رواية العشق الطاهر الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم نسمة مالك

رواية العشق الطاهر الفصل الثالث عشر والرابع عشر

رواية العشق_الطاهر

الفصل الثالث عشر والرابع عشر

بقلم نسمه_مالك


بإحدى المستشفيات الخاصه..


"جيلان".. 

تجلس بغرفة الانتظار داخل حضن ابنها تبكي بصمت،وبأحراج وأسف همست..

"احنا روحنا في وقت صعب اوي يا طاهر"..


ربت طاهر علي ظهرها بحنان وقبل جبهتها بعمق وتحدث بتعقل كمن يحدث ابنته وليست والدته قائلاً..

"بالعكس حبيبتي احنا روحنا في وقتنا بالظبط علشان نلحق طنط فاديه"..


اذدات حدة بكاء جيلان وبصعوبه همست..

"هي هتبقي كويسه صح"..

رفع انامله ومسح دموعها وبثقه قال..

" بأذن الله الدكتور هيخرج يقول انها فاقت وبقت كويسه جدا بس انتي بطلي عياط علشان خاطري يا امي"..


رفعت وجهها الملائكي ونظرت له من بين دموعها وبلهفه قالت..

" شوفت جيلان الصغيره اللي متسميه علي اسمي فيها ملامح من خالها طاهر"..

انهمرت دموعها علي وجنتيها بغزارة وتمتمت بسرها..

" ربنا يرحمك يا حبيب قلبي ويجعلك في الجنه ونعمها يااارب".. 


صك طاهر علي أسنانه بغيظ شديد وتحدث مصطنع الامبالاه ..

"مختش بالي اوي".. داعب انفها بأنامله وتابع بمزاح..

" انتي عرفاني مبركزش غير معاكي انتي يا قمري"..


نظرت له جيلان بعبث وبأمر قالت..

"بس انا عيزاك تركزلي معاها وتشوفهالي مخطوبه ولا؟"..

قطعها طاهر بندفاع..

"لا مش مخطو؟"..

انتبه علي اندفاعه فتابع مغيراً مجري الحديث..

" هو الدكتور ماله اتأخر جوه ليه كده، وحتي جيلان دي دخلت مخرجتش ليه"..


قالت جيلان بخبث..

"اممم قولتلي مش مركزش معها"..

تنهدت بصوت مسموع واراحت رأسها على كتفه مره اخري وهي تقول..

"الدكتور اللي دخل دا يبقي جوز ماما فاديه يا حبيبي"..


لكزته برفق وبتاكيد تابعت..

" وجيجي اكيد هتخرجلك بعد ما تطمن علي مامتها"..

قال طاهر بستغراب مصطنع..

"تخرجلي انا ليه! هي كانت هتجنن وتوصلك انتي يا عشق الطاهر يا شقيه"..


نظرت جيلان للفراغ بشرود، تتذكر أقسي وأجمل لحظاتها مع حب حياتها الوحيد "طاهر"..


دموعها تملئ عيونها،قلبها لم ولن يلتئم حرجه النازف، ورغم ألمها وعذابها الشديد إلا ان ثغرها المزموم تزينه شبه ابتسامة نادراً ظهورها حين داهمتها أحلي وأروع لحظاتها مع عشقها الطاهر..


رجفه رائعه اجتاحت قلبها وجسدها عندما تذكرت قبلتهم الوحيده التي اقتناستها هي منه رغماً عنه..


"قبله" جعلت قلبها يغادر  من بين ضلوعها ويعلو لعنان السماء.. 

"قبله" سلبت جميع أنفاسها ولكنها ظلت علي قيد الحياة بفضل أنفاسه هو.. 


.. فلاش بااااااك..


مشهد حقيقي هكتبه بخيالي♥️.. 


صفعات والدتها الداميه جعلتها للمره التي لا تعلم عددها تفر هاربه من المنزل متجهه لنبض قلبها وأنفاسها"طاهر"..


حالتها كانت لا يرثي لها، لا تعلم كيف ستصل لمنزله،

فالرؤيه بالنسبه لها تكاد تكون معدومة،جسدها يرتجف بعنف من شدة بكائها الحاد..


وسقوطها عدة مرات مصتدمة بالأرض الصلبه اصابها بكدمات وبعض الجروح بكلتا يدها وركبتيها، 


ولكنها تحاملت علي نفسها حتي أخيراً وصلت أمام باب منزله ولم تعد قادره علي التحمل اكثر فتهاوي جسدها وكادت أن تسقط أرضاً الا ان يد قويه تلقطها بلهفه وصوت طاهر الذي تحفظه عن ظهر قلب صرخ بأسمها قائلا"

" جيجي"..


قلبه أخبره انها اتيه له، ظل منتظر قدومها حتي وصل عبير انفاسها المتهدجه لقلبه قبل سمعه، فاسرع بالركض نحو الخارج ليصدم من هيئتها التي تدمي القلوب..


حملها بين يديه متجها نحو سيارته وضعها بها بحرس وجلس هو بمقعد السائق وقاد بكل سرعته متجهاً لاقرب مستشفي...


ممسك بيدها بكل قوته وعيناه تفيض بالدمع لشدة تألمه عليها، حتي صف سيارته امام مستشفي خاصه يعمل بها صديقاً له..


حملها بين يديه مره أخرى وقلبه يصرخ معه قائلاً..

"دكتووورررررر يلحقنااااا"..

اقترب منه اكثر من طبيب وحالو اخذها منه الا انه ابي قائلاً..

"انا عايز دكتور شوكت"..

اجابته احدي الممرضات قائله..

"هو خلص نبطشيته بس نايم فوق في مكتبه"..


سار طاهر بخطوات شبه راكضه وهو يقول..

"انا هطلعله"..

وصل بها امام مكتب صديقه ودفع الباب بإحدى قدميه بقوة جعل النائم بالداخل ينتفض بهلع ويسرع بفتح الباب قائلاً بغضب..

" اييييه اللي بيحصل؟"..


قطع حديثه واتسعت عيناه بصدمه حين رأي طاهر حاملاً جيلان علي يده وبذهول تحدث..

"طاهر مالها خطبتك يله؟".. نظر له بعدم تصديق مكملاً..

"مستحيل اصدق انك عملت فيها كده"..


خطي طاهر للداخل ووضع جيلان علي سرير الكشف بحرس وبانفاس اوشكت علي الانقطاع من شدة رعبه عليها تحدث..

"انت هترغي يا شوكت تعالي اكشف عليها بسرعة يا أخي"..


بدأ شوكت بفحصها امام اعين طاهر التي تنهمر منها العبرات دون ارادته كلما رأي الكدمات العنيفه التي تعرضت لها ووجهها الشاحب للغايه دليل علي شدة ضعفها..


ليذدرق لعابه بصعوبه حين قال شوكت بغضب عارم..

"اييييه كل الكدمات دي، واضح ان حد ضربها بغل لدرجه كان هيضيعلها عينها"..


حاول طاهر السيطره علي بكائه واخراج صوته طبيعياً الا انه 

قال بصوت متحشرج..

"اتصرف يا شوكت وفوقها"..

 بدأ يفقد اعصابه وبنهيار صرخ..

"انا عايزها كويسه وتفوق وتكلمني حالاً يا شوكت"..


اخذ الطبيب نفس عميق وبأسف قال..

" كل مرة بتجبهالي بتكون مضروبه اعنف من المرة اللي قبلها"..

نظر له وتابع بعدم تصديق..

"مستحيل تكون مامتها اللي بتعمل فيها كل دا يا طاهر!!"..


صك طاهر علي اسنانه بعنف ولكم الحائط جواره بقبضة يده بقوة عدة مرات وهو يقول بأسف شديد..

"مامتها اللي بتعمل فيها كده وعلشان كدة انا عاجز ومش عارف اجبلها حقها من مين يا شوكت"..


ربت شوكت علي كتفه وبرجاء تحدث..

" اهدي يا طاهر هتبقي كويسه اطمن"..

عاد فحصها مرة اخري وهو يقول..

"هي فايقة علي فكرة بس واضح انها مكلتش حاجه فعندها هبوط وكمان الضرب اللي علي عنيها مش مساعدها تفتح، انا هعلق لها محلول هيفوقها شويه وهكتبلها علي حاجه تقلل الورم اللي في وشها دا"..


مر بعد الوقت وطاهر يجلس بجوارها لم يتركها للحظه..

بضعف شديد فتحت "جيلان" عينيها المجهدتان، جعلت الرؤية بالنسبة لها لم تكن واضحة، فعيناها تكاد تكون مغلقه لشدة تورمها، حاولت أن تحرك يداها لكن شعرت وكأنها مقيدة، وبنصف رؤية انتبهت لتلك الحقنة المثبتة بيدها والمتصلة بالمحلول مما جعلها تشعر ببعض الخدر بكامل جسدها..


بصعوبه رفعت عيونها لتجد طاهر جالساً علي كرسيي بجوارها مستند بمرفقيه علي ركبتيه، وضعاً وجهه بين كفيه، وبرغم شدة تعبها الا انها ابتسمت بفرحة غامرة وبلهفه همست..

"طاهر"..


انتفض طاهر حين استمع لهمسها بإسمه الذي يذيب قلبه واقترب من وجهها يبعد شعرها عنه وبعشق قال..

"يا عشق طاهر، طمنيني عليكي، حاسه بأيه؟"..

تأملت ملامحه بعشق وابتسامة هائمه تزين ثغرها المجروح وبتنهيده قالت..

"واحشتني اوي"..


ترقرقت العبرات بعيونها وتابعت بابتسامة متألمه..

"نفسي اجيلك في مره بوشي سليم بس ماما مش سيبالي فرصه خالص"..

ابتسم لها ابتسامه حانيه وتحدث بعشق قائلاً..

" انتي بكل حالاتك هتفضلي مالكه قلبي يا جيجي"..


هبطت دموعها علي وجنتيها ببطء وتأوهت بقوة قائله من بين شهقاتها..

"بتحبني يا طاهر كل الحب دا ازاي وانت شايف امي اقرب الناس ليا بتبهدلني وبتضربني بشكل دا واحد غيرك كان قال اهرب منها دي اكيد واحدة معقدة و؟"..


رفع انامله ووضعها علي شفاتيها يمنعها من استكمال حديثها وبعشق ليس كمثيله عشق قال..

"جيلان لازم تتاكدي انك قلب طاهر، وانا قابلك زي ما انتي، انتي اللي عايزها تبقي مراتي وام ولادي، ووعد وعهد عليا يا جيجي اول ما اكتب عليكي مستحيل اخلي مخلوق يلمس شعرة منك حتي لو مامتك"..


ساد الصمت بينهم،وتابعو حديثهم بلغة العيون، بوهن رفعت جيلان يدها واحتضنت يده لينتفض قلبها بنبضه اكثر من رائعه اثر لمستها له، وهو حالته لم تقل عنها بل تزيد اضعاف من شدة عشقهما..


تبدلت نظرتها له بأخرى متوسله أن يضمها لداخل حضنه، تفهم هو نظرتها جيداً، فبتسم لها وضغط علي يدها برفق وعلي مضض حرك رأسه بالنفي وهو يقول بتحذير..

"بلاش ياجيجي علشان خاطري"..

التمعت عيناه بالدموع وتابع بشتياق شديد..

"مش هكتفي بحضنك بس المرادي"..


توردت وجنتين جيلان بحمرة الخجل حين فهمت مقصده، يشتاقها هو حد الجنون، ويتألم لألمها ويود ان يمحي هذا الألم عنها بطريقته الخاصة جدا، ولكن ينتظر بستماته حتي تصبح زوجته امام الله..


بعد يده عن يدها وهب واقفاً حين أدرك انه علي وشك فقدان سيطرته علي نفسه معها، وبتوتر ملحوظ من فرط مشاعره قال..


"جيجي انا هستني بره شويه علي ما المحلول يخلص"..

بستحياء حركت جيلان رأسها، ابتسم هو لها وسار عدة خطوات نحو الخارج وكاد ان يفتح الباب لكن صوت بكاء جيلان الحاد جعله يلتفت لها بلهفه وقلب مرتعد وقطع المسافه بينه وبينها بخطوه واحده حتي اصبح واقفاً جوارها ممسك بيدها وبفزع قال..

" مالك يا جيجي، في حاجه بتوجعك يا حبيبتي"..


اجابته جيلان بصعوبه من بين شهقاتها قائله..

"مش قادره اخد نفاسي يا طاهر"..

تمسكت بمعطفه بكلتا يدها واعتدلت جالسه واخذت نفس عميق ونظرت لعيناه بعشق..

"خليك معايا متسبنيش وتخرج"..

ازاحات عن يدها تلك الابرة فساعدها طاهر بحذر وهو يقول بقلق..

" اهدي انا معاكي، وهرن الجرس للدكتور يجي يطمني عليكي"..


نهي جملته وهم بالالتفات نحو الجرس ولكن يدها التي جذبته فجأة محتضنه وجهه بين كفيها وسحبته عليها دون سابق انظار، ونظرت داخل عيناه بعشق وهي تقول بأنفاس متلاحقه ساخنه تلفح بشرته تفقده صوابه..

"سامحني انا اللي مش قادرة امنع نفسي عنك"..


نهت جملتها مقتحمه شفاتيه بقبلتهما الأولي والأخيرة جعلته كمن فقد مقدرته علي فعل اي شئ سوا أستقبال قبلتها التي جعلته بعالم أخر..


.. نهاية الفلاش بااااااااك..


فاقت من شرودها علي صراخ ابنها بأسمها قائلاً بنهيار شديد..

" امييييييييييي".. يضمها بقوة وبتوسل تابع..

"فوقي يا حبيبتي ايه اللي جرالك بس"..

شهقت جيلان بعنف وسعلت بقوة ليسرع طاهر بعدل وضعها وبفرحة غامرة قال..

"يااااا جيجي كنتي هتوقفي قلبي من خوفي عليكي"..


ربتت جيلان علي وجنته وهي تقول بحب..

"متخفش عليا حبيبي انا الحمد لله كويسه"..

نظرت حولها لتجد نفسها بأحدي غرف المستشفي وبيدها منغرس تلك الأبرة، فنظرت لابنها وتابعت بستغراب..

"ايه اللي حصل؟!"..


اجابها طاهر بغصه مريرة..

" نمتي علي كتفي وفجأة لقيتك مش قادرة تاخدي نفسك من كتر العياط وبعدها اغمي عليكي وحاولنا نفوقك بس انتي مش راضيه تفوقي ابداً كأنك ما صدقتي يا جيجي"..

نظر لها بعبوس وتابع..

"خلتيني اصرخ زي الطفل الصغير".. 

قبل كلتا يدها بحب شديد وهو يقول..

" ربنا ميحرمنيش منك ابداً يا امي ويقدرني واعوضك عن كل التعب والزعل اللي شوفتيه في حياتك".. 


أغمضت جيلان عيونها لتهبط دمعه حارقه علي وجنتيها وتمتمت لنفسها بتنهيده  مشتاقه..

"فعلاً عندك حق انا كنت ما صدقت اكون معاه شويه يا ابني"..

ابتسمت بفرحه غامرة حين ادركت أنها استعادة انفاسها مرة اخري بفعل قبلتها لطاهر، قبلة الحياة بالنسبه لها، التي تعيش علي ذكراها كل لحظه وكعادتها همست بجملتها التي يعشقها حبيبها منها كثيرا..

"طاهر مجنونتك أنا يا عمري"..


صوت ابنها المرتعد اعادها لواقعها مرة اخري..

"جيجي روحتي فين تاني بس"..

فتحت جيلان عيونها ونظرت له وهمت بالحديث لكنها لمحت جيلان التي تنظر بعين واحدة من خلف باب الغرفه شبه المغلق تتابع كل ما يحدث بفضول شديد فقالت بلهفه..

"تعالي ادخلي حبيبتي"..


التفت طاهر فجأة لتتسع عيناه علي اخرها من هيئة جيلان التي جعلتها تتمني ان تنشق الارض وتبتلعها وبغباء شديد جذبت الباب علي وجهها بقوة لينصدم بوجهها بعنف وخصتاً انفها جعلها تقفز من شدة تألمها وهي تقول بصراخ مزعج للغاية..

"ياااااااالهووووووي عليااااااا وعلي منخير اهلللللللي"..


كتم طاهر ضحكته ورسم الصرامه علي ملامحه وهب واقفاً وفتح الباب علي مصرعيه قائلاً..

"اتفضلي"..

تنحنحت جيلان بإخراح وخطت للداخل بخطوات بطيئه وعيونها علي جيلان تتفحصها بفضول شديد..


ابتسمت لها جيلان وفتحت ذراعيها لها تحثها علي الاقتراب وهي تقول..

" حبيبتي تعالي في حضني، وطمنيني مامي عامله ايه دلوقتي"..

رفعت جيلان حاجبيها بدهشه وتمتمت لنفسها ببلاهه..

"يانهار علي رقتها وحلوتها دي احلي من كل الصور اللي شوفتها ليها مع خالي الله يرحمه"..


حكت شعرها وتابعت بضحكه نجحت في اخفائها..

"وبعدين هي فكراني علشان اسمي علي اسمها هبقي في رقتها وهقول مامي!!"..

لوة فمها اكثر من مرة غافله عن اعين طاهر التي تتابعها بذهول ويتمتم بداخله..

" دي مجنونه رسمي، لا يمكن تكون طبيعيه ابداً"..

ابتسمت جيلان فجأة ابتسامه تظهر جميع اسنانها وتابعت بسرها..

" دي لازم تشوفني وانا بنادي علي فادية زي ما نصه كان بينادي علي سلطااان"..


رفع طاهر يده ومسح علي وجهه كمحاوله منه لاخفاء ضحكته علي هيئتها.. 


نظرت لها جيلان بقلق وبدموع قالت..

"مامي كويسه حبيبتي"..

اجابتها جيلان قائله..

" احححم ايوه الحمد لله هي كويسه وقولنلها ان حضرتك عايزه تشوفيها"..


اسرعت جيلان بالقيام ليقترب منها طاهر وهو يقول بلهفه..

"رايحه فين بس يا امي"..

قالت جيلان بفرحة غامرة يراها وحيدها لاول مرة..

"رايحه لماما فاديه يا طاهر".. 


..من جيلان لطاهر..


وبين الأشتياق القاتل،وفكرى الذى أنت دوماً شغله الشاغل،


تراودنى صورتك،أبتسامتك الحزينه،أتذكر همساتك التى


تطرب أذناى حين تخبرنى أن عشقى بالنسبه لك هو قمة


أنجازاتك،


فأطمن يا حبيب الروح سأظل مجنونتك أنا يا عمرى ،


وسيظل عشقك يسكن أعماق قلبى♥️.. 


انتهي البارت..


واستغفرو لعلها ساعة استجابة..


#البارت_ال14..

#العشق_الطاهر..

✍️ #نسمه_مالك✍️..


هدف الروايه دعوة بظهر الغيب لطاهر الحقيقي ربنا يرحمه ويغفرله ويعوض شبابه في الجنه ان شاء الله..


البارت بين الواقع والخيال..


"جيلان"..

تسير بخطوات شبه راكضه نحو غرفة فاديه، تناست تعبها واستعادت قوتها وكأنها عادت تلك الصغيرة ذات ال16 ربيعاً..


يسير ابنها بجوارها بوجه يظهر عليه الدهشه من لهفة والدته لهذه الدرجه، ممسك إحدى يدها بيد، ويده الاخري محاوطها بحمايه وبرجاء يهمس بأذنها..

"علي مهلك يا جيجي لتقعي"..


اسرعت جيلان الصغيرة وامسكت يدها الأخري وهي تقول بشقاوة..

"علي مهلك يا طنط يا بسكوته انتي"..

نظر لها طاهر نظرة جامدة لتفاجئه هي وتخرج له لسانها بطفولة جعلته يفشل بكبت ضحكاته علي جنانها..


ابتعد بنظره عنها ونظر لوالدته حين قالت بفرحة ظاهرة بنبرة صوتها.. 

"انت مش عارف ماما فاديه دي بالنسبالي ايه يا طاهر"..

نظرت له بعيون ترقرقت بالعبرات وتابعت بغصه مريره..

"دي كانت أحن عليا من امي اللي ولدتني"..


اقتربو من غرفة فاديه لتقف جيلان فجأة وبرجاء قالت..

" حبيبي خليني ادخلها انا لوحدي"..

نظرت لجيلان بابتسامة مكمله..

" خليكي مع طاهر يا جيجي انا عايزه اقابل ماما لوحدي حبيبتي"..


رمقت جيلان طاهر بنظرة محتقره وهي تقول..

"لا مش هخليني معاه انا رايحة اطمن علي اخواتي"..

نظرت لجيلان.. "وماما مش لوحدها بابا معاها جوه يا طنط"..


حركت جيلان رأسها بالايجاب واخذت نفس عميق واقتربت من باب الغرفة طرقت عليه برفق وانتظرت حتي استمعت لأحد يأذن لها بالدخول، اغمضت عيونها بعنف وخطت للداخل غالقة الباب خلفها..


ليسرع طاهر ويقترب من جيلان الواقفه ترمقة بنظرات ناريه جعلها تتراجع للخلف سريعاً مصتدمه بالحائط خلفها وتشهق بفزع قائله..

" اييييه انت رايح فين يا اخ انت؟!"..

ضيق طاهر عيناه ونظر لها بغيظ وهو يقول مستفسراً..

"انتي بتبصيلي كده له يا انسه؟!"..


رفعت جيلان شفتيها العلويه وبسخريه قالت..

"وانت عايزني ابصلك ازاي يا استاذ انت؟؟"..

حاول طاهر السيطره علي غضبه وبهدوء أذهل جيلان قال..

"انسه جيلان مافيش داعي لموقفك العدائي اللي وخداه من نحيتي لأن واضح انك انتي واي حد من طرفك غالين جدا علي والدتي فبتالي هتكونو غالين عندي انا كمان"..


ابتسم برزانه وتابع بتأكيد وهو ينظر بعيونها بعمق نظرة اخجلتها وجعلت وجنتيها تتورد بحمرة الخجل بشده..

" علشان في مثل بيقول حبيب حبيبي يبقي حبيبي"..

توترت جيلان من حديثه وابتسمت له بستحياء، لمح هو ابتسامتها فتابع بجدية مصتنعه متعمد استفزازها..


" وأمي اغلي واحب الخلق عندي، ومافيش غيرها حبيبتي ولا هيكون في"..

تلاشت ابتسامة جيلان ونظرت له بحاجب مرفوع وقالت وهي تصك علي أسنانها..

" امممم،وماله"..

اشارت له بالابتعاد وتابعت بغيظ..

"طيب وسع كده من وشي خليني اعدي"..


ابتعد طاهر انش واحد وهو يقول ببرود وابتسامة عابثه..

" اتفضلي عدي يا انسه جيجي"..

تنحنحت جيلان وسارت بتردد وهي تتمتم بصوت شبه مسموع..

"طب انا اعدي ازاي ودا واقفلي زي الحيطه كدا ؟! "..


حاولت المرور دون لمسه ولكنها تراجعت حين استنشقت عطره الهادئ والرائع بأن واحد، نظرت له بغضب تخفي خلفه إعجابها به وهمت بالصراخ بوجهه..


ولكنه افصح لها الطريق فلتزمت الصمت وسارت من امامه بخطوات غاضبه، ضحك طاهر علي غضبها الطفولي وسار خلفها حتي اصبح بجوارها..


توقفت عن السير ونظرت له بحدة وهي وتقول..

"علي فين يا استاذ انت؟!"..

اجابها طاهر ببعض الصرامه اخافتها..

"انا عرفت ان اللي كانو هيقعو من البلكونه اختك وبنتها، وكمان اختك التانيه جاية المستشفي مضروبه تقريبا، فجاي معاكي اطمن عليهم علشان اطمن جيجي"..


نفخت جيلان بضيق وبابتسامة زائفه قالت..

"امممم عرفت مكاني وقدرت توصلي، ودلوقتي عرفت اللي حصل لاخواتي كمان، وانت بقي بتعرف كل حاجه كده علي طول؟ "..


تجاهل طاهر حديثها وقال بنفاذ صبر..

" خلينا نطمن علي اخواتك يا انسه جيجي"..

ضربت جيلان الارض بقدمها وبتحذير تحدثت من اسفل أسنانها..

"اسمي جيلان يا استاذ طاهر"..

انهت جملتها وسارت من أمامه متجه نحو غرفة إحدي شقيقاتها.. 

............................................. 

بغرفة زمزم..

يجلس معتصم علي كرسيي بجانب سرير زمزم ممسك بيدها يقبلها مرات ومرات وهو يقول بصوت مختنق بالبكاء..

"يا حبيبتي سلامتك الف سلامه"..


رفع وجهه ونظر لها بعيون تلتمع بالدموع، لتبادله هي النظرة بأخري معاتبه وبوهن شديد همست..

"ولادي".. تأوهت بألم من جرح بطنها وبضعف تابعت..

 "ااااه ولادي فين يا معتصم؟"..


هب معتصم واقفاً واقترب بوجهه من وجهها وبلهفه قال..

"سلامتك من الأه يا نور عين معتصم"..

قبل جبهتها بعمق..

" اطمني حبيبتي الولاد كويسين، وخليل راح وداهم لأمي في البيت هيفضلو معاها لحد ما تبقي كويسه"..


قالت زمزم ببكاء..

"بنتي رجليها حصل فيها حاجه، انا كنت مسكها جامد وحبيبتي قالتلي انها وجعتها"..

وضع خليل جبهته علي جبهتها ورفع انامله يجفف دموعها بحنان بالغ وهو يقول..

" هشششش بلاش دموعك دي يا زمزم بتقتلني"..

قبل كلتا عيونها بعمق هبوطاً بوجنتيها يلتقط دموعها بشفاتيه مكملاً..

"واطمني فاطيما قويه زي أمها"..


انهمرت دموع زمزم بغزاره اكثر وبصعوبه من بين شهقاتها همست..

"لا انا مش قويه يا معتصم، انا ضعيفه، خدني في حضنك وقويني بيك"..

بلهفه وحذر شديد حملها معتصم وضمها لداخل حضنه ملتف بكلتا يده حولها بحمايه وهو يقول بتوسل..

"حقك عليا يا حبيبتي، انا السبب في اللي حصل"..


تمسكت زمزم به بكل قوتها، ودفنت وجهها داخل حنايا صدره وبصوت مكتوم تحدثت.. 

" خوفت اوي واترعبت واتمنيت الموت وانا شايفه بنتي متعلقه بالشكل دا يا معتصم"..


قبل معتصم شعرها وببكاء تحدث..

"انا اللي كنت هموت من خوفي عليكم لما شوفتكم بالمنظر دا يا زمزم"..

بدأ يقبل كل انش تقابله شفاتيه وهو يقول..

"مش هدخل في تربيتك للعيال تاني يا زمزم، وهسمع كلامك في كل اللي تقولي عليه ومش هخليهم يلعبو في البلكونه تاني بس انتي خفي بسرعه يا حبيبة معتصم"..


استكانت زمزم داخل حضنه بأمان واغلقت عيونها استعداداً للنوم وهي تهمس برجاء..

"متسبنيش خليني في حضنك يا معتصم"..

ربت علي ظهرها بحنو وبعشق همس بإذنها..

" مستحيل اسيبك يا زمزم دا انتي عمري وحياتي كلها"..

............................................................

.. بغرفة زمردة..

تبكي بنحيب وبعدم تصديق تتحدث..

"خليل طلقني يا مروان؟!"..

حركت رأسها بالنفي وتابعت بثقه..

"خليل هيردني هو ميقدرش يستغني عني انا متأكده"..


ينظر لها مروان بعيون عاشقه لكل ذرة بها، وبتوسل تحدث..

"اهدي يا زمرده دا واحد ميستهلش دموعك"..

انهمرت دموع زمرده اكثر وهي تقول..

"لا يستاهل يا مروان، خليل يستاهل ازعل علشانه عمري كله"..


رفعت يدها علي قلبها وبندم تابعت..

" هو شيلني جوه قلبه وعنيه وانا جرحته جرح مش هيداوي بسهوله"..

قال مروان بغضب..

"كل دا علشان بتكلميني يا زمرده؟! "..


اجابته زمردة ببكاء..

"مش بس كده، انا غلطت غلطة اكبر من اني كلمتك، خليل عارف انك بالنسبالي مجرد اخ ل "..

قطع حديثها مروان بندفاع وقد فقد السيطره علي غضبه..

" بس انتي بالنسبالي مش مجرد اخت يا زمرده"..


هبطت دمعة حارقه علي وجنتيه مكملاً بعشق..

" انا بحبك يا زمرده".. 

اتسعت مقلتاها بذهول كأنها علي وشك الجنون وبصدمه همست..

"انت بتقول ايه يا مروان؟!"..


ازدردت لعابها بخوف حين مال عليها وعيناه مثبته علي شفتيها يرمقهما بنظرات رغبه حارقه وبأنفاس متهدجه تحدث قائلاً..

"بحبك"..

تأمل ملامحها المجهده بهيام مكملاً..

"لا انا بعشق كل حاجه فيكي"..

شدة صدمتها بما القاه علي سمعها جعلها بحاله من الهذيان تردد بلا وعي..

"بتعشقني؟!"..


أستغل هو حالتها واقترب منها أكثر كالمغيب، بل كالمسحور، يود بمنتهي اللهفه أن يطفئ نار عشقه وشوقه لها ويتذوق شهد شفتيها ولو لمره واحده..

دون ارادته رفع يداه واحتضن وجهها بين كفيه،واضعا جبهته علي جبهتها وهمس بصوت متحشرج بالبكاء..

"ايوه بعشقك يا زمردة"..


انهي جملته وهم بغمر ثغرها بقبلة نابعه من قلب عاشق، ولكنه انتفض مبتعد عنها حينما فُتح باب الغرفه فجأة وخطت منه شقيقتها جيلان التي شهقت بعنف وبلحظه كانت اغلقت الباب بوجه طاهر واقتربت منهم بوجه يظهر عليه الرعب ولطمت وجنتيها وهي تقول..

"انت بتهبب ايه يا مروان الكلب انت يا خربيتك خليل جاي علي هنا هيقتلك لو شافك"..


تنظر لهم زمردة بتوهان وكأن عقلها غير قادر علي استيعاب جميع ما يحدث معها، دموعها تهبط علي وجنتيها بغزاره وبهذيان بدأت تردد..

"خليل كان عندك حق، تعالي يا خليل انا اسفه، وغلطت في حقك، انا بحبك انت بس يا خليل".. 


هم مروان بالاقتراب منها مره اخري وهو يقول ببكاء..

"دا واحد ميستهلكيش انا اللي بحبك يا زمردة"..

 لتصك جيلان علي أسنانها بغيظ شديد ودون سابق انظار اقتربت منه وصفعته علي وجهه بكل قوتها وهي تقول..

"غور من هنا يا حيوان انت مستني ايه تاني عايز خليل يرتكب جريمة قتل"..


دفعته نحو حمام الغرفه عندما استمعت لصوت خليل يتحدث مع طاهر بالخارج، ادخلته واغلقت عليه الباب بلحظة دخول خليل الذي صعق من هيئة زمردة التي تردد اسمه بنحيب شديد ولكنه تماسك نفسه ورسم الجمود علي ملامحه واقترب منها وهو يقول بجديه..

" عامله ايه دلوقتي يا زمردة"..


وكأنها استردت انفاسها المسلوبه بسماع صوته، بلهفه نظرت له تتأكد من وجوده، وبسرعة البرق كانت هبت واقفه وركضت نحوه وارتمت داخل حضنه تبكي بنهيار حاد وبصعوبه تهمس داخل أذنه..

"انا اسفه، مش قصدي اللي فهمته ابداً يا خليل"..

ابتعدت عنه ونظرت لعيناه، وباصابع مرتجفه احتضنت وجهه وتابعت..

"انا عايزه اخلف منك يا خليل"..


ينظر لها نظرة جامدة خاليه من اي مشاعر بينما قلبه يحترق، وتألمه رجولته بشده فما فعالته بحقه ليس ابداً بهين..

ببطء بعدها عنه وابتلع غصة مريره وهو يقول..

" انتي مبقتيش مراتي علشان تخلفي مني يا زمرده"..

صمت لوهله وتابع بأسف..

"انا طلقتك ومش هردك، وكل حقوقك هتوصلك لحد عندك وزيادة كمان"..


شهقت جيلان الواقفه ممسكه بباب الحمام وبدأت تبكي وهي تقول..

"انت بتقول ايه بس يا خليل، وحد الله طلاق ايه اللي بتتكلم عنه، دي زمردة حبيبة قلبك اللي متقدرش تستغني عنها ابداً" ..


قال خليل بألم حاد ظاهر علي ملامحه وصوته وهو يتجه للخارج..

"اختك اللي استغنت عني يا جيلان مش انا"..

انهي جملته وهم بالخروج من الغرفة ولكن صوت زمردة الباكي لجمة مكانه حين قالت..

"انا حامل يا خليل"..

....................................................................

بغرقة فاديه..


فاديه..


رمقتها بنظرة حارقه وبغضب عارم تحدثت..

"ايه رجعك بعد السنين دي كلها يا جيلان؟!"..


نظرت لها جيلان بابتسامه ودموعها تهبط بغزاره علي وجناتيها وتأوهت بقوة، وتحدثت بتنهيده متألمه قائله..

"ااااه يا ماما فاديه لو تعرفي واحشتيني اد ايه"..


اقتربت منها بحذر تترجاها بعيونها ان تضمها لحضنها كما كانت تفعل دائماً..


ترقرقت عيون فاديه بالعبرات وهمت بطردها خارج الغرفه ولكن تهاللت اساريرها فجأة وأشرق وجهها حين لمحت طيف "طاهر" الذي هتف بأذنها مردداً بفرحة غامرة ظاهرة بصوته الحنون..

" جيجي هنا يا فاديه"..


همسه هذا وصل لقلب وسمع جيلان جعلها تلتفت خلفها بلهفه تبحث عنه بعيون يغرقها الدمع..

لتتفاجئ به يقف أمامها بهيئه جديده لم تراه بها من قبل..


عقدت حاجبيها واقتربت منه بخطوات حذرة تتمني بمنتهي اللهفه لمسه ولو لمرة واحدة قبل اختفائه كعادته..

كتمت انفاسها ورفعت يدها وهمت بلمس وجهه ليسرع هو بمسك يدها وتقبيلها بعمق شديد غالقاً عيناه بقوة لتهبط عبراته علي بشرتها جعلتها تشهق بل تصرخ مردده بذهول اوشكها علي الجنون..

"طاااااهر انت هنا، طااااهر انت موجود"..


نظرت لفاديه وزوجها وبتوسل همست..

"قولو انكم شيفينه، قولو انه موجود هنا معانا"..

ابتسمت لها فاديه من بين بكائها وبصعوبه قالت..

"اساليه هو خليه يرد عليكي"..


نظرت له جيلان، ونظرت لعبراته علي يدها وبانفاس اوشكت علي الانقطاع همست..

" طاهر انت هنا انا مبحلمش صح؟ "..

اجابها هو كعادته بجملتها التي تعشقها حد الجنون..

" انا هنا يا عشق الطاهر"..


لهنا ولم تتمالك حالها، وبلحظة كانت القت نفسها داخل حضنه وهي تبكي مرددة بصراخ..

"يا نبض قلب جيلان، يا عمري وسنيني، وانفاسي يا طاهر"..

استقبالها هو بكل ترحاب حاملها عن الارض يضمها بكل قوته وهو يقول..

"انا اللي قولتلهم اني ميت طول ما انتي بعيده يا جيجي، ومش هعيش غير لو رجعتي"..

ذاد من ضمها مكملا بفرحك غامرة..

"واديكي رجعتي ورديتي فيا روحي".. 

                 الفصل الخامس عشر من هنا



تعليقات



<>