رواية اقبلني كما انا الفصل الثامن والعشرون28 بقلم فاطمة الزهراء عرفات

رواية اقبلني كما انا الفصل الثامن والعشرون



رواية اقبلني كما انا❤❤❤
❤❤❤❤❤
بقلم فاطمة الزهراء عرفات 

(الفصل الثامن والعشرون)

.......................

تابعت أعين الجميع نظرات أشرف الذي تعجب وصدم من التغير الذي أصاب حياة بدر لتكون رأساً على عقب بفوضوية كبيرة

صمت برهة من الزمن ثم عاود النظر بوجه بدر وعائلته المجمعة تنهد ورد بجدية: بنتي لما أتخطفت من سنتين معاك وحكتيلي على اللي عملته معاها انا مش قادر أنسى لما حميتها وحافظت عنها وهى مش تقربلك.. أنا هآمن عليها معاك وانت متجوزها مطمن انها مع راجل

أبتسم بدر ابتسامة فرحة فاز بها ألتفت لصوت عمته التي اطلقت زغردة طويلة نظرت ڤيكتوريا لها بسعادة ثم منظرت لأبنها وقالت بحبور: مبروك بدر.. فين مكية؟






دلفت هالة لغرفة أبنتها ثم ربت السكندر على ركبة أبنه وردد بسماحة: مبروك يا ابني

أبتسم بخفة له ليسرع رفائيل بالاقتراب وأحتضانه وقال بسعادة: مبروك يا بيبو

ربت بدر على ظهر أخيه بأبتسامة، أقترب چايدن وعانق أخيه بحبور لتسرع العائلة بالتهنئة والزغاريد من قبل توحيدة التي طالما أعتبرته أبنها

........................

بداخل غرفة مكية سمعت الزغاريد والتهنئة لترقص من الفرحة والأبتهاج دلفت هالة لها وهمست بأبتسامة: طب استني ناخد رأيك الأول.. ده انتي لو بتكلميه من ورانا مش هتعملي كده






أختفت أبتسامتها وجاهدت برسمها ولكن لم تسطيع، ظنت والدتها بأن حديثها احزن شعور ابنتها فأسرعت بقولها المبتسم: انتي زعلتي يا موكة.. ده انا بهزر معاكي.. يلا تعالي معايا عشان تسلمي عليهم.. وشوفي الإسبانية ياخراشي عليها وعلى جمالها.. ده اصغر منها

عادت الأبتسامة لوجه مكية ثم خرجت مع والدتها بخجل، نهضت ماريا وأسرعت بأحتضانها ثم همست. بسخرية: متخشبة كده ليه؟ هو هيتجوزك غصب عنك

همست مجيبة لها بحنق خفيف: ششششش 

أخذتها توحيدة بالحضن ومعها ڤيكتوريا ايضا ثم جلست بعيدة عن بدر بخجل شديد رغم المواقف الكثيرة التي حدثت لها بصحبته ولكن هذا الموقف جديد لها طبيعة اي فتاة تخجل







أراد بدر أن يتحدث معها ويخبرها عن أفتقاده لها المبالغ به، حمحم بصوت خشن وأردف: بستأذنك يا عمي محتاج اتكلم معاها لوحدنا

تفهم اشرف حديثه فأومأ رأسه وأشار بيده أتفضل جوا في البرندة.. اللي قدامك

أعتدل بدر وأشار لمكية بالدلوف اولاً سارت في خطوات مترددة ثم دلفت لبلكونة كبيرة نسبيا تطل على الشارع جلست مكية على المقعد وهو خلفها

كانت تفرك في أصابعها بخجل شديد بينما هو يرمقها مطولاً بأبتسامة خفيفة طال الفرك في أصابعها ليهتف بمرح: في ايه يا مكية؟ انتي محسساني انك اول مرة تشوفيني.. ده انا بقالي سنة ماسمعتش صوتك حتى






حدجته بغيظ لهذه الدرجة فظ معها في خجلها هتفت بحنق: في ايه انت يا بدر؟ حرام اتكسف شوية مش دي خطوبة برضو؟

أجابها بنفس نبرته: خطوبة؟؟ انا ماليش في الشكليات

رفعت مكية أعينها وتسائلت بدهشة: شكليات؟ بقا الخطوبة شكليات؟

نظر بعينيها وتابع بجدية حائرة: بالنسبالي انا شكليات.. انا عاوز أتجوزك عشان







قاطعته بنبرة حالمة متطلعة للمستقبل بأبتسامة: لا وانا عاوزة اعمل شبكة وادعي اصحابي البنات وونهيص مع بعض.. ده نص اصاحبي اللي في القاهرة مش مصدقين لسة اني اتحجبت بيقولولي فكي الحجاب في الفرح هيكون شكلك احلى.. بس انا طبعا رفضت انا الحجاب مش هاخده لعبة

كان ينصت لها بأنتباه وعلى الكلام الذي يثير الحنق من بعض عقلية البنات ليقرب رأسه منها ويقول بجمود خفيف: انا بستعجب عن الناس دي.. اللي هو مراته او خطيبته تكون محجبة بس في الفرح او الشبكة تقلع الحجاب وممكن تلبس عريان عشان فرحها







رمشت مكية بأعينها عدة مرات وتابعت سؤاله: ليه؟

دقق النظر بعيونه الرمادية ثم أجابها بجدية كبيرة: انا هتجوز عشان هموت وأشوف حاجات اول مرة أشوفها ويوم ماشوفها اشارك حد معايا؟.. حتى لو كان شعرها او او دراعاته او رجليها

أبتسامة خفيفة على مكية ظهرت لأعترافه عن غيرته وعاودت النظر في أصابعها فتابع هو بنفاذ صبر: لا ما انا مش جاي عشان تبصيلي في ضوافرك.. وتسيبي الدكتور الملون

رفعت مكية رأسه فوراً ونطقت بتعجب: دكتور ملون؟؟ انت عرفت الأسم ده منين؟ 

أپتسم بسخرية ثم أردف بتلقائية: يوم ماتخطفنا.. وانتي بتهلوسي






أبتسمت بخطل على علمه بلقبها التي نعتته به ولم يود ان يخبرها همست له: مش هقدر انسى اليوم ده بكل تفاصيله ورفضك انك آآ

يكفي هراءً أخبرها بما يجيش في قلبك فقاطعها بنبرة متلهفة: وحشتيني

أتسعت عينيها بتعحب وأحست بأن ضربات قلبها ستفضحها ويسمع الصوت العالي 

لم تستطيع مكية الصمود اكثر من ذلك ردت عليه بخجل وصوت منخفض: وأنت كمان

لاحظ خجلها لم يريد ان يجعلها تخجل اكثر من اللازم فسألها مغير للموضوع: بتشتغلي؟ 






هزت رأسها بنفي وبادرت في الحديث بقول جاد:  لأ لسة..  انا السنة اللي فاتت عملت سنة امتياز عشان اعرف امارس مهنة التمريض بشكل عملي في المستشفى ودلوقتي لسة مش لاقية مستشفى اشتغل فيها

سألها بنبرة متريثة: انتي تمريض قسم ايه؟

ردت عليه بجدية متفهمة: اطفال

جائت فكرة بعقله كان يود ان يعمل بها فأسرع بنطق الجملة: اشتغلي معايا

لوت فمها بدهشة ثم سألته بعدم فهم: اشتغل معاك ازاي؟ في السنتر؟ بس انا ماعرفش حاجة في التنمية البشرية وعلى يدك.. والورد انت مابتبعهوش







لبى بدر فضولها في أجابته النختصرة: هتشتغلي معايا بنفس المؤهل بتاعك.. انا اقصد دار ايتام.. مابيهتموش بمرض العيال الصغيرة وفي اللي بيتشهص غلط.. انتي لما تكوني موجودة هتعرفي تعالحيهم ولو في حالة حرجة نقدر ننقله على المستشفى






لم تستوعب مكية حديثه على مسماعها ثم رددت بتعجب: انت هتعمل دار ايتام؟

أومأ بدر برأسه ثم تنهد وأردف بجدية: ايوة.. اكتر ناس مالهمش ذنب في اللي بيحصلهم.. ٨٠ في المية من اللي عايشين في دار الايتام مش يتامى.. بيكونوا مجهولين الأب والأم و٢٠ في المية يتامى فعلاً وفي الحالتين مالهمش دخل في اللي حصلهم

اهتمت بجميع أجابته ولكن ماذا يقصد بالتشخيص الخطأ فسألته بتوجس عن السبب ليخبرها عن تشخيصهم الخطأ لمرض الصرع الموهوم به فرحت عند معرفة اتمام علاجه فتابعت بأبتسامة: وأنا موافقة يا بدر اشتغل معاك.. بس انت هتسمي الدار ايه؟

تحركت شفتاه للرد عليها بوجه بشوش: أم القُرى

زمت شفتيها ببساطة ليواصل قوله: اللي هى مكة

تسائلت بنبرة ذات مغزى: اشمعنا







أبتسم لها ثم رفع كف يده وفرد أربعة أصابع وتحدث بابتهاج: السبب الاول عشان بلد الرسول سيدنا محمد صل الله عليه سلم وأحب أرض الله لقلبه وقبلة المسلمين السبب التاني انها مكان مقدس طاهر السبب التالت ان اسمك مشتق منها والسبب الأخير عشان بحبها وبحبك






كانت مكية مغيبة عن الواقع من حديثه المعسول أبتسمت بشدة لأعترافه بحبه لها كانت تود ان تخبره بعشقها له ولكن احرجت وقررت تأجيله لأمر لاحق، 

أقتربت ماريا بحرص وهمست: ممكن ادخل؟

خرج رفائيل من خلفها وصاح بأبتسامة: انتي لسة هتستأذني دي صاحبتك وده أخوكي.. تعالوا يا شباب.. ده احنا بقينا أهل

جز بدر على أسنانه بغيظ وزفر بحدة جلس رفائيل بجانبه وأبتسم له بأستفزاز أقترب چايدن وفارس وسيف منهم بينما جلست ماريا بجوار رفيقتها، تحدث سيف بخبث: شكلك ماخلصتش كلامك يا بدر وجينا في نص كلامك

أيده فارس بضحك اكبر: ده انت طلعت رغاي اوي يا بدر وانا ماعرفش

أصطنع بدر الأبتسامة وهمس له بوعيد: اهي دقني لو أتجوزت رواء







رفع فارس حاجبيه وهمس بخفوت: هتجوزها وهتكون اول المعازيم بس أصبر

جلس چايدن بصعوبة بجانب بدر وأخيه رفائيل قائلا بحنق مصطنع: انت واخد المكان كله يا رفاييل ابعد  شوية

هتف رفائيل بضيق ممزوج بسخرية على حديثه: اكتر من كده بدر هيقع.. وهايـ

نهض بدر لصعوبة جلوسهم بالمقعد الصغير هتف بحدة خفيفة: انتوا طلعتولي منين؟ حوارات العيلة كتيرة اوي وانا مش حملها

أومأ چايدن رأسه ونطق بأستفزاز: بس ماتنكرش ان الرخامة دي حلوة








ضرب بدر أخيه بسخرية على رأسه وقال بنفاذ صبر: حلوة بس مش في وقتها.. قوم هو انت هتتكلم معايا

ثم لاحظ رفائيل يبتسم لمكية فهتف به: انت بتعمل ايه؟

مصمص شفتاه ونطق ببرود: في ايه يا بدر؟ بتكلم مع خطيبة أخويا هو انا هاكلها ولا هعضها

غطى وجهه بكفيه ثم قال بعدم حيلة: ده احنا نشوف مكان تاني اسهل من اللغبطة دي






اردف سيف اخيراً بصوت مبتسم: مابراحة على نفسك يا وحش.. الرجالة بتهزر معاك.. بس يا شباب سيبه بدر مع الجو بتاعه

رمقه بوعيد وكان سيرد عليه ولكن صوت مريم منعه من ذلك: العشا جاهز.. اتفضلوا على السفرة






أسرع فارس بالخروج خوفاً من قتله من قبل رفيقه بدر، توجه الجميع للجلوس على السفرة وأمامهم ماطاب ولذ من الطعام كان بدر جالس بجانب فارس ورفائيل وأمامه مكية ينظر لها خلسة ويعاود النظر في طعامه بعد الانتهاء من الطعام أستأذن الجميع بالذهاب وخرج معهم بدر أعتقدوا بأنه سوف يدلف للمصعد 






تحدث بنبرة متعجبة: انتوا مستغربين ليه؟ انا هرجع أعيش في شقتي

أردفت ڤيكتوريا بأعتراض: انت رافض ليه تيجي تأيش مآنا

ربت چايدن على كتفها لتكف عن الحديث فتابعت توحيدة بهدوء: اللي يريحك يا ابني هنا بيتك وعندي بيتك وعند اهلك بيتك برضو المكان اللي يعجبك نام فيه

أبتسم بأصطناع ولوح بيده ونزل درجات السلم بعد تأكده من اغلاق باب المصعد ونزولهم نظر من برأسه من اسفل بضع درجات وعاود الصعود ثم كرق على الباب بأبتسامة





فتحت مكية الباب وهى ممسكة بيدها الأخرى قطعة من الخبز مخشة وتمضغ في فمها عند رؤيته هتفت بدهشة: بدر؟! انت نسيت حاجة؟ 






أشار بأصبعه على فمها وسأله بتعجب: انتي لحقتي تجوعي

أبتلعت اللقمة وردت عليه بتبرير: آآه.. ماعرفتش اكل وانتوا قاعدين.. بصراحة بتكسف اكل قدام حد غريب

واصل حديثه الساخر وهو يخرج من جيبه جاكيته: وانا اللي غريب يعني؟ ده احنا بقينا اهل؟ امسكي.. مالحقتش اديهالك وهما موجودين






اخذت مكية من يده حقنة مغلفة بكيس بلاستيكي وضعتها امام عينيها ثم أستأنفت بصدمة: حقنة؟؟؟ جايبلي حقنة هدية؟ 

أبتسم بدر لها ثم حدثها ليوضح مغزاه: يعني قولت كفاية ورد ماهينفعاش.. وجات في بالي الحقنة هى اللي هتنفعك في شغلك.. تصبحي على خير يا قرة انفي

غادر بدر من أمامها بسرعة البرق وعاودت مكية للدلوف وأغلاق الباب سألتها هالة بفضول: مين اللي كان بيخبط يا مكية؟ 






أرتها الحقنة بأبتسامة بلهاء على ثغرها ولم تبادر بالأجابة فقد خرجت مودة من غرفتها لم تحضر الخطوبة رفضت لأن والدها حزين منها نطقت بجدية: بابا فين عاوزة اتكلم معاه؟ 





فهمت هالة حديث ابنتها فأبتسمت لتخفف عنها فكفى سنة والده مقاطعها ردت عليها بهدوء: بيغير هدومه.. ليه يا مودة ماحضرتيش خطوبة اختك؟ 




لم تعد قادرة على كبت دموعها لتهتف ببكاء: يا ماما انا غلطت بس بلاش مقاطعة بابا ليا؟ حرام عليه كفاية سنة ندمت فيها وهو لسة مابيكلمنيش





خرج أشرف من غرفته بعد ان سمع بكائها ليقول بجمود: وانتي مافكرتيش فيا ليه يا مودة؟ ماتخيلتيش منظري ايه قدام سكان العمارة لما ابنت عملت فضيحة وقالت بنتك بتكلم ولاد وخطيبي؟ للدرجادي كنت وحش معاكي






أقتربت منه ونطقت بصعوبة من بين شهقاتها: غلطت يا بابا وعرفت غلطي بس بعدين في الأخر.. كنت بغير من مكية اشمعنا هى عندها ناس تخبها وفانز لما لقيته بيقولي بحبك صدقته بس كان بيكدب عليا عشان ياسمين.. ابوس ايدك يا بابا ماتزغلش مني انا والله عرفت غلطتي








كانت مكية تنصت لها بتأنيب ضمير فلقد كانت تعمل نفس فعلها مع بدر ولك الفرق بأنه رجل تردد قليلا ثم حسمت امرها وقالت بجدية: بابا انا كمان عاوزة أقولك حاجة وياريت تسامحني

تنهدت ببطء وتابعت قولها: انا كنت اعرف بدر من قبل الخطوبة ومش اقصد انه في الكورس ولما أتخطفنا.. انا لما اتخطفت معاه قولت للأعلام ان العصابة قصداني انا اللي اتخطف لكن في الحقيقة هو اللي كان مقصود.. انا كنت بتكلم





 معاه عشان هو الوحيد اللي حبني وحسسني اني انسانة استاهل اتحب.. لما حضرتك طردتني من البيت هو اللي اصر انام في شقته ورفض اني اقعد في الشارع بالليل

انا قولت كده عشان ماكدبش على حضرتك.. كنت بتكلم معاه من وراكم.. كنت بعيدة عن ربنا في الفترة اللي قلعت حجابي فيها.. كلنا بنغلط وبنتعلم من غلطنا احنا مش ملايكة لازم نقع ونغلط عشان نتعلم

أنهت حديثها كأن جبل فوق جسدها ثم نظرت لوالدها بتوجس الذي تغيرت ملامحه للغضب من الثقة التي أهتزت، هدأته هالة بتريث: والنبي ماتقلبها زعل يا اشرف اهو جه واتقدملها







أردف أشرف بصوت خافت نادم: مش الحكاية انه جه واتقدملها.. حكاية الثقة.. ليه بتخونوا ثقتي فيكم

أكملت هالة قولها بتبرير: البنات غلطوا يا اشرف وأعترفوا بغلطتهم وطالبين منك السماح.. كلنا بنغلط وماشين بستر ربنا

تذكر يوم طرد أبنته الذكرى المشينة التي يريد محوها من الذاكرة وأن أبنته سامحته تنهد ورد عليهم: شوفوا انتوا الاتنين بلاش نتكلم في اللي حصل زمان.. المهم نتعلم من غلطنا ونفتح صفحة جديدة وانا اولكم بلاش نفكر بغض بحاجات تزعلنا







ثم أقترب من أبنته مودة وربت على وجهها وجفف عبراتها وأحتضنها وبيده الأخرى جذب مكية لحضنه فأسرهت مريم بالهتاف: واناااا روحت فين؟ 

أحتضنها أشرف ثم قال لهم بأيتسامة متمنية: انتوا كنزي الغالي

.......................

بعد مرور يومين استعد بدر للعزم بأنشاء دار الاينام الذي أصر على بدايته كانت لديه قطعة ارض قد أشتراها من ماله وأتفق مع مهندس ان يرسمها له بنظام معين

الذي تابع مع عمال البناء ثم توجه الى تقديم طلب الى الجمعية للإدارة الاجتماعية التابعة للحي والأن في طريقها للنظر بها








قرر الذهاب الى مطعم "الماريسكو" بناء على طلب أشقائه الأصغر الذين كانوا بأنتظاره جلس بجوارهم على الطاولة وقال بجدية: نعم.. كنتوا عاوزيني في ايه؟

أردف چايدن بنبرة مماثلة له: كنا عاوزين نقولك اشتغل معانا هنا.. انت ليك في المطعم زينا

أرتشف بدر العصير وأجابه بلامبلاة: انا مش محتاج شغل يا چايدن.. عندي اللي يكفيني وزيادة.. ها في حاجة تانية عاوزين تقولوها

رن هاتف رفائيل قام بفتحه وكان شقيقته الصغيرة: يا بنتي هجبلك الشكولاتة اللي ودشتي دماغي بيها.. مالها ماما؟ طب انا جاي دلوقتي







سأله چايدن بقلق خفيف: ايه اللي حصل؟ ومالها ماما؟

لملم محتوياته وأجابه باختصار: بتقولي ان اغمى عليها

أسرع رفائيل بمغادرة المطعم من امامهم وتبعه چايدن الذي استقل سيارته

ظل بدر بمفرده نعم هو دائم السؤال عليها ولكنه لا يزيد او يطيل في الحديث، لماذا لم يسرع مثلهم رغم قلقه مازال يشعر بأنه غريب عنهم

...................

في منزل (السكندر الخواجة)
وصل الشابان لوالدتهم بقلق صاح چايدن بهلع: ماما انتي كويسة؟.. ناخدك لدكتور؟

عبس وجه ماريا للضيق وردت بحنق: على فكرة هى كويسة.. بس الضغط وطي شوية عليها... وبعدين ايه حكاية اطلب دكتور.. امال انا بعمل ايه؟







ضربها رفائيل اسفل رأسها وهمس بسخرية: اللي زيك يا ماريا يتخاف منه على المرضى.. يعني يا ست الكل بتقلقينا ليه؟

أجاب السكندر أبنه بنبرة بشوشة: اختكم هى اللي حبت تشوف قلقكم على امكم وڤيكتوريا رفضت بس ماريا دماغها جزمة قديمة زي ابوها

لم تسمح لماريا الرد على والدها بسبب الطرق على الباب عند فتحه تفاجأت ببدر واقف امامها أبتسمت له وقالت بصوت خافت: ادخل.. بس اعمل مفاجأة ليها







دلفت ماريا الأول للغرفة فقالت ڤيكتوريا بهدوء: مين؟

أشرأب بدر برأسه وقال بأبتسامة جذابة: انا.. ممكن ادخل؟ 

صاح السكندر بتعجب: ده بيتك تدخل من غير أذن

كانت ستعتدل ڤيكتوريا ولكن أقترب بدر بسرعة وأمسك يدها وهو يقول بجدية: ارتاحي

أبتسمت ڤيكتوريا بسرعة ونطقت بسعادة خفيفة: انا مبسوطة انك جيت.. لو كنت آ..

قاطعها بتريث: مش وقت كلام المهم ارتاحي دلوقتي

نظرت ڤيكتوريا لأصابعهم المتشابكة لتتابع قولها المتوسل: نفسي أسمأ منك كلمة ماما








لم يعرف بماذا يرد عليها وجاهد بأن يظهر أبتسامته ليسرع رفائيل بقوله المازح: انا نفسي اسافر اسبانيا.. حرام بجد ازاي امي اسبانية وماعرفش ناسك.. انتوا لازم تاخدونا مرة نزورهم

ردت ڤيكتوريا على أبنها بعد تأكدها بأن بدر لن يتحدث فتابعت بمرح: As what you say
أند ام ترتر

تعجب الجميع منها لتسرع ماريا بالكلام للتوضيح: قصدها تقول زي ما انتوا بتقولوا عند ام ترتر.. يعني يا رفاييل انت هتسافر اسبانية عند ام ترتر

لم يعد أحد قادر على كبت ضحكاته من تعلثمها وخلط اللغة الانجليزية مع العربية العامية، أردف بدر بمزاح: انتي متأكدة انك اسبانيا مش مصرية؟

أومأت رأسها بأبتسامة ثم ربتت على ظهر يده أبعدتها لما سمعت رنين هاتفه أخرجه من جيبه ورد بنبرة جادة: ايوة يا فارس.......... اهدى انا مش فاهم منك حاجة................ انت بتقول ايه؟.................. طيب اهدى انا جاي دلوقتي

تعليقات



<>