الفصل الثالث
بقلم فيروز شبانه
وفي تمام السادسه كانت لم تنم بعد، فدقت على الواتس مراراً ليستيقظ.
وعندما شعر بالصوت إنتبه وتناول هاتفه ليري الساعة ثم يفتح الواتس ويكتب صباح الفل، غليتك معايا.
لتقول له، أنا حبيت أصحيك بدري عشان تلحق تفطر قبل ما تمشي، وماحدش يتريق عليك في الشغل.
فيؤكد لها، فعلاً والله كرهت الشغل بسبب الموضوع ده.
ونفسي هفاني علي فول وطعميه سخنين، دا انا عليا توضيبه فول عجب، أعملك ساندوتش؟
لتضحك لا ما بحبش الفول اعملي طعميه.
ليجيبها، عنيا .
وبعدها يشكرها.
فتقول له،على إيه؟
فيجيبها بأسي، وجودك وكلامك معايا إمبارح فرق كتير.
فتجيبه بأسي، وأنا كمان فرق معايا كتير.
وكأنهما يضمدان جراح بعضهما البعض.
أنا كنت حاسه بقهرة وإنكسار وضعف، لكن بعد كلامنا حسيت براحه وبقوة إني أقف وأكمل اللي بدأته وماتراجعش فيه.
ليرد عليها، يعني بعد كلامنا ماتراجعتيش وحسيتي إنك ممكن ظلمتيه، وأكيد له أسبابه.
قتجيبه بقوة، بالعكس هو كمان ما قدرش موقفي ولا تراجع.
فيباغتها، بس لسه بتحبيه، ماهو الحب مابيموتش في يوم وليلة؟
مانكرش إن كان بينا بذرة حب بس هو قلعها قبل ما تنبت حتى.
وافهم من كده، إنك نفسك ترجعلها.
ليقول بسرعة، بالعكس بعد موقفها لايمكن، أنا عندي كرامة.
وكلٌ منهما أخد الموضوع عند وكرامة، ولم يلتمس للٱخر العذر.
ليقول، أسيبك بقى لحسن هتأخر علي الشغل.
فتدعو له بالسلامة.
وتحاول النوم، ولكنها تفكر فيما دار بينهما.
لتنام بعد ذلك وتستيقظ بعد العصر.
تحاول مشاركة والدتها فيما تفعل، لتعنفها والدتها،
خلاص خربتيها أنتٍ وأبوكي وقعدتوا على تلها، إستلموا بقى كلام الناس.
لتنهرها، في إيه يا ماما لا انا أول ولا ٱخر واحدة تتطلق.
وعندما عاد من العمل، حاول تناول طعامه دون شهيه، فتناول هاتفه ليرسل لها التحية على إستحياء.
لتجيبه بالتحية، وتقول ،
رجعت من الشغل؟
فيجيبها بالإيجاب ويستطرد، وبتغدى كمان، بس مافيش نفس، إتفضلي معايا بسم الله.
لتقول له، بالهنا سبقتك.
فيقول لها، انا بطمن عليكي بس بعد كلامنا وفتح الجراح من تاني.
فتؤيده الرأي، فعلا الموضوع كان صعب الكلام فيه وتقيل .
ليقول لها، ربنا يقدم مافيه الخير.
ظل الحال هكذا يطمئن عليها وتوقظه.
وفي يوم دخل عليها والدها ليقول لها جوزك إتصل وهيجي كمان يومين يطلق رسمي.
فتقبلت كلامه، دون إبداء رأي.
ليكلمها كمال عندما عاد من عمله.
أنا خلاص قربت أخلص شغلى وهطلق في خلال يومين
لتجيبه، وأنا كمان هينتهي كل شيء وجاي يطلق.
ليجيبها، أنا مابقتش
أقدر أستغنى عن وجودك معايا، بعد ما اطلق وتطلقي، هاجي أكلم والدك على ماتنتهي عدتك.
لتقول له، بالسرعة دي.
فيصدم من كلماتها،
إنت ليكي رأي تاني.
فتشعر بغضبه، لتقول.
لا بس خايفه نتسرع ويحصل زي المرة اللي فاتت.
ليقول لها، لو شاكة في مشاعري أو مشاعرك بلاش ونفضها سيرة.
فتقول بعضب، ما مش كده بس هل لو قلتلك بلاش هتفضها سيرة فعلاً وتعمل زيه.
ليتراجع عن كلامه، أنا قلتلك مش قادر أستغنى عنك، لو يوم ما كلمتكيش
بحس بحاجة نقصاني.
فتيكي، أمال إيه نفضها سيرة دي،
ليقول لها ذلة لسان ياسيني ماقصدش، والله أنتٍ بقيتي عندي حاجة كبيرة جداً.
ماتزعليش بقى،دا أنا فرحان اليوم وكنت جاي أفرحك قبل أي حد وقبل القرار مايطلع، وحاسس إن وشك حلو عليه.
لتقول له، فرحني خير يارب.
ليقول لها هترقى وهبقى مدير الحسابات، وكمان بعد مكاسب الشركة في
مكافأة كبيرة، دي هتبقى لكي عشان شبكتك طبعا هحط عليها كمان ماتقلقيش بس دي بتاعتك.
فتفرح له وتبارك.
ليقول لها، ألم يإن الأوان ليرى كل منا الٱخر.
لتقول له، هيفرق معاك الشكل.
فقال لها، لا والله أنا حبيتك وحبيت روحك ومش فارق معايا، بس حتى أما أجي عندكم أعرفك، بدل ما اتلغبط.
لتقول بخوف، أنا أصلاً مش عارفه هقول لبابا إيه؟ وعرفتك إزاي؟
فيطمئنها، محلولة ، قوليلة واحدة صحبتك قالتلك عليه.
فتضحك، إنت عندك حلول بسيطة لكل شيء كده؟
ليجيبها، طب فين بقى؟
فتجيبه بإستفهام.
فيقول، الصورة، عاوز أعرفك أكثر، وكل حاجة عنك.
لتجيبه، بشرط.
فيقول، أؤمريني.
فتقول نرسلهم احنا الاتنين في وقت واحد بس وعد شرف.
فيقول، عيب عليكي مش بتكلمي راجل وقد كلمته ولا إيه؟
ليرسل كل منهما صورته للٱخر في نفس ذات الوقت وهنا كانت الصدمة.
لتنظر إلى صورته وتشهق ثم تصرخ وتلقي بالهاتف
على الفراش وتخرج تجري من الغرفة.
لتصطدم بوالدتها
وهي تجري وتلهث، لتنهرها والدتها، في إيه يا مرووشه
، زي ماتكوني شوفتي حية، عوض عليا عوض الصابرين ياربي.
لتدخل مرة أخرى وتقترب من الهاتف بحذر وكأنه سينفجر بوحهها .