نبدأ بسم الله
البارت الخامس والسادس
رواية #حياة_احيت_لي_قلبي
بقلم آية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
احمرت وجنتى حياة دليل على غضبها من هذا الوقح ... كيف له ان يهينها هكذا ... من يظن نفسه هذا الابله .
اقتربت منه مردفة وهى تربع ذراعيها امام صدرها وتضيق عيناها بتساؤل عجيب _ مالها البنت اللى من الميتم يا عمران بيه ممكن اعرف ؟
نظر داخل عيناها يردف يهدوء ضاغطاً على احرفه _ مش مؤهلة انها تربي اطفال .
آلمتها كلماته القاسية ... ايحاسبها على ذنب اقترفه ابوان عديمان شرف ونخوة ...
اقتربت منه خطوة اخرى حتى وقفت امام وجهه ناطقة بكبرياء _ لو كنت حضرتك قدمت ساعتين كنت هتسمع ضحكة ابنك مالية المكان ... ابنك مش محتاج دراسات عليا علشان نفهمه ... ابنك محتاج حنان ودفئ مش موجودين عندك ..
التفتت الى عمها يوسف الذى يقف معجب بها مردفة باستئذان _ عن اذنكوا يا عمى انا هطلع اشوف رحيم .
غادرت وتركت ذلك الغاضب من نفسه قبلها فهو لم يستطيع الرد عليها بما يناسبها ...
اقترب منه والده يقول بتحذير _ تانى مرة تاخد بالك من كلامك كويس ... حياة بنت محترمة وجدعة وحنينة وانا عندى ثقة ان هى اللى هتراعي ابنك اللى انت ناسيه ... واللى انا عملت المستحيل علشان ميبعدش عن حضنك ويروح يعيش عند اهل امه ... وهما قدروك لانهم بيحبوك وسابوه يعيش معاك ... بس انت اهملته وبتنجرف لطريق جديد عليك ... حياة محدش هيزعلها يا عمران ... ماشى ؟
نظر لوالده بتعجب لثوانى ثم اندفع للداخل ومنه الى جناحه صافعاً الباب خلفه بعنف وغضب ..
تنهدت ثريا مردفة _ لامتى يا يوسف ... عمران اتغير اوى .... بس البت حياة طلعت جدعة وردت عليه ..
ابتسم يوسف على ذكرها مردفاً بشرود _ اومال انا اخترتها ليه يا ثريا .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى غرفة الصغير صعدت حياة ودلفتها واغلقت على نفسها وسمحت لدموعها بالسقوط ... فهى لن تسقطها امام تلك الفظ ... كلماته كانت مؤلمة نزلت على قلبها كالحجارة .
ارتمت فى احد اركان الغرفة تبكى بصمت ... ما ذنبها فى تلك الحياة ... هل هى من اختارت تلك المصير ... لقد كبرت وجدت نفسها داخل دار رعاية وهى لا تمّت للرعاية بصلة لا من قريب ولا من بعيد ...
كبرت على اهمال وسط حياة اقل من القليل مع اطفال مثلها منهم من مات ابويهم ومنهم من لم يكن لهم اهل من الاساس ...
هل يظن الامر سهل عليها ... لقد تمنت ان ترى هذا الاب اللعين وتنتزع احشاؤه وتلك الام القاسية ... كيف لهم ان يلقوا بثمرتهم هكذا دون رحمة او شفقة ... كم تمنت ان تعثر عليهم بأي شكل ولكن كيف ذلك ... كيف تفعلها وهى تعلم ان لا جدوى من ذلك ... ولكن لله القدرة فى تغيير مسار الامور ..
كفكفت دموعها بكفها عندما سمعت تململ الصغير وقامت ترسم ابتسامة باهتة على ثغرها مردفة بحب وهى تتطلع اليه _ ايه يا روحى انت صحيت ... انت جعان ؟
اومأ الصغير مردفاً وهو يبتسم لها _ ممّما .
نظرت له بفرحة وقد تناست حزنها وحملته تقبله على وجنته مردفة وهى تنطلق للاسفل _ يا روحى ده القمر جعان خالص ... يالا نحضرله الممّما .
نزلت تحمله بحب على الدرج قابلتها عبير تصعده وتنظر لها بنفور مردفة اثناء مرورها بهمس سمعته حياة _ اووف المكان بقى ملوث .
تجاهلتها حياة وكأن شيئا لم يكن ومرت من جانبها للأسفل مما جعل تلك الواقفة تستشيط غضباً مردفة بفحيح _ ماشى ... ان ماخليت ايامك سودا ... هو انا نقصاكى انتى كمان يا بتاعة انتى .
صعدت جناحها تفكر وتحيك المكائد فهذا هو عملها المحبب ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى جناح عمران يزرع الغرفة ذهاباً واياباً بغضب ... يشدد على خصلاته بجنون ... كيف لها ان ترد عليه تلك اللق** ... بأي حق ومن تظن نفسها ... لن يسمح لها حتى بلمس طفله ... ولما والده يثق بها هكذا ... لا لن يسمح بذلك..
خرج من غرفته كالاعصار متجهاً الى غرفة صغيره وفتحها دون استئذان ولكنه تفاجأ بها فارغة ..
غضب اكثر ونزل الدرج بسرعة فائقة يبحث بعيناه عنهما ..
اسمتع الى صوت صغيره يأتى من المطبخ فتتبع الصوت ودلف وجده يجلس فى المقعد الخاص به وامامه حياة تطعمه تارة وتشاغله تارة اخرى واصوات ضحكات الصغير تملأ المكان ..
وقف على باب المطبخ ينظر لهما لثوانى حتى لاحظه الصغير فأردف مشاراً اليه بفرحة _ بابا .
تحمحم عمران واتجه اليه واخرجه من مقعده يحمله بين يده مردفاً بحدة لتلك الواقفة غير عابءٍ بحزن طفله وبِدأ بكاؤه _ ملكيش دعوة بأبنى ... قلتلك ان مش مؤهلة لتربية طفل ... لو عايزة تفضلي هنا او بابا مصمم يخليكي هنا يبقى تبعدى عن ابني .
كانت عيناها على الصغير الذى بدأ يبكى ويشير اليها كي تأخده من هذا الأب المتعجرف ..
لم تعطى لكلماته اهمية بل اقتربت من الصغير تحت انظار ذلك الغاضب وبدأت تهدأه بابتسامة وبعض الكلمات التى بثت فى الصغير الامان مما جعله يهدأ ولكنه كان يميل عليها كي تلتطقته وبالفعل اخذته بهدوء من بين يدى والده الذى يقف مصدوماً من افعال صغيره ..
قبلت الصغير برقة على وجنته وبطريقة ما هي تعلمها جيداً استطاعت تهدأته حتى سكن فى احضانها ..
ذلك المشهد جعل من هذا الواقف مندهشاً فحقاً لديها القدرة على جعل صغيره يهدأ ... كيف لها ان تكون هكذا وهى تربت على يد غرباء وفى ظروف قاسية ..
افاق على اقترابها من اذنه حتى انها رفعت قدماها كي تصل لمستواه مردفة بهدوء وغضب منه _ يحقلك تحاسبنى فى حالة واحدة بس ... لو كنت انت اختارت اهلك ... وبالنسبة لقرار ان اقدر افيد ابنك او لاء ... فبيتهيألي رحيم حكم فيه .... عن اذنك يا ابن الاكابر .
تركته وغادرت حاملة الصغير ومنه الى الحديقة الخارجية كي تفضفض عن نفسها فيبدو ان وجودها هنا لن يكون هنيئا مثلما توقعت ... لقد توقعت انها ستترك نار الدار متجهة لجنة عائلة الكوفى ولكن يبدو ان الامر على عكس توقعاتها ... فها هو لم يترك فرصة الا ويهينها ... كيف كانت تحتمله تلك المسكينة التى توفاها الله ... كيف كانت تعيش مع تلك سليط اللسان ..
جلست على العشب الاخضر واجلست الصغير الذى بدأ فى الحبو وهى خلفه تراقبه ... رأتها ثريا من نافذة غرفتها فخرجت متجهة اليها ..
اقتربت منها مردفة _ بتعملوا ايه يا حلوين ..
ولكنها انصدمت حينما رأت الدموع فى عين حياة وجلست بجوارها مردفة بحنان وتساؤل _ حياة ! ... بتعيطي ليه ؟
كفكفت حياة دموعها مردفة باختناق _ ثريا هانم ... يظهر انى اتسرعت لما وافقت اجي مع عمي يوسف لهنا ... عمران بيه مش قابل وجودى فى حياة ابنه وده حقه ... بس اللى مش من حقه انى يهينني ويقلل منى ... انا بجد مش متخيلة ده ابن عمى يوسف ازاى ؟
اومأت ثريا بتفهم مردفة بهدوء _ متزعليش يا حياة ... حقك عليا انا .... بس لعلمك عمران ابني مافيش فى حنيته وطيبة قلبه ... عمران كان هو سبب الضحكة فى البيت هنا ... على عكس يحيى اللى دايما متحفظ ... بس عمران من يوم موت مراته وبنته هو بقى على الحال اللى انتى شوفتيه ده ... لا قادر يخرج برة حزنه ... ولا قادر يرجع لطبيعته ... اتغير كتير اوى عن الاول ... علشان خاطرى متزعليش منه ... هو محتاج وقت علشان يتأقلم مع الوضع الجديد ده ... خصوصاً انه كان بيحب ولاء جدااا ولوجى كانت كل حياته .
استمعت لها حياة بتفهم ... فهى لم تكن تعلم حقيقة الامر ... ولكن حقاً ما مر به ليس بهين ... اردفت بعد تفكير _ حاضر يا ثريا هانم ... انا على قد ما اقدر هحاول اتجنب وجوده ... وربنا يقدم اللى فيه الخير ..
اومأت له مبتسمة وهى تربت على ظهرها بحنان وتلك الصغير يجلس بجوارها يداعب تلك الحشائش الارضية وتلك الفراشات الراقصة .
《》《》《》《》《》《》《》《》
فى الجناح الخاص بعبير ويحيى تجلس على احد الارائك تضع ساق فوق الاخرى وتضع على اظافرها طلاء الاظافر مردفة وهى تضع الهاتف على اذنها وتميل عليه كي تحجزه بين اذنيها وكتفيها _ ايوة يا بت يا صفاء زى ما بقولك ... بس انا يعنى هسيبها ؟ ... دى وقعت تحت ايدي خلاص ... هههه واهى تسلية جديدة ... بس عايزة اعرف جبها منين دي ..
اردفت الاخرى عبر الهاتف بتساؤل _ مسألتيش يحيى ليه ممكن يكون عارف .
اردفت عبير وهى مازالت على تلك الوضعية _ هسأله طبعا ... ومين غير ما اسأله هو هييجي يحكيلي على كل حاجة .
ضحكت الاخرى مردفة باعجاب _ بيعجبنى فيكي انك مسيطرة وعندك طموح ... وده اللى خلاكى تدخلى وسط عيلة الكوفي .
نظرت الاخرى للامام بشرود كأنها تتذكر شيئا مردفة بحقد دفين _ ومش كدة بس ... دانا طموحى اكبر من كدة بكتير اوى ... وقريب اوى هتكون كل املاك عيلة الكوفي فى ايدي وليا ولاولادى وبس ... دول خيرهم علينا من زمان اوى .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى المملكة المتحدة انجلترا فى لندن تحديداً تجلس هذه السيدة ذو الملامح المتجمدة يغطى رأسها الشعر الرمادي تنظر لذلك الجالس يناقشها مردفة بحدة _ يعنى ايه هتاخد الاولاد وتنزل مصر ... ولا انت مبقاش يهمك رأيي ؟
اردف احمد بهدوء وهو يطالعها _ اسمعى يا الفت ... الاولاد لازم يشوفوا بلدهم ... بقالهم سنين كتير بعيد عنها وانا من الاول اتفاقي معاكى اننا هنبعد كذا سنة علشان اللى حصل بس انتى خالفتى الاتفاق ده وادينا اهو بقالنا هنا اكتر من ٢٠ سنة ... انا حابب ارجع مصر ومش فاهم انتى معترضة ليه ... وبعدين املاكك اللى فى مصر دى من حق اولادك انهم يتمتعوا بيها .
نظرت له بشك مردفة بغضب وغيرة _ انت مصمم اوى كدة ليه .. قسماً بالله يا احمد لو لسة بتفكر فى الماضى لكون جايبة عليها واطيها .
قاطعها وهو يقف مستعداً للمغادرة مردفاً بألم _ خلاص بقى ... كفاية بقى يا الفت ... هفكر ازاي وانتى خلتيني اعمل اللى هعيش وهموت شايل ذنبه .... الماضى خلاص اندفن مع اصحابه ... وانا هرجع مصر يا الفت انا والولاد وده قرار نهائي ... انتى حابة تيجي معانا ماشى ...مش حابة براحتك ... واكيد انتى عارفة انى مبقاش فارق معايا فلوسك زى الاول يا الفت هانم ..
تركها وغادر بينما هى شردت تفكر فى ماضى جاهدت لدفنه ولكنها دفنت معه قلب هذا الرجل ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
بعد مرور اربع ايام تجنبت فيهم حياة هذا العمران تماماً فقد اصبحت تمتلك غرفة جميلة ملتصقة فى غرفة الصغير حتى تكون قريبة منه وكانت تقضى اغلب وقتها فى التنقل بين الغرفتين والحديقة وتجتمع مع الجميع فقط عند تناول الطعام ولكن عمران لم يكن موجود ... كانت تحاول جاهدة ان تتجنب ايضا تلك الكنة فهى دائما تحاول استفزازها والسخرية منها ولكن حياة تلتزم الصمت فقط لخاطر عمها يوسف وزوجته هذه السيدة الحنونة التى لم ترى منها سوا الحب منذ ان دلفت الفيلا ... وتخرج طاقتها السلبية مع رفيقتها مروة التى تهاتفها يومياً وتهدأها ببعض الكلمات .
عمران يقضى معظم اوقاته فى الصالة الرياضية مع المقدم صالح الذى اصبح فى وقت قصير مقرباً منه وحتى ان عمران وجد معه التفاهم والأذان الصاغية التى يحتاجها للبوح بألمه ومدى صعوبة الحياة فى بُعد ملاذه وروح قلبه عنه ..
كان يخرج من البيت صباحاً و يعود فى الليل متجنباً الاحتكاك مع اي شخص خصوصاً تلك الحياة ..
عبير التى علمت بطرقها الخبيثة ان حياة هي فتاة يتيمة لا تعرف لها اهل وتربت فى ميتم وتكفل بها يوسف الكوفي وها هي تحيك اول مكيدة لهذه المسكينة ..
صعدت الدرج تتلفت حولها الا ان دلفت الجناح الخاص بعمران دون انتباه احد ... اتجهت الى خزانة الملابس وفتحت الخزنة المخصصة لملابس ولاء زوجة عمران المرحومة واختارت منها فستاناً ملفتاً تحبه العين ثم اغلقت الحزنة وخرجت تتسحب الى غرفة حياة بعدما تأكدت من وجودها فى الحديقة ..
فتحت باب غرفتها ودلفت ووضعت تلك الفستان على فراش حياة واردفت بابتسامة حاقدة _ لو اللى فى دماغى حصل ... يبقى باي باي يا سنيورة .
خرجت مسرعة واغلقت الباب خلفها ونزلت للاسفل كأنها لم تفعل شئ ..
كانت حياة جالسة على العشب كعادتها منذ ان اتت الى ذلك المكان ... فهى مسبقاً كانت تعشق حديقة الدار والان هي تعشق هذه الحديقة وهذه الورود ...
يلعب حولها اطفال يحيى ورحيم الصغير وعيناها منصبة عليه باهتمام ... لقد خرج الصغير من حالته التى كان عليها منذ ان رأته ... الجميع يعترف بأنها افادته كثيراً ... حتى انه احياناً يرفض النوم بعيداً عنها ..
اتت ثريا مع يوسف الذى اتى حديثاً من سفره حيث كان يبتاع المعدات الرياضية اللازمة لصالات الرياضة الخاصة به .
اردف بعدما اقترب منها _ ازيك يا حياة .
وقفت حياة تتطلع له بفرحة مردفة بحماس _ عمى يوسف .. حمدالله عل السلامة ... هو حضرتك رجعت امتى .
خطى يوسف باتجاه الصغير وحمله وقبل وجنته وهو يردف بفرحة _ لسة واصل دلوقتى ... بس ماشاء الله انا شايف انك افادتى رحيم جدا ... ولا ايه يا ثريا ؟
اومأت ثريا وهى تتطلع الى حياة بحب وحنين _ هى بصراحة افادتنى انا كمان مش رحيم بس ... عوضتنى عن غياب ولاء ولوجى الف رحمة عليهم ... حياة وهى حياة فعلا يا يوسف .
نظر يوسف الى حياة بفخر وفرحة مردفا_ كنت متأكد انك مش هتخيبي ظنى ... بس احب اعرف انتى مبسوطة هنا ولا في حد زعلك ؟
اجابته باطمئنان _ لا خالص كله تمام ومتقلقش عليا يا عمى يوسف انا بعرف اتصرف كويس .
اومأ مبتسما وهو ينظر لحفيده مردفاً _المفروض ان النهاردة رحيم تم سنة .... وانا كنت ناوي اعمله عيد ميلاد كبير بس طبعا بعد اللى حصل مينفعش نحتفل ... علشان كدة انا وصيت عفاف تعمل اكل حلو واتصلت بعمران علشان نتجمع سوا ونحسس رحيم اننا حواليه .
اردفت حياة بحماس _ حلو اوى يا عمى يوسف ... وانا اللى هتولى امر رومي .
اردف يوسف باستنكار _ رومى ! .
اومأت مبتسمة _ ايوة انا بدلعه ب رومى اختصار رحيم .
اومأ لها متعجباً واتجوا جميعا للداخل للاستعداد لتناول الغداء كعائلة ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى الجيم
يجلس عمران مع صالح يتناولان وجبة قد ابتاعها صالح من احد المطاعم القريبة وها هو يتناول مع صديقه ويرغمه على الاكل .
اردف عمران بضيق _ خلاص بقى يا صالح مش هاكل احمد ربنا انى اصلا مديت ايدي ... انا المفروض كنت اكل مع العيلة بس محبتش ازعلك .
ضحك صالح مردفاً بمرح _ ياعم كُل ... على رأى ستى الله يرحمها ( ان حلالك زادك كله كلّه ) ... والاكل حلو بصراحة ... مهو لا انت راضى تاخدنى تعزمنى عندك ولا راضى تيجي ادوقك اكل امى .
اردف عمران وهو يلملم اشياؤه ويستعد للمغادرة _ معلش يا صالح ... سبنى براحتى ... انا بس عايز اشكرك على وقفتك معايا ... بالرغم من انى اعرفك من ايام قليلة بس انا فعلا حاسس اننا اصدقاء من سنين ... عن اذنك انا لازم اروح النهاردة بدرى علشان عيد ميلاد رحيم ... وانا لازم اكون مسئول اكتر من كدة لانى فعلا بعدت اوى عنه ..
اومأ له صالح يشجعه بينما غادر عمران وظل صالح يتناول وجبته بشهية .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
اتجهت حياة الى غرفتها بعدما غفى الصغير وادارت مقبض الباب ولكنها وجدت فستاناً رائعا على الفراش ... اقتربت منه تنظر له بانبهار ... تلمسه وهى واضعة كفها على ثغرها بدهشة ... لقد كان لونه ازرق رائع ... تسائلت من اتى به الى هنا ... ايمكن ان يكون ابتاعه يوسف من اجلها كي ترتديه الان ... نعم بكل تأكيد فهو دائما كان يأتى لها بالملابس الجديدة كل اسبوع فى الدار ... حسناً ستتجهز سريعاً وترتدى هذا الثوب ..
فى الاسفل وصل عمران بسيارته التى صفها ونزل منها متجهاً للداخل ... دلف ينادى عفاف يسألها عن صغيره فأجابته ان حياة قد انامته فى غرفته وستنزل معه بعد قليل الى هنا حيث ستتجمع العائلة ..
تأفأف بضيق واتجه صاعداً الى غرفته ... فتحها ودلف يحضر لنفسه حلة سوداء وقميص اسود ... نظر للمرآة فوجد انعكاس وجهه ... يبدو على ملامحه الذبول ... ذقنه نامية بشكل كثيف ... عيناه متورمة لبكاؤه يومياً عند النوم ... نظر لنفسه مطولاً ... لقد كانت حياته منذ شهر بحال والان هي بالحال المعاكس تماماً ... لقد كانت تقف هنا زوجته وعشقه ... تقف امام تلك المرآة تتزين له ... تقف بين يده يحتضنها ويشم عبيرها ... اغمض عينه يسحب شهيقاً طويلاً حابساً انفاسه كأنه يشم رائحتها .... ظل مغمض العينين ... لو فتحهما ستسقط دموعه ... لقد رأها عندما اغلقهم وهو لا يريد لصورتها ان تغادر خياله ...
اخرج زفيراً حاداً كاد ان يصل لسعال بسبب حبسه ... فتح عينه ونزلت دموعه الحبيسة ... لن ينساها ابداً ... لا هى ولا طفلته الحبيبة ... كيف له ان يكمل ... يسأل نفسه دائما ذلك السؤال ولكن لا جواب ... عليه العيش الى ان يلقاهم ... عليه التحلى بالصبر لاجل صغيره .
كفكف دموعه واتجه الى المرحاض يبدل ثيابه وخرج بعد عدة دقائق ... مشط شعره باهمال وخرج من غرفته اثناء خروج حياة من غرفتها وهى ترتدى ذلك الفستان متجهة الى غرفة الصغير كي تصطحبه ..
تجمد الدم فى عروقه من هيأتها ... للحظة ظنها هى ... ما هذا الذى ترتديه وكيف جاءت به ؟... كانت نظراته قاتلة ارعبت تلك الواقفة فجعلتها تتسمر مكانها لا تقوى على الحركة ....
اقترب منها بسرعة البرق وصرخ بصوت رج المكان _ انتى ازااااي تتجرأي تلمسيه؟
هزت رأسها يميناً ويساراً برعب من هيئته مردفة بخوف _ انا معملتش حاجة ..
حضر كل من فى القصر على صوته وعبير التى تنظر من الاسفل بشماته لقد نجحت خطتها ..
لم يتمالك عمران نفسه وقد اعمى الغضب عينه وهو يمد يده لينزع تلك الفستان بقسوة من على جسد حياة المرتجف ادي الى تمزقه من منطقة الكتف مما جعله يجن اكثر وهذه المسكينة تقف تحاول منعه بضعف حتى كادت ان تفقد وعيها الى ان صدح صوت حاد فى المكان جعله يبتعد من ثم صفعة قوية كانت تلك من يد يوسف تسقط على وجه عمران جعلته يتجمد مكانه وعيونه عبارة عن براكين نار ينظر لتلك التى ترتعش بشدة خافضة رأسها للاسفل ..
اردف يوسف بغضب عارم _ انت بقيت حيوان ... انا غلطان انى جبتها وسطكوا يا زبالة ...
ثم سحب تلك المرتعشة وهو ينادى على زوجته بحدة مردفاً _ ثرياااا ... خدى حياة خليها تبدل ملابسها وتحضر شنطتها ... مش هتفضل هنا ثانية واحدة ..
افاق هذا المجنون على جملة ابيه فنظر لها وجد يدها تتمسك بالفستان حتى لا يسقط من على جسدها الذى يرتعش بعنف حتى اختفت داخل تلك الغرفة .
بينما فى الاسفل تقف عبير مزهولة من ما حدث فهى توقعت ان يوبخها او يطردها ولكن ما فعله كان كثيراً ولكن المهم هو النتيجة الاخيرة وها هى حياة تغادر القصر بلا عودة ..
نبدأ بسم الله
رواية #حياة_احيت_لي_قلبي
الفصل السادس
بقلم آية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .
وقفت ثريا تحاول تهدأة تلك المرتعشة مردفة وهى تربت على
ظهرها بحنان _ اهدى يا حياة ... اهدى يا حبيبتى حقك عليا ..
نطقت حياة بهستيرية وعدم تصديق _ هو ازاى يعمل كدة ...
وليه .. ليه بيعمل معايا كدة ؟ ... لاء ده مش بنى ادم طبيعي
... ده انسان مجنون ... لا يمكن يكون عاقل ابدا .
تفهمت ثريا وضعها ولكنها اردفت بحزن _ حقك عليا يا حياة
اهدى علشان خاطرى ... هو افتكر ولاء لما شاف فستانها عليكي بس اتصرف بغباء .
ضيقت حياة عيناها وقد بدأت ارتجافة جسدها تقل مردفة _
فستانها ؟! ... ده فستان مراته ؟ .... انا ... انا مكنتش اعرف
... انا لقيته هنا فى اوضتى فكرته من عمى يوسف ...
تعجبت ثريا مردفة بتساؤل _ ازاي ؟ ... يعنى مش انتى اللى اخدتيه يا حياة ؟
هزت رأسها بقوة مردفة _ لاء طبعا مستحيل .
اقتربت منها ثريا مجددا تردف بعطف وهى تحتضنها _ حقك عليا يا حبيبتى ... اصل ده فستان عيد جوازهم اللى فات كان عمران شاريه بنفسه لولاء ... علشان كدة يا حبيبتى لما شافك لبساه اتجنن ..
انتفضت من حضنها مردفة بقهر _ يقوم يقطعه عليا ... كان يسمع منى الاول ... عمى يوسف معاه حق ... انا همشي من هنا حالا ..
ابتعدت تجمع اغراضها مثلما امر يوسف لتغادر هذا البيت التى رأت فيه ما لم تراه فى تلك الدار طوال حياتها ..
فى الخارج يقف يوسف امام ذلك الناظر ارضاً ... لقد وعى على نفسه وبدأ يندم على فعلته ... لقد تصرف بطريقه حيوانية ..
تكلم يوسف بغضب امام يحيى وعبير والخدم الذين يقفون فى الاسفل _ يا خسارة يا عمران ... يا مليون خسارة ... انا فكرت انى لما اجيب حياة هنا هتقدر تراعي ابنك وتخلى بالها منه وانت لما تلاقي ابنك كويس هترجع لحياتك وطبيعتك .... بس انت تصرفك دلوقتى ده كان تصرف واحد همجى مش ابنى اللى اعرفه ... خلتنى لاول مرة فى حياتى اندم على قرار اخدته ... بس معلش ملحوقة ... انا هاخدها من هنا وابقى اتولى انت امر رحيم بنفسك .
غادر يوسف متجهاً الى غرفة حياة التى طرق بابها فسمح له بالدخول ...
دلف وجد حياة قد ابدلت ثيابها وتقف حاملة حقيبتها وتنتظره ... نظر لها بحزن مردفاً _ تعالى يا حياة .
اومأت له واحتضنت ثريا مردفة بحزن _ اشوف وشك بخير يا ثريا هانم ... شكرا على كل حاجة عملتيها معايا .
بادلتها ثريا بحزن مردفة _ بلاش ثريا هانم يا حياة ... انتى من هنا ورايح تقوليلي ماما ثريا .... وانا هجيلك دايما مش هسيبك يا حياة انا اتعلقت بيكي اوى ومش هاين عليا تمشى .
ابتعدت عنها تنظر ليوسف برجاء مردفة بأمل _ متسيبها يا يوسف وسطنا وانا هتكلم مع عمران يعتذرلها عن اللى حصل ... مش حياة اللى اخدت الفستان يا يوسف دى لقيته هنا فى اوضتها ..
اقترب متعجباً يردف بتساؤل _ يعنى ايه مش هي ... اومال دخل اوضتها ازاي .
اردفت حياة بصدمة _ انت مش مصدقنى يا عمى يوسف ؟ ... انا فعلاً لقيته هنا وفكرته منك .
هز رأسه مردفاً بثقة وتأكيد _ لاء طبعا مصدقك ... بس مستغرب يا حياة ازاى وصل لهنا ..
شرد قليلا يفكر حتى وضحت له الرؤية قليلاً مردفاً _ يا بنت ال*** ده لو اللى فى دماغى صح يبقى ليلتها سودا .
سمعته حياة مردفة بتساؤل _ هي مين دي يا عمى يوسف .
نظر يوسف لحياة بحزن مردفاً _ ابداً يا حياة مافيش ... بس حاليا اسلم قرار انك تخرجى من البيت ده فترة صغيرة وهرجعك تانى ... انا مستحيل هسيبك يا حياة انا فعلا بعتبرك بنتى ... بس لازم ابنى يعرف غلطه كويس ..
اومأت حياة مردفة بتساؤل وحزن _ هو حضرتك هترجعنى الدار تانى يا عمي يوسف ؟
هز رأسه برفض مردفاً _ لاء هوديكي عند صحبتك مروة ... هى دى اللى اثق فيها وفى جوزها بعدك .
اطمئنت مردفة _ متشكرة جداا يا عمى يوسف ... بس رحيم هسيبوا ... انا اتعلقت بيه جدااً .
تنهد يوسف مردفاً بحزن على حال حفيده ولكنه مرغم _ معلش يا حياة ... ان شاءالله فترة قليلة وهترجعى تانى .
غادرت معه للخارج ووقفت امام غرفة الصغير تتطلع لها بحزن وقد ادمعت عيناها حينما نظرت ليوسف مردفة برجاء _ ممكن اشوفه قبل ما امشى .
اومأ لها وبالفعل ادارت مقبض الباب ودلفت ولحسن الحظ كان الصغير ما زال نائما ... اقتربت منه وهى تلقى عليه نظرة حزن واشتياق مردفة _ هتوحشنى اوى يا رومى ... انا اتعلقت بيك جداا ومبقتش قادرة ابعد عنك بس انا لو قعدت بعد اللى حصل هكون بقل من كرامتى .... ياريت كان ينفع اخدك معايا ..
رفعت يد الصغير الى فمها ولثمته بحب وحنين ثم غادرت بعدها مع يوسف الى الاسفل حيث تقف عبير تنظر لها بشماتة بجانب يحيى الذى حاول تهدأة والده مردفاً _ سيبها يا بابا علشان خاطر رح--- .
ولكنه قاطع باقى جملته اثر لكزة قوية من عبير التى اردفت بمكر _ اسكت انت يا يحيى ملناش دعوة سيب عمى يتصرف .
نظر لها يوسف نظرة فهمتها هى جيداً حتى ان ملامحها ظهر عليها التوتر ..
غادر يوسف مع حياة فى سيارته متجهاً الى منزل صديقتها مروة وهو طوال الطريق يفكر كيف يوقف تلك الحية عند حدها فقد تمادت كثيرا ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عند عمران الذى رحل تاركاً المكان بأكمله واصطحب سيارته عائدا الى الصالة الرياضية حيث ينفس غضبه من نفسه ... ما الذى فعله وكيف له ان يتصرف بتلك الطريقة ...
لقد رأى الخوف والرعب فى عيناها ... نعم هى اخطأت حينما دلفت غرفته واخذت فستاناً ليس لها دون اذن ودون اي وجه حق ... ولكنه كان ممكن ان يوبخها ويعنفها لا يقوم بنزع الفستان بتلك الطريقة .
شدد على شعره بغضب وهو يضرب مقود السيارة صارخاً بغضب من نفسه _ حيوااان .
وصل بسرعة عالية امام الصالة مما احدث صفيراً عالياً بسبب احتكاك عجلات السيارة فى الاسفلت ... نزل صافعاً باب السيارة بقوة ودلف وسط نظرات من حوله المتعجبة ... فعمران هذه الايام يظهر اسوء ما عنده ..
وصل الى لعبته المفضلة وهى الملاكمة امام خصمه الاول والاخير وهو كيس الرمل ...
خلع جاكيته وفك ازرار قميصه وبدأ يلكم بقوة وكلما تذكر ما فعله لكم بقوة اكبر حتى تهالك داخلياً وخارجياً فها هي ذكرياتهما تعود مجدداً اليه وها هو يسقط ارضاً يجهش فى بكاء مرير .... يحاول ولكن لا يستطيع ... يسعى للعودة سليماً ولكن فراقهم جعله عليلاً الى الابد ... لقد تذكرها بتلك الفستان لحظة الاحتفال بعيد زواجهم الخامس قبل اشهر بسيطة ... لقد طلب هذا التصميم لها خصيصاً وكم سعدت به كثيراً وكافأته بالكثير من الحب والرومانسية ... لا ينسى تلك اللحظة وها هي تجسدت امامه اليوم ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
وصل يوسف امام منزل عوف زوج مروة فى تلك الحارة البسيطة ..
نزل ونزلت معه حياة ودلفوا المدخل وصعدا سويا ..
قام يوسف بطرق الباب ففتح عوف مردفاً بفرحة فهو على علم مسبق بقدومهما_ يوسف بيه ... اهلا وسهلا اتفضلوا ..
دلف يوسف وحياة فأتت مروة مرحبة بمرح وفرحة _ يا اهلا يا اهلا يوسف بيه وحياة ده ايه النور ده .
ابتسم يوسف بحنو مردفاً _ منور باصحابه يا بنتى ... اخبارك ايه .
اومأت مردفة _ الحمد لله اتفضلوا .
دخلوا اثنانتهم وجلسوا مع عوف ومروة فاردف يوسف مطأطأً رأسه _ معلش يا عوف انا هسيب حياة عندكو كام يوم كدة لحد ما اضبط امورى وهرجع اخدها تانى ...
تعجبت مروة ونظرت لحياة بتساؤل بينما اردف عوف بثقة _ طبعا يا يوسف بيه ان مشالتهاش الارض نشيلها فوق راسنا ... حياة اختى ااصغيرة وحضرتك خيرك عليا مغرقنى .
اردف يوسف بتواضع _ مافيش خير يابنى ده حقك ... انا جدع وشهم وتستاهل كل خير .... بس يارب تكون مرتاح فى الصالة دى .
اومأ عوف مردفا وهو يقبل باطن وظاهر يده _ الف حمد وشكر ... مرتاح وبدعيلك والصالة شغلها حلو وزباينها ناس ذوق .
اومأ يوسف باطمئنان ونظر الى حياة التى لم تتفوه بحرف ناظرة ارضاً تستمع الى كلماتهم فقط .
اردف يوسف بهدوء _ حياة ! ... مالك يا بنتى ؟
رفعت رأسها تناظره ورسمت على فمها ابتسامة باهتة وهى تردف _ سلامتك يا عمى يوسف ... انا كويسة .
اومأ لها ووقف ليغادر مردفاً وهو يتطلع نحوها بحنان _ حياة امانتكوا ... وانا هرجعلك بعد يومين او تلاتة يا حياة هكون ضبط امورى .
اومأت له بتخبط بينما اردفت قبل ان يلتفت ليغادر _ عمى يوسف !
نظر لها بتساؤل فاكملت بانكسار _ رحيم ... خلى بالك عليه وابقى طمنى عنه .
اومأ لها مبتسماً وغادر بينما خرج عوف لتوديعه واتجهتا الفتاتان للداخل فقالت مروة بحماس وهى تجلس وتحس حياة على الجلوس _ ايه يا حياة ايه اللى حصل بقى احكيلي ... العقربة دى عملت حاجة ؟
هزت حياة رأسها يميناً ويساراً وهى تبكى عندما تذكرت ما حدث فاسرعت مروة اليها تحتضنها مردفة بقلق _ ايه يا حياة مالك بس ... اهدى يا حبيبتى ... انا هروح اجبلك لقمة تاكليها وبعدين تحكيلي اللى حصل ..
غادرت مروة تحضر الطعام بينما كفكفت حياة دموعها عندما لاحظت ولوج عوف الذى جلس يردف بترحاب _ منورانا يا حياة .
اومأت له بابتسامة باهتة ف عوف تربى معهم فى نفس الدار ولكنه يكبرهم قليلا وقد ترك الدار ولكن كان قلبه متعلق بمروة وقد طلبها للزواج بعدما ساعده يوسف فى ايجاد عمل فى احدى صالاته كما انه ابتاع له
شقة فى احدى الحارات في بادئ الامر رفض عوف وبشدة ولكن مع اصرار يوسف بأنها هدية زواجهم وافق الاخر بحرج فدائما يوسف كان لهم خير عون ..
خرجت مروة تحمل صنية عليها وجبة شهية وتقدمت من حياة ووضعتها امام الطاولة مردفة بحنو _ يالا كلى يا حياة وبعدين نتكلم ..
وقف عوف مردفاً باستئذان _ طيب انا هروح الجيم بقى ... لو احتاجتوا منى اي حاجة كلمونى فورا ... وانتى يا حياة مش عايزك تشيلي هم اي حاجة فى الدنيا ... اضحكى وانسى اي حزن ... احنا اخدنا نصيبنا من الزعل والحزن وده وقت اننا نسحب راحتنا من بق الاسد ... متشليش هم اعتبريني اخوكى وفى ظهرك دايما وتأكدى انى مش هسمح لاي حد انه يزعلك يا حياة ..
نظرت له بامتنان واردفت _ متشكرة جداً يا عوف ... انت معاك حق ... احنا وقتنا نفرح بقى .
اردفت مروة بتأكيد _ صح يا حياة ... عوف معاه حق فى كل كلمة قالها .
غادر عوف بعدها وجلستا الفتاتان تتبادلا اطراف الحديث الذى غضبت منه مروة ومن تلك العمران المعتوه .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى الفيلا تسحبت عبير حيث غرفة الصغير ودلفتها بدون افتعال صوت ... وجدته نائم كالملاك ... نظرت له بحقد مردفة بشر العالم كله يخرج من فاهها _ كنت بتمنى تكون معاها انت كمان ... حاولت اوصلها لحيطة
سد علشان تاخدكوا وتخرج بس هي سابتك ... ليك نصيب ع الدنيا لسة يا صغير ... ههه بس معلش ملحوقة ..
. المهم انى خلصت منها ... كانت اخدة الكل فى صفها ... اشمعنى
هى تعيش متهنية وكل شوية هدايا وهدوم وعربيات وانا اخد واحد زى يحيى ... واحد مالوش شخصية ولولا انتقام عيلتى
انا كنت خلصت منه هو كمان ... انا بكرهكوا كلكوا ... بكرة الهوا اللى بتتنفسوه حواليا ... حتى انت بكرهك لانك من عيلة الكومى ... وقال ايه كانوا جايبين لك مربية ... اه طبعا مانت
ابن الغالى المطيع ... تطلع مين حياة دى علشان تسد قصادى ... دانا اكلها حية ... دانا اللى فى قلبي ليكو كبير اوووى ...
امسكت قارورة مياة وفتحتها والقت جزء منها على فراش الصغير ثم قامت بتخفيض درجة المكيف وخرجت تاركة الغرفة وهى تبتسم بجنون يبدو انها فقدت عقلها او لم يكن لها عقلاً من الاساس .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عند عمران الذى خرج من الصالة بعدما افرغ شحنات غضبه من نفسه وحزنه على فقداؤه وقد قرر ان يعود الى طفله فهو بحاجة ملحة له ولعناقه .
وصل الى الفيلا بعد ساعة وصعد الدرج ودلف الى غرفة صغيرة ولكنه احس ببرودة تجتاح جسده فاسرع يطفئ المكيف واتجه مسرعاً الى صغيره الذى ينام ... تحسس بشرته برعب وجد حرارته عالية
جداً فحمله ونزل سريعاً الدرج يصرخ بغضب وحدة _ انتو ازاى تسيبو ابنى نايم هدومه غرقانه كدة والمكيف شغال ... يا اسماااااء ..
خرجت تلك المسكينة مهرولة من المطبخ تنطق برعب _ نعم يا عمران بيه ... والله انا شفته من شوية كان زى الفل .
صرخ بها غاضباً _ زى الفل ! ... ابنى حرارته عالية ... استنوا لما ارجع حسابكوا معايا بعدين ..
خرجت ثريا من غرفتها متألمة فقد كانت تأخذ المسكن لتهدأة ألم ظهرها الذى يراودها مؤخراً ..
. اقتربت من الصغير بخوف تتحسسه فاتسعت عيناها مردفة بخوف _ دى حرارته عالية اوى يا عمران ... اجرى يابنى خده للدكتور فورا .
جرى عمران بالفعل وركب سيارته وانطلق تحت انظار تلك الحية التى تقف فى شباك غرفتها تتطلع لنتيجة افعالها بانتصار ..
كان عمران يحتضن صغيره الذى يئن بصوت يقطع القلوب وحرارته مرتفعة مما جعله هامداً .
كان يقود بسرعة بيد واحدة وبالاخرى يحتضن صغيره وهو يذرف فوقه الدموع ... كانت دموع ندم وعجز وقهر وضياع ... لقد تدمرت حياته وانقلبت رأساً على عقب ... حتى تلك الفتاة التى حسنت من وضع صغيره اهانها بشكل بشع امام الجميع .... لماذا يا الله ..
ضرب على مقود السيارة وهو يصرخ بقهر _ ليييه ياااااربي ... رحمتك يااارب ... ابنى يارب .
وصل امام تلك البناية التى بها عيادة طبيب الاطفال الذى كان دائما يذهب اليه هو و زوجته حين يمرض اطفاله ..
نزل مسرعا وصعد بنفس السرعة وهو يتنفس بعنف حتى وصل امام العيادة ... دخلها وجدها معبأة بالمرضى فتقدم من الموظفة مردفاً _ لو سمحتى عايز اقطع كشف مستعجل حالاً .
اطاعته وبالفعل اردفت _ تمام يا عمران بيه بس لو سمحت هتستنى لما الكشف اللى جوه يطلع ..
وقف لا يعلم الوقت الذى مر عليه كأنه بداخل دوامة لا يسمع ولا يرى اي شئ حوله ... فقد طفله النائم وحرارته المرتفعة ..
فاق على صوت الفتاة وهى تخبره بأن يدلف ... دلف لعند الطبيب الذى قابله بترحاب ولكن عمران اردف بصراخ _ دكتور سامح ابنى بيموت .
تناوله الطبيب منه بعملية ووضعه على الفراش المخصص للكشف ثم قام بفحصه جيداً .
ثم التفت الى عمران مردفاً بحدة _ الطفل عنده حمى ... ازاى تسيبه يوصل للمرحلة دى ... وفين مدام ولاء هى دايما كانت بتهتم بصحة اولادها ..
وقف عمران بضياع يردف بصوت فقد حياته وشغفه _ ولاء ولوجي اتوفوا من حوالى ٤٠ يوم .
نظر الطبيب له بصدمة لا يستطيع نطق شئ ولكنه بعد فترة بسيطة اردف _ البقاء لله يا عمران بيه ...
ثم اتجه يجلس خلف مكتبه يدون الادوية مردفاً _ رحيم محتاج ياخد الادوية دى ضرورى ومحتاج رعاية ٢٤ ساعة ... كمان هو مفتقد للحنان
وده طفل لسة صغير واكيد حاسس بغياب امه ... لازم حد يحاول يعوضه غيابها الفترة دى ... بس ازاى وصل للحالة دى ؟
اردف عمران وهو يحمل صغيره ويضمه لصدره بخوف _ انا دخلت عليه الاوضة لقيته مبلول والمكيف كان شغال .
اومأ الطبيب بتفهم فلم يرد تعنيفه اكثر من ذلك يكفيه ما يمر به ... دون له الادوية وشرح له اللازم واردف _ لو ابنك فضل على الوضع ده هيتنقل المستشفى فوراً .
اومأ عمران بصمت وخرج ساحباً نفسه بضعف لا يدرى ماذا عليه ان يفعل ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
دلف يوسف الفيلا وهو لا يعلم ماذا حدث مع حفيده ولكنه اردف بحدة _ عبييير ..
اتت تلك الحية من غرفة المعيشة فقد كانت تشاهد فيلماً هى وصغارها وتضحك بصخب سعيدة بتحقيق انتقامها ...
اردفت بهدوء وهى تتطلع له _ خير يا عمى فيه حاجة ولا ايه ؟
نظر لها بغضب مردفاً _ قدامى ع المكتب .
تزعزع داخلها ولكنها ادعت الثبات ودلفت خلفه غرفة المكتب واغلقت الباب خلفها ..
نظرت له بترقب فرفع نظره اليها وهو يستند بقدمه على المقعد والقدم الاخرى يضعها ارضا مردفاً بهدوء مميت _ انا حذرتك تبعدى عن عمران
وابنه وحياة ... بس انتى مسمعتيش كلامى ... بتحاولى تبخى سُمّك فى اي مكان .... انتى عايزة ايه من عيلتى ؟
توترت ملامحها واردفت بمراوغة _ ايه الكلام ده بس يا عمى وهو انا عملت ايه لكل ده ؟
وقف معتدلاً وهو يقترب منها وتكلم بحدة _ دخلتى اوضة ابنى وفتحتى دولاب مراته وجبتى فستان من بتوعها ودخلتيه اوضة حياة ... وده علشان
انتى متأكدة ان رد فعل عمران هيكون وحش اوى ... للدرجة دى قلبك اسود وعايزة تنتقمى منى ومن اي حد بحبه .
.. عملتى مع ولاء كتير اوى وهي بقت تسكت علشان خاطرنا بس ثريا بقت تحكيلي ولما بقيت احاول اخد موقف كانت هي
بتحميكي برغم الغل اللى جواكى .... بس انا مش مستغرب ... مانتى من عيلة رؤوف وحفيدته ..
هنا ولم تحتمل عبير فقد اسودت عيناها مردفة بغل _ متجبش سيرة جدى على لسانك ..
. جدي اللى حرق نفسه قدام عيني بسببك انت وابوك .
.. انتو نصبتوا عليه واخدتوا شقى عمره وخليتوه ينتحر بحسرته ودمرتوا عيلتنا ..
نظر له بعدم تصديق مردفاً _ للدرجة دى بتكرهينا ... دانا منيم حية وسطنا بقى .
.. حتى بعد ما قلتلك ان جدك هو اللى سرقنا وابويا بلغ عنه ... ولما عرف انه هيتسجن انتحر ... يعنى احنا ملناش ذنب فى موته
... انتى ازاى جواكى كل الكره ده ... دانا حاولت انسى انتى مين
وبنت مين وانسى اللى ابنى عمله علشان خاطر احفادى واتعايش معاكى ... بس لاء ... انتى خطر علينا ... انتى جواكى
حقد وكره عامى عنيكي عن الحقيقة ... انتى لازم تطلعى من البيت ده .
ارتعبت عبير من فكرة ترك البيت مردفة _ لا لا يا عمى ... بلاش تخرجنى من هنا ..
. طب ويحيى والعيال هتقدر انهم يبعدوا عنك ... بلاش يا عمى وانا اوعدك مش هضايق حد هنا خالص ولا ليا دعوة بحد خالص .
نظر لها يوسف بشك فهو لا يعلم مدى كرهها وما يمكن ان تفعله
... لقد ظن انها تغار وتفتعل تلك الامور فقد لتنتقم منه ... ولكنه لا يعلم خباياها ..
اردف يوسف بحدة وأمر _ اخر فرصة ليكي ... لو عملتى اي
مشكلة مع اى حد هنا ... مش هتخرجى برا الفيلا وبس ... لا
دانا هرجعك على حارة الغجر تانى ... واظن انتى فهمانى ..
شردت تفكر في حياتها السابقة واردفت وهى تومئ بهستيرية
لا حارة تانى لاء ... انا هعمل اللى انت عايزه .
نظر لها بتعجب من حالتها الغريبة تلك ثم اشار لها بيده ان تذهب وبالفعل غادرت المكتب وهى ترسم على وجهها ابتسامة خبيثة
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عم المساء وها هى حياة تجلس فى غرفة المعيشة عيناها
مسلطة على التلفاز ولكن عقلها وقلبها ظل عند ذلك الصغير ... لقد تعلقت بيه جدا خلال تلك
الفترة البسيطة .... كأنها تركت قطعة من روحها ... لقد كان ينام معها مؤخراً وبدأ يتمتم باسمها ... كيف حاله الان
... هل نساها ام يبكى ام جائع ..
كانت مروة جالسة تتطلع لها بحزن ... تعلم انها تفكر فيه ..
رن جرس الباب فوقفت مروة مردفة _ ده اكيد عوف مرضيش يفتح بالمفتاح علشانك .
قامت متجهة ناحية الباب وادارت المقبض فوجدت شخصاً غريبا يبدو عليه الارهاق والتعب ويحمل صغيراً نائماً كالملاك .
اردف عمران بحرج وهو ينظر ارضاً _ ممكن تنادى حياة .
عرفته مروة على الفور وحتى انها رأفت لحاله وبالفعل نادت على حياة التى خرجت متسائلة _ ايه يا مرو____ .
قاطعت باقى جملتها حينما رأته يحمل صغيره وعلى وجه معالم الحزن والالم ..
. اردف وهو يمد لها الصغير _ رحيم تعبان اوى ..
