CMP: AIE: رواية عروسي الكاذبة الفصل الثاني عشر
أخر الاخبار

رواية عروسي الكاذبة الفصل الثاني عشر

رواية عروسي الكاذبة الفصل الثاني عشر


رواية عروسي الكاذبة
الفصل الثاني عشر ..
بقلم سارة علي


في المطار ..
كانت تجلس في صالة الانتظار تقلب في هاتفها بملل ..
تنظر الى ساعتها بين الحينة والاخرى بضيق من الوقت الذي يرفض التقدم ..



نفخت بضيق وهي ترمق الناس حولها بنظراتها 




 الضيقة قبل ان تقرر النهوض وشراء شيء تتناوله 





من احد المحلات فهي تشعر بالجوع الشديد  ..
حملت حقيبتها وهاتفها 






واتجهت نحو احد المحلات حيث طلبت من صاحب المحل قهوة مثلجة و احد انواع المعجنات اللذيذة ..
شعرت بشخص يقف بجانبها ويهتف بالعامل :
" قهوة من فضلك .."
لم تنتبه له ولا لهاتفها الذي نسيته موضوعا على الحاجز الفاصل بينها وبين العامل وهي تحمل القهوة والمعجنات وتسرع خارج المكان عائدة الى صالة الانتظار كي تتناولهما ..
حمل الشباب قهوته ثم انتبه للهاتف فحمله وهو ينظر اليه وشك بإنه يعود لتلك الفتاة ذات الشعر المموج الطويل  ..
اخذه وقرر ان يلحقها ويعطيها إياه وإن لم يكن لها فسوف يذهب به الى احد موظفي الأمن وليتصرف هو به ..
اتجه نحو صالة الجلوس وهو يفكر انها بالتأكيد هناك فذهب الى هناك وهو يتمتم بكلمات تدل على ضيقه من تلك الفتاة التي تخطت جميع مراحل الاهمال المتعارف  عليها ..
اخذ يبحث ببصره عنها متذكرا سروالها الطويل من الجينز الممزق وقميصها القطني القصير بلونه الزهري ..
انتبه اليها اخيرا فإتجه نحوها وهو يكظم غيظه منها وهي تبدو غير منتبهه لإختفاء هاتفها بعد ..
كانت جنى تتناول طعامها بنهم وتلذذ شديدين ..
فهي حقا كانت جائعة بشدة حيث رحلت دون ان تتناول طعامها بسبب تلك الحقيرة ماريا ..
رفعت بصرها نحو الاعلى حينما شعرت بظل يتشكل امامها لتجد شاب طويلا ضخما بعض الشيء .. ذو ملامح جامدة وعينين حادتين ..
ابتلعت ريقها وهي تجده يناولها هاتفها ويقول :
" اتفضلي .."








لقد علم بحدسه انها ليست امريكية بل عربيه ..
تأملت الهاتف بدهشة قائلة :
" ده شبه موبايلي .."
صاح بعدم تصديق :
" نعم ..؟!"
استوعبت لتوها ما يحدث فقالت بعدم تصديق :
" ده فوني فعلا .. بيعمل ايه عندك ..؟!"
رد ببرود :
" جاي يتفسح شويه ويغير جو .."
تغضن جبينها وهي تشعر بسخريته منها لكنها تجاهلتها وهي تفكر في داخلها ان غبائها في هذه اللحظة بالفعل يستحق السخرية ..
" شكرا .."
قالتها بخفوت وخرج ليتركها ويرحل دون ان يجيبها مفكرا بمدى غباء تلك الفتاة ..
اما هي رمقته بنظرات مستاءة من تجاهله لها لكنها عادت وجلست في مكانها تكتم غيظها مستمرة في تناول طعامها ..

………………………………………………………
امام البحر كانا يجلسان بجانب بعضيهما ..
كلاهما صامت تماما شارد في عالمه الخاص به ..
تنهدت بألم والحزن يسيطر عليها لتسمعه يهتف بهدوء :
" هتفضلي ساكته كده كتير ..؟!"
ابتلعت ريقها وهي ترد بحزن :
" انا خايفة .."
نظر اليها للحظات قبل ان يقول بجدية :
" اخوكِ مش هيقدر يقرب منك .. اطمني .."
ردت بجفاء :
" خايفة على رولا .. مش من اخويا .."
رفع حاجبه قائلا بدهشة :
" مش رولا دي اللي كانت صحبتك .. "
أومأت ميرنا رأسها وهي تتنهد بشوق :
" اقرب صديقة ليا .. "
ثم اكملت بوجع :
" اخر مره شفتها فيوم التخرج .. كنت بودعها من غير ما تعرف .. مكانتش تعرف اني هسافر مع نزار .. مكنتش حابه ادخلها فمشكله هي في غنى عنها .."
نظر اليه يترقب وهو يحاول تفسير سبب تذكرها لرفيقة دراستها ليجدها تكمل :
" اللي كنت واقفة معاه ده كان خطيبها .. وكان المفروض يتجوزوا بعد التخرج على طول .. انا شفته بس مع وحده تانيه .. طب رولا فين ..؟! انا خايفة اوي .. دماغي بتروح لحاجات .."
قاطعها باسل بهدوء :
" ليه بتفترضي الحاجات السيئة .. ؟! مش يمكن انفصلوا بعد كده ..؟! "
لمعت عينيها برجاء قائلة :








"" ممكن فعلا .. هي مكانتش عاوزاه .."
ثم اكملت بضيق :
" او ممكن تكون دي عشيقته وبيخونها معاه .."
ابتسم وقال :
" على طول عملتيه بيخونها .."
لم تبالِ بما قاله بل هتفت برجاء :
" ممكن تسأل عنها .. ؟! نفسي اعرف اخبارها .. "
رمقها باسل بنظرات مدققة وشعر بسعادة طفيفة بسبب حديثهما لأول مرة بموضوع بعيدا عن حالتها فقال :
" ماشي .. بس مينفعش تتواصلي معاها عالاقل حاليا .."
تنهدت بحرارة وقالت :
" مش مهم اتواصل .. كفاية اطمن عليها .."
ثم عادت تنظر الى البحر امامها وهي تأخذ أنفاسها عدة مرات تاركة باسل يحملق بها بهدوء مقررا عدم الخوض بأي احاديث مزعجة هذه الليلة فهو لا يريد ان يعكر مزاجه او مزاجها ..
…………………………………………………………………
كانت جالسة على سريرها بصمت تفكر بكل شيء ..
عيناها تجوب انحاء غرفتها بشرود ..
تشعر بغضب وألم لا يتناسب مع سنوات عمرها الستة عشر ..
حقيقة أنها بلا هوية .. بلا عائلة .. ابنة حرام تقتلها بقوة ..
تشعر بحقد دفين على تلك المرأة التي أصبحت من سوء  حظها تحمل لقب امها .. وتشعر بالشفقة لأجل ذلك الرجل الذي لطالما عاملها كوالدها ..
شعرت بغصة بالكاد ابتلعتها وهي تفكر في هوية ذلك الرجل الذي تحمل دمائه .. من هو ومن يكون ..؟!
نهضت من فوق سريرها وأخذت تتحرك في ارجاء الغرفة دون وعي ..
الافكار تأخذها وتأتيها .. أفكار لم تكن واعية لأيا منها ..
هي حقا تريد ان تفعل الكثير .. الكثير الذي لا يتحمله عقلها .. اغمضت عينيها للحظات تحاول  تجميع افكارها .. الانهيار لن ينفعها .. البكاء لن يساعدها .. 
كل هذا سوف يزيد من عذابها هي بينما تلك التي تحمل لقب والدتها لن تتأثر ولو قليلا حتى .. 
وقفت أمام المرأة تتأمل ملامح وجهها الهادئة البريئة ..
عيناها البريئتين وشعرها الطويل ..






لم تكن فائقة الجمال لكنها كانت جميلة على كل حال ..
تنهدت بحزن ثم فكرت قليلا قبل ان تخرج من جناحها وتتجه نحو جناح ماريا ..
وقفت امام الباب تطالعه بتردد ثم قررت ان تعود ادراجها وهي تفكر مليا بما ستفعله ..
تذكرت كلمات روبي عن خيانتها المسبقة لباسم مع شخص لم تذكر اسمه ثم محاولة خيانته مع باسل ..
شعرت بالإشمئزاز يغلف روحها قبل ان تنتبه لروبي التي خرجت من غرفتها تسير ببطأ متجهة الى جناح ماريا  لتتراجع الى الوراء حيث لمحتها تدلف الى الداخل دون ان تطرق الباب ..
نظرت الى أثرها بدهشة سرعان ما اختفت وهي تحسم امرها وتتجه نحو جناح ماريا ..
همت بطرقه لكنها تناهى الى بصرها سماع صوت ماريا  الحانق والتي بالتأكيد كانت مطمأنة حيث لا يوجد احد في هذه الجهة من الفيلا سوى جناحها وجناح الضيوف بينما يقع جناح جومانة وجنى في الجهة المقابلة لها ..
" ابعدي عني يا روبي .. انا مش عاوزة أاذيكِ .."
" بتحبيه ..؟!"
سألتها روبي بهدوء وعيناها تتعلقان بملامح ماريا لتقرب جومانة اذنها اكثر من الباب فتسمع صوت والدتها تهتف بهدوء :
" بحبه .. وعشان كده فضلت مستحمله وجودي هنا بالفيلا رغم رفضه ليا .."
لمعت عينا جومانة بحقد وهي تستمع الى حديث والدتها لتتسع عينيها وهي تسمع روبي تقول بتهكم :
" بتحبيه وبتخونيه مع واحد تاني بقالك ثلاث سنين .."
" انتي بتقولي ايه ..؟!"
صاحت ماريا مستنكره لتهتف روبي بها :
" ايه هتنكري ..؟! انا اكتر واحده عارفة انوا عندك عشيق سري .. وبتقابليه فالمكان اياه .."
شعرت ماريا بالخطر من معرفة روبي بكافة هذه الامور بينما ابتسمت روبي بنصر وهي تقول :
" تصبحي على خير يا ماريا .."
ركضت جومانة بسرعة ودلفت الى جناحها لتلمع عينيها بحقد وكلمات








 روبي تتردد داخل اذنها ..
حملت هاتفها واخذت تبحث عن اسم تعرفه جيدا ليأتيها صوت صديقتها فتقول بسرعة :
" ميري .. اريد مساعدتك في امر هام .."
صمتت وهي تسمع ترحيب ميري بها لتكمل بهدوء :
" سأخبرك ما المطلوب .."
ثم اخذت تحدثها بجدية عما تريده ..
…………………………………………………………….
كانت تبحث عن مقعدها حينما وجدته اخيرا لتجلس في مكانها ..  تشنجت ملامحها وهي تنتبه لصاحب المقعد المجاور لها والذي لم يكن سوى نفس الشاب الذي وجد هاتفها ..
كان الشاب بدوره يقلب في هاتفه دون ان ينظر اليها فأخذت تحدق به قليلا قبل ان تعاود النظر امامها وهي تحاول ان تستوعب مقدار بروده ولا مبالاته ..
اما هو فقد علم بهويتها منذ جلوسها بجانبه دون ان يلتفت اليها لكنه ميزها بسرعة من ملابسها الذي انتبه اليها وهي تسير في ممر الطائرة تبحث عن مقعدها قبل ان تجلس بجواره ..
جذبت جنى الحزام محيطه به خصرها ثم عادت برأسها الى الخلف وهي تشرد في حال جومانة وسبب ما حدث معها والتي تدرك جيدا  انه بسبب ماريا ..
أقلعت الطائرة محلقة في السماء فبدأت تقرأ في احد الكتب  حينما استدارت للحظة الى جانبها لتجحظ عينيها وهي ترى رجل يرتدي ملابس كاجوال يتحرش بشابة ترتدي ملابس خفيفة للغاية حيث كان يطبع قبلاته على كتفها وعنقها بينما كفيه يلمسان أماكن جعلت عينيها ترمقانهما بضيق ونفور ..
أشاحت وجهها بعيدا عنهما لتسمع صوت همهمات مثيرة جعلتها تبتلع ريقها بحرج ..
نظرت حولها فوجدت كل شخص حولها  غير مباليا بما يحدث ..
لم تستوعب بعد سوى ان جميع الموجودين أجانب وكان ذلك واضحا عليهم فهي تستطيع التميز بينهم ..
ضغطت على اعصابها بقوة فهي حقا تكره هذه التصرفات بل تشمئز منها ربما بسبب حالتها تلك ..
نظرت الى الشاب بجانبها






 والذي كان يضع سماعته داخل اذنه مغمضا عينيه وملامح وجهه مسترخية ..
نظرت اليه بتردد قبل ان تهزه من كتفيه فتحتقن ملامحه بشكل أخافها لتجده يخلع سماعته وينظر نحوها بملامح حادة قائلا :
" نعم ..؟!"
" ممكن اقعد مكانك .."
رفع حاجبه متسائلا بتعجب :
" وده ليه ان شاءالله ..؟!"
تنحنحت قائلة بتردد واحراج :
" بحب اقعد جمب الشباك عشان اشوف السما .."
قاطعها بتهكم :
" ده على اساس انك طفلة ..؟! "
ثم أردف وهو ينظر لها ببرود :
"  كل واحد يخليه فمقعده .. وياريت تخليني انام بقى .."
اشتعلت عينيها وهي تراه يضع السماعة داخل اذنيه مرة اخرى مغمضا عينيه لتغمغم بسخط :
" نام .. نامت عليك حيطه .."
ثم عادت تنظر الى الكتاب وهي تحاول ابعاد عينيها عما يفعلانه لتهتف بغيظ :
" ربنا ياخذكم .. مفيش اوضة نوم تتنيلوا بيهه .. أدي أخرة اللي يسافر بالخطوط الامريكية .."
حاولت ان تركز في الكتاب عدة مرات دون فائدة فأغلقت الكتاب ونادت على المضيفة حيث قالت بضيق :
" عفوا .. لا يصح تصرفات كهذه في الطائرة .."
قاطعتها المضيفة بملل :





" هما يغازلان بعضيهما فقط .. عريسان وهذا طبيعي جدا .. فأشواقهما شديدة .."
ضغطت على اعصابها بقوة وهي تكاد تلكمها على وجهها لتسمع اخر صوت تمنت سماعه :
" هل هناك مشكلة ما ..؟!"
ابتسمت المضيفة له وهي تهتف بصوت تغيرت نبرته فجأة فخرجت مثيرة :
" يبدو ان المدام منزعجة مما تراه فأخبرتها أنهما عريس وعروسه  ومن الطبيعي أن يبادران بأشواقهما لبعضيمها .."
احمرت وجنتيها بشدة بينما اتجه ببصره نحو اولئك الاثنين ليجدهما يقبلان بعضيهما دون حياء بشغف شديد ودون توقف ..
منحها نظرة جانبيه ساخرة قبل ان يهتف بالمضيفة :
" إنها ما زالت أنسة ومن الطبيعي أن تحرجها تصرفات كهذه .."
قالت المضيفة بفرحة شديدة :
" هي ليست زوجتك .."
منحها ابتسامة جانبيه وهو يهز رأسه نفيا ويقول :
" انا لا اعرفها اصلا .." 
لتنظر اليه بغيظ بينما أشار هو الى المضيفة كي ترحل ثم قال بجدية :
"" قومي .. خلينا نغير الاماكن .."
ردت بعناد :
" مش هقوم .."






قال بوقاحة :
" براحتك .. بس لما تلاقيهم بعد شويه قالعين متجيش تعيطي لانوا لو خلفوا كمان مش هتحرك من مكاني .."
نظرت له بغيظ وقالت :
" قليل الادب .. "
رمقها بنظرات باردة لكنها مرعبة فأشاحت وجهها بضيق لتجدهما ما زالا على وضعيتهما فقالت بضيق :
" يخربيتكم .. هو انتوا مبتشبعوش .."
سمعت صوته يهمس بتهكم :
" معلش .. لما تجربي هتفهمي .."
التفتت نحوه ترمقه بنظرات مشتعلة لكنه كان قد وضع السماعة داخل اذنه واغمض عينيه لتعاود النظر امامها وهي تهتف بضيق :
" اعمل ايه ياربي .. لسه معدتش ساعة .. فاضلي وقت طويل جدا .."
ثم نظرت الى الشاب بجانبها وقالت بحنق :
" وقح وبارد .. كان يوم اسود يوم ما قعدت جمبك وقريب من المعاتيه دول .."
ظلت تشعر بالاختناق فهي حقا لا تتحمل اشياء كهذه بينما الشاب خلع سماعته وقرر ان ينام بهدوء ..
التفتت اليهم لتجده يحاول خلع سحاب فستانها فصاحت بغضب :
" لا ده كتير اوي .."







فتح عينيه وهو يتمتم بنفاذ صبر :
" شكلي مش هخلص الليلة .."
ثم سمعها وهي اصبح :
" هو انا قاعدة ففندق ولا طيارة .. دي بقت طيارة مشبوهة .."
صاح بها وهو يضغط على ذراعها :
" اسكتي .. مينفعش كده .."
تمتمت بحنق :
" ده كان .. كان .."
سألته بنفاذ صبر :
" كان ايه ..؟!"
" بيفتحلها السوسته .."
ليقول بملل :
" يا ستي انتي مالك ..؟! ما يفتحلها السوستة او حتى يخليها تقلع ملط .. احنه مالنا .."
ضغطت على اعصابها بقوة كي لا يخرج منها لفظا مهينا يجعله ينقض عليها ويقتلها بملامحه الحادة تلك ..
لاحظ نظراتها الحارقة ليهتف بتهكم :
" طب خفي شوية عليا لأحسن نظراتك تقتلني .."
ثم نظر قليلا الى الشاب والفتاة فوجدهما بنفس وضعيتهما ليغمغم بتهكم :
" واضح انها اول مرة عشان كده ملهوفين على بعض .."
همت بالنهوض من مكانها وهي تقول :
" لا كده كتير اوي .. هو انا ناقصه عشان تطلعلي انت كمان .. انا اقوم احسن .."
جذبها من ذراعه وهتف بصرامة :
" اقعدي مكانك عشان قرفتيني .."
ثم هتف بجدية :
" تعالي اقعدي مكاني .."
ردت بضيق : 
" حتى لو قعدت الاصوات هتفضل زي ماهي .."
سألها بملل :
" مش جايبة معاكِ هيد فونز .."
هزت رأسها نفيا وقالت :
" نسيتها فالبيت .."
" طب خلينا نبدل .."
قالها وهو ينهض من مكانها لتنهض بدورها ويتبادلا أماكنهما بحرج ..





وجدته جنى يعطيها سماعته لتنظر اليه بحرج فقال بهدوء :
" خديعها وشغلي مزيكا وكده مش هيبقى فيه لا صوت ولا صورة .."
" طب وانت ..؟!"
سألتها بخجل ليرد بلا مبالاة :
" لا انا متعود على كده .."
وضعت السماعة داخل اذنها مشيحة بوجهها بعيدا عنه متجاهلة كلماته الفجة بينما عاد هو برأسه الى الوراء مغمضا عينيه محاولا اشغال نفسه بأي شيء حتى يغلبه النوم …

…………….:………………………………….………

كان باسل يجلس على الكنبة في منزل صديقه فؤاد مغمض العينين بينما جاء الاخير وهو يضع له كوبا من القهوة امامه ويهتف به :
" عملتلك قهوة بقى عشان تفوق .."
تمتم باسل وهو يعتدل في جلسته بعدما فتح عينيه بينما حمل كوبه :
" انا وصلت لمرحلة مبقتش عايز افوق .."
نظر اليه صديقه بشفقة فهو حقا يتحمل ما لا يستطيع اي شخص تحمله ثم قال :
" معلش يا باسل .. بكره ربك يحلها .."
قال باسل بتروي :






" انا عندي مشكلتين دلوقتي جومانة وميرنا … حقيقي مش عارف اعمل ايه ..؟!"
اكمل بصوت متشنج :
" طب ميرنا وهدخلها مصحة .. ونزار هعرف ازاي ابعده عنها .. اما  ممدوح  فعرفت انه سافر خلاص .. بس جومانة .."
تنهد بألم مكملا :
" جومانة مش هترتاح الا لما ماريا تخرج من البيت .."
" ابوك طبعا مش هيوافق .."
قالها فؤاد بضيق على صديقه من تلك الأفعى والتي يصر والد باسل على بقائها معهم بينما اكمل باسل بغموض :
" هيوافق قريب .. "
لمعت عينا فؤاد بفضول وهو يسأله :
" انت ناوي على ايه ..؟!"
ابتسم باسل وهو يرد :
" على كل خير .. بس فاضلي حاجة واحدة اخلص منها وبعدين كل حاجة هتبقى علني وماريا هتكون أخرتها على ايدي .. ادعيلي بس اعرف اوصل للي انا عايزه .."
ابتسم فؤاد وقال :
" متأكد انك هتوصل .. انت عديت مشاكل اكبر .. ولا نسيت زمان .."
رد باسل بجدية :
" لا منستش .. بس الوضع المرة دي مختلف .. النهاية قربت .. فاضل خطوة وحدة لو فشلت فيها هرجع لنقطة الصفر .."






حل الصمت المطبق حيث فؤاد يعرف جيدا مقدار ما يتحمل صديقه من مسؤولية مرهقة ومتعبة على كاهلة بينما انهى باسل كوب قهوته ونهض من مكانه مودعا فؤاد حيث سوف يذهب الى جومانة كي يطمئن عليها ..
……………………………………………………………
دلف باسل الى غرفة جومانة ليجدها جالسة على سريرها تحتضن جسدها بذراعيها ..
نظرت اليه وهي ترسم على شفتيها ابتسامة متكلفة حزينة ..
ليبتسم لها بخفة وهو يربت على شعرها قائلا بحب :
" بنوتي الحلوة بقت احسن..؟!"
أجابته بصوت متحشرج :
" اه احسن .."
شعر بعدم صدقها فجلس بجانبها قائلا :
" مش هسألك ايه سبب كل ده .. لإني عارف انك هتحكيلي اول ما تحسي انك مستعدة لده .. بس خليكِ واثقة اني جمبك .. ودايما معاكِ وقت ما تحتاجيني .."
ابتسمت وقالت بخفوت :
"انا دايما هحتاجك بس اتمنى انت اللي تنفذ كلامك وتفضل دايما جنبي .."
عقد حاجبيه متسائلا بحيرة:
" ليه بتقولي كده ..؟! منا طول عمري جنبك .."
ردت بهدوء :
" عارفة ده .."
ثم اكملت مدعية النعاس فلا طاقة لها للمواجهة حقا :
" انا تعبانه اوي ومحتاجة انام .."







فهم رغبتها بالبقاء لوحدها فإبتسم بهدوء ونهض من مكانه ثم انحنى صوبها مقبلا جبينها ببطء قائلا بصدق:
" انا هفضل جنبك دايما لأخر يوم فعمري .."
اهتزت حدقتيها بألم وتشكلت الدموع داخلهما ليتجه خارج المكان قبل ان يسمعها تهتف ببحة حزينة :
" انا بحبك اوي يا باسل .."
تجمد في مكانه للحظات مستوعبا ندائها عليه بإسمه مجردا بينما اعترافها الصادق بحبها له ألم قلبه بشدة ليهتف وهو يرمقها بنظرات محبة :
" وانا بموت فيكِ يا حبيبة باسل .."
ثم خرج تاركا اياها تقضم لسانها وهي تفكر انها لم تستطيع سوى ان تناديه بإسمه مجردا فهو ليس عمها ولا  يستحق ان تخدعه اكثر ..
………………………………………………………
في صباح اليوم التالي ..
دلف باسل الى الشركة خلفه روبي التي كانت تسير بثقة شديدة فهي الان مديرة مكتب المدير ..
دلفت خلفه الى مكتبه ليهتف بها : 
" اقعدي يا روبي .."
ثم طلب من السكرتيره ان تجلب له قهوته والمشروب الذي تحبه روبي ..
قال باسل بجدية :
" انت هتشتغلي معايا من النهاردة بس حطي فبالك انتي وجودك بقى دائم هنا .. يعني مش عايز بعد كام شهر تقوليلي عاوزة ارجع .."







ابتسمت روبي وقالت بجدية :
" مش عايزة ارجع يا باسل .. انا مرتاحة هنا .."
" كويس جدا .. "
قالتها مبتسما قبل ان يكمل بصدق :
" انا فعلا محتاج حد اثق فيه هنا يا روبي .. ومفيش حد اقدر اثق فيه اكتر منك .."
" وانا اوعدك اني هكون قد الثقة دي .."
ابتسم باسل مرددا بثقة خالصة :
" انا متأكد من ده .."
وجد السكرتيره تدخل وخلفها موظف البوفيه الذي وضع المشروبات أماميهما ثم خرجت بعدما شكرهما باسل بهدوء ..
حملت روبي مشروبها وارتشفت منه قليلا ثم قالت :
" نتكلم فالشغل بقى .."
اومأ برأسه وبدءا يتحدثان بالعمل حينما وجد سكرتيرته تدلف اليه بعدما استأذنت تخبره بقدوم ميرنا ..
طلب منها ان تدخل لتلج ميرنا بخطوات حذرة الى الداخل لتجد باسل يجلس على مكتبه مقابل روبي التي ترمقها بنظرات غامضة لم ترتح لها ميرنا ..
" تعالي يا ميرنا .."
ولجت الى الداخل وهي ترمق روبي بحذر التي نهضت من مكانها وقالت بخفة :
" اسيبك انا دلوقتي مع ضيفتك .. هروح اشوف كم حاجة واتعرف على الشركة كويس .."
" لو حابه ممكن تستني عشر دقايق وانا اعرفك  بنفسي  عليها .."
ثم اشار الى ميرنا التي تتابعهما بعدم فهم  فقال معرفا عنها :
" دي روبي يا ميرنا .. بنت خالي ومديرة مكتبي الجديدة .."
ابتسمت روبي بتحفظ وقالت بخبث :
" وخطيبته سابقا .."





نظرت ميرنا بدهشة الى ملامح باسل الجامدة لتكمل روبي وهي تنظر الى باسل عن كثب :
" سوري يا باسل .. لساني فلت مني المرة دي .. عن اذنكم .. اسيبكم انا .."
ثم خرجت من الغرفة ليرمقها باسل بنظرات متفحصة متأملًا وجهها الذي شحب فجأة ليسألها بهدوء :
" مالك يا ميرنا ..؟! انتِ كويسة ..؟!"
نظرت اليه بعينين حذرتين وشعور بشع بأن باسل جلب خطيبته السابقة الى شركته رغبة منه في التقرب منها من جديد ومصالحتها اقتحمها بقوة ..
نهض من مكانه مقتربا منها متسائلا بدهشة :
" ساكته ليه ..؟! فيه حاجة ..؟! "
نظرت ميرنا اليه بعينين غائمتين وقالت :
" هي دي نفسها بنت خالك اللي مامتك كانت هتموت وتخطبهالك ..؟!"
رد بهدوء :
" لا وحدة غيرها .."
صاحت مستنكره :
" نعم ..؟!"
اجابها بجدية :
" التانيه وقتها كانت بنت خالتي .. بس دي بنت خالي .."
لمح بعينيها نظرات مشتعلة فاجئته ليحل الصمت المطبق بينهما قبل ان تهتف فجأة بما صدمه :
" انا عايزة اتعالج .."
نظر اليها بعدم تصديق بينما نهضت هي من مكانها وهتفت بهدوء :
" انا هروح دلوقتي لاني حابه اكون لوحدي .. ياريت تضبط امور علاجي زي ما وعدتني وانا معاك وهسمع كلامك لحد ما اتعالج من الادمان .. 








"
ثم خرجت متجهة الى المصعد لتلمح روبي تتقدم نحوها وتقف بجانبها تهمس بخفة :
" شكل وجودي ازعجك ..؟!"
رمقتها ميرنا بنظرات حذرة وقالت بتردد :
" لا طبعا .. انا مالي بيكِ .."
ردت روبي بفتور :
" ازاي مالك بيا وانتي بتحبي باسل اللي كان خطيبي ..؟!"
رمشت ميرنا  بعينيها وقالت بصوت مرتجف :
" انتي بتقولي ايه ..؟! الكلام ده مش صحيح .. "
ثم اكملت بخفوت :
" باسل مجرد صديق .."
نظرت اليها روبي وقالت بجدية :
" هقولك نصيحة .. باسل مش مناسب ليكِ .. مش بقول كده عشان نفسي .. انتي مهزوزة وضعيفة وده باين مو نظراتك ونبرة صوتك .. واللي شفته اول مره فالمكتب يأكد ده .. باسل محتاج ست قويه .. ذكية .. واثقة من نفسها .. ست تناسبه قدام الناس وتقدر توقف جنبه وقت ما يحتاجها .. باسل عاوز وحدة تسنده .. وحدة تليق بيه .. وسوري يعني انتِ بعيدة كل البعد عن المواصفات دي .."
تركتها روبي بعدما القت كلماتها السامة في وجهها لتغمض ميرنا عينيها بوهن قبل ان تضغط على زر المصعد ..
اما روبي  فاتجهت نحو مكتب باسل لتسمع رنين هاتفها الذي تجاهلته تماما بعدما علمت بهوية المتصل..
فتحت رسالة جاءتها بعدها لتقرأ ما فيها :
" خفي يا روبي وابعدي عني .. واللي عملته فيكِ زمان هعمل اللي اسوء منه .."






ثم ارسلت لها صورة وهي بجانب ميرنا قبل لحظات لتجحظ عينيها بصدمه قبل ان تغمغم بتوعد :
" ماشي يا ماريا .. انتي اللي ابتديتي تلعبي بالنار وانا اللي هولعها فيكِ ان شاءالله .."
ثم اكملت بتهكم بارد :
" بتهددني .. فاكراني زي زمان .. "
اغلقت هاتفها ثم رفعت رأسها بشموخ وهي تسير نحو مكتب باسل ..
………………………………………………………
تقدمت ماريا من جومانة التي تجلس في الحديقة تتناول  النسكافيه خاصتها بصمت ..
جلست امامها تهتف بهدوء :
" شكلك عقلتي اخيرا ..؟!"
ابتسمت جومانة بغموض وهي تقول :
" جدا .. عقلت جدا يا ماريا .."
صاحت ماريا مستنكره :
" ايه ماريا دي ..؟! اسمي يا ماما .. ثانيا ايه معنى الابتسامة دي ..؟! انا مش مرتحالك .."
منحها ابتسامة باردة قبل ان تهتف بهدوء :
 " كلمة ماما دي مش هقولها لانك اخر وحدة تستحقها .. حرام أساوي بينك وبين الستات التانيه اللي بيستحقوا الكلمة دي بحبهم وتضحيتهم .. فخليني مكتفية بماريا بدل ما استخدم كلمة تانيه هتدايقك .."






جذبتها ماريا من ذراعها حينما وجدتها تحمل كوبها وتتجه الى الداخل وهتفت بها :
" على فين ..؟! لسه مخلصتش كلامي .."
ردت جومانة وهي تسحب ذراعها بعيدا عنها :
" خارجة .. هروح اتغده مع باسل .."
تجهمت ملامح ماريا وقالت :
" باسل كده حاف ..؟! ثانيا تتغدي معاه فين ..؟! "
رمقتها جومانة بنظرات ساخرة وقالت :
" ايوه باسل حاف .. مهو مش عمي ولا حتى قريبي .. يبقى باسل وبس .. من غير أبيه حتى .."
صاحت ماريا بضيق :
" روحي على اوضتك احسنلك .. مفيش خروج انتِ فاهمة ..؟!" 
سألتها جومانة :
" ليه …؟! هو فيه مشكله اني اخرج مع باسل ..؟!"
صرخت ماريا بقوة :
" قلتلك مفيش خروج .. واسمه انكل باسل .. "
" هاخرج .."
قالتها جومانة بإصرار لتصيح ماريا بحقد :
" قلتلك مش هتخرجي .."
ابتسمت جومانة وهي تقول :
" ايه غيرانه ..؟!"
قالت ماريا بصدمة :
" لا ده انتِ اتهبلتي .."



ضحكت جومانة بدلال وقالت :
" وليه لا ..؟! طالما طلع مش عمي يبقى عادي .."
جحظت عينا ماريا قائلة :
" بطلي هبل يا جومانة .. اعقلي بقى .."
لمعت عينا جومانة بمكر مرهب بينما اخذت تسير الى الخلف ببطأ وهي تغني :
" من الآخر قلبي اختار
وخلاص أنا أخدت قرار
إن أنا حبيتك من قلبي ومعاك لو حتى في نار
آهي بقى كبرت في دماغي
ولحد عينيك ما تلاغي
أنا بقى قاعدالك هنا جنبك حكم قلبك و اختار "
ثم غمزت الى ماريا وهي تضحك بقوة قبل ان تهتف وهي تركض بحماس نحو غرفتها :
" اروح اختار فستان حلو بقى يعجب باسل حبيبي .."




 👇

 🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

🍁🍁🍁🍁مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 
نقدم لكم كل ما هوا حصري وجديد

جاري كتابة الفصل اترك ١٠ تعليق ليصلك الفصل 

 الجديد فور الانتهاء من كتابته ونشره

وايضاء  اشتركو على

 قناتنا        علي التليجرام من هنا

ليصلك اشعار بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك

  🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


                الفصل الثالث عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-