أخر الاخبار

رواية وردتي الشائكة الفصل الاول1والثاني2بقلم ميار خالد


 
رواية وردتي الشائكة الفصل الاول1والثاني2بقلم ميار خالد



اتجهت فتاة الي محل ملابس في منطقة بسيطة و التي تتناسب مع مستواها .. فتحت المكان و لم يمر ثواني حتي دخل عليها صاحب المحل المجاور لها 




ورد : يا فتاح يا عليم .. في ايه علي الصبح 

مجدي : في ايه يا قمر جاي اصبح عليكي عشان نهاري يبقي حلو زيك

ورد : و انا نهاري هيبقى زفت .. اتكل عايزين نشوف شغلنا 

مجدي : انتي لو تقصري لسانك الطويل ده شوية هتبقي قمرين يابت

ورد : هو كده لو مش عاجبك .. يلا اتكل 

مجدي : مصيرك تقع تحت ايدي يا جميل 

ورد نظرت له باشمئزاز و قالت : قسما بالله يا مجدي لو فضلت هنا دقيقة كمان لكون مصوته و مفرجة عليك الشارع كله ! 

مجدي : خلاص همشي 




خرج مجدي من المحل لتدخل زميلتها في العمل و صديقتها ايضا : ورد الحقي !

ورد بقلق : في ايه مالك بتنهجي كده ليه ! اخواتي فيهم حاجه ! 

مني : المعلم رجب بيتخانق مع ريم علي الايجار و مفرج عليها المنطقة 

ورد : ما احنا لسه دافعينه !

مني : معرفش بقى يا ورد انا قولتلك اللي انا شوفته روحي و افهمي 

نهضت ورد من مكانها بعصبية : انا فاهمه هو بيعمل كل ده ليه .. و ربي لعرفه مقامه عشان يبقي يتشطر علينا كويس !




خرجت من المكان و اتجهت الي الحي التي تسكن فيه و ما أن دخلت شارعها حتي سمعت صوت هذا المحتال الذي يدعي رجب و كانت اختها ريم واقفة أمامه لا تعرف ماذا تقول فاتجهت اليها ورد سريعا و وقفت امامها 




ورد صاحت به : جرا ايه يا راجل انت عمال تزعق تزعق في ايه !

المعلم رجب : ولله يا ست ورد الملاليم اللي انتي بتدهاني دي مش فلوس .. و انا ساكت عشان عارف وضعكم و انكم من غير الشقه دي هتترموا في الشارع .. بس ده حقي يا ناس و الدنيا بتغلى وانا مش ملاحق علي مصاريفي




ورد : قصدك مش ملاحق علي مصاريف التلت بيوت اللي انت فاتحهم .. ولله يا خويا اللي معهوش ميلزمهوش متفضلش



 تشحت انت و تدفع الناس اللي وراها و اللي قدامها عشان تروح تتجوز بالفلوس دي و تداوي مرض النقص اللي فيك !

رجب صاح بها : مش عايز امد ايدي علي حرمة ! 

ورد : لا ونبي مد ايدك .. جرب كده و شوف اللي هيجرالك .. و بمناسبة الناس الجميلة اللي متجمعة دي انا هعرفهم انت بتعمل كل ده ليه !




ثم صاحت بصوت عالي : اشهدوا يا ناس .. المعلم رجب عرض عليا اني ابقي الزوجة الرابعة و عشان انا رفضت حطني في دماغه و حالف ليخرجني من هنا ! .. انا مش هتكلم انا عايزة الرجالة الموجودين هما اللي يتكلموا 

و هنا اندفع نحوه بعض الرجال ليتحدثوا معه و في تلك اللحظة جاءوا زوجاته الثلاثة لتضحك ورد بسخرية 




أحدي زوجاته نظرت لها بسخط و قالت : كده يا ورد دي اخرتها تفضحي الراجل اللي ساتركم 

ورد : اللي بيستر ربنا يا ام زياد مش ده .. و ونبي بدل ما تكلميني روحي لمي جوزك شوية !

ام زياد : ماشي يا ورد 

رجب نظر إلي ورد بتوعد و قال : و رحمة امي ما هسيبك 

ورد : ابقي اقرالها الفاتحة ! تعالي ورايا يا ريم !




ثم امسكت ريم من يدها و دخلوا الي شقتهم ليجدوا اختهم الصغيرة " بسملة " واقفة امام الباب و تقطب جبينها

ورد : في ايه انتي كمان !

بسملة : قفلتوا عليا ليه ! كان زماني نزلت ضربت رجب ده اللي عاملنا صداع 

ورد نزلت الي قامتها القصيرة : ولله .. و ده ازاي بقي يا ست اوزعة انتي




بسملة : كنت هتشعلق في أي حاجه و اضربه هتصرف يعني 

ورد ضحكت عليها و قالت : طب ادخلي جوه عايزة اتكلم مع ريم شوية 

بسملة : ليه يعني ما تتكلموا و انا هنا 

ريم : بسملة .. بطلي لماضة و ادخلي

بسملة : خلاص داخله 

دخلت بسملة لتنظر ورد الي ريم بحده : انتي بتستعبطي ! ازاي سبتيه يكلمك بالطريقة دي قدام الناس .. كنتي قوليله كلمتين عشان يتخرس !

ريم : ما انتي عارفه يا ورد اني مبعرفش ازعق ولا اتخانق كده زيك



ورد : انتي عايزة تجننيني ! .. انتي هتبدأي شغل في الكلية بتاعتك بكرة .. ايه هتقوليلهم اصلي بتكسف اتكلم ! 

ريم : يا ورد لا مش كده 

ورد : يا ريم انتي اختي الصغيرة و انا خايفة عليكي .. المكان ده مش عايز الطيب ولا الساكت لو سكتي كله هيجي عليكي زي اللي حصل من شوية 




ريم : عارفة .. كل ده عشان سيبنا اسكندرية و جينا هنا .. كنا نفضل هناك بدل كل ده 

ورد : ولله .. نفضل هناك فين .. عشان خالك يرجع يلاقينا و يشغلنا خدامين عنده .. انا عملت كل ده عشانكم و لو رجع بيا الزمن هعمل كده تاني .. غير كده انتي بتخرجيني من الموضوع ليه .. ازاي تسكتي للزفت رجب ده ! 



ريم : يا ورد افهمي .. انا مستوي تعليمي ميسمحش اني اقف اتخانق و اشرشح كده 



نظرت لها ورد بانكسار و حزن و قالت و قد ظهرت بعض الدموع في عينيها : عندك حق .. انا اه مكملتش لكلية زيك عشان كان لازم واحدة فينا تضحي .. لو الظروف سمحت كنت



 كملت زيك عشان ميجيش يوم و تستعري فيه مني .. محدش بيحب نفسه كده يا ريم .. ولا بيحب يحس أنه أقل من اللي حواليه .. خشي غيري هدومك عقبال ما احضر الاكل



ريم : مش قصدي لا..

تركتها ورد و ذهبت الي غرفتها سريعا لتغلق علي نفسها و سمحت لدموعها أن تهبط و تذكرت وفاة والديها منذ ٨ سنوات .. كانت في عمر ال ١٧ وقتها و في ذلك اليوم قررت ورد



 التخلي عن أحلامها و مواجهة صعوبات الحياة بمفردها لحماية اختيها و توفير حياة ميسرة لهم .. و قد أكملت ريم كليتها و نظرا لتفوقها تم تعينها معيده بها 




اتجهت ورد الي مرآتها و نظرت لانعكاسها بدموع تأملت ملامحها الرقيقة و عيونها الساحرة التي يكسوها الحزن

ورد بدموع : انا كمان كان نفسي اكمل و احقق حلمي .. بس حلمي مش اهم منكم .. انتو اللي ليا في الدنيا و مستعده اعمل اي حاجه عشانكم ! 

_________________________________

استيقظ كريم من نومه كعادته كل يوم .. أخذ دش سريع و ارتدى ملابسه و خرج ليقف أمام مرآته يعدل مظهره فاستيقظت زوجته

مروة : صباح الخير يا بيبي 

نظر لها كريم بفتور و لم يرد عليها  

مروة : مش معقول كده طب ابتسم يا سيدي




كريم تجاهل كلامها فأكملت و هي تنهض من مكانها : سوري النهاردة مش هقدر اجي الشركة .. هنتجمع انا و صاحباتي

كريم بصوت خفيض : علي الاقل الواحد يعرف يتنفس شوية !

مروة : قولت حاجه ؟



كريم : لا .. اعملي اللي انتي عايزاه 

مروة ضحكت بتكبر : اكيد هعمل اللي انا عايزاه .. انا طول عمري بعمل اللي انا عايزاه انت نسيت ولا ايه ؟

كريم : و هو الكابوس ده يتنسي برضو !

مروة اقتربت منه و قالت بتملك : كابوس او غيره ميهمنيش .. كفايه بس انك ملكي و اني مراتك ! 




كريم : لو فاكرة في يوم اني ممكن احبك تبقي غلطانه اوي 

مروة : كريم .. متقولش كده ده انا بنت خالتك حتي .. يعني انا كنت و هبقى و هفضل الأولى بيك من الغريب غير كده محدش هيقدر يحبك قدي !

كريم ابتسم بسخرية : حب ؟ 

ثم تركها و جاء ليغادر الغرفة فقالت : استني لسه مخلصناش كلامنا 




كريم : مش قادر اشوف وشك اكتر من كده ! 

مروة ببرود : طيب يا روحي خلي بالك من نفسك 

نظر لها كريم بفتور ثم خرج من الغرفة و تنهد بضيق 

كريم : الله يسامحك يا امي ! 

خرج كريم من غرفته و اتجه الي غرفة والده و دلف إليه

كريم : صباح الخير يا بابا 

نظر له والده الجالس علي كرسيه المتحرك و ابتسم بصعوبة .. اتجه إليه كريم و قبل يده 




كريم : عندي ثقة كبيرة بربنا .. و عارف انك هترجع تمشي و تتكلم معايا تاني زي زمان .. وحشني صوتك اوي

ظهرت بعض الدموع في عيون والده صابر ليقول كريم محاولا تغيير الموضوع 

كريم : يلا عشان نفطر النهاردة هتفطر معانا تحت غير جو الأوضة دي 




ثم امسك كريم بكرسيه و اتجه به للأسفل و بدأ في اطعامه و بعد لحظات دخل عمر و هو ابنة خالة كريم و شقيق مروة من الباب و من الواضح أنه لم يكن بالمنزل طيلة الليل

عمر : صباح الخير يا جماعة 

كريم : انت كنت فين طول الليل !

عمر : كنت مع صحابي 

كريم :  انت فاكر نفسك عايش في فندق ولا ايه تخرج وقت ما تحب و ترجع وقت ما تحب ! 

عمر : ولله يا كريم مصدع مش فايق لاي حاجه




كريم نهض من مكانه و اتجه إليه و صاح به : لازم تفوق ! انت بتغرق نفسك و انت مش حاسس .. تقدر تقولي بقالك اد ايه مروحتش الكلية بتاعتك ولا بقالك كام سنه عمال تعيد ده انت اللي قدك فاتحين بيوت انت فاكر نفسك صغير ولا ايه ! 

مروة نزلت علي صوتهم : في ايه هنا ! بتزعق لعمر ليه




كريم : انتي متدخليش .. خليكي في حالك !

مروة : اخليني في حالي ازاي يعني ! ده اخويا في ايه 

عمر قال بهدوء : كريم .. ممكن الكلام ده يبقي بيني و بينك بعد اذنك 

كريم : جربت اكلمك بالذوق مفهمتش .. احسنلك تتعدل يا عمر بدل ما اعدلك بطريقتي .. انت عارف اني مش بعتبرك قريبي و بس انت اخويا بغض النظر عن أي حاجه تانيه 




ثم نظر بطرف عينيه الي مروة لتتجاهل تلك النظرة 

مروة : طيب انا خارجه .. عمر بليز بلاش تعصب كريم مش بحبه مضايق .. اسمع كلامه 




تجاهل عمر كلامها و نظر إلي كريم بنظره ليفهمه كريم .. انتظر خروجها من المنزل ثم نادي كريم علي أحد الخدم ليهتم بوالده و قال لعمر 

كريم : علي المكتب !

اتجه كريم الي مكتبه و عمر خلفه 

_________________________________

بدلت ورد ملابسها و اتجهت الي المطبخ لتعد لهم الغداء و بعد لحظات دخلت لها ريم و قالت

ريم : اساعدك ؟

ورد : لا .. قربت اخلص خلاص 

ريم : انا اسفه !

ورد : علي ايه ؟

ريم : انا ولله مكنش قصدي حاجه لما قولت الجملة دي 

ورد : عارفه يا ريم .. و حتي لو قصدك .. دي حاجه تفرحني ان اختي تبقي حاجه كبيرة  

ريم : انا بقيت كده بسببك يا ورد .. لولاكي مكنتش وصلت للي انا فيه دلوقتي 




ابتسمت ورد : وانا ليا غيركم يا هبله .. لو معملتش كل اللي اقدر عليه عشانكم هعمله عشان مين يعني 

ريم : ليكي عليا ربنا يرزقني بس و مش هخليكي تشتغلي في المحل الزفت ده تاني و هنسيب المكان ده كمان عشان متبقيش مضطرة تتخانقي مع اللي يسوي و اللي ميسواش

ابتسمت ورد و احتضنتها : يا ستي انا اهم حاجه عندي انك تكوني كويسة متشغليش بالك بيا 




و هنا دخلت بسملة : الله الله .. و انا فين من كل الحب ده بقى يا ست ورد 

ورد : يا ستار في ايه يا بلية خضتيني 

بسملة : تستاهلي عشان تبقي تحبي في ريم كويس .. انا الصغيرة يعني محتاجه حب و حنان




ريم : حب و حنان ؟ مين دي 

ضحكت ورد و قالت : طب متقوليش صغيرة بس 

بسملة اتجهت اليها و قالت : ولله صغيرة 

ثم شاورت بيديها : عندي ٩ بس صغيرة اهو .. الحكاية مش اني صغيرة يا ورد .. الحكاية اني علطول منسيه و علي جنب 

اختفت الابتسامة من علي وجه ورد و انحنت لها : ليه بتقولي كده .. انتي عمرك ما كنتي و لا هتكوني منسية 




بسملة : لا انا كده .. حتي ماما سابتني بدري اوي و مشت 

ورد : لو كان بأيد ماما كانت فضلت معاكي العمر كله .. بس ده النصيب 

بسملة صمتت للحظات ثم قالت : طيب انا جعانة دلوقتي ممكن نتخانق بعدين 

ضحكت ريم : طب يلا يا طفسه 




خرجوا الاثنين من المطبخ ليتركوا ورد .. ظلت تنظر لهم بحب حتي اختفوا من امامها ثم تنهدت بحرارة و جهزت طعامهم و خرجت به .. جلسوا سويا ليتناولوا الطعام ثم قالت ورد محدثا ريم بصوت منخفض

ورد : تعالي ورايا 

ريم : ليه ؟

ورد : تعالي بس

نهضت ريم مع ورد و ذهبت خلفها الي الغرفة و اتجهت ورد الي الدولاب الخاص بها لتخرج منه حقيبة و أعطتها لريم

ريم بتساؤل :  فيها ايه دي ؟




ابتسمت ورد : افتحيها و انتي تعرفي !

فتحتها ريم لتشهق بفرحة كبيرة ! 

ريم : مش ده الفستان اللي كان نفسي فيه !

ورد : أيوة .. ده هديه مني ليكي عشان تروحي بيه بكره 

ريم : ولله ده كتير عليا اوي 




ورد : مفيش حاجه كتير عليكي يا هبله .. عايزاكي بكرة تبقي احلي معيدة في الدنيا و تشرفيني

احتضنتها ريم بفرحة لتأتي بسملة و قبل أن تتكلم اخذتها ورد بينهم ليضحكوا جميعا 

_________________________________

اتجه كريم الي مكتبه و عمر خلفه و عندما دخلوا جلس كريم علي أحد المقاعد و عمر امامه 




كريم : ممكن افهم انت بتعاقب مين بافعالك دي ! 

عمر : مش فاهم

كريم : انت فاهمني كويس يا عمر .. بسبب واحدة تدمر حياتك كده ! و هي عاشت حياتها و نسيتك اساسا

عمر صمت ليكمل كريم : انا عارف احساس أن اقرب شخص ليك يخونك .. بس كون انك بتأذي نفسك ده غلط !

عمر : بأذي نفسي فين .. ما انا تمام اهو 




كريم : انت عندك ٢٥ سنه ! و لسه متخرجتش من كليتك حتي السقوط بقي اسهل حاجة عندك .. كل يوم سهر و ترجعلي وش الصبح .. لما اهلك طردوك من البيت بسبب عمايلك دي انا وعدت نفسي اني لازم اغيرك و ارجعك زي ما كونت 




عمر : متتعبش نفسك .. مفيش فايدة 

كريم : طب و الحل ؟ عايز تفضل كده 

عمر : يا كريم صدقني انا مرتاح في حياتي كده 

كريم : طب بص يا عمر عشان نبقي واضحين .. طريقة حياتك دي مش داخلة دماغي خالص و طول ما انت عايش في البيت ده لازم تتبع اوامري ! 



عمر : انت بتهددني يعني ؟

كريم : لو اضطريت اني اعمل كده مش هتردد ! بس اتمني متخلنيش اوصل للمرحله دي و تساعدني 




عمر تنهد بضيق و صمت للحظات ثم قال بحزن كبير : مش قادر انساها .. مش حب فيها علي قد ما هو وجع .. نفسي اعرف ليه عملت كده انا قدمتلها كل حاجه .. هي اتخرجت و انا لا زي ما يكون مش هاين عليا أبعد عن المكان اللي اتعرفنا فيه علي بعض 

كريم : انت لسه بتحبها !

عمر : بكرهها .. عمري ما كرهت حد في حياتي كده 

كريم : كل حاجه مكملتش في حياتك مكنش مكتوب ليها من الاول أنها تكمل يا عمر .. لازم نكمل حياتنا و نعدي منقعدش نعيط علي اللي راح مننا ! 




عمر يسمعه بصمت ليربت كريم علي كتفه برفق : ممكن توعدني انك تتغير .. ارجوك عشاني حتي مش انا اخوك ! 

عمر تنهد : عندك حق يا كريم .. انا اسف .. اوعدك من اول بكرة هرجع كليتي تاني و بأذن الله تكون اخر سنه ليا ! 




ابتسم كريم : حمدالله علي السلامة يا راجل 

ثم عانقه بفرحة و ذهب كلا منهم في طريقة ليغرقوا في أفكارهم مرة اخري ! كريم و كابوس مروة في حياته .. ورد و تحملها لكل تلك المسؤولية !



رواية_وردتي_الشائكة 

الكاتبة ميار خالد ♥️

الفصل الثاني  



في اليوم التالي استيقظ كلا منهم .. جهزت ريم نفسها لتذهب الي عملها الجديد و ما أن رأتها ورد قالت

ورد : اسم الله عليكي الله اكبر انا خايفة تتحسدي .. ولله لبخرك

ضحكت ريم : بتعملي ايه بس 

ورد : ولله ما انتي نازلة غير لما ابخرك انتي عايزة تتاخدي عين و انتي زي القمر كده .. عايزاكي و انتي ماشية في المنطقة كده لحد ما تخرجي منها تقولي قل اعوذ برب الفلق 

ضحكت ريم : طب بسرعة خايفة أتأخر

بخرتها ورد وسط ضحكاتهم و هنا استيقظت بسملة لتتجه إليهم 

بسملة : طبعا انا مش محتاجه افكارك بضريبة دخولك البيت هنا صح

ريم : عارفه .. المصاصة

بسملة : جدعة .. يلا بالسلامه انتي 

ريم : هو مين الكبير هنا ! 

بسملة : طيب استأذن انا بقي عشان الحق البس

ورد : تلبسي ؟ ليه انتي رايحة فين 

بسملة : انتي نسيتي يا ورد .. النهاردة هروح اقعد عند عمو محروس عشان انتي و ريم مش هتكونوا موجودين  

ورد : أيوة صحيح نسيت 

بسملة : شوفتي بقي اني اجدع منك 

ورد : طيب يا ام لسانين .. روحي يلا 

ذهبت بسملة و ارتدت ملابسها سريعا و ودعت ورد اختها و ذهبت لترتدي ملابسها هي أيضا و ما أن انتهوا حتي نزلوا من بيتهم متجهين بيت جارهم محروس 

_________________________________

الكاتبة ميار خالد

استيقظ كريم من نومه أخذ دش سريع و خرج يجهز نفسه حتي يذهب الي شركته الخاصة .. دلفت مروة الي الغرفة لتجده أمام مرأته

مروة : صباح الخير

صمت كريم لتكمل مروة : امبارح رجعت متأخر لقيتك نمت مردتش اصحيك

كريم : مش مهتم اعرف 

مروة اقتربت منه و قالت بتكبر : ميهمنيش .. انا قولتلك و خلاص 

صمت كريم لتقول مروة مرة اخري : صحيح انا طردت محروس 

أنصدم كريم : نعم !! 

مروة : قبل ما تسألني ليه .. لاحظت أنه مبقاش مهتم بالجنينة خالص عشان كده مشيته 

كريم : انتي ازاي تعملي كده من غير ما تاخدي رأي !! 

مروة : و فيها ايه يعني .. انا عمري ما اخدت قرار غلط

كريم : انتي كل حياتك غلط .. وسعي من وشي 

مروة صاحت به : انت رايح فين !

كريم : ميخصكيش .. رايح في داهيه 




مروة ببرود : طيب يا حبيبي متتأخرش 

خرج كريم من البيت بعصبية و استقل سيارته و انطلق بها نحو بيت محروس فهو ليس مجرد عامل في المنزل بل صديق كريم الوحيد منذ الطفولة و كان بمثابة اب له .. بعد لحظات وصل كريم الي حي شعبي فنزل من سيارته و صعد الي بيت محروس و دق باب المنزل و بعد لحظات فتحت له زوجة محروس

اماني : كريم بيه .. يا الف اهلا و سهلا اتفضل 

كريم : فين عم محروس ؟




اماني : طيب اتفضل معقول هتتكلم علي الباب كده 

دخل كريم الي المنزل ليخرج له محروس بأحراج و هو ينظر الي البيت 

محروس : معلش يا بيه مش مقامك 

كريم : ده علي اساس اني غريب .. سيبت الشغل ليه ؟

محروس : مدام مروة طردتني .. لكن لو عليا انت عارف حبي للبيت ده .. انا بشتغل فيه من ايام جواز والدك و والدتك الله يرحمها 




كريم : انا مش قولتلك متسمعش غير كلامي انا في البيت .. سمعت كلامها و مشيت ليه 

محروس : عشان كرامتي .. انت عارف مروة هانم و كلامها .. مكنتش عايز احس بأهانه اكتر من كده 





كريم ربت علي كتفه و قال : طيب ممكن ترجع تاني .. عشان خاطري 

محروس : ولله خاطرك كبير عندي يا ابني بس مروة ه..

كريم قاطعه : مين صاحب البيت انا و لا هي ! كلامي انا اللي يتسمع مفهوم  

ابتسم محروس : مفهوم يا بيه .. من اول بكره هرجع أن شاء الله 

كريم : ماشي و لو حصل اي حاجه تاني ياريت ترجعلي قبل ما تاخد اي قرار




اماني : ربنا يباركلك يا ابني و مشوفش فيك حاجه وحشه ابدا ده احنا كنا بنفكر هنمشي الدنيا ازاي 

جاء كريم ليرد عليها و لكن قاطعه دق قوي علي باب المنزل 

كريم : في ايه ! ايه الصوت ده 




ضحك محروس : لالا يا بني متقلقش دي البت بلية انا عارفها 

ذهب محروس و فتح الباب ثم نظر إلي الأسفل ليجد بسملة أمامه تنظر له بحده 

بسملة : كل ده عشان تفتحلي اروح انا يعني 

ضحك محروس : تروحي .. ده انا بستني اليوم اللي بتجيلي فيه .. الا فين البت ورد صحيح




دخلت بسملة و قالت : ورد قالتلي اطلع و ابصلها من البلكونة عشان تطمن

و هنا انتبهت إلي وجود كريم لتفزع قليلا : ايه ده ايه ده انت مين يا جدع انت 

محروس : بلية ! اسكتي 

بسملة : لو حد بيضايقك قولي و انا اتصرف معاه 

نزل كريم الي قامتها و ابتسم : ولله .. و هتتصرفي معايا ازاي بقى



بسملة نظرت له بحدة : اللي بيعمل مش بيقول يا اسمك ايه 

كريم ضحك بسبب ردها رغم صغر سنها ثم أخرج من جيبه بعض الحلوى و أعطاها لها

كريم : طب و كده هتسامحيني

بسملة نظرت إلي الحلوى في يده و اتسعت عيناها : هو جيبك ده مودي علي فين ؟

ضحك كريم أكثر لتكمل هي : ورد قالتلي ماخدش حاجه من الغريب 




محروس : بس ده مش غريب يا بنتي .. خدي الحلويات يلا 

بسملة أخذتهم : خلاص لو مصممين هاخدهم .. يووه نسيت ابص لورد

ثم اختفت من أمامهم ليقف كريم مرة اخري و يبتسم ليقول محروس : شايف البلية دي .. هي اللي مصبراني علي عيشتي .. انت عارف ان ربنا مكتبليش اخلف .. عشان كده بعتبر بسملة دي زي بنتي و اكتر 




كريم : ربنا يخليهالك .. انا مضطر امشي دلوقتي

محروس : ماشي يا ابني .. متشكر جدا علي مجيتك دي ولله عندي كتير

كريم : متقولش كده ده واجبي 



و هنا عادت بسملة و الحلوى في فمها : روحت لقيتها مشت شكلها اتأخرت .. عموما شكرا يا عمو علي الشوكولاتة دي طعمها حلو اوي شكلها مش من هنا صح 



كريم : صح عرفتي منين ؟

بسملة : اصل انا قولت الشوكولاتة ام طعم حلو دي مستحيل تكون عند ام برقوق 

كريم : ام برقوق ؟؟

بسملة : أيوة ام بدر بس ابنها شبه البرقوقة فا انا بقولها يا ام برقوق 

ضحك كريم عليها : انتي مشكلة

بسملة ابتسمت : متشكرين 



ابتسم كريم ثم خرج من منزله و نزل منه ليستقل سيارته و ينطلق بها و ما أن نزل قالت بسملة 

بسملة : بس غريبة أنه راجل زي عمو ده كده معاه حاجه حلوة هو بيحبها ولا ايه ؟ 




محروس : كريم بيه بيخلي معاه اي حاجه مسكرة عشان هو عنده السكر

و بعدها انشغل محروس مع بلية و اماني ذهبت لتحضير الطعام 

_________________________________

الكاتبة ميار خالد

دلفت ورد الي محل الملابس لتجد زميلتها مني

مني : صباح الخير



ورد : صباح النور .. هتتحسدي جايه بدري ليه 

مني : عادي صحيت في معادي جيت 

و هنا دخل مجدي لتزفر ورد بضيق 

مجدي : ده يا صباح الفل 




ورد : هو انا لازم اصطبح علي وشك ده كل يوم 

مجدي : ليه كده بس ده انا جايلك بمصلحة حتي

ورد : تغور المصالح اللي من نحيتك 

مني : استني بس يا ورد .. مصلحة ايه يا مجدي

مجدي : عامل التوصيل عندي غاب النهاردة و في طلبيه مهمه اوي لازم توصل .. وصليها يا ورد و ليكي حلاوتك بقي




ورد فكرت في الموضوع للحظات و خصوصا بسبب احتياجها الكبير للمال في تلك الفترة 

ورد : بس مش الشغلانة دي للرجالة بس تقريبا 

مجدي : ده هو يوم بس و من بكره العامل هيرجع تاني .. بس اهو تكوني طلعتيلك بقرشين حلوين 




ورد فكرت للحظات و نظر لها مجدي بخبث و ابتسامة ماكرة علي وجهه ثم نظر إلي مني بنظرة ذات مغزي لتكمل

مني : انتي لسه هتفكري يا ورد الراجل كتر خيره 




ورد بتردد : مينفعش امشي يا منى هقول ايه لصاحب المحل 

منى : انا هكلمه متشيليش هم .. يلا بقي وافقي 

ورد بتعجب : انتي عايزاني أوافق ليه .. مع انك مش مستفاده حاجه يعني

منى : اتصدقي انا غلطانه اني عايزة مصلحتك 

ورد بتردد : خلاص ماشي .. هات العنوان

مجدي : أيوة كده 




ثم أعطاها عنوان مكان و الاغراض اللازم توصيلها ثم خرجت ورد من المحل متجهه الي العنوان الذي أعطاها إياه مجدي و بعد أن ذهبت في طريقها أخرج مجدي بعض الأموال من جيبه ليعطيها الي منى ثم ابتسم لها بخبث !

_________________________________

: مش معقول .. عمر !

عمر : ايه مالك شوفت عفريت 




ايهاب : عاش من شافك .. اخيرا افتكرت انك في جامعة 

ابتسم عمر : طيب يا ظريف .. عندنا ايه دلوقت..

كان عمر يتحدث مع ايهاب و هو يمشي فلم ينتبه للقادمة نحوه فلم يكمل الجملة حتي اصطدم بها

ريم : مش تاخد بالك يا اعمي انت ! 

عمر : اتصدقي كنت هعتذر بس بسبب قلة ذوقك دي مش هنطق




ريم : يعني انت اللي غلطان و كمان بتتكلم 

عمر : انتي اللي ماشية مش واخده بالك !

ريم نظرت له بعصبية ثم تحركت من مكانها سريعا ليقول عمر : ايه المجنونة دي !

ايهاب : قصدك ايه القمر دي




عمر : انت لسه زي ما انت .. انت مش ارتبطت يا بني 

ابتسم ايهاب بمكر : أيوة بس ده مش مانع اني معاكسش يعني 

عمر : طيب امشي قدامي 




دخل عمر و ايهاب الي مدرجهم لتتجه نحوهم أحدي الفتيات 

مى : عموري ليك وحشه 

عمر بابتسامة : مى .. ازيك

مى : بقيت بخير لما شوفتك 

عمر : بس ايه الحلاوة دي 

مى بتكبر نوعا ما : انا طول عمري حلوة انت بس اللي مش واخد بالك 



عمر : ماشي يا ستي هبقي اخد بالي المرة اللي جايه 

و هنا دخلت ريم الي المدرج ليعم الصمت و كان عمر يعطيها ظهره فلم ينتبه لها 




ريم : بعد اذنك ممكن تقعد مكانك علشان نبدأ !

التفت لها عمر و عندما وقع بصره عليها نظر لها بصدمة : انتي بتعملي ايه هنا !

ريم بابتسامة صفراء : انا الدكتورة 

عمر : نعم ! 

ريم : ممكن مكانك بقي ولا ايه ؟




نظر لها عمر بتوعد ليجلس مكانه و بجانبه مي و ايهاب الذي مال نحوه قليلا ثم قال : انا امي دعيالي ولا ايه .. بقي القمر دي الدكتورة بتاعتنا طب تيجي ازاي 

عمر : خلال يوم عايز كل حاجه عنها تبقي عندي .. مفهوم 

ايهاب : ده اكيد

مى : بتقوله ايه ؟




ايهاب : و انتي مالك انتي حاشره نفسك في كل حاجه

ريم صاحت بهم : طيب اسكت عشان حضراتكم تكملوا كلام ولا ايه !

مى : في ايه يا دكتور متعصبة ليه .. انا كنت بسأله علي حاجه بس 




ريم في سرها : واضح اني هشوف بلاوي في المكان ده ! 

صمتت للحظات ثم قالت : اتمني اليوم ده يعدي علي خير و ياريت شوية هدوء و تركيز

مى : اوكي .. سوري يا دكتور 



تجاهلتها ريم و بدأت في الشرح و لم تزاح أعين عمر عنها  بعد فترة أنهت شرحها لتلملم اغراضها و قبل أن تخرج اتجه لها عمر 

عمر : انتي لسه متعينة جديد مش كدة 



ريم نظرت له بحدة ثم قالت : أيوة .. و ياريت اللي حصل من شوية ميتكررش .. انا مش بحب اي دوشة و انا بشرح خالص و ده ليكم عشان تركزوا مش عشاني

عمر : عيله يعني 

ريم : نعم ! 

عمر : بصي يا .. 

ريم : دكتورة ريم 

عمر : طيب بصي يا ريم .. انا في الكلية دي من قبل ما تيجي فيها اساسا .. يعني تيجي عندي و تعملي خط احمر 

ريم : مش فاهمه ؟



عمر : يعني انا مش طالب زي الباقيه .. اعتبريني حاجه مميزة كده .. فاحسنلك انك متجادليش معايا 




عقدت ريم يديها أمام صدرها و قالت : ولله .. طيب اعتبر نفسك هتفضل سنه كمان جمب السنين اللي فاتتك .. و ياريت لو تحرمني من شوفت وشك الجميل كل مرة اشرح فيها .. مفهوم .. و ياريت انت اللي متجادلش معايا !



ثم نظرت إلي مى و ايهاب الواقفين بجوارة : عايزين انتو كمان تبقوا زيه ولا ايه ؟ 




صمت كلا منهم لتحمل ريم اغراضها و تنظر له بتحدي ثم خرجت من المدرج 

عمر بتوعد : تمام .. انا هوريكي تتحدي مين كويس 

                     الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close