رواية اقبلني كما انا الفصل الحادي والاربعون41 بقلم فاطمة الزهراء عرفات

رواية اقبلني كما انا الفصل الو احد والاربعون


 

اقبلني كما اما

الفصل الواحد والاربعون 

.........................

هاتف بدر الدين أهل زوجته وأهله ليتقابلوا بالمستشفى، تم جر السرير المتحرك المسطحة عليه مكية ممسكة بملابس بدر الجالس بجواره مستمر بالصراخ من الألم: آآآآآآآآآه بطني وضهري

أقترب الجميع منهم ثم ضغط بدر على رسغيها وهتف بصوت عالي: عارفين ان بطنك وجعاكي.. انا ذنب هدومي ايه؟

تشبثت به أكثر وزاد صراخها المتوجع: لازم تحس بالوجع اللي أبنك هيجي بسببه.. آآآي

صراخها المرتفع وصوتها العالي جعله يرد عليها بهزء: احس بالوجع ازاي؟ يعني انتي تولديه وأحطه انا في بطني وأولده من جديد... آآآآآآه يا بنت العضاضة.. سيبي دراعي

لم تترك يده قط وعضته بقوة كأنها تفرغ شحنة ألمها به، تكلمت هالة بنبرة متريثة: أعذرها يا ابني دي بتولد.. وانتي سيبي دراعه مش حتة لحمة وماصدقتي تاكليها

قبضت على قميصه تجذبه بعنف ثم صاحت: أنت عمرك ما حسيت بيا ولا بوجعي.. بقا أنا أتعب وأصرخ وأنت تاخده على الجاهز

تمزقت ثلاثة من أزرار قميصه فكبل رسغها فوق رأسها وقال بحنق: هو كيكة هنتعارك عليها؟ سيبيني انتي داخلة اوضة العمليات

ثم أضاف بمزاح لها: ادخل معاكي قولي؟ اه او لأ

صرخت مكية بأوج صوتها المتألم: آآآآآآآآآه

دلفت لغرفة العمليات وبدر معها تم حملها ووضعها على سرير الولادة ليدلف الطبيب "أدهم" تعجب من هيئة بدر ليسأله بقلق: هى اللي عملت فيك كده؟ 

أرتفع صوتها السقيم ثم أجابها بدر بنبرة جادة: ألحقها مش وقت هى اللي عملت ولا لأ

أرتدى أدهم قفازه وأقترب منها والممرضة تعاونه طمأنها بهدوء: خدي نفسك 

رمش بدر بعينيه لما رأى زوجته تصارع الألم لكي تنجب له أبن من صلبه أشرف عليها فأمسكت به وهى تصرخ: آآآآآآآآآه

شددت من الضغط على يدها وصاحت بألم: آآآآه مش عاوزة أخلف.. كفااااية.. ليه الست اللي تولد والراجل لأ؟ آآآآآآآآآآآه

أبتلع بدر لعابه وشعر بأن الدنيا تلف فترنح ووقع على الأرض مغشيّاً عليه، صرخت مكية بتوجع: آآآي فوقه.. فوقه

أصبحت رأس الطبيب بكتلة من الصداع بسبب صراخها فقال بلامبلاة: ششششش انتي وترتيني.. ولما أفوق جنابه مين اللي هيولدك

جلجل صوت رنين هاتف أدهم ليقول بضيق: يييييييييه.. مش هخلص من الدوشة

لم يكترث برنين هاتفه الموضوع بالبالطو وشرع في اكمال عمليته مع مكية حتى أنتهى وضعت طفلها بسلام بعد أن أعطاه للمرضة أخذ هاتفه يتحدث بأبتسامة: حمد لله على سلامتك وسلامة أدهم.. دي أكيد مروة

نظر في شاشة الهاتف وأردف بتأكيد: كنت بعمل عملية والله مش مصدقاني صح؟ طيب اقفلي وهبتعلك صورة على الواتس

نظر للمرضة وأخذ منها الطفل الذي يبكي وحدث مكية بمزاح: لامؤخذة هتصور معاه وهو وجوزك للمدام

دنى بساقيه وجلس على الأرضية مقترب من بدر الدين الفاقد للوعي وأخذ صورة تجمعهم سوياً وأرسلها لزوجته ثم أعطاه للمرضة وقال بجدية: دخليه الحضانة

دلفت ممرضة أخرى وقامت بوضع أسورة على رسغ مكية وأخرى على رسغ الصغير بنفس الشيء المدون عليها ثم قاموا بسحب مكية المتعبة وشبه غائبة عن الوعي بينما جر أدهم بدر من يديه للخارج، أسرعت العائلة مع مكية عدا چايدن ورفائيل المتعحبان ووالدهم تحدث بجدية: ماله ده؟ بصوا لما يفوق أبقوا تعالوا معاه

ثم ركض ليطمأن على مكية، تابع أدهم جر بدر وقال لهم بنفاذ صبر: الله.. ماتشدوا معايا الأخ

أمسك رفائيل ساقي أخيه وسأله بتعجب: هو حصله ايه؟

نظر لهاتفه وقال باستخفاف يشوبه المرح: ماستحملش يشوف مراته بتتوجع.. هيييييييح

أبتعد عنهم وأردف بجدية: هو شوية وهيفوق

وضع هاتفه على أذنه ينتظر رد زوجته، في حين أمسك چايدن بذراعي أخيه وقال بشرود: أرفع يا رفاييل عاوزين نطمن على مكية وأبنها

سار الشابين ممسكين ببدر في الرواق، دوى صوت رفائيل على مضض: مش ممكن.. لسة مافقش الطريق دي كلها.. أنا تعبت

تعصب چايدن من حديث أخيه وكان سيرد عليه لولا رؤيته الطبيبة يؤنا لم يشعر بنفسه وهو يترك يديه ليقع أرضاً، تعجبت يؤنا بشدة ولم تفهم شيء عنه وعن عائلته وسارت مكملة طريقها

تألم بدر أثر وقوعه على الأرض فأستعاد وعيه وقال بألم: راسي يا مكية الكلب

جثا چايدن بجواره وقال بسخرية: وقال أغمى عليه عشانها.. ياخي قوم انا چايدن

حدجه نظرات غير مستوعبة ثم صاح بأخيه: أنت ماسك رجليا ليه؟ وانا مش كنت عند مكية في اوضة العمليات

دفع رفائيل ساق أخيه على الأرض وقال بنبرة غير مكترثة: سحر

نهض بدر وقال بجدية: أوضة مكية فين؟

أشار چايدن له على غرفة ما ليسرع بالدخول إليها وهما خلفه، أطمأن على زوجته وأخبرهم الطبيب بأن أبنهم سيمكث يومين تحت الرعاية

جلس بدر بجوار زوجته فسألته هالة بفضول: هتسموا النونو ايه؟

أمسك أصابع زوجته وقال بتنهيدة طويلة: يحيى

قضوا معهم حتى عم المساء أكد بدر انه سيمكث معها ولا داعي لبقائهم والغد يأتوا إليه، لما سمحت لهم الفرصة ان يظلوا بمفردهم جثا بدر على ركبتيه وقال بأبتسامة: يا ترى يحيى شكله ايه؟

همست مكية له بوهن ممزوج بتمني: أتمنى يكون شبهك في كل حاجة وخصوصاً عيونك الملونة.. ربنا يقومه بالسلامة

..............................

في اليوم التالي أستعد سيف للذهاب لعمه وقرر أن يأخذ معه أبنه بدر لا يعلم لماذا؟ عندما وصل طرق الباب ولم يجد رد فكرر المرة وكذلك كانت بالنفي وعدم الاستجابة شعر بقلق أن مكروه قد أصابه

دفع الباب بكتفه بقوة عدة مرات عازماً على كسره ونجح في ذلك صدم عندما رأى عمه ملقي على الأرض فدنى منه وصاح بأسمه للمرة الأولى: عمي.. يا عمي فوق

لم يجد أجابة من عمه فدلف لغرفته يأخذ علب دوائه واخرج منها حقنة وصوبها في وريده ثم قام بحمله ووضعه على الاريكة ينتظر منه رد بعد عدة دقائق من القلق تململ شوقي في حركته وتعجب عندما قال بضعف: سيف؟! انت بجد قدامي ولا تهيؤات؟

أقترب بدر وأختبئ خلفه فأبتسم شوقي وقال بأبتسامة: ماتخفش يا حبيبتي.. ده انا زي جد

لم يكمل كلمته بسبب رفض سيف منذ اول لقاء جمعهم فأكتفى بالتربيت على رأسه، واصل سيف سؤاله بشرود: أنت كويس؟ ولا أخدك للمستشفى؟

هز رأسه بنفي ثم قال بأمتنان: شكراً انا هبقا كويس ماتتعبش نفسك.. أنت اسمك ايه؟

أردف الصغير بخجل كبير وهو متشبث بأبيه: بدر الدين سيف

أعتدل شوقي وجلس بتعب ثم ربت على رأس بدر بوجه المبتسم البشوش: أسمك جميل يا بدر

مشاعر مختلطة في قلب سيف يريد أن يغادر ولكن شيء بداخله يأمره بالمكوث أرتفع صدره يتنفس ثم حسم أمره بالأنسحاب لينهض ويقول بجدية: يلا يا بدر كفاية كده انا عاوز أروحك عشان ألحق شغلي

نهض شوقي مثله وقال بحزن جاهد بأن يخفيه: مع السلامة يا ابني.. اقصد يا دكتور

سار سيف ومعه أبنه ثم غادر من المنزل لوح شوقي لأبن سيف بأبتسامة وعندما تأكد بأن سيف أبتعد أغلق الباب وخارت حصونه وقع على الأرض وصاح بحزن كبير: سامحني يا صبري حنن قلب سيف عليا.. مايبقاش هو وولادي والزمن عليا

............................. 

أستيقظت مكية ووجدت زوجها غافي على الأريكة لم ينام إلا قليل بسبب ألمها وتوجعها لم تحبذ إفاقته فاعتدلت بصعوبة لتذهب للحمام أتكأت على الحائط ولكن هيهات أرتفعت نبرة آنينها

فاستيقظ بدر فرك في عينيه وسألها بنوم: انتي قومتي ازاي؟ وليه ماصحتنيش؟ 

استقام ظهره وأقترب منها جعلها تستند عليه وعاونها بالدخول للحمام بعد فترة خرجت وهى تجفف وجهها بفوطة ووجدت على الفراش صينية الإفطار ساعدها في الجلوس وقالت بألم: مش هقدر أكل

أردف بدر بجدية: لازم تفطري يا مكية عشانك وعشان يحيى

نظرت لأسورتها وتنهدت ثم قالت باشتياق ممزوج بوهن: أنا عاوزة أشوفه يا بدر.. نفسي اشوف شكله وأحضنه

أمسك قطعة خبز ووضعها في فمها مجيب بنبرة مطمئنة: لما تفطري هاخدك ليه؟ 

تلك الكلمات كانت الحافز لها تناولت بصعوبة حتى أنتهت ابعد الصينية وقام بتمشيط خصلات شعرها لتسأله بمزاح: انت كمان هتسرحلي شعري؟

للحق لم يتقنه جيداً وجعله يتشابك ببعضه أكثر فقال بنفاذ صبر: كنت فاكر نفسي كوافير.. ايه ده؟

صاحت بصوت عالي نسبياً: آآآي.. ابعد انت أنا اللي هلمه

قامت بعقصه كعكة وقالت بأبتسامة بشوشة: أمال لما ربنا يرزقك ببنت وكنت في يوم تعبانة مين اللي هيسرح شعرها ويعملها ضفيرة

لمس بأصبعه على أنفها ورد عليها بتلقائية: دي هتكون بنتي لازم أدلعها وأشيكها.. هتكون حلوة زيك

حدقت به والأبتسامة على شفتيها ليمسك بفكها برفق وبه حرص ثم هم بأن يقبلها ولكنه سمع طرق على الباب اسرعت مكية بوضع حجابها على رأسها وقالت بتلعثم: مين؟

أردفت مريم بهدوء ممزوج باستأذان: انا مريم يا مكية.. ممكن أدخل يا بدر

أسرعت بالرد على شقيقتها بتعجب: ادخلي يا مريم

دلفت بتربص شديد وقالت بهدوء لزوج شقيقتها للعم هى موالية ظهرها للحائط: ممكن أدخل يا بدر

أبتسم على هيئتها فقد تعلمت الدرس جيداً رد عليها بمزاح: ما انتي دخلتي يا مريم.. فين الباقي؟

دلفت مودة وفي يدها علبة كعك مهللة في قولها: صباح الخير.. فين يحيى حبيب خالتو انا عاوزة أشوفه







ولج والد ووالدة مكية يطمأنون على حالتها وبعد فترة حضرت عائلة بدر ثم قرر أن يذهبوا لرؤية يحيى من زجاج الغرفة أتبعوا الممرضة وهى تدلف للداخل عندما توجهت لأحدى سرائر حديثي الولادة

أختفت أبتسامتها لما رأت السرير لا يوجد به طفل همست لممرضة أخرى فألقت نظرة عليه ثم لطمت على وجنتها الأمر الذي سبب لهم القلق 

سألت مكية بصوت قلق: ابني فين؟ ليه شكلهم أتغير؟ هو تعب؟

عم الهرج والمرج والصياح بغضب وأجتمع الأطباء والأمن، هتفت مكية بغضب: ابني فين؟

صاح طبيب بأفراد الأمن بعصبية: انتوا لزمتكم ايه؟ طالما مش عارفين مين اللي دخل ومين اللي خرج؟ في طفل أتخطف






صرخت مكية بصوت عالي وبكائها شق طريقه: أبني انا اللي أتخطف؟ ده انا ماشوفتش وشه ولا شكله 

لم يعرف أحد كيف يطمأنها فصاح چايدن ومعه رفائيل بالطاقم الطبي بغضب شديد، مسؤلية كبيرة على المستشفى كلها علم مديرها فقال بجدية: يا جماعة ان شاء الله أبنكم هيرجع احنا دلوقتي نشوف كاميرات المراقبة







لم تتحمل مكية خبر أختطاف أبنها فوقعت على الأرض فاقدة للوعي ركضت إليها ممرضتين يساعدوها ومعهم مودة ومريم وأخذوها على غرفتها مجدداً وسار السكندر واشرف مع المدير

ليظل بدر الدين وشقيقيه، أردف چايدن بتلعثم: هنلاقي يحيى.. روح انت طمن مراتك

كأنه لم يصدق خبر أختطافه او كان ثقيل على مسامعه ليتحدث بجمود: وأنا مين يطمني

ثم تحولت نبرة صوته أقرب للهلع: أبني هيحصله نفس اللي حصلي.. هيكرهني

أتى فارس في تلك اللحظة وهو يركض لما رأهم تحدث بصعوبة: لطفي.. لطفي يا بدر جه مصر و.. وناوي على موتي

أشتعلت أعينه بغضب كبير فتأكد أنه خلف خطف أبنه همس بوعيد كبير: ده أنا أقتله لو أبني جرتله حاجة






وسار بخطواته مغادر للمستشفى والثلاثة خلفه قبل ان يستقل سيارته صاح بحدة لأخويه: أنتوا شوفوا مين اللي خطفه وأبقوا كلموني

أسرع بسيارته للڤيلا وفارس خلفه 

.............................

صف أحد الرجال سيارته بمنطقة ما وفي يده ممسك بكيس أسود كبير وضعه على الأرض وعاود ركوب السيارة بسرعة كبير لم يلاحظ بالشاب الذي صاح خلفه: أنت يا أستاذ في حاجة وقعت منك

بالتأكيد لم يسمعه خوفاً من الأسئلة زاد الفضول بداخله عندما سمع صراخ قام بفتح الكيس وصدم بشدة بطفل صغير حمله بحرص وقال بغضب: يا أبن ***** أكيد حد أجره عشان يرمي العيل في حتة مقطوعة زي دي.. طب أنا اعمل ايه؟ مافيش حل غير اني اخدك معايا وأمري لله






وصل به لمنزله وعندما قص على والديه وشقيقته زادت الصدمة على الهامش فقال الأب بجدية: باين عليه لسة مولود جديد.. ازاي يهون على أبوه وأمه يفرطوا فيه.. أكيد أبن حرام






نفت الفتاة حديث والدها وأجابته بتلقائية: لا يا بابا ماتظلمش أبوه وأمه.. ده أبن حلال ومولود قريب مش شايف الأسورة اللي في ايده 






أخذت الوالدة الطفل وجلست على الأريكة ثم قالت بفضول: طب يا ربي أحنا هنعمل ايه؟ ده أكيد أمه ميتة عليه من القلق الله يصبرها

نظرت الفتاة على هاتفها وقالت بحماس: أنا هصوره وانزل الصورة على النت وهكتب تحتها رقم موبايل عشان اللي يعرفه يكلمنا

لوى والدها فمه وقال بعدم تصديق: أنا خايف أبوه وأمه مايعرفهوش ده لسة حتة لحمة حمرا

.............................

وصل بدر الدين للڤيلا ثم ترجل من سيارته وطرق على الباب بساقه ويده فتحت له الخادمة وقالت بحبور: أتفضل يا يحـ







قاطعها بنبرة صارمة غاضبة: انا مش يحيى انا اسمي بدر.. فين لطفي؟

نهضت كوثر من الأريكة وخافت من هيئة بدر الغاضبة فبررت له: ماعرفش والله.. هو جه مصر بقاله يومين والنهاردة قال أنه خارج وأحتمال يتأخر بس ماعرفش راح فين؟







ركضت رواء من فوق السلم تسأله بقلق: بابا عمل حاجة يا بدر؟

هدر بها بعصبية شديدة: عمل حاجات مش حاجة.. ابوكي خطف أبني بس والله العظيم لو أبني جراله حاجة لأقتله

لم تصدق كوثر حديثه فصرخت ببدر الدين بإنكار: ايه اللي أنت بتقوله؟ لطفي مستحيل يعمل كده

أخيراً تحدث بدر عازماً على افصاح كل شيء: لا عمل.. لطفي هو اللي قتل خالي عاصم ومراته وولاده وخطف أبن بدر وعاوز يقتلني عشان يضمن الورث كله ليه







لا وقت للصدمة والتعبير عنها خرج بدر يبحث بمكان أخر وقبل أن يلحق به فارس سألته رواء بصدمة: الكلام ده صحيح يا فارس؟

زفر بثقل ثم أدار رأسه لها وقال بصدق حزين: اه صحيح يا رواء

............................

حالة مكية يشفق عليها الغريب عن ضياع أبنها عندما فاقت عاودت للبكاء والعويل ولا أحد يستطيع أن يهدأها وبدر الدين ليس موجود 

أصطبغت السماء باللون الأسود ولم يجد بدر وفارس لطفي بحثوا في كل مكان يجب أن يكون به لم يخبرهم سرهم سوا رسالة رواء لفارس مدون بها: " بابا موجود في الڤيلا دلوقتي"






كانت المصباح المضيء الذي أنار ظلمتهم فأسرعوا بالعودة لها، حين وصلوا ودلفوا للداخل أعتقد فارس بأن خاله سيركض خوفاً

خيب ظنه بأبتسامته السمجة وجلوسه على الأريكة ثم قال مصطنع التفاجأ: بدر وفارس مش معقول جايين تسلموا عليا

صاح بدر بغضب كبير: من غير لف ودوران أبني فين؟






شهق بصدمة وعينيه الخبيثة المكذوبة: أنت أتجوزت عشان تخلف أمتى الكلام ده حصل؟ يا راجل أخر مرة أتخانقت معايا وضربتني ومارعيتش اني كنت عمك.. وبالبساطة دي عاوزني أقولك أبنك فين؟ من غير ماخد حقي؟






تباً لك يا لطفي بل سحقاً، لقد استطاع أن يلوي ذراع بدر في أغلى شيء له أختفى وعيد بدر له وقال بكسرة: أبني مالهوش





 ذنب باللي بيني وبينك يا لطفي.. كده هيحصله نفس اللي حصلي زمان بس أنا ماعرفش هل أبني في كلاب هتحميه زي ماعملت معايا في البرد؟ هيلاقي راجل يتكفل بيه زي ما عاصم





 أتكفل بيا؟ يا ترى هقابله لما يكبر وهيرضى يسامحني على إني سبته وماعرفتش أحميه وأحافظ عليه؟ هيكون مسلم ولا مسيحي؟

أبتسم لطفي بشماتة وأردف بحقد: أخيراً شوفتك مكسور قدامي يا بدر عرفت أحط صباعك تحت ضرسي.. لو عاوز أبنك ينام في حضنك أتنازل على كل حاجة ليا

هز بدر رأسه وقال بموافقة مختصرة: موافق







هرول لطفي لداخل المكتب يحضر له بعض  الأوراق فصاح فارس بإنكار: أنت هتتنازل يا بدر عن الثروة؟

مد لطفي له الأوراق وقال بأبتسامة منتصرة: أمضي بأسم بدر الدين طه محمود

تنازل بدر عن التركة جميعها للطفي حتى يأخذ أبنه ثم نطق بتحذير: أبني فين؟

رد عليه بدون أكتراث وهو ينظر للأوراق بفرحة: عند (.........)

قبل أن يخرج حذره بنبرة قاسية بها وعيد قاتم: لو طلعت بتسرح بيا هخليك تتمنى الموت بس مش هتطوله







أدار جسده وغادر وفارس خلفه، تأكد لطفي بمغادرتهم ليسرع بالأتصال عن أحد يقول بعصبية: في أتنين جايين عندك بلغ الرجالة وأقتلهم.. لازم يموته

أغلق هاتفه وألقاه على الأريكة لم تستوعب زوجته كره وتخطيته للقتل فصاحت بعصبية: ده أنت طلعت قتال قتلة بجد

أمسك بالأوراق وبدأ في الرقص مردداً بشماتة: بدر وفارس هيموتوا والفلوس رجعتلي.. الفلوس اللي قتلت الكل بسببها عشان تيجي في حضني أنا







أخيراً جاتلي.. أنا مش عاوز حاجة من الدنيا غير الفلوس هى اللي هتسعدني.. هيموتوا زي اللي ماتوا.. بس الفلوس معايا أنا.. لطفي القاضي بقا معاه فلوس يا ناس وآآآ

لم يكمل قوله بسبب وقوعه على الأرض دنت كوثر إليه كي تساعده ثم صاحت لأبنتها: تعالي يا رواء شوفي أبوكي ماله







لم تهتم بحديثها وأمسكت هاتفها تحدث فارس بقلق لما رد عليها هتفت ببكاء: ماتروحش يا فارس المكان اللي قال عليه بابا هيقتلوك أنت وبدر.. بيكدب عليك أبوس ايدك ماتروحش انا محتجالك أنت في حياتي وهــ






توقفت عندما سمعت صراخ كوثر: أبوكي باين عليه ماااات يا رواء مافيش نفس طالع تعالي شوفي

أغلقت الهتف وجلست تحرك والدها تتأكد من أنتظام أنفاسه أصبح جثة هامدة لا نفس لا حركة لا نبض، بعض اللذين يفضلون الدنيا على الأخرة أنطبقت عليهم الآية الكرية
{وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}







.............................

لم يصدق بدر حديث رواء وقرر الذهاب للمكان لم يتركه فارس يذهب ولم يقدر عليه فأبلغ أشقائه يأتون إليه وحضروا في الوقت والدقيقة وأخذوه لمنزله بمشقة كذلك أحضروا مكية فلا داعي لها بالمكوث

...........................

مروا اليوم بصعوبة بالغة لم يستطيع أحد ألنوم والشرطة تأخذ أمورها في البحث، في الفجر تسلل بدر للخروج من منزله وأستقل سيارته يتوجه للمكان عندما وصل أخرج سلاحه وأستعد لقتل أي شخص يأذي أبنه، الجدير بالذكر أنه لم يجد أحد






المكان فارغ بالكامل وضع يده على رأسه بيأس كلما تضاء له شمعة تأتي الرياح بأطفائها

............................

في شقة الطبيب أدهم أستعد لإرتداء ثيابه للعمل، أعدت زوجته الإفطار له وأنتظرته يأتي شعرت بالملل فأمسكت هاتفها تعبث به بملل اشعل إنتباهها صورة طفل صغير ضائع لم تكترث به ولكن عندما تذكرت شيء همست لنفسها: مش ده الطفل اللي أدهم بعتلي صورته يوم ولادته؟ هو أتخطف؟

صاحت على زوجها بصوت عالي: أدهم.. تعالى هنا بسرعة.. يا أدهم







خرج من غرفته وفي يده الجاكيت وعلى وجهه علامات قلق فسألها: مالك يا مروة خضتيني؟ عاوز ايه؟

وقفت مقتربة منه ثم أرته الصورة وقالت بجدية: مش ده نفس الطفل اللي صورته هو وباباه من يومين؟

دقق النظر بالشاشة ثم أرته الصورة التي تجمعهم ثلاثتهم ليقول بجدية: هو يا مروة.. الحمد لله ده أمه هتموت عليه من القلق؟







أبتلعت لعابها وقالت بتفكير: طيب كلمهم يا أدهم قبل ما يدخلوه لدار أيتام

أومأ رأسه ثم أخذ هاتفها يطلب الرقم المدون أسفل الصورة حتى أتاه الرد فقال بجدية: وعليكم السلام... أنا والد الطفل اللي عندكم ممكن تقولولي العنوان

..............................

قرابة الظهر كان بدر الدين جالس على قبر والده مهوم يشكو إليه، تنهد وقال بحزن: كل ده حصلي وأنت بعيد عني لطفي خطف أبني وأنا مش عارف هو عايش ولا مات.. يارب رجعلي أبني أنا مش حمل فراق تاني مش عاوزه يكبر على كرهه ليا انا دلوقتي اللي حسيت بأبويا وأمي








أخرج خاتفه أثر رنينه ورأى أسم الطبيب فرد عليه بملل: نعم

ثم تحول وجهه للفرحة وقال بعدم تصديق عندما نهض: أنت بتتكلم بجد؟....... قولي العنوان بسرعة... انا جاي دلوقتي

الأبتسامة عادت لوجهه فقال بلهفة محدثاً والده: أبني يحيى لقيته








ركض بدر ليغادر مكانه ويسرع في قيادة السيارة للوصول للعنوان، لم يتأخر كثيراً وجد أدهم أسفل البناية فسأله بلهفة: أبني فين؟ 

رد عليه بأختصار شديد: تعالى ورايا

صعدوا للطابق الثاني ولم يطرقوا الباب لأنه مفتوح بالفعل، استقبلهم الوالد بجدية: أتفضلوا أدخلوا

دلف بدر ووجه يتحرك يمين ويسار يبحث على أبنه فأردف الوالد بتأكيد: أنت أبوه

نظر له وقال بلهفة: هو فين؟







خرجت الوالدة من الغرفة محتضنة الطفل بحذر شديد أخذه منه ورأى الأسورة البلاستيكية نظر قبله باشتياق كبير ثم أبتسم لما فتح الطفل عينيه والتي باللون الرمادي مثل والده

عاود النظر لهم وقال بأمتنان: أنا مش عارف أشكركم أزاي؟ أنتوا رجعتوا ليا روحي

ربت الشاب على كتفه بوجه بشوش: ربنا يحفظهولك.. طمن مامته عليه

أومأ رأسه وشكرهم بشدة وغادر من المنزل قبل أن يستقل سيارته حدث أدهم بشكر: متشكر ليك يا أدهم








بادله أبتسامة خفيفة ورد عليه بهدوء: ربنا مايكتبها على حد يا بدر.. حمد الله على سلامته روح بيتك وطمن ناسك

ثم أستقل سيارته وغادر، قبل بدر أبنه كثيراً وقال بأبتسامة ممزوجة بثقل: أنت علمتني درس لازم أنفذه

................................ 

في منزل (بدر الدين) 
الأن قاربت الشمس على تغير لونها باللون الأحمر وبدر لم يأتي أو يرد على هاتفه غفت مكية من التعب الذي تعرضت له






فتح بابه بهدوء ودخل ممسك بطفله النائم لم يصدق أحد رؤية يحيى على ذراعيه، أبتسم وأردف بسعادة: مكية فين؟ 

أجابته هالة بجدية: نامت جوا

أومأ رأسه وأخبرهم بفرحة: يحيى رجع بالسلامة

لم يطيل أكثر بالكلام ودلف في غرفته الأن الجميع أطمأن عليهم ولم يجدوا بقائهم مفيد فأنسحبوا تلو الأخر، وضع بدر أبنه بجوار زوجته لم يريد أن يفسد نومها وهو يعرف أنها لم تنام لوقت طويل






خاف أن يؤذي أبنه فتمدد على الأريكة وترك نفسه يأخذ قسطاً من الراحة ونام هو الأخر لوقت طويل أستيقظ منتصف الليل ودلف للحمام يغتسل

فأستيقظت مكية على صراخ طفل بجانبها وكأنها لا تصدق رؤية طفلها دققت النظر لأسورته وأسورتها التي لم تخلعها ثم حملته بحرص وقالت بأبتسامة كبيرة: يحيى حبيبي انا بحلم ولا انت بين ايديا حقيقي







شرعت بتقبيله حتى خرج بدر من الحمام حول خصره فوطة كبيرة سألته بفرحة: بدر أنت جبت يحيى ازاي.. انا مش مصدقة نفسي وعيوني

فتح الدولاب وبدأ في ارتداء ثيابه وقال بأبتسمة خفيفة: هقولك كل حاجة بس لما اجي

قبلته مجدداً وروحها التي عادت لها وسألته بدون اكتراث: انت خارج دلوقتي فين؟ 

أنتهى من إرتداء ثيابه القطنية وقال بأبتسامة تسبقها تنهيدة: هروح عند أهلي.. هتأسف لأبويا وأمي





خرج من أمامها واغلق خلفه الباب أبتسمت بشدة وحدثت أبنها: جوزي ملون وأبني ملون

.............................. 

طرق بدر الدين منزل والده في منتصف الليل ركض الجميع يفتح الباب معتقدين بأن مكروه حدث من جديد فأردف بهدوء: ممكن أدخل يا بابا

رمش السكندر عينيه غير مصدق لما قاله ثم أومأ رأسه ودخل بدر وأحتضن والده فقبل يده

وصوته النادم يقول: حقك عليا يا بابا.. بقالي سنتين عايش معاكم هنا وأنا بعاملكم بكل جفاء بس من النهاردة أوعدك اني هتغير





تابع نظراته إلى والدته واشرف عليها يقبل رأسها ويحتضنها ويقول بحزن: أنا اسف يا ماما أنا بعترف اني شبهك وابنك.. كنت أناني معاكم اوي ماحسيتش بيكم غير لما يحيى اتخطف وقتها كنت خايف يكبر بعيد عني ويكرهني وانا ماليش ذنب في اللي حصل

صفر چايدن وصفق رفائيل وهو يقول بمزاح: أنا أتأثرت يا چايدن باللي حصل.. النهاية السعيدة هى اللي انتصرت

جلس بدر وسط والديه فأردف السكندر بأبتسامة: ربنا يحفظك أنت وأخواتك وأبنك لينا






أحتضنت ڤيكتوريا أبنه وقالت بإرتياح: أخيراً بدر قولتلي ماما.. انا مبسوطة اوي.. أبنك هخليه يتكلم اسباني اوي

قبل ظهر يدها ثم حمحم في حديثه بتريث: كنت عاوز أقولكم اني هسكن انا ومكية في بيت تاني

كانت سترد عليه بحزن فأسرع بالكلام بجدية ممزوج بصدق: انا عملت بيت جنب المشتل وهبقا أجي أزوركم كل يوم وهبات في بيتي كمان.. بس انا مش عاوز أبعد عن الورد..  ومش هروحه غير لما توافقوا







ربت السكندر على وجنته وتابع بصدق: شوف شغلك يا ابني بس خليك قد كلمتك.. لازم تيجي تزورنا كل يوم أنت ومراتك ويحيى

أقترب رفائيل منهم وقال بمزاح: أوعى بقا يا بدر من يوم ما جيت وأنت مقطع عليا الحنان.. چايدن هيحصلك ويتجوز كمان الدكتورة يؤنا... أوبس سوري يا جوجو







حدجه بغضب وقال بنفاذ صبر: أنت ماتتبلش في بؤك فولة كنت عاملها مفاجأة ليهم

عانق بدر والديه بلهفة لا يريد أن يبتعد دقيقة عنهم فقال رفائيل بمزاح: يلا يا بدر ألحق شوف أبنك ومراتك وسيبلي السكندر وڤيكتوريا عشان أنا هخطب إسبانية يمكن يوافقوا على بنت خالتي اللي ماعرفهاش

ضربه السكندر على رأسه ثم قال بسخرية: لا يا ياض العب بعيد فاضي أنت تعيد الحكاية من جديد انت مش هتتجوز غير بنت بلدك فاهم






لوى فمه ونكق بتذمر مصطنع: فاهم.. بس انا عاوز اتجوز واحدة تحبني زي ما مكية ام وحمة بتحب بدر او نفس قصة حبهم.. لو قدامك هتقولها

أبتسم بدر لتذكر اللقاء الأول وكيف تغير كل شيء بسبب وحمتها التي عشقها فقال بعلو صوته لهم: ولجمال شامتك ما يهوى القلب وما اشتهى

                     الفصل الاخير من هنا

تعليقات



<>