رواية جفت دموعي الفصل الاخير بقلم ايمي الرفاعي

رواية جفت دموعى 

الفصل الخامس5 الاخير 

بقلم ايمى الرفاعى

لاتكسر أبدا كل الجسور مع من تحب..فربما شاءت الأقدار لكما يوما لقاء آخر يعيد كل ما مضى..




ويصل ماانقطع..فإذا كان العمر الجميل قد رحل فمن يدرى ربما ينتظرك عمر أجمل.





..لا تدخل حياه من لا يحتاجك..ولا تفرض ذاتك على من يرفضك....❤❤❤


مازال الخوف يسكن قلبها الحزين لتحاول الهروب من نظرات أمها خوفا عليها لتضطر أسفه 




الذهاب إلى جامعتها مع الأخذ في الاحتياط والاختباء على قدر المستطاع..تتهاوى




 بخطواتها الهادئه على ضفاف النيل تلمح من بعيد عائله صغيره ملتفه حول رب 




أسرتها مرتفعه ضحكاتهم سويا مع ابتسامه يهديها خاصه لكل فرد منهم .شعرت بغصه




 فى قلبها غابطه عليهم كم تمنت أن تحيا مثل هذه الأجواء..دنت بعينيها إلى





 الأسفل  والصمت يغلف المكان.هدر قلبها فجأه لمن همس بجانبها شوقا قائلا.....وحشتينى


رفعت رأسها سريعا لتخطف نظره إليه مع ابتسامه ألهبت قلبه فرحه لرؤياها قائله بصوت عذب.....حسن....إيه الى جابك هنا.وعرفت مكانى ازاى


ألتفت مقابلا لها متأملا كل إنش في وجهها قائلا بنبره لا تحمل الشك بأنها احتلت جزء من قلبه...




..الشوق الى جابنى....قلبى فضل يشد فيه من غير ما حس لغايه لما لقيت نفسى قدامك


ابتسمت بخجل لتهز رأسها على مزاحه قائله.....مش هتبطل هزارك ده أبدا


هز رأسه نفيا قائلا بصدق .....بس أنا مش بهزر ..أنا بحكى الى قلبى حاسس بيه..




.من وقت لما سكنتوا عندنا وقربت منك لقيت فى حاجه بتشدنى ليك فى الأول 







قاومتها وبعد كده مقدرتش....ورد.أنا بحبك ونفسى أكمل الباقى من عمرى معاك❤


قطبت جبينها استنكارا لترتفع وتيره أنفاسها غضبا قائله باندفاع وخوف لتقذف بكلماتها الغاضبه في وجه غير عابئه بجرحه و لا ملامحه التى





 تبدلت للتعجب من هجومها الغير مبرر..........لا...أنا مش هسمح لحد يتحكم فيه .انا عمرى ماهتجوز .سامعنى.ابعد عنى وسبنى فى حالى....أنا بكرهكم كلكم


لتسرع بخطاها الغاضبه تاركه وراءها من ينظر لابتعادها بتعجب وتيه على رده فعلها متنهدا بحزن من طريقها الملبد بالاشواك ليقرر بداخله 






بالتمسك بها و السير عليه بقوه حتى وإن جرحت كرامته لك يبث لها الأمان الذى افتقدته فى كنف والدها ك لا يؤثر سلبا على حياتهم القادمه


وصلت لمنزلها ومازال جسدها ينتفض غضبا استدارت على نداء والدتها لتهدأ قسمات





 وجهها ك لاتنتبه لها وتتسائل مابها لتقترب منها بملامح حاولت سبغها بالهدوء قائله....نعم يا ماما


نبتت على محياها ابتسامه فرحه مربته على كتفها بحنان قائله.....أم حسن لسه ماشيه من شويه وطلبتك لابنها .ايه رأيك


ارتفعت وتيره أنفاسها مره أخرى لتصيح بغضب منفلته أعصابها....لا قولى لها لا....ماعندناش بنات للجواز


امتقع وجهها لتقطب جبينها استنكارا متسائله....لا ليه الولد كويس وابن ناس وعاشرناهم وعرفنا إنهم كويسين ده غير أنه مهندس وبيشتغل عايزه إيه أكتر من كده


جزت على أسنانها غضبا لتلوح بيدها عاليا متشدقه بكلمات غاضبه......عايزه تسيبونى فى حالى.أنا مش هتجوز وأبقى نسخه منك .مش هسمح 





لحد يذلنى.ويدوس على كرامتى أنا هفضل حره وملكه نفسى سامعانى..مش هسمح لحد يذلنى بولادى ويدوس عليه واضطر أهرب بيهم فى أنصاص الليالى علشان مايدبحوش...سامعانى..أنا هتعلم واشتغل وابقى قويه من غير مساعده حد


لتسرع بخطاها الى الداخل صافعه باب غرفتها وراءها غضبا تاركه من تتسمر فى موضعها .غصه تملأ قلبها حزنا على ماوصلت اليه من سلبيه أدت إلى دمار ابنتها واجهاض أحلامها الوردية في الحياه من أجل نظره المجتمع التى أجبرتها التنازل عن كرامتها والارتضاء بالذل





 والهوان لتكون النتيجه فتاه هشه خائفه من المستقبل ترفض أن تحيا حياه طبيعيه .تهدلت كتفاها لتخونها قدماها جالسه على الاريكه ودموعها تتساقط انهارا على ما وصلوا إليه كأن السعاده ترفض أن تطرق بابهم

.................


ظل حبيس غرفته عيناه تذرف دموع القهر على كرامه أهدرت وقلب تمزق من أجل أوهام الصبى الذى سيشد عضده ليهرول وراء امرأه لا يعلم عنها شئ أوهمته بالحب لتبث فى عقله السموم حتى صدقها وألقى من تحملت غربته وراء ظهره .شعر بثقل في قلبه لتدلف اليه والدته بحزن على وحيدها .جلست أمامه وهى تربت على يده بنبره منكسره.....وبعدين يا ابنى هتفضل حابس نفسك كده كتير..انسى إحمد ربنا أنه نجدك منها  وظهرت على حقيقتها فوق لنفسك وانزل شغلك


ضحك بسخريه وتهكم قائلا بعد أن ألقاها بنظره عتاب....أفوق لنفسى بعد إيه...بعد  ما بقت سيرتى على كل لسان...إنت السبب  فى الى أنا فيه ربنا يسامحك


قطبت جبينها استنكارا لتشير لنفسها  قائله......أنا السبب فى إيه يابنى .أنا كنت عايزه مصلحتك


صرخ بغضب جعلها تجفل بخوف من تحوله ليهز رأسه .....أيوه إنت السبب لوله كلامك وزنك على ودانى ماكنتش وقعت في واحده زى ده خلتينى قلبت على مراتى أم بناتى الى ضفرها برقبه  واحده زى ده...الى فضلت محافظه على شرفى واسمى فى غربتى وبالرغم كده كنت بتوريها العذاب ألوان وأنا كنت واقف اتفرج مابدخلش.يارتنى ماسبتك تتدخلى في حياتى وتدمريها .كنت عايش ومبسوط في حياتى مع بناتى الى مش عارف أراضيهم فين دلوقت..الله يسامحك يا أمى


شهقت ببكاء نادم وهى تتوسل اليه....والله يا بنى كنت عايزه مصلحتك .ماكنتش اعرف كل ده هيحصل كان نفسى يبقى عندك ولد يسندك لما تكبر


ابتعد وهو يتحرك يمينا ويسارا بعصبيه وغضب....اتبسطتى بالولد أهو جه الولد من واحده طعنتنى في ضهرى هتخلينى أوطى راسى طول عمرى والى تستاهل أرفعها فوق راسى هربت من ظلمنا ...لا خلاص أنا مش هسيبك تتحكمى في حياتى تانى لازم أدور على مراتى وبناتى وأبوس أيدهم علشان يسامحونى

حاولت الاقتراب منه وتهدئته بعد حاله الهياج التى احتلته ليدفعها بغضب وهو يجذب ملابسه ك يرتديها قائلا بتلعثم وعصبيه....ابعدى عندى أنا لازم أدور على بناتى مش هسيبهم يبعدوا عنى من تانى.لازم أعوضهم كل العذاب الى عاشوه معايا

ظلت تتابع ارتدائه لملابسه وهو يتمتم بحزن متوسلا إليهم بأن يسامحوه لتذرف دموعا حارقه  حزينه غاضبه من حالها على ما ألت اليه حياه ابنها بسبب غيره وحقد النساء وأفكار باليه من إنجاب الذكور.لاتدرى بأن جميعهم نعمه سواء ذكر أو فتاه فكلهم فضل من الله ..هرول مسرعا إلى الخارج بخطوات مهتزه ضعيفه متمنيا بداخله الوصول إليهم ك يريح قلبه برؤياهم

..


...................تعالت طرقات على باب غرفتهم لتتقدم بخطوات حزينه رفعت رأسها لمن أمامها لتبتسم ابتسامه حزينه مرحبه به قائله....أهلا يا حاج محمد .اتفضل


اعتدل في وقفته مرتد الى الخلف قائلا.....ازيك يا أم ورد.عاملين اية


هزت رأسها بنبره حزينه تفرك يديها قائله.....الحمد لله


 شد من معطفه الصوف مقربه من عنقه لبروده الجو قائلا بحشرجه بسيطه من أثر سعال جاف قائلا.....تستاهلى الحمد .كنت عايز أتكلم مع ورد شويه ممكن تناديهالى


هزت رأسها بقله حيله بعد أن راقبت ابتعاده وجلوسه على أريكه تتوسط الساحه أمام غرفتهم لتستدير متجه إلى الداخل.طرقت عده طرقات حتى سمحت لها ابنتها بالدلوف..هربت كل منهما بعينيها عن الأخرى لتنقى صوتها الحزين قائله.....الحاج محمد بره عايز يتكلم معاك


اعتدلت فى جلستها رامقه من تتهرب من عينيها حزنا حاولت أن تنقى صوتها اسفه على ما قالت لتوليها ظهره دون أن تنتظر ردها جعلت من تجلس على فراشها تهز رأسها حزنا على ما وصلوا إليه......بعد قليل من الوقت ولجت الى الخارج ليستقبلها الحاج محمد بابتسامته البشوشه مشيرا إليها بالجلوس بجانبه قائلا.....تعالى يا ورد

جلست بجانبه دانيه برأسها يديها تتوسط فخذيها تفركهم توترا .انتظر ابتعاد والدتها بعد أن وضعت أمامهم صنيه بها كوبان من الشاى ليهز رأسه استحسانا على ما قدمته  مد يده ملتقطا كوبه ليرتشفه بتلذذ لشعوره بالبرد.. بعد أن فرغه وضعه أمامه ليلتفت لمن تجاوره قائلا بود....عامله ايه يا بنتى


هزت رأسها لتجيبه بخفوت.....الحمد لله


ابتسم مردفا.....تستاهلى الحمد مالك بقى يا ست البنات.زعلانه ليه .أوعى يكون الواد حسن مزعلك أملصلك ودانه قولى بس ماتخافيش


هزت رأسها نفيا لتتلألأ العبرات في مقلتيها قائله بندم وحزن.....أنا الى زعلته وزعلت أمى .أنا وحشه ياعم محمد بس مش بأيدى .أنا مكسوره ومجروحه وخايفه من كل حاجه


ذفر بضيق على حال هذه الأسره الحزينه من أب دمر قلوبهم دون أن ينظر وراءه قائلا بنفى وتأكيد.....أوعى تقولى على نفسك وحشه آمال مين الي هيكون حلو وقلبه أبيض زيك إنت بس الظروف الى مريتى بيها خلتك تايهه وإحنا واجبنا نقف جنبك ونطمنك.مش كل الناس زى ابوك فى رجال كويسين ويتحطوا على الجرح يطيب..عندك مثلا انا ..مش بشكر فى نفسى لا سمح الله.بس انت الفتره اللي قعدتيها معانا عمرك شوفتينى زعلت أم حسن ولا سمعتها كلام بيجرحها ابدا..لأن مقدر قيمتها...وبعدين يابنتى الست هى الى بتعمل قيمه وكيان لنفسها مش إنها ترضى بالذل والهوان علشان المركب تمشى ده حاجه تتحسب لها..لا طبعا زى ما أبوك غلطان .أمك كمان غلطانه إنها رضيت تتعذب وتعذبكم معاها..كان من الأول عملت وقفه ورفضت المعامله ده .بس خلاص الى حصل حصل.إحنا في دلوقت .طول ما إنت عارفه قيمه نفسك ومقدراها الى قدامك هيحترمك.انت مش قليله ومتعلمه وهتعرفى تخلى حسن لو وافقتى عليه او غيره هيحترمك ويحطك فوق رأسه بلاش تشيلى الهم من دلوقت وتتنبأى بالاسوأ صوابعك مش زى بعضها واكيد التجربه الى مريتى بيها هتقويك.ولو انت مش موافقه علي حسن لعيب فيه براحتك يا بنتى بالرغم إن حبيتك واعتبرتك بنتى من يوم ماعرفناكم وكان نفسى تنورى بيتنا..أما لو إنت خايفه من الارتباط عموما .أوعدك وعد أب لبنته أن يوم ما يفكر يزعلك أنا الى هقف ليه.لأنك هتبقى أغلى عندى منه .كفايه إنك هتحققى ليه أمنيه إن يكون عندى بنت .أنا هسيبك تفكرى براحتك وافتكرى دايما إن أبوك وفى ضهرك حتى لو رفضتى.وطلب كمان بلاش تقسى على أمك.هى كان هدفها حمايتك من الناس ممكن تفكيرها غلط بس كفايه إنها بتحبكم وبتهلك نفسها علشان توصلكم لبر الأمان فهمانى يا بنتى


ضغطت على جفنيها لتمنع سيل عبراتها لتهز رأسها قبل أن يربت علي رأسها بحنان قائلا بحب...ربنا يكتب لك الصالح يا بنتى...هستنى ردك..عن اذنك


لم تستطع النظر إلى ابتعاده لتظل ناكسه رأسها وعبراتها تتساقط لتضمها من انتظرت ابتعاده قائله بأسف وحزن.....أنا اسفه يابنتى .أسفه إن وصلتك للخوف والرعب بالشكل ده .أنا كان هدفى ماتتربوش بعيد عن أبوكم حتى لو هيدوسوا عليه .سامحينى ياحبيبتى


ارتفعت شهقاتها متشبثه بملابسها وهى تتوسل إليها بحزن.....أنا الى اسفه إن زعلتك .سامحينى..ماكنش قصدى..انت أحسن أم فى الدنيا .ربنا يخليك ليه


مسدت على رأسها بحنان لترفع وجهها مقابلها قائله....ويخليك ليه يا احلى دكتوره فى الدنيا..ولو مش عايز حسن خلاص .مش هغصبك وهعتذرلهم المهم أشوفك مبسوطه...بس بصراحه الواد بيحبك وشاريك وأنا مستخسراه وكفايه أمه وأبوه الى يتحطوا على الجرح يطيب ...مش كل الناس زى جدتك وأبوك يا بنتى فى ناس ولاد حلال


ضمت جسدها لاحضانها متشبثه بخصرها لتهز رأسها بخجل قائله.....خلاص يا ماما قول ليهم إن موافقه .عندك حق مش كل الناس زى بعضها

..

ابتسمت برضا لتضمها إليها مطلقه أنفاسها المتعبه بأريحيه قائله....ربنا يسعدك يا بنتى ويكون حظك ونصيبك أحسن منى وأشوفك مبسوطه فى بيتك ويقدر يعوضك الحزن الى عشتيه 🥰🥰🥰🥰


بعد إعلان موافقتها على الخطبه انطلقت الزغاريد  ليتسابق الجميع فى إدخال السرور والفرحه على هذه الأسره الصغيره من قام بتوزيع المشروبات البارده والبعض الاخر قام بتعليق الزينه والأنوار ليمر اليوم بسعاده على الجميع حبا فى هذه الفتاه ذات القلب الطيب التى لم تتوانى عن مساعده أى أحد منذ ولوجها حارتهم الصغيره وسعاده لاقترانها بابن حارتهم ذى السمعه الطيبه......فى نهايه اليوم اجتمع الجميع فى منزل الحاج محمد على مائده الطعام متبادلين الحديث بسعاده لتستطرد أم حسن بفرحه.....أنتم ماتعرفوش سعادتى قد إيه .ربنا يسعدك يا ورد زى ما دخلتى الفرحه لقلوبنا..مش هوصيك على حسن .هو أهبل اه.بس طيب وغلبان ماتقلقيش منه


زمجر بغضب مصطنع رافعا يده ك يوقفها عن حديثها قائلا تحت ضحكات الجميع .....ايه يا حاجه ماتهدى إنت بتهزقينى قدام عروستى....اعمليلى قيمه أبوس ايدك


لوت شفتيها  لتبتسم بسخريه....مش بفطمها علشان ماتتفاجئش وبعدين هما بقالهم فتره معانا وأكيد عرفوك. وماتنسيش تبقى تعمليله رز بلبن لو عايزه تضحكى عليه 


كتمت ضحكتها ليرفع حاجبه غيظا من والدته قائلا....كملى ناويه تفضحينى فى إيه تانى اتفضلى أنا ساعات بحسك مرات أبويا..اهدى يا ماما.وبعدين هى مش محتاجه تضحك عليه .أنا بحبها من غير حاجه


رفعت حاجبها لتنكزه ضاحكه...طيب اتكسف وخلى عندك دم أمها قاعده ياعم النحنوح


ضحك الجميع ليستطرد بغمزه .....عادى أنا متبتكسفش وكمان ست الكل عارفه إن بجح


ضرب كفيه ضاحكا على مشاكستهم قائلا....كويس إنك عارف نفسك..قوم ريحنا من دوشتك وخد عروستك بعد اذن ست سعديه وأطلع البلكونه اتكلموا مع بعض شويه

غمز له ضاحكا مستقيما فى وقفته قائلا....أهو ده الكلام الحلو .بحبك  يا حاج عن اذنك يا ماما

ابتسمت بحياء مشيره الى ابنتها التى انتشرت الحمره على محياها خجلا من مزاحه لتستطرد....اتفضل يا بنى قومى ياورد اتكلموا ياحبيبتى وقولى كل الى نفسك فيه وحسن هيسمعك


ابتسمت بهدوء متجه معه الى الداخل وقلبها يقرع خجلا وتوترا من القادم ..جلست أمامه على مقعد خشبى أمام أريكه صغيره تنزوى جانبا ليجلس مقابلا لها وعينيه تجاهها قائلا بابتسامه فرحه.....مبروك يا وردتى


فركت يديها خجلا قائله....الله يبارك فيك


اخذ نفسا عميقا ليذفره براحه ورضا قائلا وعينيه تتابع الشارع الرئيسى من الماره .....تعرفى أنا اكتر واحد مبسوط انهارده .لأن أول خطوه فى طريقى حققتها وبتمنى بقيت خطواتى احققها وأنت إيدك فى أيدى .مبسوطه ياورد


صمتت قليلا لتتنهد بخوف وتردد.....مبسوطه بس خايفه


ألتفت إليها ملتقطا يدها المتوتره ليضغط عليها بتأكيد....اوعى  تخافى طول ما أنا موجود..أنا مش بقول كلام وخلاص بس بجد لو ماقدرتش اكون أمانك وسندك يبقى مااستهلش إنك تكملى حياتك معايا .انت حاجه كبيره قوى عندى ومن يوم ماوافقتى بوعدك ووعد الحر دين عليه إن أعوضك الحزن الى مريتى بيه فى حياتك خلى عندك ثقه فيه


تشبثت بيده وعينيها تلقيه بنظره رجاء وتمنى....هحاول أقاوم خوفى وأتمسك بالسعاده الى بتقدمهالى وبتمنى من ربنا تكون قد الثقه وتعوضنى مراره الحياه وقتها تستاهل أن أقدم ليك قلبى على طبق من ذهب 


نبتت ابتسامه صغيره على محياه ليرفع يدها إلى فمه طابعا قبله حب قائلا....أنا الى أوعدك اقدم حياتى كلها فدا نظره رضا من عنيك الحلوه


سحبت يدها سريعا خجلا من تصرفه قائله بنبره تهديد....حسن.اقعد بأدبك


ارتفعت ضحكته للحمره التى انتشرت فى وجنتها ليغمز لها بوقاحه.....أموت أنا فى الخجلان..بحبك يا وردتى🥰

......بالداخل ابتسم الجميع عند استماعهم لضحكاتهم لتتنهد سعديه برضا واطمئنان على ابنتها بعد أن وجدت السعاده وطرقت بابها بعد طول انتظار

...........

استطاع بعد بحث كثير الوصول لعنوان منزلهم من سجلات الجامعه ليتنفس الصعداء بأنه أخيرا سيستطيع طلب السماح من زوجته وابنتاه ك يريح ضميره وقلبه المكدوم.....ارتقى درج المنزل القديم بعد أن دله بعض الماره عليه ليصل إلى غرفتهم بضربات قلب عاليه قلقا من لحظه اللقاء..طرق باب الغرف منتظرا حتى أتاه صوت كبيرته من الداخل تتقدم لتفتح بابها بابتسامتها الصافيه..ابتسم بفرح عند رؤيتها لتتبدل ملامحه حزنا عند شحوب وجهها وارتدادها للخلف وهى ترتجف متمتمه بخوف.....بابا


اهتزت شفتاه ببسمه هادئه قائلا ويديه يمدها اليه ك يلتقفها بين ذراعيه.....ورد حبيبتى وحشتينى


لفت ذراعيها حول جسدها منكمشه ملامحها رعبا لتهز رأسها رفضا لهذا اللقاء وذكرياتها تتقاذف أمام ناظرها قائله.....لا حرام عليك.ابعد عنى ..انا خايفه..بلاش تضربنى...حرام عليك


ظلت تهذى وهى تتراجع الى الخلف تحت نظراته الحزينه محاولا تهدئتها قائلا.....اهدى يا حبيبتى ماتخافيش

صرخت صرخه عاليه مزقت قلبه غضبا من حاله جعلت من بالأسفل يصعدوا سريعا رعبا من صرخاتها انتفضت رعبا عند رؤيه زوجها  لتنكمش نور وراء حسن الذى جعدت ملامحه غضبا عند رؤيه من السبب فى هذا.الرعب والخوف لحبيبه قلبه هرولت سعديه لابنتها تضمها لاحضانها مهدهده اياه بحزن....اهدى يا ورد اهدى ياحبيبتى  ماتخافيش انا موجوده


هزت رأسها رفضا وجسدها يهتز رعبا.....خليه يبعد عنى .أنا ماعملتش حاجه.خليه يبعد 


جز على اسنانه بغضب متجها إلى من يقف

 بملامح حزينا لينقض عليه وهو يزمجر.....انت ايه الى جابك عايز منهم ايه .جاى تانى ليه حرام عليك


أردف وعينيه على من ترتجف بخوف قائلا.....جاى أشوف ولادى...أنا عارف إن غلطان وجاى اتأسفلهم


هزه بغضب وعينيه تستعر نارا من حالتها....بعد ايه .بعد مادمرتهم وخليتهم مش عارفين يعيشوا حياتهم وحاسين إنهم فيهم حاجه ناقصه بعد ما أقرب واحد ليهم رماهم بره حياته


دنا برأسه حزنا لتتهدل كتفاه حزنا...أنا اسف السكينه كانت سرقانى..أنا اسف ياسعديه سامحينى


صرخت برعب بعد أن فقدت ابنتها وعيها قائله.....حد يلحقنى بنتى بتروح منى


دفعه غضبا ليمحو المسافه الفاصله بينهم جالسا على عقبيه أمامها مرددا بخوف....ورد حبيبتى ماتخافيش طول ما أنا موجود .ورد


على صوت الحاج محمد ك يخرجهم من تيههم قائلا بحزم.....حسن بسرعه هات دكتور وانت يا ست سعديه ساعدينا ندخلها جوه.وانت يا أستاذ معلش تعالى معايا تحت على بال لما نطمن عليها😥😥


بعد مرور كثير من الوقت وحضور الطبيب ليدون لها بعض الأدوية المهدئه لمرورها بانهيار عصبي معطيا لها حقنه ك يريح عقلها مما مرت به

جلس الجميع خارج غرفتها بعد ولوج الطبيب ليستطرد الحاج محمد حديثه قائلا....خير يا أستاذ محمود عايز ايه


احتدت ملامحه تعجبا موزعا نظره للمحيطين به .....عايز مراتى وبناتى

صرخت سعديه بقهر وحزن على ابنتها.....واحنا مش عايزينك خلاص استكفينا منك .ارحمنا وابعد عننا


هز رأسه رفضا ليضم يديه لصدره متوسلا....بس أنا عايزكم .عايز أعوضكم عن قسوه قلبى .ربنا أخد حقكم منى  سامحينى ياسعديه وخلينى أعوضكم عن كل الى عملته


لطمت فخذيها وهى تنوح بحزن.... أحنا مش عايزين حاجه.عايزينك تسيببنا في حالنا بنتى هتروح منى .حرام عليك انا ماصدقت انها قدرت تنسى الى عملته وتتخطاه حرام عليك رجعتنا لنقطه الصفر من تانى


حمحم بخشونه ليهدأ الصراع الدائر بينهم ......دلوقت يا أستاذ محمود زى ما إنت شايف الجماعه رافضين يرجعوا معاك ومش قادرين ينسوا الى إنت عملته ده غير إن بنتك نفسيتها مدمره وبصعوبه لما قدرنا نساعدها ونرجعلها ثقتها بنفسها من تانى فالأفضل إنك ترجع زى ما كنت 


هدر صوته بغضب ليهز رأسه رفضا....انت بتقول إيه ازاى أبعد عن ولادى ومراتى..لا يمكن ابدا

توحشت ملامحها غضبا لتصرخ به....لسه فاكر أنهم ولادك بعد ايه ..بعد ماخلتنا نهرب فى أنصاص الليالى علشان أحميهم منك ولا ده حيله جديده علشان ترجعنا وتنفذ الى فى دماغك على جثتى لو قربت من بناتى


على حين غرة جلس على عقبيه أمامها متوسلا وبعينين تملأها الندم ممسكا يدها.....وغلاوتك عايز أعوضكم عن إلى شوفتوه...أنا ندمان وجاى طالب السماح ..انت ماتعرفيش أنا حصل فيه ايه من وقت مامشيتوا..

أشاحت بوجهها تشعر بلذه الانتصار لترمق من يتابعهم قائله.....حاج محمد هات المأذون

بهت وجهه ليعتدل فى وقفته قائلا...ليه يا سعديه

تنهدت بأريحيه ترمقه بقوه اكتسبتها من عذاب عمرها....لو عايزنا نحاول ننسى إلى عملته وبنتك ترجع تثق فيك تانى اشهد على كتب كتاب ورد وحسن.وقتها الخوف الى جواها من ناحيتك هيقل 

وزع نظره بينهم ....الجميع منتظر أجابته ليهز رأسه موافقه قائلا.....موافق لو ده الى هيسعدها وهيخليها تسامحنى

هلل حسن فرحا ليقطع المسافه بينهم مقبلا رأس من تبتسم على فرحته قائلا....ينصر دينك يا ست الكل


ضربت والدته كفيها ضاحكه بسخريه....الواد اتجنن خلاص


ليبتسم من يجاورها متجها لمن يدنو برأسه ندما....تعالى معايا يا أستاذ محمود على بال لما يجهزوا

اومأ برأسه ليتجه معه الى الخارج لتطلق أم حسن الزغاريد وسط تهليل حسن وتصفيق نور فرحه بقوه والدتها وزواج شقيقتها

دلفت سعديه لغرفه ابنتها ك تبشرها بهذا الخبر السعيد لتتفاجأ بها تجلس نصف جلسه على فراشها دموعها تأبى أن تتوقف.جلست قبالتها لتجذبها لاحضانها قائله.....اوعى أشوف دموعك طول ما أنا موجوده  ...ماتسماحيش للخوف يدخل قلبك أنا وعدتك إن أحافظ عليك.وأنا عند وعدى. خلاص مافيش رعب و لا خوف تانى .اشترطت عليه لو عايز نسامحه انه يوافق علي جوازك من حسن ووقتها هتقدرى تقفى قصاده من غير ما تخافى أنه يجبرك على حاجه مش عايزاها...أنا هفضل فى ضهركم طول ما فيه نفس..سعديه الضعيفه بتاعت زمان ماتت خلاص و دلوقت هخليه يرد كل الى عمله زمان..قومى اغسلى وشك وافرحى .انت ماشوفتيش المجنون الى بره عمل ايه لما سمع الى قولته


ابتسمت بخفوت لتربت على يدها جاذبه إياها ك تعتدل....قومى يالا يا أحلى عروسه فى الدنيا

اهتزت شفتاها من أثر البكاء لترتمى فى أحضانها وهى تمتم بحب....ربنا ما يحرمنى منك يا ست الكل

شدت من احتضانها لتمسد على ظهرها بحنان....ولا منك يا حبيبتى

.........................

أصرت على إتمام الزفاف داخل مسجد حارتهم حتى يشهد الجميع على زواجهم لينبهر عند رؤيه حب واحترام الجميع لعائلته ليشعر بغصه فى قلبه وحزنا على مااقترفت يداه ليعض أصابع الندم بتركه جوهره نفيسه مثل زوجته وبناته والجرى وراء حجاره باليه اصابته في مقتل ودهست كرامته أرضا...أفاق من شروده على زغاريد النساء عند انتهاء مراسم الزفاف اتجه بأعين حزينه وملامح نادمه لمن تقف بجوار زوجها والسعاده تملأ محياه ليشعر بدناءه ما فعله قائلا.....سامحينى يا بنتى انا اسف إن ضيعتكم من ايدى .اتمنى الى عملته دلوقت يعوضك ولو جزء بسيط .واتمنى يجى اليوم إلى اقدر اخدك في حضنى من غير ما تخافى..

ليوجه نظره لمن يجاورهم ويديه متشبثه بيدها عند شعوره بارتجافها ليهديه بسمه حزن....خلى بالك منها إنت أخدت أحلى جوهره عندى أوعى تفرط فيها زى ماأنا عملت .وأتمنى فى يوم تقدر تحنن قلبها عليه وتخليها تسامحنى..


اومأ برأسه بملامح جامده ليقف دقيقتين يتشبع من رؤياها قبل أن يتجه لمن تحتضن صغيرته قائلا.....أنا اسف ياسعديه معرفتش معدنك وقيمتك إلا لما ضيعتى من إيدى..خلى بالك من نفسك ومن البنات .الى شوفته انهارده من حب الناس ليك حسسنى أن قليل وماتستاهلوش إن أكون فى حياتكم إنت كبيره قوى على واحد زى..أنا ماشى ومطمن إنك هتخلى بالك منهم .بس ليه رجاء ماتحرمنيش أن أطل عليهم كل شويه..ومصاريفك هتوصلك أول بأول


هزت رأسها رفضا لترفع رأسها بكبرياء....إحنا مش عايزين منك حاجه.مستوره والحمد لله


رفع يده رافضا حديثها وبنبره يملأها الندم.....خلينى اعملك اى حاجة أرد بيها الى بتعمليه...ماتحسسنيش بنقصى أكتر من كده..خلى بالك منهم وأنا موجود دايما لو حسيتم إنكم محتاجين ليه. هيفضل بابى منتظر رجوعكم...هتوحشونى....سلام


اقتربت ورد من عائلتها الصغيره لتضمهم سعديه لاحضانها وعينيهم تتابع من يرحل أمامهم والندم يغلف خطواته لتشد من احتضانهم بقوه بأنها اخيرا تحررت من ضعفهاو سلبيتها وستستطيع أن تصل ببناتها لبر الامان دون الخوف من عراقيل تعوق طريقهم 


فقوه الأبناء من قوه قلب والدتهم  وستظل الأم هى أساس  البيت بدونها سينهدم فوق رؤسنا

                       تمت بحمد الله

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>