رواية جفت دموعى

الفصل الثالث
بقلم ايمى الرفاعى
الفصل الثالث
رواية جفت دموعي
الشجاعة الوحيده التى تهم هى الشجاعه التى تنقلك من حال إلى حال أخرى
كل أحلامنا يمكن أن تتحقق اذا ما امتلكنا الشجاعه لمطاردتها
...
..............
استيقظ الجميع صباحا على صدمه وقلوب ترتجف خوفا من القادم عند رؤيه خلو غرفه الفتيات وهروبهم تاركين ورائهم قلوب قاسيه غير عابئه بصله الرحم كل مايهما تنفيذ رغباتهم لتخلص من السجن المحتوم
ذمجر محمود بوعيد وغضب....سعديه والبنات راحوا فين
لطمت الجده مولوله....يالهوى خدت البنات وطفشت هنعمل إيه دلوقت يا محمود فى الراجل الى جاى بليل
تهدلت كتفاه ليلقى بجسده على الاريكه واضعا رأسه بين كفيه متمتما بخوف....مش عارف يا أما ...مش عارف أنا روحت فى داهيه
لو اكتشف هروبها هيسلم الشيكات للنيابه وهتسجن..قولولى اعمل ايه
جذت على أسنانها غيظا لتطلق سبابها على من هربت وتركت لهم الحياه ليعثوا فسادا كيفما يشاؤوا قائله....يامين يناولنى رقبتك ياسعديه الكلب .لكولها بسنانى..أنا كنت حاسه أنها هتغدر بينا وتهرب من آخر كلام قالته..هنعمل إيه يا محمود..لازم فى حل
رفع رأسه متطلعا لمن يجاوروه قائلا بأمل واهى....مافيش حل إلا إننا ندبر ولو جزء من المبلغ واستسمحه يقسط الباقى على بال لما أدور عليها وألاقيها....شوفى ياأما أى فلوس معاك وأنت يانرجس هات الدهب الى اشترتهولك هيعمل مبلغ كويس دلوقت
اذدردت ريقها توترا لتستطرد والدته قائله....من عنيه ياحبيبى...من صباحيه ربنا هنزل أسحب القرشين الى كنت محوشاهم لزمن مايغلوش عليك يا حبيبى
ابتسم ابتسامه باهته رامقا من تجاوره تعجبا....وانت يا نرجس ماسمعتش صوتك
بلعت ريقها لتهتز شفتاها بابتسامه صفراء.....أصل بصراحه الدهب بعته
بهت وجهه ليصيح بغضب....إيه بعتيه...ليه وأمتى ومن غير ماتعرفينى
لوحت بيدها لتهدئته قائله بنبره مرتبكه.....كنت هقول لك بس اتلخمت فى موضوعك ونسيت
هدر صوته بغضب متسائلا....وده حاجه تتنسى..بعتيهم ليه
بلعت ريقها توترا من ملامح وجه الغير مطمأنه....بصراحه دخلت بيهم مشروع مع واحده صاحبتى وحبيت أعملهالك مفاجأه .بس زى ما إنت شايف المصايب نازله زى الرز على راسنا
فرك وجه ليجز على أسنانه غضبا....مشروع إيه ده إن شاء الله وفين فلوسه
ألتقطت أنفاسها المرتبكه لتسرد عليه توترا.....مشروع هدوم بنشترى هدوم بالجمله ونبيعها للمحلات وبالنسبه الفلوس إحنا لسه فى الأول يعنى الموضوع مطول معانا شويه على بال لما نطلع بمصلحه منه
ضرب فخذيه غضبا ليسب ويلعن زوجته الأولى كأنها السبب في ما وصل إليه ناسيا من تجاوره بأنها السبب الرئيسى فى هدم حياته الهادئه بطمعها وجشعها....لتهمس بداخلها عند رؤيه حالته قائله بخبث....كويس إن اخترعت موضوع المشروع ده إلا لكنت لقيت نفسى على الحديده..جوازه هم ماطلعتش منها غير بحبه الدهب الى معايا..يالا لما أشوف هترسى على إيه الحكايه....
ليمر اليوم بخوف وقلق على الجميع حتى علم المعلم فتحى بما حدث ليتوعد غضبا لمحمود بزجه في السجن عقابا لما فعلته ابنته لتستعر النار فى قلبه تجاه زوجته متوعدا عند لقائها بمعاقبتها وقتلها بيديه على ما فعلته به......ليتنهى الحال بحبسه لمده سنه بعد محاولات كثيره من جانبه وجانب بعض أصدقائه لمراضاه المعلم فتحى لتقسيط المبلغ ليرفض رفضا قاطعا خاصه بعد هروب العروسه المرتقبه وظهوره.بمظهر سئ واهتزاز صورته وسط أقرنائه فى محل عمله
.........
على الجانب الآخر....بعد مرور أسبوع على اختفائهم وانتقالهم من أكثر من مكان خوفا من الوصول إليهم أستقروا بعد أن باعت قطعه من الذهب كانت قد خبئتها ممن حولها تحسبا للزمن وها قد أتت هذه اللحظه التى احتاجت إليها لتقوم بتأجير غرفه لهم فوق أسطح منزل قديم فى منطقه بعيده قد تعرفت على صاحبته عند بيعها لبعض الملابس التى تحيكها..بعد أن استغاثت بها.وقصت لها ماحدث معهم ليرأف قلبها لها وتقرر مساعدتهم....جلست الفتاتان على أريكه مهترئه الخوف يدب في قلوبهم عند الاستماع لأى أصوات بالخارج خوفا من وصول والدهم إليهم.ومعاقبتهم على هروبهم خاصه بعد خروج والدتهم يوميا بحثا عن عمل يدر عليهم مال لمساعدتهم على الحياه...انتفضت كل منهما عند هدير الباب..لتقترب ورد بخفوت متسائله.....مين
بالخارج...وبأنفاس متقطعه من صعود الدرج المتهرئ قائله....افتحى يا ورد أنا أمك
تنفست الصعداء لتفتح الباب مسرعه سامحه لمن تلتقط أنفاسها بالولوج قائله بلهفه.....عملتى ايه ياماما
جلست بجانب صغيرتها بعد أن أشاحت
وشاح رأسها تبلل شفتاها عطشا قائله ....هات ليه الأول كوبايه مايه الجو حر قوى
أسرعت إلى الداخل ملتقطه زجاجه مياه وسط صحن كبير به بعض قطع الثلج لتمد يدها إليها قائله بلهفه.....اتفضلى ياماما
ألتقطتها منها بأعين تلمع فرحه لتتجرعها دفعه واحده والمياه تتساقط على صدغها من لهفتها.عند انتهائها وضعتها جانبا مبتسمه براحه داعيه لها بحب....ربنا يسقيك ويطعمك من خيره ياحبيبتى
انتظرت كل منهما بلهفه حديث والدتهم وماذا فعلت لتستطرد قائله برضا...الحمد لله يا بنات ربنا فضله واسع أم حسن شافت ليه شغلانه عند واحد معرفه ليها عنده محل خياطه حريمى ولما شاف شغلى عجبته ومن بكره هنزل معاه
جلست بجانبها بأعين تلمع اسفا.....أنا اسف ياماما أنا السبب فى بهدلتكم
ألتفتت إليها رافعه حاجبها استنكارا وضيقا لتربت على يدها......السبب في ايه يابت ده الى كان لازم يحصل من زمان .بس أنا إلى أتأخرت افتكرت إننا بنحمى نفسنا من كلام الناس وبنتسند على حيطه تحمينا بس طلعت حيطه مايله .أنا الى عايزاكم تسامحونى على ضعفى وقله حيلتى بس خلاص من هنا ورايح هحافظ عليكم وهحميكم من أى حد لغايه لما أوصلكم لبر الأمان وتحققوا كل الى نفسكم فيه
أراحت رأسها على صدرها لتضمها الاخرى بعد أن سمحت لابنتها الصغرى بالاقتراب متنهده براحه وتصميم....أوعدكم ياحبايبى مش هسمح لحد يعذبكم تانى ولا يغصبكم على حاجه بغير رضاكم...وأنتم كمان توعدونى إنكم ترفعوا راسى وتنجحوا في دراستكم وقتها هحس إن مسكت السما بأيديه
تمتمت كل منهما بوعد لتحقيق مرادها قائلين....نوعدك يا ماما إننا نكون سبب فرحتك دايما ومانسمحش لحد يشمت فيك ونعوضك كل تعبك وعذابك السنين الى فاتت
ابتسمت براحه مقبله أعلى رأسهم براحه ورضا.....ان شاء الله
.......................
بالأسفل.....داخل شقه صغيره تجلس سيده بجانب زوجها الحاج محمد أمامهم كوبان من القهوه يرتشف كل منهما على حدى باستمتاع ليدلف إليهم وحيدهم من غرفته يفرك عينيه من أثر النوم قائلا بعد أن جلس مقابلهم بابتسامه بلهاء......ازيكم يا عصافير الكناريا
رفعت حاجبها امتعاضا لتلوى شفتيها سخريه.....أهلا كويس إنك لسه فاكرنا
ألقى لها قبله فى الهواء ضاحكا....أنا أقدر أنسى بطتى وحبيبه قلبى
امتعض وجه من يتابع سخريتهم ملقيا عليه وساده صغيره بجانبه.....ماتلم نفسك يالا بتعاكس مراتى قدامى
تفادى الوساده ضاحكا.....ماتزعلش ياحجوج هدعلك معاها هو أنا أقدر على زعلك
ضرب كفيه غيظا قائلا بسخريه....شوف الواد .قوم يا حسن الله يسهلك شوف وراك إيه بدل ما إنت قاعد على قلبنا كده
ضرب على صدره بولوله مصطنعه كاتما ضحكته.....هى ده أخرتها عايزين ترمونى في الشارع ماكنش العشم...هو علشان أنا غلبان وماعنديش قريب ولا حبيب .اه يانى ياغلبان أنا
رشفت من فنجانها متكئه على وسادتها قائله بسخريه....خلصت مسرحيه كل يوم...قوم يا حبيبى شوف مذاكرتك وكفايه دوشه عايزه اقعد مع أبوك لوحدينا ..وأعمل حسابك أوضه السطوح أجرناها يعنى ماتطلعش فوق
قطب جبينه استنكارا.....ايه أجرتوها لمين..وبعدين إنتم مش عارفين إن كنت بحب أقعد فيها مع أصحابى
تنهد بنفاذ صبر ملتقطا فنجانه.....خلاص يا حسن ناس وقصدتنا فى أوضه وماقدرناش نقول لا...ابقى هات الى إنت عايزه هنا فى أوضتك قوم يالا شوف وراك ايه
لوى شفتيه امتعاضا ليستقيم فى وقفته قائلا....ماشى أنا هدخل اغير هدومى ونازل أقابل صحابى
أشار إليه بوعيد.....ماتتأخرش...إلا مش هفتحلك الباب وأبقى شوف هتنام فين
جز على اسنانه غيظا ليبرطم بعد أن أولى ظهره إليهم.....نفسى يحسوا إن بقيت كبير مش لسه عيل عنده عشر سنين
زمجر والدهم بصوته الأجش جعله يسرع بخطاه ضاحكا قائلا...خلاص داخل أهو ماتزعلش يا كبير
ضرب كفيه ضاحكا على مشاكسته لهم دائما لتبتسم من تجاوره بحب على هذه الهديه التى حاباها الله لها بعد سنين عجاف ظنت بأنها ستعانى مراره فقدان الابن ليهاديها بطفل أصبح قره عينيها هى وزوجها رفيق درب حياتها...انتظرت انتهائه من فنجانه لتستطرد قائله بحزن على القابعه في الغرفه فوق سطوح منزلهم....قلبى واجعنى قوى على الست سعديه وبناتها..مش قادره أصدق حد يعمل كده فى بناته .مش ممكن يكون عنده قلب.. الناس بتتمنى ضفر عيل وهو ربنا رازقه بوردتين أدب وأخلاق وعلام وبعد كل ده عايز يدفنهم بالحيا..كويس إنها لحقت نفسها وهربت منه..إلا يا عينى كانت اتحسرت على بناتها
ذم شفتيه ضيقا ليتمتم....ربنا يهديه ويرجع عن طريقه ويقدر النعمه الى كانت فى أيده
لوت شفتيها امتعاضا....قول ربنا ياخده...المهم أنا كلمت الحاج مصطفى يشغلها عنده فى المشغل والراجل رحب ربنا يعينها على تربيه بناتها.وانت يا حاج لما تبقى تشوف بناتها أبقى كلمهم وطمنهم إنهم مش لوحدهم
ربت علي يدها بحب....ماتقلقيش.أنا حبيبتهم من كلامك عنهم...المهم إنت مالك انهارده محلوه كده ليه إيه السبب ياترى
ضحكت بخجل لتنكزه في كتفه بلطف قائله....بطل تكسفنى..إنت إلى عنيك حلوه ودايما شايفنى حلوه...كبرنا بقى ياحاج
ضمها إليه بحب قائلا....فشر مين الى قال إنك كبرتى ده إنت بتحلوى كل يوم عن إلى قبله..من يوم مادخلتى حياتى وأنت خلتيها جنه ربنا مايحرمنى منك
تمتمت برضا وحب لتشاركه دعاءه....ولا منك ياعشره عمرى
..............
على الجانب الآخر.....تتمدد أم محمود على فراشها فقلد أنهكت صحتها منذ دخول ولدها السجن تشعر بالحزن والنقم على من تسببت بزج وحيدها وراء القضبان غافله بأنها السبب وراء كل ذلك من طمعها وجشعها .استرقت السمع عند هدر باب منزلها لتنادى بصوت ضعيف....نرجس..إنت يا وليه
دلفت بخطواتها الممتعضه تسند بظهرها على باب الغرفه قائله بضيق.....نعم ياحماتى
قطبت جبينها استغرابا عند رؤيتها مرتديه الخروج قائله....كنت فين
تخصرت بضيق لتهز قدمها بوجه ممتعض....كنت بره خرجت أشم شويه هوا و لا ده كمان مش مسموح
هدر صوتها بغضب من طريقه ردها قائله بنبره معنفه لها.....اه مش مسموح ياحلوه .لما جوزك يبقى محبوس يبقى تلمى نفسك فى بيتك وتاخدى ابنك الى رامياه فى حضنك بدل سرمحتك فى الشوارع
تخصرت بغضب لتجز على أسنانها غيظا مشوحه بيدها الأخرى .....لا عندك أنا مش سعديه الهبله الى هتسمميها بكلام وهتسكتلك ..أنا لوله محمود كنت رميتك بره .مالكيش تلاتين لازمه وعبء عليه..فخليك حلوه وحطى لسانك جوه بقك ومالكيش دعوه بيه خالص
شحب وجهها لتتسع عيناها غير مصدقه ما قيل لتقذفها بسباب قائله.....انت اتهبلت يابنت....أنت نسيتى نفسك يالى لمناك من الشوارع
جزت على أسنانها غضبا.....هبل لما يهبلك ياوليه عقربه مافيش مكان بتقعدى فيه إلا لما بتخليه حريقه.أنا مستحملاك بس علشان ست كبيره غير كده كنت عرفتك مقامك فلمى نفسك علشان الواحد مش طايقك أصلا..ومن هنا ورايح مالكيش دعوه بيه بروح فين وباجى منين..ماشى
..
لتستدير غضبا تاركه وراءها من تشتعل غيظا ونارا على من سمحت لها بالدخول لحياه ولدها ظنا منها بأنها ستسعده وتعطيه الولد الذى سيعضد ظهر ابيه لم تتصور ويأتى فى مخيلتها بأنها تزرع حيه في بيتها ستلدغهم وتكون هى أول ضحاياها...لتشعر ببعض الندم عند تذكرها سعديه وطيبه قلبها وصموتها على ماكانت تفعله في حقها لتدرك كما تدين تدان.وستسقى من نفس كأس المراره والظلم كما أسقته لأولاد ابنها
دلفت لغرفتها بغضب صافعه الباب وراءها محدثا دويا عاليا تفرك يديها غيظا وهى تجز على أسنانها متمتمه.....وليه عقربه هتقرفنى في عيشتى.وبعدين بقى هتفضل مرقبانى كده كتير .مش هعرف أخرج براحتى وهتشتكينى لمحمود...لا أنا فى أول زياره هشتكيله من أمه وهخليه يشدها ووقتها مش هتقدر تفتح بقها معايا
لتتمدد بأريحيه بابتسامه حالمه عند تذكرها الساعات الماضيه التى قضتها مع صديق زوجها متذكره همساته وغزله الذى يجعلها تشعر بأنوثتها افتقدتها مع زوجها الحالى خاصه بكثره المشاكل التى واجهتها وقله الأموال بين يديه ليوسوس لها شيطانها متحدا مع شيطانه لتشرع فى ألقاء نفسها بين أحضانه غير عابئه بنهايه طريقها ولا خيانه عرض زوجها.لتغلق عينيها متنهده بسعاده متمنيه لقائه مره أخرى
.............على أعتاب منزلهم الجديد تتهاوى بخطواتها المرتبكه فمنذ يوم هروبهم وباتت تشعر بالخوف فى كل خطوه تخطوها خارج شقتهم الصغيره خوفا من لقاء والدها....أجفلت على صوت جارهم الحاج محمد ينادى عليها بابتسامته البشوشه ألتفتت إليه بابتسامه متوتره ليردف قائلا.....صباح الخير ياعروستنا..عامله ايه يارب تكون مبسوطه عندنا
فركت يدها توترا لتهتز شفتاها بابتسامه هادئه.....صباح الخير يا عم محمد...الحمد لله
بادلها الابتسامه قائلا......تستاهلى الحمد..أنا مش عايزك تقلقى من أى حاجه اعتبرينى زى والدك ولو احتاجتى حاجه أنا موجود..أنت زى بنتى.وأم حسن بتحبكم قوى .وأنا أى حد أم حسن بتحبه أنا كمان بحبه
ضمت حقيبتها لصدرها لتهز رأسها بابتسامه....ربنا يخليك .وإحنا كمان حبناها ربنا يخليكم لبعض
ابتسم بحبور.....ويخليك يابنتى يالا علشان ماعطلكيش .هتلاقى العربيات بتحمل من على أول الشارع
اومأت برأسها لتستدير دانيه بنظراتها الى الأسفل خائفه من ظهوره لها فى اى وقت...أثناء سيرها شد انتباهها طفله صغيره تحتضن كف يد والدها وبيدها الأخرى قطعه من الحلوى تتلذذ باستمتاع وعينيها ترسل عباره شكر لمن يجاورها بعد أن ربت علي رأسها بحنان مهديا لها ابتسامه حب....شعرت بسخونه تجتاح وجنتها لتجفف عبراتها سريعا متذكره جفاء والدها وصلابه قلبه لتتنهد بحزن مسرعه بخطواتها هربا من جحيم ذكرياتها...لتصتدم أثناء سيرها بجسد صلب جعلها ترتد للخلف بأسف قائله....اسفه
ابتسم ابتسامه ماكره ليغمز لها ساخرا....ولا يهمك ياعسل
قطبت جبينها ضيقا من سخريته لتسرع فى خطاها قبل أن يتمادى في سخافته..اقترب منه صديقه ليخرجه من شروده بضربه على مؤخره رأسه قائلا.....اتأخرت ليه يافالح
فرك رأسه بألم ليضيق عينيه غيظا منه قائلا....ايدك تقيله يا عم مابراحه عليه...بس قول ليه هى الحاره آحلوت كده امتى .أخيرا في وشوش جديده نورت منطقتنا
ضيق عينيه استغرابا ليجذبه من يده مسرعا للحاق بسياره تقلهم قائلا....أنا مش فاهم منك حاجه . يالا بس علشان اتاخرنا على أول محاضره
...............................
داخل أروقه السجن ..يجلس بملامح حزينه وجسد هزيل فى مقابله والدته تربت على يده بحزن...عامل ايه يا حبيبى
فرك وجه بحزن ليبتسم متهكما.....هكون عامل ايه أهو قاعد متبهدل سيبك منى أهى أيام بقضيها المهم الواد أحمد عامل ايه وحشنى ماجبتهوش معاك ليه
ابتسمت ابتسامه حزينه دانيه برأسها....ماحبتش أجيبه ويشوفك هنا .بكره تطلع بالسلامه وتشبع منه زى ما إنت عايز
أرجع رأسه الى الوراء متنهدا بحزن....يا عالم هلحق أشوفه ولا لأ
قطبت جبينها ضيقا لتلتقط يده بحزن....بعد الشر عليك يا حبيبى .بكره تخرج وتنور بيتك سيبك من الكلام الخايب ده ..أنا عملت ليك شويه اكل يرم عضمك يستاهلوا بقك
ابتسم ابتسامه باهته ملتفتا بعينيه حوله قائلا بضيق....أما علشان خاطرى سايسى أمورك مع نرجس .مش عايز مشاكل ماتخلونيش قلقان عليكم .كفايه الى هربوا
لوت شفتيها ضيقا لتجز على أسنانها غضبا.....ليه هو أنا عملت حاجه هى المحروسه اشتكت لك..ده هى الى وليه عايزه قصف رقبتها كل يوم والرايح خارجه وسايبه ابنها ولما أكلمها تقولى مالكيش دعوه أنا معرفه محمود
زفر بضيق قابضا على يده قائلا....معلش استحمليها أكيد بتخرج علشان مشروعها مع صاحبتها الى كانت قالت عليه...معلش يا أما خليك إنت العاقله مش عايز أبقى قلقان عليكم كفايه الى أنا فيه
كتمت غيظها لتنبت على ثغرها بسمه صغيره قائله....حاضر يا حبيبى هستحملها على بال لما تخرج بالسلامه..ماتشغلش بالك المهم خلى بالك من صحتك
أسبل جفنيه بحزن لتربت على يده تشجيعا مع ابتسامه صغيره بأنها محنه وستمر وسيلج منها بأفضل حال
...........................
فى نهايه اليوم.....ولج من غرفته على طرقات على باب منزلهم بعد أن نادت عليه والدته بأن يرى من الطارق..ابتسم لمن تطالعه بملامح طفوليه تقف بخجل وبيدها صحن من الحلوى قطب جبينه متسائلا.....اهلا يا قمر عايزه مين
مدت يدها له بالطبق قائله.....اتفضل ماما باعته طبق الرز بلبن لخالتى
ألتقطه منها قائلا....تسلم إيد ماما..تعالى اتفضلى .بس الأول ماقلتيش اسمك إيه
فركت يديها خجلا قائله بنبره هادئه....نور
ابتسم بحبور قائلا....عاشت الاسامي يا برنسيسه نور وأنا حسن .ايه رأيك نبقى أصحاب.إنت في سنه كام
أرجعت خصله متمرده وراء أذنها قائله بهدوء....فى سنه خمسه
هدر صوت والدته بالداخل متسائله عن هويه الطارق ليلتف برأسه قائلا....ده نور
تقدمت إليهم تزيحه جانبا جعلته يتذمر بغضب مصطنع....ياماما بوظتى برستيجى قدام عروستى
ضحكت بخفوت على مزاحه لتبتسم لمن تقف أمامها قائله...تعالى يا نور ياحبيبتى إيه الى موقفك على الباب..ماتوسع يالا خليها تدخل
أشار إلى نفسه ليرفع حاجبه تذمرا.....أنا يتقال ليه ياولا الباشمهندس حسن يتهزق..اه يا زمن
كتمت ضحكتها بخجل ليرمقها بنصف عين قائلا بحزن مصطنع.....بتضحكى عليه يانور هى ده أخرتها ماكنش العشم..طعنتينى فى قلبى ماكنتش أتخيل أن الضربه هتيجى منك
ارتفعت ضحكاتهم على طريقته المسرحيه لتقطع وصال مزاحهم من تصعد بملامح باهته تنادى على شقيقتها بنبره خاويه....نور
ألتفت كل من الواقفين لتستطرد أم حسن قائله بموده.....تعالى ياورد ..تعالى يا حبيبتى
ابتسمت بخجل تهرب بنظراتها من يتفحصها قائله....شكرا يا خالتى عن اذنكم
لتسحب يد شقيقتها بعد أن ودعتهم من تتابعهم بعينيها تتنهد حزنا على حالهم....دلفت الى الداخل ووراءها ولدها متسائلا....هما دول الى ساكنين فوق
ربعت قدميها بحزن..ليجلس أمامها وبيده طبق الارز باللبن يتلذذ بمذاقه لتجيب قائله.....اه هما ياعينى عليهم بنات زى الورد بس حظهم قليل
قطب جبينه استغرابا متسائلا....ليه مالهم
هزت رأسها ضيقا لتقص عليه قصتهم تحت نظرات الضيق من عينيه مردفا بضيق.....مش ممكن فى أب كده دول بناته لما هو يعمل فيهم كده هينتظروا إيه من الناس
زفرت بضيق لتتكأ بذراعها على وساده صغيره وراءها قائله......حسبى الله ونعم الوكيل فيه ربنا ينتقم منه لما يضطروا يهربوا فى أنصاص الليالى علشان مايدبحهومش .لو كنت شوفتهم يوم ماكلمتنى أمهم وشوفت نظره الرعب الى كانت ماليه عنيهم كانوا صعبوا عليك....حسن حبيبى خلى بالك منهم وحط عنيك عليهم علشان هما لسه جداد في المنطقه وممكن حد يضايقهم...اعتبرهم أخواتك
أشار إلى عينيه قائلا بجديه.....من عنيه يا ست الكل إنت تؤمرى
ليلتقط يدها طابعا قبله حب قائلا....ربنا يخليك لينا .أهو أنا بحبك من شويه
نكزته في كتفه ضاحكه....يابكاش....وأنا كمان بحبك ياضى عيونى...روح يالا أغسل الطبق الى فى ايدك ماشاء الله عليك خلصته فى قاعده واحده مالحقتش أدوقه
ارتفعت ضحكته على مشاكستها قائلا بنصف عين ليغيظها.....أصله بصراحه طعم حلو قوى
ضيقت عينيها متسائله بنبره ماكره.....أحلى من بتاعى
صمت قليلا ليتراجع إلى الخلف كاتما ضحكته قائلا.....بصراحه اه
ليهرول مسرعا إلى الداخل تحت سبابها وضحكاتها على مشاكستهم سويا لتبتسم بحب على عطاء الله وهديته التى أدخلت على قلبها السرور داعيه المولى بحفظه من كل شر
.....
......
..بالأعلى....تلتف كل منهما حول طاوله صغيره يترص أمامهم بعض من أطباق الطعام لتمد كل منهما يدها لتشرع فى تناول ما أمامهم استطردت سعديه متسائله ابنتها الكبرى....عامله ايه يا ورد فى كليتك
هزت رأسها بلا مبالاه قائله وهى تلوك ما بفمها.....عادى ..أنا بفكر أغير الكليه
تيبست يدها فى الهواء لتفغر فاهها غير مصدقه ما سمعت قائله.....بتقولى إيه إنت اتجننتى..بعد كل الى عملته عايزه تكسرينى...ليه إيه الى حصل
نفضت يدها بضيق رافعه رأسها لتلمح الأخرى نظرات الحزن المتلألأه فى عينيها.....الى حصل .إن تعبت واحساس الذنب بيموتنى وأنا شايفاك بتسهرى طول الليل بتخلصى شغلك وعنيك الى تعبت وصحتك الى فى النازل....لا أنا هشوف كليه تانيه مصاريفها أقل تريحك وتريحنى
ضربت بيدها على الطاوله محدثه صوتا عاليا جعلت الفتاتان ينكمشوا بخوف من نظراتها وغضبها لتردف بغضب....وأنت مالك كنت اشتكيت ليك..أنا استحملت العذاب والذل علشان أشوفكم أحسن حاجه فى الاخر عايزاهم يشمتوا فيه .حرام عليك .ده إنتم الفرحه الوحيده اللي فى حياتى حتى ده مستكترينها عليه
سقطت دموعها ملتقطه يدها برجاء.....أنا خايفه عليك..أنت عارفه إننا مالناش حد إلا إنت ..أنا مابقتش عايزه حاجه من الدنيا إلا أنك تفضلى معانا
نفضت يدها بضيق لتتوحش ملامحها قائله بإصرار....بس أنا عايزه...عايزه أشوفكم زى مااتمنيت.....عايزه أثبت لابوك إن البنت بمليون راجل...إنه خسرنا يوم ما باعنا
لتلتقط يدها برجاء وتوسل قائله بنبره حزينه...أوعدينى ياورد إنت ونور ..تنجحوا وترفعوا راسى وتثبتوا للكل أن سعديه عرفت تربى..ساعتها هحس إن ملكت الدنيا
ارتمت كل منهما فى أحضانها وسط تنشج بكائهم مرددين....نوعدك ياماما نرفع راسك ومايشغلناش حاجه فى الدنيا غير مذكراتنا
شدت من احتضانهم وعينيها للأعلى مردده بخفوت.....يارب