رواية عصفورتي متمرده
الفصل الاول والثاني
بقلم ايمان المهدي
كنت طفله ذات الخمس سنوات عندما مات أبى وأمى ف
الأرض المقدسه(المدينة المنورة) كان أبى يعمل طبيبا
هناك وأمى ربة منزل ترعانى أنا وأخى
نعيش حياة مستقرة الى ان قرر ابى سفرنا لنعيش ف مصر ويستقر هناك بجوار جدى وعمى
ونحن ف طريقنا الى المطار انقلبت السيارة عدة مرات
لتنتهى أجمل ايام طفولتى مع انتهاء حياة أبى وأمى وأخى ولكن القدر كتب لى حياه آخرى
حياة اجبرت أن أعيشها بدون من اخرجونى للحياة وجعلونى عصفورتهم الصغيرة ومصدر سعادتهم كما كانوا يقولون لى دائما.
أجبرتنى الحياة للذهاب الى العيش مع أناس لم اعرفهم من قبل كنت أسمع فقط من أبى عنهم ولكن أتجاهل ما اسمعه دائما .. أنا لا أريد اى دخلاء ف حياتى بغير أبى الذى يملأ الدنيا بعطفه وحنانه.
وأمى المرأه الحكيمه المتدينه هم فقط كانا رمز الأمان والحب والحياة بأكملها
اليوم سأعرفكم على الدخلاء ف حياتى. حياة العصفورة كما يلقبونى
قبل اى شئ اعرفكم على العصفورة
سأبدا معكم ف سرد مذكراتى
إسمى حياة سيف الدين مختار من يومين اتممت سبعة عشر عامًا ف السنة النهائيه من الثانوية العامة
اعيش ف بيت عائلة مختار العابدين مع عمى وخالتى ... أبى وعمى تزوجوا أختين
لن أحدثكم كثيرا عن شكلى الخارجى فصفاتى ستبهركم
فأنا العصفورة المدلله ... شقيه ... عنيدة.... متمردة
لا اتقبل الإنتقاد بأى شكل.... سترون صفاتى غريبه وغير مقبوله...
لكن من حولى يروها أجمل ما ف العصفورة لانهم يعلموا جيدا سبب كل هذا
ما مررت به ليس بالسهل فأنا عصفورة يتيمه تمنت الطيران ولكن انكسر جناحيها بموت أبويها
عزالدين مختار هو عمى طيب القلب حنون يرانى دائما عوضا عن أخيه المتوفى. يرعانى ويحافظ على العهد ويكرمنى. ولكن قلبى مازال ينزف فدائمًا أرى الإهتمام على أنه إكراما لليتيم
عمى هو ملجأى وأمانى هو حمايتى
ياسمين. خالتى. حقا هى الياسمين تفوح دائما منها عطر المحبة والطيبه خالتى هى شهد حياتى جائتنى عوض عن حرمانى. هى روحى ونصف قلبى فنصفه الثانى. لعشقى وحبى لمن زُيَّن حياتى بورود الحب ل زَين
زين عزالدين مختار يكبرنى بسنوات عديدة تقريبا عشر سنوات ظابط ف الجيش سبعة وعشرون عاماً وسيم للغاية بشكل ملفت. أكاد أغار عليه من ملابسه فأنا حقا سأجن بسبب حبه. وكما كنت اراه. جنتى ف الأرض أصبح هو جحيمى الدائم ف هذه الحياة كيف لعشقى وجنونى وحبى أراه ف احضان أخريات ولا يجن جنونى
عائشه ابنه عمى الجميلة خمسة وعشرون عامًا انتهت من دراستها إدارة أعمال أعلم انها تحبى بالرغم من تنافرنا دائما. حتى وان كنا نتشاجر يوميا. ولكن مازالت تحبى. لانها لازالت تنادينى بالعصفورة
سيف عز الدين مختار. ابن عمى يكبرنى بسنه واحدة مرح ومجنون. طيب القلب الوحيد ال يعرف كل أسرار
العصفورة ... أول سنه كليه طب
باقى الدخلاء كما أسميتهم. هعرفكم عليهم وانا بكتب المذكرات تحب نبدأ منين. هنبدأ من اول يوم دخلت فيه قصر مختار العابدين
دخلت القصر طفله خمس سنوات ممسكة بيد عمى داخلى رعب وهيبه لهذا المكان الغريب. مكان ضخم ملئ بالأثاث. بيتى القديم كان اجمل بالرغم من صغر مساحته فساحة هذا البيت اكبر من مساحة بيتى ذات الأثاث القليل لكنه كان جميلا ملئ بالورود والعصافير. كان مثل الجنه لى. انا الآن أشعر ان داخل جحيم
بيت ليس داخله اى معالم للحب لا ورد ولا عصافير. كنت صغيرة حينها كنت أظن ان الورود والعصافير هى دليل على جمال المكان وان بدونهم يصبح البيت كئيبا
ولكن اليوم وبعد دخولى هذا المنزل من ثلاثه عشر سنه تحول الى بيت العصافير والورود اصبح منزلى الجديد شبيه بالجنه فكلما تبكى العصفورة تهدى بعصفورة ملونه.
حياة يا عصفورة انت صحيتى
كنت جالسه على مكتبى الصغير واكتب بمذكراتى. وتاريخ يوم جديد من حياتى حتى سمعت صوت خالتى ...
اه ياخالتو إتفضلى
ياسمين انت صحيتى .... الوحيدة ال مش بتتعبينى ف البيت دا من بدرى بصحى فيهم ومفيش حد معبرنى
متقوليش كدا ياست الكل انت عارفة ان عائشه وسيف نومهم تقيل أنا هروح اصحيهم
يابنتى أنت عندك امتحانات هتتأخرى كدا
لا متقلقيش لسه بدرى مش هتأخر
دخلت غرفه عائشة انت يا أم نوم تقيل قومى يابنتى. هو كل يوم تتعبينى كدا
عائشه بنعاس. أقفلى الستارة عايزة انام
حياة. بمكر تمسك بدورق المياة هتقومى ولا اغرقك زى كل يوم
عائشه تقوم بسرعة جنونيه لالالا أنا قومت
حياة ههههه ايوا كدا جبانه
عائشه بعصبيه مضحكه. تعرفى انت مفكيش حاجة تشبه العصافير بتوعك غير الصداع كل يوم من الفجر مش بيبطلوا زقزقه قال عصفورة. قال. احبهم بس عشان الوانهم
حياة وانت تعرفى ايه عن عصافيرى يا جاهله
جمال ورقه زي صاحبتهم
عائشه بإستفزاز بتقلدها جمال ورقه أه ما هو باين
حياه. بقا كدا ورمت عليها دورق المياة وهربت بسرعة برةه الغرفة
عائشه عاااااا ماشى يا عصفورة والله لقصقص ريشك دا ريشه ريشه ودخلت الحمام لتبدل ملابسها
حياة بتضحك وتتنهد بخبث كدا خلصنا من الأول
وتتجه بخطوات بطيئه لغرفة سيف وقبل فتحها كان سيف يفتح باب غرفته.
سيف. بمكر مش هسمحلك
حياة بخيبه أمل أنا كنت هصحيك بس يا سوسو
سيف قولتلك بلاش الدلع دا لو حد سمعك يقول عليا ايه شغال ف شارع محمد على
حياة هههههه دا على أساس البيت كله مش عارف ان بدلعك يا سوسو
سيف. لا ما هو أنا مقصدش ال ف البيت. يا أختى. انا اقصد يعنى. ويفرك ف شعره بتوتر
حياة بغمزه تقصد مين هااا قولى مين بس
سيف. اقصد ... أه إنت عايزة تعرفى كل حاجة دا بعدك ياعصفورتى ويمازحها بشقاوة. انزلى وانا هغير وانزل
حياة. ماشى ياسيف هتيجى لحد عندى وتقولى ومشيت بعد غلق سيف باب غرفته.
لتتجه لمكان آخر يجعل دائما قلبها يتراقص كلما اقتربت من باب هذه الغرفة لتجد سيف يفتح الباب سريعا ويستفزها. طائر العنقاء مجاش لسه ياعصفورة
حياة بحزن متعرفش هيوصل امتى
سيف لأ. بس كل ال اعرفه انه بيحس بدموع العصفورة وأكيد عارف ان العصفورة زعلانه هيعمل المستحيل. ويرجعلها ف أسرع وقت
ف مكان آخر على حدود البلاد
مالك يا سيادة النقيب
هاااا ولا حاجة يا رامى بس بفكر اطلب إجازة بقالى اكتر من شهرين هنا وأكيد الكل قلقان عليا وبصوت منخفض وبالأخص العصفورة
رامى. انت فعلا مقصر كتير ف حق نفسك وأهلك ازاى بس بتقدر تبعد المدة دى كلها عنهم مع ان عارف أنك اكفئ ظابط فينا وبتحب شغلك بس كمان حياتك وأهلك محتاجينك رامى وهو يبتعد وبالأخص العصفورة أكيد محتجالك
رامى صديق زين المقرب برتبه ملازم أول
زين بتوتر استنى هنا بتقول ايه وتعرف منين العصفورة
رامى يحاول كتم ضحكاته. اقصد العصافير ال بتربيهم ف البيت مش انت قولتلى ان عندكم عصافير. أكيد محتاجين اهتمامك وإلا هيملوا من طول الإنتظار
زين. لا ياشيخ طيب اتفضل على شغلك وسيبنى أنا حر بعصافيرى
رامى. علم وينفذ ياباشا
على طاولة الإفطار يجتمع عزالدين بعائلته
لتدخل حياة تحمل فنجان من القهوة صباح الخير ياعمو وتقبل جبينه بحب. قهوتك ياعز باشا
عز بضحك يملس على شعر حياة
صباح الخير ياعصفورة. انت عارفة ان يومى ميبدأش غير لو شربت قهوتى من تحت ايديكى
ياسمين. بقى كدا ياعز قهوة حياة حلوة وقهوتى أنا لأ
عز ازاى بقا دا انتى الخير والبركة وبعدين انت ال علمتى العصفورة
حياة. شكل الياسمينا غيرانة
ياسمين. بطلى لماضه ويالا عشان هتتأخرى على امتحاناتك
عز. يالا ياعصفورة وانا هوصلك
قامت حياة باست خالتها ادعيلى يا ياسمينه قلبى
ياسمين. انا واثقه من بنوتى ومن نجاحها ربنا معاكى يا حياة
وقبل خروج حياة من المنزل رن الهاتف
عائشه. بصوت جهورى. ياعصفورة استنى
عز. سيبنا نمشى هنتأخر
عائشه. بمكر. براحتك يا عصفورة وبصوت منخفض . بس طائر العنقاء. عايز يكلمك
يتراقص قلبى ويغنى كما تتراقص عصافيرى
ووجهى أصبح يشبه الورد الجورى من كثرة احمراره
حقا انه زين وكما تعود دائما يكون بجانبى
مسكت سماعة الهاتف. بصوت ضعيف مهزوز. الووو
زين. الوووو ياعصفورتى الحمد لله لحقتك قبل ماتنزلى
حياة. عامل ايه يازين طمنى عليك
زين. انا بخير المهم انت امتحانك النهاردة. حياة. ركزى كويس دى آخر سنه ف الثانوية العامة
حياة. انا كنت خايفه جدا بس مجرد ما كلمتنى اتطمنت
زين. احممم. انا واثق ان عصفورتى هتجيب مجموع كويس وتدخل كليه الطب زى ما كانت بتحلم
حياة. ان شاء الله هتيجى امتى
زين. عندى مأموريه هخلصها وأنزل
حياة. ترجع بألف سلامه
زين. اشوفك بخير يا عصفورة روحى انتى عشان مش تتأخرى وخلينا اكلم الياسمينه
حياة. خالتو كلمى زين. انا همشى باى
سعادة غريبه احتلتنى دائما كان زين قادر على إسعداى
بالرغم من مشاكستنا الدائمة وعندى وتمردى على كل ما يأمرنى به أجد دائما وراء أوامره لى محبه وخوف
ياسمين اهم حاجة تكلم العصفورة. وماما آخر حد تسأل عنه
زين. أبدا والله أنت الأساس يا ست الكل
ياسمين. ثبتنى يا بن بطنى. ماشى يا زين أنا عارفة ان روحك ف العصفورة ربنا يجمعكوا على خير
زين. خلاص ياماما انا هعترفلها بحبى وهطلب من بابا يخطبهالى أول ما أرجع وتكمل دراستها براحتها.
ياسمين دى امنيه حياتى يا زين أشوفك انت وحياة مع بعض. حياة دى بنت الغاليه.
زين. طيب يا أمى أنا هقفل دلوقتى عشان بجهز وخارج للقائد. ادعيلى يمر الكام يوم على خير. وارجع
وبعد عدة أيام. ف وقت متأخر من الليل يرن هاتف البيت
حياة بنعاس الوووو
المتصل. بيت النقيب زين عزالدين مختار
حياة بقلق. ايوة
المتصل. أنا آسف بس النقيب زين استشهد من دقايق
نتيجه اطلاق رصاص على الكتيبه بتاعته. الانفجار ف كل مكان ولم يستدل على جثث الشهداء لكن النقيب زين كان من ضمن أسماء الظباط ال ف الكتيبه
حياة وقد الجمتها الصدمه ووقعت على الأرض ف حاله يرثى لها.
عز الدين فيه ايه يا بنتى مالك مين ال بيتصل.
حياة .......
عز الدين. الوووو
المتصل. حكى نفس الحديث لعز.
عز الدين. انت بتقول ايه لاحول ولا قوة الا بالله. زين إبنى. أستشهد
الفصل الثاني
سيطر الحزن على بيت عز الدين مختار
ال حاول يتأكد من الخبر بأى طريقه بس مستفدش حاجة. اسم زين كان ضمن ظباط الكتيبه حتى رامى صاحبه. ومر كام يوم على نفس الوضع كانت العصفورة مش بتنطق من صدمتها حالها گ حال ياسمين وسيف وعائشه
ف وقت متأخر من الليل
كانت حياة ف غرفة زين محتضنه ملابسه ظلت ساعات تبكى وهى هكذا حتى احست بيد تمسح دموعها برفق لتفتح عينيها ببطئ شديد لتجد امامها مالم تكن تتوقعه. هل أنا ما زلت نائمه وما اراه امامى مجرد حلم. معقول زين لسه عايش
زين. مالك ياعصفورة أنا قدامك عايش انت مش بتحلمى. امسكى ايدى عشان تصدقى.
احتضنه بشدة وأنا ابكى زال عنى الخوف وما مكانه الأمان والراحة.
حياة تلمس يد زين برعشه ودموع فرح. ز. زين انت عايش انت واقف قدامى فعلا يعنى مش حلم. انا صاحيه مش كدا ارجوك قولى ان مش بحلم
زين بصوت منخفض لا أحد يسمعه سوى حياة يقترب من أذنيها
تفتكرى. زين يقدر يفارق حياة بالسهوله دى. انت حياة الزين. يا عصفورة
عائشه. بس ازاى يازين. والخبر ال وصلنا دا. احنا صدقنا أنك م....قاطعتها حياة متكملميش زين هنا وبخير
ياسمين. الحمد لله يابنى. ان بخير ونورت بيتك
سيف. قولى يازين ايه ال حصل بالظبط معاك أنا والكتيبه
عز الدين. سيبوه يرتاح دلوقتى. كفايه الجروح ال فيه. والجبس ال ف رجله
حياة وأخيرا لاحظت ان زين مجبس رجله وايده كمان فيها جروح. عميقه ااانت مجروح ومتأذى كتير.
زين. الحمد لله انها جات على قد كدا. انا معظم زمايلى استشهدوا. انا الوحيد ال خرجت منها بأقل خساير
وبنبرة حزن يكمل ... حتى رامى ف غيبوبه ف المستشفى ربنا ينجيه.
ياسمين. ياحبيبى. الحمد لله وبكرة رامى يبقى كويس ارتاح انت بس دلوقتى
زين. انا فعلا محتاج ارتاح عشان الصبح اروح لرامى اطمن عليه
حياة. بس انت تعبان ومجروح ومحتاج راحة
زين. دا صديقى. دراستى واقرب اصحاب. ولازم اكون جمبه.
عز الدين. طيب ياولاد روح ا ارتاحوا دلوقتى احنا كمان بقالنا كام يوم ف قلق وتوتر الحمد لله ربنا طمنا عليه
ياسمين. انا افضل هنا جمب ابنى لو أحتاج حاجة
زين. روحى ياماما ارتاحى أنا محتاج انام واكيد مش هحتاج حاجة. تصبحوا على خير
خرج الجميع. ياسمين مش يالا ياحياة تروحى ترتاحى
نظرات حياة كانت متعلقه بزين وكأنها تريد سماع شئ
زين يعلم ما يدور ف بالها. فأردف قائلا. حياة أنا كويس صدقينى. يا عصفورة روحى ارتاحى
ف صباح اليوم التالى. كان زين ينزل درج القصر ببطئ شديد يستند على سيف. كان الألم يعتلى جسده بالكامل لكنه يتغاضى عنه ف سبيل ان يكون بجوار صديقه
عز الدين. يابنى انت تعبان. خليك وانا اروح اطمن عليه
زين يابابا أنا بحمد ربنا انهم نقلوه مصر على الأقل كدا هيبقى قريب منى. سيبنى اروح لازم اطمن عليه بنفسى.
ياسمين هسيبك تروح بس تفطر الأول
زين. ياماما انا مش جهاز ارجوكى سيبينى امشى
ياسمين. مش هتمشى يازين من غير قطار وتاخد ادويتك انت مش شايف حالتك عامله ازاى
عز الدين. خلاص يازين اقعد افطر معانا عشان امك مش تزعل
حياة. صباح الخير. عامل ايه يا زين
سيف. زى الحصان ياعصفورة وخارج كمان
حياة. انا مش سألتك بتحاول تستفز سيف ... خليك ف حالك يا سوسو باشا
ياسمين سيف. مش وقت هزار
سيف. يعنى انت مش شايفاها بتستفزنى ازاى
حياة. وانت مش شايف أنك بتدخل ف كل حاجة
ياسمين وزين. ف صوت واحد. بااااس
زين أنا كويس ياعصفورة. متقلقيش.
عائشه. زين. فيه حد اتكلم على تلفون البيت من المستشفي ال فيها رامى وبيقول ان فاق ومحتاج يشوفك فورا
زين. بجد فاق طيب الحمد لله. سيف تعالا وصلنى مش هقدر أسوق
حياة طيب لو كدا خدونى معاكم. عندى امتحان
زين أنا آسف ياعصفورة بس طريقك غير طريقى
نغزة أصابت قلب العصفورة وكأن كلامه يعنى بدايه مجهوله لا تعلمها وكأنه قاصد ما يقول
بتفكرى ف ايه يا عصفورة انت مجنونه أه فعلا طريق مدرستي بعيد جدا عن طريق المستشفى ايه بقا الهبل ال بتفكرى فيه دا
عز الدين يابنتى روحتى فين
حياة. هاااا نعم يا عمى
عز الدين. نعم ايه بس دا انت ولا هنا. يالا تعالى أنا هوصلك قبل ما اروح الشركة
وصل زين المستشفى
استأذن الدكتور ف الدخول لرامى
الدكتور سيادة النقيب حاله الملازم رامى صعبه ومتأخرة جدا وممنوع عنه الزيارة بس هو أول ما فاق طلب يشوفك وعشان كدا سمحت يقابلك. واتمنى نقدر ننقذه الحالة متدهورة جدا
دخل زين يمسح دموعه فاليوم يرى صديقه يلفظ انفاسه الأخيرة اقترب منه ببطئ ... رامى أنا هنا
التفت رامى ببطئ شديد لمصدر الصوت
زين سلامتك ياصاحبى بإذن الله هتبقى كويس
رامى بمحاوله لإخراج بعض الكلمات اانا...
زين رامى بلاش تتعب نفسك بالكلام بكرة تبقى كويس ونرغى براحتنا.
رامى. بألم اسمعنى يازين
زين. حس إن رامى محتاج يقوله حاجة مهمه لازم يسمعه. ... سامعك يارامى. اتفضل
رامى. بيحاول يلتقط انفاسه بصعوبه وكأنه قد خان وقت اجله. ف منافسه مع الموت يتمنى إبقاء الروح داخله لدقائق آخرى معدودة فما سيحكيه سيغير مجرى حياة الجميع. ... عندى سر ولازم تعرفه وتوعدنى يازين. تنفذه
زين. اوعدك. يارامى أي كان
رامى. انت .......
بعد دقائق معدودة. كانت كفيله أن تغير أمنيات واحلام
تغير مصير الكل ..... يخرج زين من العنايه يكاد يقع حتى اسنده سيف.
سيف. زين مالك يا أخويا. ورامى اخباره إيه
زين. بدموع. رامى. مات ياسيف
سيف. انت بتقول ايه. لا اله الا الله. كان بيتمنى دائما ينول الشهادة وربنا اراد يكون من الشهداء. ربنا يرحمه ويسامحة
زين. لأ مكنش لازم يموت بالأخص دلوقتى. مكنش لازم يموت ياسيف. وقف سيف ف صدمه بسبب أخيه وهو منهار طلب الدكتور ال عطاه مهدأ
يمر أسبوع على موت رامى ومازال زين يعتكف فى غرفته لا يرى احد ولا يتحدث مع احد قليل ما يتحدث مع والدته. حتى العصفورة. اهملها كثيرا كلما يراها ينفر منها. وكأنه لايطيق الحديث معها.
حياة. خالتو. زين عامل ايه النهاردة
ياسمين. أحسن كتير يابنتى
حياة. بحزن الحمد لله. ..
ياسمين. مالك يا حياة.
حياة. خالتو هو زين زعلان منى حاجة. مش بيكلمنى
ياسمين. وزين هيزعل منك ليه ياحبيبتى. انت عارفة ال مر بيه الكام يوم ال فاتوا ومن صاحبه
حياة لا ياخالتو. زين متغير معايا. طيب ما هو بيكلمكم كلكم على الأقل بيرد عليكم السلام انما أنا متجاهلنى تماما وكأنى مش موجودة
ياسمين. تعلم هذا ولاحظت نفور زين وتجاهله من حياة ولكنها كذبت يقينها. حتى لاتزعج العصفورة. بتهيألك هو بس تعبان شويه من الأحداث الأخيرة يومين وهيرجع زي الأول واحسن. ويهتم بعصفورته العنيدة
خرج زين من غرفته يتكأ على عصى فما زال الجبس يحكم حركته
ياسمين. زين رايح فين يا بنى
زين خارج ياماما عندى مشوار هخلصه وأرجع
حياة انت تعبان يازين والوقوف على رجلك كتير هيتعبك
زين. اظن دا مش شغلك خليكى ف مذاكرتك ومتدخليش ف كل حاجة
حياة. وقد أدمعت عينيها. انا آسفه يازين مكنش قصدى. بعد إذنكم. أسرعت خطواتها ف الإبتعاد عن انظارهم. لا تريد ان يراها زين هكذا. ولا تعلم السر وراء معاملته الجافه
ياسمين ليه كدا يازين تزعل حياة. هي مقالتش حاجة غلط
زين ماما أنا متأخر دلوقتى. بعد إذنك
ياسمين. ياترى ايه ال غيرك يا بن بطنى. مش معقول موت صاحبك يغيرك تجاه حياة ال روحك فيها
مر عدة ساعات. وارجع زين على العشاء وقت اجتماع الكل انتظر لينتهوا من تناول العشاء. ليصدم الجميع.
بابا. ماما. انا قررت اتجوز. وف أسرع وقت
فرحة اعتلت وشوش الجميع وأيضا العصفورة.
عزالدين ألف مبروك يا بنى
ياسمين ألف مبروووك يا حبيبى
سيف وعائشه كانوا بيباركوا زين. والفرحة ملأت المكان تحت نظرات حياة والخجل المسيطر عليها
ياسمين. مبروك. يا عصفورة
سيف. أه والله مبروك ياعصفورة صبرتى ونولتى وطائر العنقاء جالك راكع
الجميع ظن ما ارادوا ان يكون. فجميعهم يتمنوا العصفورة زوجه لزين حتى نطق زين بما لا يتوقعه أحد
زين. بخبث. أه فعلا عقبالك يا عصفورة. تلاقى ال يسعد قلبك
ياسمين بضحكه كلها ترقب تحاول ان تفهم كلام زين. هههه ماهى لاقت خلاص ال هيسعدها
زين. بمكر ودهاء هويعلم مقصد أمه
والله طيب كويس المهم. انا روحت النهاردة بيت ال بنت ال بحبها. وطلبت ايديها .... وقام من امامهم.
أه نسيت اقولكم. عروستى وال هي هتبقى مراتى اسمها نهله.
بابا حضر نفسك انت وماما عشان هنروح نقرا فاتحة وبالمرة نلبس الخواتم بكرة بعد المغرب. بعد إذنكم طالع أرتاح ....