أخر الاخبار

رواية زهرة فى مهب الريح الفصل الخامس و السادس بقلم اسماء ايهاب


 

رواية زهرة فى مهب الريح 

بقلم اسماء ايهاب 

الفصل الخامس و السادس 


الفصل الخامس


صعقة أصابت الجميع حين نطقت زهرة بجملتها و تحول وجه مهران تماماً ليعلم



 الجميع أنه لم يعد يقدرون علي السيطرة عليه ليقف أمامها 


يضغط علي كف يده قبل أن يصفعها علي حديثها الآن ليمسك بمقدمة ملابسها ليهمس أمام وجهها بتساؤل غاضب : عتجولي (بتقولي) أية 


ابعدت يده عنها و رفعت رأسها بكبرياء و هي تعقد ذراعيها أمام صدرها





 و تقول بثقة : زي ما سمعت انا مليش في الكلام الفارغ دا و انت مقولتليش علي الموضوع دا


تتحداه تقف أمامه و الكلمة لها الف كلمة مقابلها اغتاض و بشدة ليزمجر بعنف و كاد أن يرفع يده عليها ليقف ايوب سريعاً يمسك بيده و هو يضع زهرة خلف ظهره و هو يقول بحدة : مهران 


اغمض عينه بشدة و صدره يعلو و يهبط بعصبية شديدة في حين اتسعت هي ابتسامتها حتي برزت غمازات و بشدة و التفتت الي شمس





 و هي تقول بهدوء : معلش يا شمس ممكن توريني اوضتي اللي عم أيوب قال عليها 


التفت اليها ايوب بحدة هذه المرة لينظر لها بغضب و هو يقول : معتجوليش (مقولتيش) ابوي لية 


تنحنحت و هي تبلع ريقها بصعوبة ارتجفت شفتيها و هي تهمس بكلمة طالما تمنت أن تنطقها : بابا






وضعت يدها علي قلبها الذي دق بعنف و أنفاسها التي أصبحت لاهثة ليضع ايوب يده علي كتفها و هو يقول بتساؤل و قلق : انتي زينة يا بتي


هزت رأسها بايجاب و هي تهتف بهدوء رغم ما بقلبها من ثورة : الحمد لله 


توجهت مع شمس الي الغرفة التي خصصت لها إلا أن أوقفها ايوب حين وجد شقيقه يدلف من باب القصر بوجه جامد خالي من اي مشاعر توقفت هي حين سمعته يقول : استني يا فرحة سلمي علي عمك حمدان اخوي 


التفتت زهرة الي ذلك الرجل التي ظهرت علي وجهه معالم الصدمة حين سمع بوجودها ضيقت عينها بشك و هي تعود مرة أخري لتقف امامه تفحصت ملامحه و لم يرتاح قلبها إليه ابداً لتهز رأسها و هي تقول : اممم عمي أهلاً يا عمو 


لم يتفاعل معها حمدان بأي طريقة فقط ينظر إليها و كأنه غير مصدقة لتتحدث





 شمس بضيق منه و نبرة صوتها بها تهكم واضح : معترحبش (مش هترحب) ببت اخوك يا ابوي 


فاق حمدان علي حديث ابنته إذا لم تمت نظر إليها ببرود و هو يرحب بفرح مصطنع : يا مرحب يا بتي يا مرحب 


ليحتضنها ببرود و هي تقول بلهفة مصطنعة : يا حبيبتي يا بتي كلنا كنا هنتچنن عشان نلاجيكي (نلاقيكي) 


أبعدته عنها و هي تبتسم باقتضاب و قول علي مضض : شكرا 


ابتسم ابتسامة مرتجفة فكه الحاد يشتد أكثر بغضب و هو يقول بصوت جامد : اني عطلع (هطلع) مشوار أكده و چاي 


ابتسم مهران بسخرية حين خطي حمدان خطواته الواسعة الغاضبة الي الخارج ليتوجه هو خلفه ببرود كالثلج يخطو


 خطواته برزانة و هو يتمتم كلماته بغضب وقف مهران مستقراً أمام باب القصر ليتحدث بمكر قائلاً بصوت عالي و نبرة غليظة : رچالتك مش جد (قد) أكده يا حمدان 


تسمر حمدان بمكانه و هو علي درج المؤدي لبوابة القصر استدار و هو يرتسم علي وجهه ابتسامة مصطنعة يتحدث بعدم فهم مصطنع : عتجول (بتقول) أية يا ولدي ؟!


نزل الدرج بهدوء حتي أصبح أمامه ربت علي كتفه ليبتهج وجه حمدان هل حان الوقت ليتصالحا الآن سرعان ما اختفت 




ابتسامته بخيبة أمل و هو يجده يقول ببرود و همس خبيث : الجاعة (القاعة) الشرجية (الشرقية) فيها ضيوفك يا حمدان 


اقترب منه قليلاً يهمس باذنه بسخرية : ابجي (ابقي) نجي (نقي) رچالتك زين و خصوصي بموضوع الجتل (القتل)


ابتعد عنه يتنهد براحة و هو يقول بحدة : فرحة عتبجي (هتبقي) مرتي و اللي يأذيها يبجي (يبقي) أذاني 


ليشهر سبابته أمام وجهه الذي شحب و اصبح كشحوب الموتي و هو يجده علم بكل شئ ليتحدث مهران بغضب : اخر مرة هحذرك 


التفت مهران يصعد الي القصر في حين صك حمدان علي أسنانه بغيظ شديد 




و هو يتمتم بسباب لاذع لجميع رجاله الاغبياء الذي لا ينفذون اي شئ علي ما يرام 


***********************************

صعدت الي الغرفة و معها شمس نظرت إلي الغرفة الواسعة للغاية مقارنتاً بتلك الغرفة التي كانت تسكن بها الوانها مبهجة جميلة بها فراش واسع في منتصف الغرفة و خزانة ملابس



 متوسطة الحجم تسريحة و مرحاض صغير ابتسمت زهرة بهدوء و هي تتطلع





 إليها براحة ربتت شمس علي كتفها و هي تذهب الي خزانة الملابس لتفتحها و تشير الي ما بداخلها من



 ملابس نسائية جديدة و هي تقول بود : عمي كان عيچيب (بيجيب) خلجات (هدوم) چديدة كل سنة مجاس (مقاس) الخالة خديجة عشان لما تعاودي


نظرت زهرة إليها و الي الملابس و هي تقول متسائلة : مراته


لتشير شمس الي زهرة و هي تقول بعتاب : امك يا فرحة 


لينكمش وجه زهرة بترجي و هي تقول : زهرة عشان خاطري


هزت شمس رأسها بتفهم و هي تقول بهدوء : حاضر يا بت عمي اني عروح (هروح) اشوف امي و انتي اتسبحي (استحمي) و غيري خلجاتك و انزل تحت 


هزت رأسها بايجاب و هي تتوجه الي الخزانة لتأخذ ملابسها و منشفة و تدلف الي المرحاض لتغتسل


_ انتهت من حمامها لتخرج و هي تشعر بانتعاش كبير فمنذ مدة لم تستحم لعدم توفير الماء في محل سكنها ترتدي جلباب باللون الازرق الغامق كانت رائعة بها لاق بها كثيراً رغم أن بشرتها غامقة نزعت المنشقة الصغيرة عن خصلات شعرها


 السمراء المجعدة المتشابكة لتقف امام المراه و امسكت بفراشة الشعر و بدأت في تمشيط شعرها و هي تتأوة من صعوبة تمشيطه فخصلاته متشابكة بشدة مرت نصف ساعة حتي



 انتهت من تمشيط خصلاتها حتي أصبحت اجمل من السابق رغم أنه لازال مجعد لكنه يعطي لها شكلاً مميزاً ذهبت الي الخزانة مرة أخري و سحبت وشاح صغير بالخزانة لتطويه و



 تضعه علي مقدمة رأسها و تربطه من خلف خصلاتها ازلقته حتي ظهرت خصلاتها من الامام و من الخلف منسابة خلف ظهرها 





ارتدت نعل منزلي موجود أمامها لتفتح الباب و تتنفس بهدوء حتي لا تقتل ذلك البارد أن تفوه مرة أخري عن ذلك



 الزواج نزلت علي الدرج بهدوء وقف بباحة القصر نظرت حولها تائهة بين هذه المساحة الواسعة شهقت بخضة حين وجدت من يطرق





 علي كتفها التفتت إليه لتجده ذلك المستفز البارد كما تلقبه ابتسم بسخرية و هو يقول : معرفش أنه انتي اصلك نضفتي 


تهجم وجهها بغضب شديد لتتحدث بغل : انا مش هرد عليك عشان متستهلش اني ارد 


لتقف علي أطراف أصابعها حتي تصل إلي طوله و تمسك بتلابيب ملابسه و هي تقول بحدة : أما بقي حكاية الجواز دا انا مش هسيبك غير في المشرحة انا لا يمكن اتجوز واحد زيك انت 


و بكل برود و استفزاز لاعصابها سحب يدها عنه يلقيها إليها باشمئزاز واضح علي قسمات وجهه و يقول بعنجهية : اوعاك (اوعي) يا بندرية





 تعملي أكده تاني جولتلك (قولتلك) معدوبش (مش بدوب) في هواكي اني و لو معوزاش (مش عايزة) ادخلي جولي (قولي) لعمي 


ليضحك بسخرية و هو ينحني إليها و يهمس بأذنها : ابوكي 


امتعض وجهها بشراسة و هي تقطب حاجبيها و هي تقول بغضب : معتوه 


لتذهب مرة أخري الي الغرفة المخصصة لها قبل أن يتفوه بكلمة أخري أو يصدر منه ردة فعل و هي تستشيط غضباً من هذا المستفز




 خرج الرجل لتوه من المشفي كيف لها أن تؤذيه و بكل مرة هذا اللئيم يستغل ذلك 


***********************************

فتح باب القاعة الشرقية بقدمه و تقدم من ذلك المقيد بالحبال السميكة و علي وجهه معالم الزعر من ما يتوقع أن يحدث له علي يد ذلك المهران عمدة البلد خلع سترته الكلاسيكية التي مازال يرتديها و ألقاها بإهمال شمر علي ساعديه و نزع رابطة





 عنقه و فتح اول ازرار قميصه رفع رأسه بشموخ يتنفس بهدوء و هو يقول ببرود لأحد رجاله الواقفين بالغرفة يثير رجفة في كبد من امامه :  الا جولي (قولي) يا عسران 


انتبه ذلك الرجل الذي يدعي (عسران) الي سيده و هو يقول بخضوع : اؤمرني چنابك


تقدم مهران من ذلك الرجل و استند علي ظهر المقعد بيده و يقول بنبرة غامضة : اللي كان ناوي علي غدر لعمدة البلد عيكون (بيكون) حسابه أية عيندي (عندي) 


نظر عسران الي ذلك الرجل المقيد و هو يقول بطاعة : عيموت يا عمدة 


التفت مهران الي ذلك الرجل الذي أصبح وجهه منكمش بالزعر انحني مهران ينظر إليه و علي وجهه ابتسامة لا تبشر بالخير ابداً حين ربت علي وجنته و قال ببرود لعسران : يبجي (يبقي) نفذ قوانين مهران الجناوي 


و الاخير أصبح ذلك الرجل قادر علي اخراج صوته الذي اختفي فجأة منه حين وجد مهران يقف أمامه ليصرخ هو بزعر أن يرحمه حين التفت مهران مولي ظهره إليه ليصرخ الرجل برجاء



 : احب علي يدك (ابوس ايدك) يا مهران بيه اني عبد المأمور حمدان بيه أمرني بـ أكده و اني علي باب الله يا بيه مش جده (قده)


تنهد مهران بهدوء و هو يلتفت إليه قائلاً : يبجي (يبقي) تسمع كل اللي عجولك (هقولك) عليه 


هز الآخر رأسه بايجاب سريعاً و هي يقول سريعاً : حاضر يا بيه حاضر 


تأوة و التفت وجهه الي الجهة الأخري اثر لكمة قوية من يد مهران الفولاذية ليمسح يده بثيابه و كأنها قد اتسخت و هو يقول باشمئزاز و هو ينظر إليه : الراچل ضيفنا يا عسران أكرم ضيفنا يا عسران


ضحك الآخر بخبث و هو يقول : أوامرك يا بيه 


خرج من الغرفة الي غرفته ليغير ملابسه و يرتاح قليلاً و هو يتوعد لتلك سليطة اللسان التي سوف تري اهوال فقط تكون علي اسمه خلف باب مغلق و سوف يتمتع و هو ينزع لسانها عن فمها ابتسم لهذا التفكير العظيم و هو يدلف الي غرفته


**********************************

قضمت شفتيها السفلية المرتجفة بعصبية شديدة تود أن تفتك به لن تسمح بأن تتزوج من شخص مثله أبداً وقفت تدور حول نفسها بغضب حتي أسرعت خطواتها نحو الباب تفتحه بعنف


 حتي كادت أن تكسر مقبض الباب لتركض الي الأسفل نظرت حولها حتي وجدت ايوب يجلس علي الأريكة الموجودة في



 باحة القصر لتذهب إليه ترسم علي وجهها ابتسامة هادئة وضع ايوب كوب القهوة التي يحتسيها علي الطاولة و هو ينظر لها بسعادة و هو يقول : تعالي يا بتي افتكرت انك نمتي 


جلست زهرة بجواره و هي تقول بابتسامة مشرقة : لا منمتش ممكن اقعد اتكلم معاك شوية 


ابتهج وجه ايوب و هو يقول بفرح : تعالي يا بتي 


تنحنحت هي بهدوء و هي تنظر إلي كم الحنان المنبعث من عين ايوب و متوجه إليها يبدو أنها اخترقت قلبه منذ الوهلة



 الأولى لتمسك بيده و تقبلها باحترام و هي بالفعل تود الشعور أنه والدها لتتحدث بهدوء و هي تريد أن تقنعه بعدم زواجها من هذا المعتوه كما لقبته هي : يعني يا حاج انت مش كنت عايز بنتك


هز ايوب رأسه بايجاب و هو يبتسم بحنان لها لترد هي ببعض الحدة : و لما تيجي بنتك تجوزها لواحد معتوه زي دا 


نظر لها ايوب بصدمة من هذه سليطة اللسان و لكن بثانية واحدة كان تجد من يمسكها من ملابسها من الخلف يرفعها عن مقعدها بالاريكة شهقت بفزع و هي تجد نفسها مرفوعة



 كالفئران من ايدي شخص غريب نظر ايوب الي من رفعها و هو بتأكيد من كانت تتحدث عنه بسوء كان بحالة اسوء من الغضب كان يبدو عليه العصبية الشديدة المقاربة للجنون يقطب



 حاجبيه بغضب وقف ايوب قبل أن يتهور ابن أخيه .. كان تصرخ هي بانفعال و هي تسمع زئير غاضب فعلمت من من يصدر التفتت برأسها بقدر استطاعتها و هي تقول : نزل ايدك عني يا حيوان كسر ايدك 


ليزمجر هو هذه المرة اعلي من سابقتها ليرفعها أكثر لتواكب طوله لتعافر حتي وضعت قدمها علي الأريكة لتقف باتزان و هو مازال يمسكها وضع ايوب يده علي كتف مهران و هو يقول بهدوء : بعد يدك عنيها يا ولدي دي متجصدش (متقصدش) 


وضعت هي يدها علي خصرها و هي تجده لا يتحدث فقط يظهر عليه الغضب و بشدة و لم تعتق نفسها بل زادت الطين بله حين قالت بغضب : لا اقصد بقي 


ليحملها واضعاً إياها علي كتفه كشوال بطاطا لتصرخ هي و هي تضرب علي ظهره بقوة و هي تتحدث إليه بغضب أن ينزلها ليصعد بها نحو غرفته و ايوب يذهب خلفهم بسرعة قدر



 الامكان و هو يتكأ علي عصاه .. فتح باب غرفته بقدمه و هو يتقدم الي الداخل فتح نافذة الغرفة بيد و اليد الاخري تحاوطها عدلها بين يده ليحملها بين ذراعيه ذراع أسفل ركبتها و ذراع أسفل ظهرها و هو مازال متهجم الملامح ليخرجها الي



 خارج النافذة و هو مازال يحملها .. وجدت نفسها معلقة بالهواء و هذا المجنون أن افلتها ستسقط بالأرض و تصبح قطع أغمضت عينها بشدة و صرخت بخوف شديد أما هو يمد يده ببرود الي الخارج و ينظر إلي الزعر بعينها البنية يتمتع بحالتها



 الهلعة وصل ايوب الي غرفة مهران اخيراً ليجد مهران يمد يده نحو الخارج و بين ذراعيه زهرة التي تصرخ برعب سوف يلقي ابنته الي الأسفل سوف يقتلها الآن ليصرخ به بصوت قوي : مهران 


اغمض مهران عينه و زفر بضيق شديد ليعيد يده إلي الداخل و بهما زهرة التي نشف الدماء باوردتها أوقفها علي الارض و ابتعد عنها و هو يتنفس بصوت عالي غاضب و صدره يعلو و



 يهبط بعصبية لم تتحمل قدمها حتي الوقوف لتسقط علي الارض تضع يدها علي قلبها اقترب ايوب منها بقلق يجلس بجوارها علي الارض يحتضنها و هو يقول بغضب : اخرچ دلوج يا مهران 


سب مهران و لعن بها و قد كان يريد أن يتجرع الماء و يعود الي النوم و لكنه سمعها و هي تنعته بالمعتوه مرة أخري فلم يتمالك أعصابه هذه المرة خرج من الغرفة بغضب و اغلق الباب



 خلفه بقوة لترتعد زهرة و تحتضن ايوب و تطلق لعينها العنان و هي تبكي بشدة و قد منعت نفسها من البكاء أمامه ربت ايوب علي ظهرها بحنان و هو يقول بقلق : انتي زينة يا بتي 


هزت رأسها بايجاب في أحضانه و هي مازالت تبكي ليربت علي خصلات شعرها و هو يقول بهدوء : الحمد لله ان ربك عداها علي أكده مهران لما بيغضب محدش يجدر (يقدر) بيوجف (بيوقف) جصاده (قصاده)


لتبتعد زهرة عن احضان ايوب و هي تقول بهمس و هي تمسح دموعها : دا دا مجنون رسمي دا كان هيرميني من الشباك 


ليتلمس ايوب وجهها و هو يقول : حجك (حقك) عليا يا بتي 


لتقف و تمسك بيده حتي يقف هو الأخر و هي تقول : و انت ذنبك أية بس يا حاج علي العموم انا كويسة تعالي ارتاح شوية 


***********************************

خرج من القصر و هو غاضب و بشدة يخطو خطواته بعصبية شديدة متجه نحو الاسطبل سحب جواده المفضل الي الخارج



 و قفز بمهارة يمتطي صهوة الجواد شد لجام الجواد لينطلق الآخر سريعاً و هو يطلق صهيل عالي فرح بخروجه مع صاحبه ذلك الغاضب لا يود أن يجلس بمكان يوجد به أحد لا يطيق



 رؤيته الآن و الا قتله استقبل الرياح القوية التي ترتطم به لعلها تهدئ من اللهيب المشتعل بصدره زفر بضيق شديد يخرج ما يبداخله من غضب .. وصل إلي الأرض الزراعية المالك هو لها قفز عن الجواد و ربط اللجام بالشجرة و جلس علي الارض



 أسفل تلك الشجرة الذي كان أول من وضع بذرة نموها لتترعرع و تكبر عمرها بعمره استند برأسه عليها و هو يغمض عينها و يزفر بضيق جاء أمام ناظريه مظهرها المرتعب حين كاد أن


 يلقي بها من غرفته اعلي منطقة بالقصر دب بيده علي الارض بحدة و هو يزمجر بخشونة و مازال مغمض العين ..فتح عينه حين وجد صوت مقرب إليه يتحدث بهدوء قائلاً : مضايج (مضايق) لية يا عمدة 


نظر مهران الي ذلك الصوت و ما كان الا مصطفي ابن عمته تنهد مهران و هو يعود ليغمض عينه و يقول : لو قعدت اكتر من أكده هجتلها (هقتلها)


ليصدح صوت ضحكات مصطفي بقهقهة و هو يقول :  من اول ساعتين يا مهران 


يلتفت إليه بحدة و هو يقول بصوت غليظ : كنت عرميها (هرميها) من الشُباك 


ضرب مصطفي كف بالآخر و هو يقول بضحك : عتتچوزها كيف عاد 


ليقف مهران و هو ينفض ملابسه و ينظر إلي المساحة الخضراء الشاسعة و يهمس بشرود : دا الوجت (الوقت) المناسب 


ليقف مصطفي أمامه و هو يتسائل بعدم فهم : عتجول (بتقول) اية يا مهران 


هز مهران رأسه بنفي و هو يربت علي كتفه قائلاً : لحد ميتي شمش عترفض (هترفض) تتچوز عشان امي خليها تتچوز بجي (بقي)


ابتلع مصطفي ريقه بصعوبة و غصة مريرة بحلقه و نغزة قوية بقلبه الذي نبض بقوة و اصبحت أنفاسه تتسارع ليتركه مهران و يمتطي صهوة جواده بعد فك رباطه ليشير الي مصطفي و هو يقول : بكرا هعجد (هكتب كتابي) علي زهرة 


فاق مصطفي من صدمته الي صدمة أخري لتنظر الي مهران و هو يقول بذهول : بكرا يا مهران 


ليضحك مهران بخبث و هو يسحب اللجام لينطلق الجواد ليعاود الي القصر في حين هز مصطفي رأسه بيأس من صديقه رغم فرق السن بينهما إلا أن مهران فرض شخصيته القوية علي




 الجميع و التي تشبه شخصية عمه ايوب قبل رحيل زوجته عن دنيا الاحياء ليصبح هش لا يتحمل أي شئ جلس مصطفي مرة أخري و حديث مهران يتردد في أذنه حبيبة القلب و من يزهد


 فيها عن نساء العالم سوف تتزوج سوف تصبح علي اسم أحد أخري سوف تكون ملك لآخر سوف يمتلكها احد غيره اغمض عينه بقوة و هو يقبض علي كف يده و يطرق به علي موضع قلبه بقوة لعل جنون قلبه يهدئ قليلاً 


**********************************

دلف الي القصر بعد أن وضع الجواد بالاسطبل دلف بهدوء بل برود الي الداخل كاد أن يصعد الي غرفته إلي أن أوقفه صوت



 عمه القوي الجمهور و هو يردد اسمه بصوت اجش التفت مهران الي عمه و تقدم منه يقف أمامه و هو يقول بهدوء : إيوة يا عمي 


أشار إليه ايوب أن يذهب خلفه و هو يبدو عليه الغضب الشديد ليذهب مهران خلفه حتي وصل الي غرفته و اغلقها و ذهب يجلس على الفراش ليلقي من يده العصا بعصبية و هو يقول بحدة : انت اتخبلت (اتجننت) للدرچادي يا مهران 


هدوء يحل علي تقاسيم وجهه و هو ينظر الي عمه حتي يكمل حديثه ليرد عليه بقنبلته التي سوف يفجرها لتصيب تلك سليطة اللسان بصدمة شديدة ليتحدث ايوب مرة أخري بغضب أشد : لو مطلعتش وراك كنت عتموت بتي 


تنهد مهران بهدوء و هو يجلس علي الفراش بجوار عمه يربت علي كتفه حتي يهدئ فلا يود أن يحدث له أي شئ ليتحدث قائلاً : انت مشايفش (مش شايف) بتك يا عمي و اني معجدرش (مقدرش) امسك حالي (نفسي) 


لتنفس بصوت مسموع و هو يقول : علي العموم لما نتچوز عنتعود (هنتعود) علي بعضينا عشان اكده يا هعجد (هكتب كتابي) عليها بكرا يا عمي 


نظر ايوب الي مهران بتفكير قليلاً حتي يقتنع ليهز رأسه باقتناع دون رد ليقبل مهران رأسه و يخرج متوجه الي تلك المشاكسة الذي سوف يجز نحرها قريباً


***********************************

قطع حمدان الأرض ذهاباً و اياباً و جسده ينتفض بانفعال شديد و عصبية بالغة أمام رجاله و هو يصرخ هادراً بغضب : كيف دا يا بهايم الراچل دا لسة چديد و لا اي 


هز أحد الرجال رأسه بنفي و هو يقول : لع يا حمدان بيه دا معانا اديله (بقاله) كتير 


لينقض حمدان علي الرجل يمسك بتلابيب ملابسه و هو يقول و هو يهزه بقوة : مهران اخده كيف مجدرش (مقدرش) يجتل (يقتل) البت دي 


نكس الرجل رأسه بالاسفل و هو يهتف بخوف : معرفش يا بيه 


ليدفعه حمدان من يده و يخرج يدب بالارض بغضب شديد و هو يسب برجاله الاغبياء و يظل يتوعد لتلك الفتاه و والدها "ايوب"


**********************************

فتح باب الغرفة بعنف و دلف غالقاً الباب خلفه بقوة افزعها دخوله المفاجئ لها لتقفز من الفراش تقف في حين تقدم هو



 منها لا تنكر أنه بات يخيفها قليلاً يبدو مختل عقلياً بالفعل صمدت و هي تعقد ذراعيها أمام صدرها و تقول بحدة واضحة : أية اللي جابك هنا مش كفاية اللي عملته اطلع برا 


ابتسم بشر و هو يتقدم منها و علي حين غرة قبض بيده علي عنقها يضغط عليها بقوة ليقذفها علي الفراش و هو يعتليها و



 مازال يقبض علي عنقها يضغط عليه بغيظ و هو يقول بغضب : معايزش (مش عايز) اسمع حسك واصل اوعاك تاني تتحدتي (تتكلمي) معايا أكده تاني 


امسكت بيده تبعده عنها و هي تشعر بانفاسها تنسحب من رئتيها و بدا وجهها يصتبغ باللون الاحمر القاني و شفتيها



 منفرجة قليلاً مزرقة طرقت علي قبضة يده بعنف حتي يتركها و بالاخير استطاع أن يسيطر علي نفسه و يبتعد عنها لتبدأ هي بالسعال بشدة و هي تشهق بعنف لعل يعود الأكسجين يدخل


 الي رئتيها من جديد نظر لها و هو يشير إليه بسبابته قائلاً بتحذير : المرة الچاية معتفلتيش (مش هتفلتي) مني واصل و بكرا عتچوزك و اوعاك تفتحي خشمك (بوقك) بكلمة سمعاني زين يا بندرية 


ذهب و اغلق الباب خلفه بقوة لترتعد هي و تنكمش علي نفسها بوضع الجنين برحم أمه لتهجش بالبكاء من الواضح أن الحرب



 مع هذا الرجل خطيرة جدا و سوف تخرج منها خاسرة لكن أن استسلمت سوف

 تتبرأ من ذاتها و تنكر تلك الفتاه القوية بداخلها لتتحدث بهمس شاهقة ببكاء : ماشي يا صعيدي ماشي 

الفصل السادس

استيقظت تلك صاحبة الشعر المجعد المبعثر علي وجهها و الوسادة فتحت عينها البنية الكحيلة تدقق النظر قليلاً الي الغرفة في غير متذكرة شئ الآن أغمضت عينها حتي تهدئ و تستعيد ذكرياتها لتعتدل بجلستها و تستند بظهرها علي ظهر الفراش حتي سمعت صوت طرقات علي باب الغرفة لتدثر



 نفسها بالغطاء جيداً و تسمح للطارق بالدخول دلفت شمس الي الداخل و أغلقت الباب خلفها و علي وجهها ابتسامة مشرقة لتجلس علي الفراش بجوار زهرة و هي تقول بمرح : اصباح الخير يا ست العرايس 


امتعض وجه زهرة بغضب و قد ذكرت ما حدث البارحة لتضع يدها علي رقبتها تتحسس باناملها موضع يده التي مازالت



 أثرها موجود علي رقبتها حمراء و مؤلم لتتحدث : ست عرايس أية دا اخوكي دا حسبي الله فيه و الله 


تعجبت شمس من غضبها لترفع زهرة رأسها و هي تشير الي رقبتها و هي تقول بعصبية : شوفي عمل فيا أية امبارح لا و كمان كان هيحدفني من الشباك بتاع أوضته دا بجد مجنون 


قالتها بعصبية شديدة دفعة واحدة و ثم سحبت الهواء الي رئتيها لا تصدق أن هذا المعتوه أصر علي زواجها رغم أنها


 ليست ابنه عمه او اي شئ من هذا القبيل لتخرج من الفراش و ترتدي نعلها و هي تقول : هو فين هو فين انا هموته 


لتقف شمس سريعاً التي كانت مصدومة من فعل أخيها و أخيراً فاقت من صدمته لتركض الي زهرة و تتمسك بها و هي تقول



 بهدوء : استهدي بالله بس يا خيتي مهران معينفعش (مينفعش) امعاه انك وافقة حصاده(قصاده) عيزود (هيزود) في عناده اكتر 


لتجلس زهرة علي طرف الفراش و بجوارها شمس التي تمسك بيدها تربت عليها لعلها تهدئ لتتحدث بغصة بحلقها مريرة كالايام التي مرت بها : تخيلي انا عيط امبارح انا عمري في حياتي ما نزلت من عيني دمعة يا شمس انا بجد مقدرش اعيش تحت رحمة الهمجي دا 


لتحتضنها شمس بحنان و هي تعلم تصرفات أخيها وقت غضبه بالتأكيد يؤذي و لا يبالي لتربت علي ظهر زهرة و هي تقول : عدي الليلة دي علي خير يا زهرة لأجل عمي ايوب يا زهرة عيتفضح (هيتفضح) في النجع كله لو انتي رفضتي تتچوزي مهران 


تنهدت زهرة بثقل لولا هذا الرجل الحنون لكانت قالت كل شئ و رحلت من هذا كله اغمض عينها بشدة و هي تطرقع أصابعها بصبر و هي تتمتم بهدوء : تمام تمام يا زهرة اهدي عمره ما هيبقي جوزك بجد شوية و تقولي كل حاجة و تمشي اهدي اهدي 


عقدت شمس حاجبيها بعدم فهم ما تقول : عتجولي (بتقولي) أية يا خيتي


هزت زهرة رأسها و هي تقول بهدوء : لا ابدا يا شمس مفيش انا هستحمي و اغير هدومي عشان افوق 


هزت شمس رأسها بتفهم و هي تربت علي كتف زهرة بحنان اخوي : كيف ما انتي رايدة (عايزة) يا خيتي عچيلك (هجيلك) تاني اني و البنتا (البنات)


تنفست بهدوء شهيق و زفير حتي تهدئ و هي تراقب خروج شمس من الغرفة و إغلاقها الباب خلفها لعنته تحت أنفاسها مئة مرة و هي تدلف الي المرحاض لتغتسل


***********************************

كان يقف يتابع كل شئ بعين ثاقبة متربصة لاي خطأ و لا صغير هيبته و جبروته كان يخشاها من يعمل و بالطبع يحرصون علي إتمام كل شئ علي ما يرام تقدم مصطفي الي جواره يربت علي كتفه و هي تقول بنبرة سعيدة : مبروك عليك يا عريس


التفت إلي صديق الطفولة المساند له دائماً و بكل شئ رغم أنه يكبره بـ ستة سنوات إلا أنه لا يعتبر الي هذا الفرق أبداً ابتسم بهدوء جعلت منه يزداد وسامة فوق وسامته و هو يقول : الله يبارك فيك يا مصطفي عجبالك (عقبالك)


ابتسم مصطفي بحزن و هو يهز رأسه لصديقه من سيتزوج إن لم تكن صغيرته من نصيبه كيف له أن يفعل و يميل إلي أي امرأة غيرها ليتابع بعينه تجهيزات الزفاف يحاول أن يشغل نفسه عن التفكير بها و لو قليل و كأنها خرجت من أفكاره



 متجسده أمامه حين انتقل برأسه الي بوابة القصر ليجدها تتحدث مع أحدي الخادمات و هي تبتسم ابتسامة لطالما انتشلت قلبه من بين ضلوعه ثقل تنفسه و هو يراقبها تربت علي كتف الخادمة بحنان يا لها من ماكرة بكل لحظة جديدة



 يراها و كأنه لأول مرة يراها لا من تربت بين يديه لا من كان لها الدراع التي تحتمي به .. في حين التفتت هي برأسها و هي تتحدث لتجده أمامها ينظر إليها بعينه الكحيلة التي تقتلها في حبه ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تجد عينه تدور عليها كاملة



 ليمتعض وجهها مرة أخري بضيق و هي تتذكر اخر لقاء بينهم لتدلف الي الداخل و هي تغلق بوابة القصر بعنف ابتسم هو ابتسامة صغيرة علي شفتيه ساخراً من نفسه و هو ينظر إلي الأسفل بحزن و يهز رأسه بعدم فائدة 


***********************************

جلست هي علي درجات السلم المؤدي لغرفتها المقابلة لغرفة زهرة وضعت يدها علي وجهها و هي تجهش في بكاء مرير



 كيف له أن يتبدل الم يقل أنه يغار عليها الم تشعر أنها يتفرس ملامحها بنظراته ليست نظرات اخوية أبداً كيف تبدل حديثه الي أنها شقيقته كيف له أن يحطم قلبها الي أشلاء هكذا لقد تحججت بوالدتها طوال الوقت حتي لا تصبح لغيره لن تطيق



 ان تصبح لغيره أن تكتب علي اسم غيره أن يتجرأ و يلمسها غيره الآن ما كانت تتحجج به انتهي حتي هو انهي اخر امل لها بحبه كيف له أن يفعل ذلك كيف علت شهقاتها بنحيب حتي خرجت زهرة من غرفتها و نظرت إليها بفزع أمسكت بيدها


 توقفها و تدخلها معها الي داخل غرفتها و أغلقت الباب لتجلسها علي الفراش و تجثو علي ركبتها أمامها و هي تقول : مالك يا شمس حد زعلك اخوكي المجنون دا عملك حاجة 


هزت شمس رأسها بنفي و هي تحاول السيطرة علي بكاءها لتتنفس زهرة لتجلب الصبر الي داخلها و هي تقول : اومال مالك يا حبيبتي بس 


لتتحدث شمس من بين شهقاتها العالية تتمتم بكلمات غير مفهومة لتتأفف زهرة بعدم صبر و هي تجلس بجوارها تجذب وجهها تمسح دموعها و هي تقول : اهدي كدا و فهميني في أية عشان انا خلقي كنز يا حبيبتي و هروح اضرب اخويا دلوقتي 


هزت شمس رأسها بنفي و هي تمسك بيدها و هي تقول بخفوت و نبرة باكية : لع مش مهران 


لتتحدث زهرة بهدوء متسائلة : اومال مين 


أغمضت شمس عينها و هي تنتشل اسمه من داخل قلبها و تقول بنبرة ملوعة : مصطفي 


قطبت زهرة حاجبيها و هي تقول بعدم فهم : مصطفي اللي شوفته في المستشفى دا ماله عملك أية 


قضمت شمس شفتيها بخجل و احراج شديد و قد تسللت الدماء الي وجنتيها لتصبح حمراء متوردة نظرت إليها زهرة قليلاً لتستوعب و من ثم تضحك بصوت عالي و هي تقول : بتحبيه 


وضعت شمس يدها سريعاً علي فمها و هي تقول بخوف و ارتجافة : وطي حسك (صوتك) يا خيتي لو حد سمعك مهران هيجتلنا (هيقتلنا) اني و هو 


لتزيح زهرة يد شمس و هي تبتسم باطمئنان : متقلقيش محدش هيعرف بس قوليلي انتي بتعيطي لية 


شعرت شمس بنغزة بقلبها و هي تبدأ بسرد لها كل شئ في حين تستمع إليها بانتباه شديد حتي انتهت شمس من حديثها و هي تزفر بضيق في صدرها منه لتهز زهرة رأسها بتفهم و هي تقف و تضع يدها علي صدره قائلة بوعد : انا وراكي و الله لجبهولك ساحف استني عليا 


مسحت شمس دموعها عن وجهها و هي تقول بهدوء : انتي مشيفاش (مشوفتيش) امي تعالي امعايا 


هزت زهرة رأسها بايجاب و هي تذهب معها الي غرفة والدتها حتي تتعرف عليها


***********************************

يجلس وسط الرجال في احتفال يجتمع فيه جميع رجال القرية في مجالمة لعمدة القرية وسط كلمات مباركة حارة و


 اغاني قديمة تجعلك تشعر بفرحة كبيرة داخل قلبها كان ايوب يجلس بجوار مهران و يربت علي ركبته و هو يبتسم بسعادة



 لم يحصل عليها منذ رحيل السيدة خديجة ليميل الي مهران الذي يرفع يده كل دقيقتين للمهنئين كرد مجاملة لهم ليهمس بإذنه قائلاً بهدوء : فرحة رچعت لحضني بعد ١٩ سنة يا مهران حافظ عليها يا ولدي 


ليربت علي كتفه و هو يكمل مرة أخري بنبرة أكثر رجاء من سابقتها : هي اه لسانها طويل حبتين استحملها عشان خاطر عمك يا مهران 


تنهد مهران بصبر و هو يمسك بكف عمه و يقبله قائلاً بحنو : عشان خاطرك يا عمي اني اعمل اي حاچة 


ربت ايوب علي كتف مهران مرة أخري بحب و هو يقول : ربنا يفرح قلوبكوا يا ولدي 


قاطع حديثها مصطفي الذي وقف أمام مهران و بيده عصا غليظة و يرفع يده ليصمت كل شئ ليرفع العصا الي الاعلي و هو يقول بابتسامة : بينا يا عمدة 


ابتسم الآخر بسعادة و هو يقف و يستند علي العصا الموجودة بيده ليقف أمام مصطفي و يخلع شاله و عباءته الخارجية و يرفع العصا الي الاعلي لتبدأ موسيقي أكثر حماس و يبدأ


 مهران يتراقص مع مصطفي و هم يتبارزان بالعصا كرقصة من أهل الصعيد اشتعلت الأجواء بالحماس و يصدح صوت تشجيع الرجال لهم و ابتسامتهم لم تفارق وجههم في سعادة 


                  &&&&&&&&&&&&

كانت النساء تجلس محاوطة زهرة التي تجلس تجلس علي مقعدها و لا تتحرك ترتدي فستان ابيض من الستان و علي



 رأسها قطعة قماش من الشيفون المصاحبة للفستان مزينة مساحيق تجميل خفيف كما طلبت و كانت تتذمر كلما ثقل اي شئ علي وجهها و بالفعل أصبحت جميلة و للغاية سمع الفتيات



 صوت الطبل الحماسي بالخارج ليعلمون أن العريس قام للرقص ذهبت شمس تتلصص من خلف زجاج النافذة المؤدي للخارج و معها بعض الفتيات هامت بمصطفي و هي تراقب كيف يتراقص مع شقيقها يا له من رجل لتركض سريعاً الي زهرة



 تنتشلها من بين النساء لتجعلها تري زوجها و هو يرقص و معالم الفرحة بادية علي وجهه تأملته هي طويلاً نعم اطالت زهرة لأول مرة النظر إلي رجل يا له من وسيم بالفعل جسده



 العضلي الذي يعارك بالعصا بمهارة رقصته التي بدت كالخيول الماهرة بالرقص دققت أكثر في تفاصيله حتي انها لم تنتبه الي أنها تضع يدها علي الزجاج و كأنها تتحسس من بالخارج حمحمت بجوارها شمس لتبتلع ريقها بتوتر و خجل من نفسها



 قبل شمس و تبتعد سريعاً لتجلس بمحلها .. في حين انتهت الرقصة و احتضن مصطفى مهران و هو يربت علي ظهره بقوة فرحاً ليرتدي مهران عباءته و شاله و يمسك بسلاحه الناري و



 يطلق به في الهواء دليلاً علي انتهاء الزفاف لتضع حميدة والدت مصطفي الحجاب علي وجه زهرة و هي تبتسم بسعادة و هي تقول بنبرة حنونة عطوفة للغاية : يلا معايا يا ست العرايس عطلعك (هطلعك) چناح مهران 


امأت إليها زهرة بهدوء و هي تسير مع و حين صعدت اول الدرج تحسست ملابسها و حين وجدت مبتغاها زفرت بهدوء و هي تكمل الدرج مع السيدة حميدة و من خلفها السيدات تطلقن الزغاريد القوية بفرحة عارمة لعمدة قريتهم


***********************************

أمسكت بسكين حاد النصل كانت تخبئها أسفل ملابسها و هي تقف بجوار الفراش مستعدة لأي هجوم منه وجدته يقتحم



 الغرفة لتخبئ تلك السكين خلف ظهرها اغلق الباب و التفت إليها بابتسامة خبيثة و أمسك الشال الموضوع علي كتفه و وضعه علي المقعد بجواره و يشرع في فك عمامته عن رأسه


 ليلقيها علي اخر ذراعه تابعتها عباءته السوداء الخارجية تقدم منها ببطئ حتي يشعرها بالتوتر و لكنها بقت جامدة .. وقف أمامها و هو يضيق عينه بخبث قائلاً بمكر : مبروك يا عروسة 


ابتسمت باقتضاب رفع كف يده يزيح خصلات شعرها المتمردة عن عينها مرر يده علي وجهها بهدوء اشاحت بوجهها عنه


 شعرت به يلمس خصرها الا هنا و كفي لتنظر إليه بحدة و هي تدفعه بكل قوتها ابتعد عنها خطوة واحدة اثر دفعتها و هو



 ينظر إليها بغضب لتشهر السكين بوجهه تقطب حاجبيها بشراسة و هي تقول بحدة : اقسم بالله لو لمستني يا مهران لهكون قسماك نصين بالسكينة اللي في أيدي دي 


جحظت عينه بصدمة و هو يقول بغضب و بشدة : انتي مخبولة يا بت انتي ماسكة سكينة لچوزك 


ارتفع حاجبها الأيسر باستنكار و هي تقول بملامح انقلبت تماماً و مستعدة لتبطش به الآن : جوزي مين يابا قال جوزي قال افهم انك لو مديت ايدك عليا هجيب كرشك 


و بلحظة كان مهران يلتصق بها حتي شعرت بحرارة جسده علي جسدها يمسك بيدها الممسكة بالسكين يرفعها لاعلي بيد و اليد الاخري يحاوط خصرها يقربها إليه أكثر حتي أوقع السكين من يدها رفعت رأسها تنظر إليه و قد امتعض وجهها


 بألم من شدة ضغطه علي معصمها النحيل الذي لا يتحمل ضغطت يده الضخمة قضمت شفتيها السفلية و هي تكبح ألمها لقد شلت حركتها تماماً يحاوطها بشدة ثابتة هي و كأنها لم تعد



 تعلم كيف تتحرك لاول مرة تشعر بأنها مسلوبة الإرادة الي هذا الشكل نظرت إلي عينه الحاد و هي تصك علي أسنانها من برود ملامحه التي لم تتبدل بغيره و هي تهتف : ابعد عني ابعد 


و اخيرا افلتت يدها عن يده لتدفعه بصدره و قد انكمشت ملامحها باشمئزاز و هي تعود برأسها الي الخلف و هي تقول : ابعد متلمسنيش 


ليشد بذراعه علي خصرها لتلتصق به أكثر و يعود رأسها من الخلف لينحني و يقابل وجهها ابتسم هو بشر إليها جعل من قلبها يرتعد بخوف تشهده لأول مرة ثبت يده حول رقبتها



 ليدنو منها يقبل ثغرها بقبلة عميقة غاضبة تخرج ما بداخله من عصبية و غضب اتجاهها لا يريد أن يؤذيها الآن اتسعت عينها بصدمة و بفزع لقد سرق قبلتها الاولي تدفعه بيدها بقوة و لكن




 لا فائدة من ذلك لا يتحرك أبداً فقط يتعمق بتقبيلها ابتعد عنها اخيرا و هو من يدفعها عنه تهانفت و هي تضع يدها علي فمها لكن دموعها تأبي الهبوط أمامه ابتسم بثقة و يتقدم منها و



 ينحني إليها يقبل أسفل اذنها و هو يهمس بفحيح : وجت (وقت) ما اعوز المسك معتردنيش (مش هتبعديني) دلوج معوزش المسك و مش سكين اللي عتبعدني (هتبعدني)


ليدفعها مرة أخري باشمئزاز حتي انها ارتطمت بالحائط خلفها و ذهب عند النافذة و اخرج سلاحه يطلق طلقاته بالهواء يعلن أنها أصبحت زوجته بحق للجميع لتنتهي مراسم الزفاف لينظر إليها بسخرية و هو يدلف الي المرحاض 


           الفصل السابع من هنا


لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-