رواية اقبلني كما انا الفصل الرابع والثلاثون34 بقلم فاطمة الزهراء عرفات

رواية اقبلني كما انا الفصل الرابع والثلاثون

رواية اقبلني كما انا 

 بقلم فاطمة الزهراء عرفات 

(الفصل الرابع والثلاثون) 


........................ 


أتسعت أعين لطفي بصدمة كبيرة عندما رأى شابين يخرجان من السيارة توتر بمبالغة ثم هم بأدارة سيارته ليبتعد هيهات له


كان بدر وأخويه يخرجانه من السيارة جاهد بأن ينطق بهلع: في ايه؟ ومين دول يا بدر؟ 


قبض بدر على ياقة لطفي بعنف ثم صخب بصوته الناقم: دول اخواتي.. اللي لو فكرت انك تقرب منهم هيشربوا من دمك


أختنق وهمس بصوت متحشرج: هتخنقني.. ابعد عني 


رد له لكمه عنيفة بوجهه وهو يهتف بغضب: ده انا هطلع القديم والجديد عليك يا لطفي


تآوه وصرخ بألم: ده انا كنت في يوم عمك.. ازاي آآآآه


عرقله وطرحه ارضاً ثم جثى عليه مستمر بضربه بوجهه يردد بغضب كبير: عمرك ما هتكون عمي.. انت كلب فلوس


أمسك چايدن كتف أخيه وأردف بجدية: كفاية عليه كده يا بدر هيموت فـ ايدك.. لو مات هتروح في داهية


دفع بدر أخيه للخلف وأستمر بضربه ثم قال بأحتداد كبير: اللي زي ده لازم يموت


عاون رفائيل چايدن في أبعاده من فوق لطفي بنبرة ضائقة: الشرطة هى اللي تقرر.. المهم ماتوديش نفسك في داهية.. سيبه


نهض لطفي بصعوبة ممزوجة بألم كبير حاول بدر ان يقترب ليكمل أعتدائه عليه ولكن لم يمهله چايدن الفرصة فأمسكه بقوة، فتحدث لطفي بتوجع: انا ماشي من البلد وسيبهالك.. آآآه


استقل سيارته مجدداً ولم يقدر ان يقودها فتحرك بها لأمتار حتى اختفى من امامهم لم يصمد وأوقف سيارته ثم اخرج حقيبته ووهو يتألم أوقف سيارة أجرة وأستقلها


حدثه السائق من المرآة بقلق: انت كويس يا استاذ؟.. تروح لمستشفى؟ 


جفف في دمائه وصاح بنفي: اطلع على المطار


...................... 


وصل بدر وشقيقاه الى شقته دلف چايدن اولاً بعد فتح الباب وقال بتفكير: هو ده لطفي اللي كنت بتهلوس بيه؟ 


جلس بدر على الأريكة ونطق بعدم فهم ممزوج باستغراب: هلويس ايه اللي بتتكلموا عليه؟ 


أغلق رفائيل الباب وجلس بجواره يُقر مايتذكره بأبتسامة: ده انت قولت كلام.. وجبروتك ده كله وطلعت بتخاف من الحقن


حدجه بغيظ وأردف بجدية متقطعة: تحب اكمل جبروتي عليك زي لطفي؟ 


رفع رفائيل ذراعيه وهمس باستخفاف: يا عم انا مش قدك.. شوف بقا هتعشينا ايه؟ 


نظر لساعة الحائط وحدثه بنبرة دهشة: دلوقتي؟! انت عارف الساعة كام؟ 


صاح چايدن بعد ان جائت له فكرة: انا هكلم المطعم يجبلنا اكل.. دليڤري


ثم أخرج هاتفه من جيبه وكلم مطعمه وأمرهم باحضار طعام ثم جلس بجوارهم يقول بصوص سلسل: مطعم الماريسكو قصر في حاجة


سأل بدر بتفكير: يعني ايه ماريسكو؟ 


أطاع رفائيل سؤاله بحماس: الماريسكو كلمة اسبانية معناها اكل بحري.. سي فود.. لما تيجي وتعيش معانا خلي ماما تديك كورس اسباني


زفر بدر مطولاً وأومأ رأسه ولم يمطق بكلمة اخرى، حضر العامل لأنهم على مدار اليوم يعملون تناولوا جميعا وتحدثون ليغلبهم النوم في الصالة


...................... 


في ظهر اليوم التالي أستيقظ چايدن بسبب قرع جرس الباب حدج أشقائه النائمين ولم يبالوا او يفيقوا، أرتدى قميصه وفتح الباب يفرك عينيه بنوم هتف بصوت غافٍ: ايوة


رمشت مكية بتعجب ونظرت له ثم قالت بخفوت: بدر الدين كويس؟ 


أفاق من نومه ورد عليها بأقرب من الجدية: أه كويس بس نايم.. اصحيهولك؟


هزت رأسها بنفي وأعطته صينية من المعدن مغطى بقماشة وقالت بجدية: لأ خليه نايم.. ده فطار.. اتفضل


ألتقط چايدن الصينية ورد بنبرة جادة: شكراً.. يا مرات اخويا


أبتسمت بخفوت بأصطناع وصعدت برفقة شقيقتها مريم، اغلق الباب بقدمه ثم وضع الطعام على السفرة ونظر لأخيه بدر النائم على الاريكة ورفائيل على الأخرى ولكنه اشد هولاً بهيئته النائمة وذراعه متدلي على الارض


صاح چايدن بصوت عالي: يا شباب.. الفطار جاهز


لوح رفائيل بيده كي يصمت بينما لم يتحدث بدر بأي جملة أقترب چايدن منه وهزه بجدية: مكية جابتلك فطار


رفع بدر رأسه إليه بسرعة ثم سأله بتوهم: بجد؟؟ طب هى فين؟


خبط على رأسه بسخرية: طلعت على شقتها.. فاكرها هتأكلك في بؤك.. صحصح يا بدر


ثم اسرع لأخيه النائم يوقظه لم يعبأ رفائيل به فصاح چايدن بنفاذ صبر ممزوج بتحذير: انا هروح الحمام واغسل وشي وهفطر مش هستناكم


أبتعد عنهم ونهض بدر يفرك عينيه نظر للصينية وألقى نظرة لأخيه ثم حرك جسده بعبء أقترب منه يحركه بقوة: اصحى انت ماعندكش شغل تروحه؟


ضغط رفائيل على اسنانه وهتف بحدة خفيفة: في ايه؟ هو حرام لو نمت؟ ولا اريحلي حبتين؟


وكزه في كتفه وصاح بحنق: احنا نايمين الساعة اتنين ودلوقتي واحدة الضهر ولسة مالحقتش تنام؟


خرج چايدن وعلى وجهه فوطة يحركها ثم قال بملل: انتوا لسة قاعدين؟


اقترب بدر ورد عليه بسخرية اكبر: ماهو في حمام واحد في الشقة


انهى حديثه ودلف للحمام في حين نهض رفائيل ووضع يده على وجنته بنوم بعض قلة خرج بدر من الحمام مرتدي البورنس وشعره يتساقط من المياه ودلف لغرفته يرتدي ثيابه عندما خرج كان اخويه منتظرانه بعد ان فاقوا


وحدث چايدن وهو يمضغ الطعام: رايح فين؟


رد عليه بلهجة جادة مبادر في تناول فطاره: دار الايتام.. الأجرائات القانونية كلها اتقبلت فاضل ان المكان يكمل بناية وبعد كده هروح القسم بخصوص الواد اللي سلمناه وكان هيحرق المشتل


أكملوا الفطار وأرتدى چايدن ورفائيل ملابس من اخيهم بدر وعند نزولهم للأسفل قبل ان يستقل چايدن السيارة قال لبدر: انا فرحت اوي انك هتعيش معانا.. انا ماعرفكش من زمان لكن لما اتكلمنا وقربنا اكتر حسيت انك اتربيت معايا


أبتسم بدر ونظر للشبه الذي يجمعهم سوياً من والدتهم ڤيكتوريا ليهتف رفائيل بحماس: مش وقت حنين يا خواجة منك ليه


فتح بدر سيارته واستقلها ثم لوح لهم وغادر ليفعل مثله چايدن ويقود سيارته ومعه رفائيل


.......................


وصل بدر الدين للمكان الذي سيحمل المبنى لداره كل يوم يزيد جهد العمال في بنائه تحدث مع المهندس وأعطاه المال وغادر للقسم تم القبض على الشاب الأخر الذي حرق المنزل بعد ان قر عليه رفيقه أعترفوا عن لطفي الذي أمرهم ولكنه أختفى ليعلموا انه ترك مصر ولن يستطيعوا احضاره ولكن سيحاكم الشابين على فعلتهم ويرسلان للنايبة في التحري خرج بدر من قسم ولكنه تشفى عند ضرب لطفي


قاد سيارته وذهب لقبر والده عاصم بحنين وشوق جلس على الأرض بجواره وتنهد بأشتياق: وحشتني اوي يا بابا.. في حاجات كتيرة عاوز أقولهالك.. انا خفيت ماكنش عندي مرض الصرع اللي كنت ديما بتخاف عليا منه.. عرفت ان ليا اهل وكمان طلع عندي اخوات.. هقولك على سر خبيته عليك.. فـ مرة لما جتلي الشقة وقولتلي في بنت موجودة معايا وانا قولتلك لأ.. كدبت عليك.. كانت مكية اللي حبيتها


انا فرحي فاضل عليه شهرين أوعدك يا بابا اول ولد ليا هيكون اسمه يحيى.. كان نفسي تكون عايش.. لطفي الكلب ماكنش هيقدر يعمل حاجة كان بيخاف منك


لمس بأصابعه على اسم عاصم المحفور على الحجر وتابع بحزن خفيف: هتفضل ابويا لأخر نفس في حياتي وهاجي ازورك ديما


أعتدل بدر وقرأ لروحه سورة الفاتحة ثم غادر من أمام القبر


..................... 


أستعدت مكية في خلال الشهرين لوازمها وجهاز منزلها وايضا بدر كذلك قام باشتراء لوازمه وذهب لمنزله الذي سيسكن به بالقرب من منزلين چايدن ورفائيل، للحق تصميمه جميل من طابقين ليقرر بيع اثاث الشقة التي بالعمارة واشتراء اثاث أجمل، فُرش المنزل وأعد فاصبح اجمل كان متبقي ثلاث ايام على فرحه


قرر بدر التبرع بملابسه بعد ان اشترى ملابس جديدة موضوعة بشقته الأخرى ولكن مازال يبحث في كراتين الملابس عن شيء ولم يجده


دلف چايدن وسأله بملل: انت بتدور على ايه؟


دنى لكرتونة أخرى ونظراته مسلطة بشرود ثم رد بعدم اكتراث: كان موجود هنا


جلس قرفصاء وسأله بفتور: هو ايه ده؟ انت مش هدومك دي هتتبرع بيها


ألتقط بدر ضالته وصاح بارتياح: لقيته.. اخيراً


نظر چايدن للقلادة الذهبية الصليب وتعجبت عيناه ثم قال بتذكر: نفس بتاعتي وبتاعة رفاييل وماريا بس انا مش لابسها قاعدة في البيت.. انت محتفظ بيها ليه وانت مسلم؟


وضعها بدر بجيبه وأجابه بجدية ممزوجة بتلقائية: عشان دي بتاعة ابويا وامي.. هى اللي أكدتلي انكم اهلي


دلف بدر للداخل بنفاذ صبر يصيح: يا ابني يلا انت وهو مش هتفضلوا ترغوا كتير


خرج بدر من الغرفة الفارغة وأغلق الأنوار ثم القى نظرة اخيرة على شقته الخاوية واغلق الباب ودلفوا سويا للمصعد عند خروجهم أعطى المفتاح للبواب وأستقل سيارته ومعه رفائيل وسار خلف چايدن 


عند وصولهم ترجل بدر من سيارته ودلف لمنزله بات جميل بالأثاث الرائع ورونقه القليل وستسكن مكية معه، ذهب رفائيل لمنزل والديه وچايدن معه 


دلف لغرفته وأخرج القلادة وخبأها بدرج في الدولاب لم يريد ان يسكن عند والديه فتمدد على الفراش ليسأله چايدن بفضول: انت هتنام هنا قبل فرحك؟


أومأ بدر رأسه وأجابه بنبرة هادئة: اه


لوح چايدن بيديه وهتف بلهفة ممزوجة بقلق: هتصبح ميت يا بدر.. لازم مراتك تكون معاك وفـ فرحك غير كده هتموت


قفز بدر من فوق الفراش بسرعة وصاح بانكار: انت بتتكلم جد؟


دوى صوت چايدن بالضحك العالي حتى أدمعت عيناه ليضربه بدر في صدره وصاح بحدة خفيفة: بأمانة يا چايدن انت رزل





أردف بنبرة ساخرة ضاحكة: انت اللي صدقت انا مالي.. بقولك ايه تعالى بات معانا وعلى فكرة في اوضة ليك وفيها هدوم كمان


ثم وضع ذراعه على كتفه وتابع بتنهيدة: بص يا بيدو.. هما كام يوم وهتيجي تسكن هنا لغاية ماتزهق.. تعالى فرح ابوك اومك


مط شفتيه فأصر چايدن بلامبلاة: فال وحش انك تنام على السرير قبل فرحك.. وممكن تموت فعلاً 


دفع بدر أخيه بنفاذ صبر وهتف: يلا يا اخويا


خرج مع أخيه وتحركوا للأمام حتى وصلوا الى منزل والدهم طرق چايدن بأبتسامة: افتحوا.. عندي ليكم مفاجأة 


فتح رفائيل الباب وفي يده قطعة خبز تعجب من رؤية بدر معه فهو ذهب حتى لا يضغط عليه، ضرب چايدن اخيه على وجنته وقال بصوت ساخر: هتفضل مبرق كده كتير؟ اوعا عاوزين ناكل






دلف چايدن ورأى والديه وماريا يتناولون الغداء فتكلم بجدية ثم جلس بجوار والده: اصل بدر بيحب الأكل البيتي.. ايه ده يا بيدو.. طنط هالة بتعشقك ماما طابخة بانية ومكرونة بالبشاميل.. تعالى اقعد


صاحت ڤيكتوريا بأبتسامة عريضة غير مصدقة الحديث: ڤاموس بدر (تعالى يا بدر) ده بيتك


أغلق رفائيل الباب ثم تقدم بدر بخطوات مترددة فسأله السكندر بتوجس: مستحرم تاكل معانا؟


هز بدر رأسه بنفي وأجابه بهدوء سلسل: لأ العفو.. مش حرام اني اكل معاكم.. في ايه في سورة المائدة بتقول {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ}


أبتسم السكندر لأبنه ودفع چايدن: قوم يا چايدن خلي اخوك يقعد


هزت ڤيكتوريا رأسها ثم فردت ذراعيها للكرسي بجانبها: سى سينتو (اجلس) جنبي بدر


هتف رفائيل بسخرية: من أولها هنفرق؟ هقول ايه ما هو الكبير


أخذ بدر طبقه وجلس بجوار شقيقته بينما جلس بدر بجانب والدته أعطته طعامه ليأكل ابتسم لها وشرع في تناوله، ألتقت عيناه بأعين ماريا المتوجسة له أبتسم لها بخفوت


....................... 


مر اليومان بسرعة ليأتي اليوم الذي سيقام به الزفاف كان تم تحديده بالنهار، ذهبت ماريا لمركز التجميل مع رفيقتها مكية حاولت الفتاة التي تضع لها المكياج ان تخفي الوحمة ولكن ابت ان تخفيها






كانت جميلة بفستانها الابيض البراق وحجابها الحال عند ماريا الفتاة الرقيقة لتمسك مكية بيدها وتسألها بأبتسامة: حلوة انا يا ميرو؟ 


حركت يديها وردت بتأكيد: بدر أحلى


أختفت ابتسامتها وحدجتها بغيظ فأكملت ماريا القول: من شوية شوفته تحت زي القمر وانتي قمرين


أقتربت مريم وسألت بفضول: هو مافيش حد يعرف يزغرط ولا ايه؟ 


جلجلت الفتاة بزغرودة طويلة لترقص الفتايات مع مكية عند تشغيل الأغاني، أقترب مودة من شقيقتها وقالت بفرحة ممزوجة بتأنيب للضمير: ما شاء الله يا مكية جميلة اوي.. انا زعلانة انك هتمشي وانا مالحقتش اقضي ايامي معاكي في سعادة كنت ديما بنكد عليكي


حدجتها مكية بغضب وردت بحنق: طبعا انتي عوزاني اعيط ومكياجي يبوظ.. وبدر يفلق مني


أرتمت بحضنها وقبلت وجنتها لتقول مودة بأبتسامة خفيفة: مايقدرش يفلق.. ده انا اجبهولك واقرصلك ودنه.. ده انتي قمر


صدح صوت بدر من الخلف بأبتسامة يعلوها السخرية: قمر ايه؟ ده ربنا أمر بالستر


ألتفت مكية له وضحكت على جملته ثم أقترب منها وقال بصدق: اللهم صلِّ على النبي.. ده الصورة هنا واضحة اوي


قبل جبهتها ولف ذراعه حول ذراعها متوجهين للقاعة المفتوحة وتطل على البحر لم تنكر مكية ذوق بدر في اختيار موعد الزفاف جميل بالنهار

وصلوا وخلفهم غناء وغبطة سعيدة


على جانب من القاعة شابين ليهتف واحد بجدية: يا سطا حولتني.. هاتكلها بعنيك اهدى


عاود الشاب النظر لماريا وهمس بهيام: هموت واتجوزها بحبها اوي يا جورج






رد عليه رفيقه بتلقائية: طب ماتتقدملها يا دكتور إبرام.. هو من امتى كان عندهم اخ أكبر منهم؟


أجابه إبرام بجدية: چايدن كان قايلي ان معاهم اخ اسمه ستيڤن ومات.. تقريباً مامتش ضاع منهم ورجعلهم وهو كبير ومسلم.. بس انا هتجوزها هى.. لا لا انا لازم اكلم چايدن بس بعد الفرح.. تعالى نرقص شوية


على طاولة أخرى حضر سيف وعائلته أعتقد يوسف بأن منار ستأتي ولكن لم تفعل ليمسك أخيه ويبتعد وقال بجدية: منار ماجتش ليه؟ 


أبعد سيف تمسك أخيه منه وأجابه بتعجب: وانا ايه اللي يعرفني.. ممكن مشغولة بمالمذاكرة لجامعتها دي في هندسة.. بتسأل ليه


نفخ يوسف بضيق وأستطرد على مضض: يعني انا اجي عشانها وهى ماتجيش؟


ضغط سيف على كتف يوسف وصاح بخفة: ولا؟ ابعد عنها دي محترمة


مط شفتيه بنفاذ صبر مكملاً قوله: هتوب عليها يا سيف.. انا عاوز اتقدملها بس عاوز اعرف انها قبلاني.. عشان المرة اللي فاتت استظرفت وهبلت الدنيا





أبتسم سيف بسخرية ثم غير الحديث: طول عمرك اهبل.. انا هروح اسلم على بدر


أبتعد امام ناظريه لما رأى الشباب تقترب وتأخذ صور كثيرة معه يهنؤونه، حتى فارس ووالدته ورواء جائت وسلمت عليه في نهاية الفرح أجتمعت عائلة الخواجة لتأخذ صورة تجمعهم كلهم قبلته ڤيكتوريا وأحتضنت مكية مهنئة كلاهم


بعد انتهاء الزفاف غادر بدر وزوجته القاعة متوجهين لمنزلهم


هذا لا يمنع من اخوته الذين يشعلون صواريخ في السماء مختلطة بالألوان فرحة لهم دلف لمنزله وأغلقه خلفه أبتسمت مكية من المنظر الجميل عاودت له التحديق فقبل رأسها وقال: مبروك.. اتقفل علينا باب واحد





فركت في أصابعها من الخجل فهمس بمزاح ليبعد استحيائها: قال يعني هى اول مرة يتقفل علينا باب


رمقته بحنق ولبت سؤالها بغيظ: انت اللي اخترت الاتفاق مش انا


قرب بدر وجهه منها وهمس بطلاقة: كان احلى اتفاق عشان اتعرفت عليكي.. احنا هنقضي يومنا في ازاي عرفنا بعض؟ 


ثم تابع بدر بخبث: مش عاوزة افكلك طرحتك؟ فستانك مثلا؟ 


رفعت مكية رأسها وسألته بأبتسامة: شيلني 


حملها بدر على كتفه وقصد غرفتهم يقول بتلقائية: يعني جيتي في جمل؟ 


أغلق الباب بقدمه ووضعها على الفراش ثم فك ازرار بدلته اسرعت مكية بالحديث: هتعمل ايه؟ 


رد بنبرة تلقائية ممزوجة بتعجب: هقلع الجاكيت هموت حر.. انتي ازاي مستحملة الفستان ده؟ اقلعي اقلعي.. تعالي هفكلك الطرحة


ترك سترته على الفراش وأمسك بيدها فجلست على مقعد التسريحة وشرع في فك الدبابيس الكثيرة لدرجة الملل فرك في عينه وصاح بنفاذ صبر: ايه يا قلبي كل الدبابيس اللي مش راضية تخلص.. لسة فاضل الفستان


خلعت مكية حجابها بصعوبة وهمست بتنهيدة: خلصنا.. ندخل على بنس شعري بقا





مسح بدر على وجهه فتابعت مكية قولها بأبتسامة: بهزر معاك يا بدر.. اخرج عشان انا هعرف اغير الفستان


أمتثل لقولها قبل ان يفتح دولابه ويأخذ ملابسه


غيرت مكية فستانها بصعوبة لا بأس بها ثم أرتدت اسدال صلاتها، طرق بدر الباب وهمس بمراوغة وفي يده ثمرة تفاح: كوكيز.. يا كوكو انتي لسة بتغيري هدومك.. انا هفتح بقا وأمري لله


أفتتح الباب فوجدها جالسة على الفراش مترتدية الاسدال ومغطية شعرها رفع حاجبه للأعلى ثم قطم من التفاحة وصاح بدهشة: هنقضيها قط وفار.. مكسوفة ليه؟ 






هزت مكية رأسها نافية وحدثته بأبتسامة: هنصلي يا حبيبي.. عشان ربنا يبارك فينا.. هروح اتوضى


أسرعت مكية للحمام وتوضأت فتوضأ بظر خلفها وأقام الصلاة بعد أنتهائهم همس بجدية: هنعمل اتفاق بس مش لشهر لأ هيكون لأخر العمر اننا لو حصلت خناقة في الصبح لازم قبل ما عينا تغفل في الليل نكون متصالحين


أيدته مكية في سرها فأبتسم وتنهد: هو الاسدال عاجبك؟ 


نهضت مكية وأردفت بتلعثم: آآ.. انا جعانة عاوزة اكل


أعتدل في نهوضه وألتقط بالتفاحة الموضوعة على الكوميدينو وجعلها تقطم بتريث، نظرت مكية لعينيه الملونة بشرود ايعقل ان تكونا مسحورتين؟ قرب بدر وجهه منها والتمست شفايفه




 بشفايفها وهى مغيبة عن الوعي أراح جسده عليها فأرتمت على الفراش وضع باقي التفاحة على الكوميدينو مرة اخرى وأغلق الأنوار لتصبح زوجته امام الله


........................... 


منتصف النهار في الظهر أستيقظت مكية بخجل ممزوج بأبتسامة لمحت الحرق الذي على صدره وتحسسته بحب كبير قبلت وجنته ودلفت للحمام أغتسلت بمياه دافئة لم تريد ان تخرج هكذه لأنها ستقضي فرضها فأرتدت الاسدال الذي تبللت أطرافه، فرشت المصلية وبدر نائم وصلت فرضها ودعت بأن





 يحفظ لها بدر بعد انتهائها دلفت مجدداً وأرتدت ثيابها عبارة عن فستان بسيط باللون النبيتي، استيقظ بدر ولم يجدها فدلف للحمام وتفاجأ بها تحاول غلق سحاب فستانها همس بأبتسامة نائمة: صباح الخير


ردت عليه بأبتسامة مشرقة: صباح زهرة الجوليت روز يا حبيبي


أقترب وقبل رأسها ثم أغلق السحاب لها ودلف للحوض الاستحمام وشد ستارته لم يتأخر بدر في اغتساله وخرج ملتف حول خصره فوطة كبيرة وشعره يتساقط من المياه نظرت له





 مكية بخجل للأن لم تعتاد على حياة المتزوجين تابعت وضع مكياجها محدقة للمرآة التقط بدر بفرشة سنانه ووقف بجوارها ينظف أسنانه راقبها وهى تضع الروج على فمها


أقترب بيده الأخرى يحرك يد زوجته خلسة لتفسد وترسم على نصف وجهها هتفت بغيظ كبير: لااااااااا.. الروج باظ.. عاحبك كده؟ شبه الجوكر


قبل وجنتها لتختلط رغوة المعجون وهمس بأبتسامة: هارلي كوين.. بس انتي queen قلبي





أبتسمت مكية وصلحت الجزء الزائد وأرتدت حجابها برا وخرجت تعد فطار خفيف، اكمل بدر تنظيف اسنانه ثم ارتدى ثيابه وأقام فرضه وغادر الغرفة لسماع صوتها تتحدثه للفطار


جلس بجوارها وبدأوا يتناولوا الافطار سويا ولم يمر وقت عندما سمعوا ضجيج بالخارج على الباب لوى فمه بضيق وهمس لها بنفاذ صبر: بالليل هنروح دهب وهنقضي شهر العسل.. يا عسل


سمع صوت مكية تصفق بيديها وفمها مبتسم: سويت هارت (حبيب قلبي)






قرص أنفها وردد بسخرية يشوبها التحذير: قوليها بالعربي هتكون احلى.. سيوت هارت وسويت شيرت مايجوش معايا سكة


زاد طرق الباب وهتف رفائيل بصوت عالي: ماتفتح يا بدر؟


زم شفتيه وأبتعد عنها ليفتح الباب بضيق


............................


بالمستشفى التي يعمل بها سيف كان يتجول بالرواق فأوقفه منظر رجل عجوز جالس على الأرض وحالته مذرية دنى منه وسأله بفضول: يا حج؟؟ انت كويس في حاجة تعباك؟






رفع بصره إليه وأردف بصوت منخفض: متشكر يا دكتور.. الممرض هيجيب الدكتور وجاي.. بس مش عارف أتأخر ليه؟


تابعه سيف سؤاله فحالته جعلته يشفق عليه فسأله مرة ثانية: طب فين اهلك؟ اولادك؟ حد من قرايبك؟ ولا جيت لوحدك؟ 







تنهد الرجل بألم ونطق بيأس كبير: يااااااه.. من زمان ماسمعتش كلمة ولادي.. انا عملت كل حاجة عشانهم وفي الأخر طردوني من البيت وباعوه وسافروا برا البلد.. عشانهم سرقت مال اخويا ورميت ابنه في دار ايتام.. سبحان المعز المذل


نفض سيف رأسه وأفكاره التي طاردته فسأل الرجل بجمود: انت اسمك ايه يا حج؟ 

             الفصل الخامس والثلاثون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>