رواية حياة احيت لي قلبي الفصل السابع7 والثامن8 بقلم اية العربي

نبدأ بسم الله 

البارت السابع والثامن 

 رواية #حياة_احيت_لي_قلبي

 بقلم آية العربي 


بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم 


اسرعت دون تردد تلتقط منه الصغير باشتياق ... عانقته بحب 



وخوف وقلق بسبب حرارته التى وصلت اليها بمجرد لمسه ... 



اتجهت تجلس على الاريكة مردفة بتساؤل _ ماله بس ايه اللى حصله ؟ ... انا سيباه زى الفل .


اردف عمران وهو ما زال يقف على الباب يطالع طفله بحزن _ 



هو كان محتاجك جنبه ... انا أسف يا حياة على التصرف الغبي 



اللى صدر منى ... لو سمحتى ارجعي معايا ع البيت وانا بوعدك مش هيضايقك تانى .


كانت هى مشغولة مع تلك الصغير حيث قامت مسرعة 



واحضرت بولة بها ماء وملعقة خل وقامت بعمل كمادات خافضة للحرارة تحت



 انظاره القلقة ... كانت تتحرك امامه بخفة وهى تحمل الصغير بيد وبالاخرى تحضر تلك




 الاغراض اما مروة فظلت مكانها حاجزة عنه الطريق احتراماً لعدم وجود زوجها ..


لم تجيب حياة على كلماته بل ظلت تهتم بالصغير ... هي تعلم صعوبة الموقف بالنسبة




 له ولكنها لن تنسى ما فعله معها بتلك السهولة ... كيف لها ان تعود معه هكذا ..


اردف بحزن وتساؤل بلغة رجاء _ حياة ! قولتى ايه ؟ ..


هنا اردفت مروة بحدة _ ترجع ازاى يا استاذ عمران ؟ ... وبعدين حضرتك مينفعش




 تاخدها من هنا من غير اذن عمى يوسف وعوف جوزى ... اللى انت عملته مع حياة ميصحش ابدا .


ارتمى عمران مستنداً على ايطار الباب حتى لا يسقط فلم تعد لديه مقدار ذرة قوة .




.. بكى كأنه لم يبكى طوال حياته مردفاً _ حاسبونى زي ما انتو عايزين ..




. اعملوا فيا اللى يرضيكوا ... اصلا حياتى مبقاش ليها اي قيمة بعدهم ... بس كفاية ان ابنى يبقى بخير ...انا خلاص انتهيت ..


نظرت مروة الى حياة بحزن بينما حياة كانت تتألم من داخلها لألمه ... فما يشعر به ليس بهينٍ ابداً 



.... حاولت تهدأة حالته تلك التى تمزق القلوب مردفة بطيبة _ خلاص يا ابو رحيم انا هاجى معاك ... انا اصلا مقدرش اسيب رحيم وهو بالشكل ده .


هنا وقد أتى عوف من الخارج ينظر له بتعجب ... هو يعلم هويته جيداً ... اسرع اليه



 وهو يسانده قائلا _ عمران بيه ! ... خير يا جماعة في ايه؟ .


وقف عمران معه مطأطأً رأسه بينما اردفت مروة _ عمران بيه كان جاي ياخد حياة لان رحيم ابنه تعبان اوى يا عوف ... انت رأيك ايه ؟ 


دخل عوف وادخل عمران الذى يتحرك كالجسد بلا روح ... جلسوا جميعا فاردف عوف 



بتعقل _ هو انا طبعا معرفش ايه اللى حصل غير ان عمى يوسف جابلنا حياة امانة عندنا



 وقال ان بعد يومين هو هييجي ياخدها ... وانا لازم احترم رغبته وبعدين حياة اختى



 ولازم ابقى متأكد ان المكان اللى هتكون فيه تكون مرتاحة .


اومأ عمران مردفاً بهدوء وقد بدأ يستعيد تماسكه _ بابا عارف 




.. انا كلمته قبل ما اجى سألته ع العنوان ... هو مكانش راضي يقولى ... بس لما عرف ان




 رحيم تعبان اوى وافق ... ممكن تكلمه تسأله بس انا فعلا محتاج حياة ترجع ... عارف ان تصرفى كان غلط جداً ..




. ومش ببرر لنفسى بس انا فعلا حاليا فى اسوء مراحل حياتى 


.. انا فقدت زوجتى وبنتى وحياتى اتحولت فى لحظة فرق 



بين السما والارض ... انا نفسى ساعات كتير مببقاش عارف انا مين 



وبعمل كدة ليه .... بس اللى متأكد منه ان وجود حياة مع رحيم هيفرق معاه كتير وده المهم عندى حاليا .


اردف عوف بحكمة _ عارف ان حزنك على حبايبك لسة فى اوله .... بس لازم تعرف يا عمران بيه ان ده حال الدنيا .... وان الحقيقة الوحيدة اللى فى





 حياتنا هي الموت ... الفراق صعب جدااا بس لازم نكمل ... لازم نقوى بالناس اللى بيحبونا ... لازم نعرف انهم بيتعذبوا لما بيشوفوا




 انهيارنا .... مينفعش نبقى انانيين ونفكر بس فى حزننا ... انا عارف ان الكلام سهل بس صدقنى يا عمران بيه ..




. احنا عشنا فى الدار وشوفنا العجب واتعلمنا ان الحياة مبتقفش عند حد ... انا ومروة وحياة حياتنا مكنتش عادية ابداً ...




 ياما اتحبسنا واضربنا واتهاننا بجد وكل ده علشان كبرنا 



ملقيناش سند ... وبرغم ده متصالحين مع نفسنا ومش بنخلى الحزن يتحكم فينا .




.. انت لازم تقوى علشان خاطر ابنك ... وعلشان خاطر يوسف بيه اللى بيتعذب لما بيشوفك كدة ... عدى المرحلة دى علشان انت عندك مسئوليات .







كان عمران يناظر الارض ولكن يستمع له جيداً فكلام عوف صحيح تماماً ... لابد ان يتمالك نفسه وان كان عليه ان يحزن فليجعل هذا بينه وبين نفسه .


بعد قليل هدأت حرارة الصغير وبدأ يفتح عينه تحت انظار حياة التى ابتسمت له مردفة بحب _ وحشتنى يا رومى .


ضحك الصغير وبدأ يتملل فيبدو ان الادوية وحياة قد اعادو له نشاطه ... اعتدل واقفاً على قدمي حياة وتطلع على الجميع بغرابة بينما هدأت ملامحه عندما رأي والده يطالعه بفرحة بينما اشار له رحيم بيده مردفاً _ بابا .


قبلته حياة على وجنته وهى تقف وتحمله متجهة الى والده تناوله اياه مردفة بهدوء _ انا هغير هدومى واجي معاك بس علشان رحيم ... بس الاول لو سمحت يا عوف كلم عم يوسف واسأله لو وافق يبقى تمام .


اومأ لها عوف وبالفعل اتجهت للداخل بينما اخرج عوف هاتفه وهاتف يوسف مردفاً _ مساء الخير يا يوسف بيه .


اجابه يوسف بهدوء _ اهلا يا عوف ... كنت متأكد انك هتكلمنى ... عمرك ما خيبت ظنى يابنى .


ابتسم عوف مردفاً بتفهم _ طب رأي حضرتك ايه ؟ 


تنهد يوسف مردفاً _ موافق يا عوف ... لتانى مرة هكون انانى وافكر فى حفيدي وصحته بس انا متأكد ان ده هيكون رأي حياة هي كمان ... وبما ان عمران اعتزرلها زى ما وعدنى وهو اللى جالها بنفسه يبقى خلاص .


اومأ عوف مردفاً _ تمام يا يوسف بيه ... بس واجبي كأخ اوصيك على حياة ... هي امانتك وانا مطمن عليها عندك .


اردف يوسف باطمئنان _ طبعا يابنى ... حياة بنتى اللى مخلفتهاش ... اطمن .


اغلق معه واخبر حياة بقراره وبعد قليل كانت تستقل سيارة عمران عائدة معه الى الفيلا بينما الصغير يتوسط قدماها وهي تشاغله بمرح غير مهتمة بنظرات ذلك الذى يقود متعجباً من ردود افعال صغيره مع تلك الحياة ...كان يتمنى ان تبدأ هي بمحادثته حتى يفهم ماذا حدث ولكنها لم تفعل ولم تهتم ويبدو انها قررت تجاهله من الان ... 







وصلا امام الفيلا ودلفا من الباب الخارجى وصولاً الى الداخل ... بمجرد وقوف السيارة اسرعت حياة فى النزول مع الصغير دون انتظاره واتجهت للداخل حيث كان فى استقبالها يوسف وثريا الذين يجلسان فى بهو الفيلا على احد الارائك .


ابتسمت لهما حياة مردفة _ سلام عليكم ..


ردوا عليها السلام بينما اردفت ثريا بفرحة _ وحشتينا يا حياة .


اتجهت حياة تناولها الصغير مردفة بمرح وهى تعتدل _ ملحقتش يا ماما ثريا دول يادوب كام ساعة .


اردف يوسف بحنين _ ثريا معاها حق على فكرة ... ده حتى رحيم وشه بيقول كدة .


جلست بجوارهم تلاعب الصغير الذى يجلس على قدم ثريا بينما دلف عمران يطالعهم بحرج مردفاً بهدوء _ مساء الخير .


ردت ثريا عليه بينما تطلع له يوسف بحزن مردفاً برأفة _ تعالى يا عمران اعد معانا .


كان يوسف يتوقع رفضه ولكن عمران خالف توقعاته حينما اتجه يجلس بجانبه ويتطلع الى صغيره بفرحة وحب ..


اردفت ثريا بمغزى _ الف حمد وشكر لله رحيم احسن بكتير دلوقتى ... مش هتصدقي يا حياة كان عامل ازاي اول ما عمران نزل بيه ... بس واضح انه اتعلق بيكي جداً يا حياة .


ابتسمت حياة مردفة وهى تميل على الصغير تقبل يده _ وانا كمان يا ماما ثريا ... اتعلقت بيه جدا لدرجة انى اول ما شفته كإن روحى ردتلي .


كان يسترق النظر اليها والى حركاتها مع صغيره ... كيف لها ان تتعلق بطفل خلال تلك الفترة البسيطة ... كيف لصغيره ان يعتاد عليها وهو بالاساس يخشى الغرباء ... ماذا يوجد عندها غير موجود عن الاخرين ؟







اردف يوسف بتساؤل _ والدكتور سامح قالك ايه يا عمران .


اردف عمران بحزن وعينه على صغيره _ قال ان عنده حمى ... وده بيأكد انى اب مهمل وكنت هضيع ابنى مقدرش الوم على اي حد هنا غيري انا .


اردف يوسف وهو يربت على يد ابنه _ لاء يا عمران ... انت عمرك ما كنت مهمل ... واي تصرف بتتصرفه فى الوقت الحالى معروف وضعه وسببه ... المهم انك تفوق لنفسك يابنى وتخرج من الدايرة دى في اسرع وقت .


اومأ له عمران ووقف مستأذناً _ طيب عن اذنكوا انا هطلع اوضتى اغير هدومى .


غادر صاعداً الى جناحه بينما ظلت ثريا تداعب الصغير مع حياة ويوسف استأذن الى غرفة مكتبه يطالع بعض الامور بينما هناك اعين تقف فى الاعلى تنظر بحقد وغل على فشل مخططها وعودة تلك الفتاة فهي حقاً تخشاها ولا تعلم السبب .


فى جناح عمران يقف امام المرآة ينظر لذقنه النامية بشكل كثيف .... بما انه لم يجنى من حزنه شيئاً ولا هما تعودتان ولا حياته تستقر فعليه ان يتغير ... سيدفن حزنه بداخله ويرسم الابتسامة على وجهُ مجبراً حتى يرى سعادة اهله ... سيهتم بأموره وطفله وليعتاد الحياة بدونهما ... سيغلق عليهما داخل قلبه ولن يصل احداً الى تلك المكانة مهما حدث .


دلف المرحاض ليغتسل وقد قرر ما عليه فعله .


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》 


فى اليوم التالى استيقظ عمران وكعادته كان يحتضن وسادة زوجته التى تحمل رائحتها والتى يرفض تماماً تغييرها من قبل العاملين على التنظيف ..


قام متجها للمرحاض وبعد نصف ساعة خرج ليستعد لبدء يومه ... خرج من غرفته متجهاً الى غرفة صغيره ليراه ... ادار مقبض الباب ودلف ولكنه تفاجأ بعدم وجود صغيره فى الفراش ... تعجب قليلا وخرج متجهاً الى الدرج ولكنه استمع الى صوت ضحكاته قادمة من غرفة حياة ..







تحرك بتردد حتى وقف امام الباب يتساءل هل يطرقه ام لا ... قرر ان ينزل ويطلب من اسماء هذا الطلب ولكنه تفاجأ بفتح باب الغرفة وخروج حياة وهى تحمل الصغير ولكنها انتفضت حينما تفاجئت به امامها مردفة _ بسم الله .


تنحنح بحرج مردفاً _انا ... انا سمعت صوت رحيم قلت اشوفه قبل ما انزل .


اومأت له بخجل بينما اردف الصغير بمرح _ بابا .


تناوله عمران منها يتحسس حرارته فاردف بفرحة _ الحمد لله حرارته نزلت .


اومأت حياة وهى تتطلع الى رحيم بابتسامة مردفة _ حبيبي رومى شاطر اخد الادوية كلها ومتعبش حياة خالص ..


ثم ضيقت عيناها وتتطلعت الى الصغير مردفة بشك _ مش كدة يا رومي ؟


ضحك الصغير الذى لا يستوعب ما تقوله بينما دفن رأسه بعنق والده بسعادة وها هو والده ينزل به الدرج مردفاً بابتسامة _ ماشي يا حياة انا هاخد رومى وانت انزلى علشان تفطرى .


اتسعت عيناها بصدمة ... هل حقاً تحدث اليها بلطف ونادا طفله بالدلع الذى اطلقته عليه ؟ ... ماذا حدث للعالم يا بشر ... هل عمران الكوفي يبتسم ! ... قررت النزول خلفه فقط لخاطر الصغير ..







《》《》《》《》《》《》《》 


مرت الايام على الجميع تقريبا شهر 

توقفت عبير عن افتعال المشاكل مؤقتاً فقط حتى لا تثير غضب يوسف الكومى الذى يقف لها بالمرصاد وحتى لا ينفذ تهديده ويلقى بها خارج الفيلا .


تعودت حياة على الجميع ونشأت بينها وبين اسماء صداقة وود وبالطبع وجود مروة التى بمثابة شقيقة لها .


رحيم الصغير لم يبتعد عنها لحظة اصبح ينام معها ويستيقظ معها حتى اصبح يناديها بلقبه الذى تعشقه (هايا) .


عمران الذى يبتعد متعمداً عن المكان منذ يومان بعد احساسه بشئ ما يولد بداخله تجاه تلك الحياة التى اعادت للمنزل سعادته بل اضافت عليه مرحها الخاص بها ... حيث تلعب وتمرح مع الصغار وتغمرهم بالحب حتى صغار يحيى احبوها كثيرا وكذلك هي ..


باتت تتعامل معهم كأنها طفلة مثلهم ... حتى ان يوسف تعجب من جنونها الذى يظهر امامه للمرة الاولى ... فقد اعتاد عليها هادئة وحكيمة ولكن يبدو انها تتعامل مع كلٍ على حدا .


لن ينسى عمران تلك اللحظة حينما عاد مبكراً من عمله ودلف غرفته وجدها تختبأ خلف ستار غرفته ... يبدو انها لم تتوقع قدومه فى ذلك الوقت ... لم يتعرف عليها فى بادئ الامر بل لاحظ شيئا ما يقف خلف تلك الستار ويبدو عليه التوتر ... اقترب بتعجب من لديه الجرأة ان يفعلها فهو مانع دخول اي فرد الى غرفته ..


حتى وصل امامها مباشرةً وقام بسحب الستار دفعة واحدة مما جعلها تتسمر مكانها عيناها متسعة وفكها يكاد يصل للارض بسبب صدمتها .... اصبحت فى موقف لا تحسد عليه ..


بينما هو ولاول مرة يتأمل ملامح وجهها الطفولي وعيناها كيف لها ان تكون بهذا الجمال فسبحان الخالق لقد نسى انها تحمل نفس لون عينه ... لاول مرة يلاحظ كم هي طفلة ... 


اردف بعدما ادرك نفسه _ انتى بتعملى ايه هنا ؟ 


توترت وبدأت تتلعثم مردفة _ انا ... انا والعيال .. ك ...كنا بنلعب استغماية ووو.







وفجأة فرت هاربة من امامه بسرعة برقية جعلته يقف مصدوماً من فعلتها الطفولية تلك ... ولكن لماذا لم يغضب عليها ؟ ... لقد تجاوزت الحدود وخطت غرفته وكان عليه ان يحذرها ... لما يبتسم فمه رغماً عنه ..


بعد تلك اللحظة وهو يلعن ويسب نفسه كثيراً حتى انه ارتدى قناع البرود معها واصبح يقضى معظم وقته مع صالح فى الجيم ..


اما هى فلما الانكار ... منذ تلك اللحظة الذى جاء الى باب صديقتها ليأخذها ويعتذر لما بدر منه وقد دق قلبها له ... منذ ان رأت حزنه وانهياره وقد تحركت بداخلها مشاعر له لا تعرف ما هي ولكن صديقتها مروة اخبرتها مؤخراً انها تحبه ... هي لا تعترف بذلك ابداً ... هي تفسر تلك المشاعر على انها رأفة وشفقة ولكنها اصبحت تهتم بشئونه ... تعلم موعد استيقاظه وذهابه وعودته وحتى انها تلاحظ حبه للون الازرق وحبه للاسماك عامةً والكاليمارى خاصةً ...اصبحت تعلم شغفه بالرياضة وتعلم رائحة عطره وتميز ضحكته بين العشرات ... لا هذا ليس حب انما ... انما هو ... لا لا تعرف ولكنه ليس حب بكل تأكيد .


《》《》《》《》《》《》《》《》

فى مطار القاهرة الدولى انتهت اجراءات عودة عائلة احمد الى ارض الوطن مع ابناؤه وزوجته .


كانت بانتظارهم سيارة خاصة ركبوا جميعا وانطلقت بهم حيث فيلتهم القريبة من فيلا يوسف الكومى ..


وقد اخبر احمد يوسف بعودته وها هو يحضر لاستقبالهم لتناول العشاء معهم بعدما اصر على دعوته لكى يراه هو واولاده ..


《》《》《》《》《》《》《》《》《》


فى الجيم يمارس عمران رياضة المشى مع صديقه صالح على تلك الجهاز بينما يتحدث صالح بتعجب _ بردو مش فاهم ايه اللى غيرك كدة ... مانت كنت حلو وكله بقى تمام ... هو احنا ناقصين نكد .







نظر له عمران مردفاً ببرود _ ملكش دعوة بيا خليك فى حالك ...واعمل حسابك انك معزوم عندنا النهاردة على العشا وده امر من يوسف باشا بنفسه .


تهللت اسارير صالح مردفاً بفرحة _ ايه ده بجد ! ... يعنى اخيرا هتحن عليا وتعزمنى ... وبالمرة اشوف حياة ورحيم .


هنا وتبدلت ملامح عمران من البرود الى الحدة مردفاً _ وانت مالك ومال حياة يا صالح .


اردف صالح بصدق _ ابدا يا عمران فضول مش اكتر ... يعنى من كلامك عليها وازاي بتهتم برحيم وهو اتعلق بيها جدا خصوصاً انك قلت انها يتيمة ... يعنى شخصية زى دي اكيد الواحد هيحب يتعرف عليها .


اكمل عمران سيره على المشاية مردفاً بغضب حاول مداراته _ خليك فى حالك واهتم بالانسة سالي اللى انت مش عارف تعترفلها بمشاعرك لحد دلوقتى ... انا مش فاهم ازاى مقدم زيك ومحروج يصرح بمشاعره .


تحمحم صالح مردفاً بحب عندما تذكرها _ ده لانها اخت زميلي يا عمران افندى ... وبعدين تصدق انى غلطان انى حكتلك على سرى ... هتعد تقطمنى بقى ..


ابتسم عمران وهو يوقف الألة وينزل من عليها مردفاً وهو يبتعد _ علشان تبقى تدخل فى اللى ملكش فيه .


بينما اردف بينه وبين نفسه ( قال تشوف حياة قال ) بينما فى نفس اللحظة انب نفسه مردفاً ( وانت مالك انت يشوفها ولا ميشوفهاش تانى يا عمران تاااانى ) .


بينما اردف صالح بذكاء بعدما ابتعد عمران _ فاضل تكة وتعترف يابن الكومي .... حقك تفرح يا صاحبي .


بعد قليل كان عمران يصطحب صالح معه متجهاً الى الفيلا .






《》《》《》《》《》《》《》《》


فى فيلا احمد يقف فى بهو الفيلا التى تم تنظيفها من قبل العاملات اللاتى استأجرهن يوسف بعد مهاتفة شقيقه لتهيأة فيلته كي يستطيعا المكوث فيها .


يردف احمد منادياً على اولاده _ يالا يا اسلام ... يالا يا سارة .


لوت الفت فمها التى تجلس واضعة ساق على الاخرى بغرور مردفة _ مستعجل على ايه يعنى ... كدة كدة رايحين .


التفت اليها مردفاً بهدوء _ من الذوق اننا نوصل بدرى منخليش الناس تنتظر ..


قلبت عيناها مردفة بتكبر _ وياترى اخوك يوسف هيعرف يتعامل معانا ولا هيسيبنا ويمشي زى اخر مرة ؟ 


غضب منها ناطقاً بحدة وهو يحذرها بسبابته _ الفت ... اوعى تقلى منى ومن نفسك عند الناس ... انتى سامعة ؟ .. والا متلوميش غير نفسك .


قاطع غضبه نزول ابنه اسلام ذلك الشاب الذى يبلغ من العمر ٢٨ عام ذو ملامح هادئة وبشرة قمحية ونظرات رجولية مردفاً بمرح _ تمام يا بابا انا جهزت اهو لسة سارة هانم .


نزلت سارة مهرولة وهى تحمل فى يدها الحذاء الخاص بها مردفة _ خلاص انا جهزت اهو بس مش متعودة على المكان لسة .


سارة فتاة فى ال ٢٥ من عمرها طيبة وجميلة وناعمة ومرحة تحب الضحك ..


اردفت الفت بغيظ _ انا مش عارفة محدش فيكوا طلعلى ليه ... طالعين مستهترين زى بباكم .


نظر لها احمد نظرة تحذيرية فوقفت تتأفأف وهي تستعد للمغادرة معهم ..


خرج الجميع من فيلتهم متجهين الى فيلا عمهم سيراً على الاقدام فالمسافة قليلة لا تحتاج الى سيارة .


وصلوا الى هناك ودلفوا من البوابة الرئيسية ومنها الى الداخل حيث كان فى استقبالهم يوسف وثريا ..






اتجه احمد الى يوسف وعانقه بحفاوة كذلك يوسف فهو لم يراه منذ قرابة ال٢٢ عاماً .


ابتعد يسلم على ثريا تلك السيدة التى لم يراها فقط عرفها من خلال مكالماته بشقيقه .


بادلته ثريا السلام بترحاب بينما وقف يعرف عن اولاده مردفاً وهو يشير الى اسلام _ تعالى يا اسلام سلم على عمك ومراته .


اقبل اسلام بفرحة يعانق عمه فهو يتذكره قليلا وبادله يوسف السلام بفرحة كذلك ثريا 

ثم من بعده اتت سارة وبنفس الحماس عانقت عمها وزوجته مردفة بمرح _ العشا ايه بقى علشان انا ميتة من الجوع .


ابتسم يوسف وثريا عليها بينما غضبت الفت التى كانت ما زالت تقف مكانها مردفة بتحذير _ سااارة ! .


نظر لها يوسف بعمق مردفاً بجدية _ ازيك يا الفت ... ايه مش هتسلمى علينا ولا ايه ؟


لوت فمها بابتسامة باهتة مردفة _ الله يسلمك ... لاء ازاى داحنا فى بيتك 


ثم مرت من جانبه وبنفس الابتسامة مدت طرف يدها الى ثريا مردفة بغرور _ اهلا يا هانم .


اومأت ثريا بصمت وتعجب بينما دلفوا جميعا الى الداخل حيث بهو الفيلا للاستراحة قليلا لحين تجهيز العشاء .


اما عبير وزوجها فقد غادرا الفيلا تاركين اطفالهم برعاية حياة واتجهوا لتناول العشاء فى الخارج مثلما ارادت عبير فهى لا تريد مقابلة هذا الرجل فهو خصماً اخر من نفس العائلة .


بعد قليل حضر عمران مع صديقه صالح ودلفوا يسلموا على الجميع وبدأت وصلة التعارف بينما اعجبت سارة بشخصية صالح منذ النظرة الاولى .


دلفوا جميعاً الى غرفة السفرة بعدما تم تجهيزها بكل ما لذ وطاب وجلس الجميع حول الطعام واردف يوسف موجهاً حديثه لعفاف _ عفاف لو سمحتى خلى حد ينادى لحياة .


اردفت عفاف باحترام _ هي بتنيم رحيم وهتنزل حالا يا يوسف بيه .


تساءل احمد بين نفسه عن هوية تلك الحياة ولكنه فضل الانتظار ... 


فى الاعلى نام الصغير بعد عناء فاليوم كان نشيط ومتحمس للعب مع حياة .


كانت ترتدى فستان بلون الازرق بكم قصير ونقوش هادئة على الصدر وينسدل منه اتساع يجعلها كالملاك تتوسطه وتترك شعرها الحريري منسدلاً على





 ظهرها ولم تضع اي مساحيق للتجميل غير القليل من احمر الشفاة مع عطر الفراولة الذى تعشقه ..


نزلت الدرج ومنه الى غرفة السفرة مردفة بارتباك _ سلام عليكم .


التفتت جميع العيون عليها منهم المعجب ومنهم المتسائل ومنهم الا مبالي ...ولكن من



 المؤكد ان نظرات اسلام وصالح كانت واضحة حتى ان عمران الذى يحبس انفاسه من هيئتها قد حسم امره تجاه ذلك



 اسلام من الان فهو غير مرحب به ... اما عن صالح فسيكون هو خصمه فى تمارين 



الملاكمة القادم ولن يحتاج الى كيس الرمل مجدداً .



 نبدأ بسم الله

البارت الثامن 

 رواية #حياة_احيت_لي_قلبي

 بقلم آية العربي 


بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم 


توترت حياة من انظار الجميع الملتفتة اليها فاردف يوسف بحنو _ تعالى يا حياة ... اتأخرتى ليه ؟ 


اتجهت تجلس مكانها مردفة بتوتر _ اسفة جدا ... بس كنت بنيم رحيم .


اومأ يوسف ونظر الى شقيقه مردفاً _ دى حياة يا احمد ... تعتبر بنتى ومربية رحيم .


ابتسم لها احمد بينما اردف اسلام بحماس وسرعة غريبة _ حياة ! ...اسمك حلو اوى يا حياة ... وكمان عيونك .







ضيقت عيناها متعجبة من كلام ذلك الغريب بينما اردفت بغرابة _ شكرا ! .


ضحك يوسف مردفاً بمرح _ واضح انك زى عمك يوسف يا اسلام ... مبقدرش اشوف قدامى حاجة جميلة واسكت .


اردف اسلام بتأكيد ومشاكسة _ طبعا يا عمى يوسف ... الحمد لله انى مطلعتش زى بابا .


ضحك الجميع الا الفت وعمران فهم اكثر اثنان كان الغيظ يتآكلهما ... 


ادعى عمران الثبات مردفاً بغيظ _ بيتهيألى نتعشى بقى استنينا وقت كتير ..


قالها وهو يطالع حياة بغضب كأنه يؤنبها على التأخير بينما هو تأنبيه لشئ آخر ولكن من المستحيل ان يعترف حتى امام نفسه ..


بدأ الجميع فى تناول الطعام .... كان عمران يأكل وعينه تطلق شرارات على تلك اسلام ... فهو منذ جلوس هذه الحياة ولم يزحزح عينه من عليها ... 


لكزه صالح فى قدمه مردفاً بصوت مكتوم _ الولا اسلام ده شكله اُعجب بمربية ابنك .


نظر له عمران بغضب مردفاً _ وانت ايش عرفك ؟


اردف صالح بثقة _ عيب عليك دانا مقدم بردو والمحها وهى طايرة ... بس بصراحة البت بسكوووتة .


صرخ صالح اثر ضربة قوية من قدم عمران نزلت على قدمه جعلت الجميع ينظر اليه بتعجب فاردف صالح بحرج بصوت مكتوم _ انا اسف عضيت على لسانى .


ابتسم عمران بخبث بينما عاد الجميع لتناول الطعام فاردف احمد _ وحشنى الاكل المصري ... ايه رأيكوا يا اولاد .... اكل مصر ليه طعم تانى .


اردفت سارة باعجاب _ حلو جدا يا بابا ... من وقت ما نزلنا مصر وكل حاجة بشوفها حلوة .


نظر اسلام الى حياة واردف مؤكداً _ معاكى حق جداً يا سارة ... كل حاجة فى مصر حلوة اوى .


وصل عمران لقمة غضبه ... حسنناً هو ليس ب ولِي عليها ولكنها لا يصح ان تظهر هكذا ... لا يمكن ان يعجب بها احد هذا سيجعلها تهمل طفله ... هو لا يريد ان يتضرر صغيره بعدما وصل لهذه الحالة ... عليها ان ترتدى اشياءا فضفاضة وتغطى هذا الوجه ... وهذا الشعر .








.. كان عليها ان تظل مع صغيره فى الاعلى ... يا الهى ستجن يا عمران ... ما بك عد الى وعيك يا رجل ... دعها تفعل ما تريد ... انسيت ولاءك ... لاااااا ... لم انساها لحظة ... اااه يا قلبي الخائن ان استمريت على هذا المنوال سأقتلعك من مكانك واطعمك لكلاب حراستنا ... دعها وشأنها فلتفعل ما تريد ... لا تهتم لا بها ولا بشكلها ولا بمن يعجب بها ... انت معزووول تماماً عن هذه الامور ..


كل هذا الحديث النفسى ذهب فى مهب الريح عندما اردف اسلام _ وانتى مرتبطة يا حياة ؟


هنا ولم يتمالك عمران نفسه الا وهو يردف _ حياة رحيم صحى .


نظر له الجميع بتعجب بينما هو اكمل بحرج _ يعنى تقريباً سمعت صوته .


رفعت حياة جهاز التتبع الموصول بغرفة الصغير امام وجهه مردفة بذكاء _ لو صحى هسمعه علطول يا عمران بيه متقلقش .


نظر لها بمغزى ثم اومأ بصمت وعاد لتناول طعامه وضجيج افكاره الذى سيهلكه .






اخيرا انتهى العشاء على خير وصعدت حياة الى الصغير بينما هدأت ملامح عمران وبدأ ينسجم مع الحضور الذين غادروا بعد قليل عائدين الى منازلهم .


استأذن عمران من عائلته وصعد لجناحه بينما تتبع يوسف اثره مردفاً بهدوء الى ثريا _ ثريا مش ملاحظة حاجة فى عشا النهاردة ؟ 


ابتسمت ثريا مردفة بخبث _ هههه دانت نمس ... خططت لكل حاجة ... بس تعرف يا يوسف ... ياريت اللى بتفكر فيه يحصل ... انا خايفة لنكون بنظلم حياة ... لان عمران مش هيتقبل حد فى حياته بسهولة كدة ... ولو اتقبلها هيأنب نفسه وهيظلمها ... علشان كدة فكر كويس يا يوسف ... حياة بنتك بردو .


شرد يوسف فى حديث زوجته فهى محقة تماماً فعمران لن يتقبل دخول احداً حياته بتلك السهولة .


فى الاعلى دلف عمران واغلق الباب واتجه يجلس على الفراش ... تناول الوسادة الخاصة بفقيدته يقربها من انفه مردفاً بحزن ولوم _ عمرى ما هنساكى ... ولا لحظة ولا ثانية ... انتى عايشة جوايا ... مش عارف ليه جوايا حاجة بتاخدنى فى حتة تانية مش عايز اروحلها ..


بس ده بيحصل غصب عنى ... انا فعلا عايز اثبت على حبنا ... عايز اعيش باقي حياتى على ذكرياتنا سوا ... بس ليه دماغي بتاخدنى لفكر تانى ولامور غريبة عليا وجديدة ....


ليه بتسحب لبنت دخلت حياة ابني ... ليه بفكر فيها وليه مبحبش حد يبصلها ليييه ... يمكن علشان متنشغلش عن رحيم بأمور حب وارتباط ؟ ... معقول انا انانى للدرجة دى ... طيب ليه اتعصبت لما قالوا عنها جميلة ... انا عارف ان هي فعلاً جميلة وانا شفتها من زمان ليه ملفتش نظرى جمالها غير دلوقتى ... ليه بحسها مسئولة منى وواجبي احميها ؟ 


تنهد بعمق يرفع رأسه للاعلى طالبا العون من ربه عله يفيق من دوامة افكاره ..


قام بعد مدة من التفكير متجهاً للمرحاض ليبدل ثيابه ويأخذ حماماً بارداً يهدئ عقله .


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》





فى غرفة حياة تهاتف مروة وهى ممتدة على الفراش مردفة بتنهيدة _ ياااا يا مروة ... دانا قلبي كان بيدق بس حاولت ابان جامدة ... بس تعرفي ... انا حاسة انى بكنس في الصحرا ... معقول امتلك قلبه ؟ ... صعب اوى .


اردفت مروة بتأكيد _ انتى مبتعمليش حاجة غلط ... انتى حبتيه بينك وبين نفسك ... ولا انتى من النوع اللى بتدلق وبتتمحون علشان تتمكن .... انتى اهم حاجة عندك كرامتك ... يعنى اللى انا متأكدة منه ان لو انتى كنتى شايفة ان مافيش مشاعر من نحيته ليكي مكنتيش هتتكلمى معايا حتى ..


تنهدت حياة مردفة بتأكيد _ معاكى حق يا مروة .... انا النهاردة حسيت انه غيران من ابن عمه ده ... مع ان هو شاب طيب وانا ارتحتله بس كنت مبسوطة بنظرات عمران ليه ... 


اردفت مروة بنصح _ بس بردو يا حياة خلى بالك كويس ... وخليكي زي مانتى كدة تقيلة ... اوعى تبينيله اي حاجة علشان متتجرحيش يا حياة ... انتى مش اد ألم الحب .


اعتدلت حياة مردفة حينما سمعت نداء رحيم _ ماشي يا مروة سلام بقى انا هقفل .. رحيم صحى .


اغلقت معها وقامت متجهة لغرفة الصغير لتصطحبه معها فيبدو انه افاق من نومه حينما لم يجدها بجواره ..


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


فى اليوم التالى استيقظت حياة بحماس وارتدت فستان بسيط من اللونين الابيض والاسود كما ارتدت حول عنقها ايشارب احمر وتركت شعرها منسدلاً وايقظت رحيم الصغير وابدلت له ثيابه باخرى مهندمة وقامت بتمشيط شعره الغزير بفرشاته الخاصة ثم قبلته برضا مردفة _ يالا بقى يا رومى نبدأ يومنا .


حملته وخرجت ولكنها تفاجئت بخروج عمران من غرفته ... اقترب منها فابتسمت له مردفة _ صباح الخير .


قبل صغيره على وجنته ورد باقتضاب السلام ثم تجاهلها عمداً ونزل للاسفل بينما هى انسحبت الدماء من عروقها وقد تبدل حالها من الحماس والفرحة الى الانزعاج والندم حتى انها تمنت ان تعود الى غرفتها تقضى بها باقي اليوم ولكن بالطبع لن يحدث ذلك فى وجود رحيم ..


نزلت الدرج ببطء ودلفت الى حيث تجمع الاسرة لتناول الفطار ... وقعت عيناها على عبير التى بدورها نظرت لها باشمئزاز وتكبر ... اردفت حياة 





متمتمة بغيظ (جتك الارف هي نقصاكى انتى كمان ... ياما نفسى اجيبك من شعرك اللى شبه عزل البنات ده ) .


جلست فى مكانها واجلست الصغير فى مقعد خاص به بجانبها وشرعت فى تناول الطعام وقد قررت تجاهله مثلما يفعل هو ..


انتهى عمران من فطوره ووقف قائلا باقتضاب _ انا رايح الجيم ... عن اذنكوا ..


ناده الصغير مردفاًبطفولة وهو يشير بيده اليه _ بابا .


اتجه عمران له يطالعه بحب يردف _ نعم يا رومي .


نظرت حياة له بغيظ مردفة _ متقولوش يا رومي .


نظر لها بتعجب مردفاً _ اشمعنى بقى ان شاء الله .


نظرت له بثقة مردفة ببرود _ هو مش بيحب يسمعها من حد غيري ... مش كدة يا رومى ؟


اومأ الصغير مبتسماً يؤكد كلامها الذى لا يفهم معناه بينما هى اعادت نظرها الى الطبق الامامى بثقة متجاهلة حنقه منها ومن طفله ..


نظر لها مطولاً يتأمل طريقتها فى كسب القلوب ثم قرر المغادرة على الفور ..







وصل للخارج بينما هو يستعد لركوب سيارته وجد احدهم يدلف من البوابة الرئيسية ... كان هذا الشخص هو اسلام الذى اتى ظاهراً للافطار مع عمه الذى يود التعرف اليه ولكن باطناً فهو يريد رؤية حياة مجدداً ..


اغلق عمران باب السيارة بعد ان فتحه واتجه الى اسلام يصافحه ببرود مردفاً بحنق _ اهلا يا ابن عمى ... ايه نسيت موبايلك هنا امبارح ولا ايه ؟ 


ضحك اسلام مردفاً بمرح _ ههه لا يا ابن عمى انا جاي افطر مع عمى واتكلم شوية معاه ... بعدين انا نفسى اتعرف عليك انت كمان وعلى يحيى .


اومأ عمران وقد قرر عدم ذهابه الى العمل الان مردفاً _ ومالو اتفضل ..


كان ممكن ان يغادر عمران ولكنه يعلم السبب الخفى وراء مجئ ذلك السئيل وقد قرر عدم الذهاب حاليا .


دلف عمران مع اسلام للداخل حيث انتهى الجميع من الطعام والكل مستعد للمغادرة ...


اردف عمران وهو يطالع والده _ بابا ... اسلام كان حابب يعد معاك انت ويحيى شوية ... حابب يتعرف عليكوا .


اردف يوسف بترحاب _ اهلا يا سولم ... اتفضل يابنى ...


ثم التفت الى يحيى مردفاً _ سلم على ابن عمك اسلام يا يحيى .


وقف يحيى يمد يده لاسلام مردفاً _ ازيك يا اسلام ... حمدالله على السلامة ... معلش امبارح كان عندى شغل معرفتش اكون هنا .







اومأ اسلام بتفهم واتجه بنظره الى حياة التى كانت منشغله باطعام الصغير ولا تبالى بأحد ..


اما عمران فاردف بحدة _ طب ايه رأيكوا نعد فى الجنينة .


نظر له يوسف بخبث مردفاً _ خلاص يا عمران روح انت على شغلك وانا ويحيى هنعد مع اسلام ..


حك عمران رأسه من الخلف بيده مردفاً بحرج _ لاء انا قاعد معاكو شوية ... صالح هيفوت عليا ياخدنى فى سكته ..


ضيق يوسف عيناه مردفاً _ صالح ! ... ايه اللى جاب صالح ليك يابنى ده طريقه عكسنا خالص .


تنهد عمران بضيق مردفاً _ خلاص بقى يا بابا هو تحقيق ...صالح كان فى مكان قريب مننا وهو قال هيعدى عليا ... يالا تعالو نعد فى الجنينة ..


ابتسم يوسف بخبث بينما تطلع الى ثريا يغمزها بأن ما يفكر به صحيح وبالطبع لم تفوت تلك النظرات على تلك العقربة .


اتجه الرجال الى حديقة المنزل وجلسا سويا وبدأت وصلة الحديث والمواقف التاريخية التى حدثت فى ماضي كلاً منهما حتى ان يوسف ويحيى اندمجوا فى هذا الحوار بينما عين اسلام تبحث عنها تلك الفتاة التى اعجب بها من النظرة الاولى ... 


اردف عمران متسائلا بحدة _ خير يا اسلام ... بتدور على حاجة ولا ايه ؟ 


اردف اسلام بمراوغة _ هههه لا يا بن عمى بس واضح انك مهتم بيا اوى .


نظر له عمران بصمت بينما لف نظره لتلك التى تخرج مع صغيره بصحبه ثريا وعبير التى رافقتهن ايضا .


اغتاظ منها ... لماذا خرجت الان ... اولم يكن فى استطاعتها الانتظار قليلا لحتى يغادر هذا المتطفل ..





تهللت اسارير اسلام حينما رأها واردف _ تعالوا يا جماعة اعدوا معانا .


ابتسمت ثريا بوقار مردفة بهدوء _ اتكلموا براحتكوا انتو يا شباب انا والبنات هنلاعب الاولاد هناك جنب البيسين .


وقف اسلام على حاله مردفاً بعبث _ طب يالا انا جاي معاكوا .


امسكه عمران من يده قبل ان يتحرك مردفاً بحدة _ ما تعد بقى يابنى اللا ... انت مش جاي لعمك ويحيى !.


جلس اسلام يلوى فمه بحنق بينما اتجهن السيدات الى مكانهن وجلسا الرجال فى مكان اخر بتلك الحديقة الواسعة ..


مر الوقت ويأس اسلام من رؤيتها مجدداً فقرر العودة الى منزله يبدو ان هناك احدهم يقف له بالمرصاد ..


بينما غادر يحيى الى عمله وظل يوسف وعمران يتحدثان قليلاً عن امور العمل .


على الجهة الاخرى يجلسن كلاً من حياة وثريا على العشب وعبير تجلس على الارجوحة مع طفليها التوأم تنظر لهما بحقد وكره بينما تمثل ابتسامة صفراء حينما التفتت لها ثريا مردفة _ تعالى يا عبير اعدى معانا ... دى حياة كانت بتحكيلي عن -. 


قاطعتها عبير مردفة بتكبر _ معلش يا طنط انا مستريحة هنا وبعدين انا ميهمنيش اللي هي بتحكى عنه .


التفتت ثريا الى حياة تناظرها باعتذار فبادلتها حياة نظرة تعود ولا مبالاه لتلك الامور ..


بعد وقت بسيط اردفت ثريا وهى تقف _ حياة ... انا هدخل انا علشان ظهرى وجعنى ... معلش يا حبيبتى انتى عارفة ان الألم بيظهر فجأة .





اومأت لها حياة بتفهم مردفة _ اتفضلي يا ماما ثريا انتى ارتاحي وانا شوية وهجيب رحيم وادخل ..


دلفت ثريا بينما جلست حياة تداعب رحيم وحولها يحوم توأم عبير التى اغتاظت منهما 




لقربهما من هذه اللقيطة كما تطلق عليها ..


فكرت عبير قليلا ... يبدو انها اشتاقت للمشاكل والمكائد ... نظرت وجدت ان حياة قريبة 




من المسبح وان شغلتها قليلاً فممكن ان تلتهى عن رحيم الصغير ويسقط فى المسبح ويتهمها من فى القصر بالاهمال ومن




 ثم يطردها عمران لانها كانت ستتسبب فى موت الصغير الذى من المؤكد سيتم اسعافه من قبل والده .


اقتربت عبير من حياة التى تداعب الصغير واردفت بخبث _ ايه يا حياة كنتى بتتكلمى




 مع طنط ثريا عن ايه بالضبط؟ ... عن طفولتك اللى فى الملجأ ولا عن مامتك وبباكي ؟ 


وبرغم براكين النار التى احرقت دم تلك المسكينة الا انها ادعت الثبات ورسمت ابتسامة




 مردفة ببرود _ توء توء توء ... مش هتعرفي تستفزيني ... شوفيلك حد غيري .


اغتاظت تلك الحية واردفت بغضب _ انتى فاكرة نفسك مين يا بتاعة انتى ... انتى هنا زيك زي الخدم بالضبط ... لما تتكلمى معايا تتكلمى معايا بأدب .


وقفت حياة تناظرها بعمق مردفة بهدوء عكس نيران غضبها الداخلى _ انا مؤدبة جدااا مع المحترم وقليلة الادب مع قليل الادب .


اتسعت عين عبير بصدمة ورفعت يداها لتصفعها ولكن قبل ان تصل اليها صدتها حياة بيدها 




ولوت ذراعيها مردفة بفحيح وهي تقترب منها _ لو محتاجة دراعك ده متكرريهاش تانى .


القته حياة بعنف وكادت ان تحمل الصغير وتغادر الا ان عبير صرخت مردفة بصوت 




حاد _ لااااا انتى مجنونة ... انتى مش عارفة انا مين .


كانت تتحدث وهى تلمح الصغير يقترب من حافة المسبح فالتفتت الى حياة التى




 تحاول تجاهلها واخذ رحيم واردفت كي تلهيها وهى تهزها بعنف _ ردى عليا بقولك .






كادت حياة ان تعنفها ولكن فجأة انقطع حديثهما حينما سقط شيئا ما فى المسبح ..


ارتبعت حياة والتفتت تنظر حولها ولكنها وجدت رحيم يجلس بعيدا نسبياً وايضا رأته عبير



 التى تعجبت للحظة قبل ان تصرخ مردفة برعب حينما فهمت الامر _ ااابنى ... الحقوونى .


نعم فمن سقط فى المسبحةهو باسل طفلها التى انشغلت عنه لتدبير تلك المكيدة ولكن




 تأتى مشيئة الله فى سقوط طفلها الذى ذنبه الوحيد هي تلك الام .... 





لم تتردد حياة لحظة واحدة والقت بنفسها داخل المسبح وهى لا تجيد السباحة ولكن كل ما فكرت به هو انقاذ الطفل ..


جاء مسرعاً على صراخها يوسف وعمران ولكن عمران وصل اسرع وقفز فى المسبح دون




 تردد واخرج الصغير بمهارة وناوله ليوسف ثم عاد لتلك التى



 تستنجد وتحاول الطفو على سطح الماء ولكنها لا تستطيع ...




 وصل اليها وحملها حتى وصل الى حافة المسبح فساعدها فى 




الخروج وصعد ينهج بعنف وهى ايضاً كانت تسعل بسبب المياة كذلك باسل الصغير ..


كانت عبير تنظر لنتيجة افعالها بصدمة .... لقد حفرت حفرة لها ولكن صغيرها هو من كان سيدفع الثمن .






صرخ بها يوسف مردفاً بغضب _ انتى ام انتى ... ازاي مش قادرة تاخدى بالك من طفل زى ده ؟! .


هدّأ يوسف الصغير الذى كان يرتعش حتى هدأ فى احضان جده بينما عمران كان ينظر 




الى حياة بتعجب مردفاً وغضب منها _ لما انتى مش بتعرفي تعومى ايه اللى خلاكى تنزلي ؟ 





هدأ سعالها واردفت بصدق وتقطع _ مفكرتش فى نفسى ... لما شوفت باسل فى المية كل همى انى الحقه .


نظر لها يوسف بحب واعجاب بينما عمران كانت نظرته مختلفة ... لاول مرة يرى جانبها العاطفي ...



 لقد ادرك ان عاطفتها تلك ليست خاصة بطفله فقط 



ولكنها تشمل الجميع ... كيف لها ان تكون بذلك القلب الكبير



 والعطاء البازخ وقد حرمت اشد حرمان من العطف والحنية ...



 هذه الحياة ... ليست فتاة عادية ... يبدو انها لديها الكثير الذى عليه هو اكتشافه .

                        الفصل التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>