمة مررت أناملها بهدوء علي صدره موضع قلبه و هي تقبل موضعه حاوطت خصره تدفن نفسها به تريد فقط لحظات دون أي مجادلة دون اي حديث مزعج دون


 مشاكسة فقط لحظات من الهدوء يستقبلها قلبها المسكين رفعت رأسها تنظر إليه تتفحص ملامحه رفعت نفسها إليه وضعت شفتيها علي شفتيه تطبع قبلة سطحية عليها كادت أن



 تبتعد عنه إلا أنه امسك بيدها و حركة واحدة كانت أسفله مقيدة بين ذراعيه و هي تشهق بقوة .. ضيق عينه بخبث و هو ينظر إليها بابتسامة ماكرة عريضة بللت شفتيها بطرف لسانها و



 هي تشعر بالتوتر الشديد وضعت يدها علي صدره تحاول إبعاده و هي تقول بتلعثم : انا كنت نايمة فجأة ملقتش ليك اي نفس فـ فحطيت ايدي علي بوقك اشوفك موت و لا لسة اقصد في نفس و لا لا 


رفع حاجبه الأيسر لاعلي بتسلية و هو يراها متوتر متلعثمة ليمسك بمعصمها يرفعه أمام وجهها و هو يقول : متوكدة انها يدك


ابتلعت ريقها بصعوبة و ارتباك واضح و هي تقول و هي تهز رأسها مؤكدة : أيوة طبعاً ايدي اومال اية يعني 


رفع كتفيه و هو يقلب شفتيه السلفية و هي تقول بمشاكسة : انتي ادري بجي يا بندرية


لينحني اليها أكثر و يتلمس بابهامه شفتيها و هو يغمز بعينه إليها قائلاً : بس اللي خابره أن السرجة (السرقة) حرام يا بندرية 


ما أن أكمل جملته حتي هبط بشفتيه يلثم ثغرها .. ابتعد عنها و هو ينظر إليها بابتسامة ليقفز خارج الفراش و هو يقول : عروح اشجر (اشوف) امي عشان الليلة عندينا حاجات كتير جوي 


هزت رأسها بايجاب ليخرج و يتركها غالقاً الباب خلفه لتذهب هي الي المرحاض لتغتسل 


_ خرجت من المرحاض بعد أن اغتسلت وضعت المنشفة جانباً و وقفت أمام المراه ترتب خصلات شعرها وجدت الباب يفتح و يغلق سريعاً قطبت حاجبيها بتعجب و هي تقول : لحقت تروح تشوف الحاجة بهي..


بترت عبارتها و هي تلتفت لتجده ذلك الضيف الأجنبي ضيف زوجها المقيم بالقصر تهجمت معالم وجهها بغضب و هي تشير إليه : انت أية اللي جابك هنا برا


لم يبالي بحديثها و لا نبرة صوتها الحاد ليتقدم منها و هو يتفحصها نظراته تخترقها بحق تعجب و هو يجدها تبتسم باستهزاء حين وقف أمامها و كاد أن يمد يده ليلمس جسدها



 لتخرج يده الموضوعة خلف ظهرها مستندة علي وحدة الادراج و بيدها زجاجة عطر مهران و بلحظة كان زجاجها محطم علي رأسه التي سالت منها الدماء و خر واقعاً علي ركبتيه من شدة




 الألم لم يتوقع منها أن تفعل هذا وضع يده علي منطقة الألم و هو يصرخ صرخات مكتومة انحنت هي إليه تمسك بملابسه و هي تقول بشراسة : لو فاكر انك تقدر تلمسني يبقي متعرفش مين زهرة 


لتدفعه عن يدها و هي تبصق علي الارض لتسرع نحو الباب و هي تصرخ هادرة بنبرة غاضبة : يا مهـــــران يا عمــدة شوف اللي مدخلهم السرايا و مرحب اوي


حاول رامي التحامل علي نفسه لكي يقف و لكنه يشعر بالدوار الشديد و بدأت الدماء تسيل علي وجهه ليشعر هو بها ليضع يده علي رأسه و ينظر إلي الدماء العالقة بها ليغمض عينه بشدة من أثر الألم و هو يستند علي الحائط و يلوثه بدماءه .. ركض



 مهران سريعاً ليصل الي غرفته خشي من أن حلمه يتحقق وقف أمامها وضع وجهها بين راحتي يده و هو يسأل بلهفة : مالك يا زهرة انتي زينة 


هزت رأسها بنعم و هي تبتعد عنه و تمد يدها لتفتح الباب علي مصراعيه و تشير الي رامي الذي يترنح بوقفته و هي تقول :



 مش دا ضيفك اللي دخلته السرايا هنا فتح الباب بكل بجاحة و دخل و قفل الباب وراه و كان عايز يلمسني بس انا ضربته بازازة البرفان بتاعتك علي رأسه فتحت رأس أمه 


لتطرق علي صدرها بفخر و هي تنظر إلي رامي قائلة بثقة : العمدة وراه رجاله 


لم يكن مهران يستمع توقف تفكيره علي كلمة (يلمسني) اغتال الارض بخطوة واحدة ليصل أمام ذلك الاحمق يرمقه بنظرة



 شيطانية فكة المتشنج بعصبية ليمسك برقبته يضغط عليها بعد أن طرق رأسه بالحائط بقوة ليصدح صوته بفحيح : اني كنت عستني عليك شوي لحد مرتي و بكفايا أكده


ازرقت شفتيه و احمر وجهه بشدة لتركض زهرة الي مهران تتمسك بملابسه من الخلف تحاول جذب تلك الجثة الضخمة و هي تقول بخوف : هتموته يا مهران ابعد متوديش نفسك في داهية 


ابتعد مهران عنه ليخر قوي الآخر و يقع علي الارض و هو حتي غير قادر على السعال من شدة الألم امسك مهران به من ملابسه يجره الي الأسفل و هي خلفهم تتوسل الي مهران كي يهدئ قليلاً 


_ وصل مهران الي الأسفل و صرخ بصوت كله علي نور التي أتت مسرعة ترتجف بخوف و هي تجهل ما حدث اتسعت عينها بصدمة و خوف كبير حين وجدت رامي بين براثن مهران لا



 يوجد حياة به ابتلعت ريقها بصعوبة و خوف شديد و هي تنظر إلي مهران بارتعاد .. في حين دلف حارس القصر الي مهران و معه حارسين آخرين ممسكين بحمدان و بيدهم حقيبة سوداء




 صغيرة خاصة به صرخ حمدان بهم و هو يتلوي ليتخلص من يدهم ليتمسك به الحارس مشدد قبضته عليه و هو يقول بجدية : كان عيهرب يا عمدة و زي ما چنابك أمرت چبناه تاني و امعاه الشنطة دي


مد الحارس يده بالحقيبة لينظر مهران الي زهرة و هو يقول : خليها امعاكي 


اخذت زهرة الحقيبة من الحارس الذي لم يرفع عينه بها و جلست علي الأريكة تنظر إلي ما يحدث بتلف اعصاب رن هاتف الحارس ليرد سريعاً ثم يمد يده الي مهران بالهاتف ليضعه علي أذنه و يستمع الي الطرف الآخر بهدوء حتي انتهي من حديثه



 ليغلق الهاتف دون أن ينطق بأي كلمة فقط اكتفي بأن يمد يده بالهاتف للحارس مرة أخري و هو ينظر إلي الأمام بنظرة حارقة و هو يقول بحدة و هو يصك علي أسنانه : عشان البهايم كتير امعايا الراچل هرب منيهم


ليهز رأسه بايجاب و إصرار و ينحني الي رامي يخلع عنه ذلك الشعر المستعار لتشهق زهرة بعدم تصديق ليركله مهران بقدمه و هو ينظر إلي نور قائلاً : مش ده *** اللي انتي چيباه اهناه عشان يسرج (يسرق) عمي ايوب بس هو بص لمرتي نصيبه أنه وجع تحت يدي


ابتعدت نور الي الخلف و هي تهز رأسها الي الخلف بنفي لينظر إليها بسخرية و هو يقول : هدي حالك يا ام الواد واد بردك و لا بت 


شهقت زهرة واحدة أخري و هي تضع يدها علي فمها و تقول بذهول : حامل 


التفت اليها مهران نظر إليها و هو يهز رأسه بايجاب و يقول : إيوة 


لتنظر إليه بتعجب و هي تقول : انا معتدش فاهمة حاجة يا مهران في اية بالظبط 


ليصدح صوته بقوة يهتف باسم عمه الذي اتي علي الفور يتكأ علي عصاه ليجلس بجوار زهرة و هو يقول بهدوء : خير يا ولدي


ليشير بيده الي رامي و حمدان و هو يقول : و مالهم دول


غامت عين مهران بسواد داكن و هو ينظر إلي حمدان يسترسل حديثه و هو يتذكر ما حدث 


فلاش باك


في احد الأراضي الزراعية التي لم تعد صالحة للزراعة و يقف امامه أحدي رجال حمدان لينظر الي الأسفل بخضوع و هو يقول : انا جاي اقولك يا بيه الاخبار الجديدة من نفسي اهو يا بيه


أشار إليه مهران بيده بنفاذ صبر أن يبدأ في حديثه ليبتلع الرجل ريقه بخوف و هو يقول : حمدان بيه بيدور ورا المدام يا بيه و لقي كل حاجة عنها و عرف أنها كانت قاعدة فين و هيروح يتفق مع الراجل اللي كانت عنده و أنا بنفسي كنت مع الراجل اللي جابله العنوان و هيتفق معاه ياخد واحدة من



 البنات التانية عشان تمثل انها بنت عمك عشان تجيب حجج البيوت و الأراضي بحكم انها مراتك و تدخل و تطلع براحتها 


نظر مهران الي البعيد و هو يقول : رايد عنوان الراچل ده 


ليخرج الرجل من جيبه ورقة مطوية و هو يمد يده بها قائلاً : جاهز يا باشا .. بس لازم يا باشا تفهم حمدان انك واثق في البت دي الراجل دا مبيعديش عليه اي حاجة 


نظرة واحدة من مهران جعلت الآخر يجلس علي الارض من شدة الخوف و التوتر ليقف مهران أمامه بعض من رجاله و أحد آخر يجثو علي ركبتيه أمامه يرتجف بخوف أسفل قدمي مهران الذي كان يستمع إلي كل حرف مما يخطط إليه والده و



 هو يهز رأسه بصمت أشار إليه بيده ليمسك رجلين به يوقفوا ليتحدث مرة أخري بارتجاف : و هيجيب خدام السرايا يا بيه عشان يراقبك انتي و المدام عشان مش مصدق انك متجوزين بجد و لامؤاخذة 


دب مهران بعصاه ليخرس الآخر و هو يحني رأسه بالأرض ليتحدث بنبرة قوية و هو يشير إليه بتحذير : اليوم اللي يعرف فيه حمدان انك امعاي هتتجتل


هز الآخر رأسه بسرعة و هي تقول : متقلقش يا بيه محدش يعرف حاجة و اي حاجة هتحصل هبلغ جنابك بيها اول و باول 


طرقع مهران أصابعه ليأخذوا الرجال و يرحلون في حين جز مهران علي أسنانه و هو يقول بخفوت : حج امي و هاخده يا حمدان من حبابي عينك 


باك


فاق مهران من ذكريات تلك اليوم ليكمل هو قائلاً : الخطط دي اتغيرت فيها شوية حاچات .. أن الراچل اللي كانت زهرة عنديه خطف نور عشان يعرف طريج زهرة في اليوم اللي راح فيه حمدان يتفج (يتفق) مع الراچل بعد الراچل ده عن نور بس



 بشرط انها تيچي البلد أهناه و امعاها الورج (الورق) اللي كان مع فرحه و تعمل هي فرحه و التحليل فعلا صوح لان حمدان غير و ادالهم شعر من زهرة فطلعت النتيچة صوح


اتسعت عين زهرة بصدمة و ابتهج وجه ايوب بسعادة وقفت بعنف و هي تقول بصراخ : صح ازاي يعني أية التحليل بعينة مني صح يعني أية اللعبة حقيقة يعني أية يا مهران فاهمني


تنهد مهران تنهيدة طويلة و هو يهز رأسه بايجاب يؤكد علي الحديث مرة أخري قائلاً : إيوة يا زهرة اني كنت خابر انك فرحة 


ضحكت بهسترية و هي تضرب كف بالآخر و هو تشير الي نفسها قائلة بضحك : يعني اللعبة مكنتش علي عمك دي كانت عليا انا 


امسك ايوب بيدها يجذبها لتجلس و هو يحتضنها حين بدأت هي بالبكاء بألم شنيع احتل قلبها و جوارحها ليهمس ايوب : كمل يا ولدي 


ليتقدم مهران من حمدان و يمسك تلابيب جلبابه و هو يقول : اخد الورج و چهز نور أداها البطاجة و شهادة الميلاد


ليخرج من جيبه ورقة أخري و هو يقول : بس لسة چواب من الحاچة خديچة كانت حطه كل الحاچات دي مع فرحة 


اعطي لعمه الورقة و هو ينظر إلي نور و يقول : انتي بجي 


ليركل رامي مرة أخري و هو يقول : و الچحش ده 


ليجلس مهران بجوار عمه و هو ينظر إلي زهرة التي تبكي بين أحضانه قائلاً : اتفاج (اتفاق) نور مع رامي يچي علي أنه ضيف



 اچنبي و يسرج الورج و يعطيه لحمدان عشان الراچل الكبير يرضي عنيكي و يسيبك افحالك لازماً يخطف زهرة امعاه و يهچ علي مصر و يسلمها اهناك 


نور بارتجاف و هي تتسأل : طالما انت عارف كل ده اتجوزتني لية


ابتسم بسخرية و هو يتقدم ليقف أمامها حتي انكمشت علي نفسها و هو يقول : عشان يُحصل كل ده عشان حمدان يصدج و يبعت البچف رامي و يطمن اني وجعت (وقعت) عشان يچي كله موجود تحت رچلي اهناه الا واحد فلت من يدي و هرب منيهم


نظر إليها من أسفل الي اعلي بازدراء و هو يقول بحدة : انتي طالج (طالق) 


كادت أن تفر من امامه إلا أنه امسك بها مرة أخري و هو يقول : علي وين نسيت اجولك ان اني مصور كل حاچة حصلت امبارح في اوضتك 


اتسعت عينها بزعر و هي تقول : ايــة


ابتسم هو بشر و هو يقول : و البوليس زمناته چاي دلوج 


نظرت بزعر الي حمدان الصامت الذي لم يبدي رد فعل لها و نظرت إلي رامي الملقي دون حول له و لا قوة لتضع يدها علي وجهها و تبدأ بالبكاء بنحيب ليتركها مهران بلا مبالاه و يقف أمام حمدان يقول : حسابك تچيل (تقيل) يا حمدان 


_ جلس مرة أخري واضعاً قدم علي الاخر و هو ينتظر الشرطة أن تأتي و تأخذ رامي و نور .. الذي اتي بعد فترة قصيرة دلف الي القصر شرطي و اثنان من العساكر حين تقدم مهران من الضابط يصافحه مرحباً به و أشار إلي نور و رامي و هو يقول : هما دول 


أشار الضابط الي العساكر أن يأخذ كل واحد منهم أحداً و استأذن مهران أن يأتي بالاسطوانة المسجل عليها ما يثبت



 اتهامه لهم بارتكاب الفاحشة كان صرخات نور و هم يجرونها معهم ذهب مهران مع الضابط ليودعه و من ثم اغلق بوابة القصر بقوة و هو يلتفت إليهم و نظراته أصبح أكثر سواداً فتح



 ايوب الجواب بلهفة و هو يجد زهرة تعتدل بجلستها يشم رائحتها بهذا الجواب ابتلع ريقه و هو يشعر بألم شديد احتل قلبه و يبدأ بقراءة ما به و هو يستمع إلي صوتها يردد تلك الكلمات. 


(الجواب ده يا ايوب في اللفة مع فرحة لو لقيته بعد ما امشي يبقي انا موت و لو انا جبتهولك يبقي اتقابلنا تاني و رجعت



 لحضنك اللي انا مكنتش عايزة أخرج منه ابدا غصب عني بعدت عنك عارفة انك زعلان مني انا اسفة يا ايوب خديجة طول عمرها ملهاش غير ايوب و فرحة جت عشان تفرح قلبنا



 هددني بيك و بيها و انا مليش غيرك و لا غيرها .. اخوك كان طمعان في مراتك يا ايوب بس انا عمري ما كنت هسيبه يقرب مني و في كل مرة كنت ببعده عني و اهدده اني هقولك كان بيسبق هو و يهددني بيك .. فاكر يوم ما وقعت من علي



 الحصان و اتجبست هو السبب كان بيوريلي أنه هو يقدر يعمل فيك اي حاجة .. حتي بعد الولادة بردو دخل الآوضة و انت تحت و حاول يلمسني بايده القذرة دي لولا بهية الله يسترها و انا كنت ساعتها مش قادرة حتي اصرخ من تعب الولادة بهية



 وقفت جنبي كتير .. لحد ما قالي أنه مش هيبعد عني تعرف قالي أنه هيموتك ادامي و هيتجوزني أرملة اخوه و هو أولي بيها و هددني بفرحة و انا متحملش عليكوا الهوا الطاير يا



 ايوب قولت امشي و بعد كدا ابقي ارجعلك تاني و افرح بوجودي جنبك و وجود فرحة معانا مش عارفة انا رجعت و لا لا بس كل اللي عايزة اقولهولك اني بحبك اوي يا ايوب و كان



 غصب عني ابعد عنك يوم واحد لو جرالي حاجة متزعليش عشاني يا ايوب متزعلش عشان خاطري عشان انا كمان مزعلش و بوسلي فرحة و خلي بالك من نفسك كويس .. خديجة)


انتهي من قراءة رسالتها و اخرج آه حارة من عمق قلب عاشق متألم حد الانهيار و ازداد بكاء فتاه اكتشفت انها لا تعلم عن حياتها اي شئ التفت مهران الي حمدان المقيد بواسطة الرجال و هو يقول : و عشان أكده رميت امي من فوج 


ليلتفت الي ايوب و هو يقول بحدة : عشان تصدجني يا عمي عشان امي عارفة كل حاچة عنه


هز ايوب رأسه بايجاب و هو لا يوجد بيده حيلة و هو يقول بألم : لية أكده يا حمدان لية أكده 


نظرة شماتة و تشفي بعينه واضحة كـ وضوح الشمس ليتحدث حمدان و هو يشير إلي نفسه رافعاً رأسه بشموخ و هو يقول بغل : اني الكبير اني الكبير يا ايوب بس ابوي ادالك المال و



 البيوت و الأراضي و العمودية كُمان الصغير عمدة البلد و الكبير .. الكبير عيتمهزقه (يتريقه) بيه في الرايحة و الچاية .. و عملت كل ده عشان تسيب كل حاچة ليا 


ليلتفت الي مهران و هو يشير إليه قائلاً : بس انت كُمان مراضتش تديني العمودية و اداتها للصغير كيف ما عمل ابوي و



 كان جدامي (قدامي) اعمل أكده و اخد الأرض و الفلوس و البيوت ياما اجعد خدام بيناتكم .. حتي امك اتچوزتها غصب 


لتقف زهرة بانفعال شديد و كامل جسدها ينتفض بعصبية و وجهها و رقبتها حمراء و بشدة : عشان انت حقود و قلب اسود و مليان غل عشان انت مش بني ادم انت شيطان شيطان



 عايش بصورة انسان مهمكش غير الفلوس و البيوت و الأراضي و انك تبقي عمدة ما كان ممكن تموت و متخدش اي حاجة من دول 


لتبصق علي الارض و هي تقطب حاجبيها بشراسة و تقول : اتفو عليك من بين الرجالة خسيس


أشار مهران بهدوء عكس الثورة المشتعلة بقلبه و هو يود الفتك به ما حدث لوالدته كان من أصعب من مر عليه ظل لسنوات يتخيل ذلك المشهد و يراود أحلامه فمهران كلما شعر بالخوف




 من شئ ما يراه باحلامه الي رجاله أن يأخذه و هم يعلمون الي اين سيذهبون به .. وقف مهران أمامها ينظر إليها و الي عينها الحمراء المليئة بالدموع لتنظر إليه باشمئزاز و هي تقول : انا




 مشوفتش احقر منك بجد .. لية تعمل كدا لية مقولتش ان انا فعلا بنت عمك الحقيقية ليه يا مهران انا جاية امثل انا بنت عمك و انا من جوا موجوعة علي اللعبة اللي بلعبها دي اطلع انا الملعوب بيا


كادت أن يلمس ذراعها و هو يقول بهدوء : اني عفهمك كل


بترت عبارته و هي تدفع يده عنها تبتعد عنه بمسافة ليست بقصيرة و هي تقول : انت لسة هتفهمني تفهمني أية انا مصدومة فجأة انقلب كل حاجة و انا في النص لا طايلة سما و



 لا ارض .. لا طايلة افرح بأني فعلا الراجل الحنين عليا و اللي كنت بتمناه ابويا بقي ابويا بجد .. انا مش فاهمة حاجة انا تعرف منين اني بنت عمك 


تنهد مهران تنهيدة طويلة لعلها تبث الصبر الي قلبه و هو يقول : كنت عدور عليكي و اللي الرچالة جاله (قاله) مكنتش متوكد انتي فرحة و لا نور مشيت وراكي الاول و كنت جاعد علي



 الجهوة اللي دخلتيها و اني بحاسب شبكت الساعة في شعرك و مطلعتهاش الا بشعرك عشان احلله و احلل للبت التاني كُمان بس النتيچة طلعت انك بت عمي 


ضيقت عينها و كأن مر علي ذاكرتها ذلك المشهد ضغطت علي رأسها براحتي يدها و هي تحاول التذكر لكن هذه زهرة لن تتذكر شئ لترفع رأسها إليه و هي تقول : و التمثيلية اللي جبتني بيها هنا ليـــة 


مهران و هو يتقدم منها بهدوء : عشان ساعتها مكنش لسة التحليل طلع يوم ما عجدت عليكي كان التحليل بانت نتيچته


زهرة بانفعال : و بعدها مقولتليش لية


صمت مهران و لم يتحدث لتهز زهرة رأسها بايجاب و تنتقل الي جانب ايوب الممسك برسالة زوجته يحملق بها باشتياق و عينها تفيض بالدموع تمسك بيده و تقبلها و هي تقول بدموع :




 الحمد لله اللي امنيتي اتحققت و بقيت ابويا بجد عشت الايام اللي فاتت دي و انا عماله اتعامل انك ابويا بجد عشان لو مشيت ابقي حسيت يعني أية كلمة اب معاك 


لوح ايوب بالرسالة بيده و هو يقول بتأثر شديد : كنت خابر أن خديچة معتهملنيش (مش هتسيبني) لحالها أكده اتوحشتها جوي يا بتي


ليلتفت برأسه الي زهرة و هو يقول مشيراً إلي قلبه : دي كان حتة من جلبي


اغمض عينها لتفر الدموع هاربة من حديقتي عينها الي وجنتيها و هي تستمع الي نبرة صوته المتحشرجة بالبكاء نظرت إليه و هي تبتسم بحنان لتقبل وجنته و هي تقول : هي قالت متزعلش يبقي متزعلش عشان هي كمان متزعلش 


جلس مهران مقابل لها بعد أن كان يراقبها ردد اسمها بهدوء و هي تتجاهله تماماً لينتفض واقفاً بعصبية و هو يقول بغضب : عتحددت امعاكي اني


التفتت إليه تنظر إليه ببرود و هي تقول : و انا مش عايزة اتكلم معاك 


تنهد هو بصبر و هو يغلغل أصابعه الي خصلات شعره قائلاً بنفاذ صبر : خلينا نُطلع فوج يا زهرة و اني عجولك علي كل حاچة 


لتقف امامه عاقدة ذراعها أمام صدرها تنظر إليه بتحدي و هي تقول ببرود : الحاجة الوحيدة اللي  عايزة منك يا مهران 


لتتقدم منه أكثر تنظر إلي عمق عينه السوداء لينحني برأسه ينظر إليها لتبتسم و هي تقول ببطئ : انك تطلقني يا مهران 


الفصل السادس عشر 


تهبط عن الدرج بوجه مقفهر عابس سد عليها الطريق بآخر الدرج تأففت بضيق و هي تطرق بكف علي ظهر الكف الآخر



 كادت أن تتخطاه ليفرد ذراعه يسد عنها الطريق نهائياً أمسكت بذراعه تبعده عنها إلا أنه كان كالصخر لا يتحرك أبداً صكت علي أسنانها و هي تنظر إليه بغضب و هي تتسأل بعصبية : نعم عايز أية 


برقت عينه بغضب و أمسك بمرفقها يضغط عليه و هو يقول بحدة : وطي حسك و انتي عتتحدتي امعاي 


نظرت إلي يده الممسكة بها و من ثم نظرت إليه و هي ترفع حاجبها الأيسر بحركة تلقائية سحبت يدها منه و هي تقول بتحدي و بنبرة عالية أكثر من سابقتها : و لو موطتش صوتي يعني هتعمل أية 


نظر لها من أسفل الي اعلي حتي انها ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تري نفسها صغيرة جدا أمامه  و بلحظة واحدة كان ينحني ليحملها فوق كتفيه و هو يستمع إليها و هي تسبه و تطلق



 لسانها للعنان ليختار ألفاظه بإتقان و يلقيها علي مسامعه و هو ينظر إلي الأمام بهدوء مصطنع حتي لا يلقيها من يده الان و


 يهشم اضلاعها بين يده و هي لا تصمت ابدأ .. انزلها عن كتفه و أوقفها أمامه بعد أن دلف الي الغرفة و اغلق الباب خلفه .. إعادة خصلات شعرها خلف اذنها و هي تقول بغضب : افتح الباب يا مهران احسنلك 


عقد ذراعيه أمام صدره و هو ينظر اليها بلامبالاه قائلاً ببرود : عتعملي أية يعني عتفتحي دماغي 


التوي فمه بابتسامة ساخرة هو يأخذ زجاجة عطر من اعلي وحدة الادراج و يقدمها لها و هو يقول : وريني أكده 


امسكت زهرة الزجاجة منه و هي تضغط عليها بغضب و بغيظ كانت علي وشك بالفعل تحطيمها فوق رأسه إلا أنها تراجعت و قد اضطربت دقات قلبها ينبها انه سيتأذي هو الآخر أن تأذي



 شعر واحد من حبيب القلب أغمضت عينها بشدة و هي تضغط علي شفتيها و تتراجع الي الخلف ببطئ .. فقط كان اختبار صغير بذكاءه كان يكتشف انها تطلب الطلاق كرهاً ام فقط



 غضباّ منه .. أن كانت استطاعت أن تجعله ينزف الدماء أمامها لكان طلقها علي الفور ابتسم ابتسامة صغيرة زينة محياه و هو يجدها تتنفس بعنف صدرها يعلو و يهبط بجنون علقت عينه عليها 

حين وضعت الزجاجة من يدها و ابتلعت ريقها كادت أن تتهرب و تركض الي المرحاض إلا أنه اغلق باب الحمام واقفاً أمامه يسد عليها الطريق الي الدخول بجسده الضخم و هو يقول بنبرة قوية : المرة دي معتهربيش 


تخصرت و هي تقول بتحدي و عينها تحدق به بعناد واضح بعينها : مش بهرب انت اللي بتهرب قولتلك عايزة أطلق أية مش مفهوم بقي 


وضع سبابته علي رأسها و هو يقول بتحذير : و اني كان ردي أية امبارح


لتضحك باستهزاء و هي تشير اليه بسبابتها و الي نفسها بسبابتها الأخري : انك انت هتقطعلي لساني انا و هترمي لكلب الحراسة بتاعك ضحكتني اوي بصراحة 


نظر إليها مطولاً و من ثم ابتسم ابتسامة بثت الرعب في أوصالها فهي ابتسامة لا تبشر بالخير ابداً ليدفعها من أمام باب المرحاض و يذهب الي وحدة الادراج و يفتح أحد الإدراج





 يبحث به حتي وجد ضالته اتسعت عينها بزعر و هي تجد بيده مقص ماذا سيفعل هذا المعتوه تقدم إليها بخطوات سريعة حتي انها لم تحلق حتي الفرار الي أي مكان امسك بكتفها يثبتها و هو يفتح و يغلق باسنان المقص ملوحاً به أمام وجهها



 المذعور  رفعت عينها إليه لتجد وجه جدي للغاية و لا وقت للنقاش .. ابتسمت ببلاهة و هي تقول : انت بتسمع كلام واحدة هبلة زيي لية ها انت مش المفروض انسان مسئول سيبك يا عم طلاق أية فال الله و لا فالووو


ربت علي وجنتها بخفة و هو يقول بأعين متوعدة عن خطأ و متحدية من فعله : براوة عليكي 


التفت ليعيد المقص الي وحدة الادراج لترفع راحتي يدها تفردهم ملوحة عليه و هي تغرب عينه و تقلد حديثه بصمت و هي تخرج لسانها الي الخارج بسخرية .. التفت فجأة لتعود الي طبيعتها و هي تحرك يدها و كأنها تزيح شئ من أمام وجهها : يوووه علي الناموس و سنينه


هز رأسه و هو يضيق عينه علي أفعالها تلك المخبولة لتركض سريعاً الي الخارج قبل أن يكمل ما سيقول و لا تأخذ منه أي



 ردة فعل وقفت علي مقدمة الدرج و هي تضع يدها علي صدرها قائلة باصرار : مش هبطل اقولها بردو أما وريتك يا مهران مبقاش انا زهرة 


***********************************

اقترب موعد زفافها تقضم شفتيها بقوة و توتر فقط ثلاثة أيام و ستكون بمنزله تحت سقف بيته لا تصدق و لا تتخيل انها بعد هذه السنوات التي تمنت بها أن تنال قربه اصبحت امرأته



 جلست علي الفراش تفكر هل سيتركها أخيها مهران معه ام سيثير المشاكل و يتشاجرا من جديد لم تراه منذ أن ابلغها مهران أنه يعلم بمجئه الي هنا أغلقت النافذة جيداً و أن طرق



 لا تفتح خجلت كثيراً من شقيقها و كأنت أمامه طفلة مذنبة تعاقب .. انتفضت علي صوت هاتفها يعلن أن اتصال جديد نظرت إلي الهاتف لتجده زوجها بللت شفتيها بطرف لسانها و




 هي تشجع نفسها علي الرد عليه أمسكت بالهاتف بارتجاف و فتحت الاتصال و وضعته علي اذنها لتستمع الي صوته الغاضب يتغلله نبرة معاتبة و هو يقول بحدة : معتفتحيش لية يا شمش 


ابتلعت لعابها بتوتر و هي تقول بارتجاف : اتصبر يا مصطفي مهران خابر انك عتيچي اهناه من وراه 


مصطفي بانفعال و عروق رقبته بارزة و ظهر ما يسمي بعرق الشر بجبهته : و أية يعني مانت مرتي مهياش واصلة دي اني ادخل من الباب جبل الشباك و محدش يجدر يتحدت وياي 


توترت بشدة و ارتجفت يدها و هي تقول بارتباك : هدي حالك يا مصطفي الله يخليك كلها ٣ ايام و هبجي في بيتك 


جملة واحدة هدأته تماماً و شقت ابتسامة عريضة وجه العابس ليتحدث قائلاً بمشاكسة : و انتي رأيك أكده يبجي عنطر ليومها و عكلم اخوكي ده و اجوله خيتك وياي في داري و معيجدرش يبعدني عنيها


ابتسمت بخجل و اصطبغ وجهها بحمرة قانية لتتمتم بخفوت : اتحشم يا مصطفي 


صدحت ضحكته الرجولية عالياً ليرفرف قلبها بسعادة علي صوت نغمة ضحكته المبهجة لقلبها و تغلق الهاتف سريعاً مبتهجة و سعيدة لا يصح لها أن تستمع الي صوت ضحكته كل يوم


***********************************

مرت ثلاث ايام و أكملت هي تجاهله رغم نظراته الغاضبة الحادة كان تحتمي في والدها منه و هي تقيم مع شمس



 بغرفتها و الاعتناء بالسيدة بهية حتي اتي يوم زفاف شمس جميع من بالقصر يعملون علي قدم و ساق تركض زهرة من



 غرفتها الي غرفة شمس لجلب كل شئ تحتاجه شمس التي و أخيراً انتهت من ارتداء فستان الزفاف و زينتها تنفست بتوتر و هي تقف علي باب الغرفة لتنزل إلي الأسفل الي احتفال النساء ..


بالخارج كان يجلس مصطفي بجوار مهران المقطب الحاجبين ينظر إلي الأمام بجمود شقيقته ابنته الصغيرة التي تربت بين يده سوف تزف و تذهب من بين يديه الي بيت رجل آخر ..



 ربت ايوب علي يد مهران التي التفت إليه بانتباه نظر إليه يتساؤل ليهز مهران رأسه بنفي و هو ينحني و يتحدث الي عمه بخفوت حتي لا يستمع إليه مصطفي : كيف عتبعد عنينا شمش يا عمي


ابتسم ايوب و هو يربت علي كتفه قائلاً : كل البناتا عيچيهم يوم و يبعده عن دار ابوها لدار چوزها 


نظر مهران بطرف عينه الي مصطفي الجالسة مبتسم باتساع بغيظ و بقي جامد كما كان يتمني الا تذهب شقيقته ابداً


نظرت إليها أحد النساء بابتسامة عريضة لتبادلها هي ايضا لتنتقل السيدة الي جوارها و هي تقول بفضول : انتي مرت العمدة مش أكده يا خيتي


نظرت إليها زهرة و هي تقول بلامبالاه : اه بس هنطلق 


طرقت السيدة علي صدرها و هي تشهق قائلة بذهول : تطلجوا لية يا خيتي لمدة


ابتسمت زهرة بسماجة الي السيدة و هزت رأسها قائلة : اسباب شخصية 


ذهبت زهرة الي جانب شمس التي وقفت للذهاب الي منزل زوجها احتضنتها زهرة و هي تقول بسعادة : انا هاجي دايما اشوفك يا شمس 


ربتت شمس علي ظهرها و هي تشدد علي احتضانها قائلة : كل يوم يا خيتي


ضحكت زهرة و هي تبتعد عنها تنظر إلي وجهها قائلة : لا مش لدرجة كل يوم يا شمس مصطفي هيطردني 


لتبتسم شمس و تخرج مع زهرة الي بوابة القصر حين استقبلها مهران نظر الي زهرة يشير إليها بعينه الي الداخل جعلت وجهها بضيق و هي تتمتم بسبه و دلفت الي الداخل لتلتفت الي شقيقته و يبتسم بفرحة دني يقبل جبهتها بحب و هو يقول بحنان : خدي بالك علي حالك يا شمش 


هزت شمس رأسها بايجاب و هي تبتسم بهدوء و داخلها يأكلها التوتر ليحتل وجهه الجمود و هو يقول بتحذير : مصطفي لو عملت حاچة تزعلك جوليلي يا خيتي اني هبجي وياكي علي طول 


رفعت يدها تتلمس وجه و هي تبتسم باشراق قائلة بهدوء : ربنا يخليك ليا يا اخوي 


صعد مصطفي الدرج سريعاً و هو يقول بغضب : ده كله عتچيبها 


أزاح مهران عنها و هو يقول بحدة : بعد أكده 


اطلت عليه و كأنها نجمة ساقطة من السماء تلمع علي الارض نظر إليها بانبهار رقيقة هي كنسمات هواء صيفية نظرت إلي



 الأسفل بخجل و قد ارتعد جسدها بتوتر خطي نحوها و كأنه مسحور تقوده قدمه إليها بتلقائية امسك براحتي يدها الصغيرة الباردة يشدد عليهم بين كفه و هو يقول : ما شاء الله 


ترك يدها اليمني و بقي ممسك باليسري انزل علي وجهها الحجاب المرافق للفستان و انزلها معه الي السيارة الذهاب الي



 منزل مصطفي في حين كان مهران يستشيط غضباً دلف الي الداخل بعد انهي الاحتفال و ذهب جميع المدعوين اغلق بوابة



 القصر بقوة ليجد عمته مازالت تجلس بالداخل ليذهب إليها و قد اتته الفرصة ليذهب مرة أخري خلف شقيقته : انتي لساكي أهناه يا عمة اني عوصلك 


لتخجل السيدة حميدة حجابها و تتمركز علي المقعد و هي تقول بابتسامة : لع يا ابن اخوي اني عبيت اهناه لأجل اسيب العرسان علي كيفهم 


صك هو علي أسنانه أكثر حتي كادت أن تتحطم .. ربتت السيدة حميدة علي ظهر زهرة و هي تقول : اطُلعي انتي بجي مع چوزك يا بتي 


التمعت عينه مرة أخري بمكر أتته الفرصة و سيستغلها افضل استغلال ستجبر علي النوم بجواره الليلة لوجود عمته بالقصر و بسرعة و هو يعلم ردة فعل زهرة امسك بيدها يجذبها معه الي الاعلي و هو يقول : اتصبحوا بالخير 


جرها خلفه الي الاعلي و هي تحول بشتي الطرق أن تتخلص من قبضة يده إلا أنه لم يتركها إلا أن أغلق الباب بقفل اعلي الباب لا يمكنها أن تصل له ترك يدها و أخيراً أمسكت بمعصمها



 تفركه و قد أصبح باللون الاحمر القاني من شدة ضغطه لتنظر إليه بغضب و هي تقول بحدة : انت غبي ايدي كان هتتقطع في ايدك 


لوح بيده بعدم اهتمام و هو يتسطح علي الفراش و يطرق علي الفراش بجواره و هو يقول : نامي يا بندرية عشان أجدر اني كمان انام 


تأففت و هي تدب بقدمها بالأرض ليعتدل مرة أخري بجلسته و يخلع حذاءه الجلدي اللامع و ينزع شاله و عمامته لتتقدم منه و تقف أمامه بغضب و هي تقول : انت لية مصمم تحرج نفسك واحدة مش عايزاك لازق كدا لية 


و بلحظة كان يحاوط خصرها يجذبها إليه لتقترب منه بشدة ليحتضنها مسند رأسه علي كتفها و هو يهمس بلا اهتمام لحديثها السابق : اتوحشتك


شعر بجسدها تجمد بين يده و سمع صوت لعابها التي ابتلعته بصعوبة هل قال إنه اشتاق لها هل يصدق في قوله عن حبها انزلت رأسها تنظر إليه بعدم تصديق ليهمس هو مرة أخري بشوق حقيقي : اتوحشتك جوي يا بندرية 


وضعت يدها علي كتفيه تحاول إبعاده عنها لكن ما زاده الا ضغط علي جسدها الهش الضعيف ليحملها ليجلسها علي



 الفراش بجواره و هو مازال يحاوطها يدفن رأسه هذه المرة برقبتها يستنشق رائحتها بعمق و هي جامدة لا تقدر علي إبعاده لأنها تريد قربه و اكثر مما أراد 


**********************************

دلف معها الي الداخل و هي تتحرك بصعوبة و التوتر و الارتباك كان سيد الموقف ارتجف بدنها حين استمعت الي صوت الباب



 يغلق رفعت الحجاب عن رأسها لتنظر الي المنزل و هي تتنفس بهدوء تحاول أن تبدو طبيعية اقترب يقف أمامها و هو يعلم أن



 ابتسامتها مزيفة تخفي خلفها خوفها و قلقها تربية يده ماذا سيفعل يعلم عنها الصغير قبل الكبير روحه ارتوت بوجودها



 بجواره تحت سقف واحد زوجته حلاله دني يقبل وجنتها سريعاً ابتسمت بخجل و هي تضع يدها علي وجنتها منطقة قبلته .. امسك بيدها يأخذها معه الي الاعلي نحو غرفتهم



 وقفت متجمدة تستند علي ذلك الباب المغلق خلفها ما يكاد يقترب حتي تركض مبتعدة عنه قليلاً تنهد بصبر و هو يفتح لها باب المرحاض قائلاً : غيري خلجاتك جوا و اني عغير خلجاتي اهناه 


فتحت خزانة الملابس تسحب اول شئ اتي بيدها و ركضت الي المرحاض تغلقه خلفها .. ابتسم بمكر و هو يخرج الهاتف من جيبه و يقف عند رقم هاتف مهران ضغط عليه بغل و وضعه علي أذنه




_ استمع مهران الي الهاتف ليبتعد أخيراً عن احضان زوجته و هو ينظر إلي المتصل وجد اسم مصطفي يزين شاشة الهاتف ليفتح الاتصال بلهفة و هو يقول بخوف : مصطفي شمش فيها حاچة 


ضحك مصطفي و هو يقول بغيظ شديد كبحه داخله لمدة : شمش مرتي دلوج و امعاي في داري و لوحدينا و معتجدرش تبعدني عنيها دلوج 



اشتعل قلب مهران بحقد علي مصطفي و هو يصك علي أسنانه قائلاً بحدة : بلاها حديت ماسخ و الا اچي اخدها دلوج 


مصطفي باستفزاز زاد من غضب مهران : معتجدرش 


اغلق الهاتف و هو يضحك بشر و هو يمرر يده علي صدره بتشفي و يبدل ملابسه و هو يطلق صفير ذو موسيقي من بين


 شفتيه .. في حين القي مهران الهاتف من يده بغضب إلي وحدة الادراج لتنظر إليه زهرة باستفهام و هي تقول بتساؤل : في أية شمس فيها حاجة 


هز رأسه بنفي و هو يمرر يده علي وجهها حتي يهدئ قائلاً بغيظ : اني عروح اچيب خيتي


كاد أن يقف إلا أنها أمسكت بيده سريعاً تحليه مرة أخري و هي تقول : في أية بس اهدي تجيب اختك فين اختك عروسة و مع عريسها 




قبض مهران علي كف يده و طرق به علي الفراش و هو يقول : متجوليش مع عريسها دي 


لاعبت حاجبيها بمشاكسة و هي تقول بمكر : غيران علي شمس 



تأفف مهران و قد اختنق بشدة ليقول بحدة : إيوة خيتي مع راجل غريب لحالهم و رايداني كيف 


وضعت يدها علي فمها تكبح ضحكتها عليه و هي تقول : طيب اهدي ممكن 


ليقف مهران و هو يقول بإصرار : لع عروح 


لتسرع هي بالوقوف أمام الباب تفرد يدها عليه و هي تمنعه من الخروج قائلة : لا مش هتروح سيبها تفرح بقي يا اخي أية الأنانية دي 


زفر ما بضيق داخل صدره و هو يغمض عينه مستغفراً ربه حتي لا يهدئ بالفعل كيف يكون بهذه الانانية لشقيقته أن تشعر بالفرح و لو قليلاً ليعود الي الفراش يجلس مرة أخري و هو مقفهر الوجه غاضب 


_ نظر الي الهاتف ليري كم أصبحت الساعة و هو يتأفف لقد تأخرت بالمرحاض كثيراً ليقف و يتقدم من المرحاض يطرق عليه و هو يقول بضيق : انتي غفيتي جوا و لا اي يا شمش 


تنحنحت هي و هي تقول : دجيجة يا مصطفي


تنهد و هو يبتعد عن الباب قليلاً لتخرج هو بعباءة سمراء مخصصة للخروج واسعة فضفاضة طويلة للغاية اغمض عينه و هو يهز رأسه قائلاً بذهول : أية ده يا شمش 


امسكت بالعباءة و هي تنظر إليه ببراءة : دي اللي طلعت في يدي حلوة جوي يا مصطفى مش أكده 


لطم خده بخفة و حركة كوميدية و هو يقول بحسرة : اكده جوي 


لتضحك هي علي مظهره المضحك واضعة يدها علي فمها التفتت الي وحدة الادراج تمسك بفرشاه الشعر و تمشط خصلات شعرها توضب به لتستعد للنوم ليجلس هو يضع قدمه أسفله علي الفراش و يضع يده أسفل ذقنه ينتظرها حتي



 تنتهي ..تأفف بملل لقد مر وقت طويل و هي تفك بشعرها و تفعله من البداية ليرن هاتفه امسك به ليجده مهران ابتسم بخبث و هو يفتح الاتصال يضعه علي أذنه قائلاً : خير يا خال عيالي 


استمع مصطفي إليه لينتفض هو واقفاً عن الفراش و قد تبدلت ملامحه الي الغضب و هو يقول بحدة : كيف .. دجيجة واحدة و عاچيك 


اغلق الهاتف يضعه بجيب بنطاله المنزلي نظرت إليه شمس بخوف و هي تسأل بقلق : في أية يا مصطفي 


نفي برأسه و هو يقول : مفيش حاچة يا شمش نامي انتي مشكلة و عاچي 


فتح باب الغرفة و كاد أن يخرج ليلتفت إليها مرة أخري و هو يقول : خلي اخوكي يرتاح دلوج عيبص في الليلة من اللاول و اني خابر


**********************************

تلقي اتصال من أحد رجاله فتح الاتصال و وضع الهاتف علي اذنه و هو يقول بهدوء : خير


ليصدح صوت الرجل بزعر قائلاً : الحجنا (الحقنا) يا مهران بيه حمدان بيه هرب و لجينا الحارس مجتول 


وقف مهران علي الفراش و الغضب احتل ملامحه و صاح بغضب الي الطرف الاخر : كيف يعني هرب و الراچل ده اتجتل .. اتكتم معايزش اسمع حسك اني چاي دلوج 


اغلق الهاتف و هو يشد علي خصلات شعره بعصبية تقدمت منه لمست أناملها الرقيقة ذراعه المشدود بغضب و هي تقول : في أية يا مهران انت كل شوية بتقلقني 


نظر إليها مهران يرتب خصلات شعرها الي الخلف حتي لا تتوتر أكثر من ذلك و قد أصبح وجهها شاحب و تغير لونه الي الباهت ليقول : حمدان هرب من الغفر و جتل الغفير اللي عيحرسه


شهقت واضعة يدها علي فمها و قد انتفضت بزعر و هي تقول بصدمة : أية .. بتقول أية يا مهران .. هرب و قتل


لم يطل مهران بالحديث و هو يقول بإيجاز : اني عروح اشوفهم و ارچع متجلجيش 


هزت رأسها بايجاب و هي تقول : ماشي .. يارب تلاقيه قبل ما يهرب 


امسك هاتفه مرة أخري و هو يفتح الباب قائلاً : عجول لمصطفى يحصلني علي اهناك


اغلق الباب خلفه بعد أن خرج و جلست هي علي الفراش و قد أدمعت عينها تأثراً بمقتل هذا الغفير


**********************************

وصل إلي المكان الموجود به حمدان ليجد الرجال يقفون هناك و معهم مصطفى دلف الي الداخل ليجد الدماء تغطي الأرض و جثة ذلك الرجل ملقاه تغطيها شرشف ابيض يغطيه الدماء



 جثي أمام الجثة و ازال ذلك الشرشف ليغمض عينه بأسي و هو يجد مظهر مأسوي لرجل ممزق بسكين زمجر بغضب و هو يغطي الرجل مرة أخري و يقف بغضب ينظر إلي هؤلاء



 الحراس بحدة و نظرات مشتعلة بعصبية شديدة تقدم منه مصطفي و أمسك به حتي لا يتصرف بغضب و وقتها سيكونوا جميعهم مقتولين همس له بتعقل : ملهومش صالح يا مهران هدي حالك 


تنفس بعمق و ادخل الي رئتيه الهواء قبل أن يختنق ليشيح مصطفي بيده و هو يصرخ بهم : واجفين أكدة لية وراه


ركض الجميع مستغلين فرصة الهروب من أمام سيدهم تركه مصطفي ليشير الي الرجل الملقي علي الارض فاقد للحياة : عنعمل أية يا مهران 


تنهد مهران بصوت عالي و هو يقول بنبرة قوية : عنعمل اللي لازماً يتعمل


بحث الرجال عنه بكل مكان و لم يجده أي أحد .. في حين كان يقف ملثم خلف احدي الاشجار الكبيرة و بيده وعاء بلاستيكي كبير عينه الحادة تدل عليه هو حمدان نظراته المليئة بالحقد و



 الكراهية تنبأ عنه ابعد ذلك الشال عن وجهه ليظهر حمدان يصك علي أسنانه و هو يقول : هدفعكوا التمن غالي جوي 


ليسير بالأرض و هو يلقي (البنزين) الموجود بالوعاء البلاستيكي انتهي منها و القي الوعاء بعيداً و اخرج قداحة من جيبه و أشعلها و ألقاها علي الارض الزراعية و محصول القمح



 و بدأ بالاشتعال أمام عينه ليضحك بجنون و قد بدأت الأرض بالاحراق كاملة أمام عينه  ليركض هو مبتعداً عنها ليخرج الي الطريق العام حين استمع الي صياح الناس بالقرب 


_ صياح و هرج و مرج و الجميع يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه لكن قد أكلت النار كل شئ الماء لم تفعل أي شئ و لم تنقذ اي



 شئ .. بقي مهران ينظر إلي اشتعال الارض أمامه بحسرة و بهوت قضي طفولته بهذه الارض و ها هو قضي علي اخر ذكري



 كما قضي علي طفولته اللعنة علي اب مثل هذا .. و أخيراً انطفئت النيران و جلس مهران بالأرض علي رماد الحريق و هو سارح غائب في دنياه القديم و التي اصبحت رماد امام عينه .



. ظل جالس بالأرض و معه مصطفي لا يتحدثان فقط الشرود سيد الموقف حتي سمع صوت هاتفه يصدح بإذنه أخرج الهاتف ليجده عمه تنحنح و هو يحاول أن يبدو طبيعياً : إيوة يا عمي 


استمع الي عمه حتي اتسعت عينه بصدمة و ذهول حتي صك علي أسنانه بغضب و هو يقول بغضب مكتوم : عريس لمرتي 


ليهب واقفاً و معه مصطفي الذي تسأل بقلق : في أية يا مهران 


التفت إليه مهران ليضغط علي كف يده و يطرق بها علي الشجرة و هو يقول : في عريس چاي يتچوز زهرة .. مرتي 

                  الفصل السابع عشر من هنا


لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-