أخر الاخبار

رواية حبيبتي الكاذبة الفصل الرابع والعشرون والخامس والعشرون

 رواية حبيبتي الكاذبة 
الفصل الرابع والعشرون
والخامس والعشرون
بقلم فاطمة حمدي

 (فــخ) 

آه .. كم يؤلمني قلبي يا أميـري .. 
هل تسمع آنيني ؟ ... 
هل رأيت كيف يُعذبني ضمـيري !  
نعم أنا كاذبة 
ولكني لست خادعة 
أنا عشقتك ولكني خائفة 
فكيف حين تعلم أنني إبنة سافرة ؟ 
هل ستصدقني حين أقسم إني طاهرة ؟ 
اه فأنا العاشقة وعن مصارحتك عاجزة .. 

صف زيـاد فجأة سيارته ثم أخرج رأسـه من النافـذة ، ليهتـف بمـرح وهو يُنادي علي أميـر : أمير هننزل هنا 
صف أمير هو الآخر سيارته وهو يقول بجـدية : ليه ؟ 
ترجـل زيـاد من السيـارة وإتجه نحوه قائلاً بإيتسامـة : أصل ماهيتاب عاوزة تشوف البحر فـ قولت نقعد في الكفاتيريا دي ، وإهي فرصة تغيروا انتوا كمان جو ها ايه رأيك ؟؟ 
كاد أمير أن يرد عليه فقاطع زياد قائلاً بمزاح : أنا بقول كده برضو يلا انزلوا .. 
ترجـل أمير من السيارة وهو يتمتم يخفـوت : مجنون رسمـي ! 
وكذلك فعـلت أروي وترجـلت علي مضض ، فـ نظر لها أميـر وجدها غاضبة بشـدة  ... 
لكنه فضّل الصمت وإتجهوا جميعا إلي حيث قـال زياد ..  جلسوا جميعا علي طاولة تطل علي مياه البحـر .. 
قال زيـاد هادئاً : تشربوا ايه بقي ؟ 
أجابته ماهيتاب بدلال : أنا هشرب زي أمير ، هتشرب ايه يا أمير ؟؟ 
نظرت له أروي تنتظر رد فعـله ... 
فقال هو بجديـة : هشرب فراولة .. 
إبتسمت ماهيتاب وقالت : وأنا كمان يا زيزو .. 
سأل زياد مجددا : وأنتي يا آنسة أروي ؟ وسهيلة ؟؟ 
رد أمير سريعا بثبات : أروي هتشرب فراولة ! 
أروي بتـذمر : لا أنا مش عاوزة حاجة ، شكرا .. 
رمقهـا أمير بغيظ قبل أن يردف بلهجة آمرة : لا هتشربي ، يلا يا زياد 
ضحك زياد وقال : خلاص كلنا نشرب فراولة بقي ، اوك ؟ 
أومأ الجميع برأسه ماعدا أروي التي كانت عابسة بشدة ... 
أبـلغ زياد النـادل بطلباتهم ، وساد الصمت بعد ذلك لعدة لحظات إلي أن قالت أروي ، بخفـوت وهي تنهض مُتحاملة علي نفسها : أنا هتمشي شوية علي البحر بعد إذنكم ! ...
ثم سارت قبل أن يتحدث أميـر بعجرفه كما فعل في السيـارة ... 
تابعهـا أمير بعيناه ، ثم نهض هو الآخر قائلاً بصوت رجولي ؛: عن إذنكم .. ! 
أضاف زيـاد مازحا : إذنك معاك .. 
كادت ماهيتاب أن تنهض خلفه ولكن أوقفها صوت زياد الصارم : مكانك يا ماهيتاب 
زفرت ماهبتاب بحدة وهي تتابع بحنق : ليه هتمشي مع إميـر !! 
حرك زياد رأسه نافياً وتابع : لأ مش هينفع دلوقتي هنتمشي أنا وأنتي ! 
...............

وقف أمير أمام أروي حيث قطع عليها الطريق بجسده المفتول ، فـ رفعت بصرها إليه وهي تتابع بإختناق : أوعي من طريقي ! 
حرك رأسه نافياً قبل أن يقول بجدية : لأ ، وبعدين هتفضلي مكشرة كده يعني ؟؟ 
أومأت له قائلة بضجر : أيوة .. روح إقعد مع بنت عمتك أحسن جاي ورايا ليه ؟! 
رفـع أحد حاجبيه بإندهاش قبل أن يردف بتعجـب : بنت عمتي !! ... قصدك ايه بقي يا ست أروي ؟؟ 
زفرت بحِنق وهي تتابع : مقصديش حاجة ، أنت مش زعقتلي وخلاص ، في ايه تاني بقي .. 
ظهرت إبتسامة صغيـرة علي محياه ، وهو يطالعهـا بإعجاب ثم أردف بتنهيدة : طيب خلاص ، متزعليش مني ، بس أنتي الي إبتديتي وإستفزتيني ، وكمان أنا معرفش ليه تعمدتي تضايقيني وتجيبي سيرة كرم ! 
أردفت ببراءة : أنا كنت بهزر معاك .. بس كده .. ! 
فرك طرف ذقنه بأصابـعه ، ثم قال مبتسماً : خلاص يا أروي يمكن أنا زودتها شوية عموما حصل خير .. ! 
أومأت له برأسهـا وراحت تنظر إلي مياه البحـر الزرقـاء ، ... وقف جوارها ثم قال مرحا : طيب إضحكي بقي ، خلصنا يا أروي 
إبتسمت بتلقائية وهي تطالعه بصمت ، ثم قالت بخفوت : هو أنت كده علي طول ؟؟ 
سألها بفضول : كده ازاي يعني ؟؟ 
أجابته هادئة : يعنـي ، بتشد وتلين في نفس الوقت ، تزعق وبعد شوية تضحك ، بحس إنك حد ليه هيبه وتخوف كده وفي نفس الوقت حبوب ومرح .. حيرتني معاك ! 
ضحك أمير بخفوت وهو ينظر إلي البحر قائلاً بإبتسامة هامسة : المهم إني حلو ولا وحش ؟؟ 
أردفت أروي بتلقائية : أنا مقابلتش حد زيك في حياتي ، يعني أنت حاجة وكل الناس الي عرفتها حاجة تانية .. 
رد مندهشا : لدرجة دي 
أومأت له قائلة بتأكيد : وأكتر 
إبتسم .. ثم صمت قليلا .. ثم تحدث بتساؤل: كلميني عن نفسك يا أروي ، عاوز أعرف حياتك شكلها ايه .. خرجي كُل الي في قلبك أنا عاوز أسمعك .. 
توترت أروي ، ماذا تقول له ، فـ حياتها مؤلمة ، غير مُشرفة حتي تسردها عليه ! .. 
صمتت لعدة دقائق ، ثم قالت بخفوت : كل الي أقدر أقولهولك إني وحيدة ، يعني مليش حد .. تعبت جدا في الدنيا دي 
نظر لها وقال بفضول : ليه يا أروي ؟؟ ايه الي تعبك في الدنيا .. إحكيلي ؟ 
أجابته بثبات : يعني أنا معرفش حد غير سهيلة ، أنا إشتغلت في كذا حتة قبل ما آجي عندك ، بس كنت بتهان وبقابل ناس حيوانات فبضطر اني آسيب الشغل وأمشي وادور علي غيره 
تنهد قبل أن يقول مجددا : طب وأهلك توفوا إمتي ؟؟ 
إزدردت ريقها بإرتباك ، ثم قالت متوترة ': 
- مش عارفه ... أنا كنت صغيرة ، وسهيلة كانت كبيرة عني شوية .. من يوم ما وعيت علي الدنيا وأنا عارفة أن بابا وماما ماتوا ! 
قطب أمير جبينه ثم تابع بجدية : أومال مين رباكوا ! 
أردفت بإرتباك : كان في جارة كده ساكنة جنبنا كانت بتهتم بينا شوية .. 
أومأ أمير برأسه وهو ينظر إلي عُمق عينيهـا الخضراوتين ، مما جعل أروي ترتبك وكأنـه سيكشف كذبهـا الآن ! 
تحدثت بخفوت : بتبصلي كده ليه ؟ 
إبتسم قائلاً : عيونك حلوة وفيهـا سحر .. 
أطرقـت رأسهـا بخجل ، وهي تبتسم بعفويـة ، فضحك هو قائلاً بمزاح : أول مرة أشوف بنت سمرة وعنيها خضرة ، سبحان الله .. لأ وشعرهـا يجنن ! 
وصل الخجل داخلهـا للقمة ، فنظرت إلي الجهة الأخري بخجل واضح عليها ، إلا أنـه قال بمـرح : خلاص سكت أهو ! 
أرجعـت أروي خصلة من شعرها خلف آذنها ، ثم نظرت له وتابعت : وأنت كمان إحكيلي عن نفسك شوية 
إبتسم ، ثم تابع بهدوء : يعتبر ظروفي شبه ظروفك ، يعني أنا كمان أهلي ماتوا وأنا صغير ، بس أنا فاكرهم وإتعذبت جدا لما ماتوا ، بقالي ١٥ سنة عايش لوحدي .. بس إتعودت علي كده خلاص 
تابعت بمشاكسة : ممم وعايز تقنعني إنك مكنتش بتستغل الوحدة دي وتعرف بنات ! 
ضحك ساخراً وقال : بنات ! ... أنا بكره جدا البنات الرخيصة الي بتعرف ده وتمشي مع ده ، بحس اني عاوز أرجع لو شفت بنت مش محترمة ! 
أغلقت عينيها عُقب عبارته التي أصابت وخزة في قلبها الصغير الذي لم يتحمل كل هذا ، فـ كلما تعرفت عليه كلما إزدادت مخاوفها أكثر وأكثر .. ! 
لاحظ هو تغييرها فقال بقلق : مالك يا أروي ؟ 
حركت رأسها بنفي ثم قالت ؛: مفيش حاجه ... إستأنفت بإبتسامة : كمل وبعدين 
إبتسم وقال مواصلا حديثه : بس يا ستي ، يعني بجد أنتي أول حب في حياتي .. احم أول بنت يعني تدخل حياتي .. 
ضحكت برقة قبل أن تقول بمرح : بصراحة بستغربلك ساعات ، يعني ازاي أنت رجل أعمال ومش بتشرب سجاير ولا خمرة زي ما بتشوف في الأفلام ؟ ولا عندك علاقات ! 
ضحك عالياً ثم قال من بين ضحكاته الرجولية : الأغلب منهم كده فعلا ، بس أنا مبحبش كده ايه الحلو اني اشرب سجاير مثلا ! .. يعني محبتهاش أصلا وطالما محبتش حاجة لا يمكن أعملها .. 
أومأت رأسها بإنبهار ، ثم تابعت مرة أخرى بفضول : طيب مين أعز أصدقائك ؟ 
زياد .. قالها بتلقائية ..
ساد الصمت قليلاً بينهما ، ثم قالت أروي بتردد : 
بتسامح الي بيسيئ ليك ؟ 
ضيق عينيه قبل أن يُجيب عليهـا : مش دائماً علي حسب حجم الإساءة وحسب الشخصية نفسها الي آسأت ليا .. 
أروي بخوف وعدم فهم : ازاي ؟ 
مسح علي رأسه وأجابها بهدوء : يعني الي بيجرحني متعمد ، بجرحه والي بيرشني بالميه برشه بالدم ! ..أنا عمتا مش بأذي حد عشان كده الي بيأذيني بنسفه ! ... بكره الكذب جدا ، ومبعرفش أسيب حقي .. للأسف دي شخصيتي مش بسامح بسهولة إلا إذا حسيت إن الشخص آساء ليا ده مش متعمد يعمل كده 
بدأ قلبها في الخفقان العنيف ، كادت دموعها أن تنهمر بغزارة ولكنها تحاملت علي نفسها قبل أن تردف بصوت مرتجف: أفهم من كده إني لو آساءت ليك في أي وقت هتنسفني ؟ 
ضحك مقهقها علي حديثها التلقائي ، ثم قال من بين ضحكاته : أنتي عمرك ما تعملي كده يا أروي ، أنا واثق فيكـي 
تابعت بإختناق : وليه واثق أوي كده ؟ 
تابع أمير مبتسمآ : أنتي كنتي هضحي بعمرك عشاني ، وكمان أنا إحساسي بيقولي انك لا يمكن تخدعيني أبدا يا أروي 
دبحتها عباراته دبحاً ... فشعرت بدوار يجتاحها فترنح جسدها قليلاً ... فـ أسرع أمير ليسندها علي ذراعه قائلاً بلهفه : أروي 
إزدردت ريقها بمرارة وهي تطلع إلي عيناه المحدقة بها ، فقالت بخفوت : أنا كويسه بس دوخت شوية .. 
إستقامت في وقفتها وهي تمسح وجهها بتوتر ، حتي قال أمير بقلق : خلي بالك من نفسك يا رورو 
إبتسمت وهي تقول : رورو ! 
أومأ برأسه قائلاً بجدية : اها ، عندك إعتراض ولا إيه ؟! 
ضحكت رغما عنها وهي تقول : لأ ... 
تفاجئا بزياد يصيح بتذمر : الفراولة حمضت يا عم الحبيب أنت ! 
ضحك أمير قائلاً : ياه ، أنا نسيت انكم موجودين أصلا !! 
زياد مازحا : أيوة ، وأنت حد قدك يا عم ، بحر ورومانسية هتفتكرنا ليه بقي ! 
تنحنح أمير بحرج وقال : احم احم .. يلا نشرب الفراولة يا غلس ! 
ضحكت أروي وسارت معهما إلي الطاولة مجددا ... 
..........

ذهـب سامـي إلي منزل سهـير ليقوم بزيارته ، وفعـل الفواحش أيضـا ! 
ما إن دلـف وجلس حتي سأل وهو يتلفت يميناً ويساراً : أومال فين سهيلة ؟؟ 
أجابتـه سهير بغلظة : سابت الشغـل ومشت 
سامي بإندهاش : ليه ! 
ردت بضيق : معرفش بتقول مش عاوزة تشتغل تاني ، خلاص عيارهـا فلت! 
لوي سامي فمي وهو يحك صدغه ثم أردف : ممم أكيد أختهـا الشريفة هي الي خلتها تعمل كده ... عموما لو عاوزاها أنا ممكن أجبهملك الاتنين تاني يا سوسو .. 
سهير بفرحة : بجد إزاي ؟؟ 
أردف بمكر : ده شغلي بقي المهم انهم يجولك تاني راكعين ! 
لمعت عيني سهير بفرحة عارمة ، ثم قالت : ياريت يا سامي ، مش مهم البت أروي كده كده زي قلتها ، المهم عندي سهيلة ياريت تجبهالي تاني ! 
ضحك سامي والشر يتطاير من عينيه ، ثم قال في وعيد : يومين بالكتير وتكون عندك يا ساسو .. ! 
.....................

بعد مرور ثلاثة أيـام مرت علي أبطالنا بسلام ، حيث داوم أمير عمله في الشركة ، وإستراحت أروي في المنزل كما قال لها ، وظلت سهيلة تعمل في معرض الملابس وتعود إلي شقيقتها في آخر اليوم بفرحة فلقد أحست بالراحة النفسية والفرق بين شغلها هذا والثاني ذاك .. !! 
ذهبـت في اليـوم الثـاني إلي المعرض وفي أثناء عمـلها هتفت ربة عملها بإسمها لتتجه سهيلة نحوها قائلة بإيجاب : نعم .. 
إبتسمت السيدة بمكر وهي تمد يدها لها بتنورة قماشية من اللون الأسمر ، ثم قالت : خدي قيسي دي كده يا سهيلة .. وكمان قيسي عليها البضي ده ! 
عقد سهيلة ما بين حاجباها ، وتابعت بإستغراب : أنا ! .. ليه ؟ 
تابعت بإيجاز : ده يا ستي هدية مني ليكي أنا أصلي عارفة ظروفك وحبيت أساعدك وأجبلك حاجة تفرحك .. 
إبتسمت سهيلة وقالت بخجل : بس ده كتير أوي 
بادلتها بإبتسامة ماكرة : لا مش كتير ولا حاجة ، يلا أدخلي بقي عشان عاوزة أشوفه عليكي ! 
أومأت سهيلة رأسها بسعادة ، ثم إتجهت إلي الغرفة الصغيرة (البروڤا ) .. حتي تبدل ثيابها ولكنها لا تعلم أنها وقعت في فخهم ومكيدتهم الدنيئة ، حيث كان يضعون كاميرا داخل هذه الغرفة !!! 
......................

نهضت أروي ثم أبدلت ثيابهـا وتجهـزت وعزمت علي أنهـا تذهب إلي الشركة فلقد طالت جلستها في المنزل وإشتاقت حقا للأمير ... 
توجهت خارج الشقة وما إن خرجت آتاها إتصال من (سامي ) ... لكنها أغلقت الخط وهي تزفر بضيق وتلعن ذاك اليوم الذي رأته فيه .. ! 
إستقلت سيارة أجري وإنصرفت ..
ما إن وصلت وصعدت توجهت سريعا إلي مكتبه ثم طرقته ودلفت قائلة بمرح : أنا جيت ! 
رفـع أمير بصره عن حاسوبه ، ثم قال بدهشه : أروي ... نهض وإتجه إليها قائلاً : ايه الي جابك مش قولت تستريحي في البيت ؟؟ 
ذمت شفتيها بتذمر ثم تابعت : زهقت من قعدة البيت والله ، والشركة وحشتني أوي 
وضع يديه في جيب بنطاله وقال هادئا : بس أنا خايف عليكي أنتي لسه تعبانة يا أروي .. 
حركت رأسها نافية وتابعت بمرح : لأ أنا زي الفل والله 
إبتسم لها وقال : أوك .. يلا علي شغلك يا ست أروي أما نشوف أخرتها 
ضحكت برقة وهي تتجه صوب الباب ، بينما أقوفها صوته الرجولي : إعمليلي قهوة يا أروي 
إلتفتت له قائلة بإبتسامة : حاضر .. حاجة تاني ؟ 
حرك رأسه بعلامة النفي ولا تزال إبتسامته مُرتسمة علي ثغره ... فحقا إشتاق لها وروحها التي تعطيه حالة من البهجة ... 
.......................

إبتسمت تلك السيدة بمكر وهي تحادث سامي هاتفيا : كله تمام يا باشا 
تقوس فم سامي بإبتسامة شيطانية : عفارم عليكي .. تعجبيني ... سلام دلوقتي ! 
أغلق الخط وهو يبتسم بإنتصار وشيطنة ويحدث نفسه : 
- دلوقتي الاتنين بقت روحهم في أيدي !!!!!!! 














الفصل الخامس والعشرون 

 ( إبتزاز ) 

عـادت أروي إلي مكتـب أميـرها كما أسمتهُ هي في مُخيلتهـا ، طرقت الباب بيد واليد الأخري تحمل القهـوة ، دلفت ثم وضعتهـا أمامه قائلة بإبتسامـة : إتفضـل القهوة .. 
تناولها بيديه ثم إرتشف منها رشفة ببطئ ثم عاد وضع الفنجان علي سطح المكتب قائلاً بإستمتاع : تسلم ايدك ، كنت هتجنن علي فنجان قهوة من إيدك 
إبتسمت بخجـل ثم تفوهـت بخفوت : بالهنـا والشفـا 
عاود هو النظر إلي شاشة الحاسوب ، ثم تابع مبتسماً : تعرفي إنهـا ليها مذاق خاص من إيديكي ، أنا كنت بحبها ، بس دلوقتي بعشقها ! 
تلون وجهها بحمرة الخجل واطرقـت رأسهـا بحيــاء ، ثم عضت علي شفتيها دون أن تصدر أي صوت .. 
نظر لها بطرف عينه وهو يضحك بخفـوت ، فـ حاول تغير مجـري الحديث ، وقال بصوتٍ أجش : 
_ عمتي جاية بكرة إن شاء الله ، عاوزك تيجي معايا نستقبلهـا في المطار إيه رأيك ؟ 
تنهـدت بتوتـر قبل أن تردف : بس ... بس هي مش تعرفني ! 
نظر لها وقال ضاحكا : ما أنا هعرفـك عليها يا أروي ، لو مش حابة تيجي خلاص مش مشكلة ، وأبقي أعرفك عليها وقت تاني .. 
أردفت بإبتسامة : لا ، هاجي مفيش مشكله يا أميري ...... وضعت يدها سريعا علي فمها بصدمة لقد نست وتفوهت بهذه الكلمة بتلقائية فمـا كان منها إلا أنهـا ركضت خـارج المكتب بخجل وإرتباك شديدين ...
بينما إنـدهش وهو يقول بخفوت مبتسما : أميـري !! .... تابع بسعادة : حلوة أميري دي 
ضحك وهو ينهض من مقعده ينوي الذهاب إليهـا ، خرج وتوجه إلي مكتبهـا وجـدها تجلس واضعـة وجهها بين راحتي كفيها ، إبتسـم بإتساع وهو يقترب منهـا بخطواتٍ مُتمهلة ، إلي أن وقف أمام مكتبـها مباشرةً ، ثم دني منها قليلا وهو يقول هامسا : أفهم بقي ، ايه حكاية أميري دي ؟؟ 
لم تجرأ أبدا علي رفـع وجهها إليه فهي الآن في قمة خجلها منه ... 
ضحك وهو يقول بتسلية : طب أنا عاوز أسمعهـا تاني ، أصلها عجبتني أوي ! 
إزدردت ريقها بتوتر بالغ قبل أن تقول بتلعثم : آآ أنـ أنا آسفة معرفش ازاي قولت كده 
قهقه عالياً ، ثم قال من بين ضحكاته : بقولك عاوز أسمعها تاني تقوليلي أنا آسفه !!  ..
عادت تنظر إلي الأرض مرة ثانية وهي تعض علي شفتها السفلي بخجل شديد ، فقال أمير عابسا : خلاص مش عاوز أسمع حاجة كفاية كسوف خلاص 
تطلعـت إليه ، فـ نظر لها بتمعن عن قرب ، ما اجملها حين تخجل .. 
إزدرد ريقه وإبتعد خطوة للخلف قبل أن يغرق في سحـر عينيها .. اللتين تلمعتان ببريق خاص بها هي فقط .. 
إبتسـم مجددا وهو ينظر إلي ساعة معصمه : ممم ، دلوقتي عندي مشوار مهم يا أروي ، مُضطر أمشي حالا وهاجي بليل إستنيني عشان هوصلك تمام ؟! 
عقدت حاجباها وقالت بتذمر : طب أنا هاجي معاك 
قال بنفي : لأ مش هينفع يا أروي ، الشركة بعيدة شوية وهتتعبي المهم تستنيني هنا علي ماجي ومتخرجيش برة الشركة لأي سبب اوك 
أومأت له بإبتسامة ، فسار هو صوب الباب ولكنه وقف فجأة غامزا بمزاح : بس لما أرجع لازم تعرفيني ايه حكاية أميري دي .. ! 
أغلق الباب وهو يضحك ، بينما تنفست أروي بعمق وجلست مرة ثانية تتحسس وجهها الساخن .. 
.........................

جلس زياد علي مقعدهُ الوثير في شركة والـده والتي هي فرع من فروع شركاته الموجودة داخـل مصر ، ... أرجع ظهره للخلف ليستريح قليلاً بعد عدة ساعـات متواصلة من العمـل ، ثم مسح علي وجهه بإرهاق وفتح الحاسوب الخاص به ، ليتصفح حسابه الشخصي علي تطبيق الفيس بوك .. 
آتاه رسـالة مُجرد أن قـام بفتحه .. 
رفـع أحد حاجبيه وهو يقرأ محتواها 
(لسه زعلان مني زياد ، زياد أوعي تسبني أموت من غيرك  ) 
لم يتمالك نفسه من الضحك وهو يقرأ جملتها العفوية 
قرر أن لا يرد عليها وأغلق الحاسوب مجددا وهو يحك صدغه بإبهامه .. 
تذكر آخر لقاء بينهما قبل أن يأتي إلي مصـر بيوم .. 

فلاش باكـ 

هتف بحدة وهو يرمقها بغيظ مُصراً علي أسنانه ؛:
يعني مش هتنزلي معايا يا دارين صح ؟؟ 
أردفت دارين بتوسل : 
أرجوك زياد حاول تفهمني أنا لازم أخد ماجستير هنا في أمريكا ، و بعدين أنزل معاك مصر 
إنفعـل زياد قائلاً بحدة : ما احنا هنرجع تاني يا دارين لازمته ايه تعندي ومتنزليش معايا بقي ! 
قالت هادئة : أنت مُش عاوز تفهمني زياد ، أنا لازم أتجوز بعد ما أخد ماجستير وكمان يا زياد إحنا مخطوبين لسه أنزل معاك بصفتي ايه دلوقتي 
زياد بضيق : احنا هنتجوز في مصر يا دارين ، هتنزلي معايا عشان كده ! 
دارين بتوسل : زياد أرجوك آآ ... 
ضيق زياد عينيه وهو يقول بغضب مقاطعا حديثها : تمام يا دارين ، وأنا بقي نازل بكرة مصر ، كنت ناوي أحكي لأمير عنك وأعرفه إني خاطب وهتجوز قريب بس خلاص كل حاجة فينش يا دارين خليكي هنا مع أمك وأنا نازل مصر ومتحاوليش تتصلي بيا أبدا ماشي .. 
أنهي زياد جملته وإنصرف سريعا لتركض دارين خلفه قائلة في توسل : زيـاد أرجوك افهمني زياد 
لم يستجيب لندائها وإنصرف ، فجلست تبكي دارين فهي أحبته منذ أن إلتقت به خلال ثلاث سنوات مضت ، وكانت صديقة شقيقته ماهيتاب وخلال ترددها علي منزلهم أحبها زياد بشغف .. وتمت خطبتهما منذ عـام ! 
............
باكـ 

آفاق زياد من شروده وهو يبتسم ، ثم أمسك هاتفه وقام بالإتصال عليهـا ليأتيه بعد دقائق صوتها الرقيق المشتقاق ': زياد ، كده برضو هنت عليك تسبني كل ده ومتردش عليا 
تصنع زياد الجدية في حديثه ، وهو يقول : زي ما أنا هنت عليكي تسبيني أنزل مصر لوحدي 
أردفت ببراءة : طيب معلش أنا غلطانة ، بس أنت حتي متفاهمتش معايا وسبتني ومشيت 
رد عليها بتذمر : كنتي عاوزاني أعمل إيه يعني يا دارين وأنا عمال اتحايل عليكي عشان تنزلي معايا ، وقولت هتيجي وتلحقيني قبل ما أسافر بس للاسف محصلش 
تنهدت دارين قبل أن تردف بهدوء : متزعلش بقي ، خلاص أنا أجلت الماجستير ، لحد ما نتجوز ونرجع تاني نعيش مع بعض .. 
هتف بضيق : ما كان من الأول ، لازم يعني توجعي قلبي معاكي يا دارين 
زفرت بحِنق قبل أن تقول برقة : خلاص يا زياد أهو الي حصل بقي ، وبعدين هتيجي تستقبلني في المطار ولا لأ ؟؟ 
هتف زياد بفرحة : ايه ، أنتي نازلة مصر ؟؟ 
ضحكت قائلة : أيوة ، ماما سمحتلي انزل مع مامتك ونكتب الكتاب كمان 
كاد زياد أن يرقص فرحا ، فأردف بسعادة : ومخبية عليا كل ده ، أخيرا هشوفك 
دارين بعتاب : هو أنت اديتلي فرصة أسمع صوتك حتي ! 
تنهد زياد بإرتياح وقال بعدم تصديق : يعني انتي جيالي بكرة كده بجد ! يا فرج الله .. 
ضحكت وهي تقول بإيجاز : طيب سلام بقي عشان هحضر لبسي وكده 
غمز قائلاً بمرح : مستنيك علي نار ... نار يا حبيبي نار 
أغلقت دارين الخط وهي تضحك بسعـادة : مجنون يا زيزو .. 
...........................

عادت سهيلة إلي المنزل بعد أن أنهت عملهـا ، دلفـت وأغلقت الباب خلفها وركضت إلي الغرفة حتي ترتدي الملابس التي أعطتها لها تلك السيدة !! 
إبتسمت بسعادة وهي تطلع إلي الثياب بفرحة .. ! 
ثوانِ معدودة وسمعت صوت الباب يقرع ، فإتجهت صوبه وفتحت لتجد سامي يبتسم بإصفـرار ، .. تسمرت هي مكانها وهي تبتلع ريقها بخوف .. 
نطق سامي قائلاً في هدوء مستفز : ايه مفيش إتفضل يا سهيلة ولا إيه .. ! 
لم يمهلها فرصة وولج إلي الداخل ، قائلاً بتهكم : ده حتي أنتوا عايشين في بيتي ! 
أغلقت سهيلة الباب ثم هتفت بضيق : أنت عاوز ايه مني وجاي ليه ؟ 
ضحك عالياً ثم قال : ممم ، من غير عصبيه يا سهيلة هانم ، خلينا نتكلم بالهداوة 
أنهـي جملته وراح يجلس علي الأريكة واضعا ساقا فوق الآخر ، ثم قال مبتسما : إقعدي ، ده أنتي وحشاني اوي يا سوسو 
صاحت سهيلة بغضب : أنا خلاص معنتش سهيلة الي انت تعرفها أنا اتغيرت ومعتدش حد هيلمس مني شعراية !! 
ضحك ساخرا قبل أن يقول : بس مش بمزاجك يا سوسو ، أنتي مينفعش تطلعي من المستنقع ده ، بس هنتفق إتفاق 
سهيلة بحدة : هات من الآخر ! 
نهض ثم وقف أمامها .. ، ثم أخرج من جيب بنطاله ظرف ، ومد يده لها قائلاً بثبات : خدي شوفي ده وقوليلي ايه رأيك ! 
فتحت سهيلة الظرف علي عجالة ، لتتسع عينيها بصدمة جليه وهي تنظر إلي صورها العارية ، أصابها إرتجافة شديدة وقلبها ينتفض بشدة ! 
رفعت بصرها إليه لتجده مبتسم وكأنه شيطان ! 
صاحت به بعدم تصديق : ايه ده ؟؟؟؟؟؟؟ 
ضحك ثم قال من بين ضحكاته المستهزءة : ده يا حبيبتي صورك الي هتنزل علي النت وكل المواقع الإباحية ، لو مخلتيش أختك تنجز في الي طلبته منها ، وكمان ترجعي لأمك زي الشاطرة كده وتاكلي عيش من سكات ، وإلا بقي متلوميش أنتي واختك الا نفسكم .. !! 
نزلت كلماته عليها كالصاعقة ، وكأنها سقط في بئر ليس له قرار !! 
صاحت به دون وعي : أنت حقير وزبالة ، حسبي الله ونعم الوكيل فيك 
ضحك بلا مبالاه ، لتصرخ سهيلة باكية : ليه كده ، ليه بتعملوا فيا كده ، حرام .. حرام .. ربنا ينتقم منكم !! 
جذبها سامي من خصلات شعرها بعنف وهو يقول بقسوة : بقولك إيه يا روح أمك ! ... لو الي قولته متنفذش وربي لهنسفكم نسف .. ! 
قالت ساخرة من بين دموعها : ربك !! هو انت تعرف ربنا يا واطي ! 
صفعها بقوة لتهبط علي الأريكة ، ليقترب منها ويدنو قليلاً قائلاً بحدة : إسمعيني كويس ! .. لو بكرة مرجعتيش عند أمك ! .. وبعدها أقنعتي الزفته أختك تخلص نفسـها ، وتجبلي الملف والفلوس ، زي ما قولتلك متلموش إلا نفسكم ! 
تركهـا ورحل تاركا إياها تبكي بحسرة ... 
لماذا لم يُكتب لي الفرار ...وكُتب ياربي عليّ المرار ... هل لي من فرج ورؤية الانوار ؟ .. أم سأظل في مستنقع الأشرار .. ! 
..................

مرت عدة ساعات حتي عم ظلام الليل .. 
شعرت أروي بالملل فقررت أن تخرج خارج المكتب وتهبط تنتظر أميـر بالأسفل ونست تماما أنه قال لا تخرجي ... 
وجدت هاتفـها يرن لتنظر إلي الشاشة وتجد أسمه ينير بالشاشة ... أجابت علي الفور قائلة : ألو 
رد هو سريعا : جهزي نفسك يا أروي ، أنا خلاص ربـع ساعة وجايلك 
تحدثت بخفوت : ماشـي ، أنا مستنياك .. 
إبتسم وقال : سلام ...
أغلقت أروي الخط ، ثم سـارت بخطـوات متمهلة وهي تستنشق الهواء الذي أخذ يلفح وجهها ويصطدم بخصلات شعرها ليجعلها تطاير بشكلٍ جذاب ... 
أغلقت عينيها مستمتعة بمداعبة الهواء لها ... شعرت فجأة بيدين تقبض عليهـا بعنف فـ شهقت بفزع وهي تفتح عينيها علي وسعهما .. 
وجدت شخص مُخيف الوجه يتطلع إليها برغبة 
صرخت وهي تحاول التملص منه حتي ركض أمن الشركة إليها محاولين خلاصها من بين يديه .. فـ تعالي صراخـها ، وفجأة وجدت ماجـد ينزع عنها ذاك الشخص بعنف ويقـوم بضربه عدة مرات ليدفعه ذلك الشخص ويخرج من جيبه سلاح حاد (مطوة) ويغرزها في كتفه ويركض ... 
وفي نفس الحين صف أمير سيارته ليترجل منها سريعا راكضا إلي أروي قائلاً بذهول : أروي ... ايه الي بيحصل ده ؟؟؟؟؟؟ 
حركت رأسها عدة مرات وهي تقول بخوف : معرفش معرفش 
نظر أمير إلي ماجـد المُلقي علي الأرض بصدمة ، ليهتف بغضب : أنت خرجت من السجن إمتي ؟؟؟ 
لم يجيبه ماجـد بل كان يتوجع بصراخ ... فهتف أمير مرة أخري بغضب جلي موجها حديثه لـ أمن شركته ؛: حد منكم يفهمني ايه الي حصل وايه الي جاب البني آدم ده هنا !!! 
قص عليه أحدهم ما حدث وكيف اُصيب ماجد ، لينظر أميرله بعدم إقتناع ويقول بجمود : حلو أوي الفيلم الهندي ده .. ماشي ، حد يطلب الإسعاف وشيلوا البني آدم ده من قدامي دلوقتي ! 
إنصاعوا له وفعلوا ما قالوا لهم .. 
ليتجه نحوه أروي ويجذبها من معصمها قائلاً بعصبية : أنا مش قولتلك متخرجيش بره الشركة ؟؟؟؟ 
إزدردت ريقها بخـوف قبل أن تقول : آآ أنا والله نسيت ومتوقعتش يحصل كده أبدا أنا معرفش دول طلعوا منين ! 
جرها خلفه وهو يفتح باب سيارته ويدفعها إلي الداخل قائلاً بحدة : ماشي اصبري أما أشوف الموضوع ده .. اصبري يا أروي  !!! 



🌹

 👇

 🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

🍁🍁🍁🍁مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 
 نقدم لكم كل ما هوا حصري وجديد

جاري كتابة الفصل اترك ١٠ تعليق ليصلك الفصل 

 الجديد فور الانتهاء من كتابته ونشره

 وايضاء  اشتركو على

 قناتنا        علي التليجرام من هنا

ليصلك اشعار بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك

  🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-