CMP: AIE: رواية عشقت كفيفة الفصل الثاني2بقلم رنا هادي
أخر الاخبار

رواية عشقت كفيفة الفصل الثاني2بقلم رنا هادي

رواية عشقت كفيفة الفصل الثاني


 رواية عشقت كفيفة 

الفصل الثاني 

بقلم رنا هادي


في غرفه يعمها الظلام تجلس هي وحيده تنزل دموعها في 



صمت لتذكرها هذا المشهد الاخير الذى جمعهم... 


كانت تجلس في غرفتها ليدخل اليها اخيها مالك يجلس بجانبها فوق الفراش .. 


مالك بحنان اخوى =حبيبتي مصطفى كلمني وقالي انه عاوز يقابلك هو مستنينا فى الكافية اللى بنقعد فيه 


سارة بفرحه =بجد اخيرا رجع 


ثم قامت من مكانها وجاءت لتسير إلا انها تعثرت وكادت ان تسقط .. إلا ان مالك قام






 بإسنادها قبل وقوعها وجعلها تستعد للخروج .. وبعد اقل من ساعة وصلت هى و مالك الى الكافيه الذى ما ان راهم مصطفى اتجه اليهما 


مصطفى بجدية =بعد اذنك يا مالك عاوز اقعد معاها لوحدنا 


اومأ له مالك فى صمت وذهب ليجلس على طاولة اخرى .. بينما سحب مصطفى يد سارة واتجه بها على طاولته ليستمر الصمت بينهم الى لحظات .. قطعه هو بسؤاله وهو يتحدث بتوتر

=تشربى حاجه 


لتهز سارة رأسها بالنفى .. 


استمر الصمت بينهم لبعض دقائق اخرى ثم بدأ هو الكلام... 


مصطفى بجدية وهو يخفض رأسه =سارة انا عارف ان اللى حصلك ده قضاء وقد وانك ملكيش علاقة بيه .. بس انا مش هقدر اكمل معاكى وانت...







. انا اسف بس انا ظروف شغلى بتخلينى اسافر كل شويه وانا عاوز اكبر الشركه بتاعتى واخليها مجموعة شركات عالمية ... بس انت هتعطلينى لو كملت معاكى.... 







قاطعته سارة بصوت مخنوق من اثر الدموع =يعني ايه؟!.. 


مصطفى بجدية =يعني من الآخر انا مش هقدر اكمل العلاقة دى .. دا غير ان أهلى مش موافقين عليها من الاول 


سارة ببكاء =انت بتعايرنى بحاجة مليش علاقة بيها 


مصطفى بضجر مصطنع= وانا مش هربط نفسى بواحده مش قادرة تخدم نفسها .. هتخدمنى انا ازاى 


لتنهض سارة بكبرياء وهى تمسح دموعها =وانا مش خدامة عندك عشان اخدمك والحمدلله ان ربنا كشفلى حققتك 


لتفيق من شرودها في الماضي على دمعة تنزل من عينها فوق يديها لتصبح تلك الدمعة اليتيمه بكاء حار .. بكاء على حالها وتلك الحياة القاسية وعلى حبيبها الذى خذلها فى اكثر وقت احتاجته به ... 


ومازالت ذكرياته تداهمها تلك الذكريات التي لا تأبي الخضوع او الاستسلام عن الرحيل من مخيلتها... 


******** 


فى صباح يوم جديد 


في الجامعه.. 


كانت ملك تقف هى وصديقاتها فى حديقة الجامعة يتحدثون بمرح .. الى ان جاءت صديقتهم عبير تخبرهم وهى تنظر الى ساعة يدها 

=يا خبر الوان فاضل عشر دقايق ومحاضرة دكتور عدى تبدأ 


لتتحدث ملك وهى تسير معهم =تمام اسبقونى انتم وانا هروح التواليت واجى وراكم 


لتردف عبير بمرح =بسرعة بس لهركليز يمنعك من الحضور لآخر السنة خالص 


ابتسمت بخفة ولم تجيبها بينما وهى تسير إذ بقدمها تتعثر فى شئ لتقع على الارض ولسوء 








حظها كانت قد بدأت المحاضرات ولم يكن يوجد احد ليساعدها جاءت لنتهض ببطئ حتى لا تؤلمها قدمها لتجد شاب يتجه اليها بسرعه يساعدها فى النهوض

ليسالها الشاب بهدوء =انتِ كويس 


لتجيبه بخفوت وهى تعقد حاجبيها من الالام = الحمد لله وشكرا ليك 


وذهبت من امامه كامت تسير بتعرج .. ليتجه اليها ذلك الشاب يمسك مرفقها ويقول بقلق

=انتِ رجلك بتعرج مينفعش تمشى عليها على الاقل دلوقتى تعالى ارتاحي فى كافيه الجامعه 


لتتحدث ملك بصوت مختنق =بس انا عندي محاضرة ولو ........ 


ليقاطعها وهو يقول بجديه =انتِ مش فى طب 


لتوما برأسها وهى تقول بتاكيد =ايوة طب سنه تالتة 


ليردف هو بابتسامه=بسيطة وانا سنه خامسة هاتى بس المحاضره وانا هشرحلك 


لتنظر له ملك بتردد لا تعلم ماذا تفعل؟ لكن قدمها تؤلمها لتقول بتعب واضح =شكرا الموضوع مش مستاهل بعد اذنك 


لتتجه بالسرعه التى اسعفتها قدمها لتسير بها الى المدرج وهى تتحمل الم قدمها .. وعندما دلفت وجدت الدكتور قد بدأ المحاضرة 








ملك بهدوء وهى تحاول كتم تعبها =انا اسفة سا دكتور 


عدى بهمس لنفسه وهو ينظر اليها=انتِ تانى 


ليكمل بجدية .. انا قولت مفيش حد بيدها من بعدى 


ملك بخفوت وهى تكاد تبكى من الحرج= انا اسفة ب.... 


قاطعها عدى بحده ولم يلاحظ تلك الدموع الحبيسه فى مقلتيها =انا قولت مفيش حد بيدخل ورايا 


لتزفر ملك الهواء بتعب وهى تلتفت تخرج من القاعة لتسير ببطئ تجلس فى الكافية وحدها تغمض عينها بتعب وقدمها تؤلمها 


=منعك من حضور المحاضره؟!

كلن ذلك سؤال نفس الشاب الذى ساعدها منذ قليل لتفتح عينها ببطئ وهى تنظر اليه مطولا لتوما برأسها وهى تسأله

=انت معندكش محاضرة 


ليهز رأسه بنفى وهو يقول =تسمحين اقعد معاكى 


لتنظر هى حولها باستغراب =الكافية فاضى...... 


قاطعها وهو يجلس =انا عاوز اقعد هنا 


لم تعقب ملك على ما قاله لتنظر الى اللاشئ بينما هو اخذ يعبث فى هاتفه الى ان قطع هو الصمت بسؤاله وهو ينظر اليها =لسة رجلك بتوجعك ؟ 


لتردف بهدوء =لا الحمد لله احسن 


ليمد يده كى يصافحها وهو يقول بابتسامه = انا مروان محى سنه خامسة طب 


لتصافحه ملك بابتسامه =تشرفت وانا ملك احمد سنة تالتة طب 


لتسحب يدها بخجل ليبتسم عندما لاحظ خجلها ليقول =بس انا اول مره اشوفك 


ملك ببساطه =عادى .. انا اصلا نادرا لما اجى واقعد هنا فى الكافية 


ليوما لها مروان وهو يحدثها بمواضيع كثيرة ومختلفة ليستطيع مروان بروحه المرحة التى لاحظتها ملك ان يجعلها تضحك من قلبها .. ليمر بهم 








الوقت الى ان انتهت المحاضرات وبدأ الطلاب فى المجئ الى الكافيه .. وهما مازالت يتحدثان .. ولم ينتبه احد الى ذلك الذى







 النار تكاد ان تخرج من مقلتيه وهو يراها تضحك بتلك الطريقة مع شخص غريب .. كان يريد ان يسحبها ويعنفها على جلوسها مع ذلك الشخص لكن لا يستطيع فمكانته كمعيد





 لها بالجامعه تمنعه بالإضافة إلى أن اغلب الطلاب أصبحوا متواجدين .. ليقف وهو فى صراع بين قلبه الذى يحثه على الذهاب اليها ولكم وجه ذاك الذى يجلس امامها ويضحك معها ..




. وعقله الذى يطالبه بالتعقل وبانه الى الان لا يوجد لك حكم لها فهى ليست زوجتك او خطيبتك .. وهنا دق قلبه كالطبول وهو يهمس لنفسه 


"بس هى حبيبتى ومش هسمح......" 


قاطع حديثه مع نفسه وصراعه الداخلى هو رنين هاتفه وكان المتصل احدى الممرضات فى المشفى التى يعمل بها لتخبره  الممرضة بوجود حالة طارئة وأنهم يحتاجون اليه .. ليذهب سريعا باتجاه سيارته ويستقلها ويتجه الى المشفى بينما مازال يفكر فى ملك والشخص الذى كان يجلس معها 


******** 


بينما مازال مروان وملك يتحدثان فى مواضيع كثيرة ومختلفة لتتحدث ملك وابتسامة واسعه تزين ثغرها الصغير

=يعنى انت بجد طلعت تجرى فى الغيت وانت حافة 


ليتحدث هو بجدية وهو يحرك يده لكى تتخيل المشهد وهو يسرده م ة اخرى ويقول بتاكيد 

=يابنتى انا كنت واقف قدام باب البيت فى البلد عند عيلتى وكنت واقف حافى بمعنى أصح كنت لسه صاحى من النوم ومش شايف قدامى .. لقيت حاجة بتخبط فى رجلى وتلف حواليا بصيت لقيت بعيد عنك حم*ار لونه اسود متخبى فى شكل ك*لب اسود وحشتينى .. ان بصيت عليه وبصيت قدامى وهوب رجلى بقت بتسابق الريح وهو بيجرى ورايا ويهوهو لا عارفة زئير الأسد اهو شبهه 


لتضحك ملك وهى تتخيله وهو يركض وهو بذلك الطول اليافع وذلك الجسد العضلى الممتلئ بالعضلات لتقول بمرح =يا خسارة الطول والعضلات 


حاول جاهدا كتم ضحكته وتلك الابتسامه وقد نجح فى ذلك وما ان جاء ليجيبها جاءت صديقتها عبير وهى تبتسم ابتسامة بلهاء فى وجه مروان ..










 لتنتبه عندما قامت ملك بقرصها فى ذراعها وهى تنظر اليها بتحظير لتقول عبير بعد ان تنحنحت لتخرج صوتها طبيعى قدر الامكان وهى تنظر ال  ملك

=احنا كدا خلصنا محاضرات مش هنروح ولا ايه 


لتقول ملك وهى تنظر الى الساعة فى هاتفها =يا الوقت عدا بسرعه يلا بينا 


من ثم التفت الى مروان الذى يتابع حديثها هى وعبير فى صمت لتقول بهدوء ورقة

=شكرا جدا يا مروان بجد على وقفتك معايا 


ليقول مروان بابتسامه =احنا خلاص بقينا صحاب مفيش بنا الكلام دا 


لتوما له برأسها وهى تبتسم له وما ان نهضت من مكانها حتى أطلقت اه ممتألمه وعادت للجلوس مرة اخرى وهى تغمض عينها بألم لينتفض مروان من مكانه يقترب منها وهو يقول بقلق

=تعالى هوديكى المستشفى شكلك جالك التواء 


لتقول ملك بالم وهى هدعلى وشك البكاء =مش قادرة ادوس عليها 








لتردف عبير باستغراب =هو حصل ايه ومالها رجلك 


ليقول مروان وهو يأخذ حقيبتها ويمسك ملك من مرفقها =وقعت، تعالى سنديها معايا لحد العربيه عشان مش هينفع اشيلها 


لتساعدها بالفعل وهى تمسك مرفق ملك من الناحية الاخرى وياخذانها بالفعل الى المشفى 


******** 


فى شركه الشهاوى.. 


كان امير و مالك للتو يخرجان من اجتماع استمر لثلاث ساعات متواصله دون فاصل. 

بعد انتهاء الاجتماع خرج امير مرهقا بعض الشيء وخلفه مالك 


كاد مالك ان يذهب إلا ان استوقفه امير قائلا:

= بشمهندس مالك عايزك في مكتبي 


ذهب مالك مع امير الي مكتبه وجلسا معا

وبدأ امير الحديث.. 


امير بهدوء وجديه :

= أنا عايز اشكرك علي مجهودك الرائع الي بتبذله في الشركه والصفقات رغم انك لسه جديد هنا 


مالك بثقه وجديه :

= دا واجبي وواجب أي مهندس مكاني 


امير = يا ريت كل... 






الى ان قاطعه رنين هاتف مالك.. اعتذر منه مالك فسمح له امير على الرد 


مالك وهو يتحدث: 

= نعم يا ملك انتِ مش عندك محاضرة دلوقتي 


اجابه صوت ذكورى: 

= حضرتك صاحبه الفون دلوقتى فى المستشفى 


ليقاطعها مالك بفزع: 

= اييه !! ملك انا اخوها فى مستشفى ايه ... انا جاى حالا 


نظر مالك الى امير الذى كان يتابع حديثه باهتمام 

فاردف مالك بخوف وقلق : 

= اسف يا امير بيه بس اختى فى المستشفى ولازم اروحلها حالا بعتذر منك 


امير يتفهم: 

= اتفضل ربنا يطمنك عليها 


وذهب مالك الى الجامعه ليرى اخته.. 


بعد خروج مالك من مكتب امير دلفت السكرتيرة الخاصه بامير 


ايمان بعمليه: 

= امير بيه كده الاجتماعات فى الشركه النهارده خلصت مش فاضل غير مقابلة حسان المحامى الخاص لشركه عتمان بيه وده الاجتماع هيكون فى النادى 


امير بايمائه: 

= تمام ماشى ان هروح دلوقتى وابقى ابعتيلى التفاصيل الخاصه بالاجتماع على الايميل وذهب مباشرة دون الاستماع الي ردها 






******** 


وصل مالك الى المشفى التى اعطاه له من حدثه ليسال الاستقبال عن غرفتها لتدله احدى الممرضات عن غرفتها .. وما ان دلف الى الداخل غرفة وجد عبير معها  


مالك بلهفة =ملك عامله ايه؟! 


عبير وه  تنظر الى ملك المعلق فى يدها المحلول = وقعت فى الجامعه فجيبنها هنا وطلع عندها التواء فى رجليها 


لتفتح ملك عينها ببطئ وهو تنظر اليه  


مالك وهو يدنو منها =انتي كويسه يا حبيبتي 


ابتسمت ملك بألم =الحمد لله متقلقش عليا 


ليحتضنها مالك بحب اخوى وكل هذا تحت أنظار عدى الذى لحسن حظه انهم اتو الى المشفى التى يعمل بها لكنه شعر بالضيق من مالك وكم تمنى ان يذهب ويلقنه درس لن ينساه ابدا لكونه قريب منها وقبلها كانت تضحك مع ذلم الشاب فى الجامعه وهى حبيبته ... 


توقف تفكير عند تلك النقطه .. اهى حبيبته؟؟  ايعقل ان يحبها بهذه السرعه ؟؟ 







لكن من ذلك الشخص الذى كان معها فى الجامعه ومن هذا الذى معها فى الداخل ايعقل ان يكون زوجها ؟؟ 


وبعدما أدرك انه من الممكن أن تكون زوجته 


تملكه الحزن وغادر ليكمل عمله 


******** 


يمكن للجميع أن يحبك حين تُشرق شمسك، أما ساعة عواصفك وبردك يَظهر من يحبك حقًا ❤ 


تجلس كعادتها ففى الصباح تاتى بها اختها الى النادى بدون علم من اخيها مالك لانه يرفض تركها بمفردها لكنها تأتى حتى تضيع الوقت وهى تنتظرهم ف مالك يعمل بشركه الشهاوى وملك مازالت تدرس فى كليه الطب. 


تنهدت سارة وهى تفكر بحياتها السابقه وكم كانت لا تخلو من النشاط والحياه كم كانت تكره العتمه وتكره الجلوس لفترات طويله كانت تحب التحرك والتعرف على الناس.. تذكرت ذلك الشخص الذى كان تدعوه (بحبيبها) 


كيف تركها فى مصيبتها وتعبها وتخليه عنها؟ تتذكر ذلك الحادث الذى فقدت بسببه اعز ما تملك فقدت والديها ونظرها فقدت نور عينها... 


انتشلها من افكارها ذلك الصوت 

_ هو الجميل قاعد لوحده كده ليه ده حتى يبقى عيب فى حقى 


******** 


ويعوضك اللّه ، عوضاً يليقُ بقلبك ، كأنّه يخبرك بأنَّ دروب الأمل لا تندثر ❤ 


وصل امير الى النادى ودلف بثقه وكبرياء ليس بجديد عليه... ذهب الى مكانه المعتاد لكن ما لفت انتباه هو رأيته لتلك الفتاه التى اصطتدمت به قبل امس







 تجلس بمكان ليس ببعيد عنه... اخذ يتمعن النظر عله يكون خاطئا وانها ليست هى نفسها.. لكنها هى.. هى من يفكر بها منذ ان راها بين احضان شخص اخر ليشعر بالغضب لمجرد الذكرى 


همس امير لنفسه وهو يفكر: 

= وانا لحد امتى هفضل كده ليه هى لا البنت الوحيده الل قابلتها وفي أجمل منها بيترموا تحت رجلى فوق يا امير  مش دى اللى انت تبصلها او تفكر فيها فوق امبارح كانت فى حضن واحد قدام الناس كلها وقبلها جت وخبطت فيك عشان تاخد بالك منها دى اشكال من بتوع اليومين دول سيبك منها وركز فى شغلك


انتشله من تفكيره وحديثه بينه وبين نفسه هو صوتها العالى وهى تهتف: 

= ابعد ايدك يا حيوان .. ثم قامت من مكانها ورجعت الى الوراء بضع خطوات ولا تعلم انه يوجد طاوله خلفها فاصطدمت بها فقام الشخص الذى كان يجلس على الكرسى الذى اصطدمت به يقول بغضب: 

_ ايه انتى عاميه مبتشوفيش. 


سارة بنبرة مهزوزه: 

_ انا اسفه جدا.. وانا فعلا عاميه 


الى ان امير جاء فى لمح البصر وامسك ذلك الرجل من ملابسه و وجه له لكمه اطاحت براسه الى الجهه الاخرى وهو يقول بغضب شديد وعيون تطلق الشرر:

_ لا مش عاميه ي روح امك. 


ثم انقض عليه فى اللحظة التالية يلكمه بكل ما اوتو من قوة حتى صرعه أرضاً .. وانتفض يمسك الشاب الذى كان يزعج سارة بالكلام 







هتف امير بنبره وحشيه شرسه: 

_ عاوز تمسك ايدها صح؟؟ 


هز ذلك الشاب راسه بنفى وهو يرتعب خوفا من شكل امير المخيف.. 


انقض عليه امير يكلمه ايضا .. تجمهر حولهم العديد من الناس يشاهدوا ذلك الصراع دون تحرك من احدهم لتدخل لفض ذلك الاشتباك بما فى ذلك حرس النادى ! 


تحرك من فوق ذلك الشاب التى تملأ الدماء وجهه وثيابه، اعتدل فى وقفته يحاول اصلاح هيئته بغرور. 


ليخرج هاتفه يقوم بالاتصال بحارسه الشخصى الذى ينتظره بالخارج ليحدثه بنبرة آمره

=هات الرجاله وتعالى عندى فى النادى هتلاقي اتنين معدومين العافيه هتاخدهم المخزن تروقهم من تانى بعد كده ترميهم قدام اى مستشفى حكومي بس سبلى واحد بس عشان يسوق العربية..







من ثم يغلق الخط دون الاستماع إلى الطرف الاخر 

ويلتفت حوله يبحث بعينه عنها ليجدها تقف فى مكان بعيد بعض الشئ وتبكى بشده وصوت نحيبها اثر به، ليركض اليها سريعا يهتف بقلق وعينيه تتفحصها من ان يكون قد اصابها مكروه:

_ مالك ليه بتبكى كده، اهدى صدقينى انا جبتلك حقك 


شهقت سارة بصدمه و وضعت يدها على فمها وهى تتذكر ذلك الصوت و تذكرت كلماته الحاده لها


"انتى عاميه ما تفتحى مش شايفه قدامك" 


افاقت عندما سمعته يقول بنبرة قلقه: 

= طب فى اى حاسه بحاجه تعباكى اوديكى مستشفى 


تحدثت بصوت متقطع ومازالت تبكى بشده: 

= ع.. عاوزه مالك وم.. وملك 


امير بهدوء = طب اهدى طيب ونا هجبهملك 


سارة ببكاء = نا عاوزهم يجو يخدونى عاوزه امشى 


امير بجدية = طب معاكى نمرتهم او تعرفى مكانهم 


سارة ببكاء = ٠١٠٤...... ده رقم مالك. 




تعجب امير لان ذلك الرقم هو نفسه رقم مالك الذى يعمل لديه فى الشركه فاردف بتساؤل من ان يكون حبيبها او خطيبها او اى شئ من ذلك القبيل: 

= مالك الصياد يقربلك ايه؟؟ 


سارة بلهفه : 

= انت تعرفه بالله لتكلمه يجى ياخدنى من هنا هو اخويا بس ميعرفش انى هنا بالله لتكلمه ارجوك خليه يجى انا خايفه قوى 


امير وهو يمسك يدها ليجلسها على احدى المقاعد وهو يشعر بنصل حاد ينغرز بقلبه وهو يراها بذلك الانهيار بجانب ندمه على حديثه السابق لها وهو يتذكر كلامته السامه لها وتفكيره بها بالسوء منذ قليل وهو يفكر بندم انها عندما اصطدمت به لم تكن تراه لانها كفيفة: 


= متترجنيش ولا تعيطى و اهدى ونا هكلمه يجى 


ابتسمت له سارة وهى تمسح دموعها: 

= شكرا لحضرتك 


افتنن امير فى ابتسامتها الجميله وكم تمنى فى تلك اللحظه ان يخفيها دخل احضانه وينتقل حزنها له ولا يشعرها بالحزن او العجز  لكنه عنف نفسه على تفكيره هذا وقام بالاتصال بمالك وهو يتجنب النظر اليها 


******** 


الله يعلم ما في صدورِنا وهذه أعظَم مُواساة ❤ 


فى المستشفى.. 


كان مالك ينظر الى ملك التى يرتسم على ملامح وجهها التعب والالم .. كان يتحسس جبينها ويمسح شعرها بيده وهو يتحدث بنبره حنونه وحب اخوى: 


= كده يا كوكي تقلقينى عليكى 






ملك بالم وبكاء: 

= انا اسفة بس لما وقعت اتحملت على رجلى عشان الحق المحاضرة بس الدكتور منعنى انى ادخل عشان اتاخرت فاستنيت عبير لحد ما خلصت وجت ولما جيت اقوم وجعتنى اكتر فجعتني هى ومروان على هنا .. الدكتور حرجنى قدام زمايلى يا مالك انا خايفة ميدخلنيش المحاضره بتاعته تانى 


انهت كلامها وهى تبكى بشده ترتمى داخل احضان اخيها تتمسك به 


حرك مالك يده على طول ظهرها بحركات دائريه مهدئه لها .. ابعدها عنه قليلا ليحاوط وجهها بيديه وهو يمرر ابهامه على خديها المحمرين 


قائلا بجديه حنونه: 

= عنيكي الحلوه دي مش عاوزها تبكى عشان حد طول ما انا عايش بكره هروح بنفسى للجامعه واشوف ايه حكاية الدكتور دا وخلى حد يتجرأ يبصلك بصه وحياتك عنده لكون دفنه مكانه.. انتى بس متفكريش فى حاجه غير دراستك عاوزك تبقى الدكتورة ملك ركزى فى حلمك وبس حبيبتى.. 


سندت ملك راسها على كتف اخيها وهى تتشبت به بقوه وكم هدئت كلماته تلك فؤادها واشعرها بالاطمئنان تمتمت بحب اخوى 

= انا بحبك اووى اووى يا لوكه ربنا يخليك ليا يارب وميحرمنيش منك انت ولا سارة... ثم اكملت بفزع وكأنها تذكرت شئ

_ احييه يا مالك سارة .. سارة لوحدها فى النادى المفروض اكون رحتلها من بدرى 


مالك بعصبيه خفيفه : 

_ نععم انا مش قولت مية مرة انها مترحش الزفت لوحدها ولا ل... 






قاطع كلامه رنين هاتفه والذى كان المتصل لم يكن سوى امير اجاب مالك بعد ان سمح بدخول بعض الاكسجين الى رئتيه: 

= ايوة يا امير بيه 


امير بجديه= مالك انا عارف ان اختك فى المستشفى وتعبانه وانك معاها بس اختك التانيه فى النادى وبتعيط وعاوزك تيجيلها انت او وحدها اسمها ملك 


مالك بفزع: 

_ ليه ايه الل حسلها طب هى كويسه حد عملها حاجه انا جاى حالا بس بعد اذنك خليك معاها لحد م اجى انا 


امير بسرعه: 

_ اهدى بس كده ولا خليك انت وانا هجيبها المستشفى عندك 


مالك باستغراب = افندم 


_ قصدى انك متنفعش تسيب اختك التانيه لوحدها فى المستشفى انت بس قولى انت فى انهى مستشفى وانا هخلى السواق يوصلها لعندك 


مالك بقلة حيلة فهو لا يستطيع ترك ملك وحدها ويذهب = فى مستشفى **** 


امير بجديه 

=مسافه السكه متقلقش عليها والف سلامه على اختكم 


مالك بجديه =

شكرا لحضرتك بجد بس بالله لو حصل اي حاجه بلغنى ولو رفضت انك توصلها ارجوك متضغطش عليها وانا هاجيلها عالطول لوسمحت 


_ تمام 


=ملها سارة يا مالك؟؟ 

كان ذلك سؤال ملك لمالك الذى اجابها بعصبيه خفيفه: 

_ منهاره فى النادى ومش عارف اى الل حصلها وكل ده بسبب عدم سمعان الكلام انتِ وهى  


وخرج من الغرفه بعصبيه حتى يهدء من غضبه 


******** 


دقة قلب قوية، وجع خفيف، غير مؤلم لحد المرض، يتوسط صدري عندما أفكر بك، وكأني على وشك السقوط من مكان مرتفع.

وجع خفيف لكني أحبه ❤️ 


كان عدى يتابع مالك وملك منذ ان اتو الى المشفى فهو لم يستطع ان يتركها ويذهب حتى لتكملة عمله  وكم تألم عندما راها تحتضن مالك وتعترف بحبها لشخص اخر، شعر بتلك اللحظه بقبضه تعتصر قلبه ..





 كم ود ان يذهب الى ذلك الشخص الذى يراه يهدئها هكذا ويلكمه لكمه تطيح بصف أسنانه التى يبتسم بها لها .. كيف يحق لذلك الشخص ان يحتضنها هكذا؟؟ كيف لمعشوقته





 ان تحب غيره؟؟ مهلا هل هى معشوقته؟؟ متى؟ وكيف؟ لا لا هذا ليس بصحيح !!! اذا لماذا عندما يرها قلبه يخفق بتلك الطريقه؟؟  لماذا حزن عندما رأى شخص اخر يحتضنها؟؟ لماذا تمنى ان يكون مكان مالك؟؟ لماذا شعر بنار داخل صدره عندما رأى ذلك الشخص تتضحك معه فى الجامعه ؟؟ كيف يحق لشخص آخر لمسها أو الاقتراب منها غيره؟؟ هل من الممكن أن يكون زوجها ؟؟ 


اخذ عدى يطرح على نفسه العديد من الاسئله ولكن بلا اجابه او بالاصح هو لا يريد لتلك الاسئله اجابه، لكن ما يعلمه وبشده ان ملك اصبحت معشوقته الصغيره !! 


******** 


خرج مالك من غرفه ملك قاصدا ان يخرج للحديقه ولكنه توقف عند هذا المشهد.. 


فتاه جميله ورقيقه تهدي طفلا صغيرا شيكولا وكانت تقبله وتضحك معه،

لا يعرف لما أعجب بها وظل ينظر إليها

وبعد ذلك رحل الطفل مع والدته...

من ثم دلفت تلك الفتاه الى احد الغرف فذهب هو الاخر ولم يطل النظر 


******** 


‏هذه الحياة تحتاجُ إلى قوّة هائلة من الصبر، إلى ركن شديد لا يتزلزل، إلى طاقة جبّارة تعين المرء لإحتمالها، 

ولا شيء يفعل ذلك كاليقين بالله. ❤ 


بعد ان اغلق امير الخط مع مالك عاد بنظره الى تلك التى منذ كان يفكر بها بسوء ... وجدها شارده تبكى بصمت وعيونها الخضراء يحيطها الاحمرار 







من كثرة البكاء .. شعر بألم فى صدره وكأن صخره فوقه وهو يراها بذلك المشهد من الحزن يعلم ما تفكر به من عجز وبأنها غير قادرة على فعل ابسط الامور لنفسها 


تحدث امير بصوت هادئ :  

_ انا كلمت مالك وهو مش هيعرف يجى فانا هوديكى عنده هو مع اختك .. 


سارة بقلق وخوف 

_ ليه هما فين؟؟ 


امير بهدوء وهو لا يريد ان يخبرها بأنهم فى المشفى

_ فى مكان بعيد عن النادى فهيتأخر.. فانا اقترحت عليه ان اوصلك لعنده بس هطلب الاول أوبر


اومأت له سارة بصمت وهى تشعر بان شئ قد حدث لاحد من اخوتها لكن لا تعلم ما هو تنهدت بالم وهى تقف من مكان جلوسها.. بينما امير لا يعلم




 لما لم يخبرها بأن مالك يعمل لديه بشركته والان لايريد ان يوصلها بسيارته هو كان ينوى ان يجعل سائقه هو من يوصلها لكنه تذكر انه اعطاه ذلك الاسبوع اجازة لان زوجته قد أنجبت 





واذا انتظر سائق اخر لياتى اليه قد ينتظر الى ساعة اخرى ليضطر هو بتوصيلها بعد ان ارسل رسالة نصيه الى ايمان مساعدته الشخصية لإلغاء الاجتماع 


ليذهب الاثنان فى رحله صامته لكن لا تخلو من اختلاص امير بعض النظرات لها ، بينما هى كانت تستند على زجاج السيارة مغمضة العينين 


******** 


‌يعذبني أنكِ لستُ بجانبي ولكنني أتجاوز كل هذا كلما نظرت لعينيكِ وأنا أتصفح صوركِ بهاتفي  ❤ 


في بيت يبدوا عليه الثراء يستيقظ مصطفى من احلامه كعادته على صوت صياح اتيا من خارج غرفته تنهد بألم، وهو يضغط عل عينيه بقوه رافض





 تقبل فكره استيقاظه او التحرك من الفراش .. تنهد بثقل قبل ان يقرر النهوض فامامه يوم طويل عليه قضاءه .





. دلف الى المرحاض يغتسل ثم يخرج يؤدى فرضه ويستعد للذهاب الى العمل .. وقبل


 خروجه من غرفته فتح هاتفه على صوره لفتاه وياخذ يحدثه وكأنه امامه ليست غير صوره.. 


اخذ يتحدث بألم ودموع حبيسه داخل مقلتيه:

= وحشتينى وحشتينى اووى يا حبيبتى انا عارف انى جرحتك وسيبتك فى اكتر وقت كنتى





 محتاجانى فيه بس كان لازم اعمل كده .. انا اسف يا حبيبتى 




انا اسف ووعد منى هجيبلك حقك من كل اللى ظلمك .. واولهم انا .. بس ادينى وقت وهرجعك لمكانك الطبيعى 



معايا وجمبى فى حياتى وفى بيتنا اللى حلمنا نبنيه سوى وعد



 منى يا قلبى هصلح اللى زمان عملته بحبك وهفضل احبك العمركله انت مكانك فى قلبى يا سارة . 


•••

من قال" أن البعيد عن العين بعيداً عن القلب"..

عفواً فـ مكانه الوحيد في القلب ... ❤ 


                           الفصل الثالث من هنا                      

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-