رواية اقبلني كما انا الفصل السادس والثلاثون36 بقلم فاطمة الزهراء عرفات

رواية اقبلني كما انا الفصل السادس والثلاثون


 اقبلني كما انا

بقلم فاطمة الزهراء عرفات 

(الفصل السادس والثلاثون)


......................


لم يعرف فارس بماذا يخبرها عن والدها؟ تردد في قول الحقيقة ويصدمها في والدها، أنتشلته من باطن شروده بأصرارها: انت سرحت مني يا فارس؟ مخبي عني ايه؟


حدق بوجهها ورسم ابتسامة زائفة على محياه ليكمل قوله بصدق مضلل: انتي عارفة خالي لطفي.. عصبي وبيغلط في الناس


أراحت ذقنها على كف يدها وتنهدت في حديثها: هو فعلا بابا اللي قتل عمو عاصم وطنط منيرة ويحيى ومالك؟


رفع فارس رأسه للسماء وأجابها بعدم معرفة مصطنعة: ماعرفش.. وياريت ماتكلمنيش انا في المواضيع دي عشان فعلا معرفش حاجة؟


ثم سألها مغيراً مجرى حديثها: انتي ماكلمتيش بدر ليه؟ وباركتيله على جوازه؟ مهما كان اللي حصل ده زي ابن عمك اتربيتوا مع بعض في بيت واحد وأكلنا مع بعض ولعبنا سوا.. بدر دافع عنك وعني لما خالي لطفي كان رافض جوازنا


فركت رواء في خصلات شعرها ونطقت بتفكير: تفتكر هيكلمني؟


أومأ رأسه بتأكيد فالبطبع بدر الدين لن يعاملها كما يعامل ابيها ليتابع كلامه: اكيد طبعاً هيكلمك.. بس مش دلوقتي عشان هو في شهر العسل لما يرجع نبقا نكلمه ونزوره


أبتسمت بخفوت ثم قالت بتفكير فهى لا تستطيع طرد الافكار من رأسها عن والدها: انا عارفة ان بابا ماحبش عمو عاصم ولا يحيى.. اقصد بدر ديماً كان بيكرهم وعارفة انه بيحب الفلوس اكتر مني.. انا مش هبلة يا فارس لما عمي كانت ميت قريب وبدر خف من الحادثة وقدر يمشي على رجله بابا قال انه مش ابننا وانا كنت عاوز اجوزك رواء عشان الفلوس.. تخيل كسرتي بابا رخصني اوي


أردف فارس بصدق أكيد: انتي غالية اوي يا حبيبتي.. وزي ماقولتلك بلاش تفكري في اللي حصل زمان.. احنا دلوقتي اهو مع بعض وخالي مش موجود.. نفرح شوية


أبتسمت على حديثه وأسرعت بالقول بنبرة متذمرة: هو بابا عملك رعب؟


نهض من مجلسه وأردف بتأكيد ممزوج بسخرية خفيفة: وأبوكي مين مايخفش منه؟.. انا همشي دلوقتي وهبقا أجيلك تاني وتالت وعاشر ماهو مش موجود.. سلام


طالعته بأبتسامتها المشرقة حتى أستقل سيارته وغادر من الڤيلا لتنهض هى الأخرى وتدلف للداخل


......................


في منزل (بدر الدين)

أكترث عندما أبلغه والده بأمر مهم وأنتظر مبادرة القول


حمحم السكندر ونطق بنبرة جادة: أختك ماريا متقدملها عريس


تعجب بدر بشدة لما يسأله؟ أهل يأخذ موافقته! أردف بعدم اهتمام: وانا مالي.. اقصد انا ماعرفهوش چايدن ورفائيل هما اللي يسألوا عليه لو كويس يوافقوا لو مش كويس وهيتعبها بلاش منه.. انا كل اللي هقوله مبروك لما تتخطب


زفر والده بضيق ليهتف على مضض: ممكن تصبر لغاية لما اخلص كلامي.. انا ماقصدش على كده.. إبرام دكتور شاطر وصاحب چايدن وديما بيجي يزورنا هو كان عارف من كلامي ان كان معانا ابن اسمه ستيڤن بس مات ودلوقتي لازم يعرف انت طلعت عايش ازاي.. انا عاوز الكل يعرف انك مظلوم هقوله على الحقيقة ان..


أنتفض بدر ووقف بحدة ثم صاح بغضب مقاطعاً والده برفض: لأ ماتقولش حاجة


تفاجأ الجميع بردة فعل بدر فهدأته ڤيكتوريا بتريث: أهدى بدر مافيش هاجة هتحصل وأنت رافضها


أبلتع السكندر لعابه مثل العلقم وأردف بتوتر يحاول الجمود امامه: كان قصدي لما اقوله الحقيقه انت كده هتفرح.. الناس كلها هتعرف انك مالكش ذنب


لم يقتنع بحديث والده لهذه الدرجة، لوهلة زادت حدته وتشنج وجهه رويداً رويداً ثم تلفظ: حقيقة ايه اللي تقولهاله؟ اني جيت بطريقة حرام ولو حصلت مشكلة بينهم يعايرها بيكم.. انا مش موافق في قدامكم ١٠٠ طريقة تقولها غير دي.. قولوا اني اتخطفت منكم زمان ورجعت لما كبرت


لم يتحمل النظر إليهم فهو حريص على عدم تذكر مآساته، الأن تأكد السكندر بعدم قدر بدر لإجتياز محنته ليستطرد مرة اخيرة بخيبة امل: ماكنش قصدي اني افكرك.. وحاضر هعمل اللي تقول عليه


خبط على ركبته ونهض قائلاً لزوجته: تصبح على خير يا بدر.. يلا يا جماعة نسيبهم يرتاحه


لم يشأ أحد ان يمكث أكثر من اللازم وغادروا المنزل رغم أصرار مكية أغلقت الباب ودلفت لغرفة النوم وعاتبته: ليه عملت كده يا بدر انت أحرجت والدك


وضع رأسه بين كفيه وأردف بضيق ممزوج بجشم: لو سمحتي يا مكية انا مابحبش اتكلم الموضوع ده.. مش لازم افتكر كل ما بحاول انسى


جلست بجواره على الأريكة وأحتضنت ظهره هامسة بتوجس: وانت لازم تعرف ان كل حاجة حصلت غصب عنهم.. هما اه غلطوا في الأول بس ربنا غفور رحيم وصلحوا غلطتهم


لم يكترث بقولها فسألته بتفكير: امتى هنشتغل في الدار


أعتدل من ألتوائه وأردف لها بنبرة جادة: في خلال الاسابيع اللي جاية الدار هتتملي اطفال.. انا قسمت نفسي في الصبح هشتغل في الدار وبالليل للسنتر انا هرجع لكورسات التنمية.. بقالي سنتين مابشتغلش


تذكرت مكية لقائها والأتفاق الذي حدث بالسنتر أبتسمت بخفة واردفت: من هنا كانت البداية بأتفاق


أحتك بجسده بها وتابع قوله بمكر: كان اجمل اتفاق


لف ذراعه حول رقبتها وأردف بصدق: غيرتي فيا حاجات كتيرة


ربتت مكية على ساقه وصاحت بحماس: طب يلا هنتعشى


تهجم وجهه فأسرعت بأكمال حديثها: مكرونة بالباشميل


نهضت وأمسكت بيده تجره للخارج جلس على السفرة وفي غضون دقائق وضعت الطعام عليها وجلست بجواره، سألها بتشكيك: يا خوفي تكوني راشة عليها سكر مش ملح





أجابته بثقة وهى تقطع جزء له: عيب عليك.. انا اكلي خط احمر ماحدش يقدر ينافسني فيه


لوى فمه من حديثها وهتف بسخرية كبيرة: بلا خط احمر بلا خط وي


ألقطت مكية بالشوكة وغرزتها في الطبق ثم وضعتها في فمه بحنق: ماتهزرش تاني.. لاحسن اعمل فخدتك واشويها في الفرن وأقدمها للمعازيم


........................


في منزل (السكندر الخواجة)

تمت الموافقة على إبرام بعد ان اخبروا ابنهم چايدن وزادت فرحة ماريا فهى تعرفه عز المعرفة والأن يريد قربها


رغم كل الفرحة والابتهاج ومازال هناك خصومة بينهم وبين بدر تسائل السكندر بشرود: لسة الرحلة طويلة اوي مع بدر


لم تسمع حديثه وتجاهلت كل شيء كأنها لا تسمع أيقظها چايدن بجدية: ماما انتي سرحانة؟ انا هرد على إبرام بكرة.. تصبحوا على خير


نهض من مجلسه ودلف لغرفته وفعل مثله رفائيل ولكن في رأسه افكار كيفية معالجة الخلل بين بدر وبين والديه


.........................


مرت عدة ايام معتادة تم فيها اخبار ابرام بالموافقة واخبره بأمر بدر الضائع منذ الصغر وتبنته عائلة مسلمة ليتم تحديد يوم يأتي ويجلب معه عائلته


كانت ماريا في غاية الجمال بعد معاونة مكية لها في وضع المكياج، أردفت مكية بمزاح: شكلها كانت في قصة حب؟


أغمضت قبضة يدها للنصف وحركتها مجيبة بأبتسامة خفيفة: كان في تلاطف.. انا اعرف ابرام من وأنا وصغيرة لأنه صاحب چايدن وكان بيجي.. كنا زي توم وجيري ديما نتخاق وكنت بضربه لغاية ما جه اليوم اللي عورته اوي.. غيرت عليه من بنت معاه في المدرسة مالقيتش غير طوبة ونشنتها في دماغه ومن يومها حرم يجي بيتنا


حركت مكية فرشاة المكياج على وجنة ماريا بأبتسامة: ده لبس؟


حدجتها نظرات استخفاف وأكملت سخريتها بالشماتة: قال يعني بدر اللي مالبسش فيكي.. يا حبة عيني اكله كله من برا ودليڤري.. هو انا هبلة؟ ما أنا شايفة كل حاجة


........................


انقضت الخطبة البسيطة والمحددة للعائلتين فقط بسلام هنأ بدر شقيقته وخطيبها وظل حتى أنتهائها وغادر هو وزوجته الى منزلهم بعد خلع ثيابه رن هاتف بدر


رد عليه بأبتسامة: ايه يا فارس من يوم ما أتجوزت مارنيت رنة؟ طب أسأل على ابن خالك


حمحمت رواء وأردفت بخجل: انا مش فارس يا يحـ.. يا بدر.. عامل ايه انت ومكية؟ الف مبروك


جلس على المقعد ورد عليها بابتهاج: الله يبارك فيكي يا رواء.. احنا كويسين.. عقبال فرحك انتي وفارس


أنصتت مكية للأسم واشتعلت الغيرة به فتابع بدر بسخرية: ايه يا عم فارس


مسح فارس على وجهه ونطق بأبتسامة: طب والله ماعرفش انك رجعت غير منك.. حتى عاوز أزورك


نهض بدر من امام مكية ودخل للبلكونة الكبيرة وتحدث معه لفترة


ثم خرج وجدها جالسة تعبث بالتلفاز جلس بجوارها فألتفت له وسألته: أنت بتكلم رواء؟


أخذ منها جهاز التحكم وأردف بجدية غير مكترثة: بتسلم عليكي هى وعمتي توحيدة


ثم جذبها لحضنه وهمس لها: في مفاجأة ليكي بس مش دلوقتي هقولهالك


أعتدلت وسألته بفضول وقد تناست كل شيء: ايه هى؟


جذبها مجدداً وقرص أنفها ثم تابع بسخرية: هاتي بوسة وأقولك ايه هى


قبلت وجنته وأردفت بحماس: قول ايه هى؟


وضع أصابعه على وجنته ثم استعقب بنقد لازع: انتي بتبوسي ابن اختك؟


نفخت مكية بنفاذ صبر وهتفت بعند مصطنع: وعلى ايه.. خليني اصبر مش مفاجأة برضــ


قاطعها بقبلته التي ألتقطتها وكبل يديها، أبعد وجهه عنها وقال بثقة: انتي صح اصبري عشان تعرفي ايه المفاجأة


أبتعد مكية عنه وهتفت بسخرية: انت مغرور اوي؟


رد بدر بمزاح ممزوج بأستفزاز: عشان ملون


.........................


مستمرة العلاقة ودودة بين مكية وعائلتها وعائلة بدر بينا هو غير مستقرة نسبياً لولا اصرار رفائيل وچايدن الحديث معه لم يكن ليتحدث او يقترب منهم


......................


أستيقظت مكية وحدقت ببدر قربت اجازته على الانتهاء وسيبدأ في عمله أقتربت وأحتضنته بقوة فرفع ذراعه وأبعدها عنه لدرجة وقوعها من الفراش صاحت بألم


فتح بدر عينيه ولم يجدها بجواره ولكن سمع صوت آنينها نهض وأردف بنعاس: راحت فين؟


وقفت أمامه بتذمر وتفرك رأسها بيدها ثم هتفت: الرومانسية بتاعتك وقعتني من السرير


فرك بدر في عينه وأردف بنفاذ صبر: شهر العسل خلص يا مكية وخلصت معاه الرومانسية


ليعتدل من فراشه ويحدثها بجدية: بكرة هبدأ اروح الشغل


ثم ربت على رأسها واردف بتلقائية: بعد ما نفطر اجهزي عشان هخرجك ودي هتكو اخر خروجة ليكي


عبس حاجبيها وصاحت بتهكم ممزوج بتشكيك: ليه أنت مش هتخرجني تاني زي اي راجل بيخرج مراته


دلف للحمام المخلق بالغرفة مجيباً بسخرية: مافيش راجل بيخرج مراته بعد الجواز الكلام ده موجود في الروايات والافلام بس


أغلق خلفه الباب فأغتنمت مكية الفرصة ودلفت خلفه تكمل حديثها بغيظ: على فكرة يا بدر في رجالة كتير بتخرج 


منعها من اكمال ثرثرتها بنبرة غاضبة: انتي داخلة ورايا الحمام عشان تكملي كلامك


تأففت وأردف بنفاذ صبر: وفيها ايه؟


عض على شفاه السفلية بعد امتعاض وجهه ثم جاش بسخط: في اني مش هستحمى دلوقتي


ثم أمسك بعلبة صابون سائل وحدفها على وجهها بحنق ممزوج بسخرية: المرة الجاية ابقي دخلي العيلة عشان تسمع كلامك التافه.. اقفلي الباب وراكي


خرجت مكية وأغلقت خلفها الباب ثم ذهبت للحمام الأخر وخرجت أدت صلاتها واعدت له الأفطار، خرج بدر من غرفته مرتدي كاجول جلس على المقعد وحدجها بأستفزاز: مالبستيش ليه؟


تناولت طعامها وأردفت بأبتسامة متذمرة: لما افطر مش هتأخر


تناول معها الافطار سريعاً وتركته يرتشف قهوته لترتدي ثيابها لم تتأخر نسبياً كما قالت وعادت مرتدية ثيابها ثم سألته بتريث: بدر انا شوفت على النت چاكيت جميل اوي.. عاوزة اشتريه


ثم صكت قبضتها وفتحتها عدة مرات تتابع حديثها: هات فلوس


أخرج من جيب بنطاله محفظته وأعطى زوجته ڤيزا كارد ثم قال بجدية: خدي دي مش عاوزها الرقم السري ٤٥٧٩.. ماتحفيش في الفلوس كتير


أخذتها منه وخرج بها للمفاجأة التي يضمرها لها قاد سيارته لم تعتقد أبداً بذهابه لمدينة الملاهي هتفت بعدم تصديق: انا مش مصدقة نفسي.. اكتر حاجة كان نفسي أروحها هى مدينة الملاهي يلا يا بيدو عشان نقضي اليوم كله


ترجلت من السيارة وتسمرت مكانها لما رأت رفائيل يلوح لهم وخلفه چايدن حتى إبرام جاء معهم وسيف وزوجته وفارس ورواء


ألتفت لبدر فأجابها بتلقائية: نفرح كلنا.. يلا


ثم أمسك بيدها واقترب منهم لاحظ بشرود سيف لكن لم يسأله امام الناس، بعد السلام والترحاب قرر الشباب الذهاب معاً لأحدى الرافعات التي تأخذهم لأعلى احكم الجميع حزام الامان هتفت مكية وأمسكت بيد بدر: اول ماندخل الملاهي نركب البتاعة دي وآآآآآآآآآآآآآه


أرتفعت بهم للأعلى ومكية تصرخ بفزع أغمض بدر عينيه ثم صاخ بملل: صوتك خرم ودني كفاية


قربت وجهها منه وشعرت بأنها ستلقى من حافة جبل لم تشعر بنفها بعد ان تقيأت على ملابس بدر حدجها بتقزز: ايه ده يا مكية؟ انتي بترجعي عليا


الحال عند إبرام الذي صاح بماريا بنفاذ صبر: ولما انتي جبانة بتتسحبي من لسانك ليه وبتقولي انك عاوزة تجربيها؟


أنتهت مدتها لتستقر على الأرضية حل بدر وثاقه وفعل لزوجته التي،كضت بالأبتعاد تفرغ ما في أحشائها


نظر سيف لرفيقه بإبتسامة وأشار على ملابسه فأمسك بدر بذراعه وابتعد عن الشباب


أعطاه سيف منديل ورقي، جفف بدر ملابسه وسأله بجدية ممزوجة باشمئزاز: أنت زعلان ليه؟ من اول ماجيت وانا عاوز أسألك مالك؟


تنهد سيف وهز رأسه وسكت فكرر بدر السؤال: بلاش جو اللي مافيش والكلام ده.. انا مابسألش مراتي.. مالك؟


زفر وكأنه يتشجع لقص كل شيء عليه: لقيت عمي بالصدفة وعرفته وعرفني والايام اللي فاتت كلها بيجي المستشفى بس انا بتهرب ومش عاوز أقابله


أتسعت مقلتي بدر وأردف بتلقائية: وأنت مستني ايه؟


رد سيف على رفيقه بإنكار: قصدك أسامحه مش كده؟ بعد كل اللي حصل أسامحه.. نفس اللي حصلك يا بدر حصلي ومن عمي.. احنا مالناش ذنب في حاجة بس احنا اللي دفعنا التمن


أيده بدر بنبرة جشم: الحياة مش خناق وفراق بس لازم نسامح عشان نكمل ونعيش


أبتسامة ساخرة على ثغر سيف ثم قال بنبرة متأكدة: كداب.. انت لغاية دلوقتي ماسمحتش ابوك وامك ماقولتلهمش يا بابا ويا ماما واصرارك انك تغير اسمك لبدر الدين السكندر اسحاق مش حباً فيهم وانك كده سامحتهم.. عشان تفوز على العقدة اللي مخلياك كاره نفسك وعيشتك كلمة أبن حرام اللي بسببها كرهت أهلك.. انت بتحب عاصم أكتر عشان هو اللي رباك هو ده اللي بتقوله يا بابا رغم انه مش ابوك هو واخته اللي برضو بتحبها


تشنجت تعابير وجه بدر للغضب ولم يعرف بماذا يرد عليه كلامه صدق مئة بالمئة ألتفت لمصدر صوت فارس من خلفه: انتوا هتفضلوا بتتكلموا كتير.. تعالوا


أومأ رأسه واقترب الشابان لهم فأكملوا تسليتهم أعتذرت مكية لزوجها بعد ان نظرت لثيابه وبقعة أثارها عليه لم يكترث بأسفها لم يذهب معهم بمنزل الاشباح ورفض حتى لا تكمل الفزع والهلع على ثيابه


سار بها فتوقفت مكية عند رؤية تجمع للناس بالنظر لاحد اللعب وهى عبارة عن طلق نار ويأخذ لعبة نظرت وقبل ان ترد أقترب من الرجل وقال انه سيلعب بالطبع ذلك شيء سهل له ليكسب في اول محاولة وألتقط دبدوب لعبة على هيئة خوخة التي بعالم سمسم


ثم أعطاه لها بأبتسامة: رغاية زيك


ألتقطته بفرحة عارمة وكأنها طفلة قضوا يوم جميل وتعرفوا على بعضهم وعاد في المساء لمنزله وضعت مكية اللعبة على الكوميدينو


.......................


في اليوم التالي أستيقظ بدر ومكية مبكراً للذهاب لعمله فيكفيه الشهر، أرتدت ثيابها وجلست منتظرة بدر يأتي ويفطر عندما خرج نظر لها ثم جلس وسألته بأبتسامة: ايه رأيك في الچاكيت الجلد اللي قولتلك عليه


حك اسفل ذقنه وأردف باستذكار: مكية الچاكيت ده بتاعي اللي خدتيه مني زمان مش كده؟


أبتلعت لعابها ونطقت بتلعثم: لأ طبعاً انا أشتريته


يا لكي من محتالة خبيثة يا فتاة لقلة ثيابك تسرقي من ملابسه؟ أستطرد بتأكيد ممزوج بغيظ: ابليس وعشيرته بيسقفولك.. جبتي الجبروت ده منين؟ ضربتي عصفورين بحجر خدتي فلوس وچاكيت


ضغطت مكية على شفتيها فحيلتها تم الكشف عنها، قالت بجمود مصطنع: ما انت هترفض تديني الچاكيت بتاعك زي المرة اللي فاتت


ثم حمحمت وأصطنعت الانشغال: يلا يلا عشان مانتأخرش على الشغل


.....................


أستقل سيارته وهى بجانبه وذهب لدار (ام القرى)

كان يعرف يجميع العمال الذي تعرف عليهم منهم الرجال ومنهم النساء، وجد الأطفال يلعبون بنشاط وحماس غير طفولته البائسة فالمكان هنا نظيف وجميل عكس الدار المنهدمة نسبياً وتفتقر الأنشطة الكثيرة


تعرف على الأطفال وجلس يلاعبهم فسأله طفل جالس على حجره: عمو انت اسمك ايه؟


ربت على وجنته بخفة وأجابه بأبتسامة: اسمي بدر الدين.. هنا مافيش عمو.. في بابا بدر وفي ماما مكية


لعب بدر مع الأطفال اليتامى لوقت وقاطعه أحد العاملين بنبرة جادة: ممكن اتكلم مع حضرتك يا دكتور بدر ضروري بخصوص طفل جديد الشرطة سلمته لينا


نهض على ساقيه ودلف للمكتبه معه في حين مكية سارت في أروقة الدار للتعرف عليها أوقفتها صوت فتاة في نفس عمرها وسألتها بجمود مدعية التذكر: مش انتي مكية سند؟ تصدقي ماعرفتكيش بقالي كتير ماسمعتش عنك حاجة فينك مختفية


أردفت مكية بأبتسامة: انا بعدت عن السوشيال ميديا بقالي اكتر من سنتين.. فرحت اوي لما الناس نسيتني وأرتحت.. انتي اسمك ايه؟


أجابتها الفتاة بغرور: ميادة أخصائية اجتماعية.. عاوزة أسألك سؤال بس لامؤخذة ماتزعليش مني.. انتي تعرفي شيخ كويس لجلب الحبيب.. جاري هموت عليه بس مطنشني


لوت مكية فمها وأجابتها بسخرية: وأنا هعرف منين.. قالولك عني الشيخة خديجة


لوت ميادة فمها للجانبين وأردفت بسخرية كبيرة: امال اتجوزتي الدكتور بدر ازاي؟ مش سحراله؟


أحتقن وجه مكية للغضب ثم صاحت بحدة كبيرة: ساحرة لمييين يا عسلية؟ هو عشان عيونه ملونة وانا عندي وحمة ابقا سحراله؟ فوقي انتي دلوقتي بتكلمي مرات بدر الدين مدير الدار خافي على لقمتك


حدجتها بغضب وغادرت من امامها لتمسح ميادة على ذقنها وهمست بتهديد: ماشي.. والله لنفذ كلام لطفي بيه وأطفشه فيكي


......................... 


أخبر العامل بالدار بخصوص تسليم طفل لهم من قبل الشرطة ذو الثماني اعوام


وضع بدر كفه على رأس الصغير الذي لم يكف عن البكاء وهدأه: ماتعيطش يا حبيبي.. اسمك ايه انت


ثم جفف عبراته وحمله فاردف الصغير بتلعثم: اندرو


جلس بدر على الأريكة وقال بنبرة طفولية: وباباك ومامتك عايشين؟ 


آجهش بالبكاء مجدداً وقال بحزن طفولي: في راجل خطفني عشان اشحت بس انا هربت في ست اخدتني عندها وبعدين جبوني هنا.. انا عاوز اروح عند بابا وماما واخواتي


رفع بدر بصره للعامل وسأله بعدم فهم: والشرطة ليه مارجعتهوش لأهله


رد عليه بنبرة غافلة: باقله شهرين عن الست اللي لقيته وبتتواصل مع الشرطة عشان يعرفوا اهله مش عارفين حاجة غير اسمه اندرو.. نزلوا صوره على النت ولسة محدش رد عليهم فقالوا يسلموا لدار ولما يلاقوا اهله يروحلهم.. و.. يعني بالمرة لو أتبنته اسرة مسلمة و


قاطعه بدر بلهجة حادة: هيرجع لأهله


ثم نظر للطفل وتابع بتأكيد له: ماتخفش يا أندرو هرجعك لأهلك.. اسم باباك ايه؟


أجابه بنبرة طفولية يجفف عبراته بكم ثيابه: نشأت بابا دكتور


نهض بدر وأمسك بيده ثم حدثه بجدية: وعد مني هترجع لأهلك وقريب اوي.. في الوقت اللي هدور عليهم انت هتقعد مع اصحابك هنا


ثم كدث العاملة بسخط: بلاش تاخدوا دار الايتام شماعة نعلق عليها فشلكم.. انا عامل الدار عشان اجمع اطفال يتامى مالهمش اهل بجد مش ازود فيها عيال اهلهم موجودين.. خد اندروا وعرفوا على أصحابه


لم يقتنع الرجل بحديث بدر ليستهذأ بحديثه: الشرطة ماقدرتش تلاقي اهله.. حضرتك هتلاقي اهله ازاي وفي وقت قليل؟.. مستحيل


ضغط بدر على أسنانه وهتف بسخرية كبيرة: في فرق بين الحمار والحصان


رمش بعينيه بحرج كبير فهو المسبب الأحراج لنفسه أومأ رأسه ثم حمله وتوجه به حيث الاطفال موجودين ليلعب معهم


......................... 


كلف بدر بتكليف ناس تبحث عن عائلة اندرو وأخذ صور له لينشرها بكثرة على مواقع التواصل الأجتماعي، بينما كانت العلاقة بين مكية وميادة مشتعلة بسبب سخريتها منها، مر شهر على ذاك وتم ايجاد عائلة أندرو





حضرت عائلته لشكره وبحرارة أردف الوالد بأمتنان: انا متشكر لحضرتك مش عارف ارد جميلك بأيه؟


ربت بدر على كتفه وأبتسم بجملته: ماتعملش حاجة اهم حاجة سلامة اندرو


أبتعد من حضن والدته وركض لبدر الذي أسرع برفع للأعلى ثم أحتضنه وأستأنف بأبتسامة: هتوحشني يا اندرو ابقا تعالى زورنا وزور اصحابك


قبل الصغير وجنته وأردف بأبتسامة كبيرة: سلام يا عمو بدر.. مع السلامة يا طنط مكية


لوحت بيدها بأبتسامة كبيرة ونطقت بأبتهاج: سلام يا حبيبي


غادر الصغير مع عائلته وظل بدر مع زوجته في الفناء، تحدثت بحبور: فخورة بيك يا بدر.. انك لقيت اهله


زفر على مهل وأجاب بتلقائية: ده المفروض اللي يحصل في دور الايتام كلها


كم أرادت ان تخبره بضرورة جديثه مع عائلته فأبتلعت لعابها وسألته بتوجس: مش هيجي اليوم اللي تكلم في اهلك





لوى فمه بتهكم ثم قال بجدية غير مكترث بالصبر: بكلمهم والله بكلمهم وساكن معاهم وچايدن ورفاييل بكلمهم واخواتي


أردفت بنبرة ملحة: ايوة بتكلمهم كلام عايم لكن مابتسألش عليهم ولا بتبرهم ده انتــ


نظر بساعة يده ثم أردف بنبرة ضائقة: مش هخلص من رغيك.. انا رايح اشوف شغلي


جلست مكية على المقعد بيأس عندما تحاول فتح الحديث معه يسرع بأغلاقه، لاحظتها ميادة لترى بعينيها ثلاث أطفال يتشاجرون أمسكتهم وصاحت بصوتها متعمدة تسميع مكية الحديث: انتوا بتتخانقوا ليه خليكم اخوات مع بعض.. اللي مش هيسمع كلامي هخلي الست اللي هناك تطلعه في الليل وتعضده


ألتفت مكية لها بوجه متهجم ثم صاحت بحدة: مانجرب دلوقتي وأعضدك قدامهم.. ماتلمي نفسك بدل ما أجيبك من شعرك


نفخت ميادة بضيق وكررت الكلام للأطفال: سمعتوا كلامها اتقوا شرها وماتتخانقوش مع بعض.. كملوا لعب


تحرك الصغار من امامها بدون اهتمام ولم يخف احد من مكية خلال الشهر كانت لطيفة معهم، عادت ميادة لها وأردفت بسخرية: انتي اتقمصتي ليه؟ انا بهزر معاكي عشان يبطلوا خناق


رمقتها بغضب وأكملت حديثها الحاد: لا ده مش هزار دي قلة ادب


أغتاظت ميادة من سبها فقررت السخرية منها أكثر وأكثر: يوووه.. انتي هتعلقيلي المشنقة هو اللي يقول كلمة صح في البلد دي يبقا قليل الادب.. كلنا عارفين ان وحمتك مبوظة شكلك وانا مش عارفة ازاي الدكتور حبك ده عيونه ملونة وانتي






أنقضت مكية ولم تدعها تكمل حديثها ووقعت بها على الارض مستمرة بضربها كم تبغض ذلك الكلام الذي يثير حنقها واستفزازها، صرخت ميادة مستنجدة بالجميع عندما سمع بدر صياح زوجته خرج من مكتبه وأقترب يهتف بضيق: بتعملوا ايه؟؟ هتموتيها ابعدي عنها


جزبتها من شعرها واستمرت بالصياح: لا مش هسيبها انت لازم تطردها


لف ذراعيه حول خصرها ورفعها يبعدها ثم هدر بها: انتي اتهبلتي ايه اللي بتقوليه ده


ابعدت يدها منه وأكملت بغضب مماثل لها: يا انا يا هى


لم يكترث بالعمال والأطفال الموجودين ثم ابتلع غيظه وأردف بتهديد: مش انتي اللي هتقوليلي اطرد مين؟ امشي يا مكية


صدمة أرتسمت على وجهها فأومأت رأسها وغادرت من الدار، حدج ميادة وسألها بضيق: ايه اللي حصل؟


أدعت البكاء في نبرتها: ضربتني عشان بهدي العيال


لم يقتنع بحديثها ثم دلف لمكتبه فهو يعلم جيداً امر لطفي الذي أرسلها ولكنه تركها لتنقل له الأخبار الذي يريد توصيلها جلس لأنتهاء يومه ثم عاد بسيارته لمنزله


هتف بأسمها بغضب: مكية.. انتي ازاي تعلي صوتك عليا وقدام الناس كمان


دلف لغرفته فوجدها تقوم بكوي ثيابها لم ترد عليه فتابع بحدة: يعني كمان غلطانة ومقموصة


رفعت بصرها له وهمت بالحديث فقاطعها بسخط: عارف انها اللي غلطانة مش انتي.. انا في حاجة في دماغي لازم اعملها





هتفت بضيق كبير مختلط بعبرات وجهها: يعني انت بتفضلها عليا.. ومش هتطردها


لم يعد قادر على التحمل بالتحكم في أموره ليصرخ بحدة جعلها تنتفض: انتي ماتدخليش في شغلي مين اللي يقعد ومين لأ.. كان ممكن ببساطة لما اتخانقتي معاها الموضوع يتلم بس انتي تخيريني بينك وبينها قدام الناس دي طريقة رخيصة اوي


أقترب منها فأمسكت المكواه ورفعتها بوجهه تهتف بحدة: اياك تقرب


أرتسمت ابتسامة ساخرة على وجهه وقال باستخفاف: وأهون عليكي يا كوكيز


ثم ابتعد عنها ودار خلفها وضعت مكية المكواه جانباً في موضعها وأمسكت بثيابها تفاجأت ببدر يحتضنها من الخلف ويهمس بغضب خافت: اياكي ترفعي عليا حاجة هعديها عشان اول مرة


أبتعدت مكية عنه حضنه وحدجته بحزن حاولت أخفائه: تعالى اضربني ما أنا هونت عليك قدام الكل وآآ


أمسك فكها وصاح بغضب: ماتعصبنيش يا مكية وماتخلطيش بين الشغل والبيت





ثم أضاف ساخراً: انا نازل السنتر.. عاوزة حاجة؟ سلام


قبل فمها وربت على وجنتها بقوة نسبية وغادر من المنزل بالأكمل جلست مكية على الفراش وأنهمرت بالبكاء لا تعلم لماذا يرف رحيل ميادة وفضلها عليه


................................


تم تغير اسم سنتر القاضي لسنتر (بدر الدين)

اثناء شرحه للطلبة توقف عند سماع هاتف يصدر صوت وكانت زوجته ترسل له رسالة تقول فيها "هبات عند بابا انا دلوقتي عندهم في البيت"






لم تكثر من الكلام، سببت تلك الرسالة الغضب لبدر وتوعد لها كيف تضعه امام الامر الواقع، أكمل شرحه الى ان اكتفى وغادر مسرعاً من السنتر متوجه لمشتل زهوره جلس بتذكر ما مر به لم يريد ان يخبر مكية بأمر الفتاة حتى لا تفسد شيء بثرثتها


تمدد على المقعد ونظر للسقف الزجاجي حتى غفى في النوم


................................


في اليوم التالي بعد أن اخبرت مكية والديها بزيارتهم لها من قبل السرور والفقد لهم ذهب اشرف لعمله ومريم لجامعتها لم تبقى سوى هالة التي ستذهب لوالديها


صاحت لأبنتها مودة بجدية: ابقي صحي مكية قبل ما تمشي يا مودة.. انا مش هتأخر ساعتين وهاجي


ثم فتحت الباب وخرجت من الشقة لتهرول مودة لغرفة شقيقتها بسرعة: مكية مكية اصحي انا أتأخرت على المدرسة.. بصي الفطار جاهز على السفرة سلام.. اصحي


فتحت مكية عينيها بثقل وأردفت بحشرجة: صحيت.. روحي مدرستك عشان ماتتأخريش


علقت حقيبتها على ظهرها وخرجت من الشقة لم تنام مكية مجدداً بعد ان تذكرت ما حدث بالأمس فخرجت من غرفتها وفتحت خذانة ثيابها وأهذت ملابسها لتتوجه الى الحمام ثم




 أخذت دش فاتر جففت خصلات شعرها بالقماشة القطنية وجعلته ينساب على كتفها، ونظرت لهيئتها في المرآة ألتقطت فرشاة ومعجون أسنانها وضغطت عليه برفق لتضعه


في فمها وتحركه بشرود سمعت طرق على باب الشقة لتغمغم بضيق: بتخبط ليه لما معاها المفتاح؟ 






لم تكترث وبادرت في أستكمال غسل أسنانها ولكن حدة الطرق زادت لتغلق صنبور المياه وتتحرك بقدميها للخارج تسب شقيقتها وفرشاة الأسنان بفمها: انتي فكراني قاعدة ورا الباب


ثم فتحت الباب بوجه غاضب مكملة توبيخها: انتي نسيتي حاجة يا مودة؟.. آآآ


توقفت عن الثرثرة عند رؤية زوجها هو الطارق بوجه لا يبشر عن الخير قرب بدر جسده للداخل وهو يحدجها نظرات قاتلة، زفر بتهكم في نبرته: ازاي تفتحي الباب بمنظرك ده؟ انتي فاكرة نفسك متجوزة واحد مركب قرون؟





جف حلقها وتقلص بؤبؤ عينها وسحبت الدماء نفسها من وجهها أرتطمت شفتاها ببعض وجاهدت بنطق بتعلثم: آآآ.. انا افتكرت مودة أصلها خرجت من شوية للمدرسة وآآ


تراجعت للخلف قليلا لما رأته يقبل للدخول للشقة وقف أمامها بجسده وواضع قبضتيه بجيوب بنطاله يرمقها ببرود بينما تحاشت النظر له فزعت عندما سمعت غلق الباب بعنف، رمشت عدة مرات بخوف





أخذ من يدها فرشاة أسنانها وأحتضنها بذراعه الأخر شعرت بقسوته وهو يجذبها للحمام أغلق الباب خلفه بهدوء فوضع الفرشاة على الحوض بدون اكتراث تابعته أعين مكية بتوجس على غرة كان ممسك شعرها ويجعلها تنظر عنوة في المرآة


هدر بدر بعصبية لتتيقن مكية بأنه يضمر لها شيء: ده منظر واحدة تفتح الباب.. ببجامة نص كم وشعرك باين ومعجون السنان في بؤك


حدثته وهى تنظر بالمرآة بقلق مغلف بتعلثم: والله كنت فكراك مودة.. اصلها خرجت من شوية قُليلين


فتح بدر الصنبور ووضع كفه أسفله لتتجمع المياه به ثم قربه من فم مكية ليزيل لها المعجون كرر تلك الفعلة عدة مرات بعنف واضح حاولت وضع يديها على وجهها لتكون حاجز ولكن أبعده بغضب اكبر





همست مكية مصطنعة الشجاعة رغم خوفها الظاهر: سيب شعري يا بدر أنت بتوجعني


لوى فمه بضيق وفعل مثلما قالت ليمسك بالفوطة ويجفف وجهها بغضب أبتعدت عنه مكية وقامت بفتح الباب وخرجت وهو خلفها قبض على خصرها وهمس لها بحدة خافتة زافر أنفاسه يصفع عنقها: أنا لسة ماخلصتش كلامي


دلفت مكية لغرفتها وجلست على حافة الفراش بفزع تقدم بدر إليها ليدفعها وجثى فوقها قرب شفتاه من عنقها الصغير وطبع قبلة عليه سرعان ماتحولت تلك القبلات الى أعنف وكأنها كالوشم


تملصت مكية للأبعاده ولكن لم يسمح لها للفرصة ليقبض على ذراعيه ويستمر في التقبيل بأجزاء متفرقة حتى ذراعيها، هتفت مكية: أنت كده بتوجعني






رد عليها بسخط: مين اللي يتكلم عن الوجع يا مكية


ثم نهض وجذبها وأحتضنها هامساً بأذنها بغضب: في حاجات بتحصل في الشغل مستحيل اقولك عليها دلوقتي.. وعشان انتي مش عارفة حاجة ماتدخليش في حاجة ماتعرفهاش عشان بتدمري كل حاجة


شعرت بأنفاسه الحارقة على رقبتها لتبتعد عنه بقليل لمس بأنامله على وحمتها التي طالما عشقها عليها وأعتبرها تميمة من الله لها وله ثم دفعها وهو يبتعد عنها ويهندم ثيابه التي طوت، أنكمشت مكية في نفسها محدجة زوجها بتوجس


عاد إليها مرة أخرى ونظر على عنقها وعظمة الترقوة للأثار المصنوعة بواسطته ستصبح داكنة للون الأزرق لمسها فأرتجفت بخفوت لوى بدر فمه بسخرية ونطق ببرود: وده يعلمك انك ماتفتحيش الباب غير وانتي محجبة


أدار جسده عنها ولم يخرج من الغرفة فقط بل من الشقة أنتفضت عند سماع صوت اغلاق الباب بعنف خرجت من غرفتها وطالعت هيئة الباب تجمعت العبرات بمقلتيها وعادت مجددا لغرفتها نظرت لأنعكاس صورتها في المرآة وهتفت بحزن لنفسها: لسه بتعيطي عليه؟... بعد اللي حصل


لترفع كف يدها وتهوى به على وجنتها مكملة حديثها بغضب: كل ماهتعيطي هضربك.. عشان تستاهلي..اهو 


كررتها عدة مرات غلبها الحزن والشوق لتلقي بنفسها على الفراش وتكبت صوت بكائها

               الفصل السابع والثلاثون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>