اقبلني كما انا
(الفصل الثامن والثلاثون)
.........................
أقامت مريم مكانها لا تبدي اي حركة من هول الصدمة بينما كلا الزوجين محدقين بها ولم يبتعد بدر من فوق مكية، أسرعت مريم بالحديث المتلعثم: آآ.. انا اسفة دخلت من غير ما أخبط.. كملوا كملوا
ثم أغلقت الباب بسرعة البرق ودلفت لغرفتها بخجل وهمست لنفسها: يا لهوي زمانهم بيشتموني.. مش هقدر ابص في وشهم يا خرابي
........................
نهض بدر الدين من فوقها وهو ممسك بيدها، سلبت مكية نفسها وقالت بألم ممزوج بهتاف حانق: طيب يا مريم الكلب؟ آآآه البتاع ده ضيق اوي
نظر بدر في أعينها وأردف بصدمة خفيفة: الخصوصية في بيتكم منعدمة زي لجنة الامتحان انا كنت بساعدك ماعملتش حاجة
ثم نفض رأسه وأستأنف أخراج فستان من خزانة الملابس ونطق بعدم حيلة: ألبسيه عليه وفي بيتنا نشوف حل ازاي يتقلع
أرتفعت نبرة بدر للتحذير: لينا بيت نتخانق ونتصالح فيه
لوحت بيديها على بنطالها وأردفت بحنق: مش عارفة أتحرك
زفر بدر بنفاذ صبر وخلع بيجامتها وساعدها بأرتداء الفستان اغلق السحاب وتأكد بعدم وجود اي فتحة تظهر جسمها وأكمل قوله بجدية: البسي طرحتك بسرعة.. انتي مش هتمشي غير مدخل العمارة بس محدش هيشوفك
سارت مكية بصعوبة أمام المرآة وأرتدت حجابها راقبها حتى أنتهت، تحركت ببطء كبير مثابرة في بحديث غير مفهوم أنحنى بدر ليأخذ حذائها ويدفع على الفراش ثم أمسك قدمها ودسها بداخله
تآوهت مكية في نبرتها المنزعجة: براحة.. انا مش هعرف امشي ضيق اوي.. ماعرفش انت ازاي لبستهولي
أخذ هاتفها من فوق الكوميدينو ليضعه في جيبه وأمسك بيدها ليخرج في الصالة، رأتهم هالة تفاجأت بطريقة مشي مكية لتسألها بتعجب: انتي بتمشي كده ليه يا مكية؟
أسرع بدر بالأجابة على والدته زوجته بنبرة أقرب للمزاح: عندها تسلخات.. سلام يا هالة أبقي سلمي على عمي اشرف
رمشت عدة مرات بعدم استيعاب وهزت رأسها حينما رأتهم يقتربون من الباب صاحت عليهم: طب استنى أحضرلك عشا يا بدر تلاقيك ماكلتش من اول النهار.. في الدار وبعد كده السنتر.. انا من رأيي باتوا الوقت أتأخر
أبتسم لها بدر ولف ذراعه على زوجته ثم بادر بقول: معلش يا حماتي مابعرفش انام غير على سريري.. تصبحي على خير
لوحت مكية لوالدتها بعدم حيلة ودلفت معه للمصعد، أغلقت هالة الباب بتعجب وهى تحدث نفسها: كانت كويسة؟
هتفت مريم من خلفها بتلعثم تحاول أن تكون نبرتها صلبة: على فكرة يا ماما انتي احرجتيني اوي لما قولتيلي روحي شوفيهم انا مش هقدر ابص في وش بدر تاني لأخر العمر
ألقت هالة نظرة دون اكتراث على ساعة الحائط وقالت بملل: روحي شوفي مودة من اول ما جات من الدرس أتعشت ودخلت اوضتها وشكلها ولا بتذاكر ولا زفت قاعدة على النت
..........................
خرج بدر وزوجته من المصعد ثم أستقل السيارة ومكية بجانبه وقادها متوجه لمنزله، نظر على هيئتها لتبادله نظرات حانقة بعينيها وقالت بغيظ: ركز في الطريق يا بدر لاحسن تعمل حادثة
جاهد ليكبت ضحكاته بداخله لم يشأ ان يتحدث معها في الطريق ونظر أمامه في قيادته إلى ان وصل أمام منزله صف سيارته وترجل منها بينما نزلت مكية بصعوبة أمسك بدر بها وقال بجدية: هقولك كل حاجة
تفاجأ برفائيل يركض إليه وأردف بفضول: فينكم بقالنا يومين ماسمعناش صوتكم.. في موضوع مهم لازم تعرفه بابا وماما
مد بدر يده بالمفتاح في فتحة الباب وقاطع أخيه بعدم اكتراث: بعدين يا رفاييل انا تعبان دلوقتي وآآ.. استنى انت بتعمل ايه؟
نبش ميادلية المفاتيح من أخيه وألقاه بعيدة ليكمل قوله بغضب: مافيش حاجة اسمها بعدين.. قلبك قاسي لدرجه تحوله لحجر.. ابويا وامي من كتر جفائك وكلامك الناشف حالهم اتغير للأسوء زمان قبل مايعرفوا انك لسة عايش كانوا بيزوروا المكان كل يومين كان عقلهم وقلبهم معانا انما دلوقتي اتغيروا خالص وانت جبلة مابتحسش
حدق بدر على المكان المُلقي به المفاتيح وعاود نظره لأخيه بتوعد هتف بغضب شديد: أنت اتجننت ولا حصل لعقلك حاجة؟ ازاي تــ
قاطعته مكية بتوجس وصوت هادئ: وطي صوتك يا بدر الناس نايمة.. هيصحوا ويقولوا علينا ايه؟
أستأنف رفائيل قوله بعند كبير: يقولوا اللي يقولوه انا مش هفضل ساكت وشايف ابويا وامي بيموتوا بالبطيء
لم يكترث به ودنى أعينه على الأرض يبحث عن المفاتيح، الأمر الذي جعل رفائيل يغضب فربت على كتف اخيه بحدة: انا بكلمك يا بدر.. مهما مش هتقدر تنكر او تنسى ان السكندر وڤيكتوريا أبوك وأمك وأنت حتة منهم
دفع يد أخيه بعيداً وأردف بسخط شعر بأنه سيفتك به: أنت جيت تقول الكلمتين دول وانا سمعتهم.. امشي يا رفاييل
ثم تحرك بجانب المنزل وأنحنى بدر وجثا على ركبتيه يحرك يده على الأرض أخرج هاتفه وأضاء النور ولم يجده استمر بالسب على أخيه، أقترب رفائيل وجلس على ركبتيه يتحدث بأسف: انا اسف يا بدر.. بس انت لازم تتغلب على ماضيك عشان تعرف تعيش انا صعب عليا ابويا وامي الندم قاتلهم
لم يرد عليه وهمس لزوجته بسخرية: الزمن بيعيد نفسه
تذكرت مكية الليلة التي ألقى مفاتيحها خارج المشتل وسمعت صوت الكلاب لم يفهم رفائيل غرضه فسأله ببلاهة: زمن ايه؟ انا مش فاهم حاجة؟
لم يطيق ان يسمع صوت من شدة الغيظ فوكزه في كتفه وهدر بغضب: انا مش طايق اسمع صوتك هدخل البيت ازاي؟ يا غبي
أعتدل بجسده وفرك في رأسه مردفاً بدون اهتمام: انا اندمجت في الدور
غير بدر مكانه يبحث في جزء أخر لتتذكر مكية أنه لم يدعها تأخذ حقيبتها التي بها المفاتيح والمال، رفع رفائيل حاجبه وأستطرد بجدية: لقيتها يا بدر.. احنا عندنا نسخة تانية في البيت تعالى معايا
سلط نظره عليه وأردف بلهجة قوية: روح أنت انا مستنيك هنا
حدجه نظرات ضائقة وقال بلامبلاة ليجعله يذهب لبيته: مش هروح اجيبها غير وأنت معايا.. لو مش عاوز تيجي بات هنا في الشارع او العربية
ضغط بدر على قبضته وعض على شفتيه بوعيد ثم دفع أخيه للأمام وأرتفعت نبرته صوته: جاي وراك
أستعاد توازنه قبل ان يطرح ارضاً وسار أمامهم، همست مكية لبدر: مش هعرف أتحرك البنطلون
أمسك يدها وأردف على مضض: استحملي شوية صغيرين
دلف رفائيل لمنزله وأعتقد بأن والديه جالسين في الصالة خيب توقاعته فلم يجدهم سأل ماريا بعد ان دلف لغرفتها فأجابته وابعدت هاتفها: ناموا في السطح فوق
صاح بصوت عالي ممزوج بسخرية ليسمع إبرام صوته: هو إبرام ماعندهوش شغل بكره؟ بطلوا رغي
هتفت ماريا بتذمر: اخرج برا يا رفاييل
دفعته وأغلقت خلفها الباب تكمل حديثها بدلال ممزوج بمزاح مع خطيبها
...........................
جلست مكية على الأريكة بتعب ثم سأل بدر أخيه: هات المفتاح
كان يود أن يذهب ويحضر والديه ولكن لم يقدر أومأ رأسه ودلف لغرفة والديه ظل فترة طويلة فصاح بدر عليه ليقول رفائيل بجدية: مش لاقيه.. تعالى يا بدر دور معايا محدش موجود
خبط على ركبته ودلف بوعيد وجد أخيه فاتح الدولاب فكرر حديثه بغضب: اسمع يا زفت انت قدامك دقيقة تقب وتطلع بالمفتاح
تحدث بنبرة اقرب للعزم يسير بقدميه للخروج: دور في الكوميدينو.. انا هروح أشوف اوضة چايدن
........................
سمعت ماريا بالخارح صوت بدر فأغلقت الهاتف وفتحت الباب أبتسمت عندما رأت مكية أقتربت منها وقالت بتعجب: مكية؟ وحشتيني ليه بطلتي تيجي هنا
لاحظت عدم ارتياحها في جلستها فسألتها بجدية: مالك؟ انتي تعبانة
نهضت مكية وهمست في أذنها: دخليني اوضتك بسرعة
سارت لغرفة مكية بمشية مضحكة لتقهقه ماريا حتى أدمعت عينها: شكلك يفطس ضحك وانتي بتمشي
جلست على طرف الفراش وأغلقت ماريا الباب ثم هتفت مكية بألم: البنطلون ضيق اوي مكتف رجليا
..............................
ركض رفائيل الى غرفة چايدن ولم يسمع بصوت والديه يأتيان من الفوق، أردفت ڤيكتوريا بنعاس: ننام في اوضتنا "باخو" (تحت) التكييف يا السكندر
أغلق باب المنزل وأومأ رأسه بنبرة مازحة: معلش نسيت انك اسبانية ونايتي ماتستحمليش اي حاجة
سمع بدر صوت والديه ولم يعرف ماذا يفعل كيف يخرج من هذه الغرفة الأن سيدخلان كذلك خرج رفائيل بسرعة من غرفة أخيه فرأى والديه يغلقان بابهم خبط على جبهته وهمس بتوتر: راح فين؟
لم يجد مكية حتى أعتقد بأنه ذهب وغادر من المنزل طرق عدة مرات بسرعة ودلف يقول بانفعال: بدر مشى وخد مكــ
لم يكمل جملته لما رأها فقال بتنهيدة: معلش انا أسف
أغلق الباب الأن تأكد بأن بدر أخيه قابع في المنزل ولكن أين؟
............................
تمدد السكندر بجوار زوجته وهمس بأرتياح: معاكي حق اننا ننام هنا تصبحي على خير يا ڤيڤو
تململت ڤبكتوريا وأغلقت الأنوار ثم أجابته بنوم: وأنت من أهله السكندر
اصبحت الغرفة سوداء وأنقضى الصوت بها، أستقصى النظر على بدر من باب الدولاب المفتوح جزء صغير يدخل له الهواء، كان امامه والديه على الفراش همس لنفسه بحدة خافتة: الله يخرب بيت شورتك يا رفاييل.. هخرج ازاي؟
............................
تسلل رفائيل لغرفة والده وفتح الباب ببطء شديد لم يجد بدر بعد البحث في ارجاء الشقة قرر الدخول وسار على أطراف أصابعه زاد انفتاح الدولاب لقد تعرف عليه بدر، التفت رفائيل على والديه وهمس: اخرج بشويش
خرج بدر من الدولاب على أطراف أصابعه ووقف قابلته فتحت ڤيكتوريا أعينها بنعاس ثم حدقت وصاحت بخوف: بسم الصليب.. مين انتوا
قذف بدر جسده على الأرض وظل رفائيل واقف توتر قليلاً ونطق بتلعثم: انا يا ماما هيكون مين يعني
أفاق السكندر وتحدث بعدم فهم: رفاييل؟! في حاجة يا ابني؟
أعتدلت ڤيكتوريا وقالت بتوتر: في واهد تاني خرج من الدولاب انا شوفته
زحف بدر على بطنه قبل ان تشعل الأنوار وأختبئ تحت السرير ثم نهض السكندر من فوق فراشه وأضاء الأنوار ونظر للغرفة وحدث أبنه بجدية: في ايه؟
أبتلع لعابه وقال بتوتر شعر بأنه قاب قوسين وأدنى: آآ.. انا بدور على تيشرت مش لاقيه في اوضتي ممكن يعني جه في هدومك بالغلط
حدج أبنه بسخط وأردف بسخرية: حبكت انك تلبسه دلوقتي.. روح نام يا رفييل والصباح رباح ابقى خبط مش تدخل زي الحرامية
ألقى نظرة على السرير وخرج بعدم حيلة ليغلق السكندر الباب ويجلس على طرف الفراش يقول بجدية: ماتخافيش يا ڤيكتوريا.. اكيد بيتنا مافهوش عفاريت ابنك اللي عفريت كبير
أغلق الأنوار مجدداً أحس بخوفها فأحتضنها وقال بأبتسامة مازحة: انتي عاملة نفسك خايفة عشان احضنك.. انا زعلان اوي على اللي حصل في بدر.. عاش وأتربى في حضن غيرنا بس انا عمري ماندمت على حبك.. هفضل احبك لأخر العمر، انا عجوز اه بس قلبي شباب
ربتت ڤيكتوريا على صدره وهمست بأبتسامة خفيفة: اول مرة شوفتك فيها ماكُنتش زي دلوقتي
نظر السكندر لسقف الغرفة وتذكر الأقتباس الذي قرأه بالماضي ونطق بصوت رخيم: لما بتقع في الحب فأنت مش نفس الشخص اللي كنت عليه في الأول عشان انت بدأت تعيش الحياة بالظبط.. "تيكيرو" (بحبك) يا ڤيكتوريا
كان اسفلهم بدر ينصت لهم مريح ذقنه على الأرض، تابع السكندر حديثه بتأكيد: انا دلوقتي فرحان ان ولادي كلهم جنبي عقبال قلب بدر مايكون جنبي
حينما سمع أسمه رأسه بضيق لتخبط في الخشب تألم وزاد أتساعة عيناه قد شعر بحركه فوقه اردفت ڤيكتوريا بقلق: الخبط جه من "باخو" (تحت) السرير
ادعى السكندر النوم لخوفها الغير مبرر وأجابها: صدقيني مافيش حاجة.. نامي انتي بس
ثم أدار جسده للجانب الأخر ولم يكمل قولها بأي شيء أخر استسلمت ڤيكتوريا في النهاية للنوم هى الأخرى، حدث بدر الدين نفسه بسخرية: فاضيين يحبوا في بعض.. وانا عامل زي كيس جوافة
كأن النار تأكل به من الغيظ لم يطيق ان يمكث اكثر من ذلك خاصةً بعد الصمت القاتل الذي حل تسللت يده على جيبه واخذ هاتف زوجته ينظر للساعة ووضعه مجدداً تنهد بدر بعزم ثم خرج من اسفل السرير رفع بصره لوالدته التي فوقه ونهض بحذر شديد تربص على أطرافه وأوشك على فتح الباب قبل ان يخرج رأت لڤيكتوريا ظهره خيل لها ان
يكون لص فصرخت صرخة صاخبة جعلت بدر يسرع في الخروج أنتفض السكندر وصاح على مضض: في ايه يا ڤيكتوريا؟ مش هنعرف ننــ
قاطعته بنبرة خائفة: هرامي هرامي خرج برا
أضاء النور وردد بعدم استيعاب: حرامي؟
دلف بدر بسرعة للحمام قبل أن يراه السكندر عندما خرج من الغرفة، سمع صوت أغلاق باب الحمام وفي ذلك الوقت تقابل مع ابنه رفائيل امام غرفته أرتخت ملامح السكندر قائلاً بملل: ده رفاييل شكله عاوز هدومه.. هتحصله حاجة لو مالبسهاش دلوقتي
تابعت ڤيكتوريا خروجها مستمر بالحديث المعترض: لأ مش رفاييل.. اللي شوفته كان تهت السرير ووقف هو اللي دخل "البانيو" (الحمام)
خرجت ماريا على الصوت العالي وخلفها مكية التي تسير بصعوبة، هدأت رفيقتها: هتمشي ازاي دلوقتي يا مكـ
منذ متى ومكية هنا؟ سؤال حلق فوق رأس السكندر وزوجته هل حدث شيء لبدر؟ اسرع بسؤالها بقلق: بدر كويس؟
أومأت رأسه بالموافقة ووجها عابس فسألها سؤال أخر: انتوا اتخانقتوا وهو ضربك؟
رفضت مكية في نبرتها نافذة الصبر: لا لا بدر ماضربنيش
قاطعها بتساؤل من هيئتها تلك: ده انتي مش عارفة تمشي على الأرض
لوت فمها وحدجت رفيقتها قصت لها كيف أتت، دقق السكندر على باب الحمام وقال بجدية: مين اللي دخل الحمام؟
كان سيكمل طريقه ولكن أوقف رفائيل والده بتلعثم: ده چايدن اللي دخل الحمام
حضرت في عقل رفائيل مقولة المتنبي تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فلقد فتح چايدن الباب وفي يده حقيبة بلاستيكية من مطعمه سألهم بتعجب من التجمع المسائي: عاملين اجتماع نص الليل ليه؟
رمق السكندر أبنه رفائيل وصاح بغضب خفيف: ده انت كداب.. مين اللي في الحمام
ثم أمسكه وظل يدفعه مستأنف قوله الحانق: شكلك جايب واحدة البيت يا حيوان واحنا موجودين
سار مع أبيه وعلى وجهه علامات توتر ثم فتح السكندر الباب ليهتف رفائيل بسرعة: اهو مافيش حد انت ظلمتني وآآ
اقترب والده وحرك ستارة البانيو لجانب تسمر مكانه هو ورفائيل عندما وجده حوض الاستحمام مليء بالماء والصابون وبدر بداخله هتف بضيق: ايه يا جماعة ده؟ هو الواحد مايعرفش يستحمى؟
مد السكندر صباعه امام ابنه وهتف بشك: يعني انت جاي عشان تستحمى هنا وفي نص الليل؟
تمسك رفائيل بذراع والده وجره للخروج من الحمام وقال بجدية: تعالى يا بابا لما يخلص
أغلق خلفه الباب فتنهد بدر بإنزعاج وضيق، أخبر رفائيل كل شيء لأسرته بالخارج والسبب لقدومه المنزل منتصف
الليل، هتف السكندر بأبنه موبخاً: انت غبي يا رفاييل؟ طيب نفترضاً بدر مش متعود علينا لكن انت يا حيوان اخوك بيستخبى كأنه حرامي وانت بتساعده.. انا ماشوفتش في غبائك اعمل حاجة قولنا هو احنا هناكله
خرج بدر وخصلات رأسه تتساقط منها المياه فتابع السكندر حديثه المنكسر: للدرجادي يا بدر مش عاوز تشوفنا ولا تقابلنا؟ بتتخبى زي الحرامي.. ليه بتهرب منا؟
أبتلع لعابه وفرك في رأسه وأردف بعدم اكتراث: انا مابهربش
أستطرد والده بنبرة ساخرة: لا واضح اوي
لوى فمه ثم تنهد في حديثه: طب انا عاوز المفتاح عشان امشي
جلس السكندر ونطق بنبرة جادة يشوبها لامبلاة: ماعرفش فين هو مش البأف اللي جنبك دور ومالقهوش.. انت بات هنا في اوضتك وبكرة في النور هتلاقي مفاتيحك.. لو رافض اتفضل امشي ونام في الشارع بس مراتك هتبات هنا
الأن نطق چايدن الصامت منذ البداية بنفي: بدر هيبات هنا يا بابا هو موافق
ثم أجلسه على الأريكة وقال بمرح: ابسط يا عم حماتك مش بتحبك بس لا دي بتعشقك.. انا كنت جايب اكل هتعشى بيه والله لانت واخده
ثم ألتقط الحقيبة البلاستيكية وأعطاه له أردفت ڤيكتوريا بأبتسامة: ماتكسفش أخوك يا بدر
أخذ منه الطعام بهدوء وأستأنف السكندر القول بجدية: ادخل اوضتك انت ومراتك وبكرة ربك يحلها
نهض بدر وقبل ان يتحرك أوقفه والده بنبرة مصطنعة يغلب عليها المزاح: أستنى.. انت سمعت اللي قولته لأمك يا قليل الأدب؟
عض بدر على شفتيه وأصطنع عدم المعرفة رغم الإبتسامة التي أخفاها: انا ماركزتش في الكلام.. كنت بفكر هخرج ازاي؟
نهضت ڤيكتوريا ثم ربتت على كتفه وقالت بابتهاج: نورت البيت
دلف السكندر مع زوجته للغرفتهم وچايدن هو الأخر متعب من عمله، ضرب بدر أخيه رفائيل على وجهه بغيظ ودخل لغرفته مع زوجته
تمددت مكية بألم وهمست بآنين: آآآه
رفع بدر حاجبه وسألها بتعجب: انتي لسة شغالة في الآهات ثواني وجاي
عاود خروجه من الغرفة لم يرى احد جميعهم ذهبوا للنوم طرق على غرفة شقيقته وقال بهدوء: ممكن بيجامة عشان مكية تلبسها.. ولو في مقص يبقا كتر خيرك
أومأت رأسها بإبتسامة كبيرة وأحضرت له ما قاله وغادر مسرعاً للغرفة، اغلق بدر الباب خلفه والقى البيجامة جانباً وشمر عن ساعديه رافعاً المقص للأعلة قائلاً بعزم: ماقدميش غير الطريقة دي
أتسعت مقلتيها عندما رأته يقص البنطال ويبعده، الى حد ما أستعادت راحتها قامت بتغير ثيابها وجلست على
الفراش بجواره تقول بأبتسامة: عيلتك كويسين كلهم يا بدر ماشوفتش منهم حاجة وحشة.. حاول انك تتخطى الماضي عشان خاطري
هز رأسه ثم شرع في تبرير موقفه: احنا دلوقتي لوحدنا نتكلم جد.. انا فعلا غلطت يا مكية لما قولت ان ميادة هى اللي هتقعد وانتي اللي تمشي وده بسبب اني عاوز ابينلها كده عشان لطفي
شدت شعرها بضيق وهمست بنفاذ صبر: لطفي تاني يا بدر.. ابوس ايدك ابعد عنه وأديله فلوسه.. احنا نقدر نعيش بغيرها
أمسك رسغيها وأجاب زوجته بجدية: مش قبل ما اخد تاري منه هو اللي قتل ابويا وقتل مراته وولاده.. عاصم عمل اللعبة دي كلها عند في أخوه بس حبني اكتر من أبنه يحيى عمره مازعلني
بالعكس صرف عليا وعلمني لازم اخد حقه.. انا اتفقت مع فارس على كده هنجيب حق كل حاجة من لطفي عملها.. حق عاصم مراته وولاده، وحق المواد
المسرطنة اللي دخلها في المزرعة وبعد كده انا هعمل تنازل على كل حاجة لفارس وعمتي ورواء.. لو الفلوس دي وقعت في جيب لطفي هتحصل مصايب كتيرة.. هو دلوقتي مسافر ومكلف
ميادة توصله كل حاجة بتحصل.. بلاش تهور يا مكية من قبل ماتعرفي حاجة
اول يوم لينا جواز اتعاهدنا اننا مش هنام زعلانين وانتي بأول مشكلة مشيتي من غير ماتاخدش اذني وماسمحتيش لنفسك تفكري انا عملت كده ليه يا نبع الغباء
بللت شفايفها بحرج وأردفت بأبتسامة خافتة: توبة يا بدر وأوعدك هحافظ على وعدي
ثم وضعت كفيها على وجنته وقبلت شفتيه ورمت نفسها بحضنه تمدد وهو محتضنها لتهمس له بارتياح: لما شوفتك اول مرة كنت متغاظة منك ومن تصرفاتك المستفزة بس بعدين اتغيرت خالص وحبيتك اوي
أبتسم لها وكرر ما سمعه من والده بنبرة رخيمة: لما بتقع في الحب أنت بتكون مش نفس الشخص اللي كنت عليه في الأول عشان انت بدأت تعيش الحياة بالظبط.. "تيكيرو" (بحبك) كوكيز
أردفت بمزاح هامس: انت لحقت تتعلم اللغة الاسبانية؟.. انا كمان "تيكيرو" (بحبك) يا بدر
أغلق أنوار الغرفة وأستسلم لنوم بعد يوم شاق الأهم من ذلك اعترف هو وزوجته على خطأهم
............................
في اليوم التالي أستيقظ تململ بدر على صوت طرق والدته تصيح بأبتسامة: "بوينس دياس" (صباح الخير).. فوقوا يلا
فرك عينيه ثم ربت على مكية لتستيقظ وقال بحشرجة: اصحي يا مكية
اغمض عينيه وفتحهما مجدداً لينهض من فراشه تبعته مكية وقامت بتبديل ثياب ماريا وارتدت حجابها عندما خرجت لم تجد أحد سوى ڤيكتوريا تقول بحبور: "اولا" (اهلاً)
أبتسمت لها ونطقت بخفوت: صباح الخير
............................
في دار (ام القرى)
خططت ميادة لشيء لتفعله بأمر من لطفي لم تخف عندما أمسكت بالمسدس وهى تهمس بخبث: الحدوتة هتخلص بدري يا مكية ام وحمة
ثم وضعته جانباً وهاتفت شخص بنبرة لئيمة: في اي وقت هكلمك تنفذ على طول