CMP: AIE: رواية شذى الورد الحزين الفصل العشرون20بقلم ايمي الرفاعي
أخر الاخبار

رواية شذى الورد الحزين الفصل العشرون20بقلم ايمي الرفاعي


 الفصل العشرون

رواية  شذى الورد الحزين

بقلم ايمي الرفاعي


بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


ذنوبنا ستطاردنا حتى نمحوها بتوبتنا


انقلب الحفل رأسا على عقب بحثا عن الصغيره .تجلس بجسد مرتجف وقلب مثكول يحاوطها أصدقائها لمواساتها..ليذرع المكان بحرسه ورجال الشرطه بحثا عن خيط يصلوا به الى صغيرته..ولكن لاجدوى كأن الأرض انشقت وابتلعتها..ليمضى منتصف الليل ولا جديد مما أدى إلى انهيار ورد ليضطر أسفا بأعطائها حقنه مهدئه حتى لايفقدها كما فقد طفلته......

.عاد الجميع إلى منازلهم والحزن يغلف محياهم ليمر يومان كأنهم كالدهر والحزن والقلق يعصف قلوب الجميع


.....بعد يوم أخر شاق من التحريات اتجه إلى غرفته للاطمئنان عليها هرول إليها بحزن عند صياحها باسم طفلته ليجذبها الى صدره قائلا......اهدى ياورد..اهدى ياحبيبتى..أنا بموت وأنا شايفك كده


ارتجفت بين أحضانه متعلقه بملابسه بخوف وهى تتمتم.....نور يامراد هات ليه بنتى..ياترى عامله إيه دلوقت...خايفه لما ترجعش تانى...هموت


ربت علي ظهرها بقلب يعتصر حزنا قائلا....بعد الشر عليك ياحبيبتى هترجع إن شاء الله..هترجع مش ممكن بعد ما ربنا كافأنى بيها ياخدها منى .أكيد هترجع


ذادت من شهقاتها ليتسطح بجانبها ضاما إياها إلي صدره حتى انتظمت أنفاسها وغطت في النوم من الحزن...شد من احتضانها وعينيه تتلألأ بالدموع مناجيا ربه.....يارب رجعهالى بالسلامه..ماليش غيرك احفظهالى.عارف إن غلطت كتير  بس ماتعقبنيش بيها أعمل فيه إلى إنت عايزه بس بلاش هى..يارب

.........................


تجلس بملامح حزينه ضامه طفلها لصدرها ليدلف إليهم بعكازه متنهدا بحزن على حالها منذ اختفاء طفله صديقتها وهى حبيسه المنزل لا تفارق طفلها تنتفض كل دقيقه من نومها ربت علي يدها بحنان لتفيق من شرودها على حديثه قائلا......وبعدين يانرجس هتفضلى حابسه نفسك كده كتير..ده مش حل


تنهدت والدموع تتلألأ فى عينيها......هو ليه بيحصلها كده عمرها ما شافت  يوم حلو.حياتها كلها عذاب ويوم مارضيت بالى هى فيه وقفلت على قلبها علشان بنتها تتخطف منها....ليه ياابراهيم بيحصل كده....هى مش من حقها تعيش وتستريح


جذبها لاحضانه مربتا علي رأسها بحنان.....من حقها ياحبيبتى.ده اختبار وابتلاء من ربنا وإن شاء الله هتعديه وهترجع ليها من تانى


تساقطت دموعها الحبيسه متنهدا برجاء....يارب ياابراهيم ...يارب

................


يقف أمام نافذه غرفه مكتبه يديه وراء ظهره أكتافه متهدله من الحزن والعجز....ليهدر رنين هاتفه ألتفت ببطئ ملتقطا إياه تتسارع ضربات قلبه أملا في خبر يحى قلبه المثكول قائلا....الو


بنبره ساخره تملأها الشماته رنت فى أذنيه قائله.....حسيت بالى أنا حسيت بيه.عرفت إن الضنا غالى


قطب جبينه استنكارا متسائلا.....مين معايا


رنت ضحكتها الساخره قائله.....لحقت نستنى ياميرو أزعل منك كده ..لحقت نسيت الى دمرتها وقتلت ابنها


بلع ريقه توترا ليتمتم بهمس.....شيرى


هدر صوتها بغضب.....أيوه شيرى إلى دمرتها ودخلتها مستشفى المجانين...شيرى إلى رجعت علشان تاخد حقها وتحرق قلبك على بنتك..ولا أنت فاكر أن هسيبك


ذرع الغرفه بغضب قابضا على يده والشرر يتطاير من نبرته قائلا بتحذير......لو حصلها حاجه هقتلك سامعانى  المره ده هقتلك


ضحكت ساخره....لسه فيك حيل تهدد ..اقتلنى وايه المشكله.أنا كده كده ميته.بس قبل ما يحصل ليه حاجه بنتك هتحصلنى ورينى هتبص في وش السنيوره بتاعتك ازاى


ذاد من ضغطه يده ليجز على أسنانه غضبا قائلا بنبره حاول صبغها بالهدوء......طيب أهدى وقول ليه إنت عايزه إيه وأنا هعمله خدى حقك منى بس بلاش بنتى


هدر صوتها بغضب......لا...هحرق قلبك علشان تعيش ندمان عليها طول عمرك..هوجعك زى ماوجعتنى..هخليك تنام وأنت حاسس بأيدك كلها دم ابنى الى قتلته...ليه إنت تعيش مبسوط وأنا الى أموت...سلام ياميرو وأبقى سلم ليه على مراتك


صرخ بغضب وهو ينتفض كالأسد الحبيس قائلا...  شيرى ..استنى شيرى يا بنت.....


ألتفت على شهقه بكاء انطلقت من حنجره من تقف وراءه رامقه إياه بنظره إتهام .....نور


محى الخطوات الفاصله بينهم ملتقطا ذراعيها بقلق.....اهدى يا حبيبتى هترجع


نفضت يده بغضب ليهدر صوتها عاليا......حرام عليك كل الى بيحصلنا بسبب ماضيك الى مش عايز يسيبنا....أنت شيطان كل الى بيقرب منك لازم يتحرق. بنتى ضاعت بسببك..حرام عليك أنا ذنبى ايه..رجع ليه بنتى


ضمها إليه وسط اعتراضها ودفعها إياه قائلا.....وغلاوتك هرجعها حتى لو قدمت روحى فداها إنت ماتعرفيش غلاوتكم عندى...سامحينى أنا عارف أن ماأستهلش وجودكم.بس ادينى فرصه أخيره علشان خاطرى....خليك جنبى ماتسبنيش


تشبثت بملابسه ببكاء حار.....عايزه نور يامراد عايزه بنتى


ذاد من ضمته اليها ك تبث الى قلبه الامان قائلا بتصميم......وغلاوتك هرجعها إن شاء الله هترجع وتنور حياتنا من تانى

.......................


طرقات عاليه انتفضت على أثرها لتتفاجأ بمن يقتحم عليها المنزل..رجال ضخام الجثه يتقدمهم مراد ملامحه لاتبشر بالخير.. تراجعت إلى الخلف وبنبره مهتزه حاولت صبغها بالقوه قائله.....فى إيه يامراد بتتهجم عليه مش خلاص كل واحد راح لحاله


قبض علي خصلات شعرها بغضب ليهدر صوته عاليا....شيرى فين


تلوت من تحت يديه بخوف متلعثمه ......فى المستشفى هتكون فين


ذاد من ضغطته وهو يعنفها بغضب....انطقى يابنت......ودتيها فين أنا عارف إنك خرجتيها..حاولت أبعد عنكم بالرغم الى عملتيه إنت ويوسف  معايا وأهو أخد جزائه وقلت خلاص مالوش لازمه أعمل مشاكل تانى بس عند بنتى أدفنك بالحيا وديتوا بنتى فين.انطقى..


حاولت التملص من قبضته وهى تذرف الدموع خوفا قائله.....والله ما أعرف هى فين ولا كنت أعرف أنها هتعمل كده.صدقنى


دفعها بغضب ليشير لأحد رجاله قائلا بتهكم....مصدقك ..شوف شغلك يا جمال


تراجعت بجسدها وهى ترمق من يقترب منها بأعين جائعه لتصرخ بخوف......حرام عليك يامراد.أنا ما عملتش حاجه

عند شعورها باقترابه وملامسته لجسدها هدر صوتها بخوف ضامه جسدها بيدها قائله.....هقولك ...هقولك بس خليه يبعد


جلس بأريحيه على مقعد كبير ينتصف الردهه مشيرا إليه بجديه....استنى ياجمال لما نشوف الهانم هتقول إيه


اومأ برأسه طواعيه ليبتعد الى الوراء سامحا لها بالاعتدال وهى ترتجف قائله......أيوه  أنا خرجتها لما لقيتها اتحسنت ونصحتها تسافر وتبعد وتحاول تنساك بس والله ماكنت أعرف أنها هتعمل كده صدقنى يامراد .لو كنت أعرف كنت منعتها


هدر صوته بغضب ونفاذ صبر....جيجى .انجزى وديتوا بنتى فين ماتخلنيش أفقد أعصابى


رفعت يدها خوفا من بطشه قائله بارتجاف....معرفش..بس ممكن أكلمها

ألتقطت هاتفها بعد أن مرره إليها لتضغط على بعض الارقام منتظره قليلا حتى أتاها صوت صديقتها قائله بلهفه....الو ..شيرى إنت فين قلقتينى عليك


بنبره مرحه أجابت....ماتقلقيش ياروحى أنا كويسه خالص


اذردت ريقها توترا من نظراته المتوعده قائله... طيب إنت فين عايزه أشوفك .فجأه اختفيتى بعد ماكنا متفقين نسافر سوا


جيجى......هنسافر.بس ورايا موضوع هخلصه ونسافر علطول.........أثناء حديثهم هدر صوت طفله صغيره ارتفع لها دبيب قلب مراد غضبا وخوفا ليشير إليها بتكمله حديثها لتتسائل بتعجب....إيه الصوت ده إنت عندك بيبى


رنت ضحكتها الساخره....اه ياروحى بنت مراد


شهقت بصدمه وخوف من نظرات من يرمقها قائله بعتاب.....برده عملتى الى فى دماغك ليه كده ياشيرى حرام عليك البنت ذنبها ايه


هدر صوتها بغضب......ومش حرام عليه الى عمله فيه لا ياجيجى لازم يدوق من نفس الكاس


بنبره لينه حاولت مجاراتها فى الحديث قائله بهدوء....طيب إنت فين خلينى أكون جنبك علشان خاطرى





هزت رأسها رفضا.....لا ياجيجى خليك بعيد علشان لو حد مراقبك وأنا ياستى فى اسكندرية ماتقلقيش ولو فى حاجه هكلمك سلام


أنهت معها الاتصال لتنتفض فزعا عند عصره قبضه يدها من يده الغليظه قائلا بغضب...فين فى اسكندريه انطقى


هزت رأسها رعبا قائلا بتلعثم....حاضر هقولك


سحبها أحد رجاله داخل إحدى السيارات ليجلس بجانبها مشيرا للحارس بالانطلاق..أثناء اتجاههم لطريق أسكندريه صدح هاتفه ليجيب قائلا... ..حبيبتى


بنبره مرتعشه تسائلت....طمنى يامراد لقيت نور .فى جديد


هز رأسه كأنها تراه قائلا بهدوء....اه ياحبيبتى عرفنا طريقها وأنا رايح ليها دلوقت


صاحت بفرحه وهى تبكى....بجد يامراد طيب هى فين.أنا عايزه أجى معاك.علشان خاطرى هموت يامراد مش هقدر أستنى أكتر من كده


حاول إثنائها عن رجائها ولكن تحت إلحاحها رضخ لطلبها قائلا....خلاص يا حبيبتى اطلعى دلوقت وأنا هخلى السواق يجيبك ونتقابل على الطريق


بعد نصف ساعة على الطريق السريع.يقف خارج سيارته فى انتظار قدومها حتى لاحت له في الأفق اقتربت منه مسرعه ملقيه بجسدها فى أحضانه وهى تبكى....هى فين طمن قلبى


ربت علي ظهرها مهدهدها.....اهدى يا حبيبتى  اطمنى هى كويسه .يالا اركبى علشان مانتأخرش عليها


كفكفت دموعها بعد أن أخذت نفسا عميقا مهدئه حالها لتصعد بجانبه وتتفاجئ بمن تنزوى فى اخر المقعد والكدمات تملأ وجهها.وزعت نظرها بينهم ليربت علي يدها بحنان.....هفهمك كل حاجه بس لما نطمن على نور الاول


أذعنت لطلبه وأعينها تتفحص من تجاورها بقلق..حاوط كتفها بذراعه ضاما إياها اليه وقلبه ينبض خوفا من المواجهه واللقاء الغير مرغوب فيه واهتزاز صورته أمامها مره أخرى..


...بعد أن أبلغ محاميه الخاص بالتطورات الاخيره وتأكيد عليه بعدم تهوره حتى وصول الشرطه ولكن قلبه الغاضب رفض الانصياع لينطلق مسرعا بأخذ حقه قبل تقديمها للعداله

.

.....على جانب الطريق توقفت سيارته وسياره الحرس الخاص به.ليلتفت لمن ترتجف خوفا من نظراته قائلا بغضب...أى شاليه فيهم


أشارت بيدها الى أحد الشاليهات المتطرفه ليربت علي يد حبيبته بهدوء قائلا....حبيبتى خليك هنا مع الحرس وأنا مش هتأخر


تعلقت بيده بتوسل قائله.....علشان خاطرى خدنى معاك مش هقدر أنتظر اكتر من كده

هز رأسه رفضا ضاغطا على يدها بتصميم.....ما ينفعش يا حبيبتى أنا ماعرفش فى إيه جوه وجودك هيوترنى علشان خاطرى وخاطر نور خليك مش هتأخر


تلألأت الدموع في عينيها خوفا ليجذبها  الى صدره هامسا بحب....وغلاوتك هترجع إن شاء الله خلى عندك ثقه فيه


هزت رأسها حزن ليربت علي ظهرها طابعا قبله حب على جبينها قبل أن يشير لحرسه بالانطلاق..ألقاهم بنظرات تحذيريه  بتنبيه بعدم الابتعاد والحفاظ عليها....أسرع بخطاه الى الباب الخلفي بهدوء .ليلمحها تجلس بأريحيه مغمضه العين وأمامها الصغيره تداعب إحدى ألعابها الصغيره....ارتفعت دقات قلبه شوقا لصغيرته متأملا ملامحها المصغره من حبيبه قلبه....أشار بعينيه لمن معه بالالتفاف حول المكان حتى لايدعوا لها المجال للهرب..تقدم بخطى غاضبه جعلتها تنتفض برعب عند شعورها بأصوات حولها كحركه غريزيه جذبت الصغيره إلى صدرها جعلتها تبكى خوفا من المفاجأه....ارتبك من حركتها مشيرا لها بالهدوء قائلا... اهدى ياشيرى هات البنت


ذادت من ضغطتها حول الصغيره مزمجره بغضب....ارجع يامراد لأقتلها أنا مجنونه وأعملها


شعر بتأذم الموقف من تهورها ليهدهدها قائلا.....هبعد زى ما إنت عايزه بس بنتى مالهاش ذنب خدى حقك منى


هزت رأسها رفضا وهى تبكى....لا... لازم أحرق قلبك عليها زى قلبى الى لسه موجوع لغايه دلوقت ..كان هيحصل ايه لو كنت سبته عايش..قلت ليك مش هطلب منك حاجه وهاخده وأسافر..بس ازاى يبقى عنك طفل منى...لو أنا غلطت إنت كمان غلطت يوم لما ضحكت عليه وخلتنى أحبك....أنا ماكنتش عايزه حاجه كل إلى كنت عايزاه إنك تسبهولى يونس وحدتى ويعوضنى قسوه قلبك عليه...أنت شيطان وماينفعش يكون عندك بنت بالبراءه ده...ماينفعش تعيش مبسوط وأنا إلى أموت..الى زى وزيك لازم يموتوا ماينفعش يعيشوا مع ناس نضاف


جز على اسنانه بغضب....أنا ماضحكتش عليك إنت كنت عارفه كويس علاقتنا كانت ازاى . وقت بتنبسط فيه وخلاص مش ذنبى إنك غبيه وصدقتى إن بحبك.ومن الاول متفقين على كل حاجه مش مشكلتى إنك أخليتى بالاتفاق


صرخت بغضب....علاقتنا كانت إتفاق..حرام عليك إنت قلبك ده ايه. أنت عارف كويس انك كنت محور حياتى وكنت بحبك...وعلى مقدار حبى ليك..هحرق قلبك على بنتك 


صرخت بخوف عند انقضاض أحد حراسه عليها من الخلف ليمحوا المسافه الفاصله بينهم ملتقطا الصغيره وبيده الأخرى صفعها بغضب قائلا......وغلاوه بنتى لهندمك على عملتك


صرخت  برعب رافعه يدها حول وجهها حمايه من صفعاته المتتاليه لتتوسل اليه بخوف وترجى..... ارحمنى .خلاص خد بنتك وامشى وأنا هنساك علشان خاطرى


جذبها من شعرها غضبا......خاطرك .ده أنا هقتلك دلوقت بتتوسلى ليه .ده أنا هعيشك أسود أيام حياتك على قلقى ورعبى على بنتى يا بنت......


ارتجفت من وعيده ونظراته تتوسل بخوف.لتقطع الشجار الدائر بينهم بخطواتها الحزينه مما يحدث لتدفع يده بهدوء.....خلاص يامراد سيبها


التف إليها بضيق قائلا....ورد...ايه إلى دخلك أنا مش نبهت عليك تخليك فى العربيه


لم تعر أهميه لزمجرته ساحبه يده بعيدا عن المتكومه على الأرض قائله....سيبها يامراد كفايه الى هى فيه..كفايه خسارتها لابنها.أنا مسامحاها .هات نور وخلينا نمشى


مد يده لها بالصغيره قائلا بحزم.....مش همشى قبل ما أخد حقى منها وحق رعبنا وقلقنا على نور


هزت رأسها رفضا وهى تضم الصغيره بغضب.....كفايه انتقام يامراد.ده كله نتيجه تصرفاتك سيبها إنت دمرتها وغصب عنها بترد على تصرفك معاها...أنا مش بقول إنها مش غلطانه.بالعكس إنتم الى اتنين غلطانين..بس خلاص مالوش لازمه نعاقبها المهم إن بنتنا بخير .أنا مسامحاها


جز على اسنانه بغضب.....بس أنا مش مسامحها...جمال وصل مدام ورد على العربيه


ألقته بنظره حارقه غضبا من تصرفاته الهوجاء موليه ظهرها متجه الي الخارج  تحت صرخات من تتوسل اليه بأن يتركها.....انتظر ابتعاد ورد لينقض على من تفترش.الأرض بالصفعات والسباب جعلها تخور فى قواها وتفقد وعيها والدماء تتدفق منها.......وصلت الشرطه لتلتقفها من بين يديه بصعوبه حتى لايزهق روحها ليبتعد وهو يتنفس بغضب رامقا إياها باحتقار هى وصديقتها موليا ظهره إليهم متجها إلى من ترمقه بضيق من تصرفاته العدوانيه خاصه بعد انقياد الشرطه إليهم ورؤيه ماوصلوا اليه من ضرب ودماء بجميع أنحاء جسدهم.......جلس بضيق ليكور قبضه يده متحكما فى عصبيته قائلا...ماتبصليش كده كان لازم أخد حقى منها تستاهل كل الى عملته فيها


أشاحت بوجهها بعيدا لتمتم بغضب....بالعكس أنت تستاهل أكتر منها ده نتيجه أفعالك


زمجر بغضب من تأنيبها له ليجذب الصغيره الى احضانه المشتاقه قائلا بصرامه.....ورد....خلاص أنا مش حابب أتكلم فى الموضوع ده.تانى  خلينا نرجع أنا بقالى فتره مانمتش وأعصابى تعبانه


زفرت بضيق تاركه له الصغيره يشبعها من قبلاته واشتياقه إليها

.....................

ارتفع رنين هاتفها لتلتقطه بفرحه عند رؤيه من تزين شاشته قائله.....حمد لله على سلامه نور انت ماتعرفيش أنا فرحانه ازاى ماكنتش بنام من خوفى وقلقى


تنهدت بارتياح.....الحمد لله يانرجس  أنا كنت بموت .بس الحمد لله


بتساؤل وحيره...مين إلى عمل كده..وليه


قطبت جبينها ضيقا قائله......ناس كانت عايزه تنتقم من مراد فخطفوا نور عقاب ليه


زمجرت بغضب....أنا قلت ليك ابعدى عن الإنسان ده مافيش وراه غير المشاكل .بس إنت إلى صممتى علشان نور.أهى نور كانت هتروح منك بسببه


زفرت بحزن وقله حيله....مالوش فايده الكلام الى حصل حصل


نرجس....عندك حق الى حصل حصل.المهم عايزه أشوفك قبل ما اسافر


شعرت بغصه فى قلبها متسائله....مسافره


نرجس......اه ياحبيبتى .مسافره رايحين ألمانيا علشان عمليه حازم وكمان بالمره اشوف حسن واطمن عليه


ضغطت على عينيها بقوه مانعه هطول عبراتها قائله.....تروحى وترجعى بالسلامه هتوحشينى ماتتأخريش عليه


نرجس...الله يسلمك .هكلمك كل يوم ماتقلقيش


بنبره حزينه قائله.....نرجس...سلميلى عليه


هزت رأسها حزنا لما وصلوا إليه قائله...حاضر ياورد.مع السلامة


أنهت معها الاتصال ضامه هاتفها لصدرها وهى تشهق بالبكاء حزنا على حياتها البائسه

..........................

أشرق وجهها بفرحه للقادم إليها لتمد يدها بالسلام بحميميه وود قائله....وحشتنى قوى ياحسن.عامل ايه


إلتقط منها الصغير الذى سارع بالارتماء فى احضانه موزعا قبلاته على وجه قائلا بفرحه....وأنتم وحشتونى أكتر....حسن حبيبى كبرنا وبقينا رجاله


ضحك الصغير متمتما بكلمات صغيره....حسن..حبك

جذبه لاحضانه بابتسامه حب......وأنا بموت فيك..جبت ليك لعب حلوه هتحبها قوى


صفق الصغير فرحه لتستطرد نرجس بعد أن وضع النادل أكواب الشراب قائله.....طمنى عليك


ساعد الصغير فى تناول مشروبه قائلا...   الحمد لله .أنا كويس الحياه هنا حلوه.والدراسه بتقدم فيها كويس..كله تمام....أمال ابراهيم بيه فين


أراحت ظهرها الى الوراء قائله...فى المستشفى مع حازم بيتفقوا على ميعاد العمليه وأول ما يخلص هيجى يسلم عليك


هز رأسه بابتسامه ود....وأنت عامله إيه والبطل ده عامل ايه معاك





تنهدت بارتياح.....إحنا الحمد لله الدنيا بقت احسن من وقت ما ابراهيم بدأ ينزل شغله...أما البطل ده مغلبنى عيل شقى ورخم


ذم شفتيه ضيقا مصطنعا ليجذب الصغير الى أحضانه التى ارتفعت ضحكاته عند دغدغته له قائلا....ماتقوليش على بطلى كده.ده أحسن واحد في الدنيا إنت الى رخمه وبتغيرى منه


ضربت كفيها تذمرا قائله......أهو دلعكم ده إنت وأبوه فيه إلى هيبوظه بس أنا إلى هعرف أظبطه 


رمق الصغير ليغمز له ضاحكا....تيجى نضرب ماما الوحشه ده الى بتزعل حسن حبيب قلبي


هز الصغير رأسه لترمقه بغيظ وسط ضحكاتهم...فرك يده توترا وفضولا والكلمات تريد أن تتقاذف خارج فمه للسؤال أخرجته من حيرته قائله.....كل حبايبك فى مصر بيسلموا عليك


ابتسم ابتسامه باهته صغيره قائلا....عامله ايه


ذمت شفتيها حزنا لتتنهد قائله....مش كويسه خالص


سقط قلبه خوفا لتذداد وتيره أنفاسه قلقا ليتسائل....ليه فيها ايه طمنينى عليها


ذمت شفتيها غضبا من حالها لقلقه وتوتره الظاهر في صوته لتضطر تحت إصراره إبلاغه بما مرت به صديقتها..ليضرب بقبضته على المنضده التى أمامهم ويصيح بغضب جعل من حوله ينتبه إليه قائلا....وازاى سيباها معاه .ازاى ماتجبريهاش تبعد عنه...ياه ياورد.ليه 




بتعذبى نفسك كده.هتفضلى لحد إمتى تضحى علشان غيرك...لو كانت سمحت ليه أقرب كنت خلصتها منها..مايستهلهاش ولا يستاهل قلبها


نهرت حالها بغضب لتربت على يده بملامح حزينه......اهدى ياحسن.أنا غلطانه  إن قلت ليك.إحنا مش فى ايدينا حاجه ..لو احتاجت مساعدتنا عمرنا ماهنتأخر.بس هى رافضه نعمل ايه


ألتقط أنفاسه المسرعه من غضبه وحزنه قائلا.....نفوقها ونعرفها غلطها..نعرفها إننا أولى منه فى حياتها....نعرفها إننا بنموت كل يوم فى بعدها


ضغطت على عينيها لتمنع هطول عبراتها حزنا على ما وصل إليه أصدقاء عمرها قائله.....خلاص ياحسن الى حصل حصل.إنساها وحاول تعيش حياتك .بكره ربنا يرزقك ببنت الحلال الى تعوضك تعبك في حياتك


ابتسم تهكما.....أنساها.إنت بتهزى حد يقدر ينسى نفسه استحاله .ورد في دمى ومهما مر العمر هتفضل فى قلبى


قطبت جبينها استنكارا.....يعنى ايه هتفضل مترهبن علطول ماينفعش


تنهد بحزن ملتفتا الى الصغير النائم على ذراعه قائلا......ماتشغليش بالك بيه أنا كويس وممكن سفرى فى التوقيت ده حاجه كويسه علشان تهدى النار الى جوه قلبى 


قطع حاله الشجن المحيطه بهم صياح فتاه تقترب منهم بفرحه قائله....حسن


ألتفت لمن تناديه عاقدا حاجبيه بتعجب قائلا.....منه


اتسعت ابتسامتها لتمد يدها له بالتحيه قائله....مش ممكن ايه الصدفه الجميله ده.بتعمل ايه هنا وعامل إيه وحشتنى قصدى وحشتنا.نقلك للقاهره أثر فينا


سحب يده بحرج وابتسم ابتسامه مهذبه......شكرا يامنه أنا بدرس هنا تبع الجامعه


ابتسمت بإعجاب.....بجد .طول عمرك متفوق إنت تستاهل كل خير


هز رأسه.متسائلا......وأنت بتعملى ايه هنا دراسه برده


ضحكت ساخره..لا أنا مش شاطره قوى كده..أنا جايه زياره لاخويا وراجعه تانى

انتبهت لمن تجلس قبالتهم لتوزع نظرها متسائله.....مش تعرفنا


أشار تجاه صديقته قائلا.....ده نرجس أختى وده ابنها حسن


ابتسمت بود قائله....أهلا وسهلا  يامدام .اسفه أن أقتحمت قعدتكم فجأه بس أنا ماصدقت شوفت حسن


ابتسمت....أهلا بيك.اتفضلى أقعدى


هزت رأسها رفضا....شكرا .أنا بس ماصدقتش لما شوفته ماتعرفيش هو غال عندى قد إيه....مبسوطه إن شوفتك وأتمنى أشوفكم تانى فى




 الفتره الى هكون موجوده فيها هنا...ممكن رقمك يا حسن علشان أبقى اطمن عليك


أملى لها رقمه لتدونه بفرحه قائله...فرصه سعيده يا مدام وأتمنى نتقابل تانى.عن اذنكم


بادلتها ابتسامه وداع......إن شاء الله.مع السلامه


انتظرت ابتعادها لتغمز بمكر لمن أمامها قائله.....إيه الحكايه مين القمر ده


ضحك على ملامح وجهها قائلا.....ولا حكايه ولاروايه.كانت زميلتى فى سنه أولى وبعد كده العلاقه اتقطعت لما رجعت القاهره


أمعنت النظر به ضاحكه.....بس شكلك غال عليها قوى ماشوفتش كانت بتبصلك ازاى


زفر باستخفاف......كانت بتبص ليه ازاى ياخفيفه


أرجعت رأسها الى الوراء ضاحكه بمكر....كانت بتبص نظره واحده معجبه...واحده بتحب


ضرب كفيه ضاحكا.....كل ده .إنت خيالك واسع قوى. يالا يانرجس ربنا يهديك .تعالى أوصلك للمستشفى علشان أسلم على ابراهيم بيه


ألتقطت حقيبتها لتشاكسه قائله.....ماشى أهرب بس مسيرك تصدق كلامى وتعرف إنها معجبه بيك

..............................


تقف معطيه ظهرها للباب متأمله بعض الزهور وبيدها الأخرى هاتفها تتحدث بشجن.....وحشتينى قوى يانرجس هترجعوا امتى .لسه شهر كتير قوى...أنا كويسه.والدار ماشيه كويس..ماما رقيه مابتسبنيش




..ماتقلقيش عليه.مفتقده وجودكم جدا.وحسن عامل ايه.واحشنى جدا...نور كويسه تيجوا بالسلامه ياحبيبتى مع السلامه


عند إنهاء مكالمتها انتفضت بفزع عند التفاتها لتقابل أعين غاضبه ترمقها بتساؤل قائلا.....بتكلمى مين


ألتقطت أنفاسها المرتبكه لتشيح بوجهها بعيدا متخطيه إياه قائله بلا مبالاه....وأنت مالك


ضيق حاجبيه استنكارا من حديثها الجاف ممسكا ذراعها قبل أن تبتعد قائلا بتهكم....أنا مالى.أنت عارفه انت بتقولى ايه


نفضت يده بغضب.....أنا عارفه أنا بقول ايه كويس .وبقولك برده أنا تعبت وشايفه من الأفضل كل واحد يروح لحاله


هز رأسه غير مستوعب  حديثها ليتمتم بذهول....كل واحد يروح لحاله يعنى ايه...أنت واعيه للى بتقوليه.حصل ايه لكل ده






طوقت ذراعيها حول صدرها باستنكار.....لسه بتسأل حصل إيه كل المصايب الى مريت بيها بسبب ماضيك وبتقول حصل ايه...لو كنت أنا الى هنضر بس ماكنتش اتكلمت أما عند بنتى وكفايه قوى كده مش هسمح إن أخسرها بسببك.الافضل تسيبنا نعيش حياتنا في هدوء بعيد عنك وأنا مش همنعك عنها إنت أبوها برده


ابتسم باستخفاف....والله كتر خيرك.....لتتحول نبرته الى الشراسه جاذبا يدها اليه بقوه.قائلا.....فى أحلامك.إنك تبعدى عنى إنت بتاعتى واستحاله أسيب حد ياخدك منى


حاولت التملص من قبضته قائله باستهجان.....حد مين أنا مابقاش فى حياتى حد غير بنتى وبس


ضغط علي يدها بغضب قائلا بنبره تستعر منها نار قلبه.....أوعى تفتكرى أن هصدق الى بتقوليه وأفتح ليك طريق حبيب القلب تانى.أنت اتكتبتى على أسمى من يوم ماشوفتك


جذبت يدها المتألمه من قبضته قائله بغضب.....اتكتبت على اسمك بالخداع والنصب ماسمحتش ليه بفرصه ولا حريه الاختيار.بس دلوقت أنا الى هختار وبقولك كفايه أنا مش مستعده أخسر نفسى تانى


توحشت ملامحه ليقربها إليه بعنف قائلا.....ولسه ماعندكيش حريه الاختيار لأنك ملكى فاهمه كل حاجه فيك بتاعتى


حاولت دفعه بضربات واهيه على صدره لتمنعه من مواصله اعتداءه وهى تبكى قائله بتوسل.....مراد...ابعد..بلاش كده ماتخلنيش أكرهك


ذاد من عنفه ليوشم جسدها بلمساته لتذداد وتيره بكائها مرتجفه بتوسل أن يتوقف ليفيق من شروده على دموعها وأنينها خوفا من تكراره للماضى..ليدنو بنظره خجلا من نظراتها  وعبراتها التى تتساقط أنهارا ورجفه جسدها رعبا...ارتدى ملابسه على عجل مسرعا بخطواته الى الخارج هربا من أصوات بكائها التى تمزق نياط قلبه ندما....انتظرت ابتعاده لتلملم أشلائها المبعثره 




بخطى واهنه متجه إلى الداخل.....استرقت السمع لمن يداعب طفلته بنبره حزينه قائلا.....شايفه يانور ماما عايزه تسيبنى وتبعد عنى..قدرت تقولها وهى عارفه إن روحى فيها من غيرها حياتى تنتهى...لغايه دلوقت مش عايزه تسامحنى والله ندمت واتغيرت علشان ترضى عنى...أنا تعبت من المعافره لقلبها قفله عليه ورفضه ادخله


تمتت الطفله بحروف مبعثره لتنطق في النهايه بعض الحروف جعلت الابتسامه تشرق محياه ليرفعها عاليا مقابل وجه الضاحك.......بابا..قولتى بابا.أنا سمعت صح


ارتفعت ضحكات الصغيره ليدور بها موزعا قبلاته بفرح على وجهها قائلا....بحبك...بحبك ياأغلى نور فى قلبى


...بالخارج....تساقطت دموعها حزنا عليه وعلى حالها لتكمل طريقها إلى غرفتها تجر أذيال الندم والحزن على ما ألت اليه حياتها.....تمددت فى فراشها لتغط في النوم من إرهاق التفكير....بعد كثير من الوقت دلف إليها بعد أن اطمأن على وحيدته لتتلكأ نظراته فوق المسطحه على الفراش ليتنهد بحزن هامسا....مابقتش عارف أعمل معاك إيه تانى علشان ترضى عنى.....مش عارف ازاى أحطم حصون قلبك.....

ليذم شفتيه ضيقا.....ممكن لما أمشى وقتها تحسى بحبى...سامحينى بس ماسبتيش ليه خيار تانى

اتجه إلى خزانته ملتقطا بعض ملابسه واضعا إياها في حقيبته الصغيره بهدوء موليا ظهره متجها إلى الخارج بسرعه حتى لايجرفه الشوق ويظل بجانبها رافضا الرحيل

................


فى الصباح.....تململت فى نومها لتفتح عيناها بنعاس لامحه خزانته الخاصه فارغه من ملابسه قطبت جبينها تعجبا مرتديه مأزرها متجه إلى الخارج بحثا عنه..دلفت غرفه طفلتها لتجدها تغط في النوم .أولت ظهرها مسرعه بخطاها الى الاسفل.لتقابل خادمتها متسائله....الدكتور فين.موجود في مكتبه


هزت رأسها نفيا.قائله......لا مش موجود


خفت نبرتها لتتسائل... ..امال راح فين


زفرت بقلق موجه حديثها لمن أمامها قائله بحيره.....ممكن تسألى الحرس الى بره عليه


أذعنت الخادمه لطلبها متجه إلى الخارج تحت أنظار من تفرك يديها قلقا وتوترا....بعد قليل..دلفت إليها بقله حيله قائله.....جمال بيقول إن الدكتور سافر بس ماقلش رايح فين


شحب وجهها بقلق لتفيق من شرودها على صوت الخادمه الأخرى قائله وهى تمد يدها بالهاتف.....فى تليفون لحضرتك


قطبت جبينها تعجبا لتلتقطه مجيبه بعد أن عرف الطرف الآخر عن نفسه قائله.....صباح الخير يا متر .حضرتك تنور تمام .هنتظرك.مع السلامة


ذمت شفتيها حيره من طلب المحامى الخاص بزوجها برؤيتها لتزفر بضيق وقلق متجه إلى الأعلى للاطمئنان على طفلتها ومحاوله الاتصال بهاتف زوجها


..بعد مرور ساعه حضر المحامى لتستقبله متجه به الى غرفه المكتب.بدأ حديثه تحت استغرابها قائلا....طبعا حضرتك مستغربه زيارتى بس أنا هفهمك من فتره مراد طلب منى يعمل لك توكيل عام بجميع ممتلكاته ده غير أنه بلغنى قبل ما يسافر انه ينقل كل حاجه باسمك


اتسعت عيناها ذهولا قائله....حضرتك بتقول ايه ..هو فين أنا لازم أتكلم معاه


هز كتفيه بحيره....بصراحه معرفش رفض انه يبلغنى على وجهته وطلب إن أعرفك عل كل حاجه علشان تباشرى شغله والمشاريع الخيريه الى بيقوم بيها بداله

ليلتقط من حقيبته بعض الاوراق قائلا...أولا.ده أوراق مستوصف بناه فى منطقه شعبيه وجهزه بكل الى يحتاجه منتظر على الافتتاح بس..وثانيا ده بعض الحالات الى كان بيتابع علاجها ومصاريفهم



 الشهريه وبما أن حضرتك الى بقيتى مسؤوله دلوقت مطلوب منك تتابعى مكانه وعلى العموم مش عايزك تقلقى أنا هكون معاك دايما.كده خلصت مهمتى وأول ماتكون مستعده بلغينى وأنا تحت أمرك


نبتت ابتسامه باهته على وجهها وعيناها تتفحص مابيدها لتتهدل أكتفاها وتسقط على مقعد وراءها لتمتم بهمس بعد ولوج زائرها غير مصدقه ماحدث قائله.....كل ده مراد عمله مش ممكن ......قلبت مابيدها وعيناها تذرف دموع الندم مطلقه أهه حزن.......اه...أنت فين يامراد


ضمت الأوراق لصدرها مسرعه بخطاها الى الاعلى بحثا عن أى شئ تصل به اليه هاتفت جميع أصدقائه ولكن لاجديد كأنه تبخر ولم يعد له وجود

.............

مر إسبوع وهى حبيسه غرفتها مع طفلتها تأملا في عودته رافضه الخروج ومواجهة الواقع بدونه...دلفت إليها بحزن جالسه بجانبها وبنبره حزينه قائله.....وبعدين ياورد هتفضلى حابسه نفسك كده كتير..عايزاه لما يرجع مايلقكيش نفذتى طلبه


ارتفعت شهقاتها بندم.....بس هو يرجع ياماما..أنا ماكنتش عارفه  أنه مهم قوى كده عندى...البيت من غيره كئيب حتى نور بطلت تضحك زى زمان...أنا ندمانه على جرحه.إتوسل ليه كتير أنه اتغير وأنا ماصدقتوش.قسيت عليه جامد .عايزاه يسامحنى ويرجع


جذبتها لاحضانها بحب.....هيرجع ان شاء الله وينور بيته.المهم إنت قومى وارجعى قويه زى زمان وشوف شغل جوزك الناس الغلابه مش ذنبها حاجه كملى طريقك علشان لما يرجع يعرف إنك ماقصرتيش فى الامانه


هزت رأسها تأكيدا.....عندك حق أنا لازم اكمل الى بدأه........


عزمت أمرها واتجهت إلى المشفى الصغير الخيرى لتتفاجأ بضخامه المكان برغم صغره ولكنه يحتوى على جميع  الاجهزه الطبيه تنقلت من مكان إلى آخر مع محامى زوجها وسط ذهولها واعجابها مما ترى..




.بعد انتهاء جولتهم .اتجهت الى منزل صغير مكون من أسره فقيرة أشرف زوجها على علاج رب الأسره مع تخصيص جزء من المال لهم شهريا.....هللت السيده العجوز عند رؤيتها بعد أن قدمها لهم المحامى.قائله.....يا أهلا وسهلا يابنتى نورتى.أنت ماتعرفيش زيارتك النهارده عملت فينا إيه...ربنا يبارك فيك ويخليلك الدكتور. هو فين صحيح وحشنا بقاله فتره مابيجيش يارب يكون المانع خير


ابتسمت بود قائله.....مسافر


رفعت يدها له بالدعاء قائله.....يرجع بالسلامه إن شاء الله ويخليلكم الاموره الصغيره هى فين الدكتور كان وعدنى هيجيبها مره نشوفها


بابتسامه هادئه....إن شاء الله أجيبها المره الجايه المهم إنتم مش محتاجين حاجه..ناقصكم حاجه


هزت رأسها نفيا.....ربنا ما يحرمنا من الدكتور مش مخلى نفسنا فى حاجه ربنا يبارك فيه ويجمعكم على خير


أمنت على دعائها قائله....امين يارب أستأذنك أمشى ولو احتاجتى حاجه كلمينى علطول ماتتردديش


ابتسمت بحب لتجذبها لاحضانها قائله....ربنا يخليك ويبارك فى شبابك ويزيدكم من نعيمه....لتهمس لها بتأكيد وصدق.....الدكتور بيحبك قوى طول الوقت ماكنش فى سيره على لسانه إلا عنك شكلك غاليه عنده قوى.خلى بالك منه ماتفرطيش فيه


تلألأت الدموع في عينيها لتهتز شفتاها بابتسامه شكر.....شكرا...عن إذنك


هرولت الى الخارج مانعه عبراتها في السقوط وقلبها يشعر بغصه ندم كلما تذكرت نظرات الحزن التى تسببتها لعينيه وقلبه من جرحها واهانتها له.....

بعد يوم شاق من جولتها التفقدية لأعمال زوجها دلفت لغرفتها لتتمدد بجانب صغيرتها التى استيقظت عند شعورها بها مسددت على خصلات شعرها السوداء مبتسمه بحزن....بابا طلع انسان جميل قوى 



يانور.لو تشوفي كميه الناس الى بتحبه ودعت ليه انهارده والفرحه الى فى عيونهم هتفرحى قوى وتفتخرى بيه.نفسى يرجع 


علشان أقوله أن بحبه قوى ماكنتش فاكره أنه اتغير علشانى بالشكل ده

تمتمت الطفله ببسمه جميله قائله.....بابا


ضمتها إليها لتذم شفتيها حزنا قائله....بابا وحشنى قوى

.....................

داخل إحدى المستشفيات الاوروبيه يتمدد على فراشه والاربطه تعصب.عينيه ليلتف حوله ابراهيم ونرجس التى بادرت بالقول قائله....حمد لله على السلامة


ابتسم ابتسامه شاحبه....الله يسلمك....أمال فين حسن وحشنى قوى


ربت ابراهيم على كتفه بحب....سبناه مع حسن علشان مايعملش ليك ازعاج.المهم شد حيلك عايزينك ترجع تنور بيتك تانى


تحسس بيديه ليضم يد عمه الى صدره بأسف وحب....ربنا مايحرمنى منك 


طبع قبله حب أبوى على رأسه قائلا.....ولا منك يا حبيبى

...........

..مرت أيام ومازال الشوق يلهب قلبها بعد ما رأت وسمعت من أعمال زوجها لتدرك حقيقه 




واحده بأن زوجها أصبح شخص جديد يستحق تضحيتها ابتسمت بحزن عند ادراكها حكمه ربها بوقوعها فى طريقه لتمتم 



بتنهيده رضا قائله.......عرفت حكمتك دلوقت لما شوفت الى وصل ليه...يستاهل كل الى مريت بيه من حزن وعذاب 



علشان أوصل للى هو فيه دلوقت..أنا لغايه دلوقت مش مصدقه الى هو عمله...الحمد لله إن كنت سبب برجوعه لطريق الحق.الحمد لله....أرجع بقى يامراد وحشتنى

 




..........فلاش باك

استدارت بتعجب لمن دلف إليها بصياح قائلا...وردتى


رفعت حاجبها تعجبا قائله بهدوء....نعم


اتجه إليها مسرعا ليجذبها الى احضانه قائلا بهمس.....وحشتينى....مش أنا منبه عليك كل ماأشوفك تحضنينى...حضنك بيحسسنى بالأمان وإن انسان من حقه يتحب


مسدت على ظهره بحنان قائله.....ماشى ياسيدى كل الهيصه ده علشان حضن أنا قلت فى حاجه مهمه


تشرب رائحتها التى يعشقها قائلا.....وهى ده مش حاجه مهمه حضنك بيعوضنى عن كل التعب الى شوفته في حياتى


ليبتعد مكوب وجهها بين يديه قائلا.....على العموم مش هو ده بس إلى أنا عايزك علشانه.....ليمرر يده على بطنها البارز قائلا بسعاده.....فى حاجه تانيه علشان نور حياتى

ليجذب يدها إلى داخل غرفه تجاورهم لتتسع عيناها ذهولا وهى تتجول فى أنحائها منبهره من جمال الحوائط ذات اللون الوردى.والفراش الصغير المحاط.بالألعاب الصغيره...شهقت بفرحه وهى تدور حول نفسها قائله......مش ممكن عملت كل ده إمتى


وقف وراءها ليحيط خصرها بيده ويسند رأسه على كتفها قائلا....عجبتك


هزت رأسها بفرحه والعبرات تتلألأ فى عينيها......جميله قوى


أدارها اليه بابتسامه حب بادلها قائلا..... من أول يوم عرفت إنها بنت وأنا بفكر هزين الاوضه إزاى وهعمل إيه وماصدقت عجبتنى صور من على النت اتفقت مع مصممه ديكور تنفذها ليه علشان اعملهالك مفاجأه


أحاطت عنقه بيدها غير مصدقه اهتمامه وفرحته قائله.....أحلى مفاجأه أنا مش متخيله إنك فكرت ونفذت كل حاجه لوحدك لدرجه ده فرحان


أسند جبينه على جبينها قائلا بهمس .  أنت لسه مش مصدقه إن فرحان أنا طاير من السعاده  والفرح إنك معايا وإن ربنا هيرزقنى ببنوته جميله زيك...






لو وصفت ليك فرحتى مش هتصدقى..حياتى مابقاش ليها معنى ولالون إلا لما دخلتى فيها..عايز أعمل أى حاجه







 علشان أشوف بسمتك الى بتنور حياتى...بحبك ياورد نفسى تصدقينى...أنا اتغيرت علشانك وهتغير اكتر وأكتر..مصدقانى


هزت رأسها وبنبره هادئه.....مصدقاك..وعلشان كده أنا وافقت أديك فرصه وأكمل معاك


أخذ نفسا عميقا قائلا....وأنا أوعدك مافرطش في الفرصه ده ابدا

ابتعد ليجذب يدها مسرعا إلى الخزانه التى تتوسط الغرفه قائلا بفرحه......غمضى عنيك


ضحكت بدلال.....فى مفاجأه تانيه


ابتسم مؤكدا.....طول ماانت معايا حياتك كلها هتبقى مفاجأت تسعدك..غمضى عنيك  يالا


هزت رأسها لتغلق عيناها شوقا لمعرفه المفاجأه الثانيه لتشعر بملمس ناعم بين يديها فتحت عينيها بسعاده عند رؤيه ماأمامها من ملابس ملونه صغيره رفعت رأسها بذهول لكم هذه الملابس والاحذيه الصغيره التى تملأ الخزانه ضحكت بصخب وهى تضمهم لصدرها قائله.....حلوين قوى يامراد


تابع فرحتها وانطلاقها من رف لآخر ضامه إياهم تتشرب رائحتهم بسعاده.... وقف أمامها بأعين تلمع من السعاده قائلا.....مبسوطه







رفعت رأسها وهى تبتسم لتلقى بجسدها فى احضانه قائله.....قوى...ربنا مايحرمنى منك


ذاد من ضمته اليها غير مصدق رده فعلها قائلا بقلب ينبض فرحا......ولا منك يا حبيبه قلبى

.................

أفاقت من ذكرياتها على لمسات من يد الصغيره على قدمها لترفعها ضاحكه....بقيتى شقيه قوى يانور ...بابا وحشنا قوى


ابتسمت الصغيره بفرحه لتضمها الى صدرها بتنهيده اشتياق.....أكيد وحشك إنت كمان ادعى معايا يانونى أنه يرجع لينا بالسلامه

...........................


ضحكه سعيده اهتز لها المكان وهو يردد بفرحه.....أنا بشوف .أنا شايفكم كلكم  أنا شايفك ياعمى .الحمد لله


تلألأت الدموع في عينيه  ليجذبه الى احضانه قائلا.....الحمد لله.الحمد لله


شهق بالبكاء بين أحضانه قائلا بامتنان.....ربنا مايحرمنى منك .سامحنى ياأحن أب في الدنيا


ابتعد مكوب وجهه بين يديه ودموعه تتساقط.....مسامحك ياأغلى من قلبى مسامحك يا حبيبى


ألتقط أنفاسه الباكيه موزعا نظره للواقفين بنبره شكر....أنا مش لاقى كلام يوفى حقكم إنتم بجد ولاد أصول أثبتولى أن الحب والوفاء بين الناس احسن من كنوز الدنيا ...وأنا بعترف قدامكم أن كنت غلطان لما افتكرت إنكم طمعانين في عمى وحاولت أهد الثقه الى بينكم بس ربنا خيب ظنى وطلعتى يانرجس تستاهلى حب عمى...اسف ياريت تسامحينى


بابتسامه هادئه اقتربت من زوجها لتتعلق بذراعه قائله....مسامحاك لأنك غالى عند ابراهيم  ومن يوم مااتغيرت وشوفت الفرحه فى عينيه بسببك وقتها قررت أنسى الى فات وافتح صفحه جديده معاك


ابتسم بشكر لهذه القلوب الطيبه ليوجه عينيه لمن يقف بعيدا قائلا......شكرا ياحسن إنت ونعمه الأخ...أنا كان ليه أصحاب كتير بس كله كان قايم على المصلحة..أما أنت غيرت نظرتى وأكدت ليه إن ممكن الحب بين الصحاب يقوم من غير مصلحه بالرغم إن معرفتنا ببعض لسه قريبه بس حاسس  إنها من زمان


بادله الابتسامه قائلا....ربنا يديم المعروف والمحبه بينا


طوق كتفه بذراعيه قائلا بسعاده بعد ولوج الطبيب والاطمئنان على ولده......بالمناسبه الحلوه ده عازمكم على عشا محترم ولما الدكتور يسمح لحازم بالخروج هناخد جوله في البلد قبل ما نرجع مصر


تنحنح بأدب قائلا....معلش ياعمى اعذرني أنا مش هرجع معاكم


قطب جبينه استنكارا......ايه..ليه


ابتعد قليلا موجها نظره الى صديقه الجديد قائلا.....قررت أعتمد على نفسى...أنا وحسن اتفقنا نعمل مشروع سوا يخلينى أرجع حازم الى كان نفسك فيه علشان تفتخر بيه


ربت علي كتفه بحب......ومين قال ليك أن مش فخور بيك .طيب أرجع معانا واعمل الى إنت عايزه هناك وسطنا





هز رأسه رفضا.....معلش سامحنى أنا محتاج ألاقى نفسى بعيد عن أى مساعده علشان أقدر أحترم نفسى.لو بتحبنى وافق على قرارى


صمت قليلا قائلا بنبره حزينه من الفراق....أعمل إلى يريحك المهم أشوفك مبسوط ولو احتاجت حاجه أوعى تتردد تطلبها


ألقى بجسده فى احضانه قائلا بارتياح.....ربنا مايحرمنى منك يا أحلى أب في الدنيا


مسحت دمعه فرحه سقطت من عينيها لتبدل حاله الشجن المحيطه بهم قائله بمزاح.....إيه يا جماعه إحنا هنقضيها كلام وأحزان أنا جعت ولا إنت رجعت فى كلامك عن العشا


ضحك كل منهما ليضرب حسن كفيه قائلا....طول عمرك همك على بطنك


ذمت شفتيها تذمرا.....وأنت مالك يارخم وبعدين اه .أنا بحب الاكل عندك مانع






ضمها بين ذراعيه ضاحكا....لا يا حبيبتى ماعندناش مانع كلى واتهنى بالرغم أنه مابيبانش عليك


ضحك ليشاكسها....علشان بطنها مخرومه


أشارت لنفسها بغضب....أنا بطنى مخرومه ياخله السنان إنت الى عامل  زى القطط بتاكل وتنكر


ضحك كل من حازم وابراهيم على مشاكستهم التى لاتنتهى ابدا ليضمها الى صدره ك ينهى





 الحرب بينهم قائلا.....خلاص يانوجه خليك الكبيره



 هعشيك أكله محترمه تعوضك المجهود الى عملتيه فى الخناق مع 



حسن بس يالا نشوف ابنك ليكون موت الممرضه أصله مجنون زى ناس


رفعت رأسها مضيقه عينيها بتهديد متسائله....زى ناس مين.. قصدك حسن صح


دفن رأسها فى صدره ليغمز للموجودين ضاحكا....طبعا حسن 



هو حد يقدر يقول غير كده ..مش كده ياحسن


ضحك بصخب... طبعا .أنا مجنون .وكنت بجرى زمان ورا عربيات الرش


ضحك الجميع على تقطيبه وجهها لتضرب الأرض بقدميها 



غيظا متجه الى الخارج وهى تبرطم بغضب مصطنع......يارخم

            الفصل الحادي والعشرون من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-