رواية وللقلب اقدار الفصل الاول والثانى بقلم رانيا الخولي


 
وللقلب أقدار 
الاول والثاني

بقلم رانيا الخولي



فى تلك القريه الصغيره بصعيد مصر 

وأثناء ذلك السكون الذى يعم المكان والقمر المكتمل دائرته يضئ البلده بضياء خافت يسحر المكان 



تقف فتاه فى شرفة غرفتها تستمتع بذلك المنظر الذى يسلب الانظار لرؤيته



ولكن خطف نظرها أكثر ذلك الطيف الذى يقترب من البعيد وظل يقترب ويقترب حتى دنى من منزلهم 



وعندما اقترب أكثر وتأكدت من هويته ،خفق قلبها بشده لرؤيته وأسرعت إلى الداخل بخوف شديد تبحث عن حجابها لترتديه كى تسرع إليه تمنعه من الدخول




فمن المأكد أنه لايعلم بوجود والدها وحسين إبن عمها بالمنزل وإذا رأه أحدهم يتسلل إلى المنزل كما يفعل كل ليله سيطلق عليه النار دون أن يرف له جفن وخاصةً وجود إبن عمها الذى



 تبغضه ، ذلك الكريه الذى يفرض نفسه عليها يحاول الضغط على والدها بكل الطرق كى يوافق على الزواج منها


  خرجت من غرفتها تدعوا ربها ألا يراها أحدهم وهى خارجه إليه ، فتسللت بهدوء مقتربه من الغرفه التى يجلسون بها ، تصنت إليهم، وعندما تأكدت من انشغالهم بالحديث أسرعت



 بالخروج من الباب الجانبى الذى يطل على حديقة المنزل حتى لا يراها أحدهم وأثناء خروجها اندهشت عندما رأته  يقترب من



 الباب الرئيسى للمنزل، أسرعت خطاها حتى وصلت إليه جاذبيه إياه من ذراعه قبل أن يدلف داخل المنزل  وجذبته خلفها حتى وصلت به خلف تلك الشجره العتيقه ونظرت إليه بغيظ




ليلى الهوارى تبلغ من العمر أثنين وعشرون  عاماً تدرس فى كلية الاداب فى عامها الاخير ) 



ضغطت على أسنانها بغيظ وقالت : ممكن أفهم انت رايح فين ؟ وإيه اللى جابك دلوقت ؟ وبعدين أنا مش منعتك تجي هنا تانى ؟

سحب ذراعه من يدها ونظر بعينيها وعلامات الخبث ظاهره عليه وقال : أيه يابت فى أيه ؟ براحه عليا شويه 



وبعدين بذمتك كده ،فى واحده تسحب خطيبها وراها بالشكل ده 

ازداد غيظها من إصراره على التقدم لخطبتها بتلك السرعه ،وقالت بشراسه : خطيبها ؟ وانت خلاص اتقدمت ووقفوا عليك وبقيت خطيبتك؟! 




( آدم التهامى يبلغ من العمر السابعه وعشرون عاماً  خريج كلية الزراعه يعمل مع والده فى المزرعه الخاصه بهم يعشق ليلى منذ الصغر) 



ظل ينظر إليها يشبع عيناه منها ومن ملامحها التى يعشقها فهى حبه الاول والاخير منذ طفولتهم وهو لها عاشقاً ولم يستطيع الاعتراف بذلك  إلا فى يوم ذهب للجامعه لكى يقابل صديقاً له يدعى سليم 


فلاش باك


فوجودها بالصدفه هناك واقفه وحدها تنتظر إحدى زميلاتها فشعر بأن هذه فرصته التى لن تعوض مغامراً  بإقترابه منها فقرر أن يذهب إليها كى يعترف لها بعشقه الا متناهى فهذه فرصته ولن يضيعها 




فأسرع الخطى إليها وكلما أقترب منها كلما زادت نبضات قلبه وولعه بها حتى دنا منها وقد أشتدت خفقاته وأخرج صوته بحب جارف قائلا: آنسه ليلى ؟



التفتت ليلى لهذا الصوت ، تكاد لاتصدق أذناها والذى تمنت كثيراً أن تسمعه ينطق بإسمها ، فرفعت نظرها إليه تتأكد من وجوده وعندما تأكدت منه اتسعت عيناها ذهولاً وقد ألجم الخوف لسانها عن النطق ولاحظ آدم ذلك فعاد يقول : أنسه ليلى أزيك




رمشت ليلى بعينها مرات متتاليه لا تصدق أن من أمامها الان حبيبها آدم الذى يخفق قلبها وتلمع نظرة عينيها عند ذكر أسمه وردت عليه بإرتباك ظاهر : استاذ آدم ...... أ ..انت بتعمل أيه هنا ؟



حاول آدم التماسك أمامها وألا ينجرف وراء عواطفه ويعترف لها بتلك السرعه فتغضب عليه وتتركه وتذهب ، سيحاول قدر



 المستطاع أن يلملم شتات أمره وألا يتسرع ، وقال وعيونه تكاد تنطق بعشقها : أنا هنا بشوف واحد صاحبى ، ولما شوفتك بالصدفه ، قولت أسألك لتكونى محتاجه حاجه 



لم تخفى عليها نظراته العاشقه لها والتى تريد البوح بشئ فشعرت بالخجل منه وقالت له وهى  تهم بالذهاب: لا شكراً مش محتاجه حاجه بعد أذنك 



لكنه أوقفها بلهفه يريد أن يبثها شوقه وعشقه لها فلن ينتظر أكثر من ذلك ويحدث ما يحدث ، فقال برجاء صادق : ارجوكِ متمشيش أنا مش مصدق إنى واقف قدامك دلوقت فأرجوكِ أسمعينى 



رمشت بعينيها مرات متتاليه من شدة إخراجها منه وقالت بحده تحاول أظهار التماسك بها : مينفعش اللى انت بتقوله ده ، ومش محتاجه أعرفك ايه اللى ممكن يحصل لو والدى وأخويا عرفوا ، فأرجوك انت سيبنى أمشى ، بعد أذنك




أدارت ظهرها له كى تنصرف لكنه أوقفها برجاء صادق قائلاً : أرجوكى ياليلى متمشيش أنا عشت عمرى كله بستنى لحظه زى دى وأعترفلك باللى جوايا ، أرجوكى إسمعينى 



لم تستطيع ليلى الالتفات له بعد هذا الكلام وظلت على وضعها لا تعرف ماذا تفعل ، هل تبقى وتسمع له ، أم تنصرف من أمامه



 خوفاً من أن يراها أحدهم معه ، فتقدم منها ووقف أمامها وقال وهو يرى الخوف بعينيها : أرجوكى هما كلمتين بس اللى هقولهم وأمشى على طول 



أغمض آدم عينيه لا يصدق نفسه وأنها أخيراً أمامه ويعترف لها فتح عينيه وهو يقول : ليلى أنا بحبك 



اتسعت عينيها ذهولاً من كلامه ومن جرئته

كيف يقف أمامها بتلك الجرئه ويقول مثل هذا الكلام ، ماذا لو علم والدها بذلك أو حسين ابن عمها ، فقد يقتلونه بدمٍ بارد



 فقالت بعدم أستيعاب بلهجتها الصعيدى التى خرجت من جوفها دون أرادتها : انت اتجنيت إياك ، أيه الكلام اللى بتجوله ده ، انت خابر لو الحج عامر عرف هيعمل فيك أيه ؟ 



ظهر الاصرار أكثر عليه وقال: أيوه خابر اللى ممكن يحصل ، وعشان هيك حابب إنك تعرفى مشاعرى وتسمعينى 



لمحت ليلى إحدى زميلاتها قادمه ناحيتهم فشعرت بالخوف وقالت له برجاء : أرجوك أمشى دلوجت ، لأن زمايلى جايين وهيشفوك معاى أمشى الله يرضى عليك 



ازداد إصراره أكثر وقال : خلاص هشوفك بكره زى دلوجت 

أومأت برأسها كى يذهب من أمامها قبل أن يلمحه أحد 

وبالفعل ذهب آدم والسعاده تكاد تطيح به فقد أعترف أخيراً بعشقه لها ورأى أيضاً إعجابها الذى تحاول اخفاؤه 



اقتربت منها زميلتها تسألها عن وقوفها مع ذلك الشاب فأخبرتها أنه يسأل عن شئ ما



وفى اليوم الثانى ذهب للجامعه حتى يراها ويحكى لها عن مشاعره لكنه لم يجدها بحث عنها فى كل مكان لكن لم يجد لها آثر فعلم أنها لم تأتى اليوم كى لا يراها ويتحدث معها  ، وما



 زاده موقفها هذا إلا إصرارا وتعلقاً بها وعندما عاد للبلد أنتظر الظلام بفروغ الصبر وتسلل إلى منزلهم متسلقا السور الذى يلتف حول حديقة منزلهم



الجاً الحديقه الخلفيه للمنزل وسار حتى وصل تحت شرفتها التى وقفَ تحتها مراراً وتكراراً من قبل لعلها يلمح طيفها 


ووقف ينادى عليها بصوت خافت وعندما لم يسمع منها رداً أخذ حصاه صغيره ورماها على باب شرفتها ، وما هى الا ثوانى قليله وانفتح الباب ووجدها تطل عليه بحجابها الذى وضعته بإهمال على رأسها والهواء يتلاعب به 




ظهرت الصدمه عليها عندما وجدته واقفاً أسفل شرفتها مرتدياً عبائته السوداء التى لاقت به  كثيراً فقالت بخوف : انت بتعمل أيه عنديك أنت اتجنيت أياك ، أمشى دلوجت لحد يوعيلك



ابتسم لها بحب وقال بمرح : وازاى أحبك ومتجننش بس


شعرت بالخجل من جرئته وظلت تتلفت حولها خوفاً قالت بنفاذ صبر : شكلك عايز تودينى فى داهيه ، انت عارف لو حد وعيلك ممكن يعملوا فيك ولا فيا أيه 




ازدادت ابتسامته اتساعاً وقال : أيوه عارف بس لما مجتيش انهارده جولت لازمن أجيلك أطمن عليكى لتكونى تعبانه ولاحاچه ، وأهو أكمل كلامى معاكى 




نهرته ليلى قائله برجاء: أمشى دلوجت أرجوك ،وأوعدك إنى هقابلك بكره هجابلك وأسمعك بس أمشى دلوجت الله يخليك

أومأ لها برأسه وقال : خلاص بكره الساعه اتنين بعد مستخلصى محضراتك ادام الجامعه




وعند ذهابه التفتت حولها تتأكد من عدم وجود أحد حتى أبتعد عن منزلهم وعادت داخل غرفتها مرتميه على الفراش تكاد لاتصدق ما يحدث ، فقد أصبحَ حبها الخفى له متبادل بينهم وأسرعت الى خزانة الملابس تبحث عن ما سترتديه غداً



فوقع نظرها على ذلك الفستان الزهرى الفضفاض الذى لا يليق الا بها وحجاب مماثل له 


وفى اليوم التالى ظل آدم  منتظرها أمام الجامعه متلهفا لرؤيتها لا يصدق بأنه أخيراً سوف يقابلها ويطلب يدها للزواج ، أغمض عينيه قليلاً منتشياً من تلك الكلمه التى حلمى بها كثيراً ،وما إن فتح عينيه حتى لمحها تقترب منه تتلفت حولها بخوف شديد 




فشعر بالضيق من نفسه لإجبارها على مقابلته ،والضغط عليها بتلك الطريقه ، لكنه لم يفعل ذلك إلا لكى يبثها عشقه وولعه بها فأسرع إليها لا يصدق أنها أمامه وأنها جائت اليه لتسمعه فقال بلهفه : إزيك ياليلى 



كنت خايف لمتجيش زى أمبارح 

ظلت ليلى تتلفت حولها تتأكد من عدم وجود أحد يعرفها بالمكان ثم سمعته يقول : 



أنا أسف ياليلى إنى حاطيتك فى الوضع ده بس لازم أتكلم معاكى

تلاشى خوفها عندما نظرت الى عينيه ووجدت فيهما كل هذا العشق الذى يحمله لها ، وكم أرضى ذلك غرورها كأنثى 




وأنها بعينيه أجمل النساء ، لكنها قالت بقلق شديد: صدجنى أنا خايفه عليك أنت خابر اللى هيحصل لو حد وعيلنا


طمئنها بإبتسامته الصافيه كصفاء قلبه وقال: متخفيش هما كلمتين وهمشى طوالى



تقدم خطوه وعادت بها هى خطوه للوراء وعاد يقول:

ليلى أنا بحبك من زمان من وأحنا لسه صغار ، وكل مأحاول أقرب منك وأحكيلك بلاجى ولد عمك واجف (واقف) جصادى عشان أكده أول ما وعيتلك واجفه لوحدك اتچرئت وكلمتك


نظر داخل عينيها ليرى وقع كلامه عليها وعاد يقول : ليلى أنا بدى إياكى فى حلال ربنا ،وحابب أعرف ردك




ظهر الخجل والارتباك على وجهها، وأتسعت عيناها ذهولاً من ذلك العشق الذى يتحدث به ، وازدادت ابتسامته عندما رأى



 إحمرار وجنتيها وتلك الصدمه التى ترتسم على محياها وردت  بحياء شديد : أنا... أنا معنديش مانع ، بس المهم رأى أبويا 




ازدادت خفقات قلبه واتسعت ابتسامته أكثر وقال بسعاده : خلاص مدام انتى موافجه ، أنا هاچى عشيا أنا وأبويا نطلب يدك ، أيه رأيك

نفت ليلى برأسها وقالت بأسف : لا مش دلوجيت استنى لما أخلص امتحانات الاول وبعدها تاجى



تلاشت ابتسامته وظهر القلق على محياه وقال بقلق ينهش قلبه :بس لسه فاضل شهرين على الامتحان ، وبعدين خايف لحد يخدك منى وخصوصا أن حسين ولد عمك بيقول فى البلد أنك خطيبته




ظهر الضيق على محياها من سماع أسمه ونفت هذا الكلام قائله : ما تصدجه دا واحد كداب ولو أخر راجل فى الدنيا مستحيل أوافج عليه ، حتى أبويا ما راح يوافج متخافش 




ثم عاد الخوف يزحف لقلبها وعادت تقول : أنا لازم أمشى دلوجت 

وهمت بالذهاب لكنه أوقفها بلهفه قائلا : بس بدى أشوفك مره تانيه

برقت ليلى عينيها وظهر الطبع الصعيدى عليها وقالت بحده :ليه ، فكرنى من البنات أياهم اللى بيجابلو شبان من ورا أهليهم إياك  ولا عشان وافجت إنى أجابلك افتكرتنى ساهل




 أكده أجبلك عادى بس الغلط عليا أنى إنى وافجتك وجيت

ومتنساش أنى بنت عامر الهوارى ، وسع من جدامى خلينى أمشى

أوقفتها ضحكته الصاخبه عن السير من امامه ناظره إليه بشراسه لا تليق إلا بها فأوقف ضحكته بصعوبه عندما رأى الغضب على وجهها وقال : إنتى عارفه أنا حفيت وراكى جد



 أيه عشان أتكلم معاكى ؟ بجالى يجى سبع سنين عملت كل حاجه ممكن تتخيليها عشان أوصلك بس ولا مره عرفت وتاجى فى الاخر تجولى أكده 



عيب عليكى ولو أنا شايفك من البنات أياهم زى مبتجولى ما راح أجف أمعاكى ولا أحددك



واصل مش دى أخلاجى صدجينى ، أنا دمى صعيدى بردك ، وبعدين  أنا بس بدى أطلع بوشك كل يوم قبل ماأنام ، وده عقابك عشان هتخلينى استنى الفتره دى كلها 



وراح أجيلك الساعه ١١ أقف تحت البلكونه أشوفك وأمشى طوالى

وغادر تاركاً إياها قبل أن تصيح به

تكاد لا تصدق أذناها ، فأنتبهت لوقفتها وأسرعت بالذهاب فى سعاده لم تشعر بها من قبل فلا تنكر عشقها الخفى له منذ أن رأت شجاعته فى مواقف كثيره ، فهو صديق مقرب  من مراد أبن عمها وزوج أختها سمر وكثيرا ما يمدح فى رجولته و أخلاقه




دلفت ليلى الى المنزل فى سعاده غامره لاتصدق أنه يريد التقدم لخطبتها ، واثناء ولوجها إصتدمت بأختها  سمر التى  إندهشت للسعاده الباديه عليها وقالت سمر : أيه فى أيه مالك مبسوطه أكده أبسطينى معاكى 




ضحكت ليلى وارتمت فى حضن أختها وقالت وهى تدور بها بسعاده غامره :مبسوطه كتير جوى

أنتبهت ليلى لأختها وأوقفت نفسها عن الدوران ناظره لجوفها الممتلئ وقالت بأسف : أنا أسفه نسيت إنك حامل



أمسكت سمر برأسها وقالت بغل : منك لله مفيش فايده فيكى  

ضحكت ليلى على أختها وقالت وهى تجلسها على الاريكه: تعالى أجعدى ارتاحى أنتِ جايتى أمتى ؟




جلست سمر وقالت بغيظ : جيت من ساعه ، بس أيه اللى أخرك أكده

ظهر الارتباك عليها وقالت : ماأنتِ خابره الطريق واعر جوى وبعدين المحاضرات كتير انهارده ، المهم كيفك وكيف اللى ببطنك 



أمسكت سمر يدها وقالت بحب : الحمد لله المهم أنتى كيفك وكيف دراستك وحشتينى جوى 




أومأت ليلى برأسها وقالت : الحمد لله كله ماشى تمام 

التفتت ليلى حولها وقالت : أمال فين مراد مجاش أمعاكى ولا أيه ؟

ردت سمر قائله: لا راح مع أبوكى وسالم يطلوا على الارض الجديده اللى أشتراها مراد ، يلا غيرى هدومك وتعالى نساعد ساميه فى الغدا جبل ما ياچوا ونتغدا كلنا مع بعض 


(عامر الهوارى  كبير عائلته ووالد ليلى ، يبلغ من العمر الخامسه وخمسون عاماً ، حاد الطباع ولا يتهاون فى الخطأ حتى على أولاده )




(مراد حامد الهوارى زوج سمر أخت ليلى وأبن عمهم يبلغ من العمر ثلاثون عاماً يمتاز بحكمته وطيبة قلبه )


(سالم عامر الهوارى أخو ليلى يبلغ من العمر السابع وعشرون يبحب عائلته كثيراً وأكثرهم ليلى )


أجتمع كل من عامر وليلى وسالم أخوها وسمر وزوجها مراد على الطاوله يتناقشون أثناء تناولهم للغداء عن الارض الجديده التى ابتاعها مراد بجوار المزرعه الخاصه بوالد آدم فقال عامر لسمر: عامله أيه ياسمر فى حملك جربتى ولا لسه 




ردت سمر على والدها قائله بسعاده: الحمد لله قربت على التامن 

قال والدها بحب ابوى خالص: ربنا يجومك بالسلامه نويتوا تسموه أيه؟

رد مراد برزانته المعتاده :لسه بدرى ياعمى المهم أنها تجوم بالسلامه

نظر عامر الى أبن أخيه الذى تركه هو وامه فى حادث أدى الى وفاتهم تاركين مراد بعمر الخامسه وتكفل عمه بتربيته وعامله كأحد أبناءه وازدادت سعادته أكثر عندما طلب منه يد أبنته



 سمر التى تسبق ليلى بعامين ، وزوجها له بعد أن انهتوا من دراستهم ، فاق من شروده عندما سمعوا صوت حسين أبن أخيه حافظ دالفا المنزل بدون استأذان: سلامو عليكم




شعرت ليلى بالحنق منه فقامت قبل أن يجلس معهم على الطاوله وقالت لوالدها :بعد أذنكم أنا شبعت هخالى ساميه تعمل الشاى 




علم حسين أنها قامت حتى لا تجلس معه فقال وهو يمد يده ليتناول معهم الطعام :على فين يابنت عمى خلينا ناكل لجمه مع بعض

نظرت ليلى له ببغض وقالت بشمئزاز :أصل نفسى اتسدت 

وغادرت من أمامه 



ولم يخفى على والدها معاملتها السيئه ولا كرهها الشديد له لكنه أبن أخيه ولن يستطيع منعه من دخول منزل عمه 


كما أنه مازال يحملها ذنب وفات والدتها، فقد ماتت اثناء الولاده وأوصته عليها كثيرا قبل وفاتها ، لكنه لم يستطيع الوفاء بها فعندما يراها يتذكر عشقه الذى خطفها الموت منه فهى نسخه أخرى منها بخصلاتها  وسوادها الداكن حتى ملامحها


الفصل الثانى


ظل عامر يتذكر يوم وفاتها وكيف أخبره الطبيب بذلك النبأ ،وكيف تحمل تلك الصدمه التى كسرته وأدمت قلبه  وعندما جائته الممرضه بالطفله آبى فى البدايه أن يحملها لكن عندما نظر إليها ورأى ملامحها الشبيهه بملامح والدتها لان قلبه وحملها بين يديه والعبرات تحارب كى تتحرر من آسرها  ورغم ذلك ظل يحملها ذلك الذنب

مازال يراها السبب فى موت والدتها ، ولهذا ظل ناقما عليها ويعاملها بهذا الاسلوب الجاف 

انتبه عامر من شروده لصوت حسين الذى سمعه يقول لمراد : مبروك الارض الجديده ياولد عمى 

رد مراد بأبتسامه لم تصل لعينيه : الله يبارك فيك ياحسين 

ثم قام أيضا بعد أن استأذن عمه وبعده سمر بعد إن أشار لها بعينيه أن تتبعه، فهى تعرف جيدا أن زوجها لا يطيقه ويغار عليها منه بسبب نظراته الوقحه تلك ، فقال عامر بأسف : كان نفسى أشوفك ياحسين زى مراد محافظ على أرض والده وزودها كمان ، بس هجول أيه ربنا يهديك 



رد حسين بمكر قائلا : زوجنى أنت بس ياعمى وربنا يهدينى 

علم عامر من تلميحه أنه يقصد  ليلى فقد طلب منه من قبل يد سمر لكنه رفض علماً بأن مراد سبقه وطلبها منه فعاد ثانيه يطلب ليلى ، لكنه يرى نفور ليلى منه وكرهها له ،وإذا رفض



 مره آخرى سيحزن أخاه فقال له : أنا جولت ليك ولغيرك أن مفيش كلام من ده الا بعد ما تخلص تعليمها قبل اكده لا وياريت نجفل على الموضوع ده دلوقت 



قال حسين بنفاذ صبر : بس يعمى فاضل يدوب شهرين ومش هيجرى حاجه لو عملنا جراية فاتحه على البسيط أكده

ترك سالم الملعقة من يده رامقاً حسين بإشمئزاز : بعد شهرين يحلها المولى بعد أذنكم 



قام عامر من مكانه قائلا : اديك جولتها هما شهرين ، وبعدين يحلها الحلال ، اتفضل اشرب الشاى معانا 

أنهى حسين طعامه وقال وهو يقوم من مقعده   : لا متشكر هشربوا مع أبوى فى الدار سلام ياعمى 




خرج حسين من المنزل  وهو يتوعد للجميع لكن بعد حصوله عليها 

تاركاً عامر فى حيرته لايعرف كيف يتصرف فى ذلك الموضوع الذى يؤرقه 

من جهه لا يريد إحزان أخيه المتبقى له ومن جهه آخرى لا يريد أن يضغط عليها بسبب نفورها الشديد منه، فقرر ترك الامور حتى أنهاء دراستها فربما يحدث ما يغير مجرى الأمور وخرج من الغرفه متجهاً للحديقه كى يتناول الشاى مع أولاده وتبعه سالم


قال سالم وهو يسير خلف والده الى الحديقه الخلفيه للمنزل عند مراد وسمر : أوعاك تكون موافج على حسين يابوى ، أنت خابره زين ده طريقه شمال شرب وسهر  وأنا خايف عليها منيه


قال عامر بحيره : والله مانا خابر ياولدى أتصرف أزاى أنت خابر أنه كان بده يتزوج  سمر ولما عرف أن مراد سبجه حط عينه على ليلى ولو رفضته مش هنخلصوا من عمك حافظ 


قال سالم بعتاب : وهى ذمبها أيه يابوى تتزوج واحد زى ده لا نافع فى تعليم ولا فى أرض وعايش عالة على عمى 

قال عامر وهو يجلس بجوار مراد : ياعالم  بعد الشهرين دول ايه اللى ممكن يحصل 



أكد مراد كلام سالم قائلا : أيوه ياعمى حرام نرميها لواحد زى حسين لا شغله ولا مشغله غير كمان مخلاش حيلة أبوه غير الارض والبيت اللى هما فيه فإزاى بس هنآمن على بنتنا معاه



قال عامر : متنساش يا مراد أنها هتجعد مع عمك ومرته وانت خابر زين محبته ليها جد أيه 




قاطعه سالم قائلا : عمى إن حماها منيه أنهارده مش هيحميها بكره ، وربنا يديله طولت العمر بس بردك لازم نفكر بالعقل حسين مينفعش لليلى واصل

أرجوك يابوى متراضيش أخوك على سعادة بنتك 


أيد مراد وسمر رأى سالم فهز عامر رأسه دون قول شئ

************************

مرت الايام وآدم يذهب اليها كل مساء يقف لها تحت شرفتها حتى تخرج إليه ، يكتفى برؤيتها ومعرفة حالها ثم يعود الى



 منزله ، حتى  يوم ذهب الى مراد فى أرضه وطلب منه أن يساعده فى زواجه من ليلى ، فهو يعرف جيداً مكانت مراد عند




 والدها وهو من يستطيع أقناعه ،فرح مراد بطلبه كثيراً وقرر فتح عمه فى الموضوع ، فلن يجد من هو أفضل منه لأبنة عمه ، ولكنه سينتظر قليلا حتى يقنعه برفض حسين والخلاص منه أولاً ثم بعد ذلك يتحدث معه 



فقرر آدم عدم الذهاب اليها حتى لا يعلم مراد  ، ويغضب منه 


وفى يوم وأثناء جلوس مراد مع عمه قرر فتح الموضوع معه ومعرفة قراره بشأن حسين فقال : هتعمل أيه ياعمى فى موضوع حسين كلها ايام وتخلص امتحانات ويبجى ملناش حجه 



تنهد عامر بقلة حيله وقال : والله مانا خابر ياولد أخوى ، الموضوع ده شغلنى كتير ،مبيخلنيش أنام واصل ، خايف على زعل أخوى لأنه ولده الوحيد ، وفى نفس الوقت مش هاين على بنتى ، وأرچع أجول يمكن ربنا يهديه بعد الزواج




دخل سالم عندما سمع حديثهم وقال وهو يجلس بجوار والده 

: لساتك مصر يابوى 

لم يستطيع عامر الرد عليه فقال مراد : طيب أيه رأيك ياعمى فى آدم  ؟

عقد عامر حاجبيه وسأله قائلاً  : آدم مين ؟ 

أرتبك مراد ونظر الى سالم وجده أيضا ينظر اليه بشك فقال لهم : آدم التهامى ولد الحج صالح 




اتسعت عين عامر بعدم تصديق وقال وهو يضرب بعصاه على الارض بغضب : كانك أتجنيت ياولد أخوى أحنا مصدقنا خلصنا منيه بتعيده تانى ليه ؟ 




وقال سالم : انت بتقول أيه ؟ مانت خابر رأى أبوى فى الموضوع ده 

حاول مراد تهدئة الامر ، فهو يعرف جيداً رأى عمه بهذا الشأن وبأولاد الحاج صالح التهامى فقد سبق وتحدث سالم مع أبيه ليخطب له إبنته ورد لكنه رفض بشده وهدده بأن يطرده خارج




 المنزل ، إذا تحدث بهذا الامر مره أخرى ليسا عيباً به أو بأولاده أنما فى والدتهم التى هربت مع صديق زوجها وظل والده يبحث عنهم حتى وجده هو وقام بإطلاق النار عليه  لكنه لم 



 يستطيع العثور عليها ولم يراها أحدا مره أخرى حتى أهلها بحثوا عنها كثيراً ولم يجدوا لها آثر   ولهذا السبب لا يريدهم عامر فى حياة أولاده 



وعاد سالم يقول : أنت خابر رأى ابوى فى الموضوع ده وعارف أنه جبل سابج رفض إنى أتزوج بنته فأزاى بس هيوافج يديله بنته

رد مراد قائلاً  بعقل : بس ده راچل والراچل ميعبوش شئ وبالنسبه لأخلاقه أن أول واحد يشهد بيها وأضمنه برجبتى فليه نرفضه بس ياعمى ، وبعدين أنت عارفه وعارف أبوه زين ميتخيرش عنيه



البلد كلها بتحلف بحياتهم فليه هنحمله ذنب مش ذنبه

أصر عامر على رأيه قائلا بلهجه قاطعه : الموضوع منتهى مش عايز كلام تانى فيه أنا جايم أنام ، تصبحوا على خير 



تركهم عامر ذاهباً الى غرفته 

أما سالم فدعى من ربه أن يوافق والده حتى يقرب المسافات بينه وبين ورد حبيبته ،التى رفضها عامر قائلاً له " البنت لامها ولوكنت عايز تكرر اللى حصل زمان فانت حر إنما أنا لا يمكن



 اوافج انها تدخل بيتى طول مانا عايش " حاول سالم اقناعه فهو يعرف ورد جيداً ويعرف أخلاقها ، لكنه أصر على رأيه 

فهو يريد إتمام الموضوع لكى يحصل على وردته وأيضاً يطمئن على ليلى معه ، فهو يعلم جيداً بأخلاق حسين إبن عمه وسهراته مع النساء 



وأما مراد فقد كان يفكر فى صديقه لا يعرف كيف يخبره برفض عمه ، فهو يعلم جيداً بعشقه لليلى أبنة عمه وأخت زوجته وكما يعلم بحبها هى أيضا له

فقد كان يلاحظ دائماً شرودها وإبتسامتها الخفيه عند ذكر أسمه أو موقف مشرف له



لكنه لن يخبر آدم الان وسيحاول مره اخرى مع عمه ربما يقنعه ويكون بذلك قرب سالم بورد فقد كتب على عمه أن يعشق أولاده أولاد صالح التهامى 


عوده للحاضر 


أنتبه آدم لصوتها وهى تعقد ذراعيه على صدرها قائله : أيه يا آدم مبتردش ليه ؟ سرحان فى أيه أن شاء الله 




نظر أليها آدم قائلا بمرح : سرحان فيك ياجمر 

ضحكت ليلى على أسلوبه فظل ينظر إليها يتأمل ضحكتها التى تسلب فؤاده  وقال: سيبينى بجى لحد يوعالنا خلينى أدخل لأبوكى 



شعر بالضيق لرؤيت القلق البادى على ملامحها الطفوليه وأراد آدم بث الطمئنينه فى قلبها قائلاً بثقه : متجلجيش هفضل وراه لحد مقنعه حتى لوطلب منى إنى أرمى نفسى فى النار مش هتردد ثانيه واحده اتفجنا ؟ 




أومأت برأسها دون قول شئ وأخذ الخوف يزحف الى محياها لا تعرف ما سببه وازداد خوفها أيضا عندما تركها وولج للداخل


فأسرعت الى الداخل من الباب الجانبى وأقتربت بحذر من غرفة الجلوس التى يجتمعون بها  ورأته وهو يسلم على مراد



 وسالم وجلس بجوار والدها الذى رحب به بأقتضاب حاولت سماع ما يقولون لكنها أنتفضت فزعاً عندما سمعت صوت سمر



 التى  جذبتها من ذراعها تبتعد بها عن مرأى عينيهم قائله : إنتى بتعملى أيه ؟ اتجنيتى أياك ، بتتصنتى على الرجاله ؟ إنتى خابره لو أبوكى خد باله هيعمل فيكى أيه ؟ 



أغمضت عينيه ووضعت يدها على قلبها تهدئ من نبضاته التى تسارعت من خوفها قائله : خضتينى ياسمر الله يسامحك 



قالت سمر وهى تأنبها  : أحمدى ربنا أن أنا اللى وعيتلك محدش تانى ، أيه اللى وجفك أكده 



قالت ليلى بإحراج : أصل آدم چوه چاى يتجدملى وكان بدى أشوفهم هيجولوا أيه 



تنهدت سمر بنفاذ صبر فقررت مصارحتها برأى والدها فى هذا الامر كى لايبقى لديها أمل فى علاقتهم فقد اخبرها مراد بكل شئ فقالت بجديه  : ليلى أسمعينى كويس ، مراد كلم أبوكى فى الموضوع ده



وأبوكى رافض تماماً يعنى جيته دى ملهاش لازمه واصل أنا بجلك بس عشان متبنيش امل على الفاضى 




أخفق قلبها من قسوة الكلام الذى سمعته وقالت بحده : ليه يعنى ماله آدم نجصه أيه وبعدين ورد أخته قال أن البنت




 بتطلع لأمها أنما آدم يرفضه ليه ، ( رفعت أصبعها فى وجه أختها تحذرها قائله)ولعلمكم لو أبوى حاطت فى دماغه أنه يزوچنى حسين أبن عمى فأنا الموت أهون عندى من زواجى منيه وأدينى نبهتكم 



وعادت تقترب من الغرفه حتى تسمع حوارهم بقلب يتمزق خوفاً من رأى والدها 

زفرت سمر بنفاذ صبر منها وتركتها والجه غرفتها 


وفى الداخل تحدث آدم قائلا : عمى أنا طالب منك يد ليلى 

ظهر الامتعاض على وجه عامر وأدار وجهه 

عنه فعاد آدم  يقول : جولت أيه ياعمى عايز رأيك 

قام عامر مضربا بعصاه أرضا وقال بدون مقدمات : شرفتنا ياأبن غاليه




اتسعت عينيه بذهول من دعوته بأمه وقام من مكانه وهو ينظر اليه بغضب قائلا : أنا ولد صالح ياحاچ عامر مش ولد غاليه ،




 أنا چيتلك بصفتى آدم صالح التهامى اللى أنت عارفه مليح والبلد كلها خبراه زين ، وإن كانت أمى أخطئت فأحنا ملناش ذنب ، وبنتك أنا رايدها فى الحلال ودخلت البيت من بابه وأنا تحت أمرك باللى تقول عليه 



حاول سالم ومراد تهدئة الوضع بينهم 

وقال مراد وهو يقترب من آدم : أهدى ياآدم الامور متتخدش قفش أكده وبعدين عمى ميجصدش (ثم نظر لعمه وأكمل قائلاً



 ) وانت ياعمى عارف آدم زين وعارف أخلاجه ، زينة شباب البلد ،ورايد بنتنا فليه نرفضو لسبب كلنا خابرين أنو ملوش ذمب فيه 



تحدث عامر بلهجه حازمه لا تقبل النقاش  وقال : أنا معنديش كلام تانى أجوله وبنتى كتب كتابها الاسبوع الجاى على حسين ولد عمها ، عجبالك 




وتركهم مغادراً الغرفه فى غضب شديد وأصر على الموافقه على حسين أبن أخيه حتى ينهى امر ابن صالح فأن كان عليها الزواج من أحدهم فالاولى ابن عمها 


ارتمى آدم على الاريكه تكاد لا تحمله قدماه لا يعرف ماذا يفعل ، وكيف يتصرف ، هل يستسلم ويتركها لغيره ؟ ومن ؟ حسين الذى يقضى أوقاته فى ملذاته ، بالشرب والقمار ؟



لا  لن يتركها حتى لو وصلت لخطفها لن تبقى لأحد غيره أعوام طويله وهو يحلم بذلك اليوم الذى يجمعه بها ولم يتخيل يوماً



 أن تكون من نصيب غيره ، فهمّ واقفاً ونظر الى مراد قائلا بإصرار : لو مهياش من نصيبى يبقى الموت أهون من إنى أشوفها بتتزوج حسين 



وتركهم وغادر 

حاول مراد اللحاق به لكى يهون عليه ، لكن يد سالم منعته قائلاً : سيبه دلوقت يا مراد أنا خابر بحالته 



خرج ادم من المنزل بقلب منفطر ناظراً الى شرفتها لعله يلمحها وشعر بالضيق عندما وجدها مغلقة فظل واقفا أمامها لربما تطل عليه 



فأنتبه على صوت هاتفه التى صدح معلناً عن أتصال صديقه سليم ومن غيره سيهاتفه الان ليطمئن 

فأجابه قائلاً بصوت منكسر : أيوه ياسليم 



وعلى الجانب الاخر رد سليم قائلاً : أيه يابنى مال صوتك 

أغمض آدم عينيه وأخرج تنهيده حارقه من داخل قلبه قائلاً  : رفض ياسليم 

: يعنى أيه رفض ؟ 

رد سالم بصوت معذب : شايف إن نسبى ميشرفوش وعشان كده رفض 




لم يرد عليه سليم علماً بالسبب لكنه رد قائلاً : وهتعمل أيه ؟ 

رد آدم بدون مقدمات : هخدها وأهرب 

صاح به سليم على الجانب الاخر قائلا : انت اتجننت ياآدم ، اوعى تعمل كده 




أصر ادم قائلا : مفيش حل غير كده وانت هتساعدنى 

رفض سليم قائلاً : أنا مستحيل أشارك فى حاجه تغضب ربنا جوازكم من غير ولى يعتبر زنا وأنا مستحيل أوافق 




رد عليه ادم قائلاً : ومين جالك أننا هنهرب 

أنا هكتب عليها وارجعها تانى مش ليلى اللى أقبل عليها كده هى أكبر من كده بكتير 



: مش هتفرق 

: لا تفرج كتير انا هكتب عليها بس عشان ميزوجهاش ابن عمها 

بس ده لو ملقتش حل غير كده فأنا هحاول مره واتنين وعشره بس إن أصر .........

قاطعه سليم قائلاً : وتفتكر هى هتوافق ؟ 

: مش عارف


وقبل خروج عامر من الغرفه أسرعت ليلى بالصعود الى غرفتها تبكى بحرقه شديده على عشقها الذى انتهى وعلى مصيرها الذى ستواجهه بزواجهها من حسين 




أرتمت على الفراش والعبرات تنهمر من عينيها 

ماذا ستفعل الان ؟ كيف تتزوج من ذلك الحقير الذى لا تطيقه ، وتتخلى عن عشقها الذى تحيا به  ، انتفضت ليلى من مكانها عندما انفتح الباب ودخل والدها وعندما راى بكائها علما  أنها



 كانت تصنت عليهم وعلمت بموافقته على حسين فقال بلهجه صارمه : أعملى حسابك ، كتب كتابك السبوع الجاى على حسين  ولد عمك 

وعندما أدار ظهره ليخرج من الغرفه أسرعت ليلى اليه تقبل يده وتقول ببكاء شديد : أبوس يدك يابوى حسين لا


أشفق عامر على إبنته وأوجعه قلبه لرؤية دموعها لكنه أصر على رأيه قائلاً : الموضوع أنتهى وأنا خلاص أتصلت على



 عمك  أديته موافجتى فمتديش لشكى فرصه أنه يطلع فى محله ، لأنى لو اتأكدت ماراح أتركك عايشه دجيجه واحده ،فاهمه ولا لأ 



ازدادت عبراتها انهمراً على وجنتيها وقالت برجاء : أرچوك يابوى أنا بنتك اللى اتحرمت غصب عنيها من أمها وأتحرمت


 من حنانها متجساش عليا أكده وأنت خابر زين إنى مش بطيقو صدجنى الموت أهون عليا من العيشة معاه أرچوك يابوى




لم يهتم لتوسلاتها ولدموعها التى تنهمر على وجنتيها فصاح بها قائلا : يعنى أيه ؟ عايزه تكسرى كلمتى 



نفت برأسها قائله : لأ والله يابوى بس أنا مش حباه مش بطيجو حتى 




إزاى بس عايزنى أتزوجوا 

أبعد نظراته عنها كى لايضعف أمام دموعها وقال بغضب معتم : يعنى بدك مين ، أوعى تكونى رايده ولد غاليه دانا كنت أجتلك وأشرب من دمك


كما قالت القتل أهون  من بُعدها عن آدم وزواجها من حسين

إذا فليس أمامها الان إلا البوح بكل شئ ، فإن وافقت عليه ستكون

بهذا قد كتبت نهايتها

                          الفصل الثالث من هنا


لقراة باقي الفصول من هنا




تعليقات



<>