الفصل الاول
بقلم فيروز شبانه
وقف أمامها تعتريه عاصفةً هوجاء،
ليقول بصوتٍ هادر،
إنتِ طالق ،طالق،طالق
لتجلس مكانها مصدومةٌ ، ولكنها صدمةٌ متوقعة.
ظل شريط ذكريات ماقبل العُرس يمضي أمام
ناظريها وهي تتجهز لهذا اليوم ولقاء الحبيب، رغم أنه
زواج تقليدي، ولكنها شعرت أنه هو فتى أحلامها، وبعدما شكر فيه الجميع
، في الأدب والأخلاق والإحترام ،رغم أن التعليق
الوحيد عليه أنه عصبي بعض الشيء،ولكن هذا لا يحتسب مقابل خصاله الأخرى.
نفضت عنها هذه الأفكار لتقوم أمامه بتحدٍ ، أنا عند بابا وورقتي توصلني،
رغم أنها لا تعلم ماستقوله للجميع، فبعد شهر من زواجها ولا يزال المهنؤن يتوافدون وتذهب بيت أهلها حاملةً لقب مطلقة .
لتذهب باكيةً للملمة ثيابها في حقيبتها وهو يجلس مكانه لا يعلم ماذا يفعل غير أن كبرياؤه يمنعه أن يصلح الأمر، وأيضا
تحديها له وكأنها تتمنى هذه اللحظة للنجاة منه، فلم ترجوه أو تحاول مجرد محاولة أن تجعله يعدُل عن قراره.
ليجدها تخرج أمامه بحقيبتها، ليسحبها منها ،ظنت أنه عدل عن حديثه ،
ولكنها وجدته يقول سيبيها هوصلك
فنظرت إليه بأسى ،
لا شكراً ماتتعبش نفسك، أنا عارفة بيت بابا كويس.
ليقول بغضب ، قلت سبيها ويلا قدامي،
وأمام عصبيته تركتها له وإنطلقت امامه ليوصلها إلى بيت أهلها ويتركها تصعد وحدها ويمضي وكأن شيئاً لم يكن، وكأنه لم يأخذها بالأمس القريب من هذا البيت وهي بفستان زفافها، ليتركها تتحمل وحدها اللوم والقيل والقال.
صعدت تجر أذيال الخيبة، لا تدري ماذا تقول إن سألها أحدهم؟
لتدق الباب، فتفتح لها والدتها وتحتضنها، ولكنها تلاحظ الحقيبة بيدها فتتعجب قائلةً:
إنتي مسافرة ولا إيه يابنتي؟
لترتمي بحضن والدتها،
أنا إتطلقت يا ماما.
لتضرب المرأة صدرها شاهقةً،
يالهوي، ليه يا بنتي كده، إنتوا لحقتوا، هنقول للناس إيه؟
إتطلقت بعد شهر .
يافضحتي يا فضحتي.
خشي أوضتك وماتقوليش لأبوكي حالاً ، مش ناقصين فضايح .
لتنظر لوالدتها شذراً،
في إيه يا ماما ؟ هو أنا أول ولا آخر بنت تتطلق!!
لتقول والدتها،
لا يا أختي مش أول ولا آخر بس مش بعد شهر الناس تقول إيه؟
خشي دلوقت والصباح رباح.
لتدخل سلوى حجرتها التي لم تبتعد عنها كثيراً ولم تفتقدها ،تتأملها كما هي كما تركتها.
ثم تدخل والدتها إلى والدها وهي في قمة الضيق ويبدو عليها واضحاً.
ليسألها زوجها،عمن كان يدق الباب؟
فلم تستطيع الأم إخفاء الموضوع عن زوجها لتخبره عما حدث لإبنته.
فيقوم الأب فزعاً على إبنته، ويدخل لها مهرولاً، فتجري إلى حضن أبيها باكية.
ليقيم وجهها أمامه ويمسح دموعها بيديه ويقول لها طول ما أنا عايش مش
عاوز أشوف دمعه من عيونك.
والواطي اللي ما صانش الأمانه حسابه معايا بعدين.
فنظرت إلى أبيها بعين دامعه،
خلاص يا بابا كل شيء إنتهى حتى ما تراجعش ومسك فيه وكأنه ماصدق خلص مني، أنا إللي مش عوزاه يا بابا.
ليهدأها والدها، خلاص يابنتي إللي تشوفيه هعمله، ومش هجبرك على حاجة.
إرتاحي دلوقت وماتفكريش في حاجة.
وإنطلق إلى زوجته، وقبل أن تتفوه بكلمة أشار إليها بيده لتصمت.
في اليوم التالي،
اتصل به والدها،
ياريت تفضي نفسك في يوم عشان تطلق وتسلمها حقوقها .
كاد أن يتفوه ولكن باغته والدها،
هنتظر منك تليفون باليوم عشان نبقى جاهزين .
فتأكدت ظنونه انها لا تريده، وقال بإنصياع،
حاضر ياعمي بس الشهر ده بنقفل الميزانيه وبنسهر في الشغل وأول أما نخلص هتصل بحضرتك.
فقال والدها بحزم، بس بلاش تأخير عاوزين نخلص، في عرسان كتير مستنيه وإنت عارف.
واغلق الخط قبل أن يجيب كمال
ودخل على إبنته أخبرها بما حدث، لتتأكد هي الأخرى أنه لا يريدها .
ولكنها قالت لوالدها،
ليه قولت كده يا بابا،
ليقول الأب،
عشان يعرف إن هيمشي هو هيجي ألف بداله، وهو عارف كل أصحابي كانوا عايزينك لعيالهم وأنا فضلته عليهم، وإعتبرته إبني وخان الأمانة.
لتجيب والدها بتردد،
وأنا حرمت أتجوز جواز صالونات تاني، لازم أبقى عرفاه وإتعاملت معاه، مش مجرد ناس نشكر فيه والآخر أتصدم.
ليغضب والدها وينهرها،
ليه عاوزه تدوري على حل شعرك، لا مش عشان واقف معاكي هوافق على كل قراراتك حتى لو خطأ،
لتجيبه بهدوء، لا طبعا يابابا إنت عارف بنتك وعارف
تربيتي، وعمري ما أحرج حضرتك أو أوطي راسك.
ليقول لها بهدوء، ودي دايما ثقتي فيكي.
وخلال الشهر ده هيطلق وهجوزك بعد العده سيد سيده.
فجحظت عينيها وتابعت والدها وهو يخرج من حجرتها ويغلق الباب.
لتجلس تفكر فيما قاله والدها، وتحدث نفسها،
يعني هو كان بيتلكك فعلا وماصدق خلص مني.
أنا لازم أثبتله إنه ولا حاجة بالنسبه لي ويمشي هو
يجي غيره، بس بطريقتي مش بطريقة بابا.
وأمسكت بالموبيل لتتصفح الفيس والواتس، لتقابل في طريقها جروب راسين في الحلال فتضحك وتقول،
إيه ده دا بجد في ناس بتجوز كده ولا دا هزار ودخلته لتشاهد محتواه وتتعجب ،
مش ممكن دا أكيد نصابين وإعتراها فضول شديد
ودخلت للأدمن لتسالها، إنتم بجد ولا هزار، أنا مش
متخيله إن في ناس ممكن تتجوز بالشكل العبيط ده.
قوليلي إن ده هزار.
فردت الأدمن،
يا فندم دا جروب حقيقي والحمد لله على إيدنا تزوجت حالات كتير.
فتعجبت سلوى وقالت، معقول ناس إتجوزت بالشكل ده طب إزاي؟ وليه؟
فأجابت الأدمن:إزاي؟ بتكتبي بيناتك الموجودة في
الإستمارة وبنعرض بيناتك في الجروب ولو حد لقى
بيناتك مناسبه بيكلمنا عشان يتواصل مع الأهل أو
إحنا لو لقينا حد مناسب بنعرض بيناته عليكي.
أما ليه؟ إحنا بنعملها لوجه الله لمساعده الناس
والمساهمه في بناء بيت وعفة الشباب.
في ناس مسافره وبترجع فتره بسيطه مش عارفه
تلاقي حد والعمر بيجري، وفي ناس معاقة، وناس
مش عارفه تلاقي المناسب في نطاق الاسرة والمحيط بتاعه.
لتجيبها، والناس دي جادين في الزواج،
فقالت الأدمن:في وفي بس مش عشان الوحش هنضيع الكويس.
لتجيبها طيب أنا ممكن أجرب.
رواية عودة الحب
الفصل الثاني
بقلم فيروز شبانه
أرسلت لها الأدمن إستمارة تكتب بها البيانات اللازمة.
فملأتها ولكنها غيرت الأسم وطلبت من الأدمن أيضاً أن تعمل معهم وتساعدهم،
فرحبت الأدمن جداً.
وعلمتها ما تفعله عند تلقى الطلبات.
أما هو فيذهب إلي عمله يبدو عليه الضيق، فهو ليس لديه أصدقاء، إلا واحد
من يتحدث إليه بعض الشيء.
وبعد إلحاح صديقه عليه، علم منه ماحدث وأنه يسير في إجراءات الطلاق.
ليتعجب صديقه،
بعد شهر تطلق دا إنت مالحقتش تتهنى بجواز، يعني إنت عايش لوحدك؟ومين بيأكلك ويشربك؟
ليقول له،ياعم حلمك علي شويه،
هعمل إيه يعني، أبوها مصمم على الطلاق ومش مديني أي فرصة.
ليجيبه صديقه،
ياسلام هو اللي خلقها ماخلقش غيرها، أنا هجوزك ست ستها، أنا مشترك
في جروب زواج ومديهم بيناتي وبيجبولي موزز والله بس النصيب لسه، أنا هديهم بيناتك.
ليقول له كمال، بالله عليك أنا لا طايق الجواز ولا سيرته.
ليقول له، وإنت لحقت ياجدع ولا فيك حاجة نبهني.
ليقول له لا ياعم دي خلافات على حاجات تانية، أنا زي الفل.
ليرد صديقه مؤكداً، خلاص يبقى هبعت بيناتك.
ليجيبه كمال، خلاص ما تنزلش صورتي، ولا إسمي الحقيقي، ولا تلفوني،
هديك غيره ماحدش يعرفه، مش ناقص فضايح أما نشوف أخرتها معاك. ياريتني ماقولتلك.
ولم يكذب صديقه الخبر وتناول هاتفه وكتب البيانات بسرعة وأرسلها ، فتلقتها سلوى فقد أصبحت أدمن معهم، وأعطوها الباسوورد للصفحة التي يتلقون عليها البيانات،
فيعجبها البيانات لتقول لصديقه أرسل له هذه البيانات تقصد بيناتها
وإذا وافق سأعطيك رقم واتس يتواصل معه فقد أحضرت هي الأخرى خط جديد لا يعرفه أحد.
ليسأله صديقه عن رأيه،
فيقول بعدم إهتمام،
انا عارف إنت بتعمل إيه ولا فاهم حاجة، إعمل إللي عاوزه.
ليقول له،خلاص هقولها موافق وجرب.
لتعطيه الواتس.
فيعطيه لكمال.
ليقول له، أعمل بيه إيه.
فيقول له، ابعتلهم انت كريم الاسم الجديد بتاعك وشوف الأمور هيجرى فيها إيه.
وأرسله إليه، وكمال غير مهتم بالموضوع.
ليعود كمال وقد نسي الموضوع وبعدما تناول طعامه وذهب ليجلس أمام التلفاز وهو يشعر بالملل وجد رسالة صديقه بالرقم.
ليحاول تذكر هذا الرقم وأخيرا يتذكر حوار الزواج فيضحك على فعلة
صديقه ويسخر من الطريقة.
هروح أكلم ابوها أتقدمله على الواتس وأنا لا أعرفها ولا أي حاجة عنها،
ولكنه قرأ بيناتها وسخر منها ياسلام جامعيه، اللي ماعارفين كلية إيه؟ لا بس الطول والوزن مثالي وإيه من القاهرة دي؟
هنادي بميكرفون عليها.
مش هي باعته رقم أبوها، أنا هبعتله يلم بنته، فهو لا يعلم أنه رقمها، ظن أنه رقم الوالد كما يحدث.
وبدأ بالسلام ثم كتب،
أنا كريم.
لتجد هاتفها يعلن عن إشعار الواتساب لتتردد قبل الرد فهي لا تعلم هل
صحيح ما تفعله أم أنها أخطأت، فهي لم تحدث رجلاً قبل ذلك غير زوجها.
ولكنها تشجعت فهو ليس رقمها بل رقم صديقه قديمة كانت أعطته لها منذ مده وكانت قد نسيته في خزانتها.
فلن يعرفها أحد وحتى الإسم غير حقيقي، إلى أن تعرف مدى جديته.
لترد عليه السلام أخيراً، بعد أن بدأ يفقد الأمل أن أحداً سيجيبه.
ليلتقط الهاتف ويجدها ترسل،
وأنا سارة.
فتعجب أليس هذا رقم الوالد
لتجيبه، هذا رقمي أعذرني لقد تزوجت زواج صالونات وتطلقت ولن أكررها أريد التأكد من الشخص بنفسي، وأسأله ماأريد الإستفسار عنه.
فرد عليها وأنا مثلك تماما ولكنني أحب دخول البيت من بابه وليس من شباكه.
أعذريني في صراحتي، فانا لست من هؤلاء الشباب المقيمين على النت.
لتجيبه، أنا كمان مش من البنات اللي بتكلم شباب، وأول رجل في حياتي هو زوجي وعمري ما كلمت غيره.
وأسفه لو سببت لك أي إحراج لو مش عاوز تكمل أوك.
فشعر بالإحراج، لا أبدا ماقصدش طبعا، إتفضلي عاوزة تستفسري عن إيه؟
بدون تطفل لكنه سؤال لابد منه، إيه سبب الطلاق؟
ليجيبها بضيق، أنا عمري
ما تكلمت في مشاكلي الشخصية أو أي شيء عني مع أي حد، لإني ماعنديش أصدقاء غير صديق واحد ومش بحكيله أوي، بس هو لحوح
وهو اللي قدملي في جروبكم ده.
لتباغته، مش عارفه حاسه من إسلوبك إنك مضايق من سؤالي .
أنا قلتلك من الأول لو مش حابب بلاش مش هجبرك.
فيحرج أخرى، لا أبداً، أنا تزوجت فترة بسيطة، أنا واحد من الشغل للبيت،
وشغلي فترة طويلة، ومابحبش أكل بره، وقلت اتجوزت وهتنظم حياتي بقيت أصحى عشان أروح شغلي وهي نايمة، ومش حابب أقلقها، ممكن ألحق
آكل وممكن لا،وطبعا الشغل فترته طويلة، أضطر اجيب أكل من بره واللي معايا في الشغل يتريقوا العريس
مابتفطروش عروسته، واللي يقول دا إنت ماكنتش بتاكل من بره،واللي
تقولي هبقى أعملك ساندوتشات معايا عشان عرفاك مابتاكلش من بره، ومرة
تجيب وتعزم بإلحاح ومره أرفض، ومره اوافق عشان ماأحرجهاش وهي بتقول مفكرني مش نظيفة،
دا أنا نظيفة جداً في الأكل.
تخيلي كم الضغط اللي مستحمله من تريقه كل يوم والاخر أرجع مالقيش
أكل كمان ونايمة طول النهار.
لتقاطعه، وليه تتحمل ده كله، ليه ماقولتلهاش وهي كانت صحيت معاك وفطرتك، الموضوع بسيط ولو قلتلها كان إتحل.
فيجيبها،ماهو زي ما بتقولوا الإهتمام مابيطلبش الكلمة اللي ماسكنهالنا.
كنت عاوز أحس إني مهم بالنسبه ليها مش ٱخر إهتمامها.
لتقول له، بس أنا عند رأيي لو كنت نبهتها ولم تستجب كان معاك حق لكن بدون ماتعرف هي مابتشمش على ظهر
ايدها، لو لسه في فرصة حاول.
ليقول لها،لا هي ماصدقت وزي مايكون عاوزة تخلص مني ومصممه على الطلاق.
لتقول ، إنت لسه ماطلقتش.
فيجيبها، عندي ظروف الشهر ده بنقفل الميزانية وأما أخلص هنطلق.
لتقول له، بس انا عمري ما هبقى زوجه تانية، لو مش هتطلق يبقى الموضوع منتهي.
ليباغتها، لا متقلقيش هي مش هترجع.
وإنتِ إيه سبب الطلاق؟
لتقول ، أبداً كان عصبي جداً، اقل شيء زعيق لو إتأخرت على ما أغرف تبقى مصيبة مع إني والله كنت ببقى عامله حسابي
أخلص الأكل على معاده عشان يبقى سخن وصابح بدل ما أسخنه، بس هو مفكرني إني مهمله فيه كعادة الرجال كلهم لو مش محور حياتي يبقى مقصره معاه .
ليضحك، لا والله مش كده بتلقحي عليا بالكلام يعني الكلام لكي ياجارة.
واحد صفر يعني ماشي مردودة.
لتضحك هي الأخرى، لا والله ماقصدش بس معظم الرجال طينه واحدة.
ليضحك مرة أخرى، كمان خلتينا طينه الله يكرم أصلك.
لما أحنا مش عاجبنكم بتجوزونا ليه؟
لتقول سنه الحياة،
شر لابد منه،
فيصدم من قولها، كمان شر دا انا أقوم بدل ما ألاقي قنبلة مرمية في وشي من الشات.
فتضحك، لا مش للدرجة دي، في ناس بيبقى بينهم كيميا وإنسجام وتفتهم وناس العكس صوابعك مش زي بعضها.
ليؤكد على كلامها، ويستطرد ولكنني ألوم عليكٍ.
فتضع إستفهاماً له.
ليجيبها، ليه ماقولتلوش مالك، ماهو ماحدش بيتعصب من الباب للطاء.
مش يمكن كان منتظر منك كلمة مالك.
لتجيبه بأسي،كنت بخاف منه في عصبيته.
ليقول، مش يمكن كان منتظر منك كلمه مالك تحسسه پإهتمامك بيه، ويمكن لو عرفتي السبب كنتي قدرتي حالته.
لتقول له، عيبه إنه مابيتكلمش، لو واثقة إنه هتكلم، كنت سألت وخففت عنه، لكن أنا عرفاه مش هيتكلم وهيتعصب أكتر.
فيقاطعها، صدقيني حتى لو ماقالش كلمه مالك كفيلة إنها تحسسه بإهتمامك. لو في مجال للرجوع إرجعي، لو كنتي بتحبيه.
مع الأسف ماشيين في إجراءات الطلاق وهو ماصدق إنه طلقني، زي مايكون حابب يخلص مني.
مع إنه كان أول حب في حياتي.
ليقول لها، حاسس إن ظروفك زي ظروفي، ولاحظ ماهو مكتوب ليقول لها إنتي لسه ماتطلقتيش وبتكلمي معايا،
فتقول له، ماهو طلقني فعلا بس ماشيين في إجراءات الطلاق وأنا خايفه بابا يجبلي حد من ولاد صحابه ويحصلي نفس
اللي حصل في جوازتي اللي فاتت قلت لو لقيت حد يفهمني وافهمه يجي يتقدم قبلهم وفي الفتره دي نقدر نفهم بعض، ثم ما إنت كمان لسه وبتكلمني،
ليقاطعها، لا يا هانم أنا راجل وممكن اتحوز وأنا متجوز كمان.
فتقول له، ما أنا يعتبر مطلقة باقي إجراءات الماذون وبعدها العدة اكون فهمت اللي هيجي يتقدم.
ليقول لها، بس أنا مش موافقك الراي كنتي استنيني لما تتطلقي رسمي.
لتزفر بضيق وتكتب، خلاص مش عاوز تكلمني تاني بلاش، أنا أصلاً إتعقدت منكم كلكم.
لتلقي بالهاتف من يدها.
فيقول، خلاص أنا بس بقولك رأيي، أنا أصلاً أول مرة أتكلم مع حد وأفتح
قلبي له كده، معرفش عشان معرفكيش ولا تعرفيني، وحتى أرقامنا دي مش الحقيقيه، ولا أسامينا،
فالواحد أكنه بيكلم هوا او نفسه فبيفضفض بحرية. زي ما بنقول نفسي أفضفض لواحد وأتاويه بعد كده،
لتنظر للإشعار وهي تبكي لتضحك،
وترد عليه، وأنا كمان أول مرة أقول اللي حصل لحد، حتى أهلي مايعرفوش.
وأنا هوا ولا هتاويني؟
فيقول لها، لا طبعا دا مجازا يعني
ثم يقول، تصبحي على خير عشان عندي شغل بكرة.
لتقول له، وإنت من أهله، لو نومك تقيل ممكن أرن عليك عشان تصحى.
ليقول لها، لا مش عاوز أتعبك.
لتجيبه، لا تعب ولا حاجة.
وأغلق الإثنان وهما يشعران براحة ربما لأن كل منهما أزاح حمل الجبال الذي يحمله عن صدره.
كان كل منهما يبرر
أفعاله للٱخر، وكأنه يدافع عن موقفه، وأنه على صواب، وكل الخطأ على الطرف الٱخر، وكل منهما في
المقابل يلتمس العذر لنفسه.
ومع ذلك شعر كل منهما بالراحة لإنه افرغ مافي جعبته.