CMP: AIE: رواية عروسي الكاذبة الفصل السادس عشر
أخر الاخبار

رواية عروسي الكاذبة الفصل السادس عشر

رواية عروسي الكاذبة الفصل السادس عشر


رواية عروسي الكاذبة 
  الفصل السادس عشر ..
بقلم سارة علي



" مفاجئة مش كده ..؟!"



قالها باسل متهكما لتبتلع ماريا ريقها وهي تسأله بعدم تصديق :



" عرفت ازاي ..؟!"
رد بهدوء :
" عرفت بطريقتي زي ما عرفت كمان انوا جومانة مش بنتك .."




قال كلمته الاخيرة همسا لتجحظ عيناها فيضحك بقوة على منظرها ويردد :






" كنت جاية وانت فنيتك تكشفي جزء من الحقيقة .. انا بقى كشفتلك الحقيقة كلها واللعب هيبقى عالمكشوف ."







لمعت عينيها بحقد شديد فهو قد سبقها بخطوة مهمة ..
" ولما انت عارف سايب بنت اخوك كده ليه …؟! مش هي أولى بالحب والحنان من جومانة ..؟!"
سألته متهمة ليبتسم باسل بهدوء ويرد :
" مين قالك اني سايبها ..؟! انا متابعها اوي وعارف مكانها .."
سألت مترددة :
" عارف منين ..؟!"
أجابها بهدوء مريب :
" انتِ فاكراني غبي يا ماريا ..؟! انا عارف وفاهم كل حاجة ..زي منا عارف انك كنتِ السبب فموت اخويا انتِ والعصابة اللي ابوكِ الله يرحمه كان شغال فيها .. ودلوقتي اخوكِ .."








هزت رأسها نفيا وهي تحاول ان تنفي ما يقوله ليكمل ببرود :
" انا سايبك على ذمتي عشان اجيب اخرك .. واشوف انتِ عاوزة توصلي لفين..؟!"
رمقته بنظرات حارقة ليكمل بتهكم :
" بس انتِ طلعتي اغبي من كده يا ميمي .. معقول غيرتك عليا تخليكِ تكشفي اهم سر فاللعبة اللي اصلا انا كنت عارفه .."
نظرت له بتوعد ليكمل :
" للدرجة دي خايفة احب جومانة بجد .. وعشان كده عملتي المستحيل انك تبعديها .. عشان واقعيا جومانة لا بنت اخويا ولا بنت مراتي .. يعني مش محرمة عليا .."
صرخت بقسوة :
" مش هتقدر تقرب منها .. جومانة قانونيا بنتي .. يعني محرمة عليك .."
رد بسخرية :
" مفيش مشكله نثبت انها مش بنتك .."
قالت هازئة :
" ازاي ..؟! فالمشمش ..؟!"
رد بثقة متجاهلا استهزائهم :
" لا فالقانون .. خليكِ متأكدة اني اقدر اعملها ونص .. ومش بس كده لا انا اتجوزها كمان .. مش ده اللي انتِ كنتِ مرعوبة منه .. مهو مش معقول العيلة اللي انتِ جبتيها وعملتيها بنتك تاخذ الرجل الوحيد اللي حبتيه .. كسرة كبيرة ليكِ .. انا عارف .."
" ممكن اسألك سؤال ..؟!"
قالتها وهي تحاول السيطرة على اعصابها التي على وشك الانهيار :
" ازاي عرفت كل ده ..؟!"
ابتسم ورد:
" هقولك .."
اخذ نفسا عميقا وقال :
" من ١٦ سنة باسم اتجوزك .. كان فاكر انك حامل بجد وتعاطف معاك كونك جارتنا من خمس سنين .. وبقيتِ صديقة العيلة انتِ واخوك وامك ..مكانش يعرف انوا دخولك للعيلة اصلا خطة من ابوكِ اللي مكنتيش شايله اسمه







 اصلا لانك  متسجلة على اسم جوز امك بعد ما مامي  خلفتك بالحرام .."
ضغطت على اسنانها بقوة ليكمل :
" عالعموم ده مش مهم .. طبعا هو مكانش يعرف كل ده .. هو يعرف انك ماريا مصطفى واخوكِ جمال مصطفى .. والحقيقة يعني اخوك ابن مصطفى فعلا بس جينات عشيق امه سيطرت عليه للاسف .. الله يرحمه مصطفى بيه كان الحاجة الوحيدة الكويسة وسط العيلة الحقيرة دي هو يوسف ابنه الكبير .."
رفعت يدها نحوه بنية صفعة ليمسكها وهو يهتف بقوة :
" بلاش تغلطي .. واحمدي ربنا اني ماسك نفسي عليكِ لحد دلوقتي .."
حررت كفها من قبضته ليكمل بهدوء وكأنها لم تحاول ضربه منذ لحظات :
" المهم طبعا هو اتجوزك وميعرفش انوا ابوك الحقيقي سالم عدلي .. سالم ده كان معروف بالحوت فالعصابة وعند البوليس بالخروف .. "
همت بالرد ليكمل :
" مهو اللي يشتغل فكل انواع الممنوعات ويأذي ولاد بلده عشان ناس بره بيدعموه يبقى خروف ونص .. "
اردف بتشفي وهو يلاحظ غضبها الذي اوشك على الانفجار :
" المهم اتجوزك وعادي .. وانتِ كملتي فخطة انكِ حامل .. دخولك حياته كان مدروس صح مع اني مش عارف لسه الدافع الاساسي واللي باسم رفض يقوله للاسف .."
نظر الى ماريا ليجد وجهها محتقن فأكمل :
" باسم اكتشف فالأخر انك بتكدبي وانك مش حامل .. بس مكانش عارف عملتي كده ليه ..؟! هتقوليلي ازاي كشفك .. هقولك انوا للاسف مفيش كدبه بتكمل للاخر .. 
باسم وقتها اتجوزك عشان محتاج وحدة يسجل اسم بنته عليها بعد ما جومانة مراته تولد لإنها كانت مطلوبة من العصابة ولازم تهرب فمكانش ينفع اصلا بنتها تتسجل على اسمها .. باسم مكانش عارف انك عارفة ده اصلا وانك بتستغليه .. واكتشف ده لما اتكلم مع مصطفى الله يرحمه بحسن نية ومصطفى قاله انك مش بنته وده طبعا بعد ما كشف الاعيب مامتك اللي كان شاكك بيهه من فترة انها بتخونه مع واحد والواحد ده سالم بابا حضرتك وده خلاه يكتشف حقيقةً سالم بعد ما مامتك كشفت قد ايه هو واصل بكل ذكاء .."
تطلعت اليه ماريا بدهشة فهي كانت تجهل حقيقة ان والدتها من فضحت حقيقة سالم امام زوجها لتسمع باسل يكمل :








" مصطفى اللي قتلتوه بعد كده .. ولبستوهه لأخويا واقنعتوا جمال ابنه انوا باسم ورا موته وخليتوه يشتغل معاكوا .. "
ظهر التوتر جليا في ملامحها وهي تفكر انه يعلم حتى هذا بينما استرسل باسل قائلا :
" المهم باسم فهم انوا كل ده وادعائك الحمل كان وراه خطة .. فقرر انوا يتابع من بعيد .. لما جومانة ولدت انتي عملتي نفسك بتولدي معاها بنفس اليوم .. ساعتها باسم فهم اللعبة .. وهو اصلا كان مراقب كل حاجة .. الخطة كانت إنك تجيبي بنت .. اي بنت قدامك وتبدليها مع بنت باسم .. بحيث باسم ياخذ بنت مش بنته وانتِ تبعتي بنته الحقيقية عند ناس موثوقين .. والناس دول هيخلوا البنت عندهم لحد ما تحتاجيها وتستخدميها كطعم بعد ما تكشفي اوراقك كلها وتوصلي لأخر اللعبة .. بس باسم كان عارف وسايرك .."
سألته بعدم تصديق :
" يعني ايه ..؟! ربى بنت مش بنته ليه ..؟! وازاي يسيب بنته عند واحد غريب بيشتغل معانا ..؟؟"
أجابها بهدوء :
" مين قال انها مش بنته ..؟!"
صاحت مستنكره :
" نعم ..؟؟"
ثم اردف بسرعة :
" مانت لسه قايل انوا جومانة مش بنت باسم .. وانك عارف ده .."
قال متهكما :
" كنت بلاعبك .. بهزر يا ميمي .. بقى معقول اسيب بنت اخويا تعيش مع ناس غربا .."
صاحت بعدم تصديق :
" انت هتجنني ..؟! مانت لسه قايل .."
قاطعها بنرفزة :
" ما تشغلي مخك بقى .. بالعقل كده باسم يبقى عارف كل ده ويسيب بنته عادي بعيده عنه كل السنين دي .. دي حتى التانيه فمصر يعني عمره ما شافها .. "
" ده استهبال .."
صاحت بغضب ليهتف بها :
" ده ذكاء … باسم عمل نفسه مصدق كل حاجة .. وسابك تغيري البنتين عادي .. بس هو كان عارف بنته من التانيه .. التانيه اللي جبتيها من دار ايتام وهي لسه مولودة 







.. ودي كانت خطة مثالية عشان يضمن انوا يحمي بنته بإعتبار انكم فاكرين جومانة مش بنته اصلا .. يعني مش هتقربوا منها .. لانوا الخطة انكم تكشفوا فالوقت المناسبة انوا التانيه بنت باسم و تستغلوا لصالحكم .. وبالتالي هتستغلوا التانيه اللي هي اصلا بنت اخوكِ .. اخوك القانوني مش البايولوجي.."
اتسعت عينيها وهي تسأله :
" انت بتقول ايه ..؟!"
رد متهكما :
" يوسف الله يرحمه .. فاكراه صح ..كنتِ بتحبيه اوي .. بس مكنتيش تعرفي انوا شغال مع المخابرات من تحت لتحت .. سالم بيه للاسف عرف ودبرله حادثة العربية ..اللي مات فيها هو وهيلين مراته اللي كانت حامل فبنته ميرا .. ميرا اتولدت هنا بردوا .. بس اللي محدش خطر على باله انوا دار الايتام اللي اداكِ البنت كان متفق مسبقا مع عامر عساف انوا يديكِ ميرا اللي كان عمرها ثلاث ايام وقتها .. وطبعا اديتيها للممرضة عشان تبدليها مع جومانة اللي كان عمرها ساعات محدودة 








بس الممرضة مبدلتش لا دي رجعت ميرا لعامر وخلت جومانة معاكِ .. وانت بقيت فاكرة جومانة هي البنت اللقيطة وميرا هي جومانة .. لكن فالواقع جومانة هي بنت باسم و ميرا بنت اخوكِ الله يرحمه .."
هزت رأسها عنفا تحاول ان تبعد تلك الافكار عن رأسها ..
لا يمكن ان يكون هذا صحيحا .. والدها هو من قتل يوسف .. يوسف كان حبها الاول .. احبته منذ ان كانت طفلة صغيرة وهو ابن زوج والدتها الذي يكبرها بأعوام .. وبالرغم من كونه لم يكن يعرف انها ليست اخته لكنها كشفت نفسها وحقيقتها امامه عله يشعر بها ..
يوسف مات في نفس يوم ولادة ميرا .. ؟! كيف وهي علمت بأمر وفاتة بعد مرور عام على يوم ولادة جومانة ميرا .. ؟! اذا حديث باسل صحيح ووالدها هو من قتل يوسف وأخفى الامر عنها لمدة عام كامل لسبب هي لا تعرفه ولكنها يجب ان تعرفه ..
جلست على الكرسي بوهن وهي تشعر بتلاطم الافكار داخلها ليهتف بها :
" دلوقتي كل حاجة واضحة .. طبعا المفروض اني اخاف على جومانة وميرا منك .. بس انتي لازم تعرفي حاجة مهمة .. والدك قتل مصطفى ويوسف ابنه .. وانت كنت مشتركة معاه فموت مصطفى .. هختصرلك الموضوع كله .. جمال ياخد خبر بكل ده وينهيكِ بنفسه .. عايزة تموتي على ايد اخوكِ اللي انضم ليكوا اصلا عشان ياخد حق ابوه وبقى اهم من سالم ذات  نفسه تفضلي روحي احكي الحقيقة لسالم بيه والعصابة … عايزة تحافظي على نفسك انسي كل حاجة .."
انتفضت من مكانها وقالت بعصبية :







" حتى لو نسيت .. العصابة مش هتسكت .. هياخدو بنت باسم .. هياخدوا ميرا عشان فاكرينها هي .. دي الحاجة الوحيدة اللي هتخليهم يعرفوا السر اللي عند باسم .. "
رد ببرود :
" ملكيش دعوة بميرا .. انا اعرف احميها كويس .. "
رد بتهكم :
" مين قالك اني خايفة عليها ..؟! انا بوضحلك انوا سكوتي عن الحقيقة مش هيغير حاجة .."
رد ببرود :
" والله يغير ميغرش ميهمنيش .. انا قلت اللي عندي .. كشفتي السر ده كل حاجة تبقى عند اخوكِ بالأدلة كمان .. متبصليش كده منا مش اهبل عشان يعني عشان اتكلم من غير ادلة .."
نظرت له بنظرات كارهة قبل ان تقول :
" انت ليه مصر تلعب اللعبة دي وتدخل فصراع مع ناس انت مش قدهم .. مش خايف تحصل اخوك.."
ضحك وهو يهتف عابثا :
" انا محدش يقدر يقربلي .. انا فحياتك يا ميمي .."
تنهد واردف :
" معنديش مانع احصله طالما هاخد حقه .."
صاحت به :
" انت بتلعب بالنار .."
ابتسم وهو يهز كتفيه بلا مبالاة لتخرج مسرعة دون ان تنظر الى جومانة بينما حمل باسل هاتفه واجرى اتصالا سريعا بعامر يقول :
" اظن سمعت كل حاجة بنفسك وسجلتها عندك .. كده اللعب بقى المكشوف والخطر على الكل .. "
جاءه صوت عامر الواثق وهو يقول :
" اطمن .. النهاية قربت .. خليك هادي بس .."
قاطعه باسل بجدية :











" انا هادي فوق ما تتصور يا عامر بيه بس مقدرش امنع خوفي على عيلتي .."
ابتسم عامر وهو يقول :





" عندنا مليون حاجة نمنعهم فيها يقربوا عليهم .. 



واديك شفت ماريا ازاي اترعبت من فكرة انوا جمال 


ياخد خبر انها مشتركة فموت والده .."
" معاك حق .."




قالها باسل بخفوت ثم ودعه ليتفاجئ  بجومانة تدلف 




اليه تسأله بصوت مرتجف وعينين دامعتين :
" انا مين ابويا ..؟!"







حل الصمت للحظات وباسل يشعر بمدى ألمها الذي ضرب قلبه بقوة ..
لم يكن يتوقع ان تصل قذارة ماريا الى جومانة .. كان يظن انه سينهي كل شيء دون ان تعلم جومانة لكن للاسف علمت وانتهى الامر ..
رد بهدوء وقوة :
" انتي سمعتي بنفسك انا قلت ايه ..؟! "
ردت بإصرار  :
" عايزة اسمعها منك .." 
تنهد ثم هتف بها :
" مش غريب سؤالك ده يا جومانة وانتِ عارفة انتِ بالنسبالي ايه وبالنسبة لأبوكِ ايه ..؟! تفتكري انوا ممكن اهتم بيكِ الاهتمام ده كله وانتِ مش بنت اخويا .."








قالت بنبرة متشنجة وقد أصبحت لا تصدق اي شيء تسمعه :
" رد على سؤالي ارجوك .."
أجابها رغم وجومه من ذلك الشك الذي نجحت ماريا في زرعه داخلها :
" انتِ بنت باسم يا جومانة .. باسم صفوان وانتِ جومانة صفوان بنت اخويا .."
" عاوزة دليل ..؟!"
قالتها بهدوء لتتسع عيناه وهو يهتف بعدم تصديق :
" انتِ تجننتي ..؟!"
ردت بنفس الهدوء :
" لا متجننتش ولا حاجة .. بس بفكر بعقلي .. مش يمكن تكون غلطان .. ممكن ماريا قدرت تلعب عليك .."
قاطعها بضيق :
" لا طبعا .. ماريا نفسها كانت فاكره انك مش بنته .."
ردت بقوة :
" وانا عايزة دليل على ده .."
" قلتلك انتِ بنت اخويا .. ليه مش راضية تصدقي ..؟!"
صاحت بقهر وقد هطلت دموعها بغزارة :
" عشان خايفة .. خايفة كل ده يطلع كدب .."
اقترب منها محاولا احتوائها لتهمس وهي تدفعه بضعف :










" ابعد عني .. انت ممكن متطلعش عمي اصلا .."
الا انه لم يبالي وهو يجذبها نحوه ويعانقها لتشهق هي باكيه فيغمض هو عينيه بوجع عليها ثم يفتحها وهو يهمس بهدوء :
" عييطي يا جومانة .. عيطي براحتك .."
ظلت تبكي بين احضانه لمدة حتى توقفت اخيرا لتبتعد عنه بعدما كان هو متمسكا بها وتهتف بصوت مبحوح ووجه احمر :
" عايزة اعرف كل حاجة .."
رمقته بنظراته وهو يجيب :
" اظن انك سمعتي كل حاجة قلتها لماريا ..؟!"
هزت رأسها نفيا بسرعة وهي تهتف بإصرار :
" بردوا عايزة اعرف .. جوايا اسئلة كتير .."
قاطعها بجدية :
 " هتعرفي كل حاجة بس مش دلوقتي .."
صاحت بغضب :
" لا لازم اعرف .. ليه بابي عمل كده ..؟! ليه سجلني بإسمها ..؟! ويعني ايه امي الحقيقة كانت مطلوبة ..؟! مطلوبة من مين ..؟!"
عاد يقاطعها بنفس النبرة الجادة :
" كل ده هتعرفي اجابته بس مش دلوقتي .. فالوقت المناسب .."
سألته مستنكره :
" ليه مش دلوقتي ..؟!"
أجابها :
" عشان الفترة دي بالذات انا عايزك بعيده عن الحوار ده كله .. وبعد ما كل حاجة تخلص هتلاقي جواب على كل اسئلتك .."
رمقته بنظرات غاضبة وقالت :
" لا دلوقتي انا تعبت ومش هستحمل صدمة تانيه .."
قال باسل بحزم :
" الكلام لحد هنا وانتهى .. وياريت تتفضلي دلوقتي لاني مستني مكالمة مهمة .."
نظرت اليه بإصرار وهو ما زالت تقف امامه ليصيح بها :
" قلت عندي مكالمة مهمة .. مستنيه ايه عشان تتفضلي تخرجي ..؟!"
ضربت الارض بقدميها وهي تخرج من الغرفة ليمسح باسل وجهه بكفيه وهو يتمتم داخله :
" يارب جومانة تهدى شوية لحد ما الوضع ده يعدي على خير .."
ثم اخذ نفسا عميقا قبل ان يتصل بأحد رجاله السريين يخبره ان يراقب جومانة احتياطا دون ان تعلم هي كي لا تسبب له فوضى وتتمرد عليه ..
………………………………………………………….








دلفت جومانة الى غرفة ماريا دون ان تطرق الباب لتجدها تلملم اغراضها في حقيبة ضخمة ..
قالت ماريا  بهدوء دون ان تنظر اليها :
" عيب كده .. هو انا مش علمتك قبل كده تخبطي قبل ما تدخلي اوضة حد ..؟!"
اقتربت جومانة منها وقالت بتهكم :
" لا الشهادة لله علمتيني .. وعلمتيني حاجات تانيه كتير .."
 رفعت ماريا وجهها نحوه ثم وقفت قبالتها تتأمل نظرات الحقد والبغض التي تشع من عينيها لتهتف بها بتهكم :
" هدي اعصابك شوية .. انا عارفة انوا اللي مريتي بيه مش سهل .. الصدمات كانت كتير عليكِ .."
ردت جومانة بإستخفاف :
" صدمات ..؟! صدمات ايه ..؟! اه عشان طلعتي مش امي ..؟!"
رمقته ماريا بنظرات باردة لتكمل جومانة بنفور :
" ده من نوع الصدمات السعيدة .. اكيد يعني مش هزعل انوا وحدة قذرة زيك متطلعش امي .."
ضغطت ماريا على نفسها كي لا تنفجر فيها فردت بهدوء :
" ما قلنا اعصابك .. العصبية مش كويسة عشانك .. ثانيا شايفاني قذرة اوي على اني اكون امك ..؟! طب مش يمكن امك تكون أقذر بإعتبار انك متعرفوش عنها حاجة ..؟!"
احتدت ملامح جومانة وهي تجيبها بمقت :
" عادي مش هتفرق كتير .. مع اني اشك انوا فيه وحدة بقذارتك .. بس حتى لو امي الحقيقة طلعت زيك فمش هتفرق معايا لاني جربت الوضع ده قبل كده .. "
ضحكت ماريا وردت :
" انا مشفقة عليكِ اوي .. اللي جاي اصعب مما تتخيلي .."
ارادت جومانة ان تسألها على قصدها لكنها أبت ذلك فهتفت وهي ترمق حقيبتها الضخمة بهدوء :
" واخيرا البيت هينضف من قرفك .."
ثم تحركت خارج الغرفة دون ان تسمع جواب ماريا وهي تفكر في داخلها عن مغزى ما قالته والاهم عن والدتها الحقيقية واذا ما زالت حية ام ماتت ..
…………………………………………………….. 








كانت ميرنا تجلس في الجناح الذي حجزته لها شيري في احد اشهر الفنادق في البلاد تقلب في هاتفها بملل حينما رن هاتفها لتجد ملاذ تتصل بها..
اجابها ميرنا بسعادة :
" مولا .."
قاطعتها ملاذ بضجر :
" ايه مولا ده ..؟! "
ردت ميرنا بجدية :
" ده دلعك من وانتي صغيرة ..؟!"
مطت ملاذ شفتيها وهي تهتف بها :
" مبحبش الدلع .. بحب اسمي يتقال زي ماهو .."
ثم اردفت بجدية :
" عالعموم انا جيالك .."
سألتها ميرنا بدهشة :
" جيالي فين ..؟!"
ابتسمت ملاذ وردت :
" جيالك الأوتيل .. هكون جيالك فين ..؟!"
ثم اكملت بشغب :
" استنيني بقى .. دقيقة وتلاقيني عندك .."
ثم اغلقت الهاتف في وجهها لتتطلع ميرنا الى الهاتف بدهشة سرعان ما اختفت وهي تسمع طرقات على باب جناحها لتهب من مكانها واقفة وتسارع لفتحها فتتفاجئ بأختها امامها تقفز نحوها وتحتضنها بقوة ..
" لحتقي تجي امتى ..؟!"
سألتها ميرنا بدهشة بعدما ابتعدت ملاذ عن احضانها لترد وهي تبتسم :
" كنت واقفة قدام الباب اصلا .."
ثم التفتت واغلقت الباب ودلفت الى الداخل وهي تقول بينما تقفز على الكنبة جالسة عليها :
" تعالي بقى نتكلم .. "
ابتسمت ميرنا وهي تجلس بجانبها لتبدأ ملاذ تثرثر دون توقف وهي تسرد على اختها تفاصيل السنوات السابقة وقد قررت ألا تسأل ميرنا عن اي شيء يخصها فهي لا تريد






 مضايقتها وسوف تترك لها حرية بدأ الحديث بينما كانت ميرنا تشعر بالسعادة تغلفها بقوة وهي تتحدث مع اختها الوحيدة والتي تخبرها عن كل شيء يخصها دون تردد وكأنها لم تكن بعيدة عنها كل تلك السنوات ..
رحلت ملاذ بعد ثلاث ساعات لتبقى ميرنا وحدها وهي تبتسم بسعادة سرعان ما اختفت وهي تفكر انها لم ترسل رقمها الى باسل بعد رغم ادراكها ان فؤاد بالتأكيد اخبره ..
لمعت عينيها وقد قررت ألا تتواصل معه على الاقل اليومين القادمين لتجعله يشتاق لها قليلا ..
أفاقت من أفكارها على صوت رنين هاتفها فوجدت شيري تتصل بها وتخبرها انها امام الفندق فطلبت ميرنا منها ان تصعد اليها ..
وبالفعل صعدت شيري الى جناحها فإستقبلتها ميرنا بسعادة بسبب حيوية شيري ولطافتها ..
جلستا أمام بعضيهما لتهتف شيري بجدية :
" هنبتدي علاج امتى يا ميرنا ..؟؟"
ردت ميرنا بهدوء :
" وقت ما تحبي .."
قالت شيري بعملية :
" فالأول لازم اتكلم معاكِ وتحديدا فموضوع المهدئات .. لازم تحكيلي كل حاجة بالتفصيل .. امتى بدأتِ وازاي تطورت معاكِ ووصلتي لحد فين ..؟! وطبعا تجاوبي على كل اسألتي اللي تخص الموضوع ده .."
هزت ميرنا رأسها موافقة لتكمل شيري بنفس الجدية :
" وبعدين هننتقل للقسم التاني وهو المشاكل اللي خلتك تتجهي للمخدرات .. لازم اعرف كل تفاصيل السنين اللي فاتت وحتى حياتك قبلها بردوا لازم اعرفها عشان اقرر كل حاجة .."
ردت ميرنا بهدوء :
" اكيد طبعا وانا معاكِ .."
ابتسمت شيري بهدوء ثم قالت بحماس وهي تخرج دفتر صغير من حقيبتها وقلم :
" طيب نبتدي بقى من الاول وتحديدا ازاي بدأتِ تاخدي الحبوب ..؟! يعني امتى قررتِ تلجأي ليها وليه قررتِ ده ..؟!"
ثم اكملت وهي تنظر الى ملامح ميرنا المتوترة :
" طبعا اتكلمي براحتك .. ولما تحسي انك مش قادرة تكملي قوليلي فورا من غير تردد  .. تأكدي انوا كلامك مش هيخرج بره .. والاهم اني هنا عشان اساعدك .."








ابتسمت ميرنا ثم بدأت تتحدث رغم التوتر والارتجاف الذي سيطرة على نبرتها وصوتها في بادئ الأمر ..
بينما اخذت ميرنا تدون النقاط المهمة من حديثها وهي تستمع اليه بتركيز شديد ..
…………………………………………………………..  
فتح فؤاد باب شقته ليتفاجئ بباسل امامه وبجانبه روبي ..
" اهلا .."
قالها بهدوء ليتقدم باسل الى الشقة تتبعه روبي دون ان ترد تحيته ..
رد باسل وهو يهوى بجسده على الكنبة :
" اهلا بيك .."
بينما رمقت روبي ارجاء الشقة الانيقة والمرتبة للغاية بطرف عينيها قبل ان تجلس بجانب باسل فيهتف فؤاد بهما :
" تحبوا تشربوا ايه ..؟!"
قال باسل بسرعة :
" اي حاجة جاهزة متتعبش نفسك .. عصير او كولا .."
بينما هتفت روبي ببرود :
" نسكافيه بلاك لو سمحت .." 
لم يجبها فؤاد بل اتجه الى المطبخ بينما هتفت روبي بصدق :
" شقته شيك اوي وكمان منظمة جدا ولا كأنها شقة شاب عايش لوحده .."
ابتسم باسل وهو يرد :
" فؤاد اكتر حد منظم ممكن تشوفيه فحياتك … امال لو تشوفي هدومه .. بيرتبها افضل من هدوم المحلات.."
تقدم فؤاد اليهما ووضع علبة كولا امام صديقه وعلبة العصير امام روبي التي هتفت وهي ترفع حاجبها :
" بس انا طلبت نسكافيه .."
رد فؤاد بلا مبالاة :
" مليش خلق اعمل حاجة فجبتلك عصير جاهز اسهل .."
رمقته بنظرات حادة وردت بمقت :
" شكرا .. مكنش ليه لازم تتعب نفسك كده .."
رد فؤاد بإستفزاز :
" العفو يا انسة روبي .."
تجاهل باسل حديثهما فهو يعلم ان صديقه لا يحب روبي اطلاقا ليهتف به بهدوء :
" اخبار ميرنا ايه ..؟!"
صاح فؤاد بتعجب :
" ميرنا مين ..؟!"








تشدق فم روبي بإبتسامة جانبية بينما رد باسل بجدية :
" روبي عارفة كل حاجة .."
نظر فؤاد الى نظرات روبي المتهكمة بضيق ليقول بعصبية :
" يعني ايه عارفة  كل حاجة ..؟! هو موضوع ميرنا ده مش سر بيني وبينك ..؟! ازاي تخليها تعرفه ..؟! "
لم تجبه فهي اكتفت بنظراتها المستفزة ليجيب باسل :
" عادي روبي معايا وعارفة كل حاجة من الاول .. وهي كان ليها دور بإنوا ميرنا تطلب تتعالج .."
رفع فؤاد حاجبه مرددا بدهشة :
" ماشاءالله .. وده من امتى ان شاءالله ..؟! من امتى بقت روبي الملاس الحارس ..؟؟"
ثم اردف بنظرة بغيضة :
" ومن امتى اصلا بتثق فيها ..؟!"
صاحت روبي مستنكره وهي تنتفض من مكانها :
" لا كده كتير اوي .. انا بنت خاله على فكره .. يعني طبيعي يثق فيا .." 
قال باسل وهو ينهض من مكانه محاولا تهدئتها :
" اهدي يا روبي .. واعذري فؤاد عشان هو مش عارف اي حاجة .."
ثم التفت يقول لفؤاد الواجم :
" انا هفهمك .."
قاطعته بغضب :
" لا متفهموش يا باسل .. انا مش محتاجة حد يبرللي ويوضحله إني أهل للثقة .. يكفيني إنك واثق فيا وده المهم .."
قال فؤاد وهو ما زال يرمقها بنظراته الباردة :
" كلامها صح يا باسل .. مش مهم اني اعرف اسباب ثقتك فيها .. المهم انها تكون قد الثقة دي .."
ابتعدت روبي من المكان بسرعة وخرجت من الشقة بأكملها ليهتف باسل في صديقه :
" مكانش ينفع تعمل كده ..؟!"
نهض فؤاد من مكانه هادرا به :
" انا بردوا اللي مكانش ينفع .. حضرتك ازاي تدي ثقتك ليها بسهولة ..؟! دي وحدة مينفعش توثق فيها بعد اللي عملته .."








قال باسل بضيق :
" دي بنت خالي على فكرة يعني تاخذ بالك من كلامك عنها .. وبالنسبة للي عملته زمان فإنت مش فاهم حاجة اصلا .. وانا مش غبي عشان اثق فيها كده عادي .."
ثم هم بالتحرك خارج الشقة لتتجه روبي وتهبط درجات السلم بسرعة ودموعها تهبط على وجنتيها بغزارة ..
……………………………………………………..
اوقفت جنى سيارتها امام احد محلات الورود فاليوم هو عيدميلاد صديقها المقرب وتريد ان تأخذ له باقة ورد بعدما اشترت له هدية ثمينة للغاية ..
دلفت الى الداخل وهي تتأمل الورد بأعجاب لتتقدم منها احدى العاملات وتسألها :
" تحبي نوع معين من الورد يا فندم ..؟!"
رمقتها جنى بصمت وهي تفكر بما ستأخذه لصديقها قبل ان تبتسم بحماس وعينيها تلمعان بقوة خلف نظارتها السوداء ..
" استني هقولك .. عاوزة تشكيله .."
ثم بدأت تشير الى الانواع التي تريدها غير منتبهة لذلك الذي ولج الى الداخل لترحب به المسؤولة عن المكان فهو يأتيها بشكل مستمر عدة مرات في الشهر الواحد ويشتري منها نوع محدد من الورود ..
انتهت جنى من اختيارها لأنواع مختلفة من الورود لتطلب منها العاملة ان تنتظر عند مكتب مديرة المحل حتى تنتهي من تنسيق الباقة ..
تقدمت جنى نحو المديرة التي رحبت بها فهي تزور محلها لأول مرة لتبتسم لها جنى وهي تجلس على الكرسي المقابل لها بينما الشاب يقف بعيدا عنها موليا ظهره لها ينظر الى احدى الورود بتمعن قبل ان يستدير ويتقدم نحو المديرة لتنتبه له جنى فتقفز من مكانها وتهتف بعدم تصديق :
" انت ..؟!"








رفع الشاب حاجبه وقد انتبه الى الفتاة التي يبدو انها تعرفه فأخذ يدقق النظر الى ملامحها لترفع نظارتها للاعلى كي يتعرف عليها لكنه لم يتذكرها فهتفت بدهشة :
" انت معرفتنيش ..؟!"
تأملها وقد استوعب اخيرا انها هي ذات الفتاة .. فتاة الطائرة المزعجة .. ليرد ببرود ظهر به تهكما واضحا :
" اه اعذريني اصل شكلك متغير شوية .."
ردت بعفوية وهي تبتسم :
" اه عشان صبغت شعري .."
تأمل شعرها الأشقر الغجري والذي غير منها كثيرا فهي كانت فالمرة الاولى بشعر لونه بني غامق والأن بلون يناقض لونه الاصلي ..
تأمل ملابسها المكونة من شورت قصير للغاية فوقه سترة طويلة تصل الى اخر الشورت تحتها تيشرت قصير يبرز سرتها بملامح ممتعضة فهو حقا يكره تحرر الفتيات المبالغ به ..
لم تنتبه الى نظراته الباردة فهتفت بحماس :
" صدفة غريبة بجد .. تاني مرة اشوفك فيها خلال نفس الاسبوع .."
قال الشاب متهكما :
" اه صدفة غريبة وسعيدة .. سعيدة جدا .."
مطت شفتيها وهي تهتف بصراحة :
" متبالغش .. من يومين مكنتش طايقني ولا انا كنت طايقاك .."
ثم انتبهت الى المديرة التي كانت تتابعهما بدهشة ليهتف ممدوح الواقف بضجر :
" هي البنت اللي بتعمل البوكيه تأخرت ولا أنا بيتهيألي ..؟!"
قالت المديرة معتذرة :









" ثواني و هتخلص .. اتفضل انت يا ممدوح بيه .."
نظرت جنى اليه بتمعن وهو يجلس يترفع على الكرسي وملامحه الباردة تسيطر عليه كالعادة وهي تفكر انه اسمه يليق به كثيرا ..
سمعت صوت المديرة تهتف بها :
" اتفضلي حضرتك يا انسه .."
قاطعتها جنى بإبتسامة ودودة :
" جنى .. اسمي جنى .."
ثم نظرت الى ممدوح الذي لم يبالِ بمعرفته لاسمها بينما قالت المديرة : 
" اتفضلي اقعدي وقوليلي اكتبلك ايه على الكارت .."
جلست جنى مكانها ثم عرضت عليها المديرة مجموعة من كارتات المعايدة التي اختارت جنى احدهم وقالت :







" عاوزة ده .. اكتبي عليه كل سنة وانت طيب يا مشمش .. مع قبلاتي .. جيني .."
دونت المديرة ما قالته بينما رمقها ممدوح بتعجب فهي ستأخذ باقة ورد لطفل صغير بمناسبة عيدميلاده ..
افاق من شروده على العاملة وهي تعطيه باقة الورد خاصته ليأخذه وهو يشكرها بإقتراب فتهتف جنى يإعجاب خرج لا اراديا :
‏" wow .. so romantic and amazing "
ثم اكملت :
" التوليب اجمل انواع الورود.. ذوقك حلو .." 
لم يرد ممدوح عليها بل اخرج مبلغ من جيبه حينما انتبه الى العاملة الاخرى وهي تتقدم بباقة الورد خاصتها والتي كانت تحمل اغلى وأجمل انواع الزهور ليحمل باقته ويتجه الى الخارج لكن قبلها هتف هامسا بجانب اذنها :






" مفيش حد عاقل ياخد بوكيه ورد لطفل بمناسبة عيدميلاده .. نصيحة خلي الورد ليكِ وخدي لمشمش لعبة او حتى حاجة يلبسها .."






ثم تحرك تاركا اياها فاغرة فمها وهي تفكر ان مشمش ليس طفلا بل هو شابا في الرابعة والعشرين من عمره ..
استدارت الى المديرة التي تنظر الى اثره بهيام بينما العاملة تتحدث بعدما اطلقت تنهيدة حارة :
" نفسي اشوف المحظوظة بنت الايه اللي بياخدها كل يوم والتاني الورد ده .."
رفعت جنى حاجبها وهي تسألهما بدهشة :
" كل يوم والتاني ..؟!"
ردت المديرة بإبتسامة ساذجة لا تليق بسنوات عمرها الثلاثين :








" حقيقي مفيش راجل زي ممدوح ده .. مشفتش حد زيه .. بقاله سنه بياخد بين يوم ويوم بوكيه ورد لحبيبته .."
لتهتف العاملة بدورها :
" مش كفاية انوا وسيم وجنتل .. لا رومانسي اوي كمان .."
نظرت اليهما جنى بدهشة من غزلهما الصريح به وفكرت انها لم تجده وسيما على الاطلاق بل انها لم تنتبه الى ان شكله مميز عن الباقين ..
هل هن يبالغن في وصفه أم إنها فقدت الذوق في الأونة الاخيرة ..؟!
" بس اسمعها التوليب ..؟!"
تمتمت بها داخل نفسها لكنها نفضت تلك الافكار  عنها فهي لا دخل لها بهذا الموضوع من الاساس ..
قالت اخيرا وهي تخرج محفظتها من حقيبتها :
" كم الحساب من فضلك ..؟!"
اخبرتها المديرة الحساب لتعطيه لها وهي تبتسم ..
همت بالخروج لكنها استدارت بعدما وصلت الى الباب نحو احدى العاملات متسائلة بفضول :
" هو الشاب اللي كان هنا من شوية .. اللي اسمه ممدوح يعني .. بيجي هنا كل يوم ..؟!"
لترمقها الموظفة بإبتسامة متهكمة وهي ترد :
" بيجي كل يومين تقريبا .. بس يوم الجمعة تحديدا بيجي .."
قابلت جنى ابتسامتها المستفزة بحدة وهي تلعن غبائها فكيف تجرأت وسألت العاملة سؤال كهذا .. ؟!
منذ متى وهي تتصرف تصرفات بهذه الرعونية ..؟!
……………………………………………………..
في شقة نزار ..
دلفت ليزا الى الشقة بعد يوم عمل طويل وشاق ..
وجدت نزار يجلس على الكنبة يتناول المشروب كالعادة ..
زفرت انفاسها وهي تتقدم نحوه ليرمقها بنظرات لا مباليه فتهتف به بضيق :









" مش كفاية شرب كل يوم .. "
 نظر اليها ببرود ثم عاد يتناوله المشروب لتقترب منه وتسحب علبة المشروب منه فيهدر بها منتفضا من مكانه :
" انتِ اتجننتِ ..؟!"
ثم هم بالتوجه الى الغرفة وهو يسب ويلعن قائلا :
" دي مبقتش عيشة .. انا هسيبلك البيت واخلص بقى .."
لتتجه نحوه وهي تهتف برجاء :
" لا يا نزار .. مش هتخرج من هنا .. عشان خاطري .."
قاطعها وهو يدفعها بعيدا عنه :
" لا هخرج ومش هرجع .. "
ردت بتوسل وهي تمسكه من ذراعه وتديره نحوها :
" ارجوك بلاش .. انا مقدرش اعيش من غيرك .."
ثم اقتربت منه وبدأت تقبله بشغف ليضعف هو امامها ويتجاوب معه قبل ان يلقيها على السرير ويخلع قميصه ثم ينضم اليها ..
بعد حوالي نصف ساعة نهض من جانبها مرتديا بنطاله لتنهض بدورها بعدما لفت الغطاء حول جسدها جيدا ..
التفت يتأملها بهدوء قبل ان يتجه خارج الغرفة ليتناول المشروب فتسير هي خلفه وتهتف به :
" انا حامل .."
التفت نحوها بملامح مدهوشة سرعان ما اختفت الدهشة منهاروحل محلها الشر ليتقدم نحوها بتوعد أرعبها إلا ان رنين جرس الباب أوقفه لتركض مسرعة نحو الباب غير مبالية بما ترتديه فهي تريد اي شخص ينقذها من براثنه بعد تهورها الغبي ..
فتحت اللي لتنصدم بباسل أمامها وخلفه رجلين ضخمين ..
رمقها باسل بنظرات مشمئزة قبل ان يجد نزار يقترب منه وهو يضحك :
" اهلا اهلا .  باسل بيه …"
لم يرد عليه حيث اكتفى بالاشارة الى رجاله الذين تقدموا نحوه وحملوه بعدما رشوا على وجهه مخدر رغم مقاومته لهم ..
همت ليزا بالصراخ لكن باسل كان اسرع منها حيث وضع كفه على فمها قائلا بتهديد :








" كلمة وحدة منك هوديكِ ورا الشمس .. خافي على نفسك وعلى ابنك اللي لسه مشفافش دنيا .. "
جحظت عينيها من معرفته بحملها ليرمقها بنظرات هازئة وهو يخرج من المكان تاركا اياها تندب حظها الذي أوقعها في مشاكل لا تنتهي ..
………………………………………………………..
اوقف عامر سيارته امام منزل عائلة مهند ليلتفت الى ابنته التي تجلس في الخلف واجمة كليا ويهتف بها بتحذير :
" متقوليش اي كلمة .. اول ما اقولك اتكلمي تعتذري وبس … وتسكتي بعدها .."
نفخت ميرا أنفاسها بضيق بينما قالت رولا الجالسة بجانبه بسرعة  :
" خلاص يا بابا اطمن .. انا فهمتها هتقول ايه .."
رمقها عامر بنظرات محذرة من خلال مرآته فرأتها ميرا وتجاهلتها كليا ..
هبط الثلاثة من السيارة واتجهوا نحو المنزل لتفتح لهم الخادمة الباب فيتقدم عامر الى الداخل وهو يحمل بيده علبة مستطيلة خلفه رولا التي تحمل باقة ورد جميلة وخلفها ميرا التي ما زالت مستمرة بوجومها ..
رحبت بهم الخادمة ودعتهم يجلسون في صالة الضيوف قبل ان تنادي على مهند والذي لسوء حظ ميرا كان راسل عنده فهو اضطر للبقاء بجانبه الليلة الماضية بسبب ضيق مهند من مكوثه في المنزل ليجبر راسل على المبيت معه والبقاء جانبه حتى يخف ..
خرج مهند من غرفته يتبعه راسل المتحفز لرؤية تلك المستفزة وفي داخله يتمنى لو كان اخيها لما تردد لحظة واحدة في خنقها حية لكنه نفض هذه الأفكار وهو يفكر داخله انه من المستحيل ان تكون واحدة بهذه الاخلاق اختا له ..







دلفت الاثنان سويا لينهض عامر ومعه ابنتيه لتتجه انظار راسل الى الفتاتين بسرعة لكنه ينصدم مما رأه أمامه فميرا كانت مختلفة تماما ولولا طولها المتوسط الذي ميزها عن اختها فارعة الطول لما عرفها ..
كانت ميرا ترتدي بنطال جينز طويل اسود اللون فوقه سترة من الجينز الازرق تحتها تيشرت اسود اللون ..
وجهها كان خالي من مساحيق التجميل تماما فبرزت عينيها الزرقاوين بلون السماء وبشرتها البيضاء الحليبية و ملامحها  الناعمة والتي تشبه ملامح القطط .. انا شعرها فبدا لونه افتح بكثير منسدلا بحرية على ظهرها .. جذب انتباهه نظرة الحزن الشديد بعينيها و التي تبدو له نظرة فتاة تحمل هموم الدنيا بأكملها ثم هبط بنظراته على شفتيها المكتنزتين بشكل مغري جذاب ولونها الوردي الغامق أذهله فلأول مرة يرى شفاه جذابة ومثيرة هكذا بالرغم من وجه صاحبتها الطفولي ..
افاق من شروده على تحية عامر الموجهة نحوه ليتنحنح بحرج وهو يبادله تحيته ثم يحيي اختها الكبرى ويتجاهلها كليا وهو يجلس بجانب صديقه والغريب أنها لم تهتم او تنزعج بسبب تجاهله لها مما أغاظه بشدة ..








تقدمت بعدها والدة صديقه واخته ترحب بهم ..
تحدث الجميع قليلا حينما قال عامر اخيرا :
" مهند انا جيتلك النهاردة ومعايا ميرا عشان تعتذر منك .."





قاطعته والدة مهند السيدة سلمى بسرعة :
" حصل خير يا سعادة السفير والموضوع عدا خلاص .."
ابتسم عامر بهدوء ورد بدبلوماسية اعتاد عليها :
 " حتى لو .. بنتي غلطت ولازم تعتذر .. ولا ايه يا ميرا ..؟!"
رمقته ميرا بنظرات حاقدة بسبب اجبارها على الاعتذار وهو الشيء الذي تكرهه بشدة فنهضت من مكانها وقالت بنبرة واجمة وصوت مقتضب  :
" انا اسفة .. "
ابتسم مهند على تلك الصغيرة العنيدة ورد عليها :
" حصل خير يا انسة .. "
رمقها راسل بنظرات جامدة بينما لم تنتبه هي اليه حيث استدارت الى والدها ترمقه بنظراتها وهي تهتف :
" تمام كده يا عامر بيه ولا مطلوب مني حاجة تانيه ..؟!"
رمقها عامر بنظرات حادة من مناداتها له بهذه الطريقة التي جعلت الجميع ينظرون اليها بدهشة فهي تتحدث مع والدها وكأنها عاملة لديه جذبتها رولا من كفيها وهي تهتف بسرعة محاولا انقاذ الموقف :




" خلاص يا ميرا .. استاذ مهند قال انوا قبل اعتذارك "
لتهتف ميرا مدعية البراءة :




" منا لازم أتأكد انوا انكل عامر مش زعلان مني .. انتِ عارفة اني مش بحب ازعله .. ده كفايه افضاله عليا .."




التفتت تنظر الى وجوهم الحائرة لتهتف وهي تنظر الى والدها بتحدي :





" انا عارفة انكم متفاجئين .. تقريبا كده كنتوا فاكرين اني بنت سعادة السفير عامر عساف .. بس لا انا مش بنته ..




 انا بنته بالتبني .. بس هو متعود يقول اني بنته



 بإعتبار انوا رباني وكده .."
ثم التفتت ترمقه بنظرات باردة تخبره من خلالها انها لم تعد تهتم .



. سوف تفضح نفسها بنفسها دون خوف من أن يفضحها اخر يهددها مرارا بهذه الفضيحة ..





 👇

 🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

🍁🍁🍁🍁مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 
 نقدم لكم كل ما هوا حصري وجديد

جاري كتابة الفصل اترك ١٠ تعليق ليصلك الفصل 

 الجديد فور الانتهاء من كتابته ونشره

 وايضاء  اشتركو على

 قناتنا        علي التليجرام من هنا

ليصلك اشعار بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك

  🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


                      الفصل السابع عشر من هنا 


 رواية عروسي الكاذبة كامله للقراة اضغط هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-