رواية عطارة جدو
الفصل الاول والثاني
بقلم اسماء ايهاب
كانت هذا الكلمات اخر ما نطق بها القارئ الشيخ في عزاء السيد روؤف بدران لينتهي العزاء و يقف الاربع اخوة بجوار بعضهم البعض يتلقون العزاء و كلمات المعزئين (البقاء لله | شيد حيلك | البقية في حياتك )
ليتقدم منهم محامي الجد و هو شاب في الخامسة و الثلاثون من عمره
المحامي : البفاء لله يا جماعة روؤف بية موصيني بعد العزا علي طول افتح الوصية
عصام الابن الاكبر : اتفضل معانا يا متر
ليتجمع الجميع في احد اكبر منازل عائلة بدران يجلس المحامي علي رأس الطاولة و مجتمعون حوله ابناء و احفاد روؤف بدران ليستمعوا الي الوصية التي كتبها روؤف جد هذا العائلة
عصام الابن الاكبر لروؤف : اتفضل يا متر كلنا موجودين
المحامي و هو يفتح الظرف الموجود بها الوصية : حاضر
ليقرأ المحامي الوصية بصوت عالي نسبياً : "" في الوقت اللي هتكونوا بتسمعوا الوصية هكون في قبري يمكن مكنتش و
نعمة الاب و مقدرتش اجمعكوا و يمكن اخواتكوا ميعرفوش اسماء ولادكوا و لا هم يعرفوا شكلكوا بعد ما كبرتوا وصيتي ليكوا هتخدوا الميراث بالتساوي لكن بشروط اول شرط انكوا
هتقعدوا في البيت القديم لمدة سنة كاملة الشرط التاني ان كل ولد من ولادي ابنه او بنته الكبار هيمسكوا محل العطارة بتاعي و يديروا يعني مالك و سراج و كارمن و ليان هيمسكوا محل
العطارة و لو شروطي متنفذتش كل الميراث هيروح للجمعيات الخيرية و ملائج الايتام و لو حد مشي و ساب اخواته ملوش عندي و لا مليم المحامي هيكون معاكوا لحظة بلحظة هتدعولي بعدين صدقوني خليكوا ايد واحدة ""
هب مالك واقفاً بعصبيته المعتادة و هو يقول بغضب : يعني اية اية الجنان دا يعني نسيب شغلنا و حالنا و نووح (نروح) محل عطاوة (عطارة) موكون (مركون) من سنين واقف نشغلوا و كل دا لية يعني
ماهر : عشان فلوسنا يابن عصام
صابر : و البنات هتروح لتشتغل في محل العطارة ازاي انا بنتي هتشتغل في محل عطارة ازاي
كارمن و سراج بنفس الوقت : انا موافق /ة
ليان بتقزز و هي تحمل قطتها (جيسكا) : No No No لا انا مستحيل ادخل محل الجزارة دي نو واي
عصام : عطارة مش جزاره
ليان : وات ايڤر يا بابي لكن انا مش ممكن اكون هناك
المحامي : يا جماعة اهدوا هضيعوا علي نفسكوا ثروة بدران بية
ماهر بهدوء : اظن المحامي عنده حق يا جماعة
وقف عصام بصرامة للجميع : احنا هنعيش هنا السنة و الولاد هيستلموا محل العطارة و مش عايزة كلمة في الموضوع دا الكل يجهز نفسه
اخذ كل فرد من اولاد روؤف عائلته و ذهبوا ليجهزوا اشياءهم للانتقال الي منزل جدهم القديم
*****************
في منزل عصام
عصام : جهزي كل حاجة يا سامية هنقعد هناك سنة
سامية و هي تجلس بجواره : انت موافق علي الوصية دي
عصام : لا طبعا نسيب اشغالنا سنة لية مش عارف ابويا عمل كدا لية
سامية بخبث : طب ما احنا نقدر نطعن في الوصية دي
عصام باستغراب : ازاي !؟
سامية : نرفع قضية طعن و السبب ان عمي الله يرحمه كانت اثرت عليه الشيخوخة و حالته العقلية مكنتش مستقرة
انتفض عصام كالملسوع : انتي اتهبلتي يا سامية عايزاني اقول علي ابويا مجنون
سامية : يا حبيبي اللي عمله دا توصفه باية
عصام بغضب و هو يمسك رسغها بقوة : اياكي اسمعك بتقولي الكلام دا تاني يا سامية لو سمعت كلمة واحدة بس منه هتكوني طالق انتي فاااهمة
سامية بآلم : ااااااه حاضر خلاص حاضر
ليزجها عصام و يذهب من امامها بغضب ليمر من جانب غرفة مالك ليسمعه هو و اخوته يتحدثون
مالك : انتي فوحانة (فرحانة) اوي كدا لية يا مكة مش فاهم
مازن هو الاخر : يا بني الاماكن دي جديدة علينا مفيش جديد هنا
مكة : و كمان هيبقالنا عيلة يا مالك و هنتلم مع بعض
مالك : يعني انتو مبسوطين
مكة و هي تحتضن شقيقها : ايوة مبسوطين جدا يا مالك
ليضمها مالك اليه و هو يقول : طالما مبسوطين انا كمان هبقي مبسوط
ليتركهم والدهم و هو يبتسم علي ابنه الكبير و حنانه علي اخوته
***************************
اما في منزل سعيد يجلس حزينا متاثرا بفراق والده لتراه زوجته التي كانت تعد حقائبهم لتتنهد و هي تترك الحقائب و يفول و هي تربت علي راسه كانها تحدث ابنها الصغير : الله يرحمه يا سعيد ادعيله
سعيد بتاثر: الله يرحمه يا فاتن انا بس كل اللي حازز في نفسي اني مشوفتوش قبل ما يموت و كنا سيبينه كلنا من بعد موت امي
فاتن بحنان : معلش يا حبيبي معلش الله يرحمه و يسامحكوا
سعيد : يارب يا فاتن يارب
**************************
اما في منزل ماهر فهو يمسك بصورة زوجته الراحلة رحمها الله و يبكي بدون صوت حتي لا يفزع طفلته الحبيبة ليجدها تضع يدها علي كتفه و تربت عليه و
تقول بحزن : بردو بتعيط يا بابا
ماهر بدموع غزيرة بعينه : وحشتني اوي متعودتش علي فراقها المدة الكبيرة اوي دي
لتتحدث كارمن الي والدها و هي تحاول ان تخفي حزنها : الله يرحمها يا بابا هي في مكان احسن من هنا دلوقتي
ماهر و هو يحتضنها : ربنا يرحمها برحمته
كان لا يعرف تاثير دموعه علي صغيرته فهي لا يوجد لديها سواه كارمن : ربنا يخليك ليا يا بابا و ميحرمنيش منك ابدا
****************************
كانت تتحدث مع شقيقتها الصغير و والدتها فيديو عبر احد مواقع التواصل الاجتماعي ليان : والله يا مامي هنروح نعيش هناك و ال اية هقف في محل جزارة
والدها من خلفها : عطارة
ليان : بابي لوسمحت تعالي
ليتقدم منها والدها و يربت علي شعرها و هو يري ابنته الاخري و زوجته علي شاشة
صابر : لمياء جاسمين تخلص امتحانات و تيجي انتي و هي احنا هنقعد سنة هنا
جاسمين : لا بقي يا بابي انا هفضل هنا
صابر : جاسمين مش عايز اعتراض
جاسمين بضيق : اوكي بابي
********************************************************
و في اليوم التالي اجتمع الجميع في ردهة المنزل و معهم المحامي
مالك بعصبية : ازاي يعني يا بابا هنسيب اشغالنا و حالنا و نمسك محل العطاوة (العطارة) حضوتك (حضرتك)موافق
عصام بحزم : انت و ولاد عمك هتستلمه المحل و احنا هنشوف نشغلنا و متخافش انا هبقي في الشركة
المحامي : روؤف بية غير في البيت الاربع ادوار اللي فوق للنوم بس اللي تحت معيشة و الحمامات و المطبخ و المكان اللي روؤف بية كان بيحضر الوصفات فيه
ماهربهمس لابنته : كارمن انتي متاكدة انك هتعرفي تتعاملي في المحل مع ولاد عمك
كارمن بابتسامة ممتنة لوالدها : ان شاء الله يا بابا هقدر
المحامي و هو يقف : طيب يا جماعة انا هاخد الشباب و البنات للمحل و دايما هبقي علي تواصل معاكوا ...يلا يا جماعة
ليذهب مالك و سراج و كارمن و ليان مع المحامي الي محل العطارة في احد الاحياء الشعبية لينزل سراج و المحامي من السيارة اولا ثم البنات و اخيرا مالك بغروره المعتاد رافعا راسه لاعلي شامخ ليجد مياه تسقط فوقه تغرقه و ينفجر الجميع بالضحك
مالك بشهقة من المياه التي اغرقته و اغرقت ملابسه ثم يرفع راسه ليجد سيدة كبيرة في السن الي حد ما
السيدة : لامؤاخذة يا بني اسفة
مالك بعصبية : اسفة اية اعمل اية انا دلوقتي باسفك انا هدومي اتبهدلت
السيدة : معلش يابني ماخدتش بالي انا زي امك بردو
ليزفر مالك باختناق : ماشي يا حاجة
ثم نظر الي ابناء اعمامه بتوعد و قال : و انتوا بتضحكوا ماشي اهي سنة و نخلص من الاوف (القرف) دا
المحامي و هو يكتم ضحكاته ثم يفتح قفل المحل و يفتح الباب :. اتفضلوا
ليان باشمئزاز : OMG اية القرف دا دا مليان تراب
المحامي : ماهي دا كمان مهمتكوا
مالك بغضب : كمان هنضف كوم الزبالة دا
المحامي : انا كدا مهمتي خلصت معاكوا يومين كدا و هاجي المحل اشوف اخر التطورات
ليخرج مالك الهاتف بضيق و
مالك : هاتلي هدوم و تعالي علي اللوكيشن اللي هبعتهولك يا مازن
مازن : حاضر
سراج بهدوء : طيب يا جماعة انا هطلع اشوف فوق في اية و هنزل
كارمن : ماشي
مالك : طيب اسميكوا عشان نسيت
سراج : انا سراج
كارمن بهدوء : و انا كارمن
مالك بضيق : انتوا الاتنين بحوف (بحرف) الويا (الراء)
ليان : و انا ليان مش بالراء
مالك : ماشي
بدأوا في استكشاف المكان اولا و جاء مازن بالملابس لمالك و ابدل مالك ملابسه بمكان بالمحل يسمي (سندرا)و ساعدهم مازن في التنظيف
مازن بتعب و هو يجلس : لا بقي انا جعان
ليان : و انا كمان
سراج : و انا بردو
ثم اردف لمالك و كارمن : مش جعانين
مالك و كارمن بنفس الوقت : لا
نظر كلا منهم الي الاخر ثم التفتوا الي سراج
ليان : لا هتاكلوا معانا كلنا هناكل مع بعض و بعدين نخلص عشان اروح لجيسكا
سراج : جيسكا مين
ليان : قطتي
مالك : خلاص مازن يووح (يروح)
مازن : لا حد يجي معايا
ليان : انا هاجي معاك
مازن : ماشي يلا
بعد نصف ساعة اتي مازن بالطعام و جلسوا جميعا علي الارض و بداوا في تناول الطعام و لاول مرة كارمن تجلس وسط جماعة من الناس دائما حياتها مقتصرة علي والدها فقط
سراج بهدوئه المعتاد : طيب يلا نروح و بعدين بكرا نجيب حاجات للمحل انا و مالك و نرسها مع بعض
مالك بغرور : ممكن نجيب حد يشتوي(يشتري) الحاجات و يوسها (يرسها)انا مووحش (مروحش )اشتوي(اشتري) و اوس (ارس)
سراج بعقلانية : ممكن المحامي يكون مراقينا يشوفنا هنعمل اية
ليوافق الجميع سراج و يذهبوا الي المنزل و يحاول التاقلم علي الوضع الجديد
**********************************
في صباح اليوم التالي ذهب الجميع الي المحل و جلست كارمن و ليان ينتظرون مالك و سراج حتي ياتون بالاشياء
ليان : هما اتاخروا كدا لية
كارمن : زمانهم جايين
ليان و هي تشير سراج الحامل لبعض صناديق فوق بعض : اهم جم اهم
لتقف كارمن و تلتقط صندق من سراج و تعاونه في وضعهم علي الارض و تعطي ظهرها لمالك و بدون قصد يضرب مالك ظهر كارمن لتطلق بصرخة مكتومة قبل ان ترتمي بين ذراعي سراج
سراج و هو يوقفها : انتي كويسة
كارمن : الحمد لله
مالك : انتي عامية مش تخلي بالك و لا هي اي تلزيق و خلاص
لم ترد كارمن من الصدمة ليرد عوضا عنها سراج : هي كانت بضهرها انت اللي المفروض تخلي بالك مش هي
مالك : خلصت يا حضرت المحامي
ليان : خلاص بقي خلينا نخلص
بعد ان انهوا جميع الترتيبات بالمحل و صار مثل ما كان في زمانه
ليان بانبهار : وااااو احنا اللي عملنا كدا
سراج : فعلا المحل بقي جميل جدا
لتفتح كارمن درج المكتب لتجد جواب من الجد
كارمن : دا جواب من جدو
سراج : اقرأيه
كارمن : ولاد ولادي حبايبي بيقوله اعز من الولد ولد الولد و انتوا اغلي عندي من حياتي انا كنت بشوفكوا علي طول بس ولا حد فيكوا شافني طبعا مضايقين من اللي عملته دا و كل
واحد في دماغه حاجة شكل بس انا عملت دا كله لمصلحتكم مالك اكبر واحد فيكم راجل نفس شخصية ابوه و هو صغير خلي بالك من ولاد عمك و بطل عصبيتك و اوعي تتكبر عليهم
دول في رقبتك بما انك الكبير سراج العاقل متخليش حد فيهم يتهور اقفوا جنب بعض دايما خلوني افتخر بيكوا يا ولاد ياريت متزعلوش مني بعد كدا اه في ورقة في البيت فيها كل الوصفات البنات تنفذها
انتهت كارمن من القراء و قالت بحزن : الله يرحمك يا جدو
الجميع : يارب
سراج : طيب يلا نروح بقي عشان بكرا اول يوم شغل هنا و اكيد هيبقي متعب
الجميع : يلا
ذهب الجميع الي المنزل وجدوا
الفصل الثاني
دلف الجميع الي المنزل ليجدوا مكة تبكي و بجوارها شادي (شقيق سراج) و والدتها امامها توبخهم و عندما رات مكة اخاها الاكبر ركضت تحتضنه و تبكي
مالك و هو يربت علي شعر مكة : مالك يا مكة فيكي اية
مكة ببكاء : ماما بتزعقلي جامد و كمان بتزعق لشادي
مالك : لية و مين شادي
مكة : شادي ابن عمو سعيد القطة اللي هنا دي خربشتني جامد و هو دكتور صيدلي و كان بيعقملي الجرح و يلفهولي و قاعدنا نتكلم و ماما جت و قعدت تزعقلي عشان قعدت معاه
مالك : لية كدا يا ماما مش تشوفيها الاول فيها اية واديها ملفوقة لية
سامية بقسوة : اطلعي اوضتك يا مكة و انت يا استاذ بتعتبني بدل ما تزعق لاختك انها قاعدة مع حد غريب
شادي بادب : يا طنط دي بنت عمي و المفروض اننا هنعيش في بيت واحد لازم كلنا نبقي عارفين بعض
سامية : انت متدخلش بيني و بين ولادي فاهم بلا ابن عمهم بلا بتاع
عصام من خلفها و قد جاء للتو من العمل : سااااامية
التفتت سامية له لتجده يتقدم منها بعصبية
عصام بغضب : ولاد اخواته ميتعاملوش بالطريقة دي
ثم التفت الي ابنته وجدها تبكي و يدها ملفوفة بشاش ليذهب لها بلهفة و يأخذها باحضانه
عصام بخوف : مالك يا مكة
مكة : القطة خربشتني جامد يا بابا
عصام : معلش يا حبيبتي طب تعالي نروح لدكتور
مكة : لا يا بابا شادي ابن عمو سعيد عالجهالي
ليذهب عصام الي شادي و يربت علي كتفه بامتنان ليبتسم له شادي ببشاشة ليأخذ عصام سامية من يدها بشدة الي الاعلي
مالك : شكواً (شكراّ) يا شادي
شادي : علي اية دا واجبي
ليأخذ سراج اخاه شادي و يصعد و تأخذ ليان قطتها و تصعد
لتقف كارمن امام مالك و تنظر له
مالك : مالك انتي كمان
كارمن : انت حنين اوي مع اخواتك يا مالك
مالك : مليش غيوهم (غيرهم)
كارمن : و انا مليش غير بابا كان نفسي يبقالي اخ حنين كدا اوي بجد يابختهم بيك
ثم تتركه و تصعد الي الاعلي حيث الطابق الثالث منتظر والدها ان يأتي من العمل
لينظر مالك في اثرها و هو متعجب من كم الحزن المكنون بداخل تلك الفتاه
***************************
عصام و هو يدخل سامية داخل الغرفة بقوة ثم يغلق الباب و يلتفت اليه
عصام بغضب : كام مرة قولتلك بلاش تعاملي مكة بالطريقة دي
سامية بنرفزة : عاملتها ازاي يعني
عصام و هو يمسك ذراعها : انتي شكلك بدأتي تخرفي دا انتي حتي مشوفتيش ايديها
سامية : ما هي كانت قدامك زي الفل اهي هعملها اية اكتر من كدا يعني
عصام : سامية مش معني ان مكة مش بنتك تبهدليها كدا الا مكة و قولتلك تاني مكة خط احمر
سامية و هي تنفض يده : من الاخر كدا مش مجبورة اعملها حلو علي طول عشان ست الحسن و الجمال متحسش و بعدين انت محسسني انها بنتك كدا لية
عصام : انتي اية معندكيش قلب
سامية و هي تخرج من الغرفة و تقول بلا مبالاه : لا معنديش
ليتنهد عصام بتعب و يشرع في تبديل ملابسه
***************************
في غرفة ليان تقف ليان امام قطتها و كأنها طفلتها الصغيرة التي توبخة : كدا يا جيسكا تخربشي مكة من امتي و انتي بتخربشي حد جيه جنبك انتي هتتعقبي مش هتخرجي معايا تاني و لا هتخرجي من الاوضة يومين
لتجد القطة لتدلي اذنها باعتذار
ليان : نو نو نو لا يمكن اصدق انك بريئة تاني زعلانة منك
لتذهب لها القطة و تتمسح في قدمها بلطف لتحملها ليان بهي لا تتحمل تلك الحركة البريئة من قطتها
من يري تلك الفتاه يجزم انها مجنونة تتحدث مع قطة ما هذا الجنون لكن هذه القطة صديقتها الوحيدة المخلصة لها
**************************
في اليوم التالي تجميع الجميع علي السفرة لتناول طعام الفطور الذي اعدته فاتن وحدها
سعيد : انتي اللي عملاه كله لوحدك
فاتن : فيها اية يا سعيد يعني عادي و بعديم مش لوحدي ولا حاجة كارمن ساعدتني شكلها شاطرة جدا في المطبخ
لتأتي كارمن بالخبز و تضعه علي الطاولة و تقول بهدوء : صباح الخير
الجميع الا سامية : صباح النور
ماهر : تعالي يا حبيبتي اقعدي
جلست كارمن بجوار اباها و شرع الجميع في الطعام
مالك و هي يقف : الحمد لله شبعت هسبقوا و تعالوا مع سواج (سراج)
سراج : استني احنا جايين معاك اهو
ليان : انا خلاص خلصت
كارمن بهدوء : و انا كمان
عصام وهو يقوم : و احنا جايين معاكوا نشوف عملته اية
قام الجميع ليذهبوا ليهمس عصام لسامية : خلي عندك دم و ساعدي فاتن
سامية : اووووف حاضر
عصام : متتأففيش و عدي ايامك علي خير يا سامية
سامية : مخلاص يا عصام
***************************
وقف الجميع في محل العطارة
عصام : لا حلو عملته شغل جامد يا شباب
سعيد : فعلا عندك حق المحل بقي زي ما الحاج كان عايش
صابر : مبروك يا ولاد
الجميع : الله يبارك فيكوا
ماهر : طيب يلا بقي علي شغلنا و نسيبهم يشوفوا شغلهم
عصام : اه فعلا يلا نمشي
ذهب الاباء و تركه الابناء بالمحل جالسين منتظرين ارزاقهم
لتدلف سيدة الي المحل و تكون في استقبالها كارمن
كارمن : اي خدمة يا طنط
السيدة : يا حبيبتي يا بنتي الحوجة تعمل اكتر من كدا
كارمن : حوجة اية يا طنط مش فاهمة حضرتك
السيدة : بصي يا حبيبتي مهما كانت الدنيا مضايقة عليكي متشتغليش في محل شغل رجالة يا حبيبتي دا هيضيقك و دا هيضيقك
كارمن باحراج : لا دول ولاد عمي يا طنط
السيدة : اسم النبي حرسك و صاينك يا حبيبتي
خرجت السيدة بعد ان اخذت اشياءها و رحلت
سراج : واضع ان المواقف دي هتتكرر كتير
مالك : ايوة
كارمن و هي تجلس : انا مش عارفة هنفضل كدا ازاي انا معرفش اتعامل مع ناس كتير
ليان : اتعودي يا كارمن
اومأت لها كارمن و هي تنظر بطرف اعينها لمالك و لا تدري لماذا
***************************
وصل المحامي الي محل العطارة يحول ببصره في انحاء المكان ليهز راسه برضا ليجد ملاك تجلس و تقرأ احد الكتب و هو طبعا يعرفها انها كارمن
ترفع رأسها هن الكتاب حين احست باحد داخل المحل لتجده محامي جدها رحمه الله لتقف و تقول بابتسامة بشوشة : اهلا و سهلا يا متر اتفضل
المحامي بابتسامة : امال فين الباقي
كارمن : ليان و سراج راحه يشتروا اكل و حاجات للمحل و مالك فوق في السندرا
المحامي و هو يجلس : طيب كويس اية رايك بقي الشغل هنا
كارمن : و الله يا استاذ .....
المحامي : حاتم
كارمن بابتسامة : و الله يا استاذ حاتم انا متعودتش اكون في مكان زي دا كل حاجة جديدة عليا
حاتم : تعرفي ان جدك كلمني عنك كتير
كارمن بفضول : بس قالك اية
حاتم : قالي انك رقيقة و حساسة جدا و انك انطباعك عن الدنيا قليل و تقريبا معدوم
كارمن بحزن : فعلا يمكن جده عمل كدا عشان مصلحتنا كلنا اكيد الله يرحمة كان ادري
حاتم : اكيد
نزل مالك من الاعلي و هو يحمل احد الصناديق الثقيلة
مالك : اهلا يا متو (متر)
حاتم : اهلا بيك يا مالك بية
مالك بعد ان ترك الصناديق و صافحه : طبعا جاي تعاين المحل
حاتم : دا المفروض بس بصراحة نسيت و انا بتكلم مع كارمن
مالك و هو ينظر الي كارمن الخجلة : بجد
حاتم : طبعا ممكن اعاين المحل بقي و فوق كمان
مالك و هو يشير له : اتفضل
*******************
مرت الايام بتوالي روتينية عادي من المحل الي المنزل و الخناقات المتتالية من سامية و غضبها علي مكة الكثير الذي بدا ملحوظ اليوم ليان بالجامعة و سراج مع والدته عند الطبيب
ليدخل المحل رجل في الاربعين من عمره و طلب بعض الاعشاب و التوالب شرعت كارمن في تلبية طلبه و بعد ان انتهت
كارمن : كدا 45 جنية
ليمد الرجل يده بالمال لتمد يدها لتأخده ليمسك الرجل يدها
كارمن بشهفة : انت بتعمل اية
لينظر مالك ليجد الرجل يمسك بيد كارمن
الرجل : انتي هتتبلي عليا يا بت انتي ولا اية
كارمن : اتبلي عليك اية انت مسكت ايدي
الرجل : مانتي لو اهلك ربوكي وامك علمتك الصح من الغلط مكنتش عملتي كدا
ليخرج مالك عن صمته و يذهب للرجل و يقف امامه و يعدل من هندمت الرجل ثم و بدون سابق انذار يلكمه لكمة اطرحته الارض
مالك بغضب : بوا (برا)و مشوفش وشك تاني في المحل و كويس انك لسة عايش بعد ما اتخطيت حدود مع عرض عيلة بدوان (بدران)
ليخرج الرجل سريعا ليلتفت الي كارمن ليجدها تبكي و هي تصعد الي (السندرا) ليصعد خلفها
جلست علي ارضية المحل و هي تبكي
مالك : احم خلاص يا كاومن (كارمن) متعيطيش
كارمن ببكاء : ممكن يكون عنده حق يا مالك انا عيشت طول العمر من غير ام ولا حد جنبي غير بابا
مالك : تعوفي (تعرفي) وغم (رغم) ان امي عايشة بس علي طول مش بتعامل مع بعض زي اي ام و ابنها
كارمن ببحة بكاء : لية
مالك : لما تلاقي امك قاسية علي اختك حبيبتك عموك (عمرك) مهتتعاملي معاها عادي
كارمن : و هي لية بتعامل مكة كدا
مالك بتنهيدة : مش عاوف (عارف)
لتتأمله كارمن قليلا ثم قالت : و انت بتعاملني كدا لية
مالك بتساؤل : كدا ازاي
كارمن : مش بطيقني
مالك : لا يعني مش حكاية مش طايقك لكن انا كدا مش بتعود علي حد بسوعة (بسرعة) زيكوا
كادت ان تتحدث الا ان وجده صوت ليان تنادي لتنزل لها كارمن سريعا لكن اوقفها قليلا جملة مالك : هعملك شوية حوكات (حركات) دفاع عن النفس
***********************
في المنزل مدد سراج فاتن علي الفراش و غطاها و قبل جبهتها و اغلق النور و الباب و خرج الي المحل
سراج لشادي : الحمد لله نامت السكر كان عالي جدا
شادي : الحمد لله انها بخير
سراج : طيب ان ماشي بقي
شادي : مع السلامة
مكة : شادي شادي
شادي و هو يلتفت لها : ازيك يا مكة
مكة : كويسة ازي طنط فاتن
شادي : الحمد لله احسن
مكة : الحمد لله انا قولت اقولك الف سلامة عليها
شادي : الله يسلمك يا مكة شكرا بجد
مكة : طنط فاتن طويبة خالص و انا حبيتها تاني
شادي بابتسامة : و هي كمان بتحبك
مكة : طيب انا هنزل بقي سلام
شادي : سلام
في الليل حيث الموعد المتفق عليه مع مالك ليعلمها بعض الفنون القتالية
لتدخل كارمن الغرفة الموجودة بالحديقة : مالك انت هنا ولا اية
لتجد من يضرب اصابعه علي كتفها لتلتفت لتجده مالك
كارمن : افتكرتك نسيت
مالك : لا منسيتش استعدي
وقفت امامه و هو واقف ببرود رفعت قدمها لتركله ليمسك بقدمها و يختل توازنها و تسقط
كارمن بتألم : اااااه
لتضع قمها حول قدمه و تجذبها ليسقط غير متوقع حركاتها
مالك : اية يا حيوانة دا انا اللي بدوبك (بدربك)
كارمن : انت بتضربني مش بتدربني
مالك و هو يقف : تمام نبدأ من جديد
