رواية جفت دموعى

الفصل الرابع
بقلم ايمى الرفاعى
كن مع الله اذا أخذ منك ما لم تتوقع ضياعه فسوف يعطيك ما لم تتوقع أن تملكه يوما
.......................
تأتى الفرح من حيث لا يحتسب الحياه ليست ما نعيشها ..بل كيف نراها.......
زغاريد عاليه وصياح فرحه أطلقتها سعديه فرحه ببكريتها بعد اجتيازها اختبارات العام الأول بتقدير جيد.ألتقفتها في أحضانها وهى تزرف دموع الفرح قائله.....أنت ماتعرفيش فرحتى انهارده بيك قد إيه.
..أنا لو أطول أجيب لك نجمه من السما على رفعتك لراسى مش هتأخر....قولى نفسك فى إيه وأنا اجيبهولك علطول
ارتدت الى الوراء قليلا مقبله يدها بحب......أنا مش عايزه حاجه غير أشوف ابتسامتك وفرحتك الى بتنور حياتنا...أنا مبسوطه بنجاحى علشان قدرت إن أكون السبب فى فرحتك..انت أغلى حاجه فى حياتى.ربنا مايحرمنى منك
جذبتها لاحضانها مره تانيه متنهده براحه ورضا....ولا منك يا ضى عيونى
أثناء حديثهم هدر طرقات على باب منزلهم لتتجه نور مسرعه لمعرفه من الطارق..ابتسمت لمن تقف أمامها متسائله.....ايه الزغاريد الى عندكم ده يانور فرحونى معاكم
ابتسمت بفرحه قائله.....ورد نجحت
أشرق وجهها لتطلق الزغاريد جعلت من بالداخل يلجوا إليها لتشاركها الزغاريد فرحه جذبت من تقف بجانب والدتها لاحضانها فرحه قائله.....ألف مبروك ياعروستنا..ألف مبروك
ابتسمت سعديه بعد أن افسحت لها الطريق بالدخول قائله....الله يبارك فيك يا أم حسن..تعالى ادخلى اشربى حلاوه نجاحها
لوحت بسبابتها عاليا قائله بحب حقيقى نابع من قلبها.....لا حلاوه نجاحها عندى هو أنا هلاقى أغلى منها...انهارده غداكم عندنا..وكمان هوزع حاجه ساقعه وشربات على أهل الحاره علشان كله يعرف بفرحتنا بدكتورتنا العسل
هزت رأسها حرجا لتبتسم بحياء وخجل من كرمها قائله.....كتير يا أم حسن .معلشى خلى الغدا علينا
قطبت جبينها ضيقا لتهز رأسها رفضا....والله ما يحصل أنا خلاص ندرتها إلا لو بتعتبرينى غريبه عنكم
هزت رأسها نفيا لتبتسم بحب قائله.....لا طبعا إنتم بقيتم أكتر من أهلنا ..أنت ماتعرفيش غلاوتكم عندى قد إيه ربنا يديم المعروف
ابتسمت بعد أن جذبت الصغيره بجانبها قائله .....يارب يا حبيبتى.أنا هاخد معايا نور تساعدنى وعلشان ماتزعليش هنفرش هنا على السطح وناكل سوا
هزت رأسها موافقه لتتقدم بجوارها قائله....ماشى بس أنا هنزل أساعدك .يالا يا ورد معانا
رفعت حاجبها رفضا لتربت على كتفها بحب....لا ورد انهارده عروستنا وإحنا الى تحت أمرها ده يوم المنا لما ندلعها يوم نجاحها...ادخلى ياحبيبتى ريحى جسمك إنت تعبتى السنه ده فى المذاكره والعصر كل حاجه هتبقى جاهزه..يالا يا أم ورد خلينا نلحق نجهز الغدا
أسرعت كل منهما لتغلق وراءهم باب غرفتها مستنده عليه متنهده براحه وفرحه على هذه العائله التى حاباها الله لها بعد فقد الأهل
.بالأسفل ...الجميع يعمل على قدم وساق بحب وفرحه لينتهوا في تجهيز الطعام حاملين إياه الى الأعلى ليلتفتوا جميعا حوله برضا وحب
بسطت ورد حصيره كبيره لتساعدها شقيقتها بفرحه بعد صعود الجميع واضعين أطباق الطعام منتظرين قدوم الرجال...تنحنح الحاج محمد بصوته الأجش ليدلف بعد أن سمحت له زوجته بالدخول قائله.....تعالى يا حاج.آمال الواد حسن فين
دنى برأسه حتى دلف بهدوء قائلا....جاى ورايا..مبروك يا ست البنات عقبال الشهاده الكبيره
ابتسمت بعد أن مدت يدها اليه بوساده صغيره ليريحها وراء ظهره قائله.....الله يبارك فيك ياعمى
دلف إليهم بزوبعته وبيده طبق من الحلوى قائلا.....خيانه بتاكلوا من ورايا
نكزته في كتفه ضاحكه بعد أن ألتقطت منه طبق الحلوى قائله....ماتخافش لسه مابدأناش..المهم وزعت الشربات على أهل الحاره
هز رأسه بعد أن جلس بجانب صديقته الصغيره قائلا بمزاح.....أينعم وكله بيبارك لدكتورتنا الانسه ورد ..خلى فى علمكم أنا بدأت أغير أنا برده ناجح وماحدش عبرنى غير عروستى الحلوه
ليغمز لها بنصف عين ويمد يده إليها بقطعه شوكلاته جعلتها ابتسمت بفرحه ملتقفه إياه....ده ليه
ربت علي رأسها بحنان....طبعا ليك يا أحلى نور
ترقرقت الدموع في عين سعديه لتنقى صوتها بموده....ألف مبروك يا باشمهندس سامحنى فرحتى بورد نستنى أبارك لك اسفه..ماتزعلش
ضحكت أم حسن على طيبه هذه السيده لتقرصه فى كتفه جعلته يتأوه لتردف قائله....هى دخلت عليك المسرحيه الى عملها ده استاذ فى التمثيل..آمال مين الى لسه واخد فلوس انبارح ومتفسح مع أصحابه بمناسبه نجاحه..ماتصدقهوش ياحبيبتى ده طالع واكل نازل واكل
أشاح بيده بمشاكسه قائلا.....ايه يا ست الكل ماتخليك محضر خير كنت عايز أطلع منها بمصلحه
قطبت جبينها تساؤلا لتضحك أم حسن قائله.....ياواد هياخدوا عنك فكره سيئه
لتلتفت لمن تجاورها قائله.....أصله يا ستى من يوم ماأكل طبق الرز بلبن الى بعتيه وهو هيتجنن عليه أصل انت ماتعرفيش هو بيحبه قد إيه
ابتسمت بموده مشيره لعينيها قائله....أنت تؤمر..ياسلام من عنيه أعمل لك حله بحالها
صفق بيديه فرحا لترتفع ضحكات الجميع على فرحته ليمضى اليوم بسعاده على قلوب هذه العائله الصغيره التى أضناها الحزن أياما ليعوضهم الله بجيره أحاطتها بحبهم لتطبطب على قلوبهم وتريحهم من عذاب أرهق أرواحهم
بعد.انتهاء الأمسية وهبوط جيرانهم ألتفت سعديه لابنتها ماده يدها إليها بلفافه جعلتها ترفع حاجبها تساؤلا...ايه ده ياماما
ربتت على يدها بحب قائله.....ده هديه نجاحك يا عيون ماما
ابتسمت بفرحه لتمد يدها بداخل اللفافه .اتسعت عيناها ذهولا لتطلق صيحه فرحه مقتربه منها شقيقتها وهى تصيح.....تليفون
اومأت برأسها فرحه لتعابير وجوههم قائله....تليفون يا حبيبتى أنا عارفه إنك نفسك فيه من فتره كنت عامله جمعيه وأول ماقبضتها صممت أجيبه ليك إنت دلوقت فى جامعه ودكتوره والى معاهم تليفون مش أحسن منك
ترقرقت الدموع في عينيها لترتمى فى أحضانها وهى تتمتم بحب ....ربنا مايحرمنى منك يا ست الكل
مسدت على شعرها جاذبه ابنتها الأخرى لاحضانها......و لا منكم يا حبايب قلبى
...........
على الجانب الآخر
تتمدد على فراشها بأريحيه وبيدها هاتفها تتحدث من خلاله قائله....حبيبى وحشتنى معلش مش هعرف أجيلك اليومين دول ماانت عارف محمود خارج بعد بكره ..ماتقلقش يومين تلاته وهتلاقينى عندك..بحبك..سلام
انتفضت بخوف ملقيه مابيدها بعيدا عند دلوف والده زوجها متخصره بغضب.....بتكلمى مين
قطبت حاجبها غضبا لتشهق بطريقه سوقيه قائله......حد يخض حد بالشكل ده..ايه مافيش ذوق.وبعدين إنت مالك.أكلم الجن الأزرق مالكيش حاجه عندى
توحشت ملامحها غضبا لتجز على أسنانها.....انت اتهبلتى يابت إنت مالك فارده ضلوعك علينا كده ليه..اتعوجى واتكلمى عدل
انتفضت من جلستها لتشوح بيدها غضبا....أنا معدوله ياحبيبتى.الدور والباقى عليك.وليه كركوبه وحربايه .عايشه علشان تقرف الى حواليها.مش كفايه مستحملاك فى بيتى واكله شاربه من غير لازمه
فغرت فاهها لتشير الى نفسها غير مصدقه ما قيل.....أنا كركوبه يا وليه ياناقصه.مش كفايه ساكته على سمعتك الى زى الزفت الى كل الناس بتكلم عنها ومش راضيه أتكلم وأقول لجوزك.كفايه الى هو فيه
تشدقت لتطلق ضحكه ساخره....والله لو عندك حاجه ضدى قوليها وماتكتميهاش في نفسك لتموتى .أنا واثقه في نفسى وعارفه إن مابعملش حاجه غلط..وكل الى قولتيه ده هبلغه لمحمود وهو يتصرف معاك.أما خليته يطردك بره مابقاش نرجس.ويالا بره قرفتينى
لتدفعها بغضب تحت صياح من تتلوى تحت يدها مطلقه سباب وصياح غاضب لتغلق وراءها الباب ضربت على فخذيها وهى تعدد وتولول متوعده من بالداخل لتلقينها درسا قاسيا على إهانتها ومعاملتها السيئه لها منذ ولوج ولدها داخل القضبان
..بعد مرور يومين.اطلقت أم محمود زغروده عاليه بمناسبه خروج وحيدها من السجن وقضاء مده حبسه على خير لتجذبه لاحضانها وهى تتمتم بفرحه......حمد لله على السلامه
ربت علي رأسها بارهاق قائلا.....الله يسلمك يا أما
ابتسمت من تجاورهم بمكر ماده ولدها إلى صدره ليلتقفه منها قائله.....نورت بيتك يا سيد الرجاله ماتعرفش كانت حالتنا عامله ازاى من غيرك .ربنا ما يحرمنا منك
أراح جسده على الاريكه يداعب ولده مقبلا جبينه قائلا.....تسلمى يا نرجس إنتم كمان وحشتونى
رمقتها بغيظ وغضب لتتمتم بهمس جازه على أسنانها.....ياحربايه هتبلف الولا وتضحك عليه بس على مين .يستريح بس وهخليه يطردك بنفسه
أفاقت على صوت ولدها مستقيما فى وقفته قائلا قبل أن يلج لغرفته....أنا داخل أريح جسمى شويه
اعتدلت فى وقفتها لترمق من تجاوره بضيق قائله......ادخل يا حبيبى على بال لما أجهز لك أكل يرم عضمك
تأبطت ذراعه بدلال لترمقها بنظرات ساخره قبل أن تدلف معه الى الداخل تاركه وراءها من تشتعل غضبا متوعده لها بزجها خارج منزلها
.........
على ضفاف النيل تجلس على مقعد خشبى متأمله صفحات المياه متنهده بهدوء قلقه من رد فعل والدتها على ماأقدمت اليه فبعد اجتيازها اختبارات العام الأول قررت البحث عن عمل يساعدها ويساعد والدتها في احتياجاتهم ولكنها قلقه من غضبها لتقرر عدم أخبارها حتى لا تشعر بالضيق وتصب جام غضبها عليها..أثناء شرودها أفاقت على من يجلس بجانبها متسائلا باهتمام.....ايه الى مزعلك ومخليك علطول حزينه
قطبت حاجبها لتلتف اليه بملامح متعجبه قائله.....حسن..ايه الى جابك هنا
ربع يديه حول صدره متنهدا....كنت معدى وبالصدفه شوفتك.... مالك
ألتقطت أنفاسها المرهقه لترمق ما أمامها من جريان المياه بنعومه لتهز كتفيها قائله....مافيش
اعتدل في جلسته ناظرا الى صفحات وجهها مرددا بصدق......عارفه يا ورد بالرغم إننا عارفين بعض من قريب بس بالرغم من كده أنا اعتبرتكم عيلتى وجزء منى .ماتستغربيش فى ناس لما بتشوفيها من أول مره بتحسى إنها منك وقريبه منك ومابتصدقيش نفسك إنك لسه تعرفيها قريب..ممكن بسبب روحهم الحلوه مشاعرهم الصادقه .قلوبهم الطيبه ماأعرفش هى بتبقى تركيبه على بعضها...قوليلى بقى مالك وماتقوليش مافيش لأن عنيك مليانه حزن لو اتوزع على الناس هيكفى ويفيض
تلألأت الدموع في عينيها لتهتز شفتاها حزنا قائله بنبره متحشرجه.....ياريت أبويا يسمع منك الكلام ده ياريته كان شاف كل الى بتحكى عليه ده...كل الى شافه إننا سلعه عايز يستفيد منها..عبء عايز يخلص منه .عندك حق أنا قلبى مليان حزن و قهر وخيبه أمل كبيره .أنا وأختى مانستهلش الحزن ده أمى ماتستهلش تتبهدل .أنا تعبت وزهقت..أنت عارف إن بحسدك لما بشوف حب أبوك وأمك ليك بستغرب أنا فيه إيه ناقص علشان أبويا مايحبنيش .أنا مش وحشه يا حسن .والله ما وحشه علشان أواجه كل العذاب والكره ده
ضغط علي شفته السفلى مبتسما بسخريه ك يبدد حاله الحزن قائلا...وأنا أقول مين الى راشق عينه فى حياتى أتاريك إنت ياورد ربنا يسامحك..كده ينفع
ضحكت بخفوت على ملامح وجه ليعتدل صابغا وجه بملامح جاده قائلا.....مين الى قال إنك وحشه .آمال مين الى حلو ..مين الى بتحاول على قد ما تقدر تسعد أمها تعوضها العذاب إلى شافته....مين الى بتساعد عيال الحاره وبتعلمهم من غير مقابل ...مين الى أم سيد بتدعيلها كل مابتشوفها علشان الادويه الى بتشتريهالها من غير مقابل ده بقت تحبك أكتر منى ..ست بتاعت مصلحتها😅
ضحكت على مزاحه ليستطرد....ايوه كده اضحكى مافيش حاجه تستاهل دموعك ..انت مش وحشه هو الى وحش ومش مقدر النعمه الى كانت فى أيده وبكره يفوق ويعرف أنه كان فى أيده جوهره وماأقدرش قيمتها..هو الإنسان كده غبى مابيفوقش إلا بعد فوات الأوان...اضحكى وارمى ورا ضهرك مافيش حاجه مستاهله .واحمدى ربنا على أمك والناس اللي بتحبك وافتكرى فى ناس نفس ظروفك بس لوحدهم من غير ام و لا أب يبقى إنت أحسن و لا لأ
زفرت أنفاسها الحزينه لتومأ برأسها موافقه علي حديثه ملقيه إياه بنظره امتنان قائله.....شكرا يا حسن
ابتسم بغرور رافعا ياقه قميصه قائلا....اى خدمه
هزت رأسها ضاحكه على مزاحه الدائم ليغمز لها مشاركا إياها الضحك مبددا حزنها الى راحه ورضا لهذه العطايا من عائله وأصدقاء بددوا وحدتهم من جفاء وقسوه عائلتها الى رضا وسعاده أراحت قلوبهم
....
يتمدد على فراشه بجانبه تستند على صدره ممرره يدها على وجنته قائله بخبث....ناوى على إيه يا حبيبى هتسيب بناتك كده من غير ما تعرف مكانهم
زفر بضيق ليهز رأسه نفيا.....لا طبعا .أنا قلت استريح يومين تلاته اظبط امورى وأشوف شغل وبعد كده أفضالهم
رفعت رأسها تطالعه متسائله باهتمام.....طيب وأنت عارف هتلاقيهم فين
ضيق عينيه متوعدا بغضب.....هروح كليه ورد أكيد هناك هعرف أوصل لحاجه
ابتسمت بخبث لتغمز له .....تصدق عندك حق أكيد هتعرف توصل لحاجه..المهم طمنى لقيت شغل
جذبها اليه مبتسما .....اه متولى فاكراه..طلع صاحب جدع أول ما قلت ليه إن محتاج شغل ماأتاخرش وشاف ليه شغل معاه فى المصنع
ابتسمت بمكر لتتدلل بغنج....شكله بيحبك قوى
غمز لها متأملا صفحات وجهها بوقاحه......وأنا كمان بموت فيه
أطلقت ضحكه عاليه بدلال جعلت من بالخارج تجز على أسنانها غيظا متوعده برد لها الصاع صاعين متمتمه.....اضحكى يابنت المركوب...لما خليتك تضحكى على خيبتك مابقاش أنا
...............
داخل أروقه الجامعه يتحرك يمينا ويسارا بحثا عن من يدله على مكتب خدمات الطلاب...من بعيد لاح لها وجه لينتفض جسدها متراجعه الى الخلف وجهها شاحب لتسرع بخطاها قبل أن يلمحها ارتطمت بمن وراءها جعلها ترتد بصرخه فزع جعلته يرفع يديه عاليا بصوت واضح قائلا....اهدى يا ورد أنا حسن مالك فى إيه
ارتجفت بخوف وعينيها تزوغ على نقطه بعيده قائله برعب....أبويا يا حسن .موجود هنا .أنا شوفته..أنا خايفه
جذب يدها بطمأنيه قائلا وهى تسير وراءه ....اهدى تعالى نمشى من هنا دلوقت قبل ما يشوفك
هزت رأسها طواعيه وعينيها ترمق الباب الرئيسى خائفه من رؤيته أمامها ...بعد مده من سيرهم ساعدها على الجلوس على مقعد خشبى ترتجف بخوف دموعها تأبى التوقف ليهدهدها قائلا بهدوء....اهدى يا ورد مابحبش أشوفك كده .قلبى بيتقطع عليك .كفايه عياط
تهدلت كتفاها حزنا لتهتز شفتاها من أثر البكاء قائلة بخوف......أنا خايفه ياحسن.ماصدقت نسيته وأتأقلمت على حياتى .أنا مش عارفه هو عايز مننا إيه تانى مش كفايه إن لغايه دلوقت لسه بحلم بكوابيس ..ليه ظهر تانى حرام عليه أنا تعبت
ربت علي يدها ليضغط عليها ك تهدأ قائلا.....طيب ليه إنت بتفترضى الأسوأ ما ممكن عرف غلطته وعايز يصالحكم
هزت رأسها نفيا لتضم ذراعيها لجسدها بخوف....لا.الى زى ده عمره مايعترف أنه غلط .أنا خايفه ياحسن .وخايفه على أمى مش هقدر أستحمل أشوفها بتتبهدل تانى...أنا عندى أموت نفسى أهون من إن أعرضها لذل واهانه بسببى
نهرها بغضب جعلها تجفل من نبره صوته الغاضبه قائلا....أنت اتجننتى عايزه تضيعى نفسك وتحرقى قلب أمك عليك علشان إيه..علشان خاطر واحد مايستهلش يتقال عليه أب..اوعى أسمعك بتقولى كده تانى..امسحى دموعك ماتخليش أمك تحس بحاجه وأنا هروح مكانك الكليه أعرف الاخبار وأبلغك.المهم ماحدش يحس بحاجه فهمانى ياورد
اومأت برأسها لتمسح دموعها بأنامل مرتجفه ملتقطه أنفاسها المتعبه من جراء مايحدث لها من ضغط عصبى
تكورت فى غرفتها نائمه معظم وقتها ترتجف فى الليل لتتعجب والدتها من حالتها والقلق ينهش قلبها لتجلس بجانبها متسائله بحنان....ورد .مالك يا حبيبتى
اعتدلت نصف جلسه بشفاه مهتزه ببسمه حاولت اظهارها قائله.....مالى يا ست الكل ما أنا كويسه .مرهقه شويه من المذاكره والمحاضرات العملى
ربتت على يدها بحنان متفحصه ملامحها بتدقيق قائله.....يعنى مافيش حاجه مخبياها عنى
اذدردت ريقها توترا لتهز رأسها نفيا.....هخبى إيه بس .مافيش حاجه .أنت الى بتحبى تقلقى علطول .لو فى حاجه هقول لك
اومأت برأسها لتهديها بسمه حب مستقيمه فى وقفتها قائله.....ماشى يا حبيبتى أنا هسيبك تكملى نومك بس عايزه أقول لك ماحدش فى الدنيا
ده بيحبك قد أمك لو أطول أفدى عمرى ليكم مش هتأخر.المهم أشوف الابتسامه والفرحه منوره عنيكم
هزت رأسها منبته بسمه صدق على ثغرهاقائله....ربنا يخليك لينا..أنا الى لو أطول أقدم حياتى ليك مش هتأخر ربنا مايحرمني منك
ألقت لها قبله فى الهواء قبل أن تلج الى الخارج تاركه وراءها من ترمقها بنظرات حب متمنيه حياه هادئه لايشوبها شئ يعكر صفو أيامهم
............
دلف بضيق يتأفأف من حراره الجو لتقابله والدته بتساؤل....عملت إيه ياحيبيى عرفت توصل لحاجه
أراح جسده على الاريكه التى وراءه ليهز رأسه نفيا قائلا وعينيه تجوب المكان.....لا ماعرفتش أوصل لحاجه بس مش هسيبهم أنا وهما والزمن
طويل.وغلاوتك لهجيبها هنا تحت رجلى.سعديه الكلب وهعرفها ازاى تهرب منى واترمى في السجن بسببها....هى فين نرجس
جلست أمامه لتلوى شفتيها ضيقا.....خرجت
رفع حاجبه تعجبا متكئا على وساده بجانبه متسائلا.....خرجت راحت فين
سندت بيدها على خدها تهكما قائله....معرفش وكل ما أسألها تقولى محمود عارف....بص يا بنى أنا ماكنتش عايزه أقول لك كفايه الى إنت فيه .بس
مراتك من ساعه ما دخلت السجن وهى مش مظبوطه ودايما بتتأخر فلازم تتصرف وتشوف حل كلام الناس كتير وأنا مش
عايزه اتهمها بحاجه من غير دليل لتقول عليه بخرب عليكم ففوق لبيتك وشوف بتروح فين
قطب جبينه قلقا ليرفع هاتفه محاولا الاتصال بها ليجده مغلق حاول أكثر من مره ولكن نفس النتيجه ليزفر بضيق ملقيا اياه بجانبه منتظرا قدومها
على الجانب الآخر
داخل شقه صغيره....تقف أمام موقد الغاز تقلب ماأمامها من الطعام لتشهق بغنج على من يحاوط خصرها بوقاحه قائلا.....بتعملى إيه يابطتى
تركت مابيدها لتلتف إليه محاوطه عنقه بدلال...بحضر لقمه ناكلها سوا قبل ما أنزل
جذبها إليه متفحصا ملامحها ليغمز لها...أكل ايه دلوقت..أنا عايز أكلك إنت
ارتفعت ضحكتها مقتربه منه هادمه كل حصونه قائله بغنج.....أنت مابتشبعش يامتولى
هز رأسه نفيا ليجز على شفتاه السفلى باحتياج قائلا بمكر....هو فى حد يقدر يشبع من المهلبية
ليرفعها بين ذراعيه تحت ضحكاتها ودلالها المحرم متجها بها الى غرفته غافلين عما تركوه من طعام فوق الموقد
مر الوقت بهم دون أن يشعروا لترتفع النيران بفعل احتراق الطعام لينتفض كل منهما بفزع على أصوات صراخ جيرانهم ورؤيتهم للنار تبتلع جميع محتويات الشقه..لطمت برعب مرتديه ملابسها وهى تصرخ ....يالهوى الشقه بتولع
زجرها بغضب ليدفعها بعيدا ك ينجو بحاله قائلا وهى تحاول تعترض طريقه ك لا يتركها.....وسعى .هنتحرق
سقطت على الأرض بفعل دفعته القويه لتصتدم رأسها بحافه الفراش ليخونها جسدها وتفقد الوعى...بالخارج .حاول المرور بين الأثاث المحترق ولكن هيهات فقلد اندلعت النيران في كل مكان وارتفعت ألسنتها ليسقط على الأرض يسعل بقوه عيناه تذرف الدموع خشيه من لقاء ربه بعد فوات الأوان ليلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يتمتم بخوف ورعب من القادم لتجحظ عيناه الى الأعلى منتظرا رحمه لا يستحقها....
..بالخارج .حاول رجال الإطفاء الدلوف متجنبين ألسنه اللهب التى ارتفعت فى الأجواء تحت صرخات السيدات حتى استطاعوا بعد كثير من الوقت إخماد النيران والسيطره عليها.ليستعدوا بالدلوف لنقل جثث من بالداخل
.....................
طرقات عاليه انتفض على إثرها محمود ووالدته ليهرول مسرعا لمعرفه من الطارق.تفاجأ
بصبى يلهث برعب قائلا....ألحق يا أستاذ محمود...الاسطى متولى شقته بتولع
فغر فاهه ليهز رأسه غير مصدق ليسرع بخطواته تحت تمتمه والدته بالدعاء حتى وصل
إلى منزل صديقه الذى يقطن به بعد شارعين من شقته....تفاجأ
باحتراق المنزل بالكامل والتفاف جميع الجيران محاوله المساعده على قدر المستطاع حتى لاتطولهم النيران بلع ريقه
حزنا من هذا المشهد الصعب ليشعر بغصه حزن فى قلبه عند
هبوط رجال الإسعاف بجثه صديقه ...شحب وجهه وتوحشت ملامحه عند رؤيه الجثه الأخرى ليقترب بخطوات ضعيفه
غير مصدق عيناه ليوجه سؤاله لمن يحملها قائلا......هى مين ده
هز كتفيه بلا مبالاه قائلا وهى يشير لصديقه بمساعدته....ده الى كانت معاه فى الشقه شكلها مراته
ارتفعت وتيره أنفاسه غضبا غير مصدق مايراه لمن تستكين أمامه بدون حول ولا قوة
لينقض عليها غير عابئ بوفاتها وتركها للحياه ليكيل لها الصفعات والسباب وهو يصرخ بغضب وتوحش.....يافاجره..يابنت.....بتخونينى مع صاحبى هى ده أخرتها
تفاجئ الجميع بحالته ليطوقه أحد العاملين محاولا دفعه بعيدا وهو يذجره بغضب.....اهدى يا أستاذ الميت ليه حرمه..وهى خلاص ماتت
حاول دفعه وهو يزمجر بقلب جريح وكرامه مهدوره قائلا.....سبنى أموتها تانى وتالت ..سبنى أفش غليلى فيها
ليسقط على الأرض وهو يولول كالنساء بتيه....ليه كده يا نرجس .عملتى فيك إيه
علشان تطعنينى فى رجولتى..ده أنا.رميت مراتى وبناتى علشان خاطرك واستكفيت بيك اتاريك حيه طعنتينى في ضهرى .منك لله
دنت بجذعها لتساعده على الاعتدال مربته على كتفه بحزن قائله بعد رؤيه عيناه المغشيه بالدموع.......امسح دموعك يابنى ماتستهلش تحزن عليها .كلبه وراحت
ألتفت لمن تجاوره شفتاه تهتز حزنا ملقيا إياها نظرات عتاب....شوفتى يا أما الى
خليتينى أتجوزها وأرمى أم بناتى عملت فيه إيه كسرتنى وطت راسى فى الأرض..هورى وشى للناس ازاى
جذبته من مرفقه بعيدا عن من يتابعهم ممن حولهم قائله.....تعالى يا حبيبى
لاعاش ولا كان الى يتوطى راسك علشانها..تعالى يا حبيبى بلاش توجع قلبى عليك .ابنك مستنينك .يالا تعالى
تهدلت كتفاه حزنا متجها معها بخطوات ثقيله يشعر بكسر وتهدل في كرامته وروحه
شاعرا بالذنب على ماأقترفت يداه تجاه أولاده .فكل هذا نتيجه أفعاله.فكما يقال...أول القصيده كفر...وقصيدته بدأت تمتلأ من
قسوه قلبه وهجره لفذه كبده فلقد أتى اليوم الذى سيدفع فيه الثمن وها قد أتى